مشاهدة النسخة كاملة : (¯`•._) (.الرواية الرائعة .. عودة الذئب) (¯`•._)
secret girl
4-1-2010, 05:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
روايــة
عـــــــودة
الذئــــــــــب
تأليف سامية أحمد
هذة رواية رائعة فعلا
وسأنقلها لكم إن شاء الله
ولكن هذة المرة الرواية كاملة
يعني إن شاء الله أنقلها لكم بلا أعطال
انتظرونا
قريبا إن شاء الله
ودمتم سالمين
يااااى حلوو
خلاص احنا مستنين اهو
وياريت متنسيش التانية كمان وتلهينا بديه عشان عاوزين نعرف نهايتها
جزاك الله خيرا وننتظر اول حلقة
وربى يعينك فى دراستك ونشوفك من يريد ان يعرف فليسالها اولا اد الدنيا
secret girl
5-1-2010, 09:15 PM
أهلا بأختي الحبيبة رحمة
ربنا يكرمك دائما تشجعيني
وإن شاء الله مش هنسي القصة الأولي
ولما تنزل حلقات منها هبقي أجيبها لكم
جزانا الله خيرا وإياك
وربنا يعينك ويوفقك انت كمان
شكرا لك
سعدت بمرورك
secret girl
5-1-2010, 09:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ بجزء صغير
http://1aim.net/fourm/imgcache/10736.imgcache.jpg (http://www.m5zn.com/)
جلس شاردا على حافة صخره كبيره ...
يتأمل قطرات الماء التى تسيل ببطء
وانتظام من أوراق الشجر معلنه انتهاء الشتاء القارص
وبداية الربيع
رفع عينيه من أوراق الشجر ومد بصره بعيدا..... بعيدا
خلف قمم الجبال التى تغطيها الثلوج ...
هناك ...
حيث ترك قلبه
عاوده الحنين والشوق للعوده الى هناك...
اليها...
اصطدم الهواء البارد بوجهه فاستنشقه بعمق
وكأنما برغم البعد يجد فيه رائحتها ..
تمنى لو يتشبث بأنفاسه...ببقايا عطرها الذى يدفئ قلبه
أيها القائد.....
غادر شروده وحنينه والتفت الى محدثه الذى
قال :
انهما بانتظارك
قال ببطء وبعد صمت :
حسنا...أنا قادم
القى بنظره حانيه أخيره اليها هناك...بعيدا
زفر بقوه وعزم....
ولمعت عيناه ببريق قوى
وهو يقول :
سأعود............
.............................. .................... ..
دخل الى الحجره...وسلم على الرجلين اللذين كانا بانتظاره بحراره
القائد :
كيف كانت المهمه ؟؟ وما هى آخر الأخبار؟
الأول :
لقد جمعنا كل المعلومات اللازمه عنه ..
ولكن...
يبدو أن الأمر سيكون شديد الصعوبه
القائد فى هدوء :
لكن الأمر يستحق...
لاتنسى أنه شديد الأهميه بالنسبة لنا...
لا بد من احضاره الى هنا....
لابد أن يكون تحت أيدينا
الثانى :
أيها القائد ان المسافه طويله للغايه...
والأمر شديد الخطوره قد نتعرض للكشف فى أى وقت ..
لن نستطيع انجاز المهمه
القائد بعزم :
لابد من انجاز المهمه مهما كانت التضحيات ..
سنحضره الى هنا مهما كان الثمن ..
لدى خطه محكمه
أخذ القائد يشرح خطته لمعاونيه وبعد أن انتهى
الأول :
حقا ..خطه شديدة الإحكام ...
ولكن؟
ألن يشك فى الأمر؟؟
القائد
وابتسامه شديدة الدهاء تنبت على زاوية فمه :
الطمع أقوى بكثير من أن يدع له فرصه للشك...
تابعـــونا
.
.
.
http://backgnd.jeeran.com/broad15.gif
secret girl
5-1-2010, 10:23 PM
أهلا أختي جهاد النفس
جزانا الله خيرا وإياك
الحمد لله إني وضعت الرواية في الوقت المناسب
إن شاء الله تعجبك
في أمان الله ورعايته
[ اللــيـــث ]
6-1-2010, 09:59 AM
جلس شاردا على حافة صخره كبيره ...
يتأمل قطرات الماء التى تسيل ببطء
وانتظام من أوراق الشجر معلنه انتهاء الشتاء القارص
وبداية الربيع
رفع عينيه من أوراق الشجر ومد بصره بعيدا..... بعيدا
خلف قمم الجبال التى تغطيها الثلوج ...
هناك ...
حيث ترك قلبه
عاوده الحنين والشوق للعوده الى هناك...
اليها...
اصطدم الهواء البارد بوجهه فاستنشقه بعمق
وكأنما برغم البعد يجد فيه رائحتها ..
تمنى لو يتشبث بأنفاسه...ببقايا عطرها الذى يدفئ قلبه
البداية أعجبتني للغاية والذي أراه فيها أنها كانت شاعرية ، وكان معنى التأمل الموجود فيها عميقاً مما يوحي بحالة من التقارب بين حال الشاب الذي يتأمل والأشياء التي يتأملها
ننتظر الباقي
رائع ننتظر الباقى
يبدو انها مشوقه وممتعة جدا
فى الانتظار
جزاك الله خيرا
secret girl
6-1-2010, 12:43 PM
samer_zx
الحمد لله أنها أعجبتكم
شكرا لمرورك
rahma tarek
الحمد لله أنها أعجبتك
وجزانا الله خيرا وإياك
وطبعا شكرا للفواصل
سعدت بمرورك
secret girl
6-1-2010, 01:40 PM
(2)
أطلت الشمس الدافئه تقبل وجه النيل الجميل
وتنثر حبات اللؤلؤ والماس
فوق مياهه الصافيه
لتزيده جمالا وبهاء فى أحد أيام الربيع الدافئ
الذى يلقى بثوبه الأخضر الزاهى
على الأشجار التى ترقص فرحه على أغنيات الطيور الشجيه
ملء محمد عينيه بذلك المشهد الرائع
الذى يخلب القلوب والألباب
وهو يقود سيارته
عابرا فوق كوبرى قصر النيل فى وسط القاهره
والذكريات تأتى اليه
من كل مكان
ذكريات الفتوه والشباب ....
أيام عديده قضاها فى أحضان ذلك البلد الدافئ الحنون
وجامعة الأزهر العريقه ....
وحى الدراسه...... ومدينة البعوث
قطع ذكرياته عندما وصل الى وجهته...
الى شارع محمد على الشهير...
أوقف سيارته
واتجه الى شارع المغربلين سيرا على قدميه
وفى هذا الشارع الضيق العريق ...
جلس على مقهى صغير ليشرب كوبا من
الشاى المصرى المعطر بالنعناع الذكى الذى اشتاق اليه طويلا
أثار وجوده فضول أهل المنطقه فهو غريب عن أهل الحى الذى يعرف بعضهم بعضا.......
أخذوا يتأملونه بوسامته الشديده ووجهه الأبيض المشرب بحمره
والذى يختفى أغلبه تحت ذقنه شديدة السواد
الا من بعض شعيرات بيضاء
تناثرت فوقها
قام بعض رواد المقهى باستثارة فضول صاحب المقهى (الحاج جاد الله)
ليعرف من هذا الضيف الغريب وما الذى اتى به فى ذلك الشارع الشعبى الضيق
اتجه الحاج جاد الله الى الطاوله التى يجلس اليها الغريب
جاد : السلام عليكم
التفت اليه محمد وقال بابتسامه شديدة الوقار :
وعليكم السلام ورحمة الله
..تفضل بالجلوس
جلس صاحب المقهى وهو يقول بابتسامه ودوده :
يا مرحب يا مرحب....حضرتك مش من هنا؟
محمد بود مماثل : أنا من بلاد بعيده
جاد الله : يا أهلا وسهلا ...حضرتك أول مره تيجى مصر؟
محمد باقتضاب : أنا أزهرى ...
جاد الله : واسم الكريم ايه؟
محمد : محمد..
جاد الله : يا مرحب يا شيخ محمد ..أى خدمه؟
محمد : أبحث عن السيده فتحيه أم سلطان
جاد الله: مراة الأسطى بسيونى؟
أهه ..بيتها فى الزقاق اللى على يمينك
ده.... البيت التالت
محمد : جزاك الله كل خير..
سأذهب اليهم بعد أن أنتهى من الشاى
جاد الله بفضول : انما لامؤاخذه يعنى..
أنا مش حشرى ولا حاجه..
هو حضرتك تعرفها منين؟..وعاوز منها ايه؟
التفت اليه محمد ببطء ورماه بنظره قويه أخجلته بشده
فضحك بخجل : ها هأ ..لا مؤاخذه..
البيت أهه ..هما ساكنين فى الأرضى
يا اسطى بسيووووووونى ...
يابا ...يابو سلطان...
يا اسطى بيسووو
يلتفت الجميع صوب الصوت ...
الى فتى وسيم يدخل الحاره بصخب غير عادى
مشاكسا بيديه فى مرح كل من فى طريقه
جاد الله بتأفف : يافتاح ياعليم ..
ايه اللى حدفه علينا ده؟
ما كنا مرتاحين من وشه بقالنا اسبوع
ربنا يعدى اليوم ده على خير
يتأمل محمد الفتى باهتمام شديد
ويركز نظراته عليه وهو يشرب كوب الشاى ببطء
يقترب الفتى من المقهى
وهو يقبل أصابع يده بصوت ملحوظ
ويقول :
صباح الفل يا عم جاد
جاد الله بضيق : ما كنا مرتاحين...
ياترى أنهى مصيبه حدفتك علينا
استرها يارب
الفتى : الله الله ..
جرى ايه ياعم جاد؟
هو أنا كنت جوز أمك؟
مالك كده واخدنى عالحامى؟
جاد الله : اطّرّق يله من هنا
لحسن أقوم أمسح بيك الشارع
الفتى : ليه كده بس ؟
دانا كنت جايبلك طلبيه جديده ...وبسعر مهاود
جاد الله : تغور من وشك...ربنا يكفينا شرّك
ينظر الفتى تجاه محل الميكانيكى المواجه للمقهى ويشير بيديه بالتحيه :
صباحك قشطه ياعم فرغلى
يظهر على وجه فرغلى الإشمئزاز ويدير ظهره له ولا يرد
ينظر الفتى لجاد الله : بالراحه شويه عليا يا عم جاد..
مش كفايه أبا بسيونى
...طردنى من البيت و مش عاوز يبص فى وشى؟
جاد الله : من عمايلك السوده..
كفايه البهدله اللى اتبهدلها
بسببك جرجروه عالقسم وسين وجيم.....مخدرات ؟؟
يابن ال...ولا بلاش
انت يله مش هاتبطل شغل الشياطين ده
يلاحظ الفتى أن محمد لم يحول عينيه عنه منذ بداية الحوار فيركز نظراته عليه
وهو يقول مخاطبا جاد بمسكنه :
طب والله برئ ..دول حتتين حشيش عم الواد قطوشه هو اللى دبسنى فيهم
يا عمر ...يا عمر ..
يلتفت الجميع الى الصوت ...
لفتاه تطل من شرفة بيت فتحيه
وهى تقول :
تعالى أمى عاوزاك
يشير الفتى بيده وهو يقول :
ماشى ..جى على طول
جاد الله : يالله يله غور من هنا ...وبطل شغل اللبط بتاعك ده
الفتى : ماشى يا معلم...
أنا رايح أشوف أمى
يتابعه محمد بعينيه حتى يغيب داخل بيت فتحيه أم سلطان
ثم يسأل جاد الله
: ابنها؟
جاد الله بانفعال : ابنها مين؟
الله يحرقه...دا واد ابن (...)
يلتفت اليه محمد ويرميه بنظره قاسيه
فيرتبك جاد الله ثم يستعيد هدوءه :
ولا مؤاخذه..أصله مش ابنها ....
هى مربياه
بس ....بيقولوا انه ابن الدكتور صابر
اللى كانت بتشتغل عنده من 17 سنه
يكمل جاد الله باهتمام من وجد مستمع جيد :
الدكتور ده كان بيسافر كتير
..وهو اللى اداها الواد ده ...
جالها بيه فى ليله ووصاها عليه واداها فلوس
..وقالها ان اسمه عمر الديب
ضحك جاد الله بسخريه : أهه حاجه كده زى الأفلام العربى
يظهر ان الواد ده ابنه من ...
أستغفر الله...
أصله ماكانش متجوز...
ومالوش قرايب...
ولما جوزها بسيونى عرف...
شال الواد وراح على بيت الدكتور علشان يرجعهوله..
لكن مالقاهوش...
البواب قاله ان البوليس قبض عليه
ولحد النهارده محدش يعرف راح فين
الأسطى بسيونى ومراته
ما هانش عليهم يرموا الواد فى الشارع..
ربوه وسط عيالهم ورضعته على بنتها زينب ...
البت اللى كانت بتنادى عليه من شويه
لكن تقول ايه...بلوه واتحدفت عليهم
محمد بهدوء : لا يمكن أن نحاسب انسان على خطأ ارتكبه غيره
جاد الله : انت أصلك ما تعرفش....
الواد ماتمرش فيه اللقمه الحلال اللى كالها
فى بيت الأسطى بسيونى...
مشى فى كل السكك البطاله
اشى سرقه على نصب على مخدرات ..
عامل زى المنشار...
همه يجيب فلوس وبس
حتى المدرسه..مافلحش فيها
...كان بيسرق العيال ..وطلعوه منها بفضيحه
مش بقولك...دا واد ابن (...)
نهض محمد بحده ووضع بضعة ورقات نقديه على الطاوله وهو
يقول باقتضاب متجهما :
شكرا على الشاى ...السلام عليكم
ورحل بخطوات سريعه مودعا بنظرات العجب والدهشه من جاد الله
دق محمد باب منزل فتحيه أم سلطان
فتح الباب فوجد عمر أمامه ينظر اليه باستغراب وريبه
عمر : مش انت اللى كنت قاعد مع جاد الله القهوجى ؟؟
محمد بثقه وهدوء : السلام عليكم ..
أريد التحدث الى السيده فتحيه أم سلطان
عمر بريبه : نقولها مين؟
محمد : صديق للدكتور صابر عبد التواب
جلس محمد على الأريكه البلديه فى انتظار السيده فتحيه وجلس أمامه
الأسطى بسيونى الذى قدم مسرعا من دكانه عندما ناداه عمر
جلست السيده فتحيه بعد أن قامت بنفسها
بتقديم واجب الضيافه للضيف
الذى بدأ يتحدث اليهم قاطعا كل نظرات التساؤل والشك فى العيون
:
أنا محمد ...
صديق الدكتور صابر عبد التواب
تعرفت على الدكتور صابر عندما كان مكلفا من قبل نقابة الأطباء المصريه
بمهمه انسانيه طبيه فى بلادى
وتصادقنا كأعز الأصدقاء...
وقبل سفره قدم لى الدعوه لزيارته فى مصر..
ولم أره منذ سبعة عشر عاما
وطوال هذه المده لم تتح لى الفرصه لزيارة مصر..
وعندما تحسنت الأحوال واستطعت الحضور الى مصر ...
ذهبت لزيارته
ولم أجده
فتحيه بأسى : لا حول ولا قوة إلا بالله
بسيونى : البوليس قبض عليه من 17 سنه ومحدش يعرف له طريق
محمد بدهشه : لماذا ؟؟
بسيونى : والله ما حد عارف ...
أهم بيقولوا سياسه ..
وناس بتقول انه كان مع الجماعات
تجهش فتحيه بالبكاء : دا كان راجل سكره...
ما يستحقش اللى جراله...
الله
يجازى اللى كان السبب
هز محمد رأسه بأسف وتنهد بحزن
بسيونى : انما حضرتك بتتكلم عربى كويس؟
محمد يلتفت اليه : أنا أزهرى ...تعلمت فى الأزهر ..
وقضيت فى مصر فترة شبابى
يلتفت محمد الى عمر الجالس قبالته وينظر فى عينيه
وهو يقول : أنت عمر؟
عمر بريبه : ايه ...انت تعرفنى؟
يظهر شبح ابتسامه على زاوية فمه
وتطل من عينيه نظره غريبه :
أنت الذئب
ينظر اليه الجميع بدهشه شديده
عــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــ ر
يشق المكان صوت رهيب يفزع كل من فى البيت
يجرى عمر الى الشرفه :
ايه ....فيه ايه يا ريس فرغلى؟
فرغلى بغضب : انزلى هنا يابن الديابه لا أطلع أشرحك
عمر بغضب : ايييييه انت هاتشتغلى؟
طب أنا نازلك....
يخرج من المنزل جريا ويقول :
جرى ايه؟
واقف تسيحلى فى وسط الحاره؟
حصل ايه
فرغلى يمسكه من ملابسه :
فين ايراد الورشه يا (...) يا حرامى؟
من ساعة ما اصطبحت بوشك وانا بقول اليوم ده
مش هايعدى على خير
عمر يدفع يده : ماتشتمش....
وانا مالى أنا ومال ايراد الورشه؟
هو أنا جيت جنبك؟
ماتشوف مين اللى دخل الورشه النهارده
مفيش حرامى وابن (...) فى الحاره غيرك..
ودينى اما قبيت بإيراد الورشه
لأبيتك متفشفش فى أحمد ماهر
حووووووده...
كتفه
يحيط به صبيان الورشه ويمسكوا بيديه
عمر بغضب :
هى دى المرجله ؟
بتخليهم يكتفونى؟
يبدأ فرغلى بالضرب فيه بوحشيه وهو يقول :
فين ايراد الورشه ..
انطق يا حرامى
يتجمع كل من فى الحاره ويقفوا متفرجين الا من بعض التعليقات :
مش حرام ..كلكوا عليه؟
أحسن تستاهل...دا حرامى
يصرخ عمر من الألم
ويسب فرغلى الذى رفع يده لتنزل على وجه عمر...
لكنها
لم تنزل.... لأن يدا أخرى أشد قوه اعترضتها
التفت فرغلى بغضب الى الشخص الممسك بيده ليصطدم بعينين يملؤهما غضب مخيف وصوت صارم
يقول : يكفى هذا
ارتبك فرغلى بشده لكنه قال :
محدش يتدخل بينى وبين ابن ال(...) ده...دا
سرق ايراد الورشه
عمر وهو يبكى :
والله ما سرقت حاجه...
هو انتوا ماعندوكوش حرامى غيرى؟
محمد بصرامه : كم المبلغ؟
ينظر اليه فرغلى بدهشه: 200 جنيه
يعطيه محمد المبلغ ببساطه وهو يقول : خذ المبلغ ولا تلمسه
ينتهى الموقف وينفض الجمع
وهم بين مذهول ومتعجب من هذا الغريب الذى
يدفع مالا لرجل لا يعرفه من أجل انقاذ لص لا يعرفه
مسح عمر دموعه فى كمه
وهو ينظر بدهشه لهذا الغريب
قال محمد باقتضاب : تعالى أريد أن أتحدث اليك
نهض عمر
وانطلق خلفه بصمت وفضول لا مثيل له
حتى وصلا الى حيث ترك السياره
فتح محمد باب السياره وهو يشير الى الباب المقابل
ويقول بلهجه آمره :
اركب
تردد عمر ونظر اليه بارتياب
قال محمد منهيا تردده : هل تحب أن تكسب مالا؟
اتسعت عينا عمر بلهفه : أنا خدامك
محمد بصرامه : اذا اركب
ركب عمر وانطلق محمد بالسياره ليدور بينهما حديث طويل
.
.
تابعونا
http://up.nawafithna.com/download.php?imgf=nawafithna.com-12612220681.gif (http://up.nawafithna.com/download.php?imgf=nawafithna.com-12612220681.gif)
بَلْسَم،،
6-1-2010, 10:27 PM
:) أنتِ يا صاحبة التشويق^^
كيف حالكِ أخيتي؟^^
.
.
جميلٌ، ما إقتطفتِه لنا..
بداية غامضة رائعة تُخفي الكثير من التشويق..
بانتظاركِ إن دخلتُ في هذه الفترة..
يسر الله لنا ولكم الأمور..
حفظكِ الله..
:)
لخضر براهمي
6-1-2010, 10:42 PM
هل مزالت القصة مكمولة إن مزالت اكمل لقد اعجبتني
مشكوووووووور
جزاك الله خيرا
يااااه هو انتى لازم تقطعيها كده
بس بجدحلوة
وايه مصرية قحة يعنى
حلووووة اوى
ياريت تكملى
لغاية دلوقتى لسه غامضه ومش عارفة اجمع قصتها بالظبط
بتفكرنى بروايات رجل المستحيل مش عارفة ليه
بس عموما ياريت متتاخريش كتير ومستنينك ياعسل
secret girl
7-1-2010, 05:49 PM
secret_88
أهلا أخيتي
شكراا لهذا اللقب (:) أنتِ يا صاحبة التشويق^^)
وأنت الأجمل
وفقنا الله جميعا
وخصوصا في الأختبارات
سأنتظر دخولك
في أمان الله
سعت بمرورك
لخضر براهمي
القصة مكملة إن شاء الله
وسأضع حلقتين أسبوعيا
شكــراا لمرورك
rahma tarek
أهلا أختي رحمة
جزانا الله خيرا وإياك
لازم أقطعها عشان التشويق
وأنت الأحلي
وإن شاء الله أكملها
وفقك الله
سعدت بمرورك
Fifa san
8-1-2010, 05:39 AM
رائعة الرواية
بانتظار التكملة
جزاك الله خيرا
أبو رويم
8-1-2010, 03:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا أختى على القصة الحلوة جدا
وننتظر تكملتها على أحر من الجمر
secret girl
8-1-2010, 07:57 PM
دوعة صاحبتها
أهلا أختي
أنت الأروع
جزانا الله خيرا وإياك
حفظك الله
أبو رويم
جزانا الله خيرا وإياك
شكــــــرااا لمرورك
في أمان الله
إن شاء الله أضع الحلقة التالية غدا
secret girl
9-1-2010, 03:51 PM
3)
عمر : انت مين يا عم الشيخ
محمد : أخبرتك من قبل...أناصديق للدكتور صابر عبد التواب
عمر : ماقولتليش..هاتدينى فلوس ليه؟
محمد : سأعرض عليك عرض...ما رأيك أن تعمل معى ؟
عمر بتردد : ماشى ...تحت أمرك..بس.....
لامؤاخذه ازاى هاتشغلنى معاك
وانت عارف انى حرامى؟
قال محمد فى هدوء : اعتدت عدم الحكم على الناس الا من خلال
تصرفاتهم...وحتى الآن لم يبدر منك ما يجعلنى أرفضك
عمر : طب وكلام الناس؟
محمد : أنا أرى الأشخاص بعينى وعقلى ...لا بكلام الناس
عمر بدهشه: يااااه...انت بتفكر غير كل الناس!!
محمد : لماذا طردت من المدرسه؟
عمر : لا..أنا محدش يقدر يطردنى ..أنا اللى سبتها بمزاجى
محمد : لماذا؟
عمر : بصراحه زهقت منهم ..
أصل المدارس مابتكسبش فلوس ..أنا كده
أحسن
محمد : كان بإمكانك العمل والدراسه معا
عمر : الصراحه قرفت من المدرسه باللى فيها
كنت ماشى كويس وميت فل و14 ..
لحد أولى اعدادى..
لحد ما الواد شوقى
ابن الأسطى فرغلى ما اتنقل الفصل بتاعى
أكمل بسخريه مريره :
أبوه راح للمدرسه وقال لها ..
الواد ده مايقعدش جنب ابنى ..
أصله ابن (..) ..
ومن يومها بقى الفصل كله يبعد عنى زى ما أكون جربان..
أما شوقى بقى ..
كان كل ماتضيع منه حاجه يلزقها فيا..
ويشتكى للمدرسه انى سرقته..
مع انهم كلهم عارفنى من سنين...
ومن يومها وكل حاجه اتشقلبت
هز محمد رأسه بتفهم :
وكلما ضاع شئ أو سرق شئ ..فالسارق دائما
موجود
عمر بسخريه : عليك نور ...
بس ...وعندها سبتلهم المدرسه مطربقه على دماغتهم...
وده كمان عشان عم بسيونى...
ايه اللى يزنقه يصرف على عيل مش ابنه؟
محمد يهز رأسه بأسف :
وأنت لم تدخر جهدا لتؤكد لهم الصوره التى فى
ذهنهم عنك ....صورة اللص
عمر بمراره : لو كنت عمالتلهم قرد ...
برده هافضل فى نظرهم ابن (..)
...
وادينى خدتها من قصيرها وبقيت حرامى ...
آل ضربوا لأعور على عينه..قال خسرانه خسرانه
محمد : ما رأيك فى من يمنحك فرصه تثبت بها عكس ما يظنونه..تثبت جدارتك
فى مكان آخر لا يعرفك فيه أحد...
فى مكان لا يقيّم فيه الإنسان الا بعمله
عمر : ايدى على كتفك
محمد محذرا : ولكن احذرك فستسافر الى بلاد بعيده للغايه...
والعمل هناك شاق تماما وقد لا تتحمله
عمر : خليها على الله ...
أنا بعون الله أفوت فى الحديد...
وبعدين مش انتوا هاتدونى أجرى؟؟
خلاص ..
قالوا ايش بلدك يا جحا؟ .قال اللى فيها الفلوس
محمد : حسنا ...
فلتجهز حاجياتك ...ولتعود لتودع أهلك...
فقد يطول السفر الى سنوات
عمر : يا عم قول يا باسط...
أهل مين؟
أنا ماليش أهل...دى حاره غجر...
وكمان ماليش حاجات ...
أهه على فيض الكريم
يقول عمر بعد تردد :
بس ..ليا سؤال....
انت بتعمل كده ليه؟
محمد : أخبرتك من قبل..
من أجل صديقى الدكتور صابر..
فأنا مدين له بالكثير
كما أنى أريد أن أثبت لك أن هناك من يعاملون الناس بتعاليم الإسلام
لا بنظرتهم الضيقه للحياه
ان من ينظر للحياه من خلال الإسلام ..
يجدها أكبر بكثير مما يعتقد الناس
عمر بريبه : لاموآخذه الكلام ده مش داخل دماغى
يعنى ...
مافيه ألف واحد غيرى واحسن منى كمان
ومعاهم شهادات
ويستحقوا المساعده أكتر منى
يصمت قليلا ثم يقول : انت كنت تعرف أبويا؟
محمد ينظر اليه باعجاب ويقول ببساطه :
ألا يهمك أن تعرف انك لست ابن زنى؟
عمر بلامبالاه وهو ينظر بشرود الى الطريق :
ماتفرقش كتير...
بالعكس ..كده أحسن..
خلاص اتعودت
وبعدين مش يمكن لو عرفت أهلى أقع فى مصايب وقواضى؟
أمال يعنى ايه اللى يخليهم يرمونى الا اذا كانوا واقعين فى مصيبه؟
سوق يا عم سوق ... خلينا نشوف أكل عيشنا
..بلا أهل بلا هم
خلينا فى السفر والفلوس
ربما
دهش محمد عندما لم يتلقى أى رد أو انفعال من عمر
وسافر عمر مع محمد بعيدا....بعيدا.....
الى أين؟
الى عالم مجهول...وحياه جديده...
لا يعرف ما ينتظره فيها
يتبع ..
http://backgnd.jeeran.com/broad16.gif
حلللوة جزاك الله خيرا يلا كملى كملى بالله عليكى
مستنيين الحلقة الجديدة ان شاء الله
سينشي كودوكو
9-1-2010, 04:23 PM
قصة في غاية الروعة
بَلْسَم،،
9-1-2010, 05:22 PM
رائع، رائع..
أكملي يا حلوة..
جزيتِ الخير..
|[ گريستال ]|
9-1-2010, 07:12 PM
اكملي اختي ونحن بالانتظار يعني لو تقدري تحطيها مرة واحدة يكون شئ جيد ^^
secret girl
9-1-2010, 08:48 PM
rahma tarek
جزانا الله خيرا وإياك أخيتي
وأنت الأحلي
حفظك الله
سينشي كودوكو
شكــراا لمرورك
في أمان الله
secret_88
أنت الأحلي
جزانا الله خيرا وإياك
وفقك الله
شمس الإسلام
سأكمل القصة إن شاء الله
ولكن لن أستطيع أن أضعها مرة واحدة
فالرواية طويلة
وخصوصا أنه قريبا ستبدأ الأختبارات
في أمان الله
secret girl
10-1-2010, 08:45 PM
4))
نجحت المهمه..... لقد أحضرناه
أيها القائد....ايها القائد......هل سمعتنى؟
نزع القائد نفسه من شروده الذى اعتاد الجميع عليه والتفت ببطء الى محدثه
و قال بهدوء : هل آذاه أحد؟
الرجل : لا ..لم يمسه أحد بسوء.....
فقط عصبنا عينيه حتى لا يعرف الطريق
القائد : وأين هو؟
الرجل : فى الحجره التى فى نهاية الممر
القائد : حسنا ...سأراه بنفسى
دخل القائد الى الحجره فوجد الأسير جالس على الكرسى
وهو ينظر اليه بمقت شديد
سحب القائد كرسى وجلس قبالته تماما
اندفع الأسير يقول بانفعال وتوتر شديد ونظرات الكراهيه تطل من عينيه كسهام حاده
:
لن تحصلوا منى على كلمه واحده ...
لقد قمتم باستدراجى بحيله خبيثه
لكنكم لن تستفيدوا من ذلك مهما فعلتم
فأنا أفضل الموت على أن أبوح بأى كلمه..
انزعوا أظافرى ...
حرقوا جسدى...
لكنى لن أنطق بكلمه
كان القائد يجلس هادئا صامتا وعينيه مركزتين فى عينى الأسير الزائغتين...
كانت نظراته الثابته تشع بالقوه
برغم لثامه الأسود السميك الذى يخفى وجهه
والمغطى من أعلاه بعصابه خضراء مكتوب عليها كلمة التوحيد
قال بصوته الهادئ العميق الذى يزيد من توتر الأسير :
من قال أننا سنفعل أى شئ من ذلك ؟
أعرف تماما مدى عنادك ..وكم أنت صعب المراس
الأسير بتوتر منفعل : اذا ماذا تريدون منى؟
القائد بهدوء شديد يحطم الأعصاب :
لا شئ....فقط سنستضيفك لبعض الوقت لنرى كم تساوى عندهم
الأسير : لا ...لن تنالوا أى مكاسب على حسابى
القائد ببرود أشد من الثلج :
حقا ...أنت وحدك ...لا تساوى شئ...
لكنها رتبتك ..
ترى ..كم تساوى من وجهة نظرهم؟
الأسير باستفزاز : تتكلم تماما كاللصوص وقطاع الطرق
القائد بهدوء :
من وجهة نظرك فقط .....
لقد اختطفت شخصا.....أو بضعة أشخاص
لكنكم اختطفتم بلدا بأكملها ...بكل ما فيها
وكل ما نفعله هو محاوله لإسترداد ما سرقتموه منا...
استرداد أرضنا
الأسير : انكم واهمون ....
هذه الأرض لنا...وستظل لنا ..
لأننا الأقوى
القائد بسخريه شديده : هل تعتقد حقا أنكم الأقوى؟
سنرى.....سنظل نقاتل ونقاتل حتى ترضخوا وتأتوا الينا صاغرين
ثم أردف بلهجه ذات مغزى كما حدث من قبل
http://ebadalrahmangroup.jeeran.com/broad24.gif
سُلوان
10-1-2010, 10:53 PM
جزاك الله خيرا
طيب هى بدات كده تجمع معايا
واعرف الخطوط الرئيسيه
بس بلاش نقولها عشان مانضايقش المتابعين
وجزاك الله خيرا وربنا يعينك ويعينا فى الامتحانات
شكرا يا سكره ومستنيين الحلقة الجايه بس ياريت تطوليها شويه
جزيت الجنة
secret girl
11-1-2010, 12:52 AM
جهاد النفس
أهلا أختي
ربنا يوفقنا جميعا إن شاء الله
وما في تعب
*تعبك راحة*
حفظك الله
rahma tarek
أهلا بالسكر كله
جزانا الله خيرا وإياك
وربنا يعينا جميعا في الأمتحانات
وجزاك الله الفردوس الأعلي
جميعا إن شاء الله
في أمان الله
secret girl
11-1-2010, 01:07 AM
http://1aim.net/fourm/imgcache/10748.imgcache.jpg (http://www.m5zn.com/)
يااااااه يا مولانا ...
ايه ده...
دانتوا بلدكوا فى آخر بلاد المسلمين
صاح عمر وهو يركب السياره بجوار محمد
محمد : لقد حذرتك من البدايه أنها بلاد بعيده
والحياه فيها شاقه للغايه
عمر :بس أنا كنت فاكر اننا هانركب لها
مركب ..طياره...
لكن داحنا ركبنا كل الركايب اللى اخترعها البنى آدمين
طياره ومركب وقطر وعربيه..........
يا خبر أبياااااض ..ايه ده؟؟
مافاضلش غير الصاروخ....
واللى مجننى ...اننا عمالين نعدى على بلد ونسيب بلد ...
ودنك منين يا جحا؟
ابتسم محمد ابتسامه صغيره
وقال : يبدو أنك معجب كثيرا بجحا؟
الأمر ببساطه أنه هناك توتر فى العلاقات السياسيه بيننا وبين الدول المجاوره ..
لذلك اضطررنا الى تجنب العبور خلال أراضيهم
عموما أوشكنا على الوصول.
توقفت السياره أمام منزل كبير بدورين له فناء كبير
ترجل الإثنان ودخلا الى المنزل ومعهما الأمتعه..
استقبل أهل المنزل محمد استقبالا حارا
وأدرك عمر من حرارة الإستقبال أنهم عائلته
والغريب أن الجميع كان يتكلم العربيه الفصيحه
بعدها ..
بدأوا يغدقون مشاعر الود والمحبه لهذا الضيف الجديد
وسلموا عليه وكانت لحظات التعارف تحمل مشاعر دافئه صادقه
لم يعرفها عمر من قبل
السيده الكبيره ..ربة المنزل وزوجة محمد وهى أم لأربعه
مالك ...فتى يماثله فى العمر ودود مرح له ابتسامه طفوليه لا تختفى ابدا
زهرة فتاه جميله هادئه فى الخامسة عشر لها وجه ملائكى يزيده حجابها الأبيض جمالا ونورا
خالد ..طفل لطيف فى السادسه ..
وزينب ..لم تتجاوز الثالثه
ازال استقبالهم الحار وترحيبهم الودود من نفس عمر كل توتر وخوف وزاد من شعوره بالأمان
بعد أن تناول الجميع الطعام ..
طلب محمد من مالك أن يصحب عمر الى غرفته
ليرتاح من عناء السفر
فى اليوم التالى......
أخذه محمد الى حجرة المكتب وبدأ يتحدث معه
عمر : ها يا مولانا....
كلنا وارتحنا وكله تمام ...
ايه بقى الشغل اللى هاشتغله؟
نظر اليه محمد طويلا وقال بهدوء :
لقد كان استنتاجك صحيحا ...
أنا حقا أعرف والدك
عمر بضجر : يا عم فضنا من دى سيره...
مانا قلتلك مش عاوز أعرف حاجه
محمد : لا تريد أن تعرف أن أمك كانت أختى؟
عمر بذهول : أختك ؟؟....يعنى انت.....
محمد : نعم ...أنا خالك أخو أمك
عمر بتوتر محاولا التغلب عليه بضحكه ساخره :
هأ هأ ...ايه؟؟
جرى ايه يا مولانا؟؟
انت هاتسوق فيها؟ خالى ايه وبتاع ايه؟
لا ...أنا محبش اللعبه دى...
عاوز تلفنى بكلمتين وتبلعنى بلقمه واحده؟؟
لااااا دانتا ما تعرفنيش...دانا ابن سوق
يصمت محمد طويلا ..
ثم يخرج من درج مكتبه صوره قديمه ويعطيها لعمر
وهو يقول :
انظر الى هذه الصوره وتأمل وجوه من فيها
تأمل عمر الصوره مليا ..
ودهش تماما عندما وجد احدهم يشبهه كثيرا
رفع عينين ملؤهما التساؤل والحيره الى محمد
محمد بهدوء : هل لاحظت الشبه الكبير؟..
انه هو
يهز عمر رأسه برفض وعناد وهو يقول :
شوف ...أنا ممكن أصدق أى حاجه...
ممكن حتى أصدق لو قلتلى انى ابن الدكتور صابر...
انما اللى انت بتقوله ده ..
مش ممكن يدخل دماغى أبدا
أنا لا ابن ده ..ولا أنا من البلد دى..
أنا عمر ..عمر الديب
اقترب محمد منه وقال بتفهم :
الدكتور صابر ليس والدك لكنه أنقذ حياتك
ولم يكن باستطاعته أن يقول لخادمته أن اسمك
عمر ديساروف.....
لم تكن لتستوعب ذلك أو يستوعبه أى من من حولها...
لذلك أطلق عليك عمر الذئب
وضع محمد يده على كتف عمر بقوه ونظر فى عينيه مباشرة
وهو يكمل :
نعم ..أنت حقا ذئب ......
ذئب شيشانى
اتسعت عينا عمر بخوف ...
وسقط قلبه فى قدميه
http://backgnd.jeeran.com/broad4.gif
سُلوان
11-1-2010, 11:14 AM
حللللللللللللو بدات تسخن
اول ماشفت ديساروف ده قلت اكيد من روسيا او الشيشان
رائع اذن ستحكى عن المجاهدين فى الشيشان
اه ياشيشان فرج الله كربك
**هع فكرتينى بحاجة اختى الصغيرة بتقول انها مش هتجوز غير مجاهد من الشيشان بالساهل هيه **
جزاك الله خيرا حبيبتى
ادينا مستنيين اهو
جزيت الجنة
Fifa san
11-1-2010, 11:15 AM
يالله الأحداث مشوقة
والقصة كل مالها تحلو
وتتضح الخطوط الرئيسية فيها
بانتظار الجزء القادم من الرواية
xXشيبودنXx
11-1-2010, 11:18 AM
مشكووووووووووووووووووووووووووورا على الموضووووووووووع
secret girl
12-1-2010, 08:51 PM
(5)
لا........لا...... مستحيل
هتف الأسير بغضب :
لن تنالوا ما تريدون أبدا
لن تستطيعوا العودة أبدا....سنسحقكم سحقا
لسنا وحدنا هذه المره...الجميع يؤيدوننا
القائد :
نعم ...تحالف اللصوص الجبناء....
أنتم تغضون الطرف عما يفعلونه هناك ...
ليغضوا الطرف عما تفعلونه هنا
والمصلحه مشتركه......
القضاء علينا
الأسير بتكبر وغرور :
هل علمتم الآن أنكم أضعف منا بكثير
القائد بسخريه لاذعه :
نعم ...
كما كنا ...عندما حاصر القائد شامل سبعة آلاف من جنودكم
فى جروزنى
واضطررتم بعدها للخروج من أرضنا أذلاء صاغرين
تحت مظلة المصالحه
نهض واقفا وهو يكمل ببرود :
فلتستمتع بقوتك فى سجننا أيها الجنرال
وأنت تنتظر قادتك المغاوير ليبادلوك برجالى
رحل .....
وتركه وراءه يغرق فى بحور من المشاعر المرتبكه
والأعصاب المحترقه
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131353376f683900c.gif
مضت فتره طويله من الصمت ..الى أن استطاع عمر أخيرا
أن ينطق :
شـ ..شـ..شيشان !!
أنا...من الشيشان؟؟
هز محمد رأسه وهو يقول :
نعم أنت ابن خالد ديساروف
أعظم مجاهد شيشانى عرفته فى حياتى
كنت وأباك أصدقاء وأخوه فى الجهاد وأقارب أيضا ..
فزوجته من أغلى انسانه على قلبى ..أختى خديجه
تنهد محمد بعمق وهو يقول :
كان والدك طبيبا ..
عرفنى على صديقه الطبيب صابر عبد التواب
الذى جاء الى هنا فى بعثه طبيه
تابعه للجنة الإغاثه الإنسانيه المصريه...
استضافه خالد فى منزله عدة أشهر ..
كنا كأعز الأصدقاء...
حتى....
قامت القوات الروسيه بمهاجمة العاصمه ..
جروزنى
استدعاه مدير البعثه الطبيه وأبلغه بموعد الرحيل ..
عاد مسرعا ليودع خالد ....
لكن
................
اتسعت عينا عمر وقال متعجلا محمد ليعرف ما حدث :
لكن ايه؟
محمد وقد كسا صوته حزن عميق :
وجد البيت محطم وجميع من فيه قتلى...
كان الجنود يبحثون عن أباك ..
وقدر الله أن يكون موجود فى البيت
لكن ...
سبحان الله ...
استطاعت أمك أن تحميك ..
أخفتك فى مخبأ لم يستطيع الجنود الوصول اليه
وعندما سمع الدكتور صابر صوت بكائك
لم يدرى ماذا يفعل..؟
أخذك معه على متن الطائره المغادره..
وأدخلك الى مصر بطريقه لا يعلمها أحد غيره
ويبدو أنه كان يعلم مسبقا أنه سوف يعتقل ...
فتركك عند خادمته الأمينه
ضاقت عينا عمر بشك :
ياسلام؟!!!!!!
وازاى عرفت انى سافرت على مصر؟؟
محمد :
ترك لى الدكتور صابر رساله
مع أحد معارفى الذين كانوا يرافقون البعثه الطبيه
عمر :
وسبتونى 17 سنه؟؟؟؟
محمد :
الإجتياح الروسى لم يترك أخضر ولا يابس....
لقد غادر المجاهدون جروزنى ..
تاركين كل شئ
ودارت معارك طاحنه لإستردادها...
لم يكن باستطاعتنا ترك مواقعنا كجنود والذهاب لأى مكان...
ولا يمكن أن نحضرك الى هنا وسط آتون الحرب المشتعله ...
لقد كنت صغيرا للغايه....
ولكن الآن ..
تغيرت الظروف ..أصبحت رجلا..
وخرج الروس من جروزنى....
وعادت الحياه تسير
ابتلع عمر ريقه بصعوبه وقال وهو عاقدا حاجبيه :
وانتوا عاوزين منى ايه دلوقتى؟؟
أنا مش فاهم
محمد بود وهدوء :
نحن أهلك ..
يجب أن تعيش معنا هنا ..
فى وطنك
نهض عمر بعنف وقال فى ثوره :
فين ؟؟
هنا ؟؟
أنا..أعيش هنا ؟؟
محمد بصرامه :
لقد وافقت من قبل ...هل تذكر؟
عمر بانفعال :
لاااااا ..دا كان زمان..
لما كان فيه شغل وفلوس وميه بتجرى....
نما انت عاوزنى أعيش هنا ؟؟
فى البرد والتلج والحرب !!!
وفى بلد ما اعرفهاش..
وسط ناس ماعرفهمش
ولا أعرف بيرطنوا بأنهى لسان !!
لا يا عم ..أنا مروح بلدنا ..
ومتشكرين قوى على واجب الضيافه
محمد بغضب :
هؤلاء هم أهلك ..
وأنت منهم أنت هنا عزيز كريم بينهم
زفر بضيق وهو يكمل :
أفهم تماما مشاعرك ...
لقد ملء الوهن قلبك..
استسغت الحياه تحت الشمس الدافئه....
واستطعمت الأمان والراحه وأصبحا همك الأكبر
حتى لو ضحيت فى سبيلهما بنخوتك ورجولتك
وابتلعت الذل والعار..لتنعم بالدنيا
ضغط أسنانه بقوه وهو يقول :
لن ..أسمح ..لك ..أبدا
أهل هذه البلاد لا يتخلون عن أبناءهم مهما حدث
ينفعل عمر بشده :
محروقه بلدكوا عاللى فيها...
فاكرنى هاقعد هنا ...
لاااا فايتهالكوا مخضره...
أنا مش ابنكوا
أنا ابن (...) ...سامع...ابن (....)
فجأه ....
اصطدم عمر باعصار غاضب عنيف
انقض محمد عليه بقبضته
ليكسر أنفه ويسقطه أرضا بعنف
ويبدأ عمر بالصراخ والعويل
فيزيد غضب محمد ويسحبه من ملابسه
ويلكمه بعنف
يأتى كل من فى البيت على صوته لينقذوه من محمد
وتمسك زوجته بيديه لتمنعه من ضربه
ويساعده مالك على النهوض
يقول محمد بغضب مخيف :
اياك أن تنطق بهذه الكلمات أمامى
اياك أن تسب أباك أو أمك والا قتلتك
يستعيد بعضا من هدوءه ويكسو صوته الحزن
وهو يقول :
لن تفهم أبدا ماذا يعنى أن تفقد أغلى الأصدقاء
http://www.uaekeys.com/twaqee3/uaekeys27.jpg
|[ گريستال ]|
12-1-2010, 08:57 PM
بدأت القصة تتشابك أكثر
عمر ديساروف _ ذئب شيشاني
ننتظر التكملة بفارغ الصبر وبالله بسرعة قبل الاختبارات ما تبدأ يعني
سُلوان
13-1-2010, 01:18 PM
اييييه ياشيشان
جزاك الله خيرا يلا يلا ياسكرت انتى مشوقانا اوى
بصراحة الروايه روعة واحسن حاجة انها تتكلم عن الشيشان
مستنيينك ياسكره
secret girl
13-1-2010, 07:12 PM
شمس الإسلام
شكــراا لمرورك
وربنا يوفقنا جميعا في الأختبارات
في أمان الله
larsa
سعدت بمرورك
حفظك الله
rahma tarek
جزانا الله خيرا وإياك
و أنت الأروع أخيتي
حفظك الله من كل سوء
secret girl
13-1-2010, 07:25 PM
(6)
فى الأيام التاليه
استقر الحال بعمر فى بيت خاله
ولم تدخر العائله جهدا للإشعاره بأنه فى وطنه
كان الجميع يتعامل معه بلطف وحنان
من أول السيده الطيبه زوجة محمد التى كانت تمرضه وترعاه ...
ومالك الظريف الذى كان يحاول التخفيف عنه بكل وسيله....
الى زهره الرقيقه التى كانت تسأل عنه من وقت لآخر...
حتى الصغير خالد ..كان يحبه
لكن عمر كان لديه شعور دائم بالغضب والتمرد
تزداد حدته ويظهر جليا كلما رأى خاله محمد أو احتك به
دخل عمر حجرة المعيشه بخطوات ملوله بطيئه ..
فوجد العائله كلها هناك..
الأب والأم والصغيران يشاهدون التلفاز...
مالك يجلس الى منضده فى أحد أركان الحجره يستذكر دروسه ..
وزهره تجلس فى الركن الآخر تقرأ
اتجه عمر الى المنضده التى يجلس اليها مالك
وجلس على مقعد أمامه
مالك : مرحبا عمر ...
سأنهى دروسى وأخلو اليك حالا...
كيف حال أنفك؟؟
عمر بغيظ :
اسأل أبوك...ياااااااااسااااااتر
(لايجوز قول ياساتر لأنها ليست اسما من اسماء الله عز وجل والصحيح ان نقول ياستير)
...ايه ده ؟؟
تصدق بالله ...أنا كلت علق بعدد شعر راسى...
وانضربت كتير وقليل ...
الا أبوك ..ده
عليه ايد؟؟ مرزبه؟؟
شايلها ازاى ده ؟
يبتسم مالك بمرحه المعتاد :
ان أبى مجاهد ...ويجيد فنون القتال
يزفر عمر بضيق وملل :
اف ..ايه ده ...
معندكوش هنا حاجه نتسلى بيها؟
مالك بمرح :
اطلب أى شئ تريده
عمر بصوت خافت :
معاك سيجاره ؟
مالك بدهشه :
ماذا؟؟
عمر : سيجاره
مالك يبلع ريقه ويقول بصوت منخفض هو الآخر :
لا...لا أحد هنا يدخن السجائر
عمر بتأفف : طب مافيش كوتشينه؟؟
مالك : ماذا قلت ؟؟...
لا أظننى أستطيع فهم أغلب كلماتك
عمر بضيق :
يابنى هو أنا بتكلم عبرى؟؟
كوتشينه يابنى ..كوتشينه...
ورق ...ورق..
مالك يهز رأسه :
نعم ...فهمت ..
لا ...لا أحد هنا يلعب الورق
عمر : ياساتر
(لايجوز قول ياساتر لأنها ليست اسما من اسماء الله عز وجل والصحيح ان نقول ياستير).
..انتوا عايشين ازاى؟؟
مالك يبتسم :
انتظر حتى أنهى ما فى يدى
وسأجد ما يسلينا
مالك ببساطه :
أحببت أن أنبهك ..أن زهرة ليست فتاة عاديه
ستفهم ذلك فيما بعد
عمر يجلس الى المنضده وينظر للكتاب الذى بين يدي زهرة:
....ايه ده؟؟...
كل ده كتااااااااب؟
هى أختك بتذاكر ولا حد بينتقم منها؟؟
يبتسم ضاحكا : لا لقد أنهيت دروسها منذ قليل
عمر بدهشه : أمال بتعمل ايه بالكتاب ده؟؟
مالك : هذا كتاب تاريخ .....
عمر : بتقرى ده كله؟؟
مالك :لا....بل تحفظه
عمر بذهول : ليه ؟؟
مين اللى بيعذبها كده؟؟
يشير بابهامه خلفه بتساؤل
دون أن يتكلم
مالك:
لا ...ليس هو ...
بل هى التى تريد ذلك ....
تريد أن تشارك فى حفظ تاريخ هذا البلد
عمر ببلاهه :
مش فاهم ؟؟
يعنى ايه تحفظ كتاب عشروميت صفحه؟..
ايه اللى يزنقها على كده ؟؟
مالك بهدوء :
لقد قاربت على الإنتهاء من حفظ ربعه
الأمر ليس صعبا كما تتصور ....
هذا ان أردت أن تفعله
عمر : أيوه....
لكن مش هو مكتوب فى الكتاب؟؟
بتحفظـه ليه؟؟
مالك :
حتى تساعد فى انقاذه عندما يتكرر ما حدث فى الماضى
http://backgnd.jeeran.com/broad14.gif
سُلوان
13-1-2010, 08:03 PM
ياله العالمين
رااااااائعة بحق
اكملى بارك الله فيك حبيبتى
ننتظرك
بَلْسَم،،
13-1-2010, 08:25 PM
راااائع جدًا جدًا..
:)
جزيتِ الخيرات سيكريت..
أكملي حفظكِ الله..
Fifa san
14-1-2010, 12:19 AM
الرواية جدا رائعة
أكملي حبيبتي
وانا معك الى ان تنتهي من الرواية
ღ ليـــان ღ
14-1-2010, 02:11 AM
ياااااااااااااااااه
رواية رائعة بحق ..
ننتظر منكِ التكملة غاليتي ..
ولـ يعينكِ الله على امتحاناتكِ ..
بالتوفيق ..
وبإنتظار بقية الرواية ..
بارك الله فيكِ ..
روآيـه رآآئـعه جدااً
وسسرد القصصه والاحداث جميل ^^
بانتظار التكمله يامبدعه ^^
ملاحظـه الخط صصغيـر جداا اتعبني فالقراءه ^^
دمتِ مبدعه ^.^
bnotah
14-1-2010, 02:05 PM
يسلمووووووو خيتو ع القصه الابداااااااااااااع
ننتظر التكلمه
دمتـِ بوووووووود
qoot_syria
14-1-2010, 06:50 PM
رآآآآآآآآئعة القصة ..!!
بإنتظار التكملة على أحر من الجمـــــــــــــر ..
أختك / قوت
الفجر القريب
14-1-2010, 07:42 PM
ماشاء الله .. جاري القراءة بإذن الله
قد سمعت عن الرواية أقاويل لكن لم أحظى بقرائتها فشكراً لكم
secret girl
14-1-2010, 09:50 PM
rahma tarek
أهلا أخيتي الحبيبة
أنت الأروع طبعا
و بارك الله فينا وإياك
سعدت بمرورك
وفقك الله
secret_88
أنت الأروع أخيتي
جزانا الله خيرا وإياك
أفرحني مرورك
حفظك الله من كل سوء
دلوعة صحبتها
أهلا حبيبتي
أنت الأروع بالتأكيد
ويسعدني أن تكوني معي إلي نهاية الرواية
شكــراا لك
في حفظ الله ورعايته
Layan 201
أهلا أخيتي
مرورك الأروع
وربنا يعيننا حميعا إن شاء الله
وبارك الله فيك أيضا
سعدت بمرورك
وفقك الله
هلوله
أهلا أخيتي
مرورك الأجمل
دمت بخير
ملحوظة: الخط حجمه كبير ممكن تكبرى الشاشة بctrl + البكرة بالماوس
في أمان الله
bnotah
أهلا أخيتي
تسلمي علي مرورك الجميل
دمت بمحبة
شكراا لمرورك
حفظك الله
qoot_syria
أهلا أختي
أنت الأروع
يعدت بمرورك
وفقك الله ورعاك
tamaki Suou
أهلا أخي
إن شاء الله تعجبك لما تقرأها
شكــراا لمرورك
في أمان الله
secret girl
14-1-2010, 09:56 PM
انهم يحرقونها........
قال القائد بألم شديد
وهو ينظر هناك بعيدا من خلال المنظار المكبر
ترك المنظار وجلس مستندا الى صخره
وارتسم على وجهه الغضب ممزوجا بألم شديد
ردد ثانية : انهم يحرقونها....يحرقونها...
أحد المجاهدين : أصبحوا كالكلاب المسعوره منذ اختطفنا جنرالهم
القائد : سيدمرونها عن آخرها ان لم نتصرف بسرعه
يحرقونها أو يدمرونها ....انها لا تهمهم فى شئ
أحد المجاهدين : سوف يتوقفون قريبا ...
القائد بغضب : لا لن يتوقفوا الا عندما ترتوى نزعتهم الساديه لن أقف مكتوف الأيدى وأتركها تحترق
لن أتركهم يدمرونها
أبلغ كتيبة الأنصار بالإستعداد ...
ارتسمت فى عينيه نظره مرعبه وهو يكمل :
سيكون الرد مزلزلا
secret girl
14-1-2010, 10:28 PM
(7)
مش فاااااهم ...
قالها عمر بضجر شديد
مالى أنا ومال ايفان الرهيب والشيخ منصور ولا شامل ده كمان
تنهدت زهرة وفكرت قليلا ثم قالت :
حسنا سأحاول أن أشرح لك بطريقه مختلفه
نحت الكتاب جانبا وأحضرت رقعة شطرنج
رصت عليها القطع بطريقه معينه
وعمر يراقبها باهتمام شديد
وبعد قليل انضم اليهم مالك وأخذ يستمع لزهرة بشغف
زهرة :
القطع البيضاء الكثيره تمثل روسيا ..
والسوداء تمثل المقاومه الشيشانيه
وهى على الرغم من قلتها العدديه أمام الأسلحه والإمكانيات الروسيه
الا أنها لم تهدأ فى أى فتره من الفترات على مدار التاريخ
قدمت قطعه سوداء للأمام وهى تقول :
الشيخ منصور أوشورما وحد العشائر الشيشانيه
(جمعت بيديها القطع السوداء كلها معا)
وأعلن الجهاد ضد الروس...
لكنه هزم فى معركة نهر السونجا
واعتقل ومات فى السجن عام 1793
(أسقطت القطعه السوداء ثم أزاحتها من الرقعه وقدمت قطعه أخرى)
ظهر الإمام شامل بعد ثلاثين عاما
وأسس دوله اسلاميه فى الشيشان وداغستان
(رسمت دائره وهميه بإصبعها حول القطع السوداء)
لكنها لم تمتد طويلا
(أسقطت القطعه الثانيه وازاحتها خارج الرقعه)
وقبض عليه أيضا
عمر بدهشه : ومات فى السجن ؟؟
زهره بجديه :
لا...بل أعدم ....عام
1859 وبعدها بخمس سنوات فقط ...
قام الروس بقتل 4000 شيشانى فى منطقة سالى محاولين اخماد الإنتفاضه ...
لكن الإنتفاضه لم تهدأ أبدا
وعندما ظهر الحاج أذن
(قدمت قطعه جديده)
لم تمض ثمانى سنوات حتى أعلن امارة شمال القوقاز
ولكن فى عام 1925 تم سحق الإنتفاضه
وأعلنوا الحرب على الشيشان واتهموهم بالعصابات والإرهاب والتمرد
عمر بسخريه مريره :
بقى كل ده وماكانوش لسه أعلنوا الحرب؟؟!!!
وفى 1944 قامت قوات ستالين
بابعاد قرابة مليون مسلم من ست جنسيات مختلفه الى وسط آسيا
وكان نصفهم من الشيشان وداغستان
عمر بدهشه شديده :
ياااااااربنا!!!
مليون!!
ونقلوهم ازاى دول؟
تغيرت لهجة زهره وظهر الحزن عميقا فى صوتها :
كانوا يقومون بشحن المواطنين داخل عربات الشحن بالسكك الحديديه....
لم يرحموا المرضى ولا العجزه كبار السن
تاركين خلفهم كل ما يملكون من متاع وأغراض وأراض
لتكون غنيمه للمستوطنين الروس القادمين الى الشيشان
ليس هذا وحسب...
لقد مات نصف عدد المبعدين فى الطريق من وباء التيفوس
نتيجة الإزدحام الرهيب فى عربات الشحن ..
كما مات آخرون فى معسكرات العمل فى كازاخستان
نظر عمر حوله
فوجد العائله كلها قد التفت حول المائده تستمع لزهره
وهى تحكى بأسلوبها الجذاب الشيق :
وعاد الشيشانيون الى بلدهم عام 1957
ليجدوا أرضهم أصبحت ملكا لسكان جدد يشكلون ربع عدد سكان الشيشان .
تنهد عمر بعمق وهز رأسه غير مصدق :
علشان كده بتحفظى التاريخ؟؟
زهرة :
ليس هذا فقط ..
أنا أريد أن أكون من حراس التاريخ
الروس يحاولون باستماته طمس تاريخنا
ففى حرب القوقاز الأولى قاموا بإلقاء كل المخطوطات فى بحيرة (كازن ـ ام)
لكن القائد شامل أمر كل كبار رجال العشائر بإعادة كتابة التاريخ وما حدث
حتى يورث للأجيال
ثم حاولوها ثانية أثناء حملة الإبعاد
لكننا أنقذنا مخطوطاتنا بأعجوبه
ولن يكفوا عن ذلك ...
سوف يعودون مرة بعد مره ..
لهذا لابد أن نستعد لهم...
لابد أن نحافظ على تاريخنا بأرواحنا فهو الكنز الثمين
الذى نورثه لأبناءنا وأحفادنا من بعدنا.
ولن ندعهم يسلبونه منهم
أسند عمر ظهره الى المقعد وهو يتأمل رقعة الشطرنج بتفكير :
رموا الكتب فى البحر ؟؟
دا الروس ولا التتار؟؟
ابتسمت زهرة وقالت : أظنك الآن قد بدأت تفهم
Fifa san
14-1-2010, 11:40 PM
تصدقي لآول مرة أقرأ عن تاريخ الشيشان
لا حول ولا قوة الا بالله
عانوا كما عان الكثير من أخواننا المسلمين في فلسطين وكشمير والبوسنة والهرسك وكوسوفا
اللهم انصر أخواننا المسلمين في كل مكان
جزاك الله خيرا
وبانتظار الجزء القادم من الرواية
احببه كيفي
15-1-2010, 01:10 AM
واااااووو قمممممممه
ابدعتي خيتووو
ننتظر التكمله
يعطيك الف عافيه
secret girl
15-1-2010, 02:05 AM
دلوعة صحبتها
جزانا الله خيرا وإياك أخيتي
و أنا أيضا مثلك
أول مرة أقرأ عن تاريخ الشيشان في هذه الرواية
فعلا عانوا كثيرا
اللهم انصر أخواننا المسلمين في كل مكان
أمين
و اللهم ثبت أقدامهم وانصرهم وامن روعهم
شكــراا لمرورك
حفظك الله ووفقك
احببه كيفي
أهلا أخيتي
أسعدني مرورك
في أمان الله
snakdoctor
15-1-2010, 02:38 AM
" زفر بضيق وهو يكمل :
أفهم تماما مشاعرك ...
لقد ملء الوهن قلبك..
استسغت الحياه تحت الشمس الدافئه....
واستطعمت الأمان والراحه وأصبحا همك الأكبر
حتى لو ضحيت فى سبيلهما بنخوتك ورجولتك
وابتلعت الذل والعار..لتنعم بالدنيا "
مؤلم جدا هذا المقطع
جزاكم الله كل خير
متابعين ان شاء الله
دمع الجروح
15-1-2010, 07:44 PM
تسلم على الرواية وجاري القراءة
miss coctail
16-1-2010, 01:18 AM
أسلوب رائع وجذاب جدا في استخدام الكلمات ،،
الكثير من الكلمات لفتت انتباهي ،،
حيث كانت ذات تأثير عميق في قلبي ،،
سأكون من المتابعين معك بإذن الله ،،
شكرا على الدعوة ^_^ ،،
أتشوق حقا في قراءة الأجزاء القادمة ،،
لك أجمل تحية مملوءة بالورد أختي ،،
>>وعليكم السلام وحمة الله وبركاته
اهلا اختي.. بارك الله فيك ولي امثالك
صرحة رواية رائعة .. تسلم الايادي
واتمني لك المزيدمن الرواية..
يعطيك العافية واكثر الله من امثالك
وننتظر جديدك وللامام
والسلام عاليكم ورحمة الله وبركاته<<
secret girl
17-1-2010, 06:41 AM
snakdoctor
جزانا الله خيرا وإياك
وفعلا الأمان والراحة نعمة من الله
اللهم امنحهما لجميع المسلمين والمسلمات
وانصر إخواننا المجاهدين في كل مكان
شكــراا لمرورك
وفقك الله
rahma tarek
أهلا أخيتي
ما فاتك شئ
وما كنت أكمل القصة حتي أري ردك
بارك الله فينا وإياك
حفظك الله ورعاك
دمع الجروح
تسلمي أختي علي المرور
قراءة ممتعة إن شاء الله
في أمان الله
miss coctail
أهلا أختي
أنت الأروع بالتأكيد
ويسعدني أن تكوني من المتابعين معي
وشكــراا لمرورك^_^
ولك مني أحمل تحية مملوءة بالياسمين
جزاك الله خيرا
LEJLA
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا أخيتي
يارك الله فيتا وإياك
وأنت الأروع بالتأكيد
أسعدني مرورك
سلمك الله من كل سوء
secret girl
17-1-2010, 06:45 AM
فى صباح يوم مشرق جميل
خرج عمر الى الفناء على صوت مالك الشجى وهو يغنى أغنيه
وهو يقطع الأخشاب
في ليلة مولد الذئب خرجنا إلي الدنـــــيا
وعند زئير الأسد في الصباح سمونا بأسمائــنا
وعندما شاهده مالك ..قطع أغنيته وحياه بحراره..
اقترب منه عمر وقال : بتعمل ايه؟؟
مالك : أقطع الأخشاب واجهزها لأضعها فى المخزن للشتاء القادم
عمر : ليه يابنى كده ...انت غاوى شقا؟؟
ماانتوا عندكوا ولا 60 دفايه جوه ..اللى بالكهربا واللى بالغاز
مالك : اننا نفعل هذا كل عام .
تحسبا لأى هجوم مباغت من الروس
عمر : يادى النيله..
أنا كان ايه اللى رمانى الرميه السوده دى
مالك : ان أول ما يضربونه هو شبكات الغاز والكهرباء والماء
ليصيبوا الحياه فى البلد بالشلل
ويتركونا نعانى من البرد ونقص الماء والكهرباء
عمر : ياساتر
(لايجوز قول ياساتر لأنها ليست اسما من اسماء الله عز وجل والصحيح ان نقول ياستير) . ....
همه عاوزين يعذبوكوا
مالك وعلى وجهه ابتسامه واسعه وبمنتهى الثقه :
لا................. بل يريدون افناءنا
لم يعلق عمر ...
لكن أثر الصدمه ظهر على وجهه
مالك بمرح : هل تريد أن تجرب ؟
اقترب عمر منه وامسك بآلة تقطيع الأخشاب
وحاول أن يقلد مالك لكنه لم يكن بمثل مهارته ..
فأخفق مرتين
ضحك مالك بمرح وبدأ يعلمه كيف يقطع الأخشاب
وقضيا وقت ممتع معا يحوطهما الود والمرح
الذى كان يضفيه مالك بشخصيته المرحه اللذيذه
وبعد أن انتهيا ..
إتجه مالك الى المخزن ليضع فيه الأخشاب ...
أما عمر فقد جلس فى الفناء يتأمل الباب الخارجى
ورأسه يمتلئ بأفكار كثيره
أعلم تماما ما يدور برأسك..
انتفض عمر عندما سمع الصوت الآتى من خلفه
محمد : مهما فعلت ..لن تستطيع الهرب
تقدم محمد وجلس بجانبه
عمر بضيق ساخر : ماكنتش عارف انى معتقل هنا
محمد بهدوء : على العكس ..
أنت حر تماما ..
تستطيع الذهاب الى أى مكان فى أى وقت ...
ولكن....
خذ حذرك ..
فالجو متوتر جدا هذه الأيام
ولن يسرنى أن يعتقد الناس أن أحد أفراد عائلتى خائن أو جبان
ولن أستطيع الدفاع عنك اذا ما قرروا شنقك
جحظت عينا عمر ووضع يده حول عنقه
وهو يبتلع ريقه بصعوبه
أكمل محمد بهدوء وهو يمد يده بمفاتيح السياره :
اذا أردت الخروج فمن الأفضل أن تأخذ السياره..
أنت تجيد القياده؟؟
أغلق عمر يده على المفاتيح وهو يهز رأسه بالإيجاب
قال محمد وهو ينهض : احرص على ألا يضيع منك الطريق
تركه ودخل الى المنزل
وظل عمر جالس يفكر فى كلماته لبعض الوقت
ثم نهض واتجه الى السياره وفتح بابها
تابعونا ...
|[ گريستال ]|
17-1-2010, 08:39 AM
لي عودة لقراءة الجزء الأخير إن شاء الله
ننتظر التكملة
Fifa san
17-1-2010, 10:47 AM
جزاك الله خيرا
وبانتظار التكملة
بَلْسَم،،
17-1-2010, 08:03 PM
مشوق..
أرغبُ بالتهام الرواية دفعة واحدة XD
ولكن ما باليد حيلة ^^
فصبرٌ جميل..
شكرًا سيكريت..
أتعلمين..
كل ما أقول لن أجلس على الحاسوب..
أتذكر الرواية فأقول قد تكون وضعت جزءًا جديدًا، سأمر سريعًا..^^
وفقنا الله وإياكم..
secret girl
18-1-2010, 02:37 AM
secret_88 .. شمس الإسلام .. دلوعة صاحبتها
شكــراا لكم جميعا لمروركم
جزاكم الله كل خير
وحتي لا أكون السبب في إنشغال أي عضو عن المذاكرةicon987
وحتي أذاكر أنا أيضا للأمتحانات القادمة8wq4
فقد قررت أن أوقف القصة
لمدة أسبوعينiconbaye4
شكــراا لكم Icon-flowers0
وأعانكم الله جميعا
ووفقكم في الأختبارات
في أمان اللهbye00
Fifa san
19-1-2010, 12:03 PM
جزاك الله خيرا
وخيرا فعلت حتى لا ينشغل الاعضاء عن المذاكرة
أعانكم الله جميعا ووفقكم في اختباراتكم
بيلوموث
22-1-2010, 03:49 AM
الله اختي الله الله عليكي http://l.yimg.com/us.yimg.com/i/mesg/emoticons7/41.gif http://l.yimg.com/us.yimg.com/i/mesg/emoticons7/113.gif http://i11.photobucket.com/albums/a168/evelynregly/oklasky.gif
مبدعة << بدري عليكي دوبك تعرفي XD http://l.yimg.com/us.yimg.com/i/mesg/emoticons7/4.gif
اختي شكلي بآخذك و بكتب على بابك محجوز لين نهآية الروآية http://l.yimg.com/a/i/us/msg/emoticons/transformer.gif
اختي الروآية مرة حلوة و ابغآ اشووفهآ و اقرآهآ كلهآ دفعة وآحدة بس مآ قدرت و بسببك دحين مو قآدرة انام http://l.yimg.com/us.yimg.com/i/mesg/emoticons7/5.gif
كل شوي افكر افكر و اخترع ههههههههه http://l.yimg.com/us.yimg.com/i/mesg/emoticons7/64.gif << لدرجة انهآ سآرت مجنونة http://l.yimg.com/us.yimg.com/i/mesg/emoticons7/35.gif
يلآ استمري و انا من متآبعينك ^^ http://l.yimg.com/us.yimg.com/i/mesg/emoticons7/63.gif
http://up.7cc.com/upfiles/OuL91587.gif
black dragon
23-1-2010, 01:12 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
روااية رائعه بحق .. و أجمل مافيها انها تتحدث عن الشيشان
المجاهد..
كما ان حديث عمر باللهجة المصرية العاميه و دمه الخفيف قد امتعاني:d:d...
ولكن اليست فترة اسبوعين طويلة قليلاًََ!! icon114 ^^
بعد ان تنهوا امتحاناتكم ستكون اجازتي قد انتهت ..
على كلٍ شكراً جزيلاً على الرواية سنرى هل بإمكاني ان انتظر
حتى تكمليها ام هل سأجدها في احد المواقع على الشبكة :d^^
شكراً جزيلاً و بالتوفيق في امتحاناتكم Icon0e0..
دمتِ بخير ..
secret girl
25-1-2010, 09:43 AM
دلوعة صحبتها
جزانا الله خيرا وإياك أختي
و أعانك الله ووفقك أيضا
سعدت بمرورك
شكـــراا
حفظك الله
بيلوموث
أهلا أخيتي
واضح أن الرواية أعجبتك كثيرا
ولكن أنت الأحلي بالتأكيد
وشكــراا لهذا الرد اللجميل
وكل هذا التصفيق
وطبعا أنا ما أريد أنك ما تنامي
أو تطيلي التفكير في الأحداث
بس أنا أجلتها أسبوعين
حتي يكون الجميع قد أنتهوا من إختباراتهم
وإن شاء الله
يوم 2/2 سأكمل القصة
وسأضع لكم حلقة يوميا
أسعدني مرورك
ويشرفني أنك من المتابعين
أكرمك الله
black dragon
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ان الرواية قد أعجبتك
وقد تكون الفترة طويلة
ولكن حتي ينتهي الجميع من إمتحانتهم
وشكرااا لك علي المرور
ووفقك الله في دراستك
دمت بخير
في أمان الله
وسأضع حلقة اليوم
حتي أرضيكم
ولكن
لن أضع حلقة ثانية
حتي 2/2
إن شاء الله
شكـــراااا
secret girl
25-1-2010, 10:05 AM
عــــمــر...
التفت خلفه فوجد مالك وزهره قادمان
مالك : هل ستخرج بالسياره ؟؟
هز رأسه بالإيجاب...فأكمل مالك :
هلا أوصلتنا فى طريقك الى السوق ؟؟
نحتاج لبعض المشتروات
وصلت السياره الى السوق
مالك : يمكنك الذهاب الى غايتك ...
سنتدبر أمر العوده
عمر : أنا ماكنتش رايح فى حته ...
هالف شويه أتفرج على السوق ونتقابل عند العربيه
افترق الثلاثه ...
وسار عمر متمهلا واقترب من أحد البائعين يلتف حوله الناس ..
وأخذ يتفرج على البضائع المعروضه لكنه مال على البضائع
فأسقط بعضها فأخذ يلملم ما سقط بسرعه وهو يعتذر للبائع
الذى لم يفهم منه شيئا وهو يرص بضاعته
سار عمر فى طريقه وعندما ابتعد عن البائع..
وضع يده فى جيبه واطمأن على ما فيه وهو يبتسم بخبث
:
حلو...كلها 6 ,7 محافظ ونرجع على بلدنا...
آل عمرديساروف آل
سار يصفر ويدندن :
وانا كل ماجول التوبه يا بويا..ترمينى الماجادير
ياعين
عـــــــــمـــــــــــروف..
التفت خلفه ..فوجد مالك..
قال ببساطة : أعطنى الحافظه التى وجدتها
عمر بارتباك : نعم؟؟ أنهى حا ..حافظة ؟
مالك: لقد رأيتك وانت تلتقطها........ من الأرض
قال الكلمه الأخيره بلهجه ذات مغذى خاص
نظر اليه لحظات بصمت
ثم ضحك بمرح مفتعل وقال : آآآآآآه
شوف ازاى..دانا كنت لسه هادور على صاحبها علشان أرجعهاله
قال ببساطه وهو يبتسم : دع لى هذه المهمه ..
سأقوم أنا بها حتى لا تقع فى مأزق
نظر اليه بدهشه واستنكار
أكمل مفسرا : اللغه ...لن تستطيع التفاهم معهم
هز رأسه ساهما كما لو كان غير مقتنع بتبريره
وأعطاه الحافظه
فذهب ليعيدها وعندما عاد اليه قال :
عمر ...ما رأيك أن أعلمك لغتنا
حتى يكون سهل عليك أن تتفاهم مع من لا يتكلمون العربيه؟؟
عمر : مااااشى ...بس فيه حاجه أنا مستعجب لها !!
انتوا ازاى بتتكلموا عربى كده؟؟
مالك ببساطه وهو يسير فى السوق :
دخل الإسلام فى الشيشان سنة 23 هـ فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب
فى نفس وقت دخوله إلى مصر ولم يكن ذلك عن طريق التجار فقط بل كان من الفتوحات الإسلامية
ونحن ...
أهل هذه البلاد مستمسكون بإسلامنا بشكل لا يمكن أن تتخيله ...
ونحترم بشده رموزنا الدينيه ونلتف دوما حولهم ....
ونحافظ على تقاليدنا وعاداتنا القوميه ولغتنا العربيه
ولهذا نسعى دائما الى غرس العادات والتقاليد الإسلاميه فى نفوس أبناءنا ليشبوا رجالا ...
وهذا ما جعلنا نستطيع الصمود والمقاومه فى عصر ايفان الرهيب ..أول قياصرة روسيا
تنهد بحسره وقال : لقد مر علينا وقت كنا فيه لا نتكلم ولا نكتب الا العربيه....
عندما أعلن الحاج أذن امارة شمال القوقاز
وجعل اللغة العربيه ..هى اللغه الرسميه ..
وتوعد بالعقاب كل من ينسى اللغة العربيه
ونحن نسعى باستمرار لبناء المدارس التى تعلم الدين واللغة العربيه ...
وابى....لقد تعلم فى الأزهر..
عمر بدهشه : يانهار أبيض ...ايه ده ؟؟؟
دا انت موسوعة
ولكن هذا لا يعنى أننا نفلح دائما.....
ففى بعض الفترات ...يكون الإحتلال طاغيا ....
وأول ما يفعله هو محاولة القضاء على الدين
كما حدث ايام حملات الإبعاد....
فعندما عاد المبعدون الى بلدهم ...
وجدوا الروس قد أغلقوا 800 مسجد وأكثر من 400 مدرسه لتعليم الدين واللغة العريبه ..
وبعض المساجد حولوها الى مراقص يشربون فيها الخمر
عمر بصدمه : طب وانتوا عملتوا ايه ؟؟
مالك بابتسامة أمل : أتدرى...
ان ما حدث كان له أكبر الأثر فى تقوية الوازع الدينى للناس...
وعادوا لإستكمال التعليم الدينى بشكل أقوى عن طريق الحلقات والدروس الخاصه
عمر بسخريه مريره : الدنيا دى غريبه قوى ....
دا فيه ناس ...مش عاوزه تتعلم أصلا ..
وناس بتدفع حياتها علشان تتعلم
مالك بفخر: ان تاريخ هذه البلاد غنى جدا بالجهاد والنضال من أجل الحفاظ على ديننا..........
وكانت..............
توقف مالك عن السير وظهر على وجهه تعبير غريب
حمزة الاسد
25-1-2010, 10:21 AM
رواية حقا رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة
سانضم للمتابعين بكل شوق
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لاإله إلا أنت استغفرك وأتوب اليك
Fifa san
25-1-2010, 11:38 AM
icon1366icon1366icon1366icon1366
لا توقفي الله يخليك
اقله خلينا نعرف وش فيه مالك
وعمر ذا مش عاوز يبطل حركات البطَالة حقه Icon45
جزء رائع وبانتظار التكملة
جزاك الله خيرا حبيبتي :)
black dragon
25-1-2010, 04:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ...
و الله ان هذه الرواية من اروع الروايات التي قرأتها و قد تكون اروعهن
على الاطلاق.. لقد انهيت الرواية ..نعم انهيتها فلستُ من النوع الصبور
كاد فضولي يذبحني فبحثت و بحثت حتى وجدتها و انهيتها ..
شكراً جزيلاً لك أختي secret girl فلو لا موضوعك هذا لما عرفتُ عمر و لا مالك
و لا زهرة و لا الذئب..
انصح الجميع بالصبر :d حتى تكمل الاخت بقية الرواية و انصحكم بمتابعتها ..
و بالتوفيق للجميع في اختباراتهم ^^
:Đaяk Giяl :
26-1-2010, 12:29 AM
رووووووووووووووووووعه العنواااااااااان
جاري القراااااءه
يعطيك العااااااااافيهـ يالغلا ..,,,
غرور أنثى
27-1-2010, 12:38 AM
يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
علـــــــى هـــــــــذه القصه الرائــــــــــعه
بنتظــــــــــار جـــــــــــديدكــــــــــ
secret girl
28-1-2010, 02:51 PM
حمزة الأسد
يشرفني أن تكون من المتابعين
وشكــراا لمرورك
في أمان الله
دلوعة صحبتها
أهلا أخيتي حبيبتيicon088
معلش أني لم أكملها
بس أنت عارفة ظروف الأمتحاناتIcon06
وكمان secret_88 , rahma tarek ,جهاد النفس
كلهم بيمتحنوا وأنا كده بعطلهم
فسامحينيicon26
وإن شاء الله يوم 2/2 أكمل
شكـــراا لكIcon OK 0
و جزانا الله خيرا وإياك
حفظك الله من كل سوء
جهاد النفس
أهلا أخيتيbye00
وفقك الله في أمتحاناتك
وشرح صدرك للمذاكرة
وطبعا سيبك من الكمبيوتر و أقعدي ذاكريIcon05
و أنا بدعيلك أنت وجميع الأخوات
شكرا لك
أعانك الله
black dragon
بارك الله فيك
ووفقك الله في دراستك
نورت الموضوعIcon08
شكــراا لمرورك
في أمان الله
:Đaяk Giяl : (http://msoms-anime.net/member.php?u=1066628)
أنت الأروع أخيتي
وإن شاء الله تعجبك الرواية
سعدت بمرورك
رزقك الله خيرا
غرور أنثي
تسلمي أختي علي المرور
وأنت الأروع بالتأكيد
في حفظ الله
|[ گريستال ]|
28-1-2010, 09:38 PM
أختي أمس خلصت الاختبارات ولله الحمد وطبعا شكلي حأرسب في كم مادة ^^
المهم ننتظر الرواية والتكملة بفارغ الصبر فتحت جوجل وكتبت عودة الذئب وقلت اقرأها كاملة لكن قفلت بدون ما اضغط زر البحث ننتظر هنا ونشوف فحاولي تستعجلي ويا ليت يعني القسم اللي تحطيه يكون أطول يعني انتي تحطي أجزاء صغيرة جدا الا اذا كانت الرواية قصيرة ^
secret girl
29-1-2010, 01:22 AM
شمس الإسلام
أهلا أخي
ألف مبروك علي الأجازة
وإن شاء الله تكون ناجح في جميع المواد
و بخصوص الرواية
فأنا سأكمل يوم الثلاثاء القادم الموافق 2/2
وشكــرااا لإنتظارك
وإن شاء اللله أضع أجزاء طويلة
والرواية ليست قصيرة
وعذرا للتأخير
في أمان الله
secret girl
2-2-2010, 03:52 PM
( 8 )
عمر :ايه ؟؟ فيه ايه؟؟
وقفت ليه؟؟
قال مالك بارتباك :
لا...أدرى..؟؟
أظن... أظننى ..أشعر بشئ ما؟
عمر بتوتر: ايه ؟؟ حصل ايه؟؟
نظر فجأه الى السماء ...وصرخ صرخة رهيبة :
احــــــــــذر
احــــــذاااااااااااااااااار
http://img15.imageshack.us/img15/1396/show16qu8.gif
انهم يضربون فوقنا مباشرة بالمروحيات
صاح أحد المجاهدين
وهو يجرى باحثا عن مكان يحتمى به من القصف الروسى الرهيب
قال زميله : أين القائد ؟؟؟...أنا لا أراه
الأول بدهشه :ماهذا ؟؟ ..ماذا يفعل ؟؟
هل فقد عقله...انه يسير فى منطقه مكشوفه تماما
عجبا ..ألا يخشى على حياته
الثانى وهو يلهث من الإنفعال :
نصحناه كثيرا لكنه يرفض دوما تجنب القصف القريب ..
وحتى اذا ما أصيب ...لا يظهر ألمه أبدا
لم أر أحد فى مثل تهوره
الأول :
انظر ؟؟
انه يواجه المروحيه بصدر عار ....ماذا يفعل ؟؟
لا ..لايمكن أن !!
صرخ بعنف :لاااااا ...
سيقتلونه ..... سيقتلونه........
http://img15.imageshack.us/img15/1396/show16qu8.gif
عندما صرخ
مالك...لم يتخيل عمر أبدا ما سيحدث بعدها
لقد سمع صوتا قويا مرعبا أصابه بالفزع ..
وقف جامدا كالتمثال للحظات ..
الا أن مالك دفعـه بقوه ..ليجرى ناجيا بحياته
فى اللحظة الأولى ..لم يفهم ماذا حدث...
لكنه شاهد الناس يركضون مذعورين لا يعرفون الى أين يتجهون..
منهم من يفر هربا بسيارته
ومنهم من يختبئ يحسب أنه فى مكان آمن..
وآخر يجمع بضاعته هربا من القصف ..
وفى لحظات خلا السوق من الناس...
وبينما عمر يجرى سمع صوتا ينادى عليه
التفت عمر ..
فوجد مالك يجرى و قال :
بسرعه .....
الى الملجأ...يجب أن نصل الى الملجأ
لكنه توقف عندما شاهد سيده عجوز كانت تبيع فى السوق ...
تحاول أن تجمع بضاعتها وتجرها وراءها وهى تفر من السوق هربا من الموت ..
الا أن قدميها الضعيفتان وكبر سنها ..يعوقها
انطلق يجرى لمساعدتها ولم يدع له فرصه للإعتراض
قاد مالك عمر الى الملجأ الآمن من القصف ..
جلس عمر بجانب الحائط وهو فى حالة ذهول مما يحدث حوله
لم يشعر بمثل هذا الرعب فى حياته من قبل ....
هدأت الأصوات الرهيبه...وانتهى القصف ....
وخرج عمر من الملجأ..
ومع أول خطوه ...تراجع عمر للوراء بصدمه من هول ما رأى ...
كان منظر الدمار الذى لحق بالمنطقه مروعا بحق ....
البيوت والمحال مهدمه والقتلى والجرحى فى كل مكان....
تقدم عمر ببطء وهو ينظر حوله بذهول تام .....
فجأه ............
انتفض بشده وتسمر فى مكانه عندما وقعت عينه على جثة البائع الذى كان قد سرق حافظته منذ أقل من الساعه
كان الرجل ممددا على الأرض جثه هامده ...
وملقاة بجانبه حافظة نقوده التى ردها اليه....
مفتوحه ..والمال يخرج منها
لم يعرف ماذا يفعل ...لقد شل تفكيره وتجمدت مشاعره ...
كان هذا الموقف من أقسى المواقف التى قابلها فى حياته
عـــمــــــر..ساعدنى
افاق على صوت مالك..
التفت اليه فوجده منحنيا على الأرض يحاول اسعاف صبى صغير ينزف بغزاره
حمل معه الصبى واتجه الى حيث تركا السياره ...
عجبا ...السياره سليمه
اتجها بسرعه لمستشفى الأطفال ....
وهناك...
أخذ منهما الطفل أحد الأطباء وكانت المستشفى كخلية نحل كبيره ..
الكل يجرى ..
وبدأ الجرحى بالتوافد بكثره ..لدرجة أن الأسره لم تكفى لكل المصابين ...
فاضطروا لوضعهم على الأرض
وكان عمر من وقت لآخر ينظر الى مالك
ويتعجب من قوة ثباته و تماسكه فى مواجهة هذا الموقف الرهيب ...
بل ويجرى فى أرجاء المستشفى يساعد الممرضات ...
وعندما طلب الأطباء ...دم ..
كان أول المتبرعين عندها هب عمر وتطوع
كان هناك نقص كبير فى الأدويه والأطباء...
وأعداد المصابين فى تزايد مستمر ....
حتى أن بعضهم كان يموت قبل أن يستطيع الأطباء اسعافه...
طلب مالك من عمر ..مرافقته لشراء الأدويه التى طلبها الأطباء ...
وفى السياره ..
كان رأس عمر يدور فيه سؤال لا يستطيع الخروج على لسانه .....
بَلْسَم،،
2-2-2010, 10:50 PM
أهلًا بكِ يا سيكرت..
مبارك إجازتكِ وانتهاء الامتحانات..
أسعدكِ الله بالنتائج..
.
.
جزيتِ خيرًا..
بانتظار حلقاتك اليومية ^^
qoot_syria
2-2-2010, 11:11 PM
وااااااااااااو
مع اني تاخرت كتيـــــــــــر
بس القصة رووووووووعة
و بانتظار التكملة
secret girl
2-2-2010, 11:23 PM
secret-88
أهلا أخيتي الحبيبة
اشتقت لمرورك
وألف مبروك لك أيضا علي الأجازة
وإن شاء الله تحصلي علي أعلي النتائج
علي فكرة أنا كنت بدعيلك دائما
جزانا الله خيرا وإياك
شكــراا لمرورك
وفقك الله
qoot_suria
أهلا أخيتي
أنت الأروع بالتأكيد
سعدت بمرورك
حفظك الله ورعاك
secret girl
3-2-2010, 11:40 AM
الـــــــــــــلـــــــــــه أكـــــــــــــبـــــــــر
الــــــــــــلـــــــــــه أكــــــــــــــبـــــــــر
لقد فعلها الذئب.....لقد فعلها البطل .....
أسقطها بضربة واحده
التف المجاهدون حول القائد
الذى وقف ثابتا ووجهه خالى من أى تعبير
والمجاهدون يهنئونه بسعاده
وهو شارد كعادته لا يرد الا بكلمة واحده ....
الحمد لله
كان رأسه يسترجع تفاصيل ما حدث...
عندما بدأ القصف الرهيب بالمروحيات والصواريخ
سار الى منطقه مكشوفه يحمل فوق كتفه مدفع من طرازR. B . J
رآه قائد احدى المروحيات وحيدا فظنه صيد سهل
مال بالمروحيه مقتربا منه ...
لكن القائد لم يتحرك أبدا بل نزل على احدى ركبتيه
وبمنتهى الصبر والثبات أخذ يضبط مدفعه على كتفه
وقائد المروحيه يقترب وهو يضحك من ذلك المجنون المتهور
الذى يواجه مروحيه وهو راكع على احدى ركبتيه ...
فهو حتما لن يستطيع اصابة مروحيه حربيه تناور فى الهواء
صوب الطيار سلاحه الى القائد وهم بالضغط على الزر ....
لكن القائد كان الأسبق .....
أطلق مدفعه بمنتهى الثقه والثبات وفجر الطائره الى قطع صغيره
مما جعل باقى المروحيات تهرب ظنا منهم أنه كمين
افاق القائد من شروده على أصوات زملائه وهم يهنئونه
وأنهى الموقف بكلمه واحده :
وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى
استعدوا .. لقد كشف العدو موقعنا ...
وسنضطر الى تغييره
secret girl
3-2-2010, 04:52 PM
ألقى عمر برأسه المثقل بالهموم والآلام على وسادته
بعد عودته الى المنزل وبعد أن انتهى أشد وأقسى يوم مر به فى حياته...
أخذ يحدق فى السقف وهو يشعر بألم الدنيا يجثم فوق صدره
ترك لدموعه العنان عندما اطمئن أنه وحيد و بعد أن ظلت دموعه حبيسه طوال اليوم ..
شيئا فشيئا تحولت قطرات الدموع الى أنهار وتحول البكاء الى نحيب ...
لم يدرى كم مر عليه وهو يبكى ...
حتى أطرقت يد حانيه على كتفه ....
وسمع صوت مالك :
عمر ...
اهدأ يا عمر ...ما بك؟؟
كان مالك قد عاد الى المنزل فى وقت متأخر بعد عودة عمر بمده طويله ..
كاد فيها القلق عليه يقتل كل من فى المنزل ..
خاصة ..أمه
وعندما سألوه أين كان ...أجاب :
كنت أساعد فى نقل الجرحى الى المستشفى العسكرى...
أما الأب محمد ..
فقد ترك المنزل منذ الهجوم الروسى.....
ولم يعد
التفت عمر الى مالك وقال وهو يبكى :
أنا ...أنا ..مش عاوز أفضل هنا ..
أنا عاوز أرجع مصر ...أنا لازم أمشى ...
مكانى مش هنا...
مالك بتعاطف :
اهدأ يا عمر ..لقد مر كل شئ بسلام...
أتريد أن تتركنا بعد أن أحببناك؟؟
لقد كنت أعتبرك صديقى
عمر : مالك ...خرجنى من هنا..
لو بتحبنى صحيح خرجنى من هنا
أنا مش عاوز أموت ...
عاوز أرجع على مصر..ساعدنى ..
لو صاحبى صحيح ساعدنى
مالك يفكر قليلا : ولكنى لا أعرف كيف أساعدك؟
عمر : فلوس ...
عاوز فلوس ..علشان أقدر أرجع مصر
مالك يظهر على وجهه الإحباط الشديد :
ليتنى أستطيع مساعدتك ..
فما لدينا من مال لن يكفى لإعادتك الى مصر
عمر : ايه ؟؟ بس انتوا مش فقرا..
وبعدين..ما أبوك راح مصر قبل كده ...
اشمعنى دلوقتى؟؟
مالك : لا أدرى ماذا أقول ...ولكن ..سأخبرك ...
منذ أن أعلن الرئيس جوهر دوداييف استقلال البلاد عن روسيا عام 1994
وهم يشنون علينا حربا شعواء ..استنزفتنا استنزافا...
وحتى بعد اتفاقية المصالحه عام 96
والتى جعلتهم يخرجون بالفعل من أرضنا ..
الا أنهم يخرقون بنود الإتفاقيه ويغيرون علينا من وقت لآخر كما رأيت اليوم...
ولم يعترفوا باستقلالنا...
كما يحاولون باستمرار اغتيال قادة الجهاد..
ولم يسمحوا لنا بفتح مطار العاصمه..
ومنعونا من التعامل مع العالم الخارجى حتى لا نتصرف فى مواردنا الطبيعيه من نفط وغاز
عمر بضجر شديد : ياعم أنا مالى ومال الكلام ده..
قاعد تبرم فى دماغى من الصبح بكلام مش فاهمه ...
أنا عاوز فلوس أرجع بيها على مصر
مالك : هذا ما أحاول أن أقوله لك ...
لم يعد الحال كما كان ..البلد كلها فى حالة ارتباك اقتصادى ..
وما معنا من مال لن يكفى لإعادتك الى مصر
صمت قليلا ثم قال بعد تردد :
لقد صرف أبى كل ماله لإحضارك الى هنا ..
وليس هذا فحسب...
لقد باع أرضنا واستدان ..ليدبر مصاريف رحلة الذهاب والعوده
قد تراه تصرفه غريبا....
لكنه شيشانى........
لهذا يقولون عندنا
(من الصعب أن تكون رجلا شيشانيا لما فى ذلك من أعباء يجب على الرجال تحملها)
ان أبى يضع مبادئه وعقيدته قبل نفسه وعائلته...
عمر بدهشه : ليه ....بيعمل كل ده ليه؟؟
وهو لا عمره شافنى ولا يعرفنى؟؟
مالك : ألم تدرك بعد ؟؟
لأنك ابن أخته وأعز أصدقاءه وليس هذا فحسب ..
والدك أحد أبناء عمومتنا...
لهذا لم يكن أبى ليتركك بعيدا عنا........
فأنت أحد أفراد هذه العائله
عمر بدهشه : طب وانتوا....... ازاى سبتوه يبيع أرضكوا؟؟
مالك وهو يبتسم ابتسامته الودوده البشوشه :
لقد أخذ رأينا فردا فردا ..حتى خالد الصغير ..
وأجمعنا كلنا على ضرورة احضارك الى هنا لتعيش معنا
صمت عمر تماما ولم يستطع أن يرد لقد كانت الدهشه تملأه من هذه العائله الغريبه التى تضحى بمالها وتستدين من أجل شخص لاتعرفه ولم تره من قبل
وأدرك عمر أخيرا أن عودته الى مصر ستتأجل الى ماشاء الله
هذا اذا ما استطاع تدبير المال اللازم لرحلة العوده
مالك بود خالص : عمر ..
لقد أحببتك كثيرا وأعتبرك صديقى ...
تنهد بأسى وهو يكمل :
منذ استشهاد أخواى وأنا أشعر بوحده رهيبه ..
لم يزيلها سوى وجودك..
أحتاج لمن أتحدث معه ويسمعنى...
وأبى..تغير كثيرا ولم يعد لديه وقت ليسمعنى
عمر بدهشه بعد ان استطاع مالك اخراجه من حالة الإنهيار :
هو انت كان ليك أخين ماتوا؟؟
هز مالك رأسه بالإيجاب وهو يقول :
خالد وشامل استشهدا أثناء المقاومه أيام الحصار
وقام أبى بدفنهما فى مقابر الأسره..بجوار أمى
قفز عمر جالسا على الفراش وقال بدهشة عارمه :
ايه ؟؟ أمك ؟؟
هى مش اللى جوه دى أمك ؟؟
مالك : لا ..انها زوجة أبى ..
تزوجها بعد موت أمى
عمر : حاجه غريبه؟؟ بس دى حنينه عليكوا قوى ...
دى كانت هاتتجنن عليك لما انت اتأخرت
مالك : بالطبع ..
وأنا وزهره نحبها كثيرا ..فهى فى مكانة أمى
عمر ومازالت الدهشه تلفه : وأبوك برده هو اللى دفنها؟؟
مالك : نعم .......
دعك من هذا الآن ..أريد أن أريك شيئا
نهض مالك من على فراش عمر
واتجه الى فراشه وأخرج من تحته صندوق كبير
أخرج منه مجموعة لوحات
مالك : انظر ...
ما رأيك ؟؟ هل تعجبك؟؟
تأمل عمر اللوحات المرسومه وقال : انت اللى راسم ده؟؟
مالك بابتسامه واسعه : نعم ...هل هى جميله؟؟
عمر بدهشه وهو يتأمل فى اللوحات ويقلب فيها :
دى بيوت ؟؟ ....
حلوه..بس شكلها غريب شويه
مالك يعود بظهره الى الوراء
ويعقد كفيه خلف رأسه مستندا الى ظهرالفراش بجانب عمر
وعينيه تسافران بعيدا وابتسامه حالمه تملأ وجهه :
يوما ما ....سيكون لدىّ شركة معماريه كبيره..
وسأقوم بتصميم بيوت ستحدث انقلابا فى الطراز المعمارى فى القوقاز
عمر وهو ينظر اليه بدهشه :
الله يخرب بيتك ...دانتوا عيله عاوزه المرستان..
انت مش داريان احنا كنا فين النهارده؟؟
وسط الموت ...بين الجثث والأنقاض...
وانت بتحلم انك تبنى بيوت
ابنى يا خويا ابنى ...
وبصاروخ واحد يطربقوهالك على اللى فيها
مالك ببساطه شديده : يدمروها ..سأبنى غيرها
عمر : ياساتر
لايجوز قول ياساتر لأنها ليست اسما من اسماء الله عز وجل والصحيح ان نقول ياستير).
عليك ...
دانت كلح ..ايه يله البرود اللى انت فيه ده؟
اعتدل مالك وقال بحماس :
أنت لا تفهم ..فعندما أصمم بيتا أكون معجبا به
ولكن بعد فتره ...أمله
وأصمم أجمل منه فأنا أعشق التجديد ..
وعندما أستطيع أن أحول تلك الرسومات الى حقيقه
ستكون فرصه حقيقيه لإثبات مهارتى فى التجديد والإبتكار
عمر : ياعينى عالفلسفه..
ودا ايه ده كمان ؟؟ ده جامع ؟؟
ايه ده؟؟ انت عامل له صحن ؟
مالك : نعم ...يذهلنى كثيرا الطراز القديم فى المساجد ..
وخاصة المساجد المصريه ذات السقف المكشوف ..
من أروع الأشياء أن يصلى الإنسان تحت النجوم ..وضوء القمر الهادئ الرقيق يملأ القلب نورا ...
واذا ما أحب الجلوس فى المسجد للإعتكاف والتأمل يقلب وجهه فى السماء يتفكر فى خلق الله...
انظر ..لدى كتاب هنا عن المساجد المصريه
انظر مسجد عمرو بن العاص ومسجد طولون ...
انه رائع ...
الوحيد الذى له مئذنه بسلم خارجى تصميمه المعمارى مذهل..
ومسجد محمد على شديد الروعه
عمر : ياعم مانا عارف كل ده...
وعايش طول عمرى وسط الحاجات دى ..
بس المساجد دى كلها ليها صحن ..يعنى مكشوفه ..
ودى بقى ماتنفعش عندكوا هنا وسط السقعه والتلج
مالك بحماس : وهذا هو التحدى الحقيقى
أن آخذ الفكره وأطورها وأبتكر فيها وأجعلها تتناسب مع بيئتنا...
أتعلم؟؟..فكرت أن أغطيها بقبه زجاجيه
عمر : والله انت مجنون وهاتجننى معاك
بقى بتحلم انك تبنى مساجد والبلد فى حرب؟؟
مالك وهو ينظر بعيدا ويقول بعزم :
يوما ما ...سأبتكر ماده مضاده للقنابل والصواريخ..
وتتحمل أقسى الظروف ..
وسأبنى بها المساجد فهم أول ما يستهدفون ..المساجد
نظرعمر الى مالك بصمت وذهول
وهو يفكر فى شخصيته العجيبه التى تتحدى الدمار والموت بكل هذا الأمل والتفاؤل
أبو رويم
3-2-2010, 05:26 PM
حمدا لله على السلامة ووفقك الله فى امتحاناتك
وقراءة متعة للجميع
وننتظر منك باقى القصة
qoot_syria
3-2-2010, 07:12 PM
قصة رآآآآآئعة جدا ..
بانتظار التكملة ..
Fifa san
3-2-2010, 10:07 PM
بالرغم من أن القصة مؤلمة من ناحية ما يتعرضون له من القصف والتعذيب
لكن أعجني مالك وطموحه وتفكيره رغم ما يتعرض له من أمور عصيبة
ونحن رغم الأمان الذي نعيشه
نتذمر من حياتنا ونعيشها بدون هدف ولا طموح
جزاك الله خيرا أختي الحبيبة
وبانتظار الجزء القادم بإذن الله
secret girl
4-2-2010, 01:58 PM
أبو رويم
أهلا بك أخي الكريم
سلمك الله من كل سوء
وشكــراا للدعاء
نورت الموضوع
في أمان الله
qoot_syria
سعدت بمرورك أختي
نورت الموضوع
حفظك الله
دلوعة صحبتها
معك حق أختي في كل ما قلته
فنحن في نعمة كبيييييييرة جدا
يشعر بها من المحروم منها
فاللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان
وفك أسرهم يا رب العالمين
جزانا الله خيرا وإياك
سعدت بمرورك حبيبتي
رزقك الله من فضله
secret girl
4-2-2010, 02:27 PM
( 9 )
أخيرا عاد محمد الى أسرته وبيته بعد عدة أشهر قضاها فى معسكرات المجاهدين ...
نظر محمد الى مالك وزهره وعمر وكأنما يراهم لأول مره ..
لم يكن يصدق أنهم نجوا من تلك المذبحه الرهيبه فى العاصمه...هناك ..
حيث أطلقت القوات الروسيه صواريخ بعيدة المدى وقصفت الطائرات بقذائفها على المدنيين
وكانت الصواريخ تستهدف البيوت والمناطق المحيطه بالمستشفيات ..
وقتل من جراء هذا القصف مائه من المدنيين وجرح مائتان
بعضهم مات لخطورة الإصابه وقلة الدواء..
ودمرت عشرات البيوت وعدة سيارات
ولقد اتجه محمد الى معسكرات المجاهدين فور علمه بالقصف وحتى قبل أن يطمئن على أولاده ..
ليدبر معهم طريقه للرد على تلك الضربة الروسيه الوحشيه الغادره
طوال مدة غياب محمد لم يكن عمر يعمل شئ سوى التفكير ....
التفكير فى كل ما يدورحوله
عجبا ...
لقد ضبط نفسه يفكر..
لأول مره يفكر بهذه الطريقه وهذا العمق ..
لم تكن حياته السابقه تعتمد على التفكير ..
بل لم يكن لعقله أى دخل فى مسار حياته منذ ولادته ..
وكان يتعامل مع عقله وكأنه غير موجود ..
أو أنه عضو غير قابل للعمل ويترك لجوارحه العمل
دون أدنى تدخل من عقله
كانت شخصية محمد الغريبه تثير فضوله بشده وتدفعه دفعا للتفكير فيها حتى وهو بعيد.....
وبرغم حنقه الشديد عليه وغضبه منه
الا أنه كان ينظر اليه على أنه رجل عجيب ..
أتى من زمن آخر ..أو من عالم آخر...
رجل يضحى بأى شئ وكل شئ بلا مقابل
والأم الصابره التى لا تشكو أبدا برغم ثقل المسؤليه وضيق الحال على الجميع
وبرغم ترك زوجها لها لفترات طويله..لكنها تقف صامده ..
تحمل البيت بلا كلل ..تربى أبناءها وابناء زوجها بكل حب واخلاص
أما مالك..فهو يصيبه دوما بالجنون...
هو الوجه الآخر لشخصية والده فهو عكسه تماما ..
متفائل لأبعد الحدود ..ضحوك دائما ينثر المرح فى كل مكان حوله..
لايكف عن الغناء فى أى وقت
وزهرة الرقيقه الهادئه...عجيبه أخرى من العجائب...
تحمل عقلا أكبر بكثير من سنوات عمرها
ولديها قدره عجيبه على التأثير فى الآخرين واقناعهم
وهى التى استطاعت اقناع عمر بتعلم لغة البلد وفى خلال عدة أشهر استطاع عمر اتقان اللغه الشيشانيه بشكل لا بأس به
وكذلك بعض كلمات من اللغه الروسيه
التى كانت تتقنها زهرة بمهاره
وعندما انتهت الدراسه وبدأت العطله ..
كان عمر يقضى معظم وقته بصحبة مالك
وأصبح لدى مالك المزيد من الوقت ليعلم عمر الكثير عن الشيشان وتاريخها
كان عمر يجلس شاردا عندما سألـه مالك :
فيم تفكر ؟؟
عمر: أبوك ده غريب قوى..
مالك : لماذا ؟
عمر : والله مانا عارف..
دا مجاهد ولا تاجر ولا امام جامع ولا مدرس عربى
ابتسم مالك وقال : انه كل هؤلاء..
فهو فى الحرب مجاهد ..وعند الصلاة امام
وهو تاجر يكسب قوته من عمله
وهو معلم اللغة العربية لمن لا يعرفها
عمر : وازاى يمشى كده من غير مايقول هو رايح فين..
من غير حتى ما يطمن عليكوا
مالك ببساطته المعهوده وابتسامته البشوشه :
لقد اعتدنا ذلك ..
فى المرة السابقه غادر دون أن يخبر أحدا ..
وغاب عنا عام كامل...
انه لا يتأخر أبدا عن الجهاد ..
انه شجاع جدا..لقد تربى فى أحضان الذئاب
عمر بدهشه : نعم ؟؟ يعنى ايه ؟؟
يضحك مالك : انه تعبير دارج لدينا
نقوله اذا ما أردنا أن نصف أحد ما بالشجاعه
أكمل بفخر : الشيشانيون مقاتلون أشداء أقوياء شجعان وشجاعتهم مقرونه بنبل أخلاقهم
عمر : وايه الفايده من دا كله ؟؟
هاتقدروا تغلبوا الروس؟؟ دول أقوى منكوا بكتير..
مافيش حل للحرب دى الا انكوا تستسلموا
أطرق مالك يفكر بعمق : أفهم تماما ما تعنى...
هل تعلم لم اخترنا الذئب رمزا لنا؟؟
هز عمر رأسه بالنفى ..فأكمل :
الذئب ليس أقوى الحيوانات لكنه من وجهة نظرنا الأنبل..
فهو لا يقاتل الا الأقوياء ...
ليس كالأسد والنمر الذى يفترس الضعفاء
لذلك اذا ما أردنا وصف أحدهم بالشجاعه ..نطلق عليه ذئبا
بدا على وجهه عدم الإقتناع فقال :
مازلت لا تصدق ؟؟
هل تذكر ما قلته لك عن معسكرات الإبعاد الجماعى والسجون فى وسط آسيا؟؟
برغم قسوة الظروف وقتها وذل الأسر والنفى ..
الا أن شيشانيا واحدا لم يخضع للحكم الروسى ..
بل انهم كانوا يظهرون دائما عداءهم للروس بمنتهى الشجاعه...
ليس هذا كلامى....بل كلام الكاتب الروسى سولجنستين
الذى عاصر ما فعله ستالين بالشيشان
اننا قد نهزم ...لكننا لا نستسلم أبدا...
فالحريه لدينا أغلى من أى شئ فى الحياه..
وذلك بشهادة الروس أنفسهم
مالك : قرأت مره عن مخطوط روسى شهير
عمره أكثر من مائه وثمانين عاما
وهو عباره عن رساله بعث بها الجنرال روس أرمولوف الى قيصر الكريملين ألكسندر الأول عام 1818
يبرر فيها سبب الخسائر الكبيره للقوات الروسيه ضد الشيشان ..
ويتعهد بأنه سوف يبيدهم عن آخرهم
(( وأؤكد لكم يا فخامة القيصر العظيم أنه لن يرتاح لى بال طالما بقى شيشانى واحد على قيد الحياه..لأن هذا الشعب المشئوم بإمكانه تحريك روح الثورة واشعال شرارة الحرية حتى بين أكثر الناس تفانيا واخلاصا للإمبراطورية الروسيه وربما داخل الكريملين ذاته ))
عمر ....نحن نؤمن تماما أننا سننتصر...
وان لم يكن نحن بأنفسنا ..
فمن بعدنا.....
لكننا فى النهايه .......سننتصر
ظل عمر يحدق به فتره كالتمثال...
وكأن كلماته الواثقه ..قد اخترقته اختراقا
فى تلك اللحظه ...
دخل عليهم خالد الصغير وقال :
مالك ...عمر ...
أبى يريدكما
|[ گريستال ]|
4-2-2010, 03:43 PM
شكرا أختي على اكمال القصة
انشغلت في الفترة السابقة لمشاكل في الجهاز والحمد لله بعد ماعدت المشكلة طوالي خشيت هنا والحمد لله لقيت عدة أجزاء
ننتظر التكملة
Fifa san
4-2-2010, 09:37 PM
فعلا أغبطهم على هذه الروح العالية
وأيضا عمر ماشاء الله عليه بدأت أوضاعه تتحسن
شكرا لك حبيبتي secret girl على القصة
اللي أكيد راح تغير فينا الكثير
وبانتظار الجزء القادم
وااااء ماليش دعوة كل ده فاتنى يا نهار ابيض
يلا مش قايمه النهاردة غير لما اخلص اللى كتبتيه ان شاء الله
كملى كملى احنا وراكى يا غاليه
secret girl
5-2-2010, 12:53 PM
شمس الإسلام
العفو أخي
وألف سلامة للجهاز
شكــرااا لمرورك
في أمان الله
دلوعة صحبتها
عفوا أخيتي الحبيبة
أسعدني مرورك
حفظك الله
rahma tarek
أهلا أختي رحمة
نورت الموضوع
عموما ما فاتك كتير
سعدت بمرورك
وفقك الله
secret girl
5-2-2010, 01:25 PM
نعم......!!!!!!!!!!
هب عمر من مقعده صارخا بدهشة وغضب
مقاطعا محمدالجالس أمامه تماما :
بقى انت جايبنى هنا عشان كده؟
عاوز تزود عدد جيشكم نفر!
عاوزنى أحارب معاكوا؟
دانا مدخلتش الجيش فى مصر, هادخله هنا !!
عاوزنى أموت ؟
قال محمد وهو يحاول الإحتفاظ بهدوءه :
ليس الأمر هكذا ...
انه مجرد معسكر تدريبى للتدريب على فنون القتال واستعمال
الأسلحه كماأنك لن تكون وحيدا...
سيكون معك مالك...
المفروض أن تفرح لأنك ستصبح رجلا...
عمر بانفعال وهو يشيح بيديه:
لا لا الكلام الكبير ده مايجبش
معايا أنا.....
أنا لا هاروح معسكرات, ولا هاتدرب, ولا هاحارب,
ولا ليا دعوة بالموال ده كله
قال محمد وقد بدا الغضب واضحا فى صوته :
أمازلت حقا لاتصدق أنك من أهل هذه البلد؟؟
قرب وجهه من وجه عمر وهويقول بصرامه :
أنت ذئب شيشانى ولا بد أن تعيش كالذئاب..
لايغرنك أننا الآن فى حالة هدوء نسبى مع الروس,
ففى لحظة واحدة قد يتحول ذلك الهدوء الى جحيم مستعر
لقد بدأت تظهر نواياهم الخبيثة ومايبيتونه لنا
الم ترى بعينيك مافعلوه بنا ؟
هذه البلاد فى حالة حرب وكل أبناءها القادرين على حمل السلاح
يجب أن يكونوا مستعدين للدفاع عنها فى أى وقت
كما أنك لن تحارب..انه معسكر تدريبى
ستذهب للتدريب على القتال ..لا الحرب
عمر وقد استشاط غضبا :
لو كنت عارف من الأول انك جايبنى هنا عشان ترمينى فى الحرب ..
ماكنتش جيت
اييييييه..انت عاوز منى ايه؟
عاوز تنتقم منى ليه؟ عملتلك ايه؟
أنا مش هاحارب ...
مش عاوز أموت... مش عاوز أموت...
قال محمد بصوت كالرعد والغضب يقطر من كلماته :
كن رجلا وتحدث كالرجال..
أنا لا أفعل هذا بسبب عداء شخصى بينى وبينك
فإبنى سيذهب قبلك...أنا أريد أن أصنع منك رجلا ...
كل انسان هنا مسئول عن هذه البلد ..
فهى أمانة فى أعناقنا سيسألنا الله عنها ..
لابد أن ندافع عنها حتى آخر قطرة دم فى عروقنا
وحتى آخر رجل منا
عمر بعناد شديد :
أنا مش من البلد دى,
ومش ممكن هاعيش هنا ابدا...
أنا راجع مصر ومش هاتقدر تمنعنى...
أنا راجع, راجع ..
تفجر محمد بالغضب وهم أن يهجم على عمر ...
لكن زهرة التى أتت مسرعة من الحجرة المجاورة على صوت
النقاش الحاد
وقفت أمامه وحالت بينه وبين عمر وهى تقول
برجاء :
أبى أرجوك ...هل تسمح لى بكلمه؟
أكملت بسرعة دون انتظار رده:
لا يمكننا اجباره على الذهاب للمعسكر دون ارادته,
لقد تربى فى بيئة غير بيئتنا
وهو غير مؤهل نفسيا ولا جسمانيا ليعيش حياتنا,
كما أن قضيتنا مازالت بعيدة تماما عن تفكيره
الأب بعناد وهو ينظر فى عينى عمر بقوة :
عندما يعيش بين المجاهدين سيتربى ويتعلم كيف يكون رجلا
زهرة :
أبى ....انه غير مستعد نفسيا لفكرة الجهاد ...
مشاعره غير مؤهله لإستيعاب الأمر والإيمان بالقضيه
لو ذهب الى هناك الآن بالتأكيد سيفشل
صمت الأب طويلا ..
وأطال النظر فى عينى زهرة الجميلتين وهو يفكر بعمق ...
أما عمر ..
فقد ظل ينقل عينيه بينهما وبداخله بركان يغلى بمشاعر كثيره متناقضه
بعد قليل ...لان وجه محمد ونظر الى
عمر وقال بصرامه :
حسنا ... فليذهب مالك وحده ..
ولتبق أنت هنا .... وحدك...
حتى تتعلم كيف تكون رجلا
لم يدر عمر لم لم يفرح؟؟
رغم أن هذا هو ما كان يريده...
بل العكس ..لقد أصابه كلام محمد بصدمة ....
أو كلام زهرة ..؟؟
لم يدرى أيهما أثاره أكثر...
حتى عندما ذهب مع مالك الى حجرتهما,
كان صامتا تماما ومالك يتحدث بحماس وهو يجمع أغراضه ويستعد للذهاب للمعسكر
: أتعلم ...أنا سعيد لأنك ستبقى هنا...
أول الأمر شعرت بالضيق, لأننى سأكون وحيدا هناك,
لكنى أدركت أهمية وجودك هنا, فأنا لن أكون موجودا ..
وأبى ..ربما اضطرته الظروف للرحيل كما حدث من قبل...
فمن سيعتنى بأمى واخوتى ؟؟ أوصيك بهم خيرا ...
ان وجود رجل فى البيت فى مثل هذه الظروف التى تمر بها البلاد
أمر ضرورى
رجل ..!!!!!!!!!
رنت الكلمه بقوة فى أذن عمر وكأنه يسمعها لأول مرة
وقضى عمر الليلة وهو يتقلب فى فراش من الشوك..
لا يدرى ما الذى أصابه ....
كانت كلمات محمد وزهرة تدور فى رأسه وتمنعه من النوم..
ما الذى دهاه ؟؟..
ولماذا يشعر بكل هذا الضيق ولماذا تأثر بهذه الكلمات
رغم أنه سمع مثلها بل وأكثر منها من قبل....
شعر بجسده يكاد ينصهر من الحرارة,
وروحه تكاد تزهق من الإختناق,
دفع الغطاء بضيق وهب جالسا فى فراشه..
مسح بعض حبات العرق عن جبينه وهو يفكر
أخذ نفس عميق
وغادر الفراش وبخطوات خفيفة اتجه الى حجرة المعيشه ...
سمع صوت محمد وهو يترنم بآيات القرآن الكريم بصوته الندى الجميل....
اقترب منه وهو يصلى فى خشوع,
وألقى بنظره الى الساعة المعلقه على الحائط,
كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل
بكثير ...
ظل يدور فى أرجاء الغرفة بنفاذ صبر منتظرا أن ينهى محمد صلاته
عندما انتهى محمد من الصلاة,
اقترب منه عمر وقال بتردد :
أنا ...أنا ..عاوز أروح مع مالك ..
التفت محمد اليه وتنهد وهو يهز رأسه :
أتظن أن هذا هو الوقت
المناسب لإدعاء الشجاعه ؟؟
عمر بغضب :
لا ...أنا مش جبان,
دانا بعون الله كنت بقفل شوارع فى مصر
وأبيتهم من المغرب
خفض رأسه وتردد قليلا وهو يكمل :
أنا...أنا ..رايح المعسكر
http://backgnd.jeeran.com/broad2.gif
|[ گريستال ]|
5-2-2010, 04:16 PM
القصة في تطور واخيرا مشاعر عمر واحاسيسه وتفكيره بدات تتغير وقرر يروح للمعسكر التدريبي
ننتظر الجزء القادم ونشوف وش راح يصير له مع مالك في المعسكر التدريبي
شكرا اختي وننتظر التكملة فلنغتم الاجازة بقراءة القصة كاملة ^^
secret girl
5-2-2010, 07:53 PM
شمس الإسلام
نورت الموضوعIcon08
شكــراا لمرورك
حفظك الله
وإذا كنتم تريديوا جزء أخر النهارده
قولولي وأنا أنزلكمIcon OK 0
|[ گريستال ]|
6-2-2010, 11:19 AM
من دون ما نقول يا ليت تنزلي أجزاء ورا بعض واللي ما يقدر يدخل ويقرأ يدخل بعد الاختبارات الردود هنا تبقى ولله الحمد ولا تحذف
secret girl
6-2-2010, 02:27 PM
( 10 )
فى الطريق الى المعسكر.........
شعر عمر بندم شديد
وتمنى لو لم يكن استسلم لغضبه وشعوره بالإهانه من كلمات محمد ...
وزهرة على وجه الخصوص وخوفه من أن تظنه جبانا
عمر لم أنت شارد هكذا؟؟
التفت الى مالك الجالس بجواره فى السيارة حاملة الجنود التى تقلهما مع
مجموعة كبيرة من أقرانهما الى المعسكر الذى سيقضيان فيه فترة التدريب
وقال بشرود :
مش عارف يا أخى...
حاسس كده بحاجه غريبة,
زى ما أكون كلت قفا جامد قوى
مالك بدهشه : ماذا؟؟
عمر :
قصدى ..زى ما يكون حد ادانى شلوط ,
أو مقلب حرامية
نظر الى مالك والدهشة والذهول على وجهه,
ففسر قائلا :
يعنى, زى ماتقول كده حد ضحك عليا,
خدنى على خوانه
قولى بصراحة..
هى أختك زهرة كانت تقصد ايه بالكلام اللى قالته لأبوك؟
مالك ببساطه :
أظنها كانت تريد أن تخلصك من الموقف وتبعدك عن غضب أبى.
زهرة هى الإنسان الوحيد القادر على اقناع أبى
واذابة غضبه فى لحظات قليله..
فهو يحبها أكثر من أى شئ آخر فى العالم
عمر يتنهد بضيق :
كانت تقصد كده صحيح؟
ولا كانت بتستفزنى علشان أعمل اللى أبوك عاوزه؟
ضحك مالك بمرح :
ليس هذا ببعيد ..
فزهرة الجبل تخفى فى رأسها أكثر بكثير مما تبديه,
كما أنها يمكن أن توصلك ببساطة وهدوء الى الجنون,
كما كانت تفعل معى ونحن صغار
عمر بدهشه :
بتقول ايه ؟؟ زهرة الجبل ؟؟
اسمها زهرة الجبل؟؟
هز مالك رأسه بالإيجاب وهو يبتسم
عمر :
وده اسم ده ؟؟ ..اسم غريب قوى...
مالك وهو يضحك :
ألا تعلم ؟؟
ان أجمل وأندر الزهور هى التى تنبت فى أحضان الجبل وفوق القمم,
وهى تمتاز بقوة تحمل لا مثيل لها,
فهى تقاوم الرياح والثلوج وتتغلب على قسوة الشتاء
ثم تعود لتتجدد فيها الحياة مرة أخرى,
انها مثال رائع على تجدد الحياة والصمود فى وجه أقسى الظروف
كان مالك يتحدث بحماس شديد
وهو يرسم بقلمه على ورقة صغيرة أخرجها من جيبه,
وبعد أن انتهى ..
ناول الورقه لعمر الذى ما ان نظر فيها
حتى أصابته دهشة شديدة...
لقد كانت تحمل رسما تخطيطيا لزهرة نادرة شديدة الجمال والروعه
تأمل الزهرة طويلا ثم نظر الى مالك وهز رأسه وابتسم بعجب
secret girl
6-2-2010, 02:45 PM
لم يستطع عمر اغماض جفنه لحظة واحده
فى أول ليلة له فى المعسكر من شدة البرد.
كان البرد قارسا بصورة لم يشهد لها مثيل وكان ينام هو ومالك
داخل خيمة فى المعسكر مع أربعة آخرين
ولم تفلح الأغطية الثقيلة فى التخفيف من بعض ما يشعر به من البرد
أخذ يتقلب يمينا ويسارا لعله يشعر ببعض الدفء,
وعندما يأس انتفض من فراشه وأخذ يهز مالك حتى استيقظ
وقال له بعصبية :
مالك . قوم يله, قوم..
خلاص, مش قادر أستحمل البرد عندكوا هنا شنيع
مالك بصوت منخفض :
اهدأ ياعمر حتى لا يستيقظ الجميع ..
لا تقلق بعد يومين على الأكثر ستعتاد الجو .
قد يكون الشتاء هنا قاسيا
لكنه يمر كما تمر بقية الفصول
عمر يعلو صوته بغيظ :
تعرف انك بارد وسمج زى جو بلدكوا تمام
أمسك عمر بالوسادة والقاها على وجه مالك
الذى رد عليه بدوره ورماه بالوسادة
فخفض عمر رأسه وتفاداها لتسقط خلفه
وهو يقول بصوت عالى
: نام, نام .. يا بارد .. يا سمج
لكنه صمت تماما
عندما وجد الذعر قد ارتسم على وجه مالك ...
ثم انتفض بشده على صوت زئير قادم من خلفه
فاستدار بسرعه ليجد خلفه تماما
عملاق ضخم أشبه فى حجمه بالغوريلا الا انه أبيض
انكمش عمر وارتد للوراء حتى سقط على فراش مالك
وهو يسمع العملاق
يزأر من جديد ويتكلم بغضب بالشيشانيه
مالك يهمس له :
انه يسأل من أِيقظه من نومه
همس فى أذنه بخوف :
أنا هاقتل الجبان اللى دعك المصباح
مالك : أِى مصباح؟
عمر : مصباح علاء الدين ..هو مش كان نايم فيه ؟
مالك : لا .أعتقد أنه جبل جليدى انزلق حتى وصل الى هنا
عمر بتعجب : وله, هو كان طويل قوى كده بالنهار؟
مالك : أظن أنه اتحد مع ظله ضدنا
فزع الإثنان عندما صرخ المارد بغضب
وحمل عمر من ملابسه بيد واحده .
وحاول مالك الدفاع عنه فأمسك بذراع المارد الأخرى
لكن المارد حرك ذراعه فسقط مالك أرضا,
ثم حمل عمر لأعلى بيديه وقذفه خارج الخيمة
ليسقط على ظهره بعنف متألما
وقبل ان يقوم
رأى جسد مالك طائرا فى الهواء ليسقط فوقه تماما,
ويصرخ عمر من الألم
رفع مالك رأسه وهو يتأوه بشدة
ثم ابتسم بغيظ شديد وقال :
لم تستطع ان تتحمل النوم داخل الخيمة تحت الأغطيه الثقيله!!!
ابتسم ...ستنام الآن فى العراء
عمر بغضب وهو ينهض بسرعه ويتجه الى الخيمه :
لاااا, أنا ما اتاكلش قونطه
عليا النعمه لأبات جوه غصبن عن حبة عينه
( لا يجوز الحلف بغير الله )
ودخل الى الخيمة وهو غاضب
وبعد قليل سمع مالك صوته وهو يصرخ
آآآآآآآآآه
ثم رآه قادم اليه طائرا وسقط بجواره تماما
قضى عمر ومالك الليل سائرين أمام الخيمة ذهابا وايابا
حتى لا يتجمدا من شدة البرد,
ولم يكف عمر لحظة واحدة عن السباب واللعن لهذا المارد
الذى اجبرهما على قضاء الليل فى العراء
فى هذا الجو القاتل
وفجأه
قرر عمر ان يغادر المعسكر
وحاول مالك ان يمنعه
لكن عمر استطاع بالفعل خداعه والهرب منه
وتسلل الى خارج المعسكر دون ان يراه أحد
سار عمر لمدة طويلة حتى بدأ ضوء النهار يلوح فى الأفق
وفجأه سمع من ينادى عليه
Fifa san
7-2-2010, 11:03 AM
هههههه
من جد هذا عمر تحفة
بس ايش قصة ذا المارد
هو بني آدم والا شي تاني؟؟؟؟
قرأت ثلاثة أجزاء مرة وحدة
مشكورة حبيبتي وما قصرتي
وبانتظار التكملة
secret girl
7-2-2010, 01:13 PM
دلوعة صحبتها
أهلا بك حبيبتي
المارد هو شخص معهم في المعسكر التدريبي
ولكنه ضخم البنية
شكــرااا لمرورك الذي أسعدني
حفظك الله
secret girl
7-2-2010, 01:36 PM
التفت فوجده مالك فهتف بغضب :
ايه اللى جابك ورايا؟
مالك وهو يلهث :
وعدت أبى أن أعتنى بك وأرعاك ..
فأنت لا تعرف هذه البلاد جيدا
عمر وهو يجد فى السير بخطوات واسعه :
صح, مش عارفها,
علشان كده هارجع للبلد اللى عارفها
انا راجع على مصر
مالك وهو يجرى خلفه :
هل جننت ؟
كيف ستعود وليس معك مال ولا تعرف الطريق ..
توقف يا عمر ..لو بقيت تسير هكذا
لوصلت الى الحدود الداغستانيه
عمر وهو لا يتوقف عن السير : مايهمنيش
مالك : ولكنها تحت الإحتلال الروسى. سيمسكون بك
عمر : أحسن ما أقعد فى التلاجه دى ..
مش ممكن هافضل يوم واحد تانى
فى المكان الزباله ده
التفت له بغضب وهو مازال يسير بسرعه :
وابعد عنى ..اياك تيجى ورايا
جذبه مالك من كتفه وصرخ فيه بغضب :
توقف .. نحن قريبون من الحدود
لن أدعك تذهب اليهم . سيقتلونك
دفعه عمر بكفيه بقسوة فى صدره وهو يقول بغضب :
مالكش دعوة بيا,
ابعد عنى وارجع لأهلك .
أنا مش منكم ..فاهم؟ ..اياك تيجى ورايا
أمسكه مالك من ملابسه وجذبه بغضب وقال :
بل أنت تعنينى تماما
فأنت ابن عمتى واوصانى ابى ان أرعاك
يضرب عمر ساعديه بقبضتيه ويجبره على ترك ملابسه
وهو يقول بغضب :
مش عاوز منك حاجه لا انت ولا أبوك .
أنا ماشى, وبحذرك تانى,
اياك تيجى ورايا
يلكمه مالك فى فكه بغضب وهو يقول :
أيها المجنون ..
أتريد أن تسقط فى يد الأعداء ؟
يشتبك معه عمر فى معركه بالأيدى ويكيل له اللكمات وهو يصرخ : أنا حر..
ان شالله أروح جهنم , مالكش دعوة
يتوقف مالك عن ضربه
ويظهر على وجهه الحزن والغضب الشديد وهو يقول :
اذا فأنت تريد أن تذهب الى الروس
يدفعه فى صدره بكفيه فى ضيق وهو يصرخ :
فلتذهب .. وليقتلوك لن أحزن ولن أهتم لأمرك..
ولكن اياك أن تخبرهم أنك ابن خالد ديساروف ..
لأنهم ان علموا فسيذيقونك العذاب ألوانا
أنت بالنسبة لهم غنيمه
عمر بتحدى : أنا مش ابنه , ارتحت
عقد مالك حاجبيه بغضب وظهر على وجهه الإشمئزاز
واستدار ورحل فى صمت
أما عمر فقد أكمل طريقه وحيدا وظل يسير على أرض جبليه غير ممهده
حتى كلت قدماه وأضناه التعب
تجمد فجأه فى مكانه عندما سمع صوت خشن يقول بالروسيه
التى علمته زهرة الكثير من كلماتها :
توقف ..والا أطلقت النار
التفت ببطء صوب الصوت فوجد جنديا روسيا يصوب سلاحه اليه فرفع يديه ببطء ووضعهما فوق رأسه
وسقط قلبه بين قدميه عندما سمع صوت
السلاح وهو يجهز للإطلاق
عيون ترين
7-2-2010, 01:59 PM
ماشاءالله في غاية الروعة و الله يعطيك العافيه
secret girl
7-2-2010, 02:42 PM
( 11 )
سيدى القائد ..لقد أسر الذئب
انتفض القائد الكبير من مكانه وصرخ بذهول :
ماذا ؟ كيف حدث ذلك ؟؟
أحمد بحزن :
كنا فى طريقنا الى موقع العمليه,
واعترضتنا كتيبه روسيه للمشاه كان يبدو أنهم قادمون من أجلنا..
وأدركنا أن خبر العمليه قد تسرب اليهم بطريقة ما
وكادوا يطوقوننا من الخلف
لولا الذئب الذى استطاع أن يتسلل بمهاره واخترق الحصار
وصعد فوق الجبل وأمطرهم بوابل من النيران
فظنوا أنه كتيبه كامله تهاجمهم
فاتجهوا اليه واستطعنا التخلص من حصارهم
وحاولنا انقاذه فلم نستطع لأن قوات الإمداد قد وصلتهم,
وحاصروا الذئب
لكنهم لم يستطيعوا التقدم الا عندما نفذت ذخيرته
ورأيناهم وهم يأسرونه وأرسلنا اثنين منا خلفهم ليراقبوهم
ويعرفوا الى أين أخذوه
القائد الكبير بجزع :
لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
لابد أن نخلصه من أيديهم قبل أن يقتلوه ..
اجمع لى قادة الكتائب الآن وأخبر كتيبة الأنصار بالإستعداد
جلس القائد الكبير وسط قادة الكتائب
وأخذ يتشاور معهم فى الأمر
أحد القاده : ستكون مهمة تخليصه من أيديهم شديدة الصعوبه
فالقاعدة التى نقلوه اليها عسيرة الإقتحام ولا شك أنهم قد شددوا عليه الحراسه
القائد الكبير يقول بعد صمت :
لا يمكن أن نتركه بين أيديهم ..
سيذيقونه العذاب ألوانا قبل أن يقتلوه ان حياته باتت مهدده
قائد آخر: سيدى القائد .. لدى خطه ...
secret girl
7-2-2010, 04:19 PM
عيون ترين
تسلمي أختي علي مرورك
حفظك الله
ŘǾĽôO (http://msoms-anime.net/member.php?u=1175909)
شكــراا لمرورك
في أمان الله
secret girl
7-2-2010, 04:27 PM
جلس عمر وحيدا فى احدى الحجرات الصغيره داخل المعسكر
الذى نقله اليه الجنود الروس بعد أن أسروه وأخذوه معهم
وهو طوال الطريق يحاول اقناعهم بأنه ليس شيشانيا ..
لكنهم لم يفهموا منه شيئا
فلم يكن أحد منهم يعرف العربيه كما انه أخفى عنهم انه يعرف اللغة الشيشانيه
وبمجرد أن وصل الى المعسكر
أخذوه الى أحد الضباط الروس يعرف العربيه لإستجوابه
وبعد ساعتين كاملتين من التحقيق والإستجواب المرهق ..
استطاع أن يقنع الضابط (أو هكذا ظن ) أنه كان يعمل فى السعوديه
عندما
التقى بأحد الرجال الشيشانيين الأغنياء قدم الى السعوديه فى عمرة
واستطاع الرجل اغراءه بالمال ليعمل عنده
فوافق وأخذه معه الى بلده ليعمل خادم له ولأسرته
وعندما طلبوا ابنه للذهاب الى معسكر المجاهدين
دفع الرجل مبلغا كبيرا من المال له ليذهب الى المعسكر مكان ابنه
ووافق مضطرا وذهب الى المعسكر
لكنهم كشفوا أمره فهرب منهم ثم وقع فى أيدى الروس
وبرغم عدم اقتناع الضابط بالقصه ومحاولاته لمعرفة الحقيقه
بالضغط النفسى على عمر ..
الا أنه تركه أخيرا وأمر الجنود باصطحابه الى تلك الحجره
تنهد عمر بعمق ونهض من مكانه وأخذ يدور فى الحجره
والقلق والخوف يسيطران عليه الا أنه تماسك قدر ما يستطيع
وأخفى قلقه حتى لايفتضح أمره عبر كاميرا المراقبه المثبته فى أعلى الحائط
أخذ يتأمل الحجره ويدور فيها بعينيه ..
كانت صغيره ومتاعها قليل مجرد سرير صغير ودولاب
ومنضده وأربعة كراسى...
|[ گريستال ]|
8-2-2010, 12:21 AM
متابعين 24 ساعة
بس ليه الاجزاء الأخيرة قصيرة جدا ؟؟
secret girl
8-2-2010, 01:40 AM
شمس الإسلام
شكــرااا للمتابعة
وهو حتي لو كانت الأجزاء صغيرة
فانا أضع الكثير من الأجزاء
في أمان الله
secret girl
8-2-2010, 01:57 AM
اقترب الجنرال الروسى من الذئب بخطوات بطيئه
حتى وقف أمامه مباشرة ووضع احدى قدميه على صخره والأخرى على الأرض
وهو يمسك عصا غريبه أخذ يهزها فى يده وهو يتأمل
الذئب
كان الذئب فى حاله يرثى لها
فقد كان عار تماما ومعلق من رسغيه فى العراء
بحبلين رفيعين ومغموس حتى خصره فى حفره
مملوءه بالمياه المثلجه تجمد الدماء فى العروق
بالإضافه الى درجة حرارة الجو التى تقترب من الصفر
قال الجنرال بشماته : اذا فأنت الذئب !!
أكمل عندما لم يتلق ردا :
أتعلم كم كبدتنا من خسائر فى المال والجنود؟
رفع الذئب رأسه ببطء ورماه بنظره مخيفه ارتجف لها قلبه
وقال بسخريه : أتريدنى أن أقدم اعتذارا رسميا؟
ضغط الجنرال أسنانه وظهر فى عينيه غضبا
لكنه استطاع أن يتحكم فى تعبيرات وجهه بمهاره فرفع احد حاجبيه
وابتسم بسخريه وقال : يعجبنى الرجل القوى الرابط الجأش
قرب العصا من وجهه وبمجرد أن لامست فكه سرى فيها تياركهربائى
صعقه صعقة شديده ارتج لها جسده بعنف واهتز الماء من حوله
وبرغم ألمه الرهيب لكنه لم يتأوه أو يصدر أى صوت
قال الجنرال ببرود شديد :
هل أعجبتك؟..
انها فقط بدايه لفتح شهيتك..
صمت قليلا ثم قال بسخريه شديده :
أتظن حقا أنكم ستنتصرون ؟
أنتم مجرد حشرات متمرده ارهابيه وسنسحققكم بأحذيتنا سحقا
لقد أمسكنا بك داخل أراض روسيه وأنت تجهز لعمليه ارهابيه كبيره
سقطت أقنعتكم..
لم يعد الأمر دفاعا عن أرض ولا مطالبه بالحريه
بل مجرد زمره من العصابات المتمرده التى تقوم بعمليات ارهابيه
كان جسد الذئب يرتجف بشده من البرد لكن عيناه ثابتتان يشع
منهما بريق مخيف وهو يقول :
تلك الأكاذيب التى تملؤون بها
آذان العالم لن تفت فى عضدنا داغستان ليست أرضا روسيه بل
هى (أرضا مسلمه من أيام الخليفه المسلم الراشد عمر بن
الخطاب أنتم تحتلون أرضا مسلمه ونحن نساعد أهلها الى
تحريرها من جبروتكم وبطشكم انها من أقدم بلاد القوقاز اسلاما
كما أن القائد شامل باسييف وقادة داغستان قاموا بتأسيس
الاتحاد الشعبى الشيشانى الداغستانى منذ عام 1998)*:
الجنرال وقد بدأ الغضب يتسلل الى صوته :
داغستان روسيه
وستظل روسيه وما فعلتموه فيها ليس سوى مجموعه من
العمليات الإرهابيه التى ستحاكمون عليها وتعدمون
الذئب : وما تفعلونه الآن فى الشيشان أليس ارهابا؟
ألم تخرقوا بنود الإتفاقيه التى بيننا وبينكم و تضربوا مواقع مدنيه؟
ألم ترتكبوا جرائم ضد الإنسانيه؟
ألم تحتلوا جروزنى رغما عن
أهلها
ضغط أسنانه بقوه واهتز صوته من الغضب وهو يكمل :
ألم تضربوا قوافل المهاجرين المدنيين العزل بالطائرات وتحرقوا
حافلاتهم ؟
ان هذا هو الإرهاب بعينه
انكم تحتلون داغستان أيضا رغما عن أهلها
وتجبرونهم على الخضوع لسلطتكم دون ارادتهم
لقد ضربتم قرية كومادا بالطائرات والمدافع وهى قريه داغستانيه
الجنرال : لقد ضربناها بعد أن احتلها المتمردون الشيشانيين لنخرجهم منها
الذئب : لقد استنجد بنا أهل القريه أنفسهم بعد أن حاصرتموها
وضربتموها بالطائرات والمدافع
الجنرال بغضب : لقد استدعتنا الشرطه الداغستانيه بعد أن فشلوا
فى صد هجوم المتمردين الداغستانيين
ان داغستان روسيه وستظل روسيه هل تفهم؟
الذئب ساخرا : نعم . ورغما عن أنف أهلها جميعا
الجنرال وقد بدأ يفقد السيطرة على أعصابه :
لا تدعى الشجاعه ..
فستهزمون عما قريب فليس لديكم القدره على مواصلة القتال
لفترات طويله ....
الذئب بتحدى : لو لم تكن لدينا القدره على
مواصلة القتال ضدكم لما دخلنا داغستان لنجدة اخواننا فى
اقليمى بوتليخ وكراماخى ومساعدتهم على قتالكم بعد أن
استنجدوا بنا
الجنرال بغضب هادر :
سنرى الآن مدى شجاعتك الحقيقيه
واعلم أنك لن تموت الآن بل ستموت قطعة قطعه
ولتصرخ بكل قوتك
ليسمعك الهك ويأتى لينقذك
ضحك ضحكه شيطانيه
ومد يده الى أحد جنوده الذى أعطاه سلكا كهربائيا
فقال بسخريه شديدة البروده :
هل تشعر بالبرد؟
حسنا ..سأدفئ لك الماء....
استمتع بحمامك الدافئ أيها الذئب
وضحك ضحكه أشد من الأولى ووضع السلك فى الماء
secret girl
8-2-2010, 02:11 AM
تصاعد الدخان كثيفا من السيجاره التى تتدلى من فم عمر
وامتلأت منفضة السجائر التى أمامه على المنضده
بكميه كبيره من أعقاب السجائر
تشير الى مدخن شره ,
كان يمسك بين يديه
ببضعة كروت من أوراق الكوتشينه و ينظر اليها بتركيز شديد,
وحول المنضده التف ثلاثه من الضباط الروس يلعبون معه الورق
كشف كل منهم أوراقه على المنضده وظهر على وجوههم الإحباط ...
فتناول عمر ورقه أخرى من كومة أوراق مقلوبه على
المنضده ورتبها وسط أوراقه ثم كشف أوراقه كلها على المنضده
وهو يضحك بابتذال شديد :
هأ هأ هأ هأ ااااااااااو .. قفف ..
أنا بلاعب قفف
كل واحد فيكم يطرقع قفاه ويحط فلوسه هنا
ورغم أنهم لم يفهموا من كلمات عمر الساخرة شئ,
وضع كل منهم ماله على المنضده
وهم يتحدثون الى بعضهم البعض بعصبيه ويبدو عليهم الغيظ الشديد,
وجمعها عمر أمامه بلهفه
وهو يدخن السيجاره بشره
وقال : لو فضل الحظ كده لى,
يبقى هارجع على مصر قريب جدا
بدأت اللعبه من جديد
وبدأ عمر يرتب أوراقه
لكنه بدأ يشرد ويتشتت ذهنه
عندما وجد أمامه صورة بنت فى احدى الأوراق خيل اليه انها تنظر اليه ..
هز رأسه وأغلق عينيه بقوه وفتحهما
وتعجب بشده فقد كانت تشبه زهره ..
كانت تنظر اليه بنظرات حزينه..
سحب ورقه من الكومه المقلوبه فوجدها ولد
أخذ يفرك عينيه بيده فقد خيل اليه انه مالك ..
هز رأسه مجددا محاولا طرد تلك الأفكار من رأسه
وبدأ يركز فى اللعبه ..
لكن كلمات زهره ومالك كانت تخترق رأسه اختراقا وتمنعه من التركيز فى اللعب
مالك : انهم يريدون ابادتنا
زهره : الحريه لدينا أغلى من الحياه
مالك : المساجد أول شئ يستهدفونه
زهره : نحن نؤمن تماما أننا سننتصر.. حتى لو لم نرى النصر
بأعيننا فسيراه من بعدنا.....لكننا فى النهايه ....سننتصر
أفاق من تخيلاته على صوت أحد الضباط يقول له :
العب
نظر اليه شذرا ثم أخذ نفس طويل من السيجاره وأكمل اللعب
فجأه انتفض الجميع على صوت صفارات الإنذار
تدوى بقوه فى المكان تحدث الضباط الثلاثه الى بعضهم البعض
ورحلوا مسرعين وبقى عمر وحيدا يفكر
ومع أصوات طلقات الرصاص والمدافع التى تدوى فى أذنيه ,
شعر أنه فى مأزق حقيقى
فماذا سيفعل به المجاهدون اذا ما تمكنوا من استعادته ؟
وبدأت تراوده أفكار رهيبه أصابته برعب حقيقى
Fifa san
8-2-2010, 02:23 AM
لا اله إلا الله
جميع أهل الكفر هكذا
يقولون نحن الارهابيون
ولكن هم الارهابيون الحقيقيون
لقد آلمني كثيرا الجزء الأخير
أشعر بقلبي يحترق من أجلهم
يارب انصر اخواننا في فلسطين وكشمير والشيشان
اللهم انصرهم على عدوهم فإنهم لا يعجزونك
اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم آمــــــــــــــــــيـــــــــــــن
جزاك الله خيرا حبيبتي وشكرا لك على التوضيح
بانتظار الأجزاء القادمة
ρretty flower
8-2-2010, 02:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكِ الله خيراً أختي الفاضلة على مثل هذا الموضوع
بارك الله فيكِ..
بإذن الله متابعة
فــــ أمان الله ـــي
qoot_syria
8-2-2010, 08:47 AM
وااااااااو
القصة رووووعة رووووعة
بكل معانيها و شخصياتها ..
أنتظر القادم بإذن الله .. و عفوا على التاخير
secret girl
8-2-2010, 02:34 PM
دلوعة صحبتها
يارب انصر اخواننا في فلسطين وكشمير والشيشان
اللهم انصرهم على عدوهم فإنهم لا يعجزونك
اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم آمــــــــــــــــــيـــــــــــــن
أمــــيــن...
أمــــيــن...
جزانا وإياك أخيتي
وشكـــرااا لمرورك العطر
حفظك الله
ρretty flower
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزانا وإياك أخيتي
ويسعدني أن تكوني من المتابعين
لك مني أجمل تحية
في أمان الله
qoot_syria
أهلا بك أخيتي
نورت الموضوع
ما في تأخير
وفقك الله
secret girl
8-2-2010, 03:38 PM
( 12 )
استرد الذئب بعض وعيه وبدأ يشعر بما حوله
لكن عقله كان مشوشا تماما والرؤيه لديه مهتزه ...
الشئ الوحيد الذى طغى على كل حواسه هو آلامه الرهيبه
وصل الى اذنيه صوت صخب وضوضاء وموسيقى قادمه من بعيد
فتح عينيه بصعوبه وبرغم أن الرؤيه لديه لم تكن واضحه
الا أنه تبين أضواء ملونه مهتزه وأخيرا وبعد تركيز شديد
تذكر أن فى هذه الأيام يحتفل الناس برأس السنه ..
بدأ الألم يذهب بعقله ويفقد وعيه من جديد ..
لم يدر كم بقى على هذه الحاله يذهب وعيه من الألم والبرد
ثم يفيق من جديد
حتى سمع أصوات من حوله ففتح عينيه
وأدرك أنه موعد تبديل وردية الحرس ..
انصرف الحرس القديم وهدأ الوضع ,
سمع الذئب صوتا يهمس باسمه ففتح عينيه بصعوبه ,
كان الحارس يهمس له :
أيها القائد... أبلغك تحيات القائد الكبير...
اطمئن.. سنخرجك من هنا
سريعا ان شاء الله
عرفه الذئب من صوته ..لقد كان جوهر
رفعه الحراس الثلاثه من الماء وفكوا وثاق يديه
التى لم يكن بمقدوره تحريكهما ولفوه فى غطاء سميك
وحمله اثنان واقتادهم الثالث عبر طرقات مظلمه يعرفها جيدا بعيده عن الحراسة..
حتى وصل الى مبنى مكون من دورين,
دخل الثلاثه من الباب الخلفى ,
متبعين الحارس الذى فتح أحد الأبواب وأدخلهم الى غرفة واسعه بها جهاز حديث للتدفئه ,
وهمس قائلا :
لا تضيئوا الأنوار ..
ثم خرج وأغلق الباب خلفه ,
ووقف أمام الباب من الخارج يراقب الطريق ..
ساعد جوهر وأحمد ..المتنكران فى زى الحرس..الذئب
على ارتداء حلة ضابط روسى
ومع الدفء والتدليك بدأت يداه تتحركان تدريجيا
نظر الذئب اليهما وهما يساعدانه على ارتداء ملابسه
وقال باعياء : كيف دخلتم الى المعسكر؟
همس أحمد: لدينا من يساعدنا ..
أغلب الجنود لديهم الإستعداد لبيع روسيا بأكملها من أجل المال
والحكومه عاجزه عن دفع رواتبهم منذ عدة أشهر
كما أن الوقت مناسب جدا
فأغلب الضباط والجنود الروس مشغولون فى الإحتفال برأس السنه ,
وقائدهم مغموس حتى أذنيه فى الخمر والرقص
فتح الباب فجأه , وظهر من خلفه الحارس الثالث وقال بقلق :
أسرعوا ..
ستمر دورية التفتيش بعد 15 دقيقه وسينكشف أمرنا
قال جوهر وعلى وجهه ابتسامة ثقه كبيره :
اطمئن .. لن يحدث ان شاء الله ..
لقد أعددنا للأمر جيدا..
أحمد : انتهينا .. هيا بنا
انقضت العشر دقائق وبعدها دوت صفارات الإنذار فى أرجاء المعسكر
وعندما سمعها الجنرال قائد المعسكر هب من أمام المائده العامره
بالطعام والشراب الفاخر وسقط كأس الشراب من يده
وهو يصرخ بلا وعى : الذئب !!!
انتابته حاله من القلق والتوتر الشديد ونظر الى صديقته
التى كان قد دعاها الى احتفال خاص فى غرفته من دقائق قليله
وقال بتوتر: ترى .. ماذا حدث؟
جرى الى الشباك وأزاح الستائر وجالت عيناه فى أرجاء المكان
كان الإحتفال قد توقف وصمتت الموسيقى
وخرج أغلب الجنود الى ساحة المعسكر التى حولتها الأضواء الكاشفه الى نهار
وسادت بينهم حاله من الهرج
حاول أن يطمئن نفسه فهمس بصوت خافت :
لا .. لا يمكن أن...
انتبه على صوت طرقات على الباب ..
فتح الباب بسرعه فوجد أمامه أحد الجنود الذى حياه وقال بتوتر :
سيدى الجنرال ..
لقد ... لقد هرب الذئب
أصيب الجنرال بالوجوم قليلا من أثر الصدمه ثم انتابته حاله من
الغضب الهائل وصرخ بعنف :
ماذا !! مستحيل ..
والحرس .. والأسوار.. والجنود .. والضباط ..وِِِأين كنتم؟
سأعدمكم جميعا فردا فردا...
ارفع درجة الإستعداد القصوى وأخرج فرقا للبحث عنه وأطلق كلاب الحراسه ..
لا يمكن أن يكون قد ابتعد كثيرا..
يجب أن يكون بين أيدينا قبل أن يصل الخبر الى القائد الأعلى
انصرف الجندى لتنفيذ الأوامر وأخذ الجنرال قبعته العسكريه
ووقف أمام المرآه يصلح من ملابسه بعصبيه شديده وهو يخاطب رفيقته :
لا ترحلى , سأجده ,
وعندها لن أرحمه , انتظرينى ,
سأعود سريعا .
تسمر فى مكانه
عندما رأى فى المرآه انعكاس صورة رفيقته
وعلى وجهها ارتسم الرعب الشديد ..
التفت الى حيث تنظر وارتد للخلف بحده عندما
رأى جوهر يقف أمام دولاب ملابسه المفتوح
ويصوب سلاحه لهما وبيده الأخرى يضع سبابته فوق فمه
مشيرا لهما بالسكوت وهو يقول بصوت خافت شديد الصرامه :
شششش ...
اياك أن تحدث صوتا , لأن مسدسى أسرع
من أى جندى سيأتى لإنقاذك أنت وهى
سمع صوتا خلفه فالتفت بحده فوجد الذئب يخرج من تحت
سريره ومعه أحمد وهو يساعده على الوقوف
ويصوبان سلاحهما باتجاهه
قال الجنرال بذهول : كيف .. كيف دخلتم الى هنا؟
جوهر ببرود ساخر : دخلنا قبلك بدقائق
وأعددنا لك مفاجئه كبيره بمناسبة العام الجديد ,
هل أعجبتك؟
وضعت الفتاه يدها على فمها برعب حتى لا تصرخ ,
أما الجنرال فقد تراجع الى الوراء حتى اصطدم بالكرسى فسقط عليه
باستسلام وقال : والآن.. ماذا تريدون منى؟
قال جوهر بابتسامه شديدة الثقه :
نريدك أن تصحبنا فى رحلة
للبحث عن الذئب
أدار الجنرال رأسه بحده ونظر الى الذئب وعقد حاجبيه بدهشه
ودب الرعب فى قلبه
بيلوموث
8-2-2010, 04:00 PM
اخيرا وصلت هع
فينك من اول تألفي !! <<< برآآآ
مررة شكرآ و لو ما عندك مانع انا طبعتها و وريتها صحبآتي في المدرسة لأنو هوما كمآنآ من متآبعينها و ندخل اجوآآئها هع3
http://up.7cc.com/upfiles/OuL91587.gif
secret girl
8-2-2010, 06:31 PM
بيلوموث
أهلا بك أختي
انتظرت ردك كثيييييرااا
ولكن لست أنا مؤلفة الرواية
إنما هي الكاتبة سامية أحمد
أنا فقط أعيد تنسيقها و أضعها هنا
وطبعا ما عندي مانع
بل بالعكس هذا شئ يسعدني
شكــرااا لمرورك
نورت الموضوع
في أمان الله
secret girl
8-2-2010, 07:00 PM
كان الموقف مخيفا بحق ..
طلقات المدافع تدوى ليلا وهو فى موقف لا يحسد عليه
ولا يدرى من أين يأتى الخطر
أخذت عيناه تدوران فى المكان بقلق وهو يفكر فى موقفه الراهن وما يمكن أن يفعله ,
وصلت عيناه الى كاميرا المراقبه المعلقه أعلى الجدار ..
أخذ يتأملها طويلا وعيناه تضيقان
فجأه نهض عمر من مكانه وأمسك بأحد الكراسى
وضرب به الكاميرا بقوة انتزعتها من مكانها وقطع أسلاكها ,
ثم قذف الكرسى فى النافذة وكسر زجاجها
انتبه الجندى الواقف بالخارج يحرس باب الحجره الى صوت التكسير
فاقتحم الغرفه ونظر فيها بسرعه فلم يجد أحد ..
جرى نحو النافذة وأمسك بالحديد الذى يغلق مدخلها وجذبه بقوه
وهو يسأل نفسه بدهشه :
ترى هل اخترق الأسير الحديد
وفر من الشباك؟
لم يستطع أن يجيب على السؤال ,
بل لم تكن لديه فرصه ليفكر فى السؤال نفسه
ومدى امكانية تنفيذه على أرض الواقع ,
لأن ضربة شديده أصابت رأسه من الخلف وأفقدته الوعى
ألقى عمر الكرسى الذى ضرب به الحارس من يده
وانحنى على جسد الحارس الفاقد الوعى ,
وبدأ ينزع عنه حلته العسكريه بسرعه كبيره
وهو يقول لنفسه :
نفسى أعرف عنوان مصنع الموبيليا اللى بيتعاملو معاه,
العفش عندهم جامد قوى والسراير عاليه لدرجة
انها ممكن تخبى فيل تحتها
انتهى من ارتداء ملابس الجندى وأرخى قبعته فوق عينيه لتخفى نصف وجهه ,
ثم فتح الباب وتسلل الى الخارج متسترا بالظلام
وحمد الله كثيرا
فأغلب الجنود مشغولون بصد هجوم المدافع الشيشانيه
التى تمطرهم بقذائفها من الجبال المحيطه واضطرهم ذلك
لإطفاء الأنوار والكشافات القويه فى ساحة المعسكر
ظل عمر يجرى بحذر محتميا بالمبانى حتى دخل الى الجراج
محاولا ايجاد مكان آمن ليختبئ فيه وأخذ يتسلل بين السيارات الكبيره
حتى لا يراه أحد
كان الجو فى المعسكر شديد الفوضى
وأصوات المدافع تصم الآذان والمدافع الشيشانيه تضرب بقوه
من الجبال القريبه وكأن الجبال تقاتل معهم
هاى .. أنت ......
تسمر عمر فى مكانه عندما سمع صوتا يتحدث اليه بالروسيه
التى تعلم الكثير من كلماتها وتجمدت الدماء فى عروقه
وكاد قلبه يتوقف من الخوف
Fifa san
9-2-2010, 12:40 AM
دائما عندما اندمج في القصة
ينتهي الجزء
وأحيانا ودي والا بلاش لا تزعل مني حبيبتي secret girl
والله عمر ذا غريب حاله
مرة يتحسن حاله ونقول مشى في الصراط المستقيم
ومرة ينتكس وما يفكر الا بنفسه
راح نشوف آخرتها معاه
شكرا حبيبتي عل الجزئية
وبانتظار القادم
جودي فارس
9-2-2010, 02:07 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لي عودة لقرائتها كاملة تبدو ممتعة
وشكرا للدعوة أختي
secret girl
9-2-2010, 03:24 AM
دلوعة صحبتها
أهلا بك أخيتي
معلش لزوم التشويق
بس لازم تقولي وش بدك
و ما راح أزعل لأنك حبيبتي
وإن شاء الله أحققلك طلبك
شكــراا لمرورك اللي نور الموضوع
حفظك الله ورعاك
جودي فارس
مرحب بك متي عدتي غاليتي
وشكــراا لمرورك
لك من أجمل تحية
في أمان الله
secret girl
9-2-2010, 03:41 AM
توقفت سيارة الجنرال قائد المعسكر أمام البوابه منتظره أن يفتح
لها الحرس الباب بعد أن يتأكدوا من هوية الجنرال
فقد أصدر الجنرال أوامره بأنه سيخرج بنفسه
وبصحبة اثنين من الضباط للبحث عن الذئب ..
الأسير الذى فر من المعسكر وكأنه
ماء سقطت عليه أشعة الشمس فبخرته دون أن تترك منه أدنى أثر
عبرت السياره بوابة المعسكر مودعه بنظرات التساؤل والعجب
من جميع الجنود بسبب تصرفات الجنرال الغريبه لكن أحدا منهم
لم يجروء على الإعتراض على أوامر الجنرال الغاضب
سارت السياره مسافه طويله وكل من فيها يخيم عليهم الصمت
الثقيل حتى توقف أحمد الذى كان متنكرا فى زى سائق السياره
فى منطقه آمنه وسط جبال عاليه
ونزل جوهر من السياره وهو متنكر فى ملابس ضابط روسى
وفتح الباب المجاور للجنرال بحده
التفت الذئب الجالس فى المقعد الخلفى فى حلة ضابط روسى الى
الجنرال الذى يجلس بجواره صامتا مكرها بفعل المسدس الملتصق فى جنبه
وقال بصوت قوى : نهاية رحلتك
التفت له الجنرال برعب وأخذ يقلب عينيه بينه وبين جوهر
وقال
: ماذا ... هل .. هل ستقتلوني ؟
لقد نفذت كل ما أمرتوني به
الذئب بصرامه شديده :
لو أردت أن أعاقبكم على كل جرائمكم في حقنا ..
لما روتنى دماءكم جميعا..
ولكننا لا نسعى للإنتقام بل نسعى الى العوده..
فلم يحن وقت الإنتقام بعد
أردف بلهجه مخيفه : انزل من السياره
نزل الجنرال على الفور وهو يرتجف رعبا
وجذبه جوهر من ملابسه ودفعه بعيدا وهو يقول بسخريه :
رحله سعيده للعوده الى
المعسكر سائرا وحيدا فى ذلك الجو الجميل..
أتمنى أن يجدوا صديقتك سريعا ويحلوا وثاقها ..
والا اضطرت لإنتظارك كل هذه المدة
ثم قفز الى السياره التى انطلقت بسرعه واختفت فى الظلام
لتنفيذ الجزء الثانى من خطة الهروب
ووقف الجنرال وحيدا فى الظلام يرتجف بردا وخوفا
يفكر فيما سيفعلونه به عندما يعود
secret girl
9-2-2010, 04:08 AM
( 13 )
التفت عمر بسرعه الى من يحدثه
فوجده أحد الضباط الروس يجلس داخل سيارة نقل كبيره مغطاه
وهو يصرخ فيه بكلمات لم يفهم معظمها
الا أنه حياه التحيه العسكريه ورد عليه بكلمه واحده فقط وهى :
نعم سيدى
قلب عمر الأمر فى رأسه بسرعه
ومن خلال حصيلة الكلمات التى تعلمها فهم تقريبا ما يريده الضابط
قفز الى السياره فى كرسى السائق وبدأ يقود السياره وقلبه يقفز من الخوف
وحمد الله كثيرا فى نفسه أنه تصرف تماما كما يريد الضابط ..
خرج من الجراج وسار بالسياره
حتى وجد نفسه يسير خلف طابور من ثلاث سيارات تحمل فوق ظهرها عددا كبيرا من الجنود
توقفت السيارات أمام بوابة المعسكر الخلفيه
وشعر عمر وكأن الدقائق تمر عليه كدهر وهو يحاول أن يتماسك
ويخفى خوفه حتى لا يفتضح أمره
وأخيرا عبرت السيارات البوابه وخرجت من المعسكر
وهو خلفهم طوال الطريق
وعمر يفكر فى طريقه للهروب من السيارات التى أمامه والضابط الجالس بجواره
نظر عمر الى الضابط الذى بجواره
فوجده اتكأ بظهره للوراء وأرخى القبعه على عينيه وظهر عليه النعاس
فبدأ يخفض من سرعة السياره بهدوء وبشكل غير ملحوظ
وبدأت المسافه بينه وبين السياره التى أمامه تتسع تدريجيا
وفى كل لحظه كان ينظر الى الضابط بجواره
ليتأكد أنه لم يلحظ ما فعله حتى ابتعد عن السيارات بمسافه كبيره
وفجأه انتفض عمر على صوت جهاز الإستقبال فى السياره
وأخذ ينقل عينيه برعب بينه وبين الضابط المجاور له
والذى استيقظ على صوت الجهاز..
ووقع عمر فى حيره شديده ..
فلو أمسك بالمايك فلغته الروسيه
لن تساعده على فهم ما يقولون ولا الرد عليهم ..
وان لم يمسكه فماذا سيفعل مع الضابط الذى بجواره ؟
حسم أمره أخيرا عندما نظر اليه الضابط بدهشه وأمسك بالمايك
وقال : نعم سيدى
أتاه الرد فى بضعة كلمات لم يفهمها جيدا فطال صمته
وهو يختلس النظر الى الضابط الذى ينظر اليه بدهشه وريبه
فزع بشده عندما سمع دوى انفجار رهيب ورأى نيرانا تشتعل من بعيد
فصرخ الضابط بكلمه لم يتأكد عمر تماما من معناها
لكنه تراجع بالسياره ودار بها بعنف وعاد أدراجه بسرعه كبيره
والضابط يصرخ وكذلك جهاز الإستقبال وأصوات الإنفجار وطلقات الرصاص تدوى من بعيد
وسط كل هذا الجنون ترك عمر المقود
وانقض على الضابط فجأه وأخذ يضربه بكل قوته
والضابط يبادله الضربات فى معركه شرسه وهو يحاول أن يصل الى مسدسه
لكن عمر كال له عدة لكمات وفتح الباب المجاور له ودفعه خارج السياره
لكن الضابط كان قويا بحق فتشبث بباب السياره
وأمسك عمر بالمقود ليعدل من وضع السياره التى حادت عن الطريق ورأى الضابط وهو يحاول العوده الى السياره
فدفعه دفعه قويه بقدميه الإثنين معا ألقت به خارج السياره بعيدا
أخذ عمر يلهث بشده وهو يمسح الدماء التى سالت على وجهه من أثر المعركه
وأخذ يفكر فيما حدث وهو يقود السياره بسرعه
فى طريق لا يدرى الى أين يذهب به
لم يكن يتوقع فى يوم من الأيام أن دروس اللغه الروسيه الممله
التى تعلمها ستنقذ حياته يوما ما
انتفض عندما سمع صوت طلقات ناريه يأتيه من كل مكان
فخفض رأسه بخوف واختلت عجلة القياده فى يده
وحاول قدر استطاعته السيطرة عليها
لكن السياره انحرفت بشكل مخيف وخرجت عن الطريق
واستطاع عمر بصعوبه كبيره ايقافها
نظر حوله فوجد المجاهدين بلباسهم المميز يحيطون به من كل مكان
فرفع يديه فوق رأسه وصرخ برعب :
لا تطلقوا النار ...أنا شيشانى ..
أنا بستسلم .. محدش يضرب نار
فتح باب السياره ببطء بعد أن أمره قائد المجاهدين
ونزل منها مشبكا يديه فوق رأسه ورأى مجموعه كبيره من المجاهدين وهم يطوقون السياره من كل مكان
فى طريق العوده الى المعسكر كان عمر يتعجب من نفسه
ويتساءل عن السبب الحقيقى الذى جعله يختار جانب المجاهدين الشيشان دون الروس رغم تأكده من فرق القوه الهائل لصالح الروس الذى سوف يمكنهم من الإنتصار لا محاله
لماذا رفض البقاء فى المعسكر الروسى رغم أنه كان أكثر أمانا بالنسبة له؟
كيف حسم أمره بمثل هذه السرعه وقرر أن يهرب
ويعود للمجاهدين برغم خوفه من أن يتهموه بالخيانه ؟
هل هو مالك؟ أم زهره ؟ أم محمد ؟
هل يصدق حقا أنه ينتمى اليهم؟
secret girl
9-2-2010, 06:27 PM
لأول مره فى حياته يشعر عمر بكل هذا الخزى والخجل
وذلك عندما استدعاه قائد المعسكر الى مكتبه
وهناك وجد مالك الذى ما ان رآه حتى أدار وجهه بغضب واشمئزاز
وقف الإثنان أمام قائد المعسكر الذى وجه حديثه الغاضب اليهما معا
وقال : ما الذى دفعكما لمغادرة المعسكر ليلا دون اذن ؟
أجاب مالك بسرعه :
أردنا جمع الحطب لنشعل النار لنتدفأ بها فالجو كان شديد البروده
القائد بصرامه : وكيف وصلتما الى الحدود الداغستانيه؟
مالك : لقد ضللنا الطريق وافترقنا عن بعضنا بسبب الظلام
وقضيت وقتا طويلا فى البحث عن عمر فلم يكن باستطاعتى العوده للمعسكر بدونه
وأنا أعلم جيدا أنه يجهل دروب وجبال هذه البلاد
وعندما طلعت الشمس رأيتهم من فوق الجبل وهم يأسرونه
ويأخذونه فى سيارتهم الى المعسكر...فعدت وابلغت القياده فى الحال
اقترب القائد من عمر وقال بغضب :
وأنت .. أتعلم كم تكبدنا من مشقه ورجال وذخيره لننقذك من أيديهم؟
لقد أرسلنا كتيبه كامله بمدافعها فى محاوله لاقتحام المعسكر لإنقاذك
ابتلع عمر ريقه بمزيج من الخجل والندم وقال بأسف :
آ..آسف سيدى ... مش هاكررها تانى
القائد : لا تعتذر . فابن خالد ديساروف يستحق أكثر من هذا
نظر اليه عمر بدهشه وصمت فابتسم القائد وقال :
لا عجب انك ابنه فقد عدت الينا بسياره مملوءه عن آخرها بالأسلحه والذخيره ...
أغلب من فى المعسكر الآن يعتبرك بطل
نظر اليه عمر بذهول شديد ...
لقد عرف الآن فقط ماذا كان يحمل فى السياره التى كان يقودها..
وحمد الله كثيرا وهو يتذكر عدد المرات التى نجا فيها هو والسياره من الإنفجار ..
نظر الى مالك الذى خلا وجهه تماما من ابتسامته المميزه المحببه للنفس
لم يشعر عمر فى حياته بالخجل أمام أى انسان بقدر ما شعر به فى هذه اللحظه أمام مالك
قطع أفكاره صوت القائد وهو يقول :
ان ما يحيرنى حقا هو كيف أفلت بسيارتك من الكمين الذى أعددناه للسيارات الأربع التى خرجت من المعسكر؟
أتعلم أنك تذكرنى بوالدك رحمه الله ؟
يوما ما سأحكى لك عنه وعن بطولاته
تجاهل القائد الحيره والدهشه فى عينى عمر وقال :
ولكن كل هذا لن يعفيك من العقاب على مخالفتك للأوامر
وخروجك من المعسكر ليلا بدون تصريح ...
التفت الى مالك وقال :وانت ايضا ستعاقب معه . والآن انصرفا
استدار عمر مغادرا مكتب القائد هو ومالك عندما استوقفه القائد قائلا:
عمر . أظن أنك مدين لمالك بالشكر ..
فلولاه ما عرفنا طريقك
هز عمر رأسه بخجل ونظر الى مالك الذى انصرف مغادرا فى صمت دون أن ينظر اليه
قضى عمر فترة التأديب محاولا بكل وسيله استرضاء مالك ومصالحته ...
لكن مالك كان غاضبا بشده وكان يعبر عن غضبه بالصمت
لدرجة أنه كف حتى عن الغناء
وكاد عمر أن يفقد عقله أمام اصرار مالك على الصمت
وانتهت فترة التأديب وعاد الإثنان الى الخيمه لينالا قسطا من الراحه
وعاد عمر الى استجداءه والتوسل اليه أن يسامحه
حتى كلمه مالك أخيرا
وسأله بغضب : هل وجدت ما كنت تبحث عنه؟
لماذا لم تبقى فى أحضانهم ربما أعادوك الى مصر؟
عمر بأسف :مقدرتش أصدقهم, ولا أآمن لهم
مالك بسخريه شديده :حقا؟ وكيف اكتشفت ذلك الإكتشاف الخطير؟
عمر :أنا ماباآمنش للى بيلعبوا قمار
مالك بسخريه لاذعه : انظر من يقول هذا ؟
كيف لا تثق بهم وانت تلعب الورق؟
أكمل بضيق شديد :
لا أدرى كيف يقول القائد أنك تذكره بوالدك رحمه الله !
عمر بندم شديد : أيوه ما بآمنش للى بيلعبوا قمار ..
لأنهم زيى, مايتآمنلهمش
صمت مالك ولم يدرى ماذا يقول الا أن حدة غضبه بدأت تهدأ
عندما استشعر صدق عمر وندمه فهز رأسه بأسف
وأكمل عمر : أنا هربت منهم مع انهم كانوا بيعاملونى كويس
وأكلونى و....
قاطعه مالك بحده :
وأطلقوا عليك فتياتهم الجميلات ليستخرجوا منك ما يريدون ....
سمعت هذه القصه من كل من وقع فى الأسر ..
هذا فى اليوم الأول فقط وبعدها....
صمت قليلا ثم قال بسخريه :لماذا لم تبقى معهم لتكتشف بنفسك؟
تنهد بأسف وقال : لقد كنت أعتبرك صديقى
أطرق عمر بأسف شديد وقال بخجل :
كان لازم تعرف من الأول انى مينفعش أبقى صاحبك أنا ...
أنا مدمن قمار
نظر اليه مالك بصمت واختفى الغضب من وجهه ثم قال بتعاطف :
لا شك أنك عشت حياة صعبه
عمر بسخريه مريره :صعبه؟ بأنهى لغه؟
بلغة البلد اللى جيت منها ... ولا بلغة البلد دى؟
بيتهيألى الفرق كبير قوى
صمت مالك قليلا ثم نظر اليه وقد عادت ابتسامته الجميله تضئ وجهه البشوش وقال له بحب :
ولكنى مازلت أعتبرك صديقى ..
يمكننا أن نصبح أصدقاء مثل أبوك وأبى ...
لقد كانت صداقتهما عجيبه حقا
استدار اليه بكل جسده و قال بحماس كبير :
أتعلم .. كنت أحلم دوما أن يكون لى صديق أحبه أكثر من أى شئ
وتبقى صداقتنا حيه مدى الحياه وحتى ما بعد الموت
ألم تسمع حديث النبى صلى الله عليه وسلم
أن الأخلاء المتحابين فى الله من الذين يظلهم الله بظله ؟
اسمع .. لقد قررت أن أجعلك شريكا لى فى شركة الهندسه التى أحلم بها
وسنبقى أصدقاء دائما مثل والدينا ..
لقد تعاهدا على الوفاء والإخلاص
وأقسما أن يسمى كل منهما أول مولود ذكر له باسم صديقه ويتـ
.........
صمت مالك فجأه ... أسكتته النظره التى رآها فى عينى عمر وتغير لون وجهه
ضاقت عينا عمر وقال بصوت ظهر فيه بوضوح أثر الصدمه
: بس أنا ما اسميش محمد
ابتلع مالك ريقه بصعوبه ولم يستطع الرد
أفاق عمر فجأه على حقيقه تاهت عن باله طويلا
أو ربما تعمد نسيانها , لقد كانت له عائله...
أب وأم واخوه وربما أخوات
أطرق برأسه طويلا يفكر فى صمت ...
ثم سأل مالك بصوت حزين :
كان عندى اخوات قد ايه؟
أدرك مالك ما فعلته كلماته بعمر
كما أدرك تماما أنه لن يستطيع أن يعيد الأمور الى ما كانت عليه
فقال مباشرة وصوته يقطر بالأسف : ثلاثه
ضحك عمر ضحكه ساخره قصيره تمتلئ ألما ومراره وهو يقول :
ورابعهم كلبهم....
هما فين دلوقتى؟
مالك بأسى :دفنهم أبى فى مقابر أسرتنا
اتسعت عينا عمر وفغر فاه وقال بذهول:
أبوك !!
أبوك دفن صاحبه وأخته وأولادهم؟
نهض عمر ببطء وهو لا يكاد يصدق وخرج من الخيمه ,
وحاول مالك أن يتبعه لكنه أوقفه بصوت يمتلئ بالدموع
ودون أن يلتفت: عاوز أمشى لوحدى
سار عمر لمده طويله وهو لا يكاد يتبين طريقه
من كثرة الدموع التى ملأت عينيه وتحولت الى أنهار تجرى على خديه
تؤججها النيران التى اشتعلت فى قلبه
لقد صدق أخيرا أنه كانت لديه أسره كامله
أب وأم وإخوه وربما أخت كزهره ...
لو لم يذبحوا ربما كان قد اختلف كل شئ
وربما أصبح مثل مالك وزهره يتنعم فى ظل أسره جميله
تحبه وترعاه وتعلمه .. وتحميه من طيشه وجنونه
لم يدرى عمر كم من الوقت قضاه يبكى وحيدا فى البرد
بقلب يملؤه الحزن والندم والألم
ولم يخرجه مما هو فيه الا يد مالك التى أطرقت على كتفه بحب
وصوته المملوء بالحنان وهو يقول :
عمر .. هون عليك يا صديقى فقد انقضت أعوام طويله ..
لقد أتى الليل وازداد الجو بروده هيا بنا يا صديقى لنعود الى الخيمه
استلقى عمر على فراشه ووضع كفيه المتشابكتين أسفل رأسه..
لكنه لم يستطع النوم ...
بل ظل يفكر فى أهله ثم التفت الى مالك المستلقى على الفراش المجاور له
وسأله : مالك . شكلها ايه؟
مالك بتساؤل : من؟
عمر بشرود : أمى
التفت اليه مالك وقال : ألم يريك أبى صورتها؟
عمر بخجل :ماسألتهوش
مالك : عندما نعود الى البيت سأريك صورتها ..
أتعلم ان زهره تشبهها كثيرا
التفت اليه عمر بدهشه واهتمام : زهره !!!..
قطع حديثه عندما شق هدوء الليل صوت
يشبه موتور سياره نقل فى الصيانه
نهض من فراشه وأخذ يتبين هذا الصوت
لقد كان صوت شخير قوى يصم الآذان
نهض مالك من فراشه بضيق واقترب من عمر
الذى وقف بدوره ينظر باتجاه مصدر الشخير
ثم نظر الإثنان الى بعضهما البعض فى صمتIcon33
Fifa san
10-2-2010, 12:11 AM
دلوعة صحبتها
أهلا بك أخيتي
معلش لزوم التشويق
بس لازم تقولي وش بدك
و ما راح أزعل لأنك حبيبتي
وإن شاء الله أحققلك طلبك
شكــراا لمرورك اللي نور الموضوع
حفظك الله ورعاك
هلا بك حبيبتي
لا بس تعرف لما اتحمس وتنقطع القصة فجأة
يمكن أعض نفسي والا أشد شعري
بس عادي مثل ماقلتي لازوم التشويق
والله ماعندي أي طلب وراح أستناك مثل دايما تحطي الأجزاء واحنا نقرأها
الأجزاء الجديدة اللي حطيتيها اليوم مرررة محزنة خاصة اللي تحكي عن عائلة عمر
من جد حزنت عليه
بس يمكن اللي عرفه راح يخليه واحد تاني
مشكورة حبيبتي وما قصرتي
وبانتظار الأجزاء القادمة
حفظك الله ورعاك
وفي أمان الله
secret girl
10-2-2010, 03:42 PM
دلوعة صحبتها
شكــراا لك حبيبتي علي المرور
دائما تسعديني بـ ردك
جزاك الله خيرا
حفظك الله من كل سوء
http://7ammil.me/get-2-2010-qwt09yoc.gif (http://7ammil.me/)
secret girl
10-2-2010, 03:46 PM
( 14 )
فجر اليوم التالى ...........
لم يستيقظ المعسكر على صوت أذان الفجر كما تعودوا ...
بل على صوت صراخ أجش أشبه بصوت طائره حربيه
تجمع كل الشباب فى ساحة المعسكر
وهبطت عليهم الدهشه والذهول عندما رأوا حمدوف المارد
الذى طرد مالك وعمر من الخيمه فى أول يوم لهما فى المعسكر
مقيدا فى شجره كبيره بطريقه عجيبه
كان حمدوف ملفوف بعنايه فى أغطيته ومقيد فى سريره
بكميه كثيفه من الحبال التفت حول السرير من أعلاه الى أسفله
بحيث لا يظهر منها سوى رأس حمدوف فقط ..
أما السرير نفسه فقد كان يقف بشكل رأسى ومثبت بالحبال فى جذع شجره كبيره
لم يستطع الشباب كبح جماح الضحك الذى انتشر بينهم وهم يتعجبون
ممن استطاع أن يفعل ذلك بحمدوف العملاق ...
أما حمدوف فقد ازداد غضبه وأخذ يصرخ بصوت جهورى ويتوعد بالإنتقام
وأخيرا استطاع قائد المعسكر اسكاته
عندما أقنعه بأنه لن يفك قيده الا اذا تعهد بعدم اثارة المشاكل أو ايذاء أى فرد فى المعسكر
وبالفعل فك وثاقه بعد أن هدأ ثم رحل متجها الى مكتبه
لكنه توقف قليلا فى الطريق أمام عمر ومالك ونظر اليهما نظره ذات مغذى وابتسم
كان هذا المعسكر معد خصيصا لمجموعه كبيره من شباب الشيشان المتقاربين فى العمر
وليس لديهم خبره سابقه فى القتال أو الحرب
وكان يقوم بتدريبهم مجموعه من أمهر المجاهدين الشيشانيين والعرب
الذين ساهموا بدور كبير فى تحرير الشيشان
وعملوا فى تدريب الشيشانيين على كل من الأمور العسكريه القتاليه والمعلومات الإسلاميه
كانت الحياه فى المعسكر شاقه للغايه
وكانت التدريبات مقننه وجاده ومتقنه ومتعدده ...
تدريبات بدنيه وتدريبات على الأسلحه المختلفه واطلاق النار وفنون القتال المختلفه
ويتخلل اليوم محاضرات ودروس دينيه لتقوية الإيمان
والترغيب فى الشهاده وحب الوطن ودروس فى التاريخ الإسلامى
وقصص السابقين والسيره النبويه
وحلقات لتعليم اللغة العربيه لمن لا يعرفونها
أما الصلاه فقد كان لها عنايه خاصه فى برنامج المعسكر ...
فقد كانت تقام فى جماعه على وقتها وكان الدعاء والقنوت فى كل صلاه
والتشجيع على قيام الليل واقامة مسابقات فى حفظ وتفسير القرآن الكريم
واستطاع عمر بمساعدة صديقه مالك أن يتحمل تلك الحياه الشاقه
التى لم يعتاد عليها ولم يعش مثلها أبدا
وكان عمر ومالك يتفننان فى اختراع المقالب والأفاعيل المضحكه
ويوقعان فيها حمدوف العملاق الذى لم يستطع ابدا اكتشاف الشخص الذى يوقعه فى المشاكل
وشيئا فشيئا نمت صداقه متينه بين حمدوف وبين مالك وعمر
فلقد اكتشفا أنه برغم جسده الضخم وسرعة غضبه المخيفه icon170
الا أنه يمتلك قلب طفل صغير يمتلئ بالطيبه والسذاجه
واستطاع مالك وعمر الثأثير عليه وترويض سرعة غضبه بالحب
ولم يعد حمدوف يستطيع الإبتعاد عنهما
فكان الثلاثه يقضون كل أوقاتهم معا
|[ گريستال ]|
10-2-2010, 04:00 PM
شكرا أختي والجزء الأخير حماس هل ستكون بداية عودة عمر الى طريق الصواب ويكبر عقله ؟؟؟
وماذا سيحصل بعد الصمت اللي صار اتوقع راح يعملوا مقلب بصاحب الشخير
ننتظر الاجزاء القادمة
secret girl
10-2-2010, 04:42 PM
شمس الإسلام
أهلا بك أخي
توقعك في محله : )
و لكني وضعت هذا الجزء قبل ردك
شكــراا لمرورك
في أمان الله
http://up3.up-images.com/up//uploads3/images/images-3c792d23a3.gif (http://fashion.azyya.com/)
secret girl
10-2-2010, 06:27 PM
كان مالك يرتدى ملابسه العسكريه ويجهز سلاحه
ويستعد للخروج والإنضمام لمجموعه من الشباب لتنفيذ أحد الأوامر
التى كلفهم بها قائد المعسكر
سأله عمر الذى كان مستلقى على فراشه بعد أن انتهت نوبة حراسته : قائد المعسكر عربى ..مش كده؟
مالك بحماس وهو يعد سلاحه :
انه أحد أتباع القائد خطاب رحمه الله.. الذى كان قائدا لكتيبة الأنصار..
كتيبة المجاهدين الأجانب فى القوقاز
عمر بتساؤل: ومين خطاب ده؟
مالك بدهشه : ألم تسمع عنه أبدا ؟
عمر : سمعت عنه بس بسأل مين هو ؟؟
مالك : انه أحد المجاهدين العرب الذين خرجوا من بلادهم للجهاد ضد الروس
وكونوا كتيبه تسمى كتيبة الأنصار..
لكنه أروعهم على الإطلاق فهو جسور لا يعرف الخوف ..
حارب الروس فى أفغانستان وطاجيكستان وهنا..
انه بطل .. أسطوره ..
كبد الروس خسائر فادحه ..
سأكمل لك قصته عندما أعود ....
انطلق مالك يجرى ليلحق بزملاءه فى المهمه
وخرج عمر من الخيمه متمهلا وأخذ ينظر الى مالك وهو يبتعد مسرعا
ثم تنهد وقال : العالم مليان بالمجانين
قد يحتاج الإنسان لبعض الجنون حتى يستطيع أن يتواءم مع هذه الحياه
التفت عمر بحده نحو المتكلم فوجد أمامه قائد المعسكر يبتسم
ظهر عليه الإرتباك الشديد
لكن القائد اقترب منه وبادره بالسؤال :
انت فى فترة الراحه الآن؟
هز عمر رأسه موافقا بحذر
فقال القائد : من مصر ..أليس كذلك؟؟
عمر يسأله : أنت من تلامذة القائد خطاب؟
القائد وهو يسير بجواره وكأنه صديقه :
أنا من كتيبة الأنصار ..
أخبرنى بصدق .. من كنت تقصد بالمجانين ؟
أنا لم أتعمد أن أستمع اليكما , لكن صوتك كان عال
قال بتردد وهو يسير بجواره :
أنا بس كنت بستغرب ..
ازاى راجل يسيب بلده وأهله وفلوسه,علشان يروح أرض مايعرفهاش,
ويحارب علشان يحرر وطن مش وطنه,
وكل ده وبدون مقابل, ومن غير ما حد ما يطلب منه ده!
ضحك الرجل وقال :
سأقول لك سر لا تخبر أحدا به ...
أنا أيضا كنت أظنه مجنونا ..
لماذا يفعل هذا ؟؟ وكيف يفكر ؟؟
و كنت أسأل نفسى كثيرا ماذا تعنى كلمة وطن؟
هل هى الأرض التى نولد فيها
أم التى نعيش عليها
أم التى نموت وندفن فيها؟
أتعلم ..
ربما يكون الوطن أكبر بكثير مما نظن
أو حتى مما تستطيع عقولنا الضيقه أن تدركه...
توقف عمر عن السير والتفت اليه بدهشه كبيره
وعقد حاجبيه بتساؤل وهم أن يقول شيئا
لكن القائد تركه ورحل مسرعا
وظل عمر واقف يحدق فى الطريق الذى ذهب منه
وفى عقله أسئله كثيره
يوم بعد يوم كان عمر يشعر بأن شيئا ما بداخله يتغير ..
شئ كبير للغايه
لقد كف عن الشكوى واعتاد البروده القارصه
واندمج وسط شباب المجاهدين وأصبح لديه أصدقاء كثيرين
وكانت من أمتع اللحظات بالنسبة اليه
عندما يعد هو ومالك المقالب المدبره المتقنه لأحد أصدقائهم فى المعسكر
لإشاعة البهجه والمرح فى أرجاء المعسكر
وكثيرا ما وقعا فى المشاكل بسبب تصرفاتهما الطائشه
وتعرضا للتوبيخ والتأديب من قائد المعسكر
كان مالك وعمر يقومان بجمع الحطب والأخشاب من التلال القريبه من المعسكر
وكان مالك يغنى أغنيته الوحيده :
في ليلة مولد الذئب خرجنا إلي الدنـــــيا
وعند زئير الأسد في الصباح سمونا بأسمائــنا
زفر عمر بضجر شديد وقال بتأفف وهو يجمع الأخشاب:
دانت ممل, يا أخى خنقتنى..
هو انت معندكش غيرها؟
من ساعة ما عرفتك وعمرى ماسمعتك بتغنى الا الأغنيه السكه دى..
ضحك مالك وقال : انها النشيد الوطنى لبلادنا
نظر اليه عمر بدهشه وهز رأسه بعجب :
دانت تغيظ, نفسى أسمعك بتغنى أغنيه تانيه
جلس الى صخرة كبيرة وهو يقول :
ماتغنى عن الحب..عن الجمال ..
جدد
مالك بمرح وهو يحمل كومه من الحطب:
عمر ..ألم تفكر يوما فى الزواج؟
عمر بلامبالاه :
مين ؟ ..أنا !!
أنا مابفكرش..أنا عايش حياتى زى ماهيه ..
تمشى زى ماتمشى, يوم بيوم
مالك بدهشه كبيره : ماذا ؟؟
ألم تحلم يوما أن يكون لك بيت خاص بك وزوجه جميله وأطفال يشاكسونك؟
أليس لك أى أحلام؟
عمر : أنا مابفكرش بطريقتك دى ..أنت عايش كل حياتك فى الأحلام
مالك بتفاؤل : و سوف احقق كل احلامى ان شاء الله
سيكون لى شركة هندسيه كبيره وستكون شريكى كما اتفقنا
وسأتزوج وأنجب أطفالا ..
وتنازلا منى سأمنحك شرفا خاصا ..
سأسمى أول أبنائى باسمك
أتعلم أننى أحلم أن تكون فتاة أحلامى تماما كزهره
التفت عمر اليه وقال بدهشه : زهره !!!
مالك : نعم ..زهرة أختى ..
ليس من الضرورى أن تشبهها فى الملامح
ولكنى أتمنى أن تكون بنفس أخلاقها وصفاتها
وأنت..بم تحلم؟
عمر بضجر : يابنى ماقلت لك انا مبحلمش, أنا صاحى على طول
تأمله مالك بدهشة كبيرة وهو يقول :
وهل يستطيع الإنسان أن يعيش دون حلم خاص به,
هدف يسعى لتحقيقه,
قضية يدافع عنها ويموت فى سبيلها؟
ظل عمر واقفا فى مكانه يتأمله بدهشة,
يفتش بداخله عن كلمات يقولها فلا يجد
تبدلت ملامحه فجأة,
وعقد حاجبيه بشده وظهر فى وجهه الذعر
وهو يقول : ششش...
سامع اللى أنا سامعه
,
,
,
secret girl
10-2-2010, 07:20 PM
مالك ينصت باهتمام ويلقى مابيديه من أخشاب
ثم يجرى باتجاهه وهو يقول بخوف :
اختبئ
انطلقا يجريان
وهما يجران العربه التى تحمل الأخشاب ليخفوها عن الأعين
وصعدا فوق تلة قريبه واختبئا جيدا
وأخذا ينظران من موقعهما فوق التله
فوجدا سيارة عسكريه صغيره مكشوفه تحمل خمسه من الجنود الروس
قادمه من بعيد وتقترب باتجاههما
همس مالك : يبدو أنها دورية استطلاع اخترقت الحدود
عمر بخوف : هانفضل مستخبيين لحد ماتمر, وبعدها نرجع المعسكر
ظل الإثنان يراقبان السياره وهى تقترب ..
ثم التفت عمر بحده الى مالك عندما سمع صوت مدفعه يجهز للإطلاق
فقال له بصوت خفيض :
انت اتجننت ؟؟ بتعمل ايه؟
مش لازم يحسوا بينا
ضاقت عينا مالك وارتسمت على وجهه ابتسامه
أشبه بابتسامة صياد يهم باصطياد فريسه وقال بثقه :
انهم فقط خمسه..هيا جهز سلاحك واستعد
عمر بحده وبصوت خافت حتى لا يسمعونه :
ايه ؟ أنا عمرى فى حياتى ماقتلت حد
مالك وعيناه تشعان ببريق مخيف :
ولا أنا ..ولكن هذا لا يهم ..
يكفى أن تتذكر ما فعلوه بأسرتك وستجد السلاح ينطلق وحده
عمر باصرار : لا ..هانرجع المعسكر ونقول للقائد وهو يتصرف
اتسعت ابتسامة مالك واشتد بريق عينيه لمعانا وهو يقول :
لا داعى لكل هذا ..
نستطيع مفاجأتهم واصطيادهم بسهوله
عمر بذعر : مالك ..اياك تعمل حاجه والا هابلغ القائد ..
سيبهم يمشوا ولما نرجع المعسكر يحلها ربنا
بدا على مالك وكأنه لم يسمع ما قاله عمر
وأخذ يصوب مدفعه جيدا واقتربت سبابته من الزناد وهو يبتسم
واتسعت عينا عمر برعب
القلب الصافي
10-2-2010, 09:24 PM
{>!</>!</>!<}
الله يسامحك قطعتيها علي في النقطة المشوقة...
حراااااااااااااااااااااااااااام والله...
انا من محبي قصص الجهاد والمجاهدين بشده وكنت متفاعلة معاه
اهم شئ ان الملقوف {عمر} مايجي بأي حركه والا حيخرب الشغلة كلها...
{اللي يشوف دخلتي يقول البنت كانت تشجعها من البدايه}
انا في غاية الاسف اني ما تابعتها من البدايه
بس لاني للاسف ما ادخل منتديات نور على نور الا نادر...
وها انا اشجعك بكل ما عندي واقول{زيدي الهمه ونزلي الباقي{^!^هاهاها}}
لا لا اقول الى الامام وجميعنا ننتظر بارككي الله
ونفع بك الامة وصبرك وسلمت يداكي...
تقبلي مروري..
تحياتي..
Fifa san
10-2-2010, 09:31 PM
الأجزاء جدا رائعة
وسعيدة للغاية لتغير حال عمر
وشكله مالك متعطش للانتقام لافراد عائلته
المهم أحداث القصة بدأت تحلو كثير
شكرا لك حبيبتي
وبانتظار الحلقات قصدي الأجزاء القادمة
>>>>>متأثرة بمتابعة حلقات كونان
secret girl
11-2-2010, 12:57 AM
القلب الصافي
أهلا بك أخيتي
نورت الموضوع
وشكـــراا للتشجيع : )
أسعدني مرورك
بارك الله فيك
لك من أجمل تحية
في أمان الله
دلوعة صحبتها
شكــراا لك غاليتي علي المرور
جزاك الله كل خير
وفقك الله
secret girl
11-2-2010, 03:13 AM
( 15 )
نزع الذئب نظارته المعظمه من على عينيه وهو يقول بغضب :
انهم يحاصرون القائد حكيم ومن معه
جوهر : مرت ثمانى ساعات والوضع كما هو لا يتغير
الروس يحاصرونهم والقائد حكيم يرفض الإستسلام
الذئب : يجب أن نساعدهم بأى طريقه ..
مستحيل أن نتركهم يسقطوا فى أيديهم
جوهر : أتسمع؟؟ انهم يستخدمون مكبرات الصوت
الذئب بغضب : يطلبون منه تسليم نفسه ..
الأوغاد يريدون تحطيم معنوياتهم
نهض بسرعه من مكمنه فعاجله جوهر : الى أين أيها القائد ؟
الذئب بعزم : لدى خطه ...هيا بنا
تسلل الذئب والمجموعه التى معه من المجاهدين عبر ممرات جبليه ضيقه
والتفوا من خلف القوات الروسيه التى تحاصر القائد حكيم
وصعدوا الى قمة الجبل المجاور للقوات الروسيه وفتحوا النار عليهم
وحدث ارتباك شديد للقوات الروسيه
عندما فوجئوا بالنيران تأتى من خلفهم
مما جعل القائد حكيم ومن معه يطلقوا النار بدورهم وبشكل مكثف
وانقلب الموقف تماما وبدأت القوات الروسيه فى التراجع
عندما شعروا أنهم محاصرون
مما أحدث فجوه كبيره وسط القوات الروسيه
واستطاع القائد حكيم ومن معه الخروج من الحصار
فأخرج رجاله أولا ثم خرج من بعدهم
وبينما هو يجرى أصابته طلقه فى ساقه
فسقط أرضا فى منطقه مكشوفه للقوات الروسيه
رأى الذئب من فوق الجبل القائد حكيم وهو يسقط
فصرخ فيمن معه :
احموا ظهرى وأطلقوا النار بكثافه
نزل من الجبل عدوا على قدميه بسرعه كبيره
ووصل الى القائد حكيم وسحبه من ذراعيه خلف صخره
وسأله بعجاله : كيف حالك؟
فابتسم القائد حكيم بألم وقال :
الحمد لله ..اصابه مباشره فى الركبه ..
لماذا أتيت ؟
دعنى وعد الى رجالك
قال الذئب بحسم : سنعود معا
كثف المجاهدون اطلاق النار على القوات الروسيه
وشتتوا انتباههم
رفع الذئب رأسه ونظر من خلف الصخره وعندما اطمئن ..
حمل القائد حكيم فوق كتفه وانطلق يجرى باتجاه موقع المجاهدين
عبر ثلثى الطريق
وفجأة ....
أصابته طلقه فى جانبه
فاهتزت خطواته وترنح بشده وسقط أرضا
هو والقائد حكيم
.
.
.
secret girl
11-2-2010, 06:59 AM
أطلق مالك النار على السياره الروسيه برغم اعتراض عمر الشديد
فقتل أحد الجنود وأصاب عجلة السياره الخلفيه
توقفت السياره وترجل منها بقية الجنود الروس
واختبئوا خلفها يحتمون من طلقات مالك وبدأوا يطلقون النار
باتجاه مالك وعمر الذى ارتبك بشده وأمسك سلاحه وأعده للإطلاق.. لكنه لم يطلق منه رصاصة واحده
أما مالك فأخذ يطلق عليهم النار
لكنه لم يستطع اصابة أحد آخر فقد كانوا مختبئين خلف السياره
وبدأ الغضب يسيطر عليه وعمر يصرخ فى أذنه برعب :
مالك .. مش هانقدر نهزمهم, يلا نهرب
ارتعدت اطرافه عندما اتاه من خلفه صوت سلاح يعد للإطلاق
وكان مالك الذى سمع نفس الصوت اسرع بكثير فى رد فعله
فالتفت بحدة ليجد أمامه اثنين من الجنود كانا فى السيارة
والتفا حول الجبل ليطوقا مالك بعد ان عجزوا عن ايقاف نيرانه الكثيفه
فجأه صرخ مالك صرخه عنيفه غاضبه
وهو يميل على جسد عمر
الذى تحول الى صنم ذاهل ووجهه كتله من الرعب :
أوغااااااااد
واعتصر سلاحه عصرا
ولكن..............
رصاصاتهما كانت تحمل لمالك اكثر من مجرد موت
كانت تحمل معها رياح الجنه...
ولم يشأ مالك ان يرد الهدية,
بل تلقاها بمجامع قلبه كحبيب يشتاق سنينا ليضم حبيبه
أما عمر فقد أصيبت أطرافه الأربعه بالشلل للحظات
وهو يرى مالك يحميه بجسده ويتلقى عنه نصيبه من طلقاتهما
فى صدره مباشرة
جن عمر تماما
عندما انسكبت دماء صديقه الحبيب الى قلبه فوق ملابسه,
وكأنما كان لون الدماء الأحمر القانى هو الذى ايقظه من ذهوله,
وفجرت كل شئ فيه وحررته من قيود الخوف
لتتحرك كل عضلة فى جسده,
واولها سبابته التى عصرت زناد سلاحه عصرا حتى كادت ان تكسره
وتلقى الجنديان كم لابأس به من الرصاصات فى جسديهما,
وبعدها التفت عمر حيث السيارة
التى خرج من خلفها البقية المختبئة
واقتربوا من التلة بعد ان اطمئنوا لقيام زملائهما
بالقضاء على المقاوم وسلاحه الحاصد
وجرى عمر بكل قوته وهو يصرخ
ماااااالك
وورصاصاته مدفعه دون تفكير تحصد الجنود الروس
الذين فوجئوا بوجود عمر واختفاء زميليهما
.
.
.
secret girl
11-2-2010, 07:08 AM
ظل عمر يطلق النار حتى أرداهم جميعا
ولم تتوقف أصابعه عن الضغط على الزناد الا عندما فرغ سلاحه تماما
ألقى بسلاحه من بين يديه
وعاد الى صديقه وحمل رأسه بين يديه وأسندها الى ساقه
ووضع يده على صدره محاولا ايقاف الدماء التى سالت بغزاره
وهو يقول والأسى والأم يقطر من كلماته:
مالك .. صديقى..اطمئن .. انت بخير ..
هأنقلك المعسكر وهايعالجوك, لازم يعالجوك
ابتسم مالك كعادته ولكن ابتسامته هذه المره كانت شاحبة,
وانتصر الألم على ملامح وجهه الباسم دائما,
لكنه تماسك من اجل صديقه وقال :
لماذا أرى وجهك عابسا ..
ابتسم يا صديقى.. هل...
غلبه الألم فصمت قليلا ثم قال :
هل تريدنى أن أغيظك وأغنى لك في ليلة مولد الذئب
حاول الضحك لكنه لم يستطيع :
يبدو أنك ستعود للبيت بدونى
سالت دموع عمر غزيره وهو يقول بصوت حزين :
اسكت ..ما تقلش كده ..
هاترجع معايا, مش ممكن أرجع من غيرك أبدا ..
هاترجع معايا,
انت فاهم
مش ها تموت أبدا
مالك بضعف :
كلنا سنموت يا صديقى.. المهم هو كيف سنموت؟
أوصيك بأمى وزهرة والصغيرين ..
وأخبر أبى أننى أصبحت ذئبا يفخر به
انتحب عمر وتساقطت دموعه وقال بعناد :
لا ..مش ها تموت يا صديقى ..
هاتفضل معايا لحد ما تحقق أحلامك..هانحقق أحلامنا سوا, فاكر؟
أحلامنا يا مالك ..هانحقق أحلامنا سوا
مالك : سامحنى يا صديقى ..لأننى أخفيت عنك أكبر حلم فى حياتى..
انه حلم تتضاءل بجانبه كل الأحلام
حلمى أن أموت شهيدا وأكون مع أخواى فى الجنه
عمر بحسره : لا.. مالك .. ماتسيبنيش لوحدى ..
انت صديقى الوحيد
لم يرد مالك, ولكن شخص بصره الى السماء وقال بشرود :
شامل.. خالد.. اشتقت اليكما
يصمت قليلا ثم يقول : ماذا تريدنى أن أقول يا خالد؟
يتلفت عمر حوله فلا يجد مخلوق غيرهما
فيعقد حاجبيه وهو يراقبه بدهشه صامتا
يرفع مالك سبابته اليمنى الى السماء ويقول :
أشهد أن لا اله الا الله ... وأشهد أن محمدا رسول الله
وتفيض روحه الى بارئها فتسقط يده وتتعلق عيناه بالسماء
وتستقر على وجهه الطفولى الجميل أروع ابتسامه
يمكن أن يراها انسان
صرخ عمر بلوعه وهو يحتضنه بقوه:
ماااااااالك ..أخويا .. صديقى .. حبيبى ..
ماتسيبنيش لوحدى
لازم ترجع معايا ..
لازم نرجع البيت سوا, مش هارجع من غيرك
.
.
|[ گريستال ]|
11-2-2010, 03:12 PM
الجزء الأخير محزن جدا كنت راح أبكي من التأثر
كله بسبب الاستعجال لأول مرة كان عمر على صواب لو رجعوا للمعسكر وأبلغوا القائد يتصرف لكان أفضل
القلب الصافي
11-2-2010, 03:39 PM
http://www.21za.com/pic/salam_kalam009_files/130.gif
Icon55صدق الاخ{شمس الحق}..
الجزء هذا حزين مررره حتى اني كدت ان ابكي معه....
ولا كن على الرغم من الحزن فيه الا انه يذكرنا بالجنة والشهادة
وهما اجل واسمى المطالب في حياة بني آدم...
{اللهم انا نسئلك بوجهك الكريم
موتة الشهداء والسكن في الفردوس الاعلى....}
{اللهم ارزقنا مرتبة الصديقين والشهداء
واحشرنا مع السفرة الكرام البرره...}
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب...
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين...
ننتظر القادم بشوق ممزوج بالحزن...
صبرك الله اختي على عناء الكتابة وكثرة الالحاحicon114Icon108..
تحياتي..
http://dc129.4shared.com/img/219208056/bf49154f/36341_imgcache.gif?sizeM=3
secret girl
11-2-2010, 05:48 PM
شمس الإسلام
معك حق أخي
هذا الجزء هو أكثر جزء محزن في القصة
فهو جزء مؤثر جدا
شكــراا لمرورك
في أمان الله
القلب الصافي
نعم أخيتي صدقت
هذا الجزء حزين جداااا
صراحة بكيت كثيرا عند قرائته
شئ محزن أن يفقد الإنسان أعز أصدقائه
{اللهم انا نسئلك بوجهك الكريم
موتة الشهداء والسكن في الفردوس الاعلى....}
{اللهم ارزقنا مرتبة الصديقين والشهداء
واحشرنا مع السفرة الكرام البرره...}
أمـــــــــــــــــــيــــــن ..
أمــــــــــــــــــــــــيــن ..
شكراا لمرورك أختي
حفظك الله من كل سوء
secret girl
11-2-2010, 06:36 PM
رفع الذئب رأسه من الأرض
وهو يشعر بآلام رهيبه فى جانبه ..
نظر الى القائد حكيم الذى أمسك به بلهفه وهو يقول :
هل أنت بخير؟
هز الذئب رأسه ولم يتكلم
رأى المجاهدون الذئب والقائد حكيم
وهما يسقطان فى منطقه مكشوفه للروس
فكثفوا اطلاق النار بصوره كبيره أربكت الروس
وأدت الى تراجعهم قليلا
فتقدم المجاهدون عدة خطوات ليغطوا القائدين
تحامل الذئب على نفسه ونهض بصعوبه
وأمسك بذراعى القائد حكيم وأخذ يجره باتجاه موقع المجاهدين
تحت ساتر النيران التى يطلقونها
فصرخ جوهر الذى كان يقف فى المقدمه :
سأنزل اليهم احمونى
نزل من الجبل يجرى بكل قوته ومعه أحمد حتى وصلا الى سفح الجبل
فوجد الذئب قد وصل قبلهما ..
فأخذاهما الى منطقه آمنه..
وفشل الحصار الذى دام ثمانى ساعات
وانسحبت القوات الروسيه من الموقع تجر أذيال الخيبه..
ساعد جوهر وأحمد القائدين
على الوصول الى موقع المجاهدين
ورفض الذئب الإعتماد على كتف جوهر وتحامل على نفسه
حتى وصل الى الموقع على قدميه..فسأله جوهر بقلق :
كيف حالك؟
قال الذئب بهدوء : اصابه بسيطه ..لا شئ خطير
كشف جوهر عن مكان الإصابه وقال بجزع :
يا الهى ..أنت مصاب بشده
نظر الى بقية المجاهدين وقال :
يجب أن ننقلهما الى أقرب مستشفى ميدانى
فى المستشفى قام الأطباء بمعالجة الذئب واستخراج الرصاصه من جانبه
وأصر جوهر على البقاء معه حتى يطمئن عليه
ولم يلبث أن رأى الطبيب حتى سأله بلهفه :
كيف حاله الآن؟
الطبيب : الحمد لله هو الآن بخير ..
عجيب أمر هذا القائد ...كيف تحمل كل هذا؟.
لقد استخرجت من جسده رصاصه عيار 12.7 مم
جوهر بدهشه : ماذا؟ ..
انها ذخيره تستخدم لإختراق المدرعات والمواقع الحصينه
ولكنها تجعل اللحم البشرى مثل اللحم المفروم ...
والغريب أنه لم يظهر لنا أى دليل على الألم ..
بل تحامل على نفسه وأنقذ القائد حكيم
الطبيب بدهشه : من هذا القائد؟
وكيف يتحمل جسده كل هذا؟
جوهر :
هو دائما يدهشنى هكذا
انه يقوم الليل كل ليله ولا أراه الا صائما ..
لم أشاهده يأكل أو ينام ..
لا أعرف كيف يعيش؟!!
كما أنه قليل الكلام دائم الشرود حزين
الطبيب بعجب :
ترى .. ما الذى حدث له فى حياته ليصبح هكذا؟
secret girl
11-2-2010, 06:51 PM
لم يستطع عمر أن يتذكر أبدا كيف عاد بمالك الى البيت؟
ولا ماذا ركب ولا من ساعده ؟؟
كل ما استطاع أن يتذكره
هو أنه حمل جسد مالك الشهيد على كتفه
وانطلق يجرى ويجرى ويتعثر ويسقط ثم ينهض ويحمله
ويجرى من جديد وهو يبكى وينتحب والدموع تغرقه
حتى ..جفت دموعه تماما
تاركه خطين واضحين على خديه
ولم يعد يجد دموعا يذرفها
لم يتوقف عمر عن الجرى
الا عندما فتح محمد باب البيت ونظر اليه
وهو يحمل جسد مالك الشهيد بين ذراعيه
نظر اليه محمد طويلا بصمت,
وتغير لون وجهه وتفجر الحنان من عينيه
ونطقت ملامحه بالألم واللوعه ..
لكن عيناه لم تذرفان دمعة واحده ..
اقترب من رأس مالك ومسح على شعره بحب كبير
تأمل عمر محمدبصمت طويلا
وفهم أخيرا لماذا لا تبكى الذئاب
لقد جفت دموعها من كثرة البكاء والألم
حمل عمر ومحمد جثمان مالك المغطى بعلم بلاده
ووجهه مكشوف يحمل نفس إبتسامته الجميله
وخلفه يسير المجاهدون
وأخذ عمر ينظر الى محمد بدهشه وعجب
فهو صامت تماما ولم يذرف دمعه واحده ..
حتى وصلوا الى المقابر وكان محمد هو الذى يقوم بكل شئ
فهو الذى جهز القبر بنفسه ونزل فيه
ثم نظر الى عمر ومد اليه ذراعيه ليناوله جسد مالك ..
لكن عمر تسمر فى مكانه وظهر على وجهه الألم
وهو ينظر الى محمد بدهشه واستنكار وهو يفكر
كيف له أن يدخل صديقه بيديه الى التراب
أومأ الأب اليه ..لكنه لم يتحرك ..
فسارع المجاهدون بحمل الجثمان
وناولوه للأب الذى احتضنه بقوه
ونظر فى وجهه الجميل نظره طويله وقبل جبينه
ثم أرقده بحنان
كان عمر يلقى النظرات الأخيره الى صديقه
والحزن وألم الفراق يكاد أن يفتت قلبه
وبعد أن انتهى محمد من عمله
وقف أمام القبر بجوار عمر الذى قال بعد صمت طويل :
الآن فقط فهمت ..ماذا يعنى أن تفقد أغلى الأصدقاء
زفر الأب زفره حاره بحرارة اللهيب المشتعل فى أعماقه
ثم وضع ذراعه على كتفه وقال :
هيا لنذهب الى البيت يا بنى
التفت اليه عمر بكل جوارحه ونظر اليه نظره طويله وهو يفكر ..
(بنى) لأول مرة يقولها,
ولأول مرة يستشعر عمر كل هذا القدر من الحب فى صوته
ارتمى عمر بين أحضانه,
ليشتم فيها حنان مالك
أغلى انسان عرفه وأغلى انسان فقده
واحتضنه الأب بقوه
عله يهدئ من حريق فؤاده لفقد الأحبه
أو يداوى جراح قلبه المكلوم
القلب الصافي
11-2-2010, 07:41 PM
لا امتلك سوى الالمIcon55...
فتصوير الاخت الكاتبة للموقف مؤلم جدا
لا سيما ان كان القارئ قد فقد عزيز عليه من قبل
فإن ذكراه سرعان ما تقفز الى ذهنهIcon55...
iconbaye4 تحياتي...
secret girl
11-2-2010, 07:57 PM
فى البيت ...
جلس عمر مطأطأ الرأس حزين
رفع رأسه ببطء وقال بألم :
لماذا مات؟
تعجب عمر من نفسه
لأول مرة يتكلم بهذه الطريقة,
كيف ينطق لسانه بالفصحى وكأنما لم يعرف غيرها فى حياته
فى لحظة واحدة نسى كل ماضيه,
وكأنما عاش حياته كلها على هذه الأرض,
فى لحظة واحدة انقلب عقله وقلبه ولسانه,
ليتحول الى ذئب شيشانى
فى لحظة واحدة نسى عمر الديب ليعيش عمر ديساروف
التفت اليه الأب ببطء : مالك لم يمت ..انه شهيد
عمر وكأنه لم يسمع :
لماذا قتلوه؟..
لماذا مات بهذه الطريقه؟
تنهد الأب بحراره وقال : لأنه أراد ذلك
هب عمر من مكانه وقال بانفعال :
لا..لم يكن يريد الموت,
كان يحب الحياة بجنون..
لقد عشت معه أياما طويله
تشاركنا فيها الطعام والشراب, الألم والسعاده ..
كان يحكى لى أحلامه..
كان يحلم ببيت صغير وزوجه جميله وأطفال..
لماذا لم يحقق حلمه؟
الأب بهدوء : ومن قال أنه لم يحقق حلمه؟ .
لقد اتخذ أقصر وأسرع الطرق لتحقيق الأحلام...
لقد مات شهيدا من أجل الوطن
يصرخ عمر :
اللعنه على الوطن ..أى وطن هذا ؟
الأرض ...البيوت ..الجبال؟ ..
مالك أغلى من كل هذا..
لماذا نقتل من أجل وطن تموت فيه الأحلام؟
الأب بقوه : عندما يستباح الوطن ..يستباح كل شئ ..
وتصبح الدنيا سوق كبير للنخاسه
فيه الإنسان أرخص من تراب الأرض
أتاه صوت زهرة الحزين :
لقد آثر مالك الموت على حياة أرخص من التراب..
لقد نال ما تمناه ..أنا سعيده لأجله
عمر بدهشة غاضبة :
أتقولين هذا؟
وهو الذى كان يحبك أكثر من أى شئ ؟
لقد كان يتمنى زوجة مثلك
زهرة ودموعها تسيل على خديها :
وأنا أحبه وسأفتقده كثيرا ..
ولكن لا يجب أن يتحول الحب الى أنانية وقيد لمن نحب
فنحن لا نحزن عليهم بقدر ما نحزن لأنفسنا,
نحزن لفقدنا لهم ووحدتنا من بعدهم..
ان كنا نحبهم حقا فيجب أن نتخلى عن أنانيتنا
ونتمنى لهم السعادة التى لم ينالوها فى هذه الحياة
لقد نال مالك أقصى ما تمنى ..
الشهادة مثل أخوينا وأمنا
عمر بدهشة : هو الذى أخبرك بهذا؟
زهرة :
لم يكن بحاجة لأن يخبرنى حتى أعرف ما يفكر فيه ...
انه أخى
التفتت اليه وقالت : انت أيضا كنت تعرف
انتفض بغضب وهتف قائلا : لا ..لم أكن أعرف
زهرة بشجن حزين :
بلى كنت تعرف ..
لكن بداخلك طفل عنيد يخشى أن يصدق الحقيقة
صمت عمر تماما ولم يستطع أن يرد ..
وكأن زهرة قد كشفت كل ما فى نفسه ..
وطال صمته وهو يفكر بعمق..
وفجأه هب من مكانه وفتح الباب
فاصطدم بوجهه الهواء البارد وسمع محمد يقول :
عمر .. الى أين تذهب ؟
عمر بغضب : سأثأر له ..يجب أن يدفعوا الثمن غاليا
محمد : وكيف ستطفئ نيران ثأرك؟
تقتل عشرة ..عشرون ..مائة؟..
وبعد؟
لن يحقق هذا ما كان يحلم به مالك
محمد بهدوء :
ما لهذا نحارب.... فهدفنا ليس الإنتقام ..
الحرية يا ولدى ..
اننا لا نسعى الى الإنتقام ..بل نسعى الى الحرية
وهذا هو مالايريدونه لنا
بَلْسَم،،
11-2-2010, 08:09 PM
secret-88
أهلا أخيتي الحبيبة
اشتقت لمرورك
وألف مبروك لك أيضا علي الأجازة
وإن شاء الله تحصلي علي أعلي النتائج
علي فكرة أنا كنت بدعيلك دائما
جزانا الله خيرا وإياك
شكــراا لمرورك
وفقك الله
أعتذر على الرد المتأخر..
.
.
وحياك الله أخيتي الغالية..
وكذا اشتقتُ لكِ..
آمين وإياكِ..
أسعدني ذلك بحق ..
وأنتِ كذلك كان لكِ نصيب من دعائي..
ووفقكِ الله..
بَلْسَم،،
11-2-2010, 08:11 PM
لي عودة للرد بإذن الله بعد قراءة الأجزاء الجديدة..
جزيت الخيرات سيكريت..
تحية لكِ..
بَلْسَم،،
11-2-2010, 08:33 PM
مؤثر جدًا جدًا جدًا..
بارك الله فيكِ
لا حرمكِ الله الأجر أخيتي..
Fifa san
11-2-2010, 11:35 PM
لقد فجرت الأجزاء الجديدة نهرا من الدموع والذكريات الأليمة التي مرت بي
لقد ذكرتيني بفقد صديقتي العزيزة الغالية على قلبي
صديقتي التي ماتت وهوي تحاول أن لا يتكشف أي جزء من جسدها حتى لو أدى ذلك الى تهشم رأسها
آآآآآه ياصديقتي كم أفتقدك وأفتقد كلامك وحديثك الذي لايمل أبدا
آسفة لكن هذا ما أشعر به الآن
جزاك الله خيرا أختي وبانتظار القادم
مع أني لا أدري متى سأذخل مرة أخرى
secret girl
12-2-2010, 04:20 PM
secret_88
أهلا بك أخيتي
اشتقت لك كثيرااا
نورت الموضوع
جزانا الله خيرا وإياك
أسعدتني بمرورك
وفقك الله وحماك
دلوعة صحبتها
أسفة أختي
أن كنت السبب في حزنك وألمك
ورحم الله صديقتك
وجعل مثواها الجنة في الفردوس الأعلي
وجمعك بها تحت ظل عرشه
يوم لاظل إلا ظله
صبرك الله
جزانا وإياك أختي
في أمان الله
أبو رويم
12-2-2010, 04:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة أصبحت أشد من الأول بكثير
وهل بقى على نهايتها كثير أختى ؟
ودمت فى حفظ الله ورعايته
secret girl
12-2-2010, 04:53 PM
(16)
أيها القائد.....
غادر الذئب شجونه وشروده
والتفت الى جوهر الذى يقود السيارة بجواره وهو يقول باشفاق :
مازلت شاردا حزينا كعادتك!!..
أليس هناك نهاية لأحزانك؟
أدار الذئب وجهه ونظر الى الطريق المظلم بصمت
فقال جوهر بلهجة اعتذار :
عفوا لم أقصد أن أتدخل فيما لا يعنينى ...
ولكن ..ولكنك صغير السن وتحمل فوق رأسك هموما
لا يتحملها جبل
قال الذئب باقتضاب منهيا الحوار الذى كان من طرف واحد:
وصلنا الى الموقع
ابتلع جوهر ريقه بحرج
وأوقف السيارة الصغيرة التى يقودها
وفيها الذئب واثنين آخرين من كتيبته
وخلفهم ناقلتين كبيرتين ..
واحدة تحمل الجنود
والثانيه تحمل العدد والآلات والأسلحه والذخيره
نزل جوهر من السيارة وهو يقول :
لقد درست المنطقه جيدا..
هذا الجبل خلفه طريق للإمدادات يصل الى قاعدة عسكرية ..
نستطيع اصطيادهم من فوق هذا الجبل وقطع طريق امداداتهم
الذئب :
حسنا ولكن أريد أولا تمشيطا دقيقا للمنطقة وما حولها .. يجب أن نتأكد أنها آمنه تماما
انتشر المجاهدون وأخذوا يمسحون المنطقة
وهم يحملون أسلحتهم المجهزة والمعدة للإطلاق
ثم بدأوا يصعدون الجبل يتقدمهم الذئب
وأخذوا يفتشون الجبل تفتيشا دقيقا
فلم يتركوا حجرا ولا حفرة الا وفتشوها ..
دخل الذئب الى أحد الكهوف وأضاء كشافه القوى
وأداره فى أرجاء الكهف الصغير,
وشعر من الآثار على الأرض
أن هذا الكهف يحمل آثار شخص دخله قبلهم بمدة قليلة
شعر بحركة مريبة
فقفز بحركة سريعة الى جانب الكهف وأطلق وابلا من النيران
ومع الطلقات السريعه التى دوت فى الكهف بصوت يصم الآذان
سمع صوت صراخ نسائى يهتف :
توقف ..لا تطلق النار..
لا تطلق النار...
أوقف الطلقات وبدأ يتبين مصدر الصوت بحذر
فرأى على ضوء الكشاف فتاة شقراء
تخرج من خلف صخرة كبيرة فى جانب الكهف
قالت بصوت مذعور وهى تلهث :
توقف .. أنا صحفية
كان المجاهدين قد تجمعوا على صوت طلقات النار
أخرجت الفتاة هويتها
وهى تتأمل الوجوه المتشحة بالسواد,
والعيون التى تنظر اليها فى ترقب وحذر,
وانتابها الخوف, لكنها تماسكت أمامهم
تفحص الذئب بطاقتها بالكشاف
أخذت الصحفية تلهث من الخوف والإنفعال وهى تقول : أنتم مليشيات المقاومة؟
جوهر : نحن المجاهدين ..أهل هذه البلاد
تنهدت بعمق وقالت : آه ..أخيرا وجدتكم..
كنت أبحث عنكم من مدة طويلة
مدت يدها بالسلام نحو الذئب
الذى كان أقرب الموجودين اليها وهى تقول :
كاترين جوليان صحفية
مد الذئب يده نحوها فظنت أنه سيسلم عليها
لكنها فوجئت بأنه يرد اليها بطاقتها
وسمعته يقول من خلف لثامه الأسود الذى لا يظهر سوى عينيه :
وما الذى أتى بصحفيه فى هذا المكان ..ووحدها؟
أصابتها الدهشه من معاملته الجافه ولهجته الخشنة ..
لكنها تجاهلت ذلك وهى تقول :
أنا فى مهمة صحفية هنا مع فريق من الصحفيين
وكنا فى القاعدة العسكرية الروسية القريبة من هنا
لعمل لقاءات وأحاديث مع الجنود
ابتسمت وهى تكمل :
لكننى هربت من المعسكر الروسى
وسرت حتى وصلت الى هنا وعندما هبط الليل
اختبأت فى هذا الكهف
الذئب بخشونه : ولم فعلت ذلك؟
قالت بسرعه : لأننى كنت أبحث عنكم..
الجميع يقابل الجنود الروس ويتتبع أخبارهم وينشرها.. وأما المليشيات ..فلا أحد قابلهم أو تحدث معهم
أو حتى سمع وجهة نظرهم
وأنا أريد أن أحظى بهذا السبق
التفت الذئب مغادرا الكهف بغضب دون أن يتكلم
ونزل من الجبل بسرعة وخلفه جوهرالذى سأله :
ماذا سنفعل بها أيها القائد؟
قال بضيق :
سأصطحبها لأقرب قرية بها ممثلى اللجان الدولية
هتف جوهر : أتعلم كم تبعد عن هنا؟.
المخاطرة كبيرة ..الأفضل أن نأخذها لأقرب معسكر للمجاهدين
وهم يتولون اعادتها
الذئب بتجهم : لو فعلنا ذلك
لأمتلئت صحف الغد بوصفنا بكلمات مثل الإرهابيين الخاطفين,
ولتحولت قصتها لأفلام تبكى العالم عن المتوحشين
الذين اختطفوا الصحفية البريئة
جوهر : لكنها عندما تعود
بالتأكيد ستوضح لهم الأمر وتنشره
الذئب : قد لا يحالفنا الحظ لهذه الدرجة
وتظل حية حتى تصل الى بلادها وتنشر الحقيقة ..
لذلك يجب أن أعيدها الآن وفورا
جوهر : ولكن الطريق طويل وخطر
وقد يرصدوا السيارة وعندها...
الذئب : على الأقل عندها لن تكون فى معسكراتنا
ولن يستطيع أحد أن يقول أننا اختطفناها أو عذبناها
وصل الى مكان السيارات وقفز الى السيارة الصغيرة
وقال بلهجة آمره :
أحضرها الى هنا ..
سأقوم باعادتها بنفسى واستمروا أنتم فى تنفيذ الخطة,
تعلم موعد ومكان اللقاء مع مجموعة القائد سليم
يجب أن تنجز الخطة بدقة شديدة ..هل فهمت
هتف جوهر بانفعال :
ولكن ذلك خطر كبير على حياتك ..
كما أنك قائدنا ..فلتختار أحد آخر لإصطحابها
قال الذئب بخشونة : نفذ الأوامر
التفت جوهر باستسلام لتنفيذ الأمر
لكنه توقف عندما سمع الذئب يقول : جوهر ..
التفت اليه فقال الذئب بتأكيد : أنت القائد من الآن
صرخ جوهر بدهشه عارمه : لا ..مستحيل أنا...!!!
قاطعه الذئب قائلا بثقه : أعتمد عليك
ابتلع جوهر ريقه بصمت وعجب
ولم يدرى ما يقول
وصلت كاترين الى السيارة
التى جلس الذئب خلف عجلة قيادتها
وقال لها باقتضاب : اركبى
فسألته بدهشه : الى أين؟
قال ووجهه الى الطريق : سآخذك لأقرب منطقة
فيها ممثلى اللجان الدولية والصليب الأحمر
هتفت كاترين باعتراض : ولكنى لم أتم مهمتى هنا بعد
زفر بضيق وقال بصوت أصابها بالرعب : اركبى
ركبت بسرعة وانطلق الذئب بالسيارة
وخلفه عيون المجاهدين
اقترب أحمد من جوهر وسأله :
لماذا لم يأمر أحد منا باعادتها؟
هل يخاف علينا الفتنه ؟
قال جوهر وعينيه على السيارة
التى ابتعدت بمسافه كبيرة:
أظنه يخشى أن يتحدث أحد منا معها
فتستطيع استدراجه للبوح بأسرار محظورة
تنهد أحمد بحراره وقال :
وهل تظنه يستطيع أن يصمد أمامها؟
جوهر بتهكم :
هل اختل عقلك؟؟
ألا تعلم من هذا؟ انه الذئب..
كل ما أرجوه هو ألا يفقدها عقلها
حتى تصل سالمة الى القريه
التفت خلفه ينظر الى الجبل وزفر بقوة قائلا :
هيا فلدينا عمل يجب أن ننجزه
.
.
.
secret girl
12-2-2010, 05:06 PM
أبو رويم
أهلا بك أخي
نورت الموضوع
القصة باقي علي نهايتها 4 فصول..
ولكنها فصول طويلة نوعا ما
يعني إن شاء الله
تنتهي في نهاية هذا الأسبوع
أتمني ألا أكون أثقلت عليكم
شكـــرااا لمرورك
في أمان الله ورعايته
secret girl
12-2-2010, 06:00 PM
لم ينطق الذئب بكلمه واحده منذ أن انطلقا بالسيارة
وأخذت كاترين تتطلع اليه من حين لآخر
تنتظر أن يسألها أو حتى ينظر اليها
لكنه لم يفعل...
فقالت :
أظنك تتساءل لماذا لم أخاف منكم
برغم ما يشيعه الروس عنكم
من أنكم ارهابيين متوحشين آكلي لحوم البشر ..
وانكم تتلذذون بتعذيب وارهاب الآخرين؟
انتظرت أن يرد ... لكنه لم يلتفت حتى اليها
فقالت تستحثه : أنت تتعجب..تتعجب أليس كذلك؟
تجاوزت صمته وقالت وكأنه رد عليها :
لأن من عادتى
أن أقرأ كل ما كتب عن أى موضوع أريد أن أكتب عنه
وأشد ما أثار عجبى ما كتبه عنكم "سولجنستين" وكذلك ما كتبه المؤرخ الأوروبي "روبرت كونكوست"
في كتاب "قتلة الأمم"
ألا تريد أن تعرف ما قاله عنكم؟؟
أكملت عندما لم يرد :
كتب "لقد كانوا أسودا ذوي شهامة عسكرية
تجلت في معاملتهم للأسرى والجرحى من الأعداء
ولا غرو في ذلك،
فقد كان القادة هم العلماء
الذين يقاتلون دفاعا عن أرضهم ودينهم
حتى آخر جندي وآخر سيف"
أليس غريبا أن يكون هذا هو رأى أعداءكم فيكم..؟
لهذا سعيت لمقابلتكم دون خوف..
كنت أريد أن أتأكد من مدى صدق هذه العبارة
صمتت قليلا لتفسح له المجال ليتكلم ..
لكنه لم يفعل ..زفرت بغيظ وقالت :
الجو هادئ تماما على عكس ما كنت أتوقع
استفزها بشده صمته الغريب ...
فنظرت اليه بدقه برغم الظلام
الذى لم يخفف منه سوى ضوء القمر وانعكاس مصابيح السياره القوية
فوقعت عيناها على شئ يلمع فى يده,
دققت النظر فوجدته خاتم زواج فى بنصره الأيسر
فسألته بدهشه :
متزوج؟ !!..عجبا رغم أن سنك صغير..
أتساءل من هى المرأه
التى تستطيع أن تتحمل حياة كتلك التى تحياها ؟
لم تستطع أن ترى ارتعاشة عضلات وجهه
التى توارت خلف لثامه الأسود ..
لكن صمته أصابها بالغيظ الشديد فقالت بضيق:
لا أفهم كيف يمكن لإمرأه طبيعيه أن تقبل بالزواج
من رجل مثلك
لديه كل هذه القدره على الصمت؟
غمرته أمواج من الحزن من جديد,
كان رأسه يجيش بالذكريات
ويملأ أذنيه صوت ضحكات قادمه من بعيد
وهى تقترب وتقترب ويعقبها صوت جميل حبيب اليه
أشعل الحنين فى قلبه وهو يهتف بحب:
أنت كما أنت لن تتغير أبدا...
منذ أول يوم فى زواجنا وأنت تسألنى نفس السؤال
عمر بحب : وحتى الآن لم تجيبينى ...
أخبرينى بصدق ..
كيف لفتاة مثلك أن تقبل بالزواج ممن هو مثلى ؟
ابتسمت وهى تملأ عينيها بملامح وجهه :
ربما أرى فيك ما لا يستطيع الآخرون رؤيته
عمر ساخرا : اذن فهل أصبح كل الناس من العميان؟
ضحكت وقالت : لا يا حبيبى
ولكنهم لا يملكون قلبى ولا عينى ليروك بها
تنهد بعمق وقال بشرود :
كم كان خالى رجلا عظيما - رحمه الله- ..
كان يعطى بلا حدود ..
منحنى أغلى ما لديه وأخشى ألا أكون جديرا به
اتسعت ابتسامتها قائلة : رأى فيك ما رأيته أنا
تنهدت بحراره وهى تكمل :
ولكن بداخلك طفل عنيد ..يخشى أن يصدق الحقيقه
أتعلم أنك تشبهه كثيرا,
أقصد فى طريقة التفكير والتصرفات
يبدو أن الفترة التى قضيتها بصحبته
جعلتك تتوحد معه وتأخذ منه أشياء كثيرة
عمر بحب : وأكثر ما أخذت منه هو حبه الكبير لك
أيها القائد ..هل تسمعنى؟
أفاق من شروده على صراخ كاترين المغتاظ
فالتفت اليها بدهشه قالت بغيظ شديد :
كنت قد بدأت أظن أنك فقدت السمع كما فقدت الكلام
فمنذ أن انطلقنا بالسياره من ساعه ونصف
وانت لم تفتح فمك أبدا..
لاأدرى من أين لك بكل هذه القدرة الجبارة على الصمت
عقد حاجبيه و أنصت بإهتمام كبير
أوقف السياره فجأه فارتج جسدها بعنف وهتفت :
ماذا حدث؟
قال بتوتر : لقد رصدوا السياره ..انزلى بسرعه
نزلت من السياره وانطلقت تجرى خلفه بسرعه كبيره
عندما وصل الى مسامعها صوت هدير طائرة مروحيه
وتساءلت فى نفسها ...
كيف استطاع أن يلاحظ صوت المروحيه من هذا البعد؟
ظلا يجريان حتى وصلا الى منطقه جبليه
واختبئا خلف الصخور
نظر الذئب من مكمنه
فوجد ضوء المروحيه القوى مسلط على السياره
ثم أخذت المروحيه تجول فى المنطقه بكشافاتها القويه
بحثا عمن كانوا فى السياره
بدأ الذئب ينظر حوله يبحث عن مكان أكثر أمنا
ثم قال لكاترين : اتبعينى
سارت خلفه بهدوء منحنية الرأس
وهى تخشى أن يعلو صوت دقات قلبها المرتعب
ويصل الى مطارديهما...
حتى وصلا الى ممر ضيق فى الجبل
فسألته كاترين بخوف :
ماذا سيفعلون بنا ان وجدونا؟
قال بثقه : ان شاء الله لن يجدونا
قالت بقلق : لماذا يطاردوننا؟
وكيف علموا بموقع السيارة
قال بهدوء غريب وبصوت يشع بالفخر والثقة :
لا يطاردوننا نحن,
لاشك أن جوهر نجح فى مهمته,
وأثار كل الكلاب المسعورة,
فخرجت تبحث عن أى فريسة
تنفث فيها نيران انتقامها وغلها
قالت برعب : أتمنى ألا نكون نحن الفريسة
وجهت المروحيه بحثها الى الناحيه الأخرى من الطريق
حيث ترك السياره على الجانب الآخر للطريق
وانطلق يجرى فى الإتجاه العكسى كنوع من التمويه
وبعد أن قامت بعدة حركات دائرية,
ابتعدت لتبحث فى مكان آخر
وعندما اطمئن لإبتعادها,
خرج من مكانه وبدأ بعبور الممر مسرعا
ولكن بحذر وكاترين خلفه
حتى وصلا بعد مدة طويلة الى الجانب الآخر من الجبل
ألقت كاترين بجسدها المنهك على الأرض
تستريح من عناء عبور الممر الغير ممهد والملئ بالصخور
وقالت وهى تلهث بعد أن ابتعدا عن المروحية :
والآن ..ماذا سنفعل؟
قال باقتضاب : سنمشى
هتفت بدهشه : ماذا؟ نمشى؟؟
أكاد أموت تعبا
كانت عيناه تجولان فى المكان وهو يقول :
المكان هنا غير آمن, وقد يعودون من جديد ..
لابد أن نرحل فورا
مدت يدها اليه
وكأنما تطلب منه دون كلام مساعدتها على النهوض
ولكنه تجاهل يدها
واستدار ومضى فى طريقه بصمت
وكاترين خلفه تترنح من التعب وتكاد تنفجر غيظا من تصرفاته.
بدأ الفجر يغشى الليل معلنا مولد يوم جديد,
عندما ارتمت كاترين على الأرض لتلتقط أنفاسها
من فرط السير على أرض جبلية غير ممهدة..
وعندما رفعت عينيها اليه,
غمرتها الدهشة عندما رأته يوليها ظهره
ويعيش مع صلاته
زفرت بقوة,
وهزت برأسها فى عجب وهى تتساءل فى نفسها :
أى قوة يمتلك هذا الرجل؟
وأى سكينة تهبط عليه فى تلك اللحظات الحرجه, وتجعله يصلى بكل هذا الخشوع
برغم الخطر المحدق بنا؟
أنهى صلاته, وعاد يسير فى طريقه,
ونهضت باستسلام صامت تتبعه
بعد أن أدركت أن أى اعتراض تبديه ليس له جدوى
أمام شخصيته القوية الآمرة
سارا لمدة طويلة, حتى صعدا الى جبل قصير
ثم بدءا فى النزول من الجانب الآخر مع أول خيوط الشمس,
ألقت بعينيها أسفل الجبل وتنهدت
وهى تقول بسعاده كبيرة :
أخيرا, قرية هناك..
سنأكل ونرتاح
قال بهدوء وهو ينظر نحو القرية البعيدة :
لا تتعلقى بالأمل كثيرا حتى لا تصابى بصدمة
التفتت اليه بحده وسألته : ماذا تقصد؟ لم أفهم كلامك
قال باقتضاب : ستفهمين عندما نصل الى هناك
وعندما وصلا الى هناك
أدركت الصدمة التى كان يتحدث عنها..
بل عايشتها بكل مشاعرها
كان الدمار الذى لحق بالقريه مروعا بحق ...
سارت داخل القرية تتأمل البيوت المهدمة
والمحال والسيارات المحطمة
وهى فى غاية الذهول حتى أتاها صوته الغاضب :
هكذا هم فى حروبنا معهم عندما يهاجمون الشيشان
فى كل مرة يستخدمون فى تقدمهم سياسة الأرض المحروقة
فلا يتركوا أخضرا ولا يابس ..
حتى المناطق التى أخليناها ..
لم يتقدموا فيها حتى أحرقوها تماما
بكل ما أوتوا من قوة تحسبا وخوفا من عودتنا
قالت كاترين بألم وهى تنظر حولها وتتأمل الدمار بذهول :
مستحيل ..انهم وحوش ..قتلة ..
يجب أن يحاكموا أمام العالم كمجرمى حرب,
تلك القرية الامنة ,
ما ذنب سكانها من المدنيين الأبرياء؟
زفر عمر زفرة حارقة من قلبه المشتعل :
يرون الشعب الشيشاني كله شعباً إرهابياً
حتى الطفل الصغير ،
ولذا فهم لا يفرقون بين المجاهدين وبين المدنيين
من الشيوخ والنساء والأطفال ،
فقذائف الطائرات والصواريخ بعيدة المدى
تستهدف المدنيين حتى تجليهم عن أرضهم،
وقد حصل من جراء هذا القصف
مذابح مروعة للمدنيين راح ضحيتها الكثير
من الشيوخ والنساء والأطفال
ماذا ستفعلين لو رأيت بعينيك المذابح المروعة
التى تبكي لها العيون وتتفطر لها القلوب .
دفن ألمه بين ضلوعه وقال يتعجلها :
هيا لا وقت لدينا,
علينا أن نغادر بسرعه
لم تستمع اليه وأخرجت الكاميرا من حقيبتها
وبدأت تلتقط صورا كثيره
لمناظر الدمار الرهيب الذى حل بالقرية
تركها الذئب تلتقط ما تريده من صور
ولم يعترض بل أخذ يدور فى المكان ليتأكد أنه آمن
توقفت كاترين طويلا أمام احد البيوت المحترقه
وأخذت تتأمل أحد جدرانه المهدمة,
والتى كتب عليه بخط كبير
(مرحبا بكم فى الجحيم)
كتبت هذه العبارات بالفعل على جدران المنازل
فى جروزنى أثناء الحرب"
تساءلت كاترين بدهشه :
كيف تحمل المدنيين كل تلك الأهوال والمآسى؟
رد عليها دون أن يلتفت وظهر الحزن عميقا فى صوته :
من أجل هذا غادر المجاهدون الى الجبال
قالت والدموع فى عينيها وصوتها يكاد يختنق من البكاء :
ولكن لم يفعلون ذلك؟
لم يرد عليها ..
كان عقله فى مكان آخر
وروحه تحلق بعيدا هناك....
|[ گريستال ]|
13-2-2010, 12:28 AM
تشابكت الأمور ولم افهم شيئا
هل الذئب هو الذي ذهب مع كاترينا هو نفسه عمر ؟؟؟
وهل تزوج عمر من زهرة ؟؟؟
وكيف عاد وأين ذهب حتى يعود ؟؟؟
سأعود لقراءة الأجزاء الأخيرة مرة أخرى ان شاء الله افهمها ...
شكرا لك أختي
القلب الصافي
13-2-2010, 12:50 AM
http://i30.tinypic.com/oiztwh.gif
^!^الاخ{شمس الاسلام}...
هذا اسلوب الدمج كما اسميه ...
حيث يدمج الكاتب اكثر من حدث في مشهد واحد...
يعني ان عدت الى القصة لوجدت ان...
1/الذئب المذكور في البداية هو{عمر}
وهذا يدل على ان الكاتبة تطرقت الى المستقبل....
2/تجد مقطع كاثرين يحمل فكرتان حيث يتذكر{عمر}ما مضى
بينما كانت{كاثرين}برفقته في السيارة....
3/تطرقت الكاتبة فيما بعد لوصف مشهد قديم قبل المشاهد الحاليه....
4/اما اين ذهب ومن اين عاد ففي هذه الحالة عليك
الربط بين مشهد تذكره{لزهره}وبين مشهد عودته اليها...
^!^بصراحة احس اني انا اللي قاعده اشبك الخيوط زياده^!^...
بس حاولت ان اوضح الفكرة و اتمنى ان اكون قد افدتك...
واعتذر لصاحبة الموضوع عن الاختراق الامني الذي قمت به^!^...
تحياتي...
http://dc129.4shared.com/img/219208056/bf49154f/36341_imgcache.gif?sizeM=3
|[ گريستال ]|
13-2-2010, 02:04 PM
http://i30.tinypic.com/oiztwh.gif
^!^الاخ{شمس الاسلام}...
هذا اسلوب الدمج كما اسميه ...
حيث يدمج الكاتب اكثر من حدث في مشهد واحد...
يعني ان عدت الى القصة لوجدت ان...
1/الذئب المذكور في البداية هو{عمر}
وهذا يدل على ان الكاتبة تطرقت الى المستقبل....
2/تجد مقطع كاثرين يحمل فكرتان حيث يتذكر{عمر}ما مضى
بينما كانت{كاثرين}برفقته في السيارة....
3/تطرقت الكاتبة فيما بعد لوصف مشهد قديم قبل المشاهد الحاليه....
4/اما اين ذهب ومن اين عاد ففي هذه الحالة عليك
الربط بين مشهد تذكره{لزهره}وبين مشهد عودته اليها...
^!^بصراحة احس اني انا اللي قاعده اشبك الخيوط زياده^!^...
بس حاولت ان اوضح الفكرة و اتمنى ان اكون قد افدتك...
واعتذر لصاحبة الموضوع عن الاختراق الامني الذي قمت به^!^...
تحياتي...
http://dc129.4shared.com/img/219208056/bf49154f/36341_imgcache.gif?sizeM=3
شكرا أختي على التوضيح
وأنا عارف انه صار زي الدمج في القصة ونقلة للمستقبل وربط قصة الصحفية وتذكره لزهرة لكن لم افهمها من اول مرة قرأتها وبعد قراءة ردك قرأت الاجزاء الأخيرة 3 مرات والحمد لله توني فهمتها بقي ان ننتظر الجزء القادم لنرى ماذا سيحصل
شكرا لك أختي مرة أخرى وآسف على تعبك في الشرح
الأختراق الأمني ^_^
secret girl
13-2-2010, 08:38 PM
عمر ..أرى فى عينيك خوف وقلق
ابتسم عمر وقال :
كيف أستطيع أن أخفى عنك شيئا؟
لديك كاشف للأسرار أعجز تماما عن خداعه
زهره بحنان : هيا . اعترف ..ماذا يقلقك الآن؟
اختفت ابتسامته وقال بأسف :
أصدرت القياده أوامرها لنا بالإنسحاب من العاصمه وتركها للروس,
لم يعد أهل البلاد المدنيين بقادرين على تحمل هذا الجحيم
لقد صبروا معنا طوال اشهر, فقدوا فيها كل شئ,
وبقوا صامدين تحت الحصار فى أقسى ظروف
يمكن أن يعيشها انسان,
والآن, علينا الخروج حتى لا تفنى جروزنى...
تنهد بأسى وهو يقول :
لأشد ما يؤلمنى هو أننى سأضطر لتركك هنا
أنت وأمك وأخويك وطفلتنا
والرحيل مع المجاهدين
ابتسمت محاوله التخفيف عنه
وقالت محاوله تغيير مجرى الحديث :
مازلت مصرا أنها طفله وليس طفل !!
تعود لعمر ابتسامته وهو يقول :
طفله أو طفل ..المهم أن يشبهك
زهره باصرار : ولكنى أريد ولدا يشبهك أنت
ينتفض عمر بطريقه طفوليه ويهتف :
يفتح الله ..هارجع فى البيعه
مش كفايه واحد منى فى العيلة؟
ضحكت زهره بشده وقالت :
لم تنسى أبدا اللهجه المصريه ..
مازال يجرى فى دمائك حبك لمصر !
ابتسم بحنين كبير وظهر فى وجهه عاطفه جياشه
وهو يقول :
وكيف أنسى أجمل سنوات عمرى ..
ملاعب الطفوله والصبا ومراتع الفتوه ..
أمى فتحية وأبويا بسيونى,
قهوة عم جاد .. القلعه ..
مسجد السلطان حسن ..بوابة المتولى..
الكره الشراب والطيارات الورق
وهي مالية السما زى النجوم,
وشمس الأصيل ونسيم العصارى ونهر النيل
وريحة الورد البلدى ..
بحر اسكندريه وهواه
أغمض عينيه واستنشق الهواء بقوة
وكأنما يستشعر طعم الهواء فى خياله وقال :
كيف أنسى الدفء بلا حدود؟
ابتسمت زهره وقالت :
لقد أحببت مصر دون أن أراها ..
تصفها كأجمل ما تكون.. حقا أثرت شوقى لرؤياها
التفت اليها وقال بسعاده : حقا؟
هزت رأسها بالموافقه فأكمل بحماس :
أعدك عندما أعود .. ويخرج الروس من الشيشان .. سأعمل كل جهدى لنزور مصر معا ..اتفقنا؟
هزت رأسها موافقه بسعاده,
فجأة فقد ابتسامته وشرد بعيدا وقال :
هذا ان عدت
هتفت بقوه :ستعود إن شاء الله ...أعلم أنك ستعود
فيجب أن يعود الذئب مهما طال الزمن وقست الظروف
عدت لشرودك من جديد
ألا تسمعنى اخاطبك؟
أدار عمر رأسه ببطء تجاه كاترين
التى أصابتها الدهشة من منظر عينيه الحزينتين الخاويتين
وكأنما ينظر الى الماضى لا اليها
قالت بتعاطف كبير: كان الأمر بشعا..أليس كذلك؟
أكملت بأسف دون انتظار رده :
وجروزنى هى دائما الأكثر معاناة
عجز عمر عن اخفاء الألم الممزوج بالغضب فى صوته
وهو يقول :
شهور تحت القصف الرهيب والحصار الحديدي
ثلاثة آلاف بالأسلحة الخفيفة, أكبرها الهاون 120مم،
وقليل من القذائف التي نغنمها من الروس
مقابل
مائة ألف جندي أو يزيد
تدعمهم المدفعية والطائرات
جرّب الروس فيها كل الأسلحة المحرمة دوليا,
القديمة والجديدة.. الكيماوية منها والعنقودية والفراغية
دمرواالمدينة تماماً تقريباً وحتى الطرقات
لدرجة أنهم عندما دخلوها لم تستطع الدبابات أن تمر فيها..
تنهد بمرارة كبيرة وقال :
هل شاهدت يوما قنابل فراغية 9 طن ؟
انها تقسم المبنى عشرة طوابق إلى قسمين
حتى الملجأ السفلي،
قتل الكثير والكثير من المجاهدين
والسكان العزل تحت الهدم ،
ورغم هذا كان تقدم الروس في المدينة بطيئاً جداً
كل يوم وبعد معارك عنيفة فى مائة متر فقط ،
يسوون البيوت بالأرض فيتراجع المجاهدون إلى المربع التالي
بعد خسائر فادحة في الروس
حتى المستشفيات التى تحت الأرض قصفها الروس بشدة
وقلّت المؤن والذخيرة ولم يبق في المدينة مدينة ،
حتى أن الروس عندما دخلوها بعد خروجنا
لم يجدوا فيها مبنىً سليماً
فقرروا أن يجعلوا مدينة "جود رميس" العاصمة المؤقتة ،
كاترين بتفهم :
ولهذا انسحبتم متسللين خارج العاصمة
التفت اليها بحدة وقال بغضب :
لم نتسلل ابدا,
أهذا هو ما يسوقه اعلامهم وترمى اليه صحافتهم؟
لقد اجتمع القادة وتشاورا
وقرروا الخروج من جروزني بكامل أسلحتهم
في اتجاه ممر"يرمولوفكا" المعروف والمحاط بالروس
وتقدم القادة في البداية يفتحون الطريق بأنفسهم
وقد قتل وجرح معظمهم لكثرة الألغام والقصف المباشر
ولم ينج منهم إلا قليل
واستمرت القافلة إلى أن وصلت إلى الجبال الجنوبية
ورغم الجراح والمعاناة
لم يجرؤ الروس على المواجهة المباشرة
كاترين بتأثر شديد : وماذا عن المدنيين؟
ماذا فعل بهم الروس عندما دخلوا المدينة ؟
http://img19.imageshack.us/img19/9486/134001130277737sk6.gif
عندما ترك عمر جروزنى
لم يكن يتوقع ابدا أنه سيعود اليها بهذه السرعه
وبهذه الطريقة وقبل أن يخرج الروس منها
علم المجاهدون أن القوات الروسيه التى احتلت جروزنى
قد اشترت بعض الخونه والعملاء
وأغرتهم بالمال للإبلاغ عن أى معلومات
عن المجاهدين وأهليهم وأماكن بيوتهم
عندها جن جنونه وقرر العودة الى جروزنى ليلا
ليرى زهره مهما كان الثمن ومهما كانت المجازفه
وبرغم اعتراض القاده جميعا
الا أن أحد منهم لم يستطع الوقوف أمام اصراره الرهيب على العوده
ليطمئن على زوجته فسمحوا له مضطرين بالعوده الى جروزنى
ومعه اثنين من المجاهدين لمساعدته على التسلل ليلا الى هناك
وبالفعل استطاع عمر التسلل الى جروزنى
والوصول الى بيته الذى تهدم نصفه تقريبا..
دخل الى البيت دون أن يشعر به أحد
فوجد البيت مظلم تماما
أخذ يدور فى أنحاء البيت بهدوء
حتى وصل الى حجرة المعيشه ..وهناك
وجد زهره تجلس فى مكانها المفضل بجوار المكتبه الكبيره
وهى تقرأ القرآن فى ضوء شمعه بجوارها
وبقية الحجره غارقه فى الظلام
أجفلت زهره متعوذه
عندما فوجئت بشبح أسود يقف فى الظلام ..
لكنها عرفته بسرعه
وقالت بدهشه وهى تحتضنه بحب وشوق:
عمر !!
كيف أتيت الى هنا,
يجب أن ترحل عن جروزنى فأنت فى خطر محقق
خلع عمر لثامه الأسود عن وجهه
وقال بلهفه وهو يتمسك بها بقوة
وكأنما يخشى أن تبتعد عنه :
لا يهمنى أى شئ..لقد أتيت من أجلك ....زهره ..
يجب أن ترحلى عن هنا
فهناك خونه فى جروزنى يرشدون الروس
الى بيوت المجاهدين فى مقابل المال ..
يجب أن ترحلى قبل أن يخبروا الروس عنكى
زهره : لا يمكننى الرحيل ..
أنت تعلم أننى طبيبه والمستشفى بحاجه الى,
لدينا نقص فظيع فى الأطباء وأعداد الجرحى كبير,
لا يمكننى الرحيل
قال باصرار :اسمعينى ..
لو أبلغوا عنكى فستفقد المستشفى طبيبه أخرى الى الأبد,
لا يمكنك أن.......
ابعدت رأسها عن كتفه لتنظر الى عينيه
وتتأمل ملامحه على ضوء الشمعة وهى تهتف بأسى :
أنت لم تر ماوصل اليه الحال فى المستشفى
اننا نجرى العمليات الجراحية
على ضوء المصابيح اليدوية ولمبات الغاز,
والجرحى المساكين يقاسون البرد الشديد
بالإضافة لآلامهم وجراحاتهم بعد انقطاع الغاز بسبب الحرب ،
الطعام غيرموجود حتى للأطباء والعاملين في المستشفى
وان وجد فهو لا يكفي لتغذية المريض ،
فالجرحى يتكفلون شراءه من خارج المستشفى
بالإضافة لشراء الدواء..
كيف اشرح لك؟
النقص فظيع فى الدواء والأدوات الجراحية
من غياب القفازات الجراحية التي يستخدمها الجراح في عمله،
وعدم وجود الشاش الذي لا يمكن إجراء أي عملية
أو حتى ضماد بسيط بدونه ،
المريض الذي يريد أن يغير ضماد جرحه
يأتى حاملاً معه الضماد والمطهر والدواء
عمر..لا يمكننى المغادرة ابدا..
فهم بحاجة ماسة الىّ
الوضع في المستشفيات أشبه بصراع بين طرفين
أولهما صواريخ الروس وقنابلهم ،
وثانيهما الطعام والدواء والكادر الطبي المحدود .
وإذا استمر هذا العدوان الوحشي
وبقيت حالة العجز في المستشفيات
فإن الشعب بأكمله معرض للإبادة الجماعية لا محالة
تأمل عمر وجهها بحب وفخر كبير وهمس قائلا :
لهذا بقيت في المستشفي اكثر من ستين يوما
ليل نهار مع الجرحى تحت القصف
بالقنابل الفراغية والعميقة التي تزلزل الأسس
وحتى عندما نقل مكان المستشفي ثلاث مرات
لم تتخلفى عنه ابدا
أقدر تماما كل ما تفعلينه يا حبيبتى
ولكن الأمر مختلف تماما هذه المرة, فحيـ.....
لم يتم عمر الكلمة,
فجأة صمت تماما وعقد حاجبيه بشدة
وأصغى سمعه باهتمام ثم التفت اليها بحده
وأمسك ذراعيها وقال بجزع :
انهم قادمون
انهم قادمون .أسمع صوت آلياتهم
أنصتت باهتمام وظهر فى وجهها الخوف
وتشبثت به وهى تقول :
انهم يقتربون, عمر ..
يجب أن ترحل فورا قبل أن يجدوك
ألقى عمر نظرة من النافذة..
وعبر الظلام ومن خلف الستائر المسدلة,
شاهد العربات المدرعة وهى تسير آمنة ببطء مستفز وكأنهم فى نزهة,
التفت اليها وقال بقلق :
توقفوا هنا
تشبث بسلاحه بقوة وأسند ظهره للجدار بجوار الباب
وبيده الأخرى أمسك بيد زهره وتشابكت أصابعهما بقوة
وبدأ الرعب يدب فى قلبه ..
وبرغم البرودة الشديدة وانقطاع الكهرباء وتعطل أجهزة التكييف
بدأت حبات العرق تتراص على جبينه
وبدأت صورة قديمة مرعبة تقتحم عقله ...
صورة لم يراها بعينيه لكنه رآها بخياله
صورة أمه وأبيه واخوته
الذين ذبحوا فى بيتهم بيد الإحتلال...
ولم يستطع أن يمنع الخوف عن قلبه
عندما سمع وقع أقدام الجنود الروس يقترب بسرعة ..
وضغط يد زهرة فى قوه ونظر فى عينيها
وكأنه يستمد منهما الأمان وتسارعت دقات قلبه
وصوت أقدام الجنود يقترب ويقترب
.
.
.
secret girl
13-2-2010, 09:12 PM
شمس الإسلام
أسفة أخي ..
ولكن الخطأ مني
فلقد أخطأت وأنا أنقل القصة
وتركت جزأ دون أن أنقله
ولكن تم التعديل بالأعلي
أسفة مرة أخري
شكـــرااا لمرورك
في أمان الله
القلب الصافي
شكــراا للتوضيح
جزاك الله خيرا
حفظك الله
|[ گريستال ]|
13-2-2010, 10:39 PM
مو مشكلة أختي الآن صارت واضحة جدا جدا رغم اني ربطتها من أول ربط عجيب وغريب ^^ واقنعت نفسي انه القصة كما ربطتها لكن طلع تخميني وربط الأجزاء عندي خطأ :(
ننتظر الجزء القادم وان شاء الله يكون كما اتوقع
secret girl
13-2-2010, 11:45 PM
(16)
احذرى ......
صرخ الذئب وهو يدفع كاترين بقوه
فسقطت على الأرض بعنف وهى تصرخ من الألم
نهضت ببطء متأوهه وهى تنظر اليه بغضب
وتصرخ قائله :لماذا فعلت ذلك؟
أشار الى الأرض وهو يقول : قذائف فقاس
نظرت حيث يشير وقالت بدهشه :
ماذا؟ ....لم أفهم
قال بهدوء :
فقاس ألغام بشرية مضادة للأفراد
وهى كثيرة الشظايا وصغيرة بحيث لا تلاحظ بسهوله ...
يلغمون بها طريق القرى
لتنفجر فى طريق المهاجرين
الذين سيمرون من على هذا الطريق
تأملت القذيفة بدهشة وخوف
وابتلعت ريقها ثم نظرت اليه قائله بامتنان :
كدت أموت ...لقد أنقذت حياتى
قال بلامبالاة:
هذا فى أسوأ الظروف ..
ولكن فى الغالب كنت ستفقدين ساقا أو يدا ..
انهم يتقنون صنعها بحيث لا تقتل مباشرة
فهم يريدون جعل موتنا بطيئا
نظرت اليه بذهول ...
لكنه تركها تكمل عملها وأخذ يدور فى أرجاء القرية
انشغلت كاترين بالتقاط الصور
وأخذها الحماس الشديد وحبها لعملها,
لكنها استفاقت فجأة لتجد نفسها وحيدة فى المكان,
أخذت تتلفت حولها باحثة عن الذئب,
لكنها لم تجده
بدأ الخوف يزحف بقوة الى قلبها,
لكنها تماسكت وأخذت تبحث عنه فى المناطق القريبة
وهى تنادى :
أيها القائد.. أين أنت؟
هل انتهيت؟
أجفلت بشدة وهى تلتفت الى مصدر الصوت,
رأته وهو يخرج من بيت قريب ويقترب منها
أخذت تلهث وعلامات الخوف تتبدل فى ملامحها الى الغضب
وهى تهتف : الى أين ذهبت؟
قال بطريقته المباشرة المختصرة..
والتى بدأت فى التأقلم معها :
كنت أبحث عن سيارة
تأملته مليا بدهشة,
كان قد بدل ملابسه العسكرية بأخرى مدنية
وأخذ يبحث فى أرجاء المكان عن سيارة
تبعته بصمت وقد بدأ الهدوء يعود اليها..
وغمرتها الطمأنينة عوضا عن الحنق الشديد
من طريقته الجافة فى التعامل معها
استطاع أخيرا العثور على سيارة سليمة
فى احدى الجراجات لمنزل تهدم أغلبه
سألته كاترين بدهشه:
سياره سليمه وسط كل هذا الدمار ؟ !!
علق قائلا بسخرية :
يبدوا أنهم كانوا متعجلين فلم ينجزوا عملهم بدقه
نجح الذئب فى جعل السيارة تدور بمهارة
بدون المفاتيح (التى أضناهما البحث عنها)
عن طريق سلكى التشغيل فى مقدمة السيارة
قالت كاترين وهى تبتسم : أنت ماهر فى ذلك
قال بسخريه : فعلتها مرات عديده فيما مضى
انطلق بالسيارة مغادرا القرية التى أصبحت خرابا
وفى الطريق أفصحت له عن السؤال الذى يدور فى رأسها :
لم بدلت ملابسك العسكرية؟
رد مباشرة : علينا أن نكون أكثر حرصا فى تحركاتنا, فلا يمكن أن نتوقع ما الذى يمكن ان نقابله فى طريقنا
قالت بخبث وابتسامة ماكرة تنبت على شفتيها :
أتخشى الروس؟
قال بجدية : أخشى ألا يصل حملى الثقيل الى منطقة آمنة
أشاحت بوجهها بعيدا بغضب
وهى تشعر باستياء شديد لتلك الصفة التى أطلقها عليها
زفرت بضيق شديد, وقالت بسخرية :
أعلم الآن لم يسميكم الروس
[ الشعب الذي لا يرهب الموت ]
مرت فترة طويلة من الصمت
والسيارة تقطع الأرض فى طريقها,
حتى قالت كاترين أخيرا :
أتعلم لم كنت أبحث عنكم؟
عاد لصمته من جديد فقالت بخيبة أمل :
لا تريد أن تعرف ,
ولكنى سأخبرك على الرغم من ذلك ....
كنت أريد أن أعرف
لماذا تقومون بتفجيرات وعمليات ارهابيه
داخل المدن الروسيه؟
أدارت وجهها للطريق من جديد وتنهدت بضيق
وهى تعلم أنها لن تتلقى اجابه , وقالت بيأس:
عدت لصمتك من جديد...
فوجئت بصوته يصل الى أذنها وهو يقول :
وهل تصدقينى ان تكلمت؟
التفتت اليه بدهشه
وقررت الا تضيع الفرصه وتجعله يتكلم فقالت له :
لو لم أكن مستعده لأن أصدقك ما كنت سألتك
قال : التفجيرات التى حدثت فى المدن الروسيه
وخاصة للمدنيين ليس لنا يد فيها...
فنحن لا نضرب الا قواعد عسكريه
صمتت كاترين ولم ترد فقال :
كنت أعلم أنك لن تصدقينى
قالت بصدق : على العكس, أنا أصدقك أكثر مما تتوقع..
لقد حصلت على معلومات مؤكده
تنفى أن لكم يدا فى تلك التفجيرات
ومن مصدر لا يخضع لأى شك ...
من ضابط روسى فى فرقة (قرؤوا)
عقد حاجبيه بشدة ونظر اليها مندهشا
لكنها أكملت بجديه :
لقد أخبرنى بلسانه أن هذه التفجيرات
تم تنفيذها من قبل مجموعة خاصة من ( f.s.p)
(المخابرات الروسية)
ومجموعة من فرقة قرؤوا
بإيعاذ من رئيس الوزراء لتغيير الرأى العام الروسى
ليكون ضد شعب الشيشان ..
وحتى يكون لديهم المبرر الكافى
لخوض تلك الحرب واحتلال الشيشان
وكذلك ليرتفع اسم رئيس الوزراء عاليا فى صفوف شعبه
هل هذا هو ماكنت ستخبرنى به؟
نظر اليها بدهشة ثم سألها فجأه :
كيف استطعت أن تنتزعى منه كل تلك المعلومات
التى تعتبر أسرارا عسكريه شديدة السرية
قالت بغرور وهى سعيدة أنها استطاعت جذبه للحديث : كل صحفى وله طرقه الخاصة
تغير وجهه ومط شفتيه
ثم أدار وجهه للطريق وعاد لصمته
لم تعجبها النظرة التى رماها بها
فقالت بانفعال وكأنما تحاول الدفاع عن نفسها :
لقد اعترف بكل ذلك وهو تحت تأثير الخمر ..
وبعد أن أخذت منه كل المعلومات التى اريدها
تركته مسجى على الأرض
بعد تناوله جرعة كبيرة من الدواء المنوم
الذى أحمله دائما فى حقيبتى ..
وغادرت المعسكر
سألته مرة أخرى :
أخبرنى ..كيف تحصلون على الأسلحه ..
رغم أنكم تعتبرون دولة فقيرة؟
رد مباشرة : أغلبها أسلحه روسيه
نغنمها من معاركنا التى ننتصر فيها
سألته بدهشه : وهل تنتصرون؟
أردفت بسرعه : عفوا.. لكن مصادر الأخبار تقول ..
قاطعها قائلا : من مصلحة الروس
أن يهونوا من شأن انتصاراتنا ويخفوا خسائرهم
حتى لا يثور الشعب ضدهم
أردف بلهجة تمتلئ بالسخرية :
يظن الرئيس الروسى أنه اللاعب الوحيد
الذي بإمكانه أن يصرع المجاهدين الشيشان ,
وأن يكسر أنف الشعب الشيشانى,
فبكل قسوة وعنفوان لاعب الجودو
عمل على قمع الشعب الشيشاني,
ونفذ بحقه حملته البشعة لـ"التطهير العرقي"
حتى قتل من الشعب الصغير
الذي يجاوز المليون بقليل أكثر من مائة وخمسين ألفا
وشرد وهجر ما بين 200 و500 ألف مسلم شيشاني
بحسب المصادر القوقازية الرسمية وغير الرسمية
(أي نحو نصف عدد سكان الجمهورية على حد قول بعض المصادرالإنسانية)
أكثر من نصف الشعب لا يجدون مأوى لهم ,
ويعانون من قلة الطعام وأحوال الطقس الشديدة
وندرة الرعاية الصحية..
ومع كل هذا الدمار,
ظن أن الأمور تسير دوما لصالحه
لكن الرياح لم تأت بما يشتهيه البحار الروسي ,
فالذى حدث خلال الأشهر القليلة الماضية
أن كثرة رماح الروس لم تستطع أن تحن جباهنا,
لاشك أن بعض أخبارالعمليات الفدائية الضخمة
التى قمنا بها خلال الأشهر القليلة الماضية قد وصلتكم,
على الرغم من أن الحكومة الروسية تعمد دائما الى اخفاء أرقام خسائرها الحقيقية
قالت باسمة :
لا أعتقد أن الروس بامكانهم اخفاء
كل تلك الأعداد من القتلى من جنودهم,
خاصة عندما يصل الأمر الى أرقام ذات صفرين وثلاثة
حسب إحصاءات جمعية أمهات الجنود الروس
والمصادر الرسمية الروسية
قال ساخرا :
ولكنهم لا يزالون يعتبرون أن هذا ثمن بخس
لتطويع الجمهورية المسلمة الأبية الغنية بالنفط
عقدت حاجبيها قائلة :
قد يطول الأمر لسنوات حتى تستطيعوا اقناعهم
بعكس ذلك
قال بثقة : نحن أيضا لسنا متعجلين..
إن طريق الإستقلال لايزال طويلا
وهذا ما كان يدركه تماما الرئيس الشيشاني الراحل
جوهر دوداييف عندما قال :
"إن المعركة الحالية مع روسيا ستستمر50 سنة
على الأقل لتحقيق الاستقلال الكامل"
ورغم كل مكابرتها
فلقد بدأت روسيا طريق الاندحار في الشيشان
وهي في النهاية ستذعن,
فسخونة معارك الصيف القادم
ستذيب جليد الثلج الروسي
كان صوته العميق يحمل الكثير
وهو يقول بثقة لا حدود لها :
على العالم ان يدرك -وروسيا من قبلهم-
أن القضية الشيشانية
لا يمكن للروس "حلها"عسكريا مهما فعلوا
secret girl
13-2-2010, 11:51 PM
(16)
احذرى ......
صرخ الذئب وهو يدفع كاترين بقوه
فسقطت على الأرض بعنف وهى تصرخ من الألم
نهضت ببطء متأوهه وهى تنظر اليه بغضب
وتصرخ قائله :لماذا فعلت ذلك؟
أشار الى الأرض وهو يقول : قذائف فقاس
نظرت حيث يشير وقالت بدهشه :
ماذا؟ ....لم أفهم
قال بهدوء :
فقاس ألغام بشرية مضادة للأفراد
وهى كثيرة الشظايا وصغيرة بحيث لا تلاحظ بسهوله ...
يلغمون بها طريق القرى
لتنفجر فى طريق المهاجرين
الذين سيمرون من على هذا الطريق
تأملت القذيفة بدهشة وخوف
وابتلعت ريقها ثم نظرت اليه قائله بامتنان :
كدت أموت ...لقد أنقذت حياتى
قال بلامبالاة:
هذا فى أسوأ الظروف ..
ولكن فى الغالب كنت ستفقدين ساقا أو يدا ..
انهم يتقنون صنعها بحيث لا تقتل مباشرة
فهم يريدون جعل موتنا بطيئا
نظرت اليه بذهول ...
لكنه تركها تكمل عملها وأخذ يدور فى أرجاء القرية
انشغلت كاترين بالتقاط الصور
وأخذها الحماس الشديد وحبها لعملها,
لكنها استفاقت فجأة لتجد نفسها وحيدة فى المكان,
أخذت تتلفت حولها باحثة عن الذئب,
لكنها لم تجده
بدأ الخوف يزحف بقوة الى قلبها,
لكنها تماسكت وأخذت تبحث عنه فى المناطق القريبة
وهى تنادى :
أيها القائد.. أين أنت؟
هل انتهيت؟
أجفلت بشدة وهى تلتفت الى مصدر الصوت,
رأته وهو يخرج من بيت قريب ويقترب منها
أخذت تلهث وعلامات الخوف تتبدل فى ملامحها الى الغضب
وهى تهتف : الى أين ذهبت؟
قال بطريقته المباشرة المختصرة..
والتى بدأت فى التأقلم معها :
كنت أبحث عن سيارة
تأملته مليا بدهشة,
كان قد بدل ملابسه العسكرية بأخرى مدنية
وأخذ يبحث فى أرجاء المكان عن سيارة
تبعته بصمت وقد بدأ الهدوء يعود اليها..
وغمرتها الطمأنينة عوضا عن الحنق الشديد
من طريقته الجافة فى التعامل معها
استطاع أخيرا العثور على سيارة سليمة
فى احدى الجراجات لمنزل تهدم أغلبه
سألته كاترين بدهشه:
سياره سليمه وسط كل هذا الدمار ؟ !!
علق قائلا بسخرية :
يبدوا أنهم كانوا متعجلين فلم ينجزوا عملهم بدقه
نجح الذئب فى جعل السيارة تدور بمهارة
بدون المفاتيح (التى أضناهما البحث عنها)
عن طريق سلكى التشغيل فى مقدمة السيارة
قالت كاترين وهى تبتسم : أنت ماهر فى ذلك
قال بسخريه : فعلتها مرات عديده فيما مضى
انطلق بالسيارة مغادرا القرية التى أصبحت خرابا
وفى الطريق أفصحت له عن السؤال الذى يدور فى رأسها :
لم بدلت ملابسك العسكرية؟
رد مباشرة : علينا أن نكون أكثر حرصا فى تحركاتنا, فلا يمكن أن نتوقع ما الذى يمكن ان نقابله فى طريقنا
قالت بخبث وابتسامة ماكرة تنبت على شفتيها :
أتخشى الروس؟
قال بجدية : أخشى ألا يصل حملى الثقيل الى منطقة آمنة
أشاحت بوجهها بعيدا بغضب
وهى تشعر باستياء شديد لتلك الصفة التى أطلقها عليها
زفرت بضيق شديد, وقالت بسخرية :
أعلم الآن لم يسميكم الروس
[ الشعب الذي لا يرهب الموت ]
مرت فترة طويلة من الصمت
والسيارة تقطع الأرض فى طريقها,
حتى قالت كاترين أخيرا :
أتعلم لم كنت أبحث عنكم؟
عاد لصمته من جديد فقالت بخيبة أمل :
لا تريد أن تعرف ,
ولكنى سأخبرك على الرغم من ذلك ....
كنت أريد أن أعرف
لماذا تقومون بتفجيرات وعمليات ارهابيه
داخل المدن الروسيه؟
أدارت وجهها للطريق من جديد وتنهدت بضيق
وهى تعلم أنها لن تتلقى اجابه , وقالت بيأس:
عدت لصمتك من جديد...
فوجئت بصوته يصل الى أذنها وهو يقول :
وهل تصدقينى ان تكلمت؟
التفتت اليه بدهشه
وقررت الا تضيع الفرصه وتجعله يتكلم فقالت له :
لو لم أكن مستعده لأن أصدقك ما كنت سألتك
قال : التفجيرات التى حدثت فى المدن الروسيه
وخاصة للمدنيين ليس لنا يد فيها...
فنحن لا نضرب الا قواعد عسكريه
صمتت كاترين ولم ترد فقال :
كنت أعلم أنك لن تصدقينى
قالت بصدق : على العكس, أنا أصدقك أكثر مما تتوقع..
لقد حصلت على معلومات مؤكده
تنفى أن لكم يدا فى تلك التفجيرات
ومن مصدر لا يخضع لأى شك ...
من ضابط روسى فى فرقة (قرؤوا)
عقد حاجبيه بشدة ونظر اليها مندهشا
لكنها أكملت بجديه :
لقد أخبرنى بلسانه أن هذه التفجيرات
تم تنفيذها من قبل مجموعة خاصة من ( f.s.p)
(المخابرات الروسية)
ومجموعة من فرقة قرؤوا
بإيعاذ من رئيس الوزراء لتغيير الرأى العام الروسى
ليكون ضد شعب الشيشان ..
وحتى يكون لديهم المبرر الكافى
لخوض تلك الحرب واحتلال الشيشان
وكذلك ليرتفع اسم رئيس الوزراء عاليا فى صفوف شعبه
هل هذا هو ماكنت ستخبرنى به؟
نظر اليها بدهشة ثم سألها فجأه :
كيف استطعت أن تنتزعى منه كل تلك المعلومات
التى تعتبر أسرارا عسكريه شديدة السرية
قالت بغرور وهى سعيدة أنها استطاعت جذبه للحديث : كل صحفى وله طرقه الخاصة
تغير وجهه ومط شفتيه
ثم أدار وجهه للطريق وعاد لصمته
لم تعجبها النظرة التى رماها بها
فقالت بانفعال وكأنما تحاول الدفاع عن نفسها :
لقد اعترف بكل ذلك وهو تحت تأثير الخمر ..
وبعد أن أخذت منه كل المعلومات التى اريدها
تركته مسجى على الأرض
بعد تناوله جرعة كبيرة من الدواء المنوم
الذى أحمله دائما فى حقيبتى ..
وغادرت المعسكر
سألته مرة أخرى :
أخبرنى ..كيف تحصلون على الأسلحه ..
رغم أنكم تعتبرون دولة فقيرة؟
رد مباشرة : أغلبها أسلحه روسيه
نغنمها من معاركنا التى ننتصر فيها
سألته بدهشه : وهل تنتصرون؟
أردفت بسرعه : عفوا.. لكن مصادر الأخبار تقول ..
قاطعها قائلا : من مصلحة الروس
أن يهونوا من شأن انتصاراتنا ويخفوا خسائرهم
حتى لا يثور الشعب ضدهم
أردف بلهجة تمتلئ بالسخرية :
يظن الرئيس الروسى أنه اللاعب الوحيد
الذي بإمكانه أن يصرع المجاهدين الشيشان ,
وأن يكسر أنف الشعب الشيشانى,
فبكل قسوة وعنفوان لاعب الجودو
عمل على قمع الشعب الشيشاني,
ونفذ بحقه حملته البشعة لـ"التطهير العرقي"
حتى قتل من الشعب الصغير
الذي يجاوز المليون بقليل أكثر من مائة وخمسين ألفا
وشرد وهجر ما بين 200 و500 ألف مسلم شيشاني
بحسب المصادر القوقازية الرسمية وغير الرسمية
(أي نحو نصف عدد سكان الجمهورية على حد قول بعض المصادرالإنسانية)
أكثر من نصف الشعب لا يجدون مأوى لهم ,
ويعانون من قلة الطعام وأحوال الطقس الشديدة
وندرة الرعاية الصحية..
ومع كل هذا الدمار,
ظن أن الأمور تسير دوما لصالحه
لكن الرياح لم تأت بما يشتهيه البحار الروسي ,
فالذى حدث خلال الأشهر القليلة الماضية
أن كثرة رماح الروس لم تستطع أن تحن جباهنا,
لاشك أن بعض أخبارالعمليات الفدائية الضخمة
التى قمنا بها خلال الأشهر القليلة الماضية قد وصلتكم,
على الرغم من أن الحكومة الروسية تعمد دائما الى اخفاء أرقام خسائرها الحقيقية
قالت باسمة :
لا أعتقد أن الروس بامكانهم اخفاء
كل تلك الأعداد من القتلى من جنودهم,
خاصة عندما يصل الأمر الى أرقام ذات صفرين وثلاثة
حسب إحصاءات جمعية أمهات الجنود الروس
والمصادر الرسمية الروسية
قال ساخرا :
ولكنهم لا يزالون يعتبرون أن هذا ثمن بخس
لتطويع الجمهورية المسلمة الأبية الغنية بالنفط
عقدت حاجبيها قائلة :
قد يطول الأمر لسنوات حتى تستطيعوا اقناعهم
بعكس ذلك
قال بثقة : نحن أيضا لسنا متعجلين..
إن طريق الإستقلال لايزال طويلا
وهذا ما كان يدركه تماما الرئيس الشيشاني الراحل
جوهر دوداييف عندما قال :
"إن المعركة الحالية مع روسيا ستستمر50 سنة
على الأقل لتحقيق الاستقلال الكامل"
ورغم كل مكابرتها
فلقد بدأت روسيا طريق الاندحار في الشيشان
وهي في النهاية ستذعن,
فسخونة معارك الصيف القادم
ستذيب جليد الثلج الروسي
كان صوته العميق يحمل الكثير
وهو يقول بثقة لا حدود لها :
على العالم ان يدرك -وروسيا من قبلهم-
أن القضية الشيشانية
لا يمكن للروس "حلها"عسكريا مهما فعلوا
secret girl
14-2-2010, 12:03 AM
تنفس عمر الصعداء
عندما عبر الجنود من أمام باب البيت ولم يتوقفوا ..
بل استمروا فى سيرهم
وعندما ابتعدت أصواتهم خارت قواه
وانزلق جسده الى الأرض وظهره للجدار ..
أسند رأسه الى الجدار وأغلق عينيه وهو يلهث بقوه
وجلست زهره الى جواره
وهى لاتزال ممسكة بيده وبيدها الأخرى
مسحت حبات العرق التى تناثرت فوق جبينه
وهى تقول بحنان :
عمر ..هل أنت بخير الآن؟
أخذ نفس عميق ...وهز رأسه موافقا
و قال بعد تردد :
نعم ..ولكن عليك أن تغادرى جروزنى الليلة
هتفت باعتراض : ولكن...
قاطعها بانفعال : ألا تدركين الخطر المحدق بك؟
انهم يبحثون عنى كالكلاب المسعورة..
وأنا...أنا...
صمت قليلا وأدار وجهه بعيدا عنها
حتى لا ترى الضعف فى عينيه
قالت بصوت بالغ الحنان :
عمر..ما بك؟
قال بعد تردد :
..أخشى ..أخشى..
أن يحترق قلبى وأفقد زهرة فؤادى ..
قد أتحمل كل عذابات الحياه
لكنى لن أستطيع أن أتحمل أبدا أن تذبل زهرة روحى ..
نظر فى عينيها من جديد
محاولا أن يستمد منهما القوه
فقالت بعد تفكير :
عمر.. ان احترقت زهرة ,
فجبال بلادنا تنبت أجمل واندر الزهور
قال بحنين : ولكن قلبى لا يسع سوى زهرة واحده
ابتسمت بحب :
وستظل تحيا فى قلبك ترتوى من حبك لهذه الأرض
أكملت فى شجاعه :
لا تقلق علىّ ..سيصبح كل شئ بخير ان شاء الله
قال برجاء :
زهره, يجب أن تغادرى جروزنى من أجلى,
لن أتحمل أن أكون هناك
وقلبى يتمزق من القلق عليكى فى كل دقيقة
عدينى أنك سترحلى مع قوافل المهاجرين
أنت وأمك وأخوتك...
ولا تنسى أنك على وشك وضع طفلنا الأول
تنهدت باستسلام ثم قالت وهى تبتسم بحب :
ماذا أقول ...لا أستطيع أن أخالف أمر زوجى,
سأغادر غدا مع قوافل المهاجرين
ابتسم ابتسامة كبيرة وهو ينظر الى بطنها المتكور
الذى يحمل طفلهما الأول ووضع كفه عليها وقال :
وانت أيها الولد الشقى ..كن رجل البيت ,
ولترعى أمك فى غيابى..هل تفهم؟
كن ولدا مطيعا
خفتت ابتسامته وتنهد بقوه وهو يقول :
لن يطول الأمر ,
سأعمل على أن نعود الى بيتنا سريعا
اشتعلت عينيه ببريق غاضب شديد الشراسه :
لن ندعهم يهنئون فيها...سنخرجهم منها صاغرين
.
.
secret girl
14-2-2010, 06:54 AM
انتفض الذئب مستفيقا من ذكرياته
عندما لمع ضوء سريع قوى على وجهه
ونظر الى كاترين فوجدها تبتسم والكاميرا على عينها
فقال بغضب :صورتى ليست للنشر
أنزلت الكاميرا ببطء وهى تبتسم وتقول :
أعلم..اطمئن فهذه الصورة ليست للنشر...
فقط أحببت أن أحتفظ بصورة لذئب أنقذ حياتى
نظر الى الطريق بصمت, وشاركته صمته..
حتى بدأ يهدئ من سرعة السيارة تدريجيا
التفتت اليه
فوجدته قد عقد حاجبيه بقلق وهو ينظر بعيدا
قالت حينما انتقل اليها قلقه : ماذا حدث؟
قال مباشرة : هذا ما كان ينقصنا, حاجز تفتيش
لم يجد الذئب مناصا من التقدم..
فتقدم بالسيارة نحو حاجز التفتيش المقام على الطريق
أخذت كاترين تتأمل المشهد والقلق يزداد بداخلها
طابور طويل من السيارات يتوقف أمام حاجز التفتيش
الذى يقف عنده مجموعة من قوات الأمن الروسية
وتقوم بتفتيش السيارات
وتفحص أوراق وهويات العابرين على الطريق
انضم الذئب قسرا الى طابور السيارات,
ولم يلبث أن اقترب منه أحد الجنود
وطلب منه مغادرة السيارة هو ورفيقته,
كما فعل مع جميع السيارات
غادرا السيارة باستسلام والقلق ينهشهما
واقتربت كاترين منه وسارت بجواره وكأنما تحتمى به,
وشعر هو بخوفها
فقال بهمس وهو يسير بخطوات متمهلة :
اطمئنى, سأتحدث اليهم..
أعلم تماما مايريدونه
فكرت كاترين قليلا
ثم قالت عندما اعطتها شجاعته الكثير من الطمأنينة :
دعنى أحاول معهم, لا تنسى اننى صحفية ولى طرقى الخاصة
قال بسخرية ضايقتها : منوم أيضا؟
رفعت احدى حاجبيها بضيق وقالت :
لدى اشياء أخرى أكثر فاعلية..
قالت وهى تتقدم :
انتظر هنا فقد يرتابون بأمرك...
سأذهب أنا اليهم
اجاب بصرامة وهو يضغط حروف كلماته مؤكدا :
خلفك تماما
استجمعت كاترين شجاعتها
وابتسمت وهى تتحدث الى جنود قوات الأمن الروسية
لكنها فجأة شعرت بالخوف..
كانت ردود أفعالهم غير متوقعة ابدا بالنسبة لها
فقد ظهر فى وجوههم القلق والإرتياب,
وبات واضحا لها عدم راحتهم
لتواجد اثنين من الصحفيين فى ذلك المكان
وعبثا حاولت كاترين اقناعهم بالسماح لهما بالعبور
للحاق ببقية الصحفيين
وارتعد قلبها رعبا
عندما أمرها أحد الجنود ان تتنحى جانبا
لحين التأكد من هويتهما وصدق روايتهما
واستسلمت كاترين وتبعت الذئب الذى انتحى جانبا
وسار يفكر فى موقفهما الدقيق وهى بجواره
حتى انضما الى مجموعة العابرين
الذين غادروا سياراتهم بأمر من الأمن
جلس الذئب يراقب الموقف بهدوء
وجلست كاترين بجواره
والخوف يكاد ان ينتزع قلبها من مكانه
برغم محاولاتها المستميته لترسم على وجهها تعبيرا طبيعيا
قالت بصوت هامس : ماذا سنفعل الآن ؟
قال بثقة شديدة : اطمئنى...
حفنة من المال ستسوى الأمر على نحو جيد
أذهلها هدوءه الشديد فى ذلك الموقف الصعب
وأخذت تنظر اليه نظرات تمتلئ بالإعجاب,
ولكنه لم يلاحظ نظراتها
فقد كانت عيناه مشغولتان بمراقبة المكان
وعقله يحسب حسابات الموقف الراهن بسرعة
تنهدت باحباط عندما ادركت انه لا يعيرها ادنى اهتمام
برغم حرصه الشديد على حياتها
أدارت وجهها تتأمل فيمن حولها
كان المكان يمتلئ باعداد كبيرة من الشيشانيين
ينتظرون الجنود ان يفرجوا عنهم وعن اوراقهم,
وبسرعه أخرجت الكاميرا من حقيبتها
وبدأت تلتقط الصور
لكنها توقفت فجأة
عندما هتف أحد الجنود وهو يقترب منها بسرعة :
ممنوع التصوير... ممنوع التصوير
أراد أخذ الكاميرا منها
لكن الذئب تدخل ووعده بعدم التصوير,
ولم يتركها الا عندما أقنعه
بأن أخذ الكاميرا قد يفسر على انه اعتداء على حرية الصحافة
وقد يسئ لسمعة روسيا بأكملها
دست كاترين الكاميرا فى حقيبتها
وهى تكاد تنفجر غيظا,
وشغلت نفسها بتأمل ما حولها والتحدث الى الناس
وتكوين صورة متكاملة عن الوضع فى تلك البلاد وأحوالها
جذب عينيها طفل صغير فى حوالى السادسة
يجلس بالقرب منها
وبجواره رجل كهل يبدو عليه الضجر الشديد..
اقتربت كاترين من الصغير
وبدأت تداعبه بحنان وتمسح على شعره,
ثم أخذت تحادث الرجل الكهل حديث طويل..
كانت فرصة لا يمكن ان تضيعها كصحفية
للإقتراب من هؤلاء البشر ومعايشة واقعهم على الطبيعة
ومعرفة المزيد عن مأساتهم عن قرب
نظر الذئب قليلا اليها وهى منهمكة فى الحديث مع الرجل,
وتداعب الطفل بحنو...
ثم ادار وجهه واخذ يتفحص وجوه البشر من حوله
والتى يحكى كل منها دون كلام
قصة مأساه يحياها كل يوم
من قلة الغذاء وتدنى الخدمات الى انعدام الأمن..
فجأة علا فى المكان صوت سيدة تتحدث بحدة وغضب,
التفت الي الصوت ليجد سيدة شيشانية
تقف امام جنديين ومشتبكة معهما فى مشادة حادة
تأمل السيدة التى توليه ظهرها,
وقفزت الى رأسه صورة زهرة
فقد كانت السيدة تشبهها كثيرا من الخلف
وهى ترتدى حجابها
بدأت الدماء تغلى فى عروقه وتتصاعد الى رأسه
عندما رأى الجنديين يتعمدان مضايقة السيدة
والتحرش بها
انتفض قائما من مكانه
وتقدم من السيده وصورة زهرة لاتفارق قلبه,
وقف أمام الجنديين مباشرة
وحال بجسده بينهما وبين السيدة,
وأخذ يتحدث اليهما بهدوء بصوت لم يصل الى كاترين
التى وقفت تراقبه من بعيد بخوف وقلق
ازداد خوفها
وهى ترى الجنديين يدفعانه فى صدره
ولكنه لم يمد اليهما يدا,
بل عاد يتحدث اليهما من جديد بهدوء..
لكن احد الجنديين اقترب من السيدة
وبدأ يضايقها من جديد
وحاول الذئب ابعاده عنها بالحسنى بلا جدوى
وتفجر الموقف فجأة نيرانا ملتهبة
مع صرخات مستنجدة أطلقتها السيدة
عندما نزع الجندى حجابها من فوق رأسها بعنف وبصورة مفاجأة..
ووجدت كاترين الذئب يهجم على الجندى بغضب هادر
ويكيل له اللكمات العنيفة
تراجعت عدة خطوات للوراء برعب
وجسدها كله يرتجف
عندما أخرج الجندى الثانى سلاحه
وصوبه نحو الذئب المشغول بعراكه مع الجندى الأول
وفجأة اندفع الكهل الذى يصاحب الطفل الصغير يجرى بسرعة,
ودفع الجندى الممسك بالسلاح فى صدره,
مما جعل الرصاصة تخطئ طريقها الى ظهر الذئب
وتطيش فى الهواء
وازداد الموقف اشتعالا
عندما انضم عدة رجال آخرين الى الذئب والكهل
فى معركتهما مع الجنديين
واتى بقية الجنود يطلقون أسلحتهم بغزارة
وفجأة تشبثت كاترين بالطفل الصغير الواقف بجوارها,
واحتضنته بقوة.. وأصابها ذعر شديد
لم تكن تدرى لحظتها
هل تحاول أن تحمى الطفل أم تحتمى به؟
وجد الذئب نفسه فى قلب النيران
هو ورفاقه المدنيين الذين انضموا اليه برغبتهم
وتساقط قتلى من المدنيين الشيشانيين..
وتفجرت الساحة بالدماء
مما دفع الذئب ان يرفع كفيه فوق رأسه
ويصرخ بأعلى صوته :
لا تطلقوا النار...نحن نستسلم
أدرك الذئب بخبرته فى التعامل مع الروس
أنهم لن يتوقفوا
الا عندما يصير المكان حماما من الدماء,
كان يخشى على النساء والأطفال المتواجدين فى المكان
وبرغم ان الرجال الذين انضموا اليه دون ترتيب
لم يكونوا يعرفونه,
الا أنهم توقفوا على الفور عن القتال
وكأنهم تلقوا ذلك الأمر من قائد لهم
وتوقفت أيضا النيران الروسية
بعد أن خلفت عددا من القتلى...
واقتادوا المجموعة الباقية المتمردة
تحت تهديد السلاح
الى بيت قريب كانوا قد أخلوا سكانه قسرا
ليتخذوه مقرا لهم
وسار الذئب بين طابور الأسرى مستسلما
ويده فوق رأسه...وعيناه تدوران فى المكان
بحثا عن كاترين
ظلت كاترين ترتجف وهى تحتضن الصغير بقوة
وبدأ الجنود فى صرف الناس حتى لا يحدث تمرد آخر
وبمجرد أن رآها أشار اليها برأسه اشارة
تعنى أن تذهب بالسيارة وتتركه لمصيره
وانصرف البشر وقلوبهم تتميز من الحقد والغضب,
وجوارحهم المكبلة تتمنى الإنتقام
بدأت كاترين بالتحرك
وهى تبحث عن الكهل الذى يصحب الصغير,
ولكنها كادت تخر على وجهها رعبا
عندما وجدته بين الجثث المفترشة الطريق,
وفى أثناء ارتدادها للخلف... كادت تتعثر بجثة اخرى..
جثة المرأة التى بسببها قامت تلك المذبحة
احتضنت الطفل باشفاق كبير
وادارت وجهه الى كتفها حتى لا يرى ذلك المشهد الرهيب,
ودموعها تتفجر بغزارة
واستسلم الصغير لها وأسند رأسه الى كتفها,
لكن لدهشتها لم يبكى,
لم يبكى أبدا
.
.
secret girl
14-2-2010, 07:07 AM
بدأت الشرطة الشيشانية تتوافد الى المكان..
وكاترين تتراجع
وهى تحمل الصغير المتعلق بعنقها
انتفضت فزعا عندما اصطدمت بأحد الأشخاص..
والتفتت بحدة لتجده أحد رجال الشرطة الشيشانية
حاول ان يهدئ من روعها,
وسألها عما حدث..
فقصت عليه كل شئ
وأخبرته ان صديقها معتقل هناك فى ذلك المنزل..
طمئنها الشرطى
ووعدها بانه سيحاول اخراجه من هناك..
ثم طلب منها طلبا غريبا..
طلب منها ان تقود السيارة
وتنتظره على الطريق بعد مائتى متر
لا تدرى كاترين كيف عادت الى السيارة ومعها الصغير
ولا كيف قادتها وجسدها يرتجف من الرعب..
والأعجب انها لم تدرى
كيف وثقت بذلك الشرطى وأطاعته
وانتظرت فى السيارة فى المكان الذى حدده لها..
ربما لأنها لم تكن تمتلك اى حل بديل..
أو ربما لأن الرعب قد شل تفكيرها...
جلست فى السيارة تنظر للصغير
الذى استكان تماما فى المقعد المجاور لها
وأدار وجهه الى النافذة ينظر الى السماء
تنهدت كاترين باشفاق كبير لهذا الصغير الوحيد.. وتساءلت فى نفسها :
لماذا لا تبكى؟
هل تكرر ذلك المشهد كثيرا أمام عينيك
حتى لم يعد يثير فيك مشاعر الفزع؟
هل جفت دموعك من كثرة المعاناة والألم؟
اسندت رأسها الى المقعد باستسلام
وتنهدت بقوة وهى تسترجع صورة الذئب
والجنود يقتادونه مع الأسرى..
وبدأت تشعر بألم كبير فى قلبها
وهى تتذكر كيف كان حريصا عليها..
وكيف أنقذ حياتها..
وهى الآن عاجزة تماما عن تقديم أى معونة له...
تمتمت بأسى :ترى ماذا يفعلون بك الآن؟ ..
أغمضت عينيها وأردفت بحزن
وهى تتذكر ملامح وجهه :
هل سنلتقى ثانية؟
طال الوقت عليها وهى جالسة فى السيارة تنتظر...
تنتظر ماذا؟
لاتدرى..
secret girl
16-2-2010, 03:32 AM
(17)
انتفضت فجأة بفزع شديد
عندما فتح باب السيارة المجاور لها...
ثم انقلب الفزع الى دهشة عارمة
عندما وجدت الذئب أمامها
انتقلت الى المقعد المجاور بسرعة..
مفسحة له كرسى السائق,
وتلقت الصغير على ساقيها وهى تتأمل الذئب
وهو ينطلق بالسيارة بصمت وبسرعة كبيرة..
وهى لا تكاد تصدق ما يحدث
كيف نجا من الأسر؟
شغل هذا السؤال تفكيرها تماما
وهى تتأمل ملامحه الجامدة
ووجهه الذى لم يلتفت اليها ابدا منذ ان انطلق بالسيارة
هتفت اخيرا بعد ان تمالكت اعصابها :
كيف...كيف هربت؟
قال باقتضاب زاد من حيرتها وفضولها :
تلقيت بعض المساعدة
ضاقت عيناها بشدة وقالت متسائلة :
الشرطى الشيشانى..أليس كذلك؟
هز رأسه موافقا دون ان يتكلم..
مما زاد من فضولها وغيظها من صمته
فهتفت بغيظ : ألن تخبرنى بالتفاصيل؟
قال بصرامة : التفاصيل ليست ذات أهمية..
لقد ساعدنى على الهرب وكفى
المهم الآن أننا مطاردون..
وعلينا الوصول لمكان آمن قبل أن يصلوا الينا
استشاطت كاترين غيظا من أسلوبه الكتوم
وعدم بوحه بتفاصيل هروبه
والتى تتحرق فضولا لتعرفها...
ولكنها أدركت من سابق تعاملها معه
أنه ليس هناك قوة فى الأرض تجبره على الكلام
مالم يكن راغبا بذلك
فآثرت الصمت على مجادلة عقيمة معه
وأدارت وجهها الى النافذة المجاورة لها
وهى تزفر بضيق شديد
لكن الذئب التفت اليها متسائلا : من هذا؟
نظرت اليه بدهشة وقالت ساخرة :
لاحظته أخيرا !
انه الطفل الذى كان بصحبة الكهل ...
الذى انضم اليك عند حاجز التفتيش
امتلئت عيناه بالأسف الشديد
وهو يتأمل الطفل الذى استكان تماما بين ذراعى كاترين
وبادله الصغير نظرات طويلة لم يستطع أن يتحملها..
فأدار وجهه الى الطريق بصمت
أكملت كاترين بلهجة غلب عليها الأسى :
تعلق بعنقى..وعجزت عن تركه هناك وحيدا
بعد أن فقد مرافقه
تعجبت كاترين كثيرا عندما نظر اليها الذئب
ولأول مرة نظرة طويلة
وحارت تماما فى تفسير تلك النظرة
هل هى اعجاب.. أم امتنان لما فعلته
مع أحد اطفال بنى قومه
أدار وجهه الى الطريق من جديد بصمت
قالت بعد أن عاد اليها الهدوء :
علينا أن نعيده لأهله
قال باقتضاب : وهل تعرفينهم؟
قالت : أخبرنى الرجل الكهل أنهم فى المستشفى الجنوبى
الغريب أنه هو ايضا لا يعرف أهله..
لقد تولى مسؤلية اعادة الطفل لأهلة
بعد أن اعتقلوا أمه فى جروزنى
عقد الذئب حاجبيه ولاح فى وجهه الألم..
ثم عاد من جديد يتأمل ملامح الصغير
ولانت عضلات وجهه بالحنان
ابتسمت كاترين قائلة :
لم يرفع عينيه عنك منذ رآك..
ترى .. هل وجودك يشعره بالأمان؟
أم أنه ينظر اليك كمثل أعلى يتمنى أن يصبح مثله؟
أردف بلهجة حزينة :
أو ربما كمجرم
سلبه الأمل الوحيد المتبقى لديه ليعود الى أهله
قالت كاترين بتعاطف : على العكس..
لو كان هذا هو مايدور بذهنه لرفض البقاء معنا..
لقد كنت أراقبه جيدا..
كان منجذبا اليك
من قبل أن تبدأ تلك الأحداث الرهيبة عند الحاجز...
قالت بتعجب :
مازلت لا أفهم...
كيف ألقيت بنفسك فى ذلك الموقف الرهيب؟
لقد نجوت بأعجوبة....
أتزج بنفسك الى الهلاك من أجل امرأة لا تعرفها؟
قال بجدية : وماذا لو كانت تلك المرأة هى انت..
أما كنت تتمنين أن يسعى اى انسان لإنقاذك؟
تفجرت نظرات الأعجاب الغامر من عينيها
وارتسمت ابتسامة عاطفية على شفتيها
وهى تقول بصوت يمتلئ بالعاطفة :
أتمنى من كل قلبى لو كان هذا الإنسان ......هو أنت,
تنهدت بيأس
عندما تجاهل الذئب مشاعرها الممتلئة بالإعجاب
ولم يلتفت حتى اليها
بل بقى صامتا وعيناه مشغولتان بالطريق..
قالت بعد صمت ولازالت الصدمة تؤثر فيها :
لازلت عاجزة عن استيعاب ماحدث..
لقد حدث الأمر بسرعة كبيرة وبشكل دموى
يفوق حد التصور
لم يكن الأمر يستدعى كل هذا العنف
قال الذئب باقتضاب : (Up Mopping)
كاترين بدهشة : ماذا قلت؟
كرر الذئب :
((Up Mopping الكنس أو المسح"
وباللغة الروسية (zakhistki ).
كاترين باهتمام : وماذا يعنى ذلك؟
الذئب : (الكنس, أو المسح)
هى الخطة التى وضعها الكرملين
ووزارة الدفاع للتعامل مع الشيشان
وتقضي هذه الخطة
بقيام قوات الأمن الروسية بتمشيط ومسح القرى
والبلديات التي تمثِّل أماكن يشتبه بأن بها مقاتلين
والقضاء عليهم في أماكنهم..
فلا وقت لديهم للاعتقالات....
ثم تقام حواجز تفتيش
يتم من خلالها اعتقال كل من يحاول الخروج..
وإدخاله ما يعرف بمعسكرات الفرز..
أو(filtration camps )
والتي تحولت بدورها إلى معسكرات تصفية..
يتم من خلالها القضاء على من يشتبه في انتمائه للمقاتلين..
وإطلاق سراح من تبقى
وذلك بالطبع مقابل رشوة مالية تدفع للجنود والضباط
عقدت كاترين حاجبيها وقالت بدهشة عظيمة :
أذكر أن منظمة العفو الدولية
أصدرت تقرير موجز قالت فيه
(إنها عثرت على نمط جديد من انتهاكات حقوق الإنسان
في منطقة شمال القوقاز،
فبعض الأشخاص يُعتقلون بصورة تعسفية
ويُحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي،
وهناك يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة
لإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يقترفوها...
وبمجرد توقيعهم على "اعتراف"،
يُنقلون إلى مكان احتجاز آخر،
حيث يُسمح لهم بالاتصال بذويهم وبمحامين من اختيارهم،
إلا إن الاعتراف يبدو "دليلاً" كافياً لضمان إدانتهم.)
شردت كاترين بعيدا
ودار فى رأسها شريط طويل من الذكريات
وهى تسترجع كل ما رأته
وكل مامر بها منذ أن دخلت أرض الشيشان
وقالت ببطء :
هل كان هذا هو مصيرك المحتوم
لو لم يتدخل ذلك الشرطى لإنقاذك؟
أجابها صمته بأكثر مما كانت تريد
أسندت رأسها الى المقعد وأغمضت عينيها
وكأنما لا تصدق :
الآن فقط فهمت,
إن "الحرب على الإرهاب" التي تشنها روسيا
ما هى الا ذريعة لتبرير الانتهاكات المنظمة لحقوق الإنسان فى الشيشان
تنهدت بعمق وهى ممتنة فى أعماقها
أنها نجت من ذلك المصير المظلم
قالت والدهشة لم تزايلها بعد :
تساءلت كثيرا عن السبب
الذى يضطر صحفية روسية كآنا بوليتكوفسكايا
أن تقول فى صحيفة "نوفايا جازيت"
"أن دور قوات الأمن في الشيشان يتميز بالفوضى واللاقانون,
لا يوجد أي قرار من أجل تنظيم عمل هذه القوات في الشيشان،
ويبدو أن القرار الوحيد الذي اتخذ
هو السماح لهذه القوات بفعل أي شيء"
secret girl
16-2-2010, 04:39 AM
قالت بعد صمت طويل :
أخبرنى ..لم يطلقون عليك الذئب ؟
قال بهدوء: لست وحدى الذئب .. كلنا ذئاب
قالت وهى تبتسم : أقصد لم اتخذتم الذئب شعار لكم؟
قال بعد صمت :
هناك أسطورة في ثقافتنا تقول :
أنّ عاصفة هوجاء تهبّ،
فيخاف منها الناس والحيوانات،
فتدمّر العاصفة كلّ شيء
حتى لا يجد الناس مكانًا يجتمعون فيه...
فالشجر قد اقتلع من جذوره،
والبيوت قد تهدّمت،
ويبقى ذئب وحيدا
يقف بشموخ على صخرة ناظرًا إلى العاصفة،
فيتشبث الذئب بمكانه دون حراك،
حتى عندما ينسلخ جلده
يبقى صامدًا لا يتحرّك ولا يصرخ عند الموت,
ويبقى محدقًا بعدوّه إلى أن يموت
وهذا هو حال الشيشانيّ...
فهو سيبقى على الجبل ينظر إلى الموت المحيط به
دون أن يخاف منه
لهذا يشبّه المقاتل الشيشانيّ نفسه بالذئب
ويعتدّ بصفاته التي يتميّز بها،
فجعله فى علم الشيشان شعارًا له
جالسًا على صخرة تحتضوء القمر وحيدًا,
للدلالة على عزلة الشعب الشيشانيّ من بقيّة الشعوب..
ان الذئب يستحيل ترويضه,
تماما كالشعب الشيشانى ...
وهو مخلص لشريكه،
ويساهم الذكر في تربية الجراء...
وهو الحيوان الوحيد
الذي يزداد شراسة مع التقدّم في العمر...
و يكون في قمّة شراسته عندما يجرح...
ولا يصرخ عند الموت,
ويبقى محدقًا بعدوّه حتى يموت...
صمت قليلا, ثم أردف بلهجة عميقة
اهتز له فؤادها :
هكذا الشيشانى
secret girl
16-2-2010, 07:31 AM
قالت بسرعه حتى لا يعود لصمته
وقد سرها كثيرا جذبه للحديث :
كيف احتلت القوات الروسيه الشيشان؟
طال صمته لكنها لم تيأس من أن تجعله يتكلم فقالت :
أريد أن أعرف الحقيقه
قال بهدوء: وبعد أن تعرفى الحقيقه؟
قالت بدهشه : أنشرها للعالم
قال بسخريه مريره : وهل سيغير هذا من الواقع ؟
عاد لصمته من جديد فقالت بدهشه :
الا يهمك أن يعرف العالم الحقيقه ..
أن يفهم قضيتكم ..أن يتدخل لحلها؟
قال : وهل تعتقدى أنهم لا يعرفون؟..
انهم يعرفون منذ زمن بعيد ..
منذ أول مرة اقتحم فيها الروس الشيشان
بعد استقلالها عام 1994
وأجبرناهم على الخروج من أرضنا أذلاء عام 1996
خرج الروس ومنهم من يبكي من مرارة الهزيمة
التي لحقت بهم على أيدي قلة من المجاهدين ،
وقد كان الخروج بعد المفاوضات التي جرت بين
الجنرال ليبد الممثل عن الحكومة الروسية
ووزير الدفاع الشيشاني ،
وقد صرح الجنرالات الروس للوفد الشيشاني :
أننا سوف نعود إلى الشيشان ولو بعد خمسين سنة ..
ولقد صدقوا.....وعادوا مرة, ومرات,
وكلما أخرجناهم, يعودوا من جديد
وفى كل مرة يكررون نفس السيناريو بحذافيره ..
يتحرشون بنا, ويعملون على اثارة الفتن والقلاقل
ويحاولوا اغتيال الزعماء وقادة الجهاد
ليحطموا معنوياتنا
ويزرعوا عناصر من استخباراتهم داخل المجاهدين
ويمارسوا علينا حصارا اقتصاديا شديدا بهدف تجويعنا ,
ويمنعونا من التعامل مع العالم الخارجى
وهكذا يمهدوا الطريق أمام التدخل العسكرى ..
بعدها يقوموا بعمل سلسله من التفجيرات
والعمليات الإرهابيه فى روسيا يتهمونا بها..
وهكذا يكون المبرر أمام شعبهم وجنودهم وأمام العالم
لغزونا موجود
قالت بدهشه : ولكن لماذا أنتم بالذات؟
قال بغضب : يريدون استغلالنا
والاستفادة من النفط الشيشاني،
ومن المناطق الزراعية والصناعية في الشيشان
كما أن الشعب الشيشانى من أبغض الشعوب إلى الروس،
كما تذكر الأساطير والروايات الروسية..
يحلمون بتكوين إمبراطورية روسية
على غرار أوروبا الموحدة
وهذه الإمبراطورية لا مكان للإسلام فيها
هتف بمرارة :
العالم كله يعرف
ويبارك المجازر والإنتهاكات الروسيه فى حقنا
فى الحرب السابقة والتى قبلها, والتى قبلها...
كم أعطونا من مواعيد لإيقاف الحرب
دون أن نرى تحركا حقيقيا على الساحه
مثل ما تحركت قوات الناتو خلال 48 ساعه فقط
واتخذت قرارات صارمه فى تيمور الشرقيه
منذ سنوات عديده .....
ولكن
نحن....مسلمون
قال الكلمه الأخيره بسخريه لاذعه شديدة المراره
همت أن تقول شئ ...
لكنه سبقها قائلا :
اقتربنا من القرية..
سنبيت ليلتنا هنا فى مكان آمن.. لدى عائلة شيشانية..
فلا شك أنكما متعبان وجائعان
قالت باسمة : وأنت أيضا, أم أنك لا تجوع؟
قالت عندما لم يرد عليها :
هل هذه العائلة هى احدى المساعدات
التى قدمها لك الشرطى الشيشانى؟
قال بهدوء :
الكثير من عناصر الشرطة الشيشانية
متعاطفون مع القضية ومع المجاهدين..
بل ان بعضهم سعى بنفسه للعمل فى الشرطة
فى محاولة منه لتسخير جهوده
فى مساعدة المجاهدين والتخذيل عنا
قالت باسمة : كما حدث اليوم!
لم يجيب ولكنه قال : وصلنا الى البيت المقصود
|[ گريستال ]|
16-2-2010, 06:35 PM
ما شاء الله عدنا مع عدة أجزاء
احس القصة على نهايتها خلاص وان شاء الله تكون نهاية مفرحة وليست محزنة ^
ننتظر الأجزاء القادمة
secret girl
17-2-2010, 03:37 AM
شمس الإسلام
شكرااا للمرور والمتابعة
جزاك الله خيرا
في أمان الله
Fifa san
17-2-2010, 03:43 AM
غبت لأيام عديدة لأجد عمر وزهرة تزوحوا وأصبح لديهم طفل
وعمر هو الذئب المقصود منذ البداية
ولكن ماذا حدث لخال عمر (محمد) هل استشهد أو توفي أو ماذا؟
أجزاء تتحدث عن احوال أخواننا في الشيشان
أجزاء جدا رائعة
جزاك الله خيرا أختي
وبانتظار الأجزاء القادمة
secret girl
17-2-2010, 03:56 AM
دلوعة صحبتها
أهلا بك أختي بعد الغياب
أشتقت لك كثيرااا
من مجري الأحداث
يبدو أن محمد توفي
ولكن المؤلفة لم تكتب كيف حدث هذا !!
مرورك الأروع أخيتي
جزانا الله خيرا وإياك
حفظك الله ورعاك
secret girl
17-2-2010, 05:21 AM
كان الظلام قد زحف على المنطقة كلها
عندما دخل الثلاثة الى احدى منازل القرية الصغيرة
من أول لحظة وضعت كاترين قدمها فى ذلك المنزل
وشعور عجيب بالراحة والأمان يغمرها
فبرغم موقفهم الدقيق ومطاردة الروس لهم,
وقلقها من أن ينكشف سرهم
أو أن يقوم أى شخص بالإبلاغ عنهم..
وبرغم عدم سابق معرفتهم بأهل هذا البيت,
الا أنها تعجبت تماما من كم الحفاوة والترحيب
الذى غمرهم منذ أن وطأت أقدامهم
ذلك البيت القروى الصغير
فالسيدة ربة البيت قامت بنفسها بالترحيب بهم
وتقديم الطعام لهم,
وابنها آدم الفتى الوسيم الملتحق حديثا بالجامعة
وقف على خدمتهم والعمل على راحتهم
وعندما التف الجميع حول المائدة
الزاخرة بالطعام الساخن الشهى...
أخذت الأم الطيبة الطفل الصغير
وأجلسته على ساقيها
وبدأت تداعبه بحنان وتطعمه بيديها..
لكن دهشتها كانت كبيرة
عندما رفض الطفل أن يفتح فمه,
أو يتناول أى طعام
نظرت الأم لكاترين بدهشة وسألتها : ألن يأكل؟
زفرت كاترين وقالت باحباط :
لا أدرى كيف أتصرف..
أخشى أن يكون مصاب بصدمه أو شئ من هذا القبيل,
فهو لم يفتح فمه منذ أن التقيته,
حتى أننى لا أعرف حتى الآن ما اسمه
مسحت الأم على شعر الصغير بحنان
وحاولت اطعامه من جديد
لكن الصغير أبى
نقلت الأم عينيها بين الصغير والذئب, وقالت له :
ربما لو رآك تأكل فقد يأكل
نظر اليها الذئب بدهشة وقال متسائلا : أنا؟
هزت رأسها قائلة :
نعم, فهو لم يكف عن مراقبتك
منذ أن جلست الى المائدة
ابتسمت كاترين مؤيدة :
ألم أقل لك؟
انه لا يشعر بالأمان الا فى وجودك
دارت عيناه فى وجوههم,
ثم مد يده أخيرا الى الطعام وبدأ يأكل
عندما وجد الجميع ينظر اليه فى انتظار أن يأكل
ولكم كانت دهشته عظيمة
عندما فتح الصغير فمه هو أيضا وبدأ يأكل
ابتسمت الأم برضا واطمئنان,
وهدأت كاترين وأخذت تستمتع بطعامها بهدوء
بعد أن اطمأنت على الصغير
أما عمر فأخذ يتأمل ملامح الصغير
مندهشا من تلك النظرات العميقة الصامته
التى يختصه بها دون الآخرين
لكن شعور ما انتابه فجأة
وجعله يعجز عن تحمل نظرات ذلك الصغير
فدفن بصره فى الطعام بصمت
بعد الطعام...
جلس الجميع فى البهو الواسع
يتسامرون بود حول المدفأة والتلفاز,
وانضم اليهم الجد الكبير,
الذى تجاوز الثمانين بأعوام عديدة
ودار الحديث حول أحوال القرية وأحوال البلد عموما,
ولأشد ما أدهش كاترين
أن أى منهم الجد أو الأم أو حتى الفتى آدم
لم يسألونهما عن اى شئ
أو عن سبب مقدمهم فى ذلك الوقت
واكتفوا بما قاله الذئب لهم
من أنهما صحفيان ضلا الطريق
وساعدهما الشرطى الشيشانى
وأعطاهما هذا العنوان ليبيتا ليلتهما,
ويلحقا فى الصباح ببقية الصحفيين...
لكن الصمت هبط فجأة على الجميع ..
عندما بثت نشرة الأخبار فى التلفاز
نبأ الأحداث الدامية التى حدثت اليوم عند حاجز التفتيش,
وانتبهت كاترين بشدة وعقدت حاجبيها باهتمام كبير
عندما سمعت المذيع يقول أن
ثلاثة من الإرهابيين هربوا من الموقع
بعد أن قتلوا اثنين من قوات الأمن الروسية
وجرحوا خمسة
وهبط قلب كاترين فى قدميها وسكن الرعب خلاياها
عندما قال المذيع أن قوات الأمن الروسية
تبحث عن رجل وامرأة انتحلا صفة صحفيان
نظرت السيدة فى وجه كاترين
ولاحظت قلقها الشديد
وفهمت بذكائها سبب القلق الذى اعتراها
فقالت مطمأنة :
لا أظن أن باستطاعتهم الإمساك بالصحفيين,
فلا شك أنهما ابتعدا تماما عن المكان
وربما يكونان الآن فى مكان آمن
يعجز أحد عن الوصول اليه
نظر اليها الذئب بامتنان كبير
وقال بلهجة ذات مغذى :
وربما يبيتان ليلتهما فى أمان بين أناس طيبون
هدأت كاترين تماما وشعرت بالأمن يحيط بها من جديد
وهى تتأمل تلك الوجوه الودودة الطيبة,
مما جعلها تتحدث براحة ودون تحفظ
تنهدت بأسى وهى تسترجع تلك المشاهد المؤلمة
فى ذاكرتها قائلة :
لا أدرى كيف بدأ الأمر؟
ولأى سبب تسال كل تلك الدماء؟
أمن أجل امرأة ترتدى الإيشارب يقتل كل هؤلاء البشر؟
ألم يكن من الأسهل أن تخلعه بهدوء ويمر الأمر بسلام؟
قال الذئب بلهجة صارمة :
المشكلة ليست فى الحجاب,
لو لم تكن تلك المرأة ترتدى حجابا
لبحثوا عن الف وسيلة أخرى لإذلالنا واهانة مقدساتنا
نظرت اليها الأم وقالت بهدوء :
يا بنيتى..
الأمر ليس مجرد غطاء تضعه المرأة على رأسها,
بل هو عقيدة فى صميم ديننا,
وهم يفهمون ذلك جيدا...
إنها حرب على الإسلام
هتف الفتى آدم :
هذا ليس موقفا فرديا.. أو مصادفة,
بل هى سياسة منظمة ومتعمدة
قرأت تصريحا للرئيس الروسى يقول فيه :
(إني أحارب عدوي الإسلام
حتى لا تفشوا وتتجاوز إلى آخرين .)
كما قال في تصريح آخر :
(إننا سوف نقضي على الإرهابيين
في داغستان والشيشان
ثم نحول الباقين إلى النصرانية .)
أجابه الذئب :
الرئيس الروسي لا هم له الا اصدار التصريحات
التي يزايد فيها على تصريحات الرئيس الأمريكى،
حين أعلن أن البلدين معًا في وجه
"الإرهاب الإسلامي"،
أو "الإرهاب الذي يشجع عليه الإسلام".
أو "الإسلام الفاشى"
كما يطلق عليه
قالت الأم والأسى يغمر كلماتها :
يريدوننا عبيداً وخدماً لهم
ويريدون أراضينا مرتعاً خصيباً لهم؟
ذلك المعنى ثابت ومترسخ فى العقلية الروسية,
يتوارثونه جيل بعد جيل
قالت كاترين بألم :
ولكن ماحدث هناك كان فظيع
قتل عدد كبير بلا ذنب ولا جريرة,
وأسر عدد أكبر,
يعلم الله الى أين أخذوهم ولا ماذا يفعلون بهم الآن
آدم بانفعال : لقد اعتدنا ذلك,
القتل والخطف عند حواجز التفتيش يحدث بصورة كبيرة
ومتكررة حتى أننا نصدق أنها عملية مدبرة ومقصودة..
لقد استشهد أخى محمد عند أحد حواجز التفتيش, وبنفس الطريقة.. ولسبب تافه للغاية
أكمل والغضب يقطر من كلماته :
قوات الأمن تعتبر كل شيشاني إرهابيًّا،
وتقتل المدنيين بلا حساب،
مما اضطر رئيس وزرائهم إلى القول:
(إن هذه العمليات ضد الإرهاب
لا يمكن تفادي وقوع ضحايا مدنيين فيها.)
ومع ازدياد الوضع سوءاً,
وكثرة أعداد القتلى والأسرى
بدأ يظهر بوضوح الدور الإجرامي لهذه القوات،
خصوصًا ما يتعلق بالرشاوى،
فالمواطن الذي لديه وثائق
يدفع 200 روبل رشوة حتى يمر،
والذي لا يملك وثائق
قد يدفع قرابة ألف روبل حتى يتم الإفراج عنه،
إضافة إلى أعمال السلب والنهب والقتل،
وهذا ما دفع "فيكتوركازينوف" موفد الكرملين
أن يقول :
"هناك جرائم ترتكب عند نقاط التفتيش،
ويجب أن نعتذر عنها،
ونطلب الصفح ممن جرت بحقهم".
أما وزير الداخلية الروسي
فهو يعتبرالعمليات -على قسوتها- ضرورية،
بل وتمت بصورة قانونية..
وساند الكرملين .. وزير الداخلية عدة مرات:
الأولى حين رفض الكرملين طلبًا للبرلمان
بفرض حالة الطوارئ على الشيشان،
والتي تسمح بتطبيق القانون العسكري على أي مخالفات
تقع من الجنود والضباط الروس،
والثانية حين رفض السماح للسفير الأمريكي في روسيا
بزيارة الإقليم،
كما رفض السماح لمنظمات وجمعيات حقوق الإنسان بالتواجد..
وأغلق في وجهها الحدود،
ومنعها من الاقتراب من الواقع المأساوي في الشيشان
لقدأصمَّت روسيا أذنها
عن صرخات جماعات حقوق الإنسان،
قالت الأم بسخرية مريرة :
مع ما تفعله بنا السلطات الروسية
من عمليات التعذيب والاختطاف والاحتجاز السري للمدنيين..
فلا حقوق لأى انسان,
هذا ان بقى على قيد الحياة
آدم :
"الاغتصابات والتعذيب وأحكام الإعدام
التي تنفذها القوات الروسية خارج سلطة المحكمة،
تحدث هنا تقريبا بشكل يومي "،
وكالة الأنباء الفرنسية
لذا فالجميع هنا فى حالة من الرعب
جعلتهم لا يستطيعون حتى مساعدة جيرانهم,
الأمر أسوأ بكثير من الحرب،
وبإمكانك أن تسألى أي فرد هنا،
الجميع يرتعد خوفا..
قالت كاترين بعد أن أصبح الوضع
شديد الوضوح بالنسبة لها :
ولهذا لم يرتاحوا لوجودنا
بوصفنا صحفيين عند حاجز التفتيش,
لا شك فى أنهم يخشون
أن نفضح ممارساتهم وأفعالهم اللاانسانية
يريدون غلق الحدود،
ومنع تسريب أخبار عن ممارساتهم في الشيشان
سوى ما يمليه الروس فقط على الإعلام
الذئب : "لقد وضع رئيس الوزراء هدفه
من الحملة على الشيشان،
وهو باختصار،
أن تختفي الشيشان من الصفحات الأولى للصحف"
ونجحت الماكينة الإعلامية الروسية الى حد بعيد
في تشويه صورة الشيشانيين..
في عيون الرأي العام الروسي،
وبفضل خطتها الإعلامية المحكمة
التي تقوم على التعتيم والانتقاء في البث والنشر
خففت -إلى حد كبير- من الضغط الشعبى الداخلي على الكرملين،
كما تمكنوا من منع وصول الحقيقة إلى الرأي العام العالمي،
وتحولت القضية من قضية شعب يبحث عن الاستقلال
إلى شعب إرهابي بأكمله...
ترددت كاترين طويلا قبل أن تقول:
أرجو ألا تسيئوا فهمى..
ولكنى أتساءل,
ما جدوى المقاومة.. والعمليات المسلحة
وهل تستطيع بلد صغير كبلدكم
الصمود أمام الدب الروسى العملاق
بكل عتاده وما يتلقاه من دعم خارجى وداخلى,
هل النضال ضد المحتل حقا مُجدٍ
أم أنه مجرد انتحار كما يرى البعض؟
تخلل صوت الذئب العميق أذنيها
وشعرت وكأنه يتسلل الى خلاياها :
لولا هذا النضال
لكانت قضية الشيشان عنوانًا كبيرًا
في الصفحة الأخيرة –صفحة الوفيات-
بدلاً من بقائها عنوانًا –ولو صغيرًا- على الصفحات الأولى.
الحرب ليست عسكرية فقط،
بل إعلامية بالدرجة الأولى،
ورغم محدودية إمكاناتنا
فقد بقيت القضية حية حتى الآن.
ان صمود الشعب الشيشاني وتماسكه،
وصمود مقاومته
-والأهم من ذلك كله عدم استجابته
لما تريد روسيا فرضه علينا-
كل ذلك ساهم في إحياء القضية إعلاميًّا مرة أخرى،
secret girl
17-2-2010, 05:53 AM
التفت الجميع
عندما سمعوا صوتا عجوزا واهن يتنحنح
لقد انضم الجد الكبير أخيرا للحوار,
مال قليلا للأمام
وبدا وكأنه يحكى عمرا طويلا, وسنينا غابرة :
الحرب بين الروس والشيشان ليست وليدة ،
بل هي قديمة,
قد مضى عليها أكثر من أربع مائة سنة ،
حدثت فيها مذابح كثيرة للشيشان على أيدي الروس ،
وتهجير الشعب الشيشاني إلى سيبيريا وكازاخستان بأمر من الطاغية ستالين ،
حيث قتل من البرد الأعداد الكبيرة ،
وكذلك حروبهم الماضية ضد الشعب الشيشاني ..
أعوام كثيرة مضت.. لاهى بالقريبة ولا بالبعيدة
سنوات عايشت تفصيلاتها وأحداثها
وتجرعت آلامها ومرارتها قطرة قطرة
أهوال وعذابات
يعجز أعظم المؤلفين عن مجرد وصفها
حكايات وأحداث كان بطلها الأوحد هو الموت..
فقط الموت
تنهد بعمق.. وابتلع ريقه بصعوبة
وكأنما يتجرع مرارات أعوام طوال بعدد سنوات عمره الكثيرة
وبدأ يحكى بصوت حزين :
من أزمان بعيدة
وهم لا يحملون لنا سوى الكراهية والغدر والقتل
واذا ما حاولوا التقرب الينا
فهذا لا يكون الا بهدف مصالحهم الخاصة
ليجعلوا منا سلما يصعدون عليه ليصلوا لأهدافهم
حدث في عهد روسيا الشيوعيّة
بعدما أطيح بالقيصريّة الروسيّة
على أيدي الحركة الإشتراكيّة الشيوعيّة
بزعامة لينين عام 1917م،
اتبع لينين إستراتيجية قذرة ليكسب التأييد العام،
فقام بإلقاء خطب تنادي بحريّة الأقليّات
التي اضطهدها القياصرة،
وأصدر وعودًا لهذه الأقليات
بالانفصال والاستقلال وبالحريّة الدينيّة،
بل قام شخصيّا بتسليم مصحف عثمان - رضي الله عنه-
الذي كان بحوزة القياصرة
ومجموعة من الوثائق الإسلاميّة والتاريخيّة الهامّة..
ومن هنا بدأت جمهوريّات إسلاميّة بالاستقلال
بمباركة لينين نفسه،
ولكن كل ذلك كان يدار بخسة وغدر شديدين،
فبعدما بدأت آثار قوّة النظام الجديد بالظهور..
أمر لينين بالزحف نحو البلاد الإسلاميّة
دون سابق إنذار،
ليبدأ المسلسل الجديد لإبادة المسلمين
بشكل أبشع وأقذر ممّا كان عليه
في العهد القيصريّ الروسيّ بمرات عديدة..
إنّه عصر دمويّ بكل معنى الكلمة،
ونقطة حمراء في تاريخ البشريّة
من صنع أكبر سفّاحين: ستالين ولينين،
لقد تسببوا بقتل الملايين من المسلمين من دون ذنب،
قتل لينين حوالي 8 مليون نسمة من مسلمي القوقاز،
وبعد ذلك خلفه ستالين بقتله ما لا يقلّ عن 20مليون نسمة
بأبشع الطرق منها:
مليون، رميًا بالرصاص
ومليونان من المعارضين،
ومليون على أعواد المشانق
و7 مليون من الريفيين نتيجة التأميم،
و11 مليون في معسكرات العمل،
ومليون نتيجة النفي الجماعي ،
وكان من أحد الشعوب التي تعرضت لهذا القهر والقتل
هم شعب الشيشان..
لقد واجه الشيشان الاحتلال الشيوعيّ بقوّة،
فظهرت ثورات عديدة ضدّ هذا الظلم،
منها ثورة (إبراهيم قلدقت) عام 1934م وغيرها الكثير،
وكان الشيوعيون يخمدونها بالقوّة وبالمجازر..
وفي أثناء الحرب العالميّة الثانية
زادت أهمية القوقاز
حينما قرّر هتلر ضمّها مع أوكرانيا للدولة النازية
لتمدّها بالطعام والوقود،
ولكنّ الشيشان لم تتدخّل بين الفريقين ،
وعندما انتهت الحرب
أعلنت حكومة ستالين
اعتبارها لشعوب الشيشان والأنجوش والقرم..
(شعوبا خائنة)
نتيجة لعدم تدخلهم لصالح الشيوعيين وقت الحرب
وزعموا كذبا بأن الشيشان اشتركوا في صفوف الألمان ،
وعليه بدأت في 23 فبراير عام 1944 م
عمليات الترحيل الجماعي
إلى كازاخستان وسيبيريا المتجمدة
التي تصل درجة الحرارة فيها إلى- 58 س تحت الصفر..
تمت عمليات الترحيل
بواسطة القاطرات الطويلة البطيئة،
و كانت الرحلة تستغرق ثلاثة أسابيع تقريبا
في قطارات لم يكن فيها مرافق صحية
ولا تدفئة ولا حتى مقاعد،
الكثير من المعمرين
يذكرون هذه الرحلة الشاقة الرهيبة :
كنا نتوضأ بالثلج ونصلى ...
وربما شاهدت كثيرا منا ملقى على الأرض ميتا
قد انكسر ظهره من شدة الصقيع
الكلاب القطبية كانت تجد فريستها منا
فكانت تأكل أحشاء الإنسان وهو يصرخ :
أبعدوا الكلب عني،
وقد خارت قواه من شدة الجوع والبرد
ولايستطيع الهرب ...
وأين يهرب هذا المسكين
والكلاب كثيرة تهاجم المخيم بشراسة
ولعدم وجود المرافق الصحية
كان البالغون يضغطون على أنفسهم في القطارات ،
فمات كثيرون منهم من تمزق المثانة ،
إلا أن الأطفال لم يكونوا قادرين على ذلك ،
مما كان يؤدي إلى تبلل القش
الذي فرشت به أرضيات العربات
فتنبعث الروائح الكريهة غير المطاقة،
فيلجأ المهجرون إلى إخراج القش عند توقف القطار،
فتتسرب الرياح القارصة داخل القطار..
أما الحياة في المهجر
فكانت صعبة جداً ومليئة بالعقبات والصعوبات،
كانت درجة الحرارة تتدنى من الصفر بكثير،
ومع عدم وجود بيوت وملاجئ للمهجرين
عام 1957م، أي بعد 13 سنة في المنفى،
أعلن الرئيس ( خورتشوف)
براءة الشيشان والشعوب الأخرى
من التهم التي وجهت ضدهم،
فسمح لهم بالرجوع إلى بلادهم ،
فرجع المعظم إلى ما يقارب من 150 ألف
بقوا في كازاخستان وهاجر بعضهم إلى دول أخرى
كبلاد الشام والعراق وتركيا
اتسعت عينا كاترين بشدة
وتجمعت دموع غزيرة فى مقلتيها
قاومتها بقوة حتى استطاعت التغلب عليها
وابت ان تنحدر على خديها
قالت بصوت متهدج :
لا أصدق..أكاد حقا لا أصدق
كيف لكم بتحمل كل تلك الأهوال والمصائب؟
كيف لم تخضعوا فى ظل كل تلك المآسى؟
كيف تسرى فيكم روح المقاومة حتى الآن؟
قال آدم بحماس :
الشعب الشيشاني لا يعرف الهزيمة ،
فكما يسمينا الروس [ الشعب الذي لا يرهب الموت ].
وكما قيل عنا :
" لك أن تكسر ظهورهم
ولكن لا تستطيع أن تنال من روحهم المعنوية"
لقد استشهد أخواى وزوج أختى فى الحرب الأخيرة
تساءلت كاترين بدهشة عارمة :
فقدت ثلاثة من اخوتك ؟
لم؟ وكيف؟
وأين هى أختك؟
قالت الأم بأسى :
تزوجت من جديد
وهاجرت مع زوجها الطبيب مصطحبة طفليها
لكي لا ترى وجوه قتلة شعبها..
وهى الآن تعمل في مخيمات اللاجئين في أنجوشيا
شردت عينا عمر بعيدا, وقال بصوت حزين :
هنا, على هذه الأرض
يتكرر هذا المشهد بالعشرات, بل بالمئات
أعرف أُسرا عديدة فقدت كل أبنائها
الاثنين أو الثلاثة أو الخمسة
لازالت الشيشان صامدة,
تقدم أبناءها ثمنا لدينها وحريتها منذ مئات السنين,
وحتى الآن...
نظرت كاترين الى الأم وقالت بتعاطف كبير :
وأنت..لم لم تغادرى؟
رفعت الأم رأسها وقالت بعزة واباء :
لأن أرضنا هاهنا,
وسنظل هنا حتى ندفن فيها,
لن نتركها لهم
كاترين بدهشة :
مع كل مايحدث لكم؟
وكل هؤلاء القتلى ؟؟
ألا تشعرون بالخوف؟
قال الجد بصوت يفيض ايمانا وصدقا :
هذا لأن ما نحمله فى قوبنا
وما يريدون هم نزعه منا
راسخ فينا كرسوخ الجبال فى أرضنا
قالت الأم بصوت يمتلئ فخرا :
انه الإيمان يا ابنتى.. الإيمان
اشتعل المكان بصوت الذئب
يمتلئ برائحة الثأر والإنتقام
وعيناه تنضحان بغضب مرعب :
"الشيشانيون لن يسامحوا أبدا روسيا المجرمة
التي تبيد الشعب الشيشاني
سوف يحاسبون على موت مئات الألوف
من الأطفال و النساء الشيشانيات المسنات،
على التعذيب الوحشي
و المعاملة المهينة التي يعاملونا بها
على المعتقلين في مخيمات الاعتقال الجماعي،
على المقابر الجماعية الممتلئة بجثث أشخاص
قضوا نحبهم من جراء التعذيب دون ذنب أو جريرة
على دموع أطفالنا الذين تيتموا،
على آلام الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن,
أغلى ما لديهن في الدنيا."
ارتجف قلب كاترين رعبا
وهى تتأمل وجهه الذى احمر غضبا وهو يردف :
في الجرائم المرتكبة ضد الله و الإنسانية,
لا وجود للزمان ولا النسيان ولا يُعفى عنها أبدا...
One Piece 600
17-2-2010, 11:09 AM
مشكوووووووووووووووووووووووووووووور
Fifa san
18-2-2010, 02:40 AM
وهاهي تعود الأجزاء المؤلمة من تاريخ الشيشان
هل تعلمين اختي
في كل مرة يزداد كرهي لهذه الدولة الملحدة
فما يقومون به من أعمال بشعة ليست مقبولة في الاعراف الانسانية هذا على الأقل
جزاك الله خيرا أختي الحبيبة
مع انه يراودني شعور سيء لحالة عمر الشارد الذهن في أوقات فراغه
لا أريد أن أستبق الأحداث لكن أتمنى أن ما أشعر به يكون خاطئ
جزاك الله خيرا حبيبتي وبانتظار القادم بإذن الله
secret girl
18-2-2010, 08:13 AM
One Piece 600
شكـــرااا للمرور
في أمان الله
دلوعة صحبتها
وأنا مثلك أخيتي
جزانا الله خيرا وإياك
انتظري الفصول القادمة
ففيها المزيد من الأحداث
شكراا لمرورك الغالي حبيبتي
في حفظ الله
secret girl
18-2-2010, 08:29 AM
التفتت كاترين الى الصغير
الذى تحول الى تمثال صامت يحدق باتجاه واحد فقط,
وكأن الحياة قد خلت حوله الا من الذئب..
فلم يعد ينظر الى سواه
أحست الأم بقلقها على الصغير..
فوضعت حدا للموقف بقولها :
أعتقد أنكم بحاجة الى النوم بعد يومكم الشاق
اتجهت كاترين مع الصغير الى الغرفة
التى أعدتها الأم لهما
وأخذت تتأمل الغرفة ومحتوياتها,
كانت غرفة واسعة مريحة, ومرتبة جيدا
وتحوى كل الأثاث الضرورى وسبل الراحة
أخذت الأم تدور فى الغرفة
وتتأكد من ان جهاز التكييف يعمل بشكل جيد,
وكذلك الإضاءة
سألتها كاترين بدهشة :
يبدو أن جهاز التكييف لم يعمل من مدة طويلة
قالت الأم : نعم, فمنذ وقت طويل لم يأتينا ضيف
قالت بدهشة :
الا تستخدمون تلك الغرفة الا عندما يأتيكم ضيف؟
الأم : في كل منزل في القرية غرفة مخصوصة للضيف،
تسمى "غرفة الضيف"،
جاهزة دوما للإستقبال في أي وقت,
ولا أحد من أهل البيت يمكنه استخدامها ،
إكرام الضيف واحترامه له مكانة عظيمة لدى الشيشانيين,
وخاصة فى القرى
" فالبيت الذي لا يدخله ضيف- لا تدخله البهجة والسرور "،
كما يقول المثل الشيشاني
كاترين بامتنان كبير :
لا أدرى ماذا أقول,
ولكنى حقا سعيدة للتعرف باناس مثلكم
أتمنى الا يتسبب وجودنا هنا فى أية مشكلات
أو يعرضكم لأية مضايقات
اقتربت منها الأم وأمسكت بيديها
وهى تبتسم مطمئنة وقالت بلهجة حانية :
نامى قريرة البال, واطمئنى
فمن قواعد إكرام الضيف عندنا،
الحفاظ على حياته، والدفاع عن كرامته،
وحماية ممتلكاته مهما حدث
ونحن قوم نحب أن نتمسك بتقاليدنا
التفتت الأم للصغير,
فوجدته قد توسد الفراش واستغرق فى نوم عميق
اقتربت منه وخلعت حذائه بهدوء
ووضعت رأسه على الوسادة برفق,
وغطته بالأغطية الثقيله
قالت كاترين براحه : أحمد الله أنه نام أخيرا
أردفت بأسف كبير :
كنت أظنه لن ينام أبدا بعد ما رآه اليوم,
لكم أشعر بالألم والشفقة لحاله
تنهدت الأم بعمق وقالت بحزن :
هناك آلاف من الأطفال مثله, بل وأسوأ حالا منه,
لهم الله, فهو نعم المولى ونعم النصير
قالت كاترين : هل يمكن أن أتحدث الى زميلى؟
الأم : بالتأكيد,
خرج عمر من حجرة الفتى آدم
بعد أن نادته الأم بناء على طلب من كاترين
تركتهما الأم فى بهو البيت
واتجهت الى غرفة الجد لتطمئن عليه
قال الذئب بهدوء : هل تشعرين بالراحة هناك؟
هزت رأسها وقالت باسمة :
بالتأكيد, فالسيدة لا تدخر وسعا لطمأنتى
واشعارى بالراحة
قالت بعجب : هل كل العائلات الشيشانية بتلك الحفاوة؟
قال بتأكيد : كما تقول الأساطير،
وُلِد الشيشاني و قطعة حديد في إحدى يديه- رمز المحارب،
وقطعة جبن في اليد الأخرى- رمز إكرام الضيف.
قالت متعجبة : لم يسألونا أى سؤال,
لم أتينا, أو من نحن!
قال بهدوء : خلال الأيام الثلاثة الأولى
من غير اللائق أن يٌسأل الضيف أي سؤال,
فالضيف لدينا يعيش في البيت كعضو شرف بين العائله.
تنهدت وقالت : أظن أنك تشعر بالراحة هنا
فآدم فتى لطيف, أليس كذلك؟
شرد قليلا وقال : نعم, يذكرنى بشخص ما
قالت بعد تردد : أود أن أقول لك شئ,
عليك أن تكون أكثر حرصا
فى اظهار مشاعرك السلبية تجاه الروس أمام الصغير..
فكما أخبرتك.. هو ينظر اليك كمثل أعلى,
ويراقب كل حركاتك وتصرفاتك,
ويتوحد مع مشاعرك أيا كانت
التفت اليها
وقال بهدوء يشع بالغضب العارم المعربد فى أعماقه :
أتظنى أنه ينتظرنى لأعلمه كيف يكره قتلة أهله وشعبه؟
لم لا تسألينه عن أمه المعتقلة فى جروزنى؟
لم لاتسألينه أين أباه الآن
هل فى إحدى المعتقلات يتجرع العذاب ألوانا
بأحط الطرق وأشنعها على الإطلاق
أم رحمه الله بالإستشهاد فى مقبرة جماعية
لم تكتشف حتى الآن
لم لاتسألينه عن أهله,
وماذا يفعلون فى المستشفى الجنوبى؟
كم منهم لايزال على قيد الحياة
وكم منهم استشهد متأثرا بجراحه من جراء القصف الروسى؟
وكم منهم فقدوا أعضاءهم أو أصيبوا بعاهات
لن يبرأوا منها مدى الحياة؟
لم لاتسألينه أين بيته؟
وهل لازال هناك منه بقايا؟ أم محى من الوجود؟
الروس لاينتظرون منا أن نعلم أولادنا كراهيتهم,
فهم يقومون بهذا الدور ببراعة منقطعة النظير
وفى كل الأحوال, نحن الخاسرون,
يخسر أبناءنا سلامهم النفسى,
ويعيشون ما أراد لهم الله البقاء معاقين نفسيا,
يحملون أمراضا لا شفاء منها
ظلت تتأمله وهو يتحدث, وعينيها تتسع بتأثر كبير,
وعجز جفناها عن حمل كل هذا القدر من الدموع,
فتركتها تنسكب على خديها
ظلت صامتة لفترة, حتى وجدت أخيرا ما تقوله :
اذا فقضية السلام... قضية خاسرة؟
عقد حاجبيه بشدة
وقال بنفس صوته الهادئ الذى يحمل الغضب الكثير :
هناك حكمة شيشانية تقول
(من لا ينشد السلام, يقع فى الحرب)
وجهت السؤال الى الجانب الخاطئ, عليك أن تسأليهم هم..
هل يريدون السلام؟
قالت بتعاطف كبير : لقد عانيت كثيرا, أليس كذلك؟
قال مؤكدا : كأى انسان يحيا على هذه الأرض,
ويسكن تلك الجبال,
يسعى الى الحرية ويرفض أن يترك وطنه للغزاة
قال منهيا الحوار :
والآن عليك الذهاب الى النوم, فغدا أمامنا رحلة شاقة
اتجه الى باب البيت, فاستوقفته قائلة بدهشة كبيرة :
الى أين فى هذه الساعة المتأخرة؟
والجو شديد البرودة
قال وهو يفتح الباب ليخرج :
سأتفقد الطريق.. لتأمين المكان
قالت قبل أن يخرج : فقط سؤال أخير
نظر اليها فقالت بتردد : هل.....هل زوجتك جميله ؟
شعرت كاترين بالندم وتمنت لو لم تسأله
وذلك عندما شاهدت النظرة الحزينة التى هربت من عينيه
قبل أن يخرج بسرعة ويغلق الباب خلفه
دون أن ينطق بكلمة أخرى
تنهدت بعاطفة كبيرة وهى تقول بحنان :
أيها الوحيد الغريب
لكم تفتقد أحضان أهلك وأحبتك,
لكم تشتاق الى دفء بيتك
و تراب وطنك
secret girl
18-2-2010, 08:55 AM
(18)
ذاب الثلج تحت قدميه
من وطأة الحرارة المنبعثة من لهيب الحزن والغضب
الذى يعربد فى أعماقه,
والذكريات تطارده من كل مكان
عمر .....
ارتجف قلبه بقوه
عندما رأى تلك النظرة الأليمة فى عينى القائد
كان وجهه يقطر حزنا وأسفا ...
وعيناه تهربان بعيدا حتى لا تلتقيان بعينى عمر
ابتلع القائد ريقه وقال بتردد :
لقد .. لقد قصفوا مخيمات اللآجئين وقوافل المهاجرين
قاموا بمجزرة بشعة لأهلنا المدنيين
دمروا ثلاث حافلات مدنية محملة بالمهاجرين
وقتلوا جميع من فيها من أطفال ونساء وشيوخ
عمر....
أوصيك بالصبر كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم
احمد الله واسترجع ...
فزوجتك....من الشهداء
زلزل جسده ولم يستطع الوقوف على قدميه
وكاد جسده يهوى أرضا,
لولا أنه استند بكفيه الى سطح مكتب القائد
سقط رأسه بين كتفيه وأغمض عينيه بقوة
وأخذ جسده ينتفض بعنف
وضع القائد يده فوق كتفه وهو يقول بحزن عميق :
أوصيك بالصبر يا عمر
خرج صوته مشروخا ممزقا من الحزن والغضب :
احترقت أشجار الصبر,
واستحالت رمادا تذروه الرياح..
ولن تعود أبدا الا اذا ارتوت من دمائهم
طال صمته,
ثم رفع رأسه.. كان وجهه كقطعة من لهب,
وتساقطت حبات العرق على جبينه ووجهه
برغم برودة الجو
أطلت من عينيه نظرة
ترجف أعتى القلوب صلابة
وبحروف انطلقت من بين أسنانه كسهام نارية قال :
سنشعل الأرض جحيما من تحت أقدامهم,
لم يتركوا لنا خيارا سوى القتال حتى الشهادة,
يجب أن نحرر أرضنا مهما كان الثمن
أغمض عينيه بحزن بالغ
وظهرت عاطفة جياشة فى وجهه وهو يكمل :
وليرحم الله شهداءنا
منذ هذه اللحظه ...........
والمقاومة لا ينطفئ اوارها,
سنوات عديدة لم تخمد فيها جذوة المقاومة لحظة واحدة
قاموا خلالها بضربات موجعة للقوات الروسيه
وكبدوا الروس خسائر فادحة
كانت عملياتهم الحربية مضرب المثل فى الدقة والمهارة
واعمال الخسائر الكبيرة فى قوات العدو
كانوا حقا شوكة فى حلوقهم
وكلما ظن الروس انهم قضوا على المجاهدين,
واخمدوا ثورتهم وسيطروا على الشيشان
خرجوا اليهم من عمق الجبال بعملية جديدة أشد وأنكى,
تحطم الروح المعنوية للجنود فى صفوف الجيش الروسى
استطاعوا أن يوقعوا بالروس شر هزيمة فى مواقع عديدة
حتى أن الجنود الروس كانوا يفرون
ويخلفون وراءهم أسلحتهم وعتادهم
ليثبتوا من جديد أن المقاومة
لازالت تسرى فى روح ذلك الشعب الأبى,
وأن الغازى لا يمكنه أن يتمتع بالنصر لمدة طويلة،
حتى ولو بقي قرونًا،
وهذا ما عبَّر عنه الكاتب الأمريكي "سكوت روبنسون"
الذي يكتب لصحيفة الكريستيان ساينس مونيتور-
عندما قال:
"من السهل على روسيا أن تعلن انتصارها في الشيشان،
لكن الواقع غير ذلك..
وفي الوقت الذي يعلن فيه كبار القادة الروس أنه لم يَعُد هناك متمردون،
توافينا الأخبار بعكس ذلك،
فهناك اشتباكات وعمليات قتالية وضحايا روس"
هذه الدولة الصغيرة "المشاكسة"
أثبتت دوما بما يتوافر لشعبها من قوة الإرادة ورصيد الإيمان
أنها دولة عصية على التطويع ,
وأن شعبها تتأبى عليه نفسه أن يرضى بتذويب هويته
وطمس حضارته الإسلامية العريقة
وكان الذئب واحدا من أشد القادة بأسا على الأعداء,
وأشرسهم على الإطلاق,
حتى أكسبته عملياته العسكرية البارعة
شهرة واسعة بين شباب المقومة,
وجعلت اسمه أمل لكل شاب يتمنى الإلتحاق بكتيبة الذئب
وكذلك اكتسب شهرة كبيرة بين صفوف الجنود الروس, الا أنها كانت شهرة عكسية
تنبع من الكراهية الشديدة والخوف بلا حدود
فذكره فقط يعنى بأسا شديدا ودماء جنود وضباط مهدرة,
وخسائر فادحة فى العدة والعتاد الروسى
مما جعلهم يطلبون رأسه وبشدة,
ورصدت المكافآت الكبيرة
لمن يدل على أية معلومات تقودهم الى الذئب,
أو حتى تكشف عن شخصيتة الحقيقية الغامضة,
التى لا يعرفون عنها شئ
وباءت كل محاولاتهم للوصول اليه بالفشل
وكلما حاولوا الوصول اليه,
فاجأهم بعملية جديدة تهز صفوفهم وتقوض أحلامهم
بالقضاء على الذئب,
أو حتى التوصل الى أية معلومات تقود اليه
صار أسطورة وأمل وقدوة لكل شباب المجاهدين
صار رعب وخزى وهزيمة فى نفوس أعدائه,
صار علامة استفهام كبيرة بعد سؤال بسيط,
لا يحتمل سوى اجابة بسيطة :
من هو الذئب؟
هو ذلك الإنسان الوحيد الغريب المتألم,
المحترق الفؤاد لفقد أغلى الأحباب
ذلك الإنسان الذى يحيا فقط ليصنع لنفسه موتة كريمة,
ويبنى لنفسه قبرا فى أرض حرة
ذلك الإنسان الذى كل أمله فى الحياة
أن ينال شهادة تحمله ليحيا مع من يحب
فى عالم لايعرف الظلم أو الغدر أو الخيانة
ذلك الإنسان الذى لايرضى سوى بالإسلام دينا
مهما بذل من تضحيات,
ومهما فقد كل غال
secret girl
18-2-2010, 09:12 AM
ألقى عمر برأسه على الوسادة,
خائر القوى بعد المجهود الذى بذله طوال اليوم,
والسير الذى أضناه طوال الليل,
حتى أنه لم يدخل الى غرفة آدم الا بعد أن صلى الفجر..
وظن أنه لن يستطيع النوم كعادته كل ليلة,
ولكنه نام بالفعل
وكان نومه امتداد آخر لذكرياته وآلآمه
ظل يسبح فيها حتى الصباح
وعندما بدأ يشعر بالحياة من حوله,
أحس بشئ ما يستقر بين ذراعيه..
شئ يمتلئ حياة,
وتنبعث منه أنفاس تدفئ وجهه..
انتفض مستيقظا,
ورفع الغطاء عن رأسه ووجهه
ليرى ذلك الشئ الملتصق به...
تأمل ذلك الوجه الملائكى
عبر شعاع الضوء القادم من النافذة.. وتعجب كثيرا
كيف استطاع هذا الصغير أن يهرب من كاترين
ويدخل الى غرفته دون أن يشعر به أحد..
ويختبئ بين أحضانه حتى الصباح؟
انتبه على صوت طرقات متعجلة على باب الحجرة
خلص ذراعه برفق من تحت رأس الصغير النائم بعمق,
وفتح الباب بسرعة ليجد أمامه كاترين بوجهها القلق
قالت بسرعة : عفوا اذ أيقظتك ولكن الصغير....
وضع سبابته على فمه مشيرا اليها لتخفض صوتها,
ثم افسح الطريق وأشار بيده الى الصغير النائم فى الفراش
ولم يكن يتوقع أن تندفع كاترين الى الداخل بسرعة
وتقف أمام الفراش تنظر الى الصغير,
ثم انحنت تمسح على شعره بحنان وقالت بقلق :
يا الهى.. لقد أفزعنى حقا,
تخيلت أنه رحل وحده
التفتت الى عمر الذى لايزال متجمدا عند الباب المفتوح
اتسعت ابتسامتها وهى تقول :
انه يحبك... ولا يشعر بالأمان الا فى جوارك..
لك تأثير عجيب على كل من يقترب منك
كانت نظرات الإعجاب تشتد من عينيها
ثم انقلب الإعجاب فجأة الى ضيق شديد واحباط
عندما خفض بصره وأشاح بوجهه الى الحائط
متجنبا النظر اليها
قال بصرامة وهو يهم بمغادرة الحجرة :
استعدى..علينا الرحيل فى أسرع وقت
تناولوا افطارهم,
ثم قاموا بتوديع الأسرة الطيبة الكريمة التى استقبلتهم
وشكرتهم كاترين بامتنان كبير لحسن ضيافتهم
ولم تنس الأم الطيبة أن تجهز لهم كمية من الطعام
ليتزودوا بها فى رحلتهم
طوال الطريق
وكاترين تحاول باستماته جذبه للحديث من جديد
الا أن صمته هذه المرة كان أشد وأقوى
وكلما اضطر للكلام
كان يرد عليها باجابات مقتضبه للغاية..
مما أورثها شعورا بأن سؤالها الأخير الذى سألته اياه
هو السبب فى ذلك الجدار السميك الذى بناه حول نفسه
ترى هل تجاوزت منطقة محرمة لديه؟
كان السؤال يلح عليها بشدة..
لكنها انتبهت فجأة عندما أوقف السيارة وتكلم أخيرا :
سأتركك هنا.. ادخلى هذه القريه التى أمامك,
ستجدى هناك ممثلى اللجان الدولية والصليب الأحمر
ومخيمات اللآجئين
نزلت من السيارة ببطء وقالت بصوت رقيق
وهى تبتسم له :
أشكرك لكل ما فعلته لأجلى
لم يرد عليها, بل لم يلتفت اليها
فانتقلت عيناها تلقائيا الى الصغير
ومسحت على شعره
وقالت بحنان وهى تنظر فى عينيه الوديعتين :
كنت أتمنى أن أظل معك
حتى تعود الى أهلك وأطمئن عليك
أنا متأكدة أنك ستكون فى أمان معه
قبلت رأس الصغير بحب
وتنهدت بعمق وهى تقاوم دمعة تصر على مغادرة جفنيها :
وداعا يامن لا أعرف اسمه
أتمنى حقا أن تعود لأهلك...
فليرعاك الله
التفتت الى الذئب قائلة :
أتعلم أن هناك تشابه كبير بينكما..
أنت أيضا لا أعرف اسمك
أدركت تماما ان سؤالها الضمنى
لن يحظى باجابة سوى صمته المعتاد..
لكنها لم تغضب من صمته هذه المرة.. بل قالت بصدق :
سأنشر كل ما سمعته ورأيته ..
أعدك أن يصل صوتكم الى العالم
قال ساخرا دون أن يلتفت اليها :
ان كان للعالم آذان .. فليس لهم قلوب ..
ورغم كل مايفعلوه بنا
فسوف نعود وننتزع حريتنا بأنيابنا
ارتجف قلبها من كلماته
وهى تراقبه وهو ينطلق بالسيارة بسرعة,
ورحلت عيناها خلفه باعجاب كبير,
ثم رفعت احدى حاجبيها لأعلى وهمست بابتسامة كبيرة :
أنا واثقة من أننا سنلتقى ثانية
دخلت القرية وظلت تبحث عن زملائها حتى وجدتهم
واستقبلوها بفرحة وترحاب كبير
بعد أن ظنوا أنها اختطفت
وهب المصور المرافق لها من مكانه
وهو يهتف بدهشة عارمة :
كاترين.. أين كنتى؟
وكيف وصلتى الى هنا؟
قالت وهى تنظر الى مدخل القرية..
هناك حيث رحل الذئب :
لو قلت لك اننى جئت الى هنا فى رعاية ذئب ..
ما صدقتنى
فجأة دب فى أطرافها نشاط غريب
وقالت بحماس وهى تتجه بسرعة الى الحمام :
أحتاج الى أخذ حمام وتبديل ملابسى بسرعة..
فعلى المغادرة الآن
سألها المصور بدهشة عارمة :
الى أين؟
هل نسيت أن علينا العودة الى الديار غدا؟
قالت بسرعة :
لن أعود.. فلم أكمل موضوعى بعد,
عليك بتدبير سيارة لنا,
سترافقنى الى المستشفى الجنوبى
قال بذهول : ماذا؟
التفتت اليه والتمعت عيناها ببريق عجيب :
حدسى يخبرنى أن قصة كبيرة بانتظارى هناك
secret girl
18-2-2010, 09:31 AM
وصل الذئب الى المستشفى الجنوبى..
وهناك قابل مدير المستشفى وحكى له قصة الصغير
الذى لم يتكلم كلمة واحدة منذ التقاه
وكان الطبيب رحيما ومتفهما الى أقصى مدى,
فتطوع برعاية الطفل والبحث عن أهله,
وأوصى احدى الممرضات باحتضانه ورعايته
حتى يعثر على أهله
شكره عمر كثيرا ورحل
رحل دون أن يودع الصغير.. أو حتى ينظر فى عينيه
فلم يعد فى قلبه مكان لألم فراق جديد
لم يعد هناك مكان لحزن.. فقد طفح الكيل وزاد
رحل وحيدا...........
فعليه العودة الى المجاهدين.. الى حياة الجهاد والسلاح, تلك الحياة التى لايعرف غيرها من أعوام بعيدة
منذ أن فقد كل أحبته..
ولم يعد له فى هذه الحياة رفيقا سوى سلاحه
منذ أن فقد بيته.. وأصبحت كهوف الجبال بيتا له
رحل وحيدا.. لايحمل معه شئ سوى ذكرياته,
وأمل............
أمل أن يعود يوما الى وطنه
ليدفن هناك بين أهله وأحبته الذين رحلوا
هل يمكن أن يراها مرة أخرى قبل موته؟
وقف بجوار السيارة.. ورفع هامته,
وامتد بصره بعيدا عابرا الأميال والمسافات
هناك.. وكأنه يراها,
وكأنه يشم عطرها الذى يدفئ قلبه رغم البعد
قد تمحى جروزني عن الخريطة
كما يتمنون ويقولون
ولكن هل يمحى المعنى!
الرعب أو الرهب ..
تلك هى جروزنى
سميت باسم قيصر روسيا "إيفان الرهيب"
لم يكن يخطر بباله أن الاسم الذي اختاره لها
كان ضده لا له ،
فقد كانت دائماً شديدة عليهم
سنة 1818 أراد الجنرال يرملوف
أن يجعل من تلك المدينة أو الحصن آنذاك
رمزاً للإرهاب أو الرعب الروسي....
حتى لا تستيقظ جذوة الجهاد وروح النضال وحب الحرية
في نفوس الشيشانيين على مر الأزمان ..
يرملوف, عمل الإستراتيجية ذلك الزمان ..
لكن إستراتيجيتهم الآن,
هى محو جروزني عن الخريطة ..
ولكن...محو جروزني
يعني تهجير آلاف المواطنين الشيشان المسلمين من ديارهم..
قسما من المهجرين سيذوبون في الشعب الروسي,
وعندها.. علينا كمسلمين محاربتهم انذاك
لأنهم معتدون واعداء..
وقسماً منهم سيذوبون في بقية الشعوب
يسهل السيطرة عليها ..
إما بقية العظمى سيلجأون إلى الجبال
ويعيشون مع البورز صديقهم الوفي (( البورز أي الذئب ))
وعلى مر الأيام والأزمنة
ستعاود تلك القبائل الجبلية الشرسة محاربتهم لبني جلدتهم
الذين ذابوا في الشعب الروسي..
وهذا هو الجنون بعينه, ولكنه حدث!
حدث عبر مئات السنين من الحروب المتواصلة
يتمنى الروس محو جروزني في التاريخ
واذا اختفى الرمز هل سيختفي المعنى !
لقد انقلب المعنى إلى الضد
فكل لغات العالم تنطق بـ(جروزني)
أصبحت تلك الكلمة رمزا,ً
بمعادلة رياضية قلبت معادلات الأرقام
في الحسابات العسكرية في العالم
لصالح المناضلين ضد إرهاب واستعمار الدول
جروزني, أو كوكاسيا
(بوابة آسيا)
قلب القوقاز
فطالما اللغات تحمل المعاني,
معيدة إلى الذاكرة جروزني ..
المخيف , المرعب , الرهيب ..
فلا تزال بوابة آسيا عصية على الروس
والمقاومة الشيشانيّة ستستمرّ على الجبال وفي أيّ مكان
طالما هناك شيشانيّ واحد ينبض قلبه إيمانًا
ويدافع عن بلده وعن حريته،
وإنّ الله ناصر لعباده،
وسيأتي يوم يندم فيه الروس على غطرستهم.
لم يدرى كم من الوقت ظل واقفا بجوار سيارته
أمام المستشفى..
فقد جرفته ذكرياته وأفكاره بعيدا من جديد..
لكن يدا امتدت اليه
لتعيده قسرا الى محيطه الذى
لم يغادره سوى بعقله وأفكاره فقط
أدرك أخيرا أنه لم يرحل بعد
وعندما استدار ليرى صاحب اليد التى أعادته الى الواقع
فوجئ بعينى الصغير تتطلعان اليه بتوسل
ورغما عنه قرأ فيهما تلك الكلمة التى حاول كثيرا تجنبها
(ابق معى)
لم يعد الهروب يجدى
وعليه المواجهة
نزل على احدى ركبتيه واقترب من الصغير,
وتطلع برهة الى عينيه
لكنه هز رأسه وقال بحسم :
لا أستطيع.. يجب أن أعود الآن
انت هنا فى أمان
اطمئن.. سيجدوا أهلك,
وستعود الى أحضانهم من جديد
هب من مكانه بسرعة واتجه الى السيارة وفتح بابها.. وهم بالركوب حتى لا يرى دموع الصغير
التى تجمعت بغزارة فى عينيه
أبى..
تجمد تماما فى مكانه.. وعصفت الدهشة بعقله وقلبه
التفتت ببطء الى الصغير
الذى بدأت دموعه فى الهطول...
ليسمعه من جديد يردد باصرار :
أنت أبى
لم يدرى مايمكن أن يقوله,
ولا كيف يتصرف,
فظل على صمته للحظات,
حتى نطق أخيرا :
أنا...لست.....
انعقد لسانه وعجز عن النطق,
واتسعت عيناه بشدة,
وارتج قلبه بعنف,
حينما أخرج الصغير من جيبه شئ يعرفه جيدا
حافظة سوداء صغيرة
حافظة زهرة
ومن داخل الحافظة أخرج صورة ضوئية
أعادت اليه ذكرياته دفعة واحدة
صورته مع زهرة
.
.
القلب الصافي
18-2-2010, 01:01 PM
http://www.21za.com/pic/salam_kalam001_files/1.gif
يا الله..
حقيقة اشعر بأنني سأجن..
فكلما توقعت توقعا خالفته...
يا لها من كاتبة متميزه...
بدأت القصة تشتد بعد هدوء مما سيكسبها طابعا غاية في الروعة..
شكرا من اعماق قلبي على نقل هذه الرواية الرائعة{سوسو}....
وتأكدي انني اتابع بأستمرار...
تحياتي..
Fifa san
18-2-2010, 10:20 PM
رحمتك يارب
حدث ماكنت أخشاه
لقد شعرت أن زهرة استشهدت
ولكن لم أتوقع أبدا أن الصغير هو ابن عمر
الأحداث أصبحت ساخنة جدا
أرجو أن نعرف البقية منها في القريب العاجل
حبيبتي secret girl شكرا جزيلا لك
وبانتظار الأجزاء القادمة بإذن الله
secret girl
19-2-2010, 08:06 AM
القلب الصافي
و
دلوعة صحبتها
http://www.alfrasha.com/up/6950945431484497773.gif
secret girl
19-2-2010, 08:15 AM
(19)
حمله فوق كتفه وانطلق يجرى به بعيدا
كان الخوف يعبث بقلبه
لقد عادت اليه الآلام من جديد.. وكأنما لم تمر السنون,
وكأن الزمن قد توقف عند تلك اللحظة الأليمة
لحظة موت مالك
أول ألم شعر به فى حياته.. وأقسى ألم
وبرغم سيل الآلام التى عاناها عبر حياته القصيرة
الا أن المرة الأولى تبقى دائما هى الأشد والأقسى على النفس والروح
ما أشبه اليوم بالبارحة !
أعادت اصابة جوهر الى عقله حادثة استشهاد مالك..
وكأنما حدثت الآن
أخذ يسترجع ما حدث..
لقد تم الهجوم على موقع كتيبته ومحاصرتها فوق الجبل
لكن جنوده المجاهدين قاتلوا بشراسة واستبسال لفك الحصار
ونجحوا أخيرا فى دحر الروس
الذين تراجعوا تحت وطأة نيران المجاهدين
وتفقد الذئب رجاله..
ليجد جوهر مسجى على الأرض وصدره ينزف بغزارة..
وأحمد يحتضن رأسه,
ويضع يده على صدره محاولا ايقاف النزيف
نزل على احدى ركبتيه وقال لأحمد بقلق : كيف حاله؟
قال أحمد والخوف يملأ عينيه : اصابته شديدة
نظر الذئب فى وجه جوهر الشاحب..
وعقد حاجبيه بقلق
أحمد : علينا نقله الى المستشفى على الفور
بدأ الشرود يحتل عقله
وهو يستمع الى جوهر بصوته الواهن:
لن يجدى.. لن يسعفكم الوقت بعد أن دمروا السيارة,
والطريق الى المستشفى طويل
لدى طريق أقرب بكثير..
احتضن السماء بعينيه وقال بابتسامة شاحبة :
طريق الجنة
اعتصر الذئب عينيه بقوة.. وهز رأسه,
وكأنما يريد ابعاد صورة ما تصر احتلالها
فتح عينيه ليجد أمامه وجه آخر..
وجه يألفه ويحبه كثيرا
أشاح بوجهه وأغلق عينيه بألم..
وهو يحاول باستماته أن يبعد عن عينيه ملامح مالك
التى احتلت قسرا وجه جوهر
مما جعل جوهر يقول بحزن :
هل ملامحى قاسية الى هذه الدرجة؟
رغم كل شئ.. كان العمل فى فريقك
هو أفضل شئ حدث لى على الإطلاق..
لقد كانت الأيام التى قضيتها بصحبتك
من أفضل الأيام التى قضيتها فى حياتى..
لقد علمتنى الكثير ....
كنت أعلم أنك فى النهاية ستقودنى الى الجنة
عجز عمر عن تحمل كلمة اخرى
أخذ نفس عميق.. وهز رأسه بقوة,
وأجبر نفسه على النظر فى وجه جوهر,
وحاول أقصى جهده استعادة ملامحه الأصلية
فجأة.. أطبق بيده على ملابس جوهر
وهو يقول بغضب :
لازال الوقت مبكرا يا فتى..
أتظن أن الوصول الى الجنة بتلك السهولة؟
عليك أولا أن تدفع مهرها
رفعه عمر بذراعه
وحمله فوق كتفه ..وجوهر يتأوه
هتف أحمد بدهشة :
الى أين تأخذه؟
الطريق طويل... لن تقدر
قال بعزم :
فعلتها من قبل
والآن.. على أن أحاول من جديد
secret girl
19-2-2010, 08:33 AM
وضع عمر.. جوهر برفق على المحفة الطبية ذات العجلات,
ووقف يراقبه وهو يتجه الى حجرة العمليات,
ولكنه مرة أخرى عجز عن النظر فى وجهه..
عندما تذكر مالك,
فابتعد متألما وألقى ببصره الى نافذة قريبة..
وبعد فترة.. شعر بيد قوية تربت على كتفه,
التفت ببطء الى القائد الكبير الذى قال باعجاب:
تبهرنى دائما بأفعالك..
لقد نجحت فى انقاذ حياته
أغمض عينيه وقال براحة : حمدا لله
وقف القائد بجواره
يتطلع الى الجبال البعيدة عبر النافذة وهو يقول :
ما رأيك فى هذا الشاب ؟
صمت الذئب قليلا ثم قال : يشبه شخصا كنت أعرفه
ابتسم القائد وقال :
لهذا اخترته من بين 50 شابا وأرسلته اليك ..
كنت أعلم مدى احتياجك لإنسان مثله
صمت القائد قليلا ثم قال :
عمر..لم لا تعود الى بيتك؟
أستطيع تدبير هوية جديدة لك,
كما أن الروس لا يعرفون شخصيتك الحقيقية
أطرق عمر بحزن ثم رفع رأسه وقال بأسى :
ولمن أعود ؟؟
لقد رحل الأحبة جميعا
القائد بتعاطف : أتخشى من ألم الذكريات؟
تنهد بعمق وقال بحنان أبوى :
لم أخش عليك يوما من الموت..
ولا من الأسر وما يمكن أن يفعله الروس بك ..
ولكن كل ما أخشاه أن تسحق الأحزان روحك..
سيظل الحزن يأكل من قلبك وشبابك
حتى يفنيك بأسرع مما تفعل رصاصات الأعداء
انظر لنفسك يا بنى..
انك لم تغادر العشرينات بعد
أغمض عمر عينيه بألم.. وقال بصوت يقطر حزنا :
لقد كانت تحمل طفلى الأول..
لكم تمنيت أن أحمله,
أضمه الى قلبى.. أسمع بكاءه,
ألمس وجهه الصغير وأصابعه الدقيقه
القائد باشفاق :
هون على نفسك يا بنى..
فلست وحدك المكلوم
أشار الى الجبال البعيدة وقال :
كل من يحيا على هذه الأرض.. وفى تلك الجبال,
مصاب بجراح قد لا تندمل مدى الحياة
لكن الحياة لابد وأن تستمر..
ولابد أن نحياها طالما كتب الله لنا الحياة
عمر بأسى:
لكم دعوت الله أن أموت شهيدا لألتقى بأحبتى ..
انتظرت طويلا أن يأتى الموت لكنه لم يأتى
القائد بعطف :
لكن الله كتب لك الحياة...
فيجب أن تخضع لمشيئته
صمت قليلا ثم قال :
عمر .. لقد رزقك الله الصبر
ولكنى أرى أنك بحاجة الى أن ترتقى الى درجة أعلى ..
أنت بحاجة الى الرضا ..
فارض يابنى بما قسمه الله لك ..
وعش حياتك بما يرضى الله
حتى يحين أجلك الذى كتبه الله لك ..
تزوج واعمل وعمر هذه الأرض..
فلا يعقل أن نتركها اليهم ليعمروها
ونظل نحيا فى الجبال..
أما ان كنت عاجز عن تحمل الذكريات الأليمه..
فلن أكلفك مالاتطيق...
ولكن لدى حل آخر..
صمت قليلا ثم قال :
ما رأيك أن تعود الى مصر؟
نظر اليه باستنكار وقال بألم : وحدى؟
القائد : نعم, ربما يشفى جراحك هواءها ونسيمها
وذكريات طفولتك وصباك ..
وربما تجد هناك من تتزوجها...
وتستطيع أن تخفف من أحزانك
هز عمر رأسه نفيا ببطء..
ومد عينيه الى قمم الجبال البعيدة :
لم يعد بامكانى أن أعود الى مصر..
أصبحت جزءا من هذه الأرض ..وقطعة من هذه الجبال
كل أحبتى هنا ...
ان كل ما أتمناه الآن أن أموت وأدفن بجوارهم ..
حتى لا أستوحش فى حياتى.. وفى قبرى أيضا
زفر القائد بأسى وقال باشفاق :
ما رأيك فى رحلة أخرى؟
زيارة الى بيت الله الحرام؟
التفت عمر اليه وظهر فى عينيه الحنين وقال :
نعم ..نعم ..
أتوق الى هذه الزيارة بكل جوارحى
قال بحزن :
لكم تمنيت أن تكون زهرة معى فى هذه الرحلة,
لكم تمنت أن ترى بيت الله الحرام بعينيها
القائد :
هون على نفسك يا عمر ..فإنها شهيده
أغلق عمر عينيه بقوة وقال :
ولكنى أشعر بها حولى فى كل مكان...
لاترى عينى سواها.. ولاتسمع أذنى الا صوتها
القائد بتعاطف :
ارض يابنى.. ارض بقضاء الله حتى يرضيك الله
سأرحل الآن لأدبر لك الرحلة التى اتفقنا عليها..
وعندما تعود.. سيكون لنا حديث آخر,
ربما تصبح أكثر قدرة
على تقبل فكرة زوجة جديدة وحياة جديدة
همس بحنين جارف وهو يعصر عينيه ألما :
ولكن قلبى لا يسع سوى زهرة واحدة
سمع صوتها يشدو فى قلبه :
وستظل تحيا فى قلبك ترتوى من حبك لهذه الأرض
تنهد بعمق وقال : آه يا أحبتى ..كم أشتاق اليكم
رفع عينيه الى السماء وقال برجاء :
رب لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين
.
.
secret girl
19-2-2010, 08:41 AM
لأول مرة منذ زمن بعيد..
تطل أنهار الرضا من عينيه
وتنفرج أساريره بابتسامة حانية تمتلئ حبا وشوقا
لم يصدق أبدا.. أن بامكانه أن يستعيد ذلك الشعور الرائع
الذى فقده من سنين طويلة,
حمله وضمه الى صدره بذراعيه..
كما لو كان يتمنى أن يذوب فى دمائه ليملأ قلبه
أبقى عينيه مغمضتين بقوة..
وكأنما يتمنى أن يدوم ذلك الشعور للأبد
ملأ صدره بتلك الرائحة التى افتقدها طويلا..
رائحة الحياة
لكم عاش طويلا ميت بين الأحياء..
أو حى بين الأموات
حتى أتى ذلك الصغير الجميل..
ليعيد اليه كل المشاعر التى افتقدها طويلا
وكأنما تجمع فيه كل من أحبهم فى حياته
حب زهرة..
حنان مالك..
عطف محمد..
احتضن طفله -الذى لم يراه أبدا- بقوة كبيرة,
وكأنما يحتضنهم جميعا..
وهمس فى أذنه بشوق عارم :
مالك
أخذ يمسح على ظهره وشعره
أبعد رأسه قليلا عنه ..
وأخذ يتحسس ملامحه الصغيرة بأنامله,
وكأنما يريد أن يحفظها فى قلبه,
ثم أمسك بيده..
وانهال يقبل أصابع يديه الصغيرة بحب طاغى
انطلق فيض الحب والحنان المكبوت طويلا فى أعماقه..
انطلق سيلا يحطم كل السدود..
ليتحول الى أنهار من القبلات أغرق بها صغيره
الذى أعاد الى قلبه دماء الحياة لينبض بالحب من جديد..
وأشرقت ابتسامته من جديد ..
لتذيب جليد حرمان السنوات الطويلة
secret girl
20-2-2010, 07:29 AM
(20)
سأعود من أجلها..
رفعت كاترين عينيها عن الصورة الفوتوغرافية الصغيرة
التى تحملها بين أصابعها..
وأخذت تتأمل الذئب بذهول
كان يجلس الى منضدة..
مستندا بمرفقيه اليها ورأسه بين كفيه,
وحول المنضدة جلست هى والقائد وسيدة أخرى لا تعرفها,
أما الصغير.. فقد كان نائما فى الدور العلوى
أرادت كاترين أن ترد عليه..
كانت تحمل الكثير والكثير من الكلمات التى يمكن أن تقال
لكنها هربت كلها من رأسها ..
عندما فاجأها بعد الصمت الطويل..
بكلماته الممتلئة باصرار وعناد لم تقابل مثله فى حياتها
أدارت عينيها فى وجوه الجميع..
علها تجد من يقول كلمة تثنيه عن عزمه
لكنها أدركت أن حالة الذهول التى أصابتها..
قد أصابت الجميع أيضا
شخص واحد فقط من الجلوس
استطاع أن يكسر حالة الصمت التى طغت على كل من فى الحجرة
وبعينين سكنتهما الدموع..
فلا هى عادت من حيث أتت,
ولا هى غادرت الى خديها
قالت أم مالك وزهرة بصوت يقطر بالألم :
لم تفعل مافعلته الا لأنها كانت تريد انقاذك..
بمجرد أن وصلنا نبأ اصابتك ونقلك الى مستشفى فى جروزنى..
لم تستطع البقاء ليلة واحدة,
فاصطحبت مالك وغادرت الى جروزنى,
وأصر خالد على مرافقتها حتى لاتكون وحيدة
تنهدت بألم وهى تكمل :
كان الأمر كله مجرد خدعة
لإستدراجها الى جروزنى .. لتقع فى قبضتهم
لقد جاءت الطعنة من شخص شديد الثقة..
لم نكن ندرى أنهم استطاعوا شراءه..
لا أحد يمكن أن يتوقع ابدا أنه خائن
ضرب المنضدة بقبضته بغيظ شديد وهب واقفا..
ثم استدار الى النافذة ليخفى الغضب الرهيب الذى غزا ملامحه
قال بعد صمت :
تلك هى معركتنا الحقيقية..
مع الخونة والعملاء
لن تدرى أبدا من أين تأتيك الطعنه
استند بكفيه الى النافذة وطال صمته..
وخيم الصمت على الجميع,
لقد نجت زوجته من موت محقق ..
عندما فاجأها المخاض بعد تركه لها بسويعات قليلة
تخلفت عن حافلة المهجرين التى كان يجب أن تركبها
أنقذها مالك الصغير من هلاك محقق
وفى نفس اللحظة التى عرف فيها بنجاتها...
صدمته الحقيقة المؤلمة
فهى الآن أسيرة بين أيديهم.. بين أيدى الأعداء
تنتظر أن يبادلوها به
فاما حياته ....أو حياتها
نطق أخيرا بصوت ينتفض غضبا :
لم أكن أتوقع أن هناك ما هو أشد وأقسى على النفس
من الوحدة وفقد الأحبة..
جحيم الإنتظار.. وأن تكون سببا فى ايذاء
أقرب الناس اليك..
سأعود من أجلها مهما كان الثمن
هتفت كاترين بعد أن عجزت عن الصمت :
هل جننت؟
أتريد أن تحقق لهم ما يريدونه؟
لن يتركوك حيا أبدا.. اذا ما وضعوا يدهم عليك
يمكننا ان ننقذها بطريقة أخرى
أستطيع أن أحرض عليهم
الصليب الأحمر.. ومنظمات حقوق الإنسان,
بامكانهم التدخل و......
التفتت اليها عمر ببطء وهو يقول :
يبدو أنك لم تدركى بعد طبيعة الصراع الروسى الشيشانى
استطاعت روسيا اقناع العالم أن القضية
هى شأن روسى داخلى..
وأن الشيشانيون ماهم الا مجموعة من المجرمين
الخارجين على القانون الروسى
هتفت بغضب : مابك؟
أتلك هى نظرتك للأمور
قال بأسى : بل نظرة العالم الينا والى قضيتنا
لن يتدخل أحد من أجل مجموعة ينظرون اليها كارهابيين,
خاصة فى ظل التحالف العالمى الذى تقوده أمريكا ضد الإرهاب
وطالما أننا مسلمون..
فنحن اذا........ مدانون
هتفت كاترين بعناد :
لا يمكن أن تيأس الآن..
هناك الكثيرين يؤمنون بعدالة قضيتكم ويتعاطفون معكم
قال :
ولكنهم للأسف.. ليسوا فى موقع سلطة,
أو بيدهم قوة يمكن أن تساعدنا..
ليس لنا سوى ثقتنا بالله.. ومواصلة المقاومة والصمود
حتى نحرر أرضنا ولو بعد آلاف السنين
هتفت كاترين : وماذا عن صغيرك؟
الى من تتركه.. وماذا سيكون مصيره
بعد رحيلك ورحيل أمه؟
قال ببطء : له الله.. ثم جدته وخالته,
وكل الشيشانيين.. هم أهله
كاترين : اذا فلقد اخترت .......حياتها مقابل حياتك
نظر اليها وقال : بل حياتى مقابل حريتها
عقدت حاجبيها بدهشة وتساءلت بشك :
تقصد زوجتك؟
أخيرا تحدث القائد قائلا بحزم :
ومن أجل هذا فأنا أمنعك من العودة
لا يمكننى التضحية بقائد مثلك..
المقاومة تحتاجك بشدة,
نستطيع أن نتدبر الأمر,
سنبحث عن طريقة لإخراجها من هناك,
ولكن دون التضحية بك
قال بهدوء : المقاومة ستستمر بى أو بدونى..
من مئات السنين.. وطوال حروبنا معهم
لم تتوقف المقاومة أبدا لموت واحد منها..
فالمقاومة ليست فردا.. بل هى الشعب بأكمله
التفت مجددا الى النافذة..
وراح يتأمل الجبال البعيدة والوديان والأشجار
وهو يقول بشرود :
وحتى لو أفنوا شعبنا..
ستحاربهم الجبال والسهول والأشجار والجليد
ستحاربهم الأرض والسماء
رحم تلك الجبال لن ينضب أبدا عن اخراج المجاهدين
أعلم أنها هناك.. تنتظرنى
وواجبى يحتم على أن أعود اليها
تأمله الجميع بصمت ..
ولم يجروء أحدهم على قول أى شئ
ومرة ثانية ظل عقل كاترين يردد نفس السؤال
دون أن يتحرك لسانها :
أزوجته يقصد؟
secret girl
20-2-2010, 07:51 AM
هل ستعود؟
قالها الصغير ودموعه تطل بقوة من بين جفنيه..
وهو يتشبث بملابس عمر
الذى جلس على احدى ركبتيه.. ليكون قريبا من صغيره
سقط عمر فى بحور من الحيرة..
وهو ينظر فى عينى مالك...
ولم يجد له نجاة سوى صمته
ولكن فى النهاية..
كان مضطرا للإجابة على السؤال المؤلم..
فهز رأسه ببطء وقال :
لا أدرى!
ولكن يوما ما
عندما تصبح ذئبـ..., أعنى رجلا
عليك أن تقطع هذا الطريق..
وتعبر تلك الجبال لتعود الى هناك
حمله بين ذراعيه ونهض من الأرض ونظر بعيد
وهو يمد ذراعه ليشير باصبعه بامتداد البصر
وعينا مالك تتابع اصبعه وترحل بعيدا الى قمم الجبال..
وصوت أبيه يدوى فى أذنيه :
هناك.. أصلك وجذورك,
واليها يجب أن تعود يوما ما
تلاقت عيونهما فى صمت..
وعجز عمر مجددا عن احتمال نظرات الصغير.. فاحتضنه بشوق عارم وحنان فياض..
وامتلئت عيناه بالدموع..لكنها ظلت حبيسة جفنيه
وتعلق الصغير برقبته بكل قواه..
لكن عمر انتزعه من أحضانه بقسوة وأنزله رغما عنه..
واخذ نفس عميق وفرد قامته بقوة
لينتصر فى النهاية على دموعه..
ويدفنها فى صدره
أعطاه ظهره حتى لا يضعف من جديد..
وخرج من الباب وهو يسير بخطوات سريعة قويه
تعصر الثلج تحتها ..مخلفة أثرا بارزا لآثار قدميه
أخيرا ترك دموعه تتحرر من صدره ..
عندما تأكد أنه أصبح وحيدا
فأغرقت وجهه.. وكبده يتفتت ألما لفراق صغيره,
حبة قلبه
بدأت خطواته تتباطأ..
وصورة مالك تملأ عينيه وقلبه..
وهو يتذكر دقائق ملامحه.. وأصابعه الصغيرة,
وأنفاسه الدافئة وهى تعانق وجهه,
وذراعيه حول عنقه
تمنى لو يروى قلبه بضمة أخيرة..
من ذلك الملاك المتدفق بالحنان
توقفت قدماه عن السير رغما عنه..
وكادت قواه تخور ويلتفت للخلف..
أو يعود جريا الى صغيره
لكنه كافح باستماته ليتغلب على ضعفه..
وأعتصر عينيه ليفرغ آخر قطرة من دموعه
عقد حاجبيه.. واستنشق الهواء البارد بقوة,
وهو يصطدم بوجهه
ولم يفتح عينيه الا عندما جفت دموعه تماما
وحل محل الضعف.. نظرة تمتلئ عزما واصرارا
وبدأت أصوات كثيرة تأتيه من كل مكان..
أصوات يعرفها جيدا
عندما يستباح الوطن ..يستباح كل شئ ..
وتصبح الدنيا سوق كبير للنخاسه..
فيه الإنسان أرخص من تراب الأرض
أرضنا هاهنا..
وسنظل هنا حتى ندفن فيها.. لن نتركها لهم
كلنا سنموت يا صديقى.. المهم هو كيف سنموت؟
لازالت الشيشان صامدة..
تقدم أبناءها ثمنا لدينها وحريتها منذ مئات السنين..
وحتى الآن
هدفنا ليس الإنتقام ..
الحرية يا ولدى ..
اننا لا نسعى الى الإنتقام ..بل نسعى الى الحرية
وهذا هو مالايريدونه لنا
انه حلم تتضاءل بجانبه كل الأحلام..
حلمى أن أموت شهيدا
عمر .... نحن نؤمن تماما أننا سننتصر ..
حتى لو لم نر النصر بأعيننا فسيراه من بعدنا...
لكننا فى النهايه سننتصر
احتفظ بصوت زهرة وكلماتها فى أذنيه وقلبه..
وانتفضت عروقه بالإصرار
وتضاءلت رغبته فى الإلتفات للخلف حتى اختفت تماما
سار بخطوات أقوى وأسرع..
يدوس الثلج مخلفا أثرا أعمق فيه..
وعيناه تنظران للأمام.. تتطلعان للعودة اليها
أما الصغير.. فقد خرج من الباب
وعيناه متعلقة بآثار أقدام أبيه الغائرة فى الثلج..
وتتبعت عيناه خطواته ..
حتى توقفت عند نقطة سوداء بعيدة
ظل متشبثا بتلك النقطة السوداء الصغيرة
التى توقفت وسط لوحة كبيرة بيضاء ..
رسمها الثلج الكثيف...
حتى تحركت أخيرا وتحركت معها عيناه..
وقلبه يسافر خلف الجبال والسهول البعيدة
يمضى الى حيث يرحل أباه
وبدأ لسانه يتحرك وهو يهمس بصوت خفيض ..
يعلو بالتدريج ليبدو واضحا فى حروف كلماته
انه ينشد أغنية
ويعلو صوته وكأنما تردد معه الجبال
في ليلة مولد الذئب خرجنا إلي الدنـــــيا
وعند زئير الأسد في الصباح سمونا بأسمائــنا
وفي أعشاش النسور أرضعتنا أمـــهاتنــا
ومنذ طفولتنا علمنا آباؤنا فنون الفروسيــــة
والتنقل بخفة الطير في جبال بلادنا الوعـــرة
لا إله إلا الله
لهذه الأمة " الإسلامية " ولهذا الوطن ولدتنا أمهاتنا
ووقفنا دائماً شجعانا نلبي نداء الأمــــة والوطن
لا إله إلا الله
جبالنا المكــــسوة بحجر الصـــــوان
عندما يدوي في أرجائها رصاص الحــــرب
نقف بكرامة وشرف علي مـــر الســــنين
نتحدي الأعداء مهمــــا كانت الصعــــاب
وبلادنا عــــندما تنفجر بالبـــــــارود
من المــحال أن ندفن فيها إلا بشرف وكرامـــة
لا إله إلا الله
لن نســتكين أو نخضـــع لأحـــــد إلا لله
فإنها إحـــدى الحسـنيين نفــــوز بــــها
الشهــــــــــــادة أو النصـــــــر
لا إله إلا الله
جراحنا تضـمدها أمــــــهاتنا وأخواتنا بذكر الله
ونظرات الفــــخر في عيونــهن تثير فينا مشاعر
القــــــــــــوة والتحـــــــــدي
لا إله إلا الله
إذا حالـــــوا تجويعنا سنأكل جذور الأشجار
وإذا منع عنا الماء سنشرب نــــــدي النبات
فنحن في ليلة مولد الذئب خرجــــــنا للدنيا
ونحن دائماً سنبقي مطيـــــــعين لله والوطن
وهـــــــذه الأمـــــــــــــة
لا إله إلا الله ...
النشيد الوطنى للشيشان
http://backgnd.jeeran.com/broad16.gif
تمت بحمد الله وفضله
ولا تنسونا من صالح دعائكم
I LOVE JORDAN
20-2-2010, 08:13 AM
بارك الله فيكي أخيتي الكريمة .... و جعله الله في ميزان جسناتك إلى يوم الدين ....
حقا استمتعت بهذه الرواية التي لا أجد من الكلمات ما يصف روعتها ...
لقد أزلتي بوضعك لهذه الرواية العديد من الأمور المبهمة التي كانت تحصل في إحدى بلاد المسلمين ...
لقد قرأت الرواية أكثر من عشر مرات ... و كأني عشت بين شخصياتها و عايشت حياتهم ...
أرجو أن لا تتوقفي في وضع الروايات الإسلامية عند هذا الحد .... نتوق لجديدك
وفقكي الله لما يحب و يرضى ....
Fifa san
20-2-2010, 09:06 AM
ماأجمل ما نقلتيه لنا
هذه الرواية واحدة من أجمل الروايات التي قرأتها في حياتي
يكفي أنها عرفتني عن أخواننا الشيشانيين وما يعانوه من جانب الملاحدة وجانب الخونة
ليت المؤلفة وضحت مصير زهرة وهل استطاع عمر إنقادها وماذا فعل عمر وما مصيره
لكنها أحيت فيني أملا كبيرا
وبما أن النهاية مفتوحة
سأضعها مثل ماأريد
أسأل الله عز وجل أن ينصر أخواننا المسلمين في كل مكان
اللهم أنصرهم في فلسطين وكشمير والشيشان
اللهم أنصرهم على عدوك وعدوهم فإنهم لا يعجزونك
اللهم ارحم شهدائهم وكن يالله لهم معينا
رحمتك يالله بالأطفال والنساء وشيوخهم
اللهم عليك بالظلمة الملاحدة والكافرين
اللهم انهم طغوا وبغوا وعلوا فأرنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم آمــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــن
اللهم آمــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــن
اللهم آمــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــن
جزاك الله خيرا حبيبتي secret girl
أسأل الله العلي القدير أن لا يحرمك أجر مانقلته لنا
وأن يجعله في موازين حسناتك وأن يجمعنا جميعا في جنة الفردوس الأعلى
اللهم آمــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــن
آراك بخيرا دائما
وفي حفظ الله ورعايته
سُلوان
20-2-2010, 10:31 PM
لا بجد بجد بجد بدون شك قصة روعة اللهم بارك
رغم انى مش بحب النهايات المفتوحة لكن بجد جميلة
رغم انى تهت شويتين فى النص كده
لكن الله المستعان
كانت ممتعة
جعلتنا نترنح بين مشاعر الحزن والفرح والغضب واحيانا دفعتنا الى البكاء
استمتعت حقا بكل حلقة من حلقات تلك القصة
انتى عارفة اخويا لصغير عنده 8 سنوات نفسه اوى يروح الشيشان ويبقى مجاهد هناك ويقلى انتى عارفة يا رحمة لما اكبر هروح الشيشان وهقاتل هناك وهدافع عن المسلمين
يارب يحققله امنيته
لكم نحن مقصرين فى حق اخواننا واخواتنا فى الشيشان
اسال الله ان ينصرهم على من عاداهم
اه ذكرتنى ببعض الكلمات كنت قد كتبتها من سنتين او ثلاث تقريبا
هى لا تعتبر شعرا او اى من هذه الاشياء وانما هى مجرد اممم تفريغ للمشاعر او شئ من هذا القبيل
شيشان يا زهر البرية تمهلى
فالنصر قادم اليك فلا تذبلى
وبك عقبان المنية قد حلقوا
واسد البرية قد زئروا
فى وجه الروس قد وقفوا
وبانيابهم قد مزقوا
وبعدوهم قد نكلوا
ولربهم قد كبروا
اعلم هى مجرد كلمات بسيطة ولكن فى هذا الوقت من عمرى لم استطع ان اكتب الا هذه العبارات
وجزاك الله خيرا حبيبة البى على مواضيعك الجميلة ويا ريت دايما ماتحرمناش من المواضيع الشيقة دى
|[ گريستال ]|
20-2-2010, 11:45 PM
جزاكي الله خيرا اختي أخيرا قرأتها الى النهاية ولم تكن النهاية كما اتمنى لكن كانت رائعة بحق هذه من احلى الروايات التي قرأتها في حياتي والحمد لله حفظتها كاملة في جهازي وراح انزلها على الجوال وانشرها للكل عبر الملاحظات حتى يستفيدوا
جزاكي الله خيرا ولو عندك رواية ثانية مثلها فياليت لو تضعيها لنا او على الاقل تعطينا اسمها
والسلام
أبو رويم
27-2-2010, 05:55 PM
جزاك الله خيرا أختى على الرواية الرائعة فهى من أروع ماقرأت
وبارك الله فيك وجعلها فى ميزان حسناتك
وننتظر منك روايات أخرى
وسيتم نشرها فى منتديات أخرى هذا إن وافقت بالطبع
^_* رآآن
2-3-2010, 02:25 AM
بوركت ^ ^
جزآك الله خيرر
secret girl
2-3-2010, 08:22 PM
بارك الله فيكي أخيتي الكريمة ....
وبارك الله فيك أختي
و جعله الله في ميزان جسناتك إلى يوم الدين ....
أمــيـن
حقا استمتعت بهذه الرواية التي لا أجد من الكلمات ما يصف روعتها ...
لقد أزلتي بوضعك لهذه الرواية العديد من الأمور المبهمة التي كانت تحصل في إحدى بلاد المسلمين ...
لقد قرأت الرواية أكثر من عشر مرات ... و كأني عشت بين شخصياتها و عايشت حياتهم ...
جزاك الله كل خير أختي
علي هذا الكلام الجميل
أرجو أن لا تتوقفي في وضع الروايات الإسلامية عند هذا الحد .... نتوق لجديدك
إن شاء الله أضع المزيد من الروايات
ولكن في الأجازة
وفقكي الله لما يحب و يرضى ....
ووفقك الله أنت أيضا أختي
شكرااا لمرورك أختي الذي أسعدني كثيرا
بارك الله فيك
ولك مثل ما دعوت لي
جزاك الله خيرا
لك مني أجمل تحية
حفظك الله من كل سوء
في أمان الله
secret girl
2-3-2010, 08:35 PM
ماأجمل ما نقلتيه لنا
هذه الرواية واحدة من أجمل الروايات التي قرأتها في حياتي
أنت الأجمل أختي
شكرا لك لهذا الكلام الجميل
يكفي أنها عرفتني عن أخواننا الشيشانيين وما يعانوه من جانب الملاحدة وجانب الخونة
ليت المؤلفة وضحت مصير زهرة وهل استطاع عمر إنقادها وماذا فعل عمر وما مصيره
لكنها أحيت فيني أملا كبيرا
وبما أن النهاية مفتوحة
سأضعها مثل ماأريد
في البداية كنت زعلانة مثلك
أن النهاية مفتوحة
ولكن قلت هكذا أفضل
حتي أنهيها مثل ما أريد
ولا يموت شخص أخر
أسأل الله عز وجل أن ينصر أخواننا المسلمين في كل مكان
اللهم أنصرهم في فلسطين وكشمير والشيشان
اللهم أنصرهم على عدوك وعدوهم فإنهم لا يعجزونك
اللهم ارحم شهدائهم وكن يالله لهم معينا
رحمتك يالله بالأطفال والنساء وشيوخهم
اللهم عليك بالظلمة الملاحدة والكافرين
اللهم انهم طغوا وبغوا وعلوا فأرنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم آمــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــن
اللهم آمــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــن
اللهم آمــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــن
أمـــــــــــــيـــــن
أمـــــــــــــيـــــن
جزاك الله خيرا حبيبتي secret girl
أسأل الله العلي القدير أن لا يحرمك أجر مانقلته لنا
وأن يجعله في موازين حسناتك وأن يجمعنا جميعا في جنة الفردوس الأعلى
اللهم آمــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــن
أمـــــــــــــيـــــن
آراك بخيرا دائما
وفي حفظ الله ورعايته
جزاك الله خيرا أخيتي
علي مرورك الذي أسعدني كثيرا
وشكراا لك كثيرا أختي
فقد كنت من المتابعين الدائمين
وكنت تشجعيني كثيرا لإكمال القصة
بارك الله فيك أختي
لك مني أرق التحيات
حفظك الله ورعاك
في أمان الله
secret girl
2-3-2010, 08:50 PM
أهلا بك أختي رحمة
اعتقدت أنك لم تتابعي القصة
لكن اتضح لي غير ذلك
لا بجد بجد بجد بدون شك قصة روعة اللهم بارك
شكرا لك أخيتي
أنت الأروع بالتأكيد
رغم انى مش بحب النهايات المفتوحة لكن بجد جميلة
رغم انى تهت شويتين فى النص كده
لكن الله المستعان
كانت ممتعة
جعلتنا نترنح بين مشاعر الحزن والفرح والغضب واحيانا دفعتنا الى البكاء
استمتعت حقا بكل حلقة من حلقات تلك القصة
وأنا كنت أكثر استمتاعا بعد قراءة ردك الجميل
انتى عارفة اخويا لصغير عنده 8 سنوات نفسه اوى يروح الشيشان ويبقى مجاهد هناك ويقلى انتى عارفة يا رحمة لما اكبر هروح الشيشان وهقاتل هناك وهدافع عن المسلمين
يارب يحققله امنيته
ما شاء الله ...
تبارك الله
يا رب يحفظ لك أخوك
و ربي يبارك فيكم لأنكم من زرعتم فيه هذا
لكم نحن مقصرين فى حق اخواننا واخواتنا فى الشيشان
اسال الله ان ينصرهم على من عاداهم
أمـــــيــن
اه ذكرتنى ببعض الكلمات كنت قد كتبتها من سنتين او ثلاث تقريبا
هى لا تعتبر شعرا او اى من هذه الاشياء وانما هى مجرد اممم تفريغ للمشاعر او شئ من هذا القبيل
شيشان يا زهر البرية تمهلى
فالنصر قادم اليك فلا تذبلى
وبك عقبان المنية قد حلقوا
واسد البرية قد زئروا
فى وجه الروس قد وقفوا
وبانيابهم قد مزقوا
وبعدوهم قد نكلوا
ولربهم قد كبروا
ما شاء الله
كلمات رااائعة
لم أكن أعرف أنك شاعرة
لااااا... والأبيات فيها قافية كمانIcon-yes0
اعلم هى مجرد كلمات بسيطة ولكن فى هذا الوقت من عمرى لم استطع ان اكتب الا هذه العبارات
وجزاك الله خيرا حبيبة البى على مواضيعك الجميلة ويا ريت دايما ماتحرمناش من المواضيع الشيقة دى
جزاك الله خيرا حبيبتي
علي مرورك الذي أسعدني
وبارك الله فيك
ووفقك الله أنت وأختك وأخوك
حفظك الله من كل سوء
في أمان الله
secret girl
2-3-2010, 09:08 PM
شمس الإسلام
جزانا الله خيرا وإياك أخي
والحمد لله أنها أعجبتك
وشكراا لك لمتابعتك المستمرة
وانشرها كما تريد
وإن شاء الله أضع المزيد من الروايات
ولكن في الأجازة
بارك الله فيك
وشكرااا لمرورك
في أمان الله
أبو رويم
جزانا الله خيرا وإيا أخي
ويسعدني كثيرا أن الرواية قد أعجبتك
بارك الله فيك علي الدعاء ولك مثل ما دعوت
وانشرها كما تريد
أنا لا أمانع بل إن هذا يسعدني
شكراا لمرورك الطيب
بارك الله فيك
في أمان الله
^_* رآآن
جزانا الله خيرا وإياك أختي
شكراا لمرور
حفظك الله
معلمة تاريخ
8-3-2010, 12:56 PM
السلام عليكم..
عذراً على التأخير..
لدي مشكلة في العضوية والحمد لله حُلت..
البداية مشجعة جداً..
لي عودة بإذن الله..
معلمة تاريخ
12-3-2010, 03:38 PM
السلام عليكم..
عدنا^^
رائعة..
أعجبني في البداية التصوير للهامش الخارجي....
وما أعجبني عمر لما زهق من المدرسةIcon45
إيضاً التصوير للقائد والأسير..
حقيقة إستمتع بقرائتها..
موفقه أختي..
ღ ليـــان ღ
15-3-2010, 02:01 AM
اوووووو .. يبدو أنه فاتني الكثير
لي عودة إلى الخلف لقراءة ما فاتني
^_^
ღ ليـــان ღ
15-3-2010, 07:09 AM
رواية رائعة جداً جداً
لامست احساسي وتخللت مشاعري ..
تألمت حينما تألموا
وابتسمت حينما ابتسموا
وبكيت حينما بكوا ..
ولقد استوقفتني كلمات قالتها زهرة أرغمتني على البكاء ..
وأنا أحبه وسأفتقده كثيرا ..
ولكن لا يجب أن يتحول الحب الى أنانية وقيد لمن نحب
فنحن لا نحزن عليهم بقدر ما نحزن لأنفسنا,
نحزن لفقدنا لهم ووحدتنا من بعدهم..
ان كنا نحبهم حقا فيجب أن نتخلى عن أنانيتنا
ونتمنى لهم السعادة التى لم ينالوها فى هذه الحياة
آآآآآآآآآآآآآآه .. رحماك ربي
تذكرت أخي رحمه الله ..
وحاولت حبس دموعي .. ولم أستطع ..
نعم اتمنى له السعاده والحصول على زوجة راضية
لم يستطع الحصول عليها في هذه الحياة ..
شكراً من القلب لكِ
غاليتي سكريت
سلمت يمناكِ وجزيتِ خيراً ..
Mint Girl
15-3-2010, 02:41 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(عودة الذئب) رواية جميلة جدا جدا ما شاء الله ..
الأحداث جميلة و مؤثرة .. و الوصف جميل و يدخلك في جو القصة .. ربما هذه الرواية هي أول رواية
أتأثر بها لهذه الدرجة .. موت مالك .. معرفة عمر أن لديه ابن .. هذين الحدثين تأثرت بهما ..
أيضا الغموض جميل جدا .. بعد موت مالك و بَدأ المؤلفة بالتركيز على الذئب ثم اكتشافنا بأنه هو عمر ..
و كذلك ابنه .. عندما كان يركز ناظريه عليه بدون أن يزيحهما عنه ..و لا يأكل حتى يأكل .. حتى انه جاء إليه في فراشه .. كان هذا يثير الأسئلة في رأسي ..
عندما بدأت القراءة هنا في مسومس لم أتمكن من احتمال انتظار كل جزء فذهبت للبحث عنها و قرأتها ..
كم أتمنى أن أعرف إن كان للمؤلفة روايات أخرى؟ .. أيضا هل يوجد جزء ثاني من الرواية؟
في أمان الله
secret girl
23-3-2010, 01:17 AM
معلمة تاريخ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أختي
الحمد لله أن القصة أعجبتك
وأنك تستمتعين بها
وأنا أكثر أستمتاعا لإستمتاعك بالقصة
وأنتظر ردك عليها بعد الإنتهاء من قرائتها
وفقك الله وحماك
في أمان الله
fahd141
14-5-2010, 07:36 AM
يااااااااااه ، أمازال هناك من ينقل هذه الرواية الرائعة في هذه الأيام ؟؟
مهما تقادم الزمن فستظل هذه الرواية تحديدا مميزة عن باقي مؤلفات المبدعة الأخت سامية آنذاك ، و أقصد بآنذاك حوالي 10 سنوات ماضية!!! Icon-clab0 و من شدة إعجابي بالرواية آنذاك كنت قد صممت غلافا للرواية ، أحتفظ بها للآن بين ملفات الحاسوب القديمة ..
سأطرحها لاحقا بعدما أبحث عنها و أجدها بإذن الله Icon05
سؤال للمتابعين للكاتبة / هل مازالت تكتب حتى الآن ؟؟؟
شكرا لناقلة هذه الرواية ..
دمتم
معتزة بديني
14-5-2010, 06:45 PM
جزاك الله خير أختى
وجعلها الله فى ميزان حسناتك
fahd141
19-5-2010, 02:28 PM
تصميم متواضع للرواية - إن لم يخب ظني صممتها في 2005 م ..
http://ser1.almlf.com/i/00036/ir31hf53u9ac.jpg
تشيزوكو
10-10-2010, 03:23 AM
راااااااااااائعة بكل المقاييس
لا يمكن وصف روعتها بالكلمات أبداً..
إبداع بلا حدود
شكرا للكاتبة الرائعة وشكرا لأختنا التي نقلت الرواية
أعتذر لأنني رفعت موضوعاً قديماً.. ولكن هذه الرواية تستحق الرفع وبشدة
Powered by vBulletin® Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir