Lavendar
20-2-2010, 06:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ {{ مَدخل ،،
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما﴾ [الأحزاب:56]
كان يُرددها.. و من حوله.. كانوا يصلون على النبي إمتثالاً لأمر الله..
رَغم المرض ،،
...،،
في ليلةٍ تكتنفها الغرابة.. تتضارب فيها المشاعر..
في تلك الأوقات.. حينَ تستحيل كُل الأشياء حُزناً خالِصاً.. مهما بَلغت بنا السعادة من مبلغ..
غادرت أمي الحُجرة لتجلب له كوباً من الماء.. وناولتني "يده" التي كانت تضمها بين راحتيها..
في محاولاتٍ بائسة لتبثّ الدفء في جسده المُتجمد..
إحتضنتُها.. تأملتها مطولاً.. وتلك النقاط السمراء تتناثر هنا وهناك.. وخطوط التجاعد.. لا تنتظم..
كُنت أحاول أن أفكر في أي شيء غير الواقع.. مثلاً.. هل يمكن أن أجد بين هذه التجاعيد تناسقاً هندسياً !!
أو.. هل يمكن أن ترتبط إحداثيات مواقع النقاط السمراء بمعادلاتٍ رياضيه..
كُنت طالبةً في المرحلة الإعدادية.. مُرهفة الحِس.. وكل ما إستطعت إستخلاصه أنني أصغر
من أن أوجه مشاعر فقد ذلك الشخص..
ساعة يده التي تستمد طاقتها من حرارة الجسد.. كانت متوقفه..
جديده.. ولكنها متوقفه..
كُل المعطيات الحالية للموقف تُشير إلى أن النتيجة الرياضية المنطقية والخالية من الأحاسيس هي :
هذا الرجل.. سيرحل نحو العالم الآخر..
أوقفت تفكيري..
ومَضت تلك الليلة..
تلتها ليلة.. ثم ليالٍ أخرى..
نقله خالي إلى مُستشفى في مدينة أخرى..
خالي.. رجلٌ مجردٌ من المشاعر.. حين تشاهده وهو يتحدث مع زوجته المريضه تُدرك ذلك ببساطه..
كان يُطلع جدي على كل ما يخبره به الطبيب.. وبكل ما يتوقعه أيضاً..
كان يردد أن هذا طبيعي.. فجدي كبير في السن.. والآلة وهي آلة سيكون لها عمر إفتراضي..
هل يمكنني أن أطلق عليه "عاقاً" !! أظنني أستطيع ذلك بكل بساطه..
بعد أيام..
كُنت أحاول أن أتناسى.. "جدي بخير.. الحمد لله.. ما فيه جديد وما جته أي نوبه غريبه"..
يومها.. لَهوت مع صديقاتي بكل جنون.. حتى أننا تراشقنا الماء..
أذكر أنني كُنت أفكر "واااه.. يا للزي المُتسخ.. كم سيستلزم من الوقت لتنظيفه"..
ضحكت.. هل تعرفون ذلك النوع من الضحك.. حين تحاول أن تُقنع نفسك أنك تنال المرح وأنك
سعيد بحق في حين أنك أبعد ما تكون عن ذلك !
خرجت من مدرستي ظُهراً.. جاء أخي مُبكراً على غير العاده..
"أوه.. أخوك هذا هفففففف.. ما يجي بدري إلا لمن ما نبغى نخرج بدري"..
"ألحين أوريه الشرير"..
كان يقف هُناك.. دلفنا إلى السياره.. ساهمٌ لا يتحدث..
كُنت مرهقة فلم أُعره إهتماماً..
أخرج سيجارةً وتناول ولاعته.. حملقت فيه لبرهه.. لم ينتبه..
"هَيييي.. لا تفكر تدخن قدامي"..
إلتفت.. وكأنه ينتبه للتو أنني هنا.. ألقى بما في يده فتناثرت القطع هنا وهناك..
تساءلت إذا ما كان يتعمد إغاظتي..
ولكن.. لا أذكر كيف أخبرني.. كل ما أذكره أنه حاول أن ينقل لي الخبر بطريقة لطيفة علّي لا أُفجع..
طواني الصمت.. لم تدمع عيني.. قطعنا طريقاً طويلاً.. ساعة كاملة..راحلون من جده نحو مكه..
دون أن ينبس أحدنا ببنت شفه..
دَلفتُ إلى البيت.. أخواتي.. خالاتي.. أمي.. إختفت جدتي في حجرتها..
سلمتُ عليهم.. إحتضنوني.. لم أزل مُتبلده..
أويتُ إلى فراشي.. ألجأ للنوم.. وهناك.. بدأتُ والدموع.. قصةً لم تنتهي ....
مخرج }} ~
رحم الله جدي وكل أموات المسلمين ،،
~ {{ مَدخل ،،
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما﴾ [الأحزاب:56]
كان يُرددها.. و من حوله.. كانوا يصلون على النبي إمتثالاً لأمر الله..
رَغم المرض ،،
...،،
في ليلةٍ تكتنفها الغرابة.. تتضارب فيها المشاعر..
في تلك الأوقات.. حينَ تستحيل كُل الأشياء حُزناً خالِصاً.. مهما بَلغت بنا السعادة من مبلغ..
غادرت أمي الحُجرة لتجلب له كوباً من الماء.. وناولتني "يده" التي كانت تضمها بين راحتيها..
في محاولاتٍ بائسة لتبثّ الدفء في جسده المُتجمد..
إحتضنتُها.. تأملتها مطولاً.. وتلك النقاط السمراء تتناثر هنا وهناك.. وخطوط التجاعد.. لا تنتظم..
كُنت أحاول أن أفكر في أي شيء غير الواقع.. مثلاً.. هل يمكن أن أجد بين هذه التجاعيد تناسقاً هندسياً !!
أو.. هل يمكن أن ترتبط إحداثيات مواقع النقاط السمراء بمعادلاتٍ رياضيه..
كُنت طالبةً في المرحلة الإعدادية.. مُرهفة الحِس.. وكل ما إستطعت إستخلاصه أنني أصغر
من أن أوجه مشاعر فقد ذلك الشخص..
ساعة يده التي تستمد طاقتها من حرارة الجسد.. كانت متوقفه..
جديده.. ولكنها متوقفه..
كُل المعطيات الحالية للموقف تُشير إلى أن النتيجة الرياضية المنطقية والخالية من الأحاسيس هي :
هذا الرجل.. سيرحل نحو العالم الآخر..
أوقفت تفكيري..
ومَضت تلك الليلة..
تلتها ليلة.. ثم ليالٍ أخرى..
نقله خالي إلى مُستشفى في مدينة أخرى..
خالي.. رجلٌ مجردٌ من المشاعر.. حين تشاهده وهو يتحدث مع زوجته المريضه تُدرك ذلك ببساطه..
كان يُطلع جدي على كل ما يخبره به الطبيب.. وبكل ما يتوقعه أيضاً..
كان يردد أن هذا طبيعي.. فجدي كبير في السن.. والآلة وهي آلة سيكون لها عمر إفتراضي..
هل يمكنني أن أطلق عليه "عاقاً" !! أظنني أستطيع ذلك بكل بساطه..
بعد أيام..
كُنت أحاول أن أتناسى.. "جدي بخير.. الحمد لله.. ما فيه جديد وما جته أي نوبه غريبه"..
يومها.. لَهوت مع صديقاتي بكل جنون.. حتى أننا تراشقنا الماء..
أذكر أنني كُنت أفكر "واااه.. يا للزي المُتسخ.. كم سيستلزم من الوقت لتنظيفه"..
ضحكت.. هل تعرفون ذلك النوع من الضحك.. حين تحاول أن تُقنع نفسك أنك تنال المرح وأنك
سعيد بحق في حين أنك أبعد ما تكون عن ذلك !
خرجت من مدرستي ظُهراً.. جاء أخي مُبكراً على غير العاده..
"أوه.. أخوك هذا هفففففف.. ما يجي بدري إلا لمن ما نبغى نخرج بدري"..
"ألحين أوريه الشرير"..
كان يقف هُناك.. دلفنا إلى السياره.. ساهمٌ لا يتحدث..
كُنت مرهقة فلم أُعره إهتماماً..
أخرج سيجارةً وتناول ولاعته.. حملقت فيه لبرهه.. لم ينتبه..
"هَيييي.. لا تفكر تدخن قدامي"..
إلتفت.. وكأنه ينتبه للتو أنني هنا.. ألقى بما في يده فتناثرت القطع هنا وهناك..
تساءلت إذا ما كان يتعمد إغاظتي..
ولكن.. لا أذكر كيف أخبرني.. كل ما أذكره أنه حاول أن ينقل لي الخبر بطريقة لطيفة علّي لا أُفجع..
طواني الصمت.. لم تدمع عيني.. قطعنا طريقاً طويلاً.. ساعة كاملة..راحلون من جده نحو مكه..
دون أن ينبس أحدنا ببنت شفه..
دَلفتُ إلى البيت.. أخواتي.. خالاتي.. أمي.. إختفت جدتي في حجرتها..
سلمتُ عليهم.. إحتضنوني.. لم أزل مُتبلده..
أويتُ إلى فراشي.. ألجأ للنوم.. وهناك.. بدأتُ والدموع.. قصةً لم تنتهي ....
مخرج }} ~
رحم الله جدي وكل أموات المسلمين ،،