المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتصدق من غير حساب



عُبيدة
12-1-2010, 11:53 PM
المتصدق بغير حساب
http://kids.islamweb.net/subjects/images/Motasadek/01.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




كان على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في "المدينة المنورة" رجل طويل القامة، عريض الكتفين، مضيء الوجه، وكان غنيًّا واسع الثراء
وكان أيضا تاجرًا ناجحًا تدر عليه تجارته أموالاً طائلة حتي إنه كان يقول : لقد رأيتني ، لو رفعت حجرًا .. لوجدت تحته ذهبًا وفضة ..
إنه الصحابي الجليل "عبد الرحمن بن عوف" رضي الله عنه-، ولد قبل عام الفيل بعشر سنين، وأسلم قبل أن يدخل الرسول ( دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين اختارهم عمر ليخلفوه في إمارة المؤمنين، وكان أغنى أغنياء الصحابة.


وقد لقي عبد الرحمن بن عوف من قريش التعذيب والاضطهاد الذي تعرض له المسلمون الأوائل .. فتحمل وصبر، وهاجر إلي الحبشة مع من هاجر إليها من المسلمين، ثم هاجر إلي "المدينة المنورة"، واستقر بها .

حارب "عبد الرحمن بن عوف" مع الرسول- صلى الله عليه وسلم-في "بدر" و"أحد"، وغيرها من الغزوات، وفي غزوة "أحد" وحدها أصيب "عبد الرحمن بن عوف" بنحو عشرين إصابة .. وكسرت بعض أسنانه، فتركت أثرًا واضحًا علي طريقة نطقه، وأصيبت إحدى ساقيه فأصبح يعرج في مشيه .

وكان "عبد الرحمن بن عوف" من الصحابة المقربين عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، كما كان مثالاً للمسلم المؤمن الذي نشأ في الإسلام، وتربي علي يدي الرسول- صلى الله عليه وسلم .

وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف ، وهذا ما نراه حين آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار ، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع ،
فقال سعد لعبد الرحمن: ( أخي أنا أكثر أهل المدينة مالاً ، فانظر شطر مالي فخذه ، وتحتي امرأتان ، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها )...
فقال عبد الرحمن: (بارك الله لك في أهلك ومالك ، دُلوني على السوق )...
وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح...


والمدهش أن هذا الرجل الغني كان يشعر بالخوف كلما زاد غناه، واتسعت تجارته وتكاثرت أمواله؛ لأنه يخشي أن يكون ممن يشملهم قول الله- تعالي- في القرآن الكريم:
"وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ (20)" (الأحقاف 20)
وكان عبد الرحمن بن عوف يخشي الحساب يوم القيامة؛ لأنه يعلم أن من كثر ماله طال حسابه.
وقد كان "عبد الرحمن بن عوف" من المؤمنين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه؛ لذا فإنه كان يتصدق من أمواله بغير حساب شكرًا لله علي نعمه، فيجد أن الله يضاعف له أمواله أضعافًا مضاعفة، لأن الله يقول : "لئن شكرتم لأزيدنكم" .

وكانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده ، وإنما لله والمسلمون حقا فيها ، فقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول يوماً: ( يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك )...


وفي إحدى جلسات "عبد الرحمن بن عوف" مع رسول الله جاءه من يخبره بأن قافلته التي كانت في الشام قد عادت محملة بالبضائع التي ينتظرها الناس .
تبسم "عبد الرحمن" حين سمع ذلك وشكر الرجل .. ثم استأذن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليتابع أمر القافلة .
ذهب "عبد الرحمن" إلي قافلته، وكانت كبيرة، ورأي ازدحام التجار حولها، وسمع أصواتهم الصاخبة وهم يتنافسون في شراء ما يحتاجون إليه ويزيدون في أسعار الشراء .

رأي "عبد الرحمن" ذلك، فتذكر نعمة الله عليه، وما فيه من سعة وبحبوحة في الرزق، وأن الفضل في ذلك كله لله .. لا لمهارته أو ذكائه في التجارة .. وفي لحظة كان "عبد الرحمن" قد عزم علي أمر لم يبحه لأحد .. فترك التجار المتزاحمين حول قافلته ولم ينتبه إلي كلامهم، وأمر رجاله بأن يذهبوا بالقافلة إلي حيث يجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم .
سمع الرسول- صلى الله عليه وسلم- ومن معه من الصحابة صخبًا وضجيجًا، فبعث من يستطلع الأمر فعاد ومعه "عبد الرحمن بن عوف" الذي كان يقود قافلته وما إن جلس أمام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتي أعلن أنه تصدق بقافلته كلها في سبيل الله لتنفق في وجوه الخير.
أشرق وجه الرسول- صلى الله عليه وسلم- وابتسم راضيًا عما فعله "عبد الرحمن"، ودعا الله له، وبشره بالجنة .

وقبل أن يتوفي أوصي بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأوصي لكل من بقي ممن شهدوا غزوة بدر بأربعمائة دينار، وكان ممن أخذ نصيبه منها الخليفة "عثمان بن عفان" فأخذها وقال: ( إن مال عبد الرحمن حلال صَفْو ، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة ) ، وفي العام الثاني والثلاثين من الهجرة وفي خلافة "عثمان"
جاد بأنفاسه -رضي الله عنه- وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه ، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر ، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا الجوار ، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال )ولكن سرعان ما غشته السكينة واشرق وجهه وأرْهِفَت أذناه للسمع كما لو كان هناك من يحادثه ، ولعله سمع ما وعده الرسول -صلى الله عليه وسلم-
مات عبد الرحمن بن عوف وعمره 75 عامًا – رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين .
الى جنة الخلد ان شاء الله بجوار سيدنا محمد والصحابة الطيبين

احمد عبد العال
14-1-2010, 04:52 AM
http://img519.imageshack.us/img519/838/df960bc9d81wm2.gif

عُبيدة
24-1-2010, 11:36 PM
http://i87.servimg.com/u/f87/11/27/88/84/hossam10.jpg

http://up.arabseyes.com/gif/KKw43938.gif

rowaa
25-1-2010, 02:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


مشكووور اخوي على الموضوع الراااااااائع


والمجهوووووووود الارووووووووووع الله يعطيك العافية


وجزاك الله خيرا وبنتظاااار جديدك

ومن اجمل ماسمعت
يا قوم إن تتعجبوا .. إنّي لمنهم أعجَب
أعجوبة الأزمان هم .. واستشهِدوا من يكتب
أحببتُهم يا قوم في .. أخبارهم لي مذهب
بذلوا النفوس بعِزة .. لله نِعم المَطلب
تاريخهم عِز لنا .. تاريخهم لا يكذب

عُبيدة
25-1-2010, 11:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة



مشكووور اخوي على الموضوع الراااااااائع


والمجهوووووووود الارووووووووووع الله يعطيك العافية


وجزاك الله خيرا وبنتظاااار جديدك


ومن اجمل ماسمعت
يا قوم إن تتعجبوا .. إنّي لمنهم أعجَب
أعجوبة الأزمان هم .. واستشهِدوا من يكتب
أحببتُهم يا قوم في .. أخبارهم لي مذهب
بذلوا النفوس بعِزة .. لله نِعم المَطلب
تاريخهم عِز لنا .. تاريخهم لا يكذب



http://www.alhsa.com/forum/imgcache2/97659.gif
http://sor.w2hm.com/files/image/t/46.jpg

احمد عبد العال
17-3-2010, 07:25 PM
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/0205.gif

عُبيدة
17-3-2010, 08:38 PM
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/0205.gif
بارك الله فيك وجزاك كل خير