sOfI-sAn
22-2-2010, 08:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
...:::"دفع الأسى بذكره في الصباح والمسا":::...
أذكر... أذكر أن براءتنا هي ما جمعتنا, عندما كانت تفيض من مآقينا, ومن تصرفاتنا العفوية... أفواه صغيرة, كأفواه الملائكة, نطقت بالكبار, ولم تعِ, أفواه صغيرة, تحدثت مع بعضها البعض, مثلما حادثت ضياء القمر قطرات الندى, أفواه صغيرة, قالت, ومازلت أذكر ما قالته:
"ترى...ما هي أمنيتك؟"
"أمنيتي؟"
"أجل."
"لا أعلم."
"بلى تعلمين."
"......." كنت أفكر, وبدا التفكر بالنسبة إليّ كالأمر المحال, ولكني سرعان ما قلت:
"أمنيتي هي أن أعرف الكل,وأن يعرفني الكل."
هنا... تنقطع سلسلة ذكريات الطفولة الغابرة, على أصوات تغاريد البلابل, معلنة موعد نومها في الأصيل, وأنا... وأنا ما أزال أفكر فيما حدث, وأربطه بما يحدث, ويبدو لي أنه هنالك ارتباط وثيق جداً, وفروق شاسعة أيضاً, ولكن دموعي تداهمني, وتنسيني كل ما فكرت فيه قبل لحظة, فلقد أصبَحت معلقة بين أهدابي, ومستعدة لتنزل كالغيث بمجرد التفكير في أن أمنيتي قد تحققت, أنسحب من شرفة غرفتنا, أعني... غرفتي بعدما ذهبت معه, وأستلقي على مضجعي, كما تنسحب البلابل من السماء التي تلونت بلون دموعي التي أصبحت وأمست دماً, إلى أعشاشها لتنعم بالراحة والدفء والأمان, أما أنا... فأستلقي, وأتحسر, أتحسر على التي تركتني وحيدة, غارقة بين هُطولٍ يرفض أن يتوقف, أتذكرها, وأتذكر ما كنا نفعله معاً, أتعمد تذكر مواقفنا المضحكة, حتى تتوقف عن الانذراف, ولكي يهبط الليل بسلام, وليظهر القمر باسماً, وأنهي يوماً آخر من دونها بهدوء أعصاب, تتعالى ضحكاتي وقهقهاتي, بمجرد التفكير في دعاباتها التي ظننت أنها لن تنتهي, وتتعالى أكثر عندما أذكر تلك الأيام التي كنت أجهش بالبكاء فيها, لأي سبب كان, فتتقدم نحوي, محاولة إضحاكي بأية طريقة, وإن لم تستطع, تبكي معي, وعند بدئها بالبكاء, أبدأ بالضحك, فالأمر يدعو للسخرية والتهكم, إلاّ أنها سرعان ما تمسح ما تبقى من دموعي من على وجنتيّ باسمة, وفي الوقت نفسه, أمسح دموعها التي ذرفتها حتى تضحكني من غيمتين متوردتين قسمهما المطر إلى أنصاف وأنا باسمة أيضاً...
يتبع...~
في أمان الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
...:::"دفع الأسى بذكره في الصباح والمسا":::...
أذكر... أذكر أن براءتنا هي ما جمعتنا, عندما كانت تفيض من مآقينا, ومن تصرفاتنا العفوية... أفواه صغيرة, كأفواه الملائكة, نطقت بالكبار, ولم تعِ, أفواه صغيرة, تحدثت مع بعضها البعض, مثلما حادثت ضياء القمر قطرات الندى, أفواه صغيرة, قالت, ومازلت أذكر ما قالته:
"ترى...ما هي أمنيتك؟"
"أمنيتي؟"
"أجل."
"لا أعلم."
"بلى تعلمين."
"......." كنت أفكر, وبدا التفكر بالنسبة إليّ كالأمر المحال, ولكني سرعان ما قلت:
"أمنيتي هي أن أعرف الكل,وأن يعرفني الكل."
هنا... تنقطع سلسلة ذكريات الطفولة الغابرة, على أصوات تغاريد البلابل, معلنة موعد نومها في الأصيل, وأنا... وأنا ما أزال أفكر فيما حدث, وأربطه بما يحدث, ويبدو لي أنه هنالك ارتباط وثيق جداً, وفروق شاسعة أيضاً, ولكن دموعي تداهمني, وتنسيني كل ما فكرت فيه قبل لحظة, فلقد أصبَحت معلقة بين أهدابي, ومستعدة لتنزل كالغيث بمجرد التفكير في أن أمنيتي قد تحققت, أنسحب من شرفة غرفتنا, أعني... غرفتي بعدما ذهبت معه, وأستلقي على مضجعي, كما تنسحب البلابل من السماء التي تلونت بلون دموعي التي أصبحت وأمست دماً, إلى أعشاشها لتنعم بالراحة والدفء والأمان, أما أنا... فأستلقي, وأتحسر, أتحسر على التي تركتني وحيدة, غارقة بين هُطولٍ يرفض أن يتوقف, أتذكرها, وأتذكر ما كنا نفعله معاً, أتعمد تذكر مواقفنا المضحكة, حتى تتوقف عن الانذراف, ولكي يهبط الليل بسلام, وليظهر القمر باسماً, وأنهي يوماً آخر من دونها بهدوء أعصاب, تتعالى ضحكاتي وقهقهاتي, بمجرد التفكير في دعاباتها التي ظننت أنها لن تنتهي, وتتعالى أكثر عندما أذكر تلك الأيام التي كنت أجهش بالبكاء فيها, لأي سبب كان, فتتقدم نحوي, محاولة إضحاكي بأية طريقة, وإن لم تستطع, تبكي معي, وعند بدئها بالبكاء, أبدأ بالضحك, فالأمر يدعو للسخرية والتهكم, إلاّ أنها سرعان ما تمسح ما تبقى من دموعي من على وجنتيّ باسمة, وفي الوقت نفسه, أمسح دموعها التي ذرفتها حتى تضحكني من غيمتين متوردتين قسمهما المطر إلى أنصاف وأنا باسمة أيضاً...
يتبع...~
في أمان الله