المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كَيْفَ سَيَكُونْ،لَوْ أَنَّ مَانُحِبّ "يَشْعُرْ"!



ciel,
12-1-2010, 10:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أذكر مقولة لـ أبو حامد الغزالي .. يقول فيها:
"من لم يحركه الربيع وأزهاره ، والعود وأوتاره ، فهو فاسد المزاج ، وليس له علاج"

وماقوله هذا "كما جاء في أحد مقالات جريدة الشرق الأوسط" إلا وصفٌ للمتحجرين شعورياً ونفسياً ،
يشخص مرضهم ويعبر عنه بصفة بشعة مقيتة "الفساد" ،
ويجنح إلى الإقرار بثقة أنه مزمن وخطير لحدّ جعله يصرح بأسى أنّ: ليس له علاج : (




وإذا عدنا لتلك الجملة ،
فلا أبلغ منها في رأيي ، ذلك لأنها قانون لا يغفر للفاسدين ركودهم وبلادتهم ،
ولا يبرر لهم القسوة والجبروت ، ويجعلهم في مصافّ المجذومين والمساكين والمرضى ، ليس لهم علاج.

وحين أتأمل النافذة وقت شروق الشمس ووقت مغيبها ، أو السماء في صفائها وكدرها ،
أو الأشجار حين توصي بناتها الأوراق الصغيرة وتهتم بهنّ ترقصهنّ ما إن يخطف النسيم أو يعبر الهواء ،
علّ أريج الأوراق يسترعي انتباههما فيفتن لبّهما ، ويأخذ بعقولهما!
فيحمل رسائل الأغصان للأحباب ، والثمار للعشاق ،
حتى لا يبقى في الطبيعة شيءٌ لم يدخل الحبّ في تركيبه وخلاياه ، وكأنها تشكلت منه ، وهُيّئت من مادته ،
ثم تصورت في أشكال شتى ،
فإذا نطقت فإنما تنطق بالحب ، وإن غضبت فلا تغضب إلا لأجله ،
وإذا ماهدأت ونعست ونامت فلا تذكر في مناماتها إلا معدنها الذي خلقت منه: الحبّ.

أقول إنني لا أتأمل شيئاً من شؤون الطبيعة إلا ويتملكني العجب ممن يستطيعون المرور بها مرور الكرام ،
ويتمكنون بكل عربدة من النظر إليها كأجرام وأشياء ومواد جمالية شكلية بحتة ،
تكتمل بها اللمسات النهائية للصور ،
مجرد ألوان وخطوط متوازية وأخرى متعرجة وأصوات يتم التعامل معها على أسس علمية فيزيائية معقدة ،
الشجرة تخرج الأكسجين إذا توفر الهواء والضوء والماء ، الشجرة تحوي مادة الكلوروفيل الخضراء ،
غصن الوردة جامد لأنه مكسوّ بمادة لزجة مغطاة باللحاء ،
ماذا لو أن غصنها جلدها ، وأنها تحتضن في داخلها روحاً طيّبة وغير مرئية كأرواحنا؟
وأنها تبكي إذا ما قطفناها ، وجرّدناها من تربتها ، وشرّدناها عن موطنها ،
حتى تبدو لنا دموعها الغاليات الثمينة على هيئة المادة اللزجة تترقرق بهدوء وبدون صوت لأنها لا تملك حنجرة ،
أو لأنها تملك حنجرة فريدة مختلفة لا يسمعها سوى جنسها ، فتخفق رؤوس الوردات الأُخر حين تقطف إحداهنّ ،
وتذبل مطرقةً حزينة.

الماديّة! الثبور والهلاك للماديّة العفنة حين تتسلل إلى النفوس وتحجز لها المساحات ،وتجمع الأنصار ،
وتعدّ المخابئ ، وتوسّع نفوذها ، فتستولي على الأراضي اللينة الهادئة البسيطة من أجزاء الروح ،
وتحيلها مستعمرات مدنيّة فارغة ، ضخمة أو هائلة.
المشاعر والأحاسيس والرؤى والتصاوير والشؤون المعنوية أخذت تتوارى خجلة ، وتنسحب من تلقاء نفسها ،
إنها تُهزم هزائم تترى في معاركها مع غريمتها الجشعة ، وهي لفرط حساسيتها ونبلها لا تودّ أن تؤذي أحداً ،
أو تضايق أحداً ، أو تزاحم أحداً ، حتى لو أن هذا الأحد صادرها دارها.
والروح ، هي دارها ، الأصل .. أن تمتلئ الروح بكل هذه المعاني ، وبها فقط ، فهي مسكنها وموئلها وملاذها.

البشر يقصدون الهاوية ، إنهم يسيرون جماعات جماعات ، زرافاتٍ ووحدانا ، صغاراً وكباراً ،
بأعين مغمضة عبر طريق موحش وسيء ووعر ، من أجل أن يقصدوا هاوية خطرة مميتة ،
تفتح فيها المادية ثغرها بتوحّش ، وتلتهم الجميع ، كافة الألوان والأعراق والقبائل ،
والبشر القادمين من مناطق شتى

(البارحة .. وعندما كانت السيارة تقف بحزم أمام الإشارة الضوئية ، لاحت قربي سيارة صغيرة مهترئة قديمة ومتسخة ، وضيقة جداً ،
يقودها شاب بجاكيت ثقيل صوفيّ الأطراف ، قرب امرأة مليحة تعبث في حضنها بطفل صغير ، ورغم أني لم أكن أسمع شيئاً ، لكنني شعرتُ أن ضحك الصغير يريد أن يبلغني ، وقهقهة والديه ، وحركة أيدي الرجل بانفعال ،
الانفعال الناشئ من السعادة (منذ متى ونحن نفقد انفعالات السعادة؟ كم هو مؤذٍ أن أحسب!)
وابتسامات أمه وتحديقها البهيج في وجه الطفل خالي الوفاض الذي لا يملك لنفسه حولاً أو قوة ، لكنه يملك لغيره كنزاً عظيماً يهلك دونه الناس ، فهو قادر على الـ إسعاد.

كانت غيمة وارفة ، أو ملاك صغير ، أو ورقة ظليلة ، أو ربما علامة واضحة فارقة ، تسير مع هذه السيارة ،
تحلّق فوقها ، وتتبعها ، لتقول: هنا تباع السعادة)

وكما نادى إيليا قبلاً مشيراً إلى البلبل الصدّاح ، والزهرة الفواحة ، كانت سبابتي تشير إليهما وتردد حديث إيليا:
يا صاح! خذ علم المحبة عنهما
إني وجدتُ الحبّ علماً قيّما

وأنا أيضاً يا إيليا ، وجدته كذلك ، ولا أملك الآن في هذه اللحظة ، غير أن أعمل بقولك:
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعورُ ، الناسُ كانوا كالدّمى



مجرّد خاطرة : )

دمتم إلى خيرات :)

ابن الفاتح
13-1-2010, 01:36 AM
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى وبركاته ...

أخي الحبيب سييل :) ...

أكتفي بالحجز الآن ... على أمل العودة إن مد الله في أعمارنا ...

Sos_chan
13-1-2010, 11:08 AM
وأنا وأنا ..

سأحجزُ لي مقعدًا .. هُنا ..

=)

sooomh
14-1-2010, 11:56 PM
رووووووووووووووووووعة ماشاء الله
شكراً لك ولقلمك الرائع
^___^

RemoOo
15-1-2010, 01:00 AM
وهذا المكان سيكون لي أنا ^^..

Ninja_harb
15-1-2010, 08:56 PM
لي عودة إن كتب الله لي عودة
أخوك و محبك
Ninja_harb




بسم الله الرحمن الرحيم
أسعدك الرحمن يا صاحبي و صديقي الطيب
كونهـ مات فينا فلا تعلم عن الأيام هلـ ستعيده
كانت هذه مقولة أحدهم و لكن أليس بيننا و فينا و نستطيع أستخدامهـ
زمان عجب و نحن و هم أعجب
ليس لي ما أزيد على خاطرتك الرائعة
ولتعلم أنك مبدع من المبدعين
دعني أبلغك بقولي لك عندما قرأت خاطرتك تلك
((دم سعيداً أيهـ الأديب))ــ ^^
أعتذر عن هذا الرد السريع الصغير
تحياته فقد مر من هنا و عاد لهنا
محبك و أخوك
Ninja_harb

Blue_Sky
17-1-2010, 02:22 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
لو أنّ كل البشر يشعرون..
لكان عالمنا أفضل..أو لنقل أجمل وأكثر رقياً بكثير مما هو عليه الآن..
الحياة الآن جامدة..مجوفة..
لا تحتوي حوافز عاطفية..
مايحفز البشر الآن هو المادة..والمادة فقط..
العواطف..تأمل الطبيعة..استشعار الجمال الذي خلقه الله في الكون..
التأمل..
كلها باتت لا شيء في هذا الزمن..
إلا فيما ندر..
الجمال بات التماعُ المعادن وبريقُ الزجاج..

الشجرة تخرج الأكسجين إذا توفر الهواء والضوء والماء ، الشجرة تحوي مادة الكلوروفيل الخضراء ،
غصن الوردة جامد لأنه مكسوّ بمادة لزجة مغطاة باللحاء ،
وكما قلت..غدت الأشجار مصدراً للأكسجين فقط..مكونة من لحاء..وأوراق خضراء..وصبغة كلوروفيل..
لا مصدر جمال..
و مبعثاً للراحة والسكينة أيضاً..

أنها تبكي إذا ما قطفناها ، وجرّدناها من تربتها ، وشرّدناها عن موطنها ،
حتى تبدو لنا دموعها الغاليات الثمينة على هيئة المادة اللزجة تترقرق بهدوء وبدون صوت لأنها لا تملك حنجرة ،
أو لأنها تملك حنجرة فريدة مختلفة لا يسمعها سوى جنسها ، فتخفق رؤوس الوردات الأُخر حين تقطف إحداهنّ ،
وتذبل مطرقةً حزينة.
بخصوص هذا الأمر..فالنبات فعلياً يشعر..
وأثبتت الكثير من الأبحاث ذلك..
صحيح أنه لا يمتلك شعوراً راقياً كشعور الإنسان (الذي يفترض أنه يملكه, لكنّه للأسف تلاشى مع تقدم العصر)..
إلا أن لديه شعور بطريقة أو أخرى..


الماديّة! الثبور والهلاك للماديّة العفنة حين تتسلل إلى النفوس وتحجز لها المساحات ،وتجمع الأنصار ،
وتعدّ المخابئ ، وتوسّع نفوذها ، فتستولي على الأراضي اللينة الهادئة البسيطة من أجزاء الروح ،
وتحيلها مستعمرات مدنيّة فارغة ، ضخمة أو هائلة.
تغدو الروح التي اعتنقت المادية كالمعادن الباردة..الخاوية..
المعرضة للصدئ أيضاً..!!


والروح ، هي دارها ، الأصل .. أن تمتلئ الروح بكل هذه المعاني ، وبها فقط ، فهي مسكنها وموئلها وملاذها.
جميل..لا زيادة على كلامك..



(البارحة .. وعندما كانت السيارة تقف بحزم أمام الإشارة الضوئية ، لاحت قربي سيارة صغيرة مهترئة قديمة ومتسخة ، وضيقة جداً ،
يقودها شاب بجاكيت ثقيل صوفيّ الأطراف ، قرب امرأة مليحة تعبث في حضنها بطفل صغير ، ورغم أني لم أكن أسمع شيئاً ، لكنني شعرتُ أن ضحك الصغير يريد أن يبلغني ، وقهقهة والديه ، وحركة أيدي الرجل بانفعال ،
الانفعال الناشئ من السعادة (منذ متى ونحن نفقد انفعالات السعادة؟ كم هو مؤذٍ أن أحسب!)
وابتسامات أمه وتحديقها البهيج في وجه الطفل خالي الوفاض الذي لا يملك لنفسه حولاً أو قوة ، لكنه يملك لغيره كنزاً عظيماً يهلك دونه الناس ، فهو قادر على الـ إسعاد.

كانت غيمة وارفة ، أو ملاك صغير ، أو ورقة ظليلة ، أو ربما علامة واضحة فارقة ، تسير مع هذه السيارة ،
تحلّق فوقها ، وتتبعها ، لتقول: هنا تباع السعادة)
السعادة تقاس بجمال الروح و معنى الحياة..
لا ببضع مظاهر تافهة..لاترفع قدر المرء ولا تملئ قلبه بهجة..
لكن للأسف أصبح المقياس الآن للبشر..
هو مدى ما يملكون من أموال..ومدى(الفشخرة) التي يتفننون بها..
لا مدى نقاء أرواحهم..ومدى طيب أصولهم..


وكما نادى إيليا قبلاً مشيراً إلى البلبل الصدّاح ، والزهرة الفواحة ، كانت سبابتي تشير إليهما وتردد حديث إيليا:
يا صاح! خذ علم المحبة عنهما
إني وجدتُ الحبّ علماً قيّما

وأنا أيضاً يا إيليا ، وجدته كذلك ، ولا أملك الآن في هذه اللحظة ، غير أن أعمل بقولك:
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعورُ ، الناسُ كانوا كالدّمى
و للأسف أيضاً.. حتى الحب غدا محرفاً في ظل هذه المبادئ المادية..
ولنقل أيضاً..أن الحب أصبح ذا سمعةٍ سيئة عند البعض..
تحرفت معانيه وطهارته..وغدا وسيلة لنيل بعض المقاصد..
أياً يكن..فالحب هو الحب..يرتقي بالروح..
وأعظم الحب هو حب الله تعالى..ويكفينا أن نتفانى في محبة الله لننال السعادة..
شكراً لقلمك الذي يطربنا دوماً سيل..
دم نابضاً.

sooomh
18-1-2010, 11:02 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
لو أنّ كل البشر يشعرون..
لكان عالمنا أفضل..أو لنقل أجمل وأكثر رقياً بكثير مما هو عليه الآن..
الحياة الآن جامدة..مجوفة..
لا تحتوي حوافز عاطفية..
مايحفز البشر الآن هو المادة..والمادة فقط..
العواطف..تأمل الطبيعة..استشعار الجمال الذي خلقه الله في الكون..
التأمل..
كلها باتت لا شيء في هذا الزمن..
إلا فيما ندر..
الجمال بات التماعُ المعادن وبريقُ الزجاج..

وكما قلت..غدت الأشجار مصدراً للأكسجين فقط..مكونة من لحاء..وأوراق خضراء..وصبغة كلوروفيل..
لا مصدر جمال..
و مبعثاً للراحة والسكينة أيضاً..

بخصوص هذا الأمر..فالنبات فعلياً يشعر..
وأثبتت الكثير من الأبحاث ذلك..
صحيح أنه لا يمتلك شعوراً راقياً كشعور الإنسان (الذي يفترض أنه يملكه, لكنّه للأسف تلاشى مع تقدم العصر)..
إلا أن لديه شعور بطريقة أو أخرى..


تغدو الروح التي اعتنقت المادية كالمعادن الباردة..الخاوية..
المعرضة للصدئ أيضاً..!!


جميل..لا زيادة على كلامك..


السعادة تقاس بجمال الروح و معنى الحياة..
لا ببضع مظاهر تافهة..لاترفع قدر المرء ولا تملئ قلبه بهجة..
لكن للأسف أصبح المقياس الآن للبشر..
هو مدى ما يملكون من أموال..ومدى(الفشخرة) التي يتفننون بها..
لا مدى نقاء أرواحهم..ومدى طيب أصولهم..


و للأسف أيضاً.. حتى الحب غدا محرفاً في ظل هذه المبادئ المادية..
ولنقل أيضاً..أن الحب أصبح ذا سمعةٍ سيئة عند البعض..
تحرفت معانيه وطهارته..وغدا وسيلة لنيل بعض المقاصد..
أياً يكن..فالحب هو الحب..يرتقي بالروح..
وأعظم الحب هو حب الله تعالى..ويكفينا أن نتفانى في محبة الله لننال السعادة..
شكراً لقلمك الذي يطربنا دوماً سيل..
دم نابضاً.

ماشاءالله عليك إختي Blue_Sky
أبدعتي وكلامك عين العقل ^_____^

ciel,
21-1-2010, 12:27 PM
sharloc holmez
Sos_chan
RemoOo
Ninja_harb
أهلاً وسهلاً بكم متى أردتم وبأي وقتٍ شئتم =)

sooomh
أهلاً : )
شكراً لكِ شكراً
دمتِ بألف خير
.

ciel,
21-1-2010, 12:58 PM
Blue_Sky
ليس سوى جمال كاذب وبريق زائف أخيّـه
الكذب لم يقتصر فقط على البشر بل شمل كل مايحيط بهم
أفسدوا كل شيء .. كل شيء!
الأرواح باتت صدئة مهترئة لا نفع منها ولا فائدة
والسعادة هي مقدار إشباعهم لذاك الصدأ
فماذا سيشبع؟
وإنما الحب من أوائل ما أُفسد
غلِّف هو الآخر بالزيف والكذب وكما قلتي أصبح لنيل بعض المقاصد
وماكان لكل هذا أن يحدث إلا بالبعد عنه سبحانه
فإذا خلا القلب من حب الله فبماذا سيمتلئ؟

سعدتُ بوجودكم هنا
أيتها الزرقاء .. شكراً بحجم السماوات
ودمتِ سعيدة دآئماً

Ninja_harb
21-1-2010, 02:16 PM
تم تعديل الرد
Ninja_harb

Nana San
1-2-2010, 06:38 PM
حتماً لي عــودة بإذن المــولى ومشيئتُهُ فوق كُل شيء .. !

مُذنِبةُ أنا
14-2-2010, 02:10 PM
مجرّد خاطرة : )

هي اكثر من ذلك بكثير : )


اكتفي بشكر ك
دمت مبدع

cAnAn
11-3-2010, 02:51 AM
لـي عـــــــــودة .. إذا عدت أنت =)
كن بخير ^___^