المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [منقول] لا تصالح قصيدة من أروع ما قرأت..



الوعد القادم
19-2-2010, 05:51 PM
السلام عليكم
كيف حال المسوميين والمسوميات؟؟
اليوم أضع رحالي في منتدى الغةالعربية ولأول مرة
أكتب هذا الموضوع تمنيت أن يكون أول مواضيعي ذا وزن ثقيل
لكن لا بأس ..خيرها بغيرها

الكلمات التالية هي للشاعر المصري أمل دنقل كتبها في السبعينات من القرن الماضي
عندما زار السادات القدس..
يقولون أنها مقبسة من وصايا كليب لأخيه الزير فهي تتحدث عن حرب البسوس لكن لم أكن لأعرف ذلك إلا عندما بحثت عنها... لان كلماتها تنطق تماما على حالنا هذه الأيام..
وأكثر من يمكن أن توجه له هو الفلسطينين خاصة في غزة..
إقرؤوا واستمتعوا.. 8wq4
أترككم مع القصيدة:

لا تصالحْ !
.. ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى .........!!!
لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟ .... أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك ؟!
وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها .......... أثْكَلك ؟


(1)

لا تصالحْ !

.. ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك،

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟

هي أشياء لا تشترى..:

ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،

حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،

هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،

الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..

وكأنكما

ما تزالان طفلين!

تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:

أنَّ سيفانِ سيفَكَ..

صوتانِ صوتَكَ

أنك إن متَّ:

للبيت ربٌّ

وللطفل أبْ

هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟

أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..

تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟

إنها الحربُ !

قد تثقل القلبَ ..

لكن خلفك عار العرب

لا تصالحْ ..

ولا تتوخَّ الهرب !


(2)



لا تصالح على الدم .. حتى بدم !

لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ

أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟

أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!

أعيناه عينا أخيك ؟!

وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك

بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟

سيقولون :

جئناك كي تحقن الدم ..

جئناك . كن - يا أمير - الحكم

سيقولون :

ها نحن أبناء عم.

قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

إلى أن يجيب العدم

إنني كنت لك

فارسًا،

وأخًا،

وأبًا،

ومَلِك!


(3)


لا تصالح ..

ولو حرمتك الرقاد

صرخاتُ الندامة

وتذكَّر ..

(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)

أن بنتَ أخيك "اليمامة"

زهرةٌ تتسربل - في سنوات الصبا -

بثياب الحداد

كنتُ، إن عدتُ:

تعدو على دَرَجِ القصر،

تمسك ساقيَّ عند نزولي..

فأرفعها - وهي ضاحكةٌ -

فوق ظهر الجواد

ها هي الآن .. صامتةٌ

حرمتها يدُ الغدر:

من كلمات أبيها،

ارتداءِ الثياب الجديدةِ

من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ !

من أبٍ يتبسَّم في عرسها ..

وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها ..

وإذا زارها .. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،

لينالوا الهدايا..

ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)

ويشدُّوا العمامة ..

لا تصالح!

فما ذنب تلك اليمامة

لترى العشَّ محترقًا .. فجأةً ،

وهي تجلس فوق الرماد ؟!


(4)



لا تصالح

ولو توَّجوك بتاج الإمارة

كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟

وكيف تصير المليكَ ..

على أوجهِ البهجة المستعارة ؟

كيف تنظر في يد من صافحوك..

فلا تبصر الدم..

في كل كف ؟

إن سهمًا أتاني من الخلف..

سوف يجيئك من ألف خلف

فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة

لا تصالح ،

ولو توَّجوك بتاج الإمارة

إن عرشَك : سيفٌ

وسيفك : زيفٌ

إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف

واستطبت - الترف

(5)



لا تصالح

ولو قال من مال عند الصدامْ

" .. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .."

عندما يملأ الحق قلبك:

تندلع النار إن تتنفَّسْ

ولسانُ الخيانة يخرس

لا تصالح

ولو قيل ما قيل من كلمات السلام

كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟

كيف تنظر في عيني امرأة ..

أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟

كيف تصبح فارسها في الغرام ؟

كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام

- كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام

وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟

لا تصالح

ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام

وارْوِ قلبك بالدم..

واروِ التراب المقدَّس ..

واروِ أسلافَكَ الراقدين ..

إلى أن تردَّ عليك العظام !


(6)



لا تصالح

ولو ناشدتك القبيلة

باسم حزن "الجليلة"

أن تسوق الدهاءَ

وتُبدي - لمن قصدوك - القبول

سيقولون :

ها أنت تطلب ثأرًا يطول

فخذ - الآن - ما تستطيع :

قليلاً من الحق ..

في هذه السنوات القليلة

إنه ليس ثأرك وحدك،

لكنه ثأر جيلٍ فجيل

وغدًا..

سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،

يوقد النار شاملةً،

يطلب الثأرَ،

يستولد الحقَّ،

من أَضْلُع المستحيل

لا تصالح

ولو قيل إن التصالح حيلة

إنه الثأرُ

تبهتُ شعلته في الضلوع..

إذا ما توالت عليها الفصول..

ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)

فوق الجباهِ الذليلة !


(7)



لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم

ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..

كنت أغفر لو أنني متُّ..

ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ .

لم أكن غازيًا ،

لم أكن أتسلل قرب مضاربهم

أو أحوم وراء التخوم

لم أمد يدًا لثمار الكروم

أرض بستانِهم لم أطأ

لم يصح قاتلي بي: "انتبه" !

كان يمشي معي..

ثم صافحني..

ثم سار قليلاً

ولكنه في الغصون اختبأ !

فجأةً:

ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..

واهتزَّ قلبي - كفقاعة - وانفثأ !

وتحاملتُ ، حتى احتملت على ساعديَّ

فرأيتُ : ابن عمي الزنيم

واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم

لم يكن في يدي حربةٌ

أو سلاح قديم،

لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ


(8)



لا تصالحُ ..

إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:

النجوم.. لميقاتها

والطيور.. لأصواتها

والرمال.. لذراتها

والقتيل لطفلته الناظرة

كل شيء تحطم في لحظة عابرة:

الصبا - بهجة الأهل - صوتُ الحصان - التعرف بالضيف - همهمة القلب حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي - الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي - مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة

كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة

والذي اغتالني: ليس ربًّا

ليقتلني بمشيئته

ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته

ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة



لا تصالحْ

فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ ..

(في شرف القلب)

لا تُنتقَصْ

والذي اغتالني مَحضُ لصْ

سرق الأرض من بين عينيَّ

والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة !

(9)

لا تصالح

ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ

والرجال التي ملأتها الشروخ

هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد

وامتطاء العبيد

هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،

وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ

لا تصالح

فليس سوى أن تريد

أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد

وسواك .. المسوخ !

(10)

لا تصالحْ



إلى موضوع آخر أترككم برعاية الله
الوعد القادم

ARZQ4EVER
19-2-2010, 06:26 PM
قصيدة موثرة تحمل الكثير من المواجع
شكرًا لمشاركتك

أفنانـْ
19-2-2010, 07:11 PM
و عليكم السلام و رحمة الله
ما شاء الله قصيدة رائعة جداً ، و فعلاً تسرد واقع الظلم و الخيانة ، في زمن الغدر و الخزي و العار الذي يكلل حكا....منا .
في أمان الله
bye00
أختك *أفنان*

الوعد القادم
19-2-2010, 07:35 PM
و عليكم السلام و رحمة الله

ما شاء الله قصيدة رائعة جداً ، و فعلاً تسرد واقع الظلم و الخيانة ، في زمن الغدر و الخزي و العار الذي يكلل حكا....منا .




كلامك صحيح مئة بالمئة... وشكرا لمرورك أفنان

الهجر
12-3-2010, 02:48 PM
راائع مانقلت ...

شكـرا جزيلااا

سـراب
12-3-2010, 05:00 PM
لا تصالح! ولو استرجعتَ أرضك حرةً
فالحياة التي عشتها ليست عادية بل كانت مرةً

حقًا هي رائعة أمل دنقل :)

lone ly
1-4-2010, 09:54 PM
بسمـ الله الرحمن الرحيمـ

إأبي إأرحل من الدنيإأ

أبي أرحل من الدنيا قبل لاتصعب الأحوال
قبل لا الشوق يقتلني وهم الحب والإهمال
قبل لا تذبل عيوني و أنا أناظر شاشة الجوال
قبل لا يوم نتلاقى أنا وانتا قبال قبال
و أسمع همسك لنفسك وانتا تقول وش كان أسمه ؟
حاتمـ ، محمد ، أحمد ، ولا الآنسان .. آمال ؟

هذي من إأروع القصإأئد الي قريتهإأ
إأنشإأء الله تعجبكمـ

beneddine0510
2-4-2010, 04:43 PM
شكرا لك أخي

الوعد القادم
2-4-2010, 05:50 PM
قصيدة موثرة تحمل الكثير من المواجع
شكرًا لمشاركتك

العفو.... شكرا لمرورك


راائع مانقلت ...

شكـرا جزيلااا

العفو شكرا لك




لا تصالح! ولو استرجعتَ أرضك حرةً

فالحياة التي عشتها ليست عادية بل كانت مرةً

حقًا هي رائعة أمل دنقل :)




حقا هو رائع... فهو شاعر وليس شاعرة
شكرا لمرورك أخي



بسمـ الله الرحمن الرحيمـ


إأبي إأرحل من الدنيإأ

أبي أرحل من الدنيا قبل لاتصعب الأحوال
قبل لا الشوق يقتلني وهم الحب والإهمال
قبل لا تذبل عيوني و أنا أناظر شاشة الجوال
قبل لا يوم نتلاقى أنا وانتا قبال قبال
و أسمع همسك لنفسك وانتا تقول وش كان أسمه ؟
حاتمـ ، محمد ، أحمد ، ولا الآنسان .. آمال ؟

هذي من إأروع القصإأئد الي قريتهإأ
إأنشإأء الله تعجبكمـ





Icon02
مشكور عالمرور أخي

شكرا لك أخي

العفو لك

سـراب
3-4-2010, 09:08 PM
قصدتُ القصيدة مُخاطبًا أمل .. وأعلم انه ذكر :)

الوعد القادم
5-4-2010, 07:08 PM
قصدتُ القصيدة مُخاطبًا أمل .. وأعلم انه ذكر :)

حقا!
عالعموم بسيطة حصل خير

icon180

فاض الحنين
22-4-2010, 09:45 PM
لا تصالحْ !

.. ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك،

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟

هي أشياء لا تشترى..:

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
روووووووووعة

ماشاء الله .... :) :)

تسلم الأيادي