المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص من القرآن : قابيل و هابيل



vasilaki
22-2-2010, 09:42 PM
http://alfaris.net/up/52/alfaris_net_1266867027.jpg

لقد خلق الله آدم في الجنة و خلق له حواء ، فزوجه أياها ، و أمره الله أن يسكنوا الجنة (( وقلنا يا آدمُ أسكنْ أنت و زوجُك الجنَّةَ و كُلا منها رَغَداً حيث شئتما و لا تقرباء هذه الشجرةَ فتكونا من الظالمين ))البقرة 35.

ثم توسَّط آدم و حواء الجنة ، جنة عَدْن ، و عاشا معا ً خمسمائة عام من أعوام الأرض ، في أتم السعادة و أجمل الأحوال ، إلى أن وقع ذلك الخطأ فقط أكلوا من تلك الشجرة التي حرمهم أياها الله فأنزلهم الله من الجنة إلى الأرض.
(( و قلنا اهبطوا منها جميعا ًفإما يأتينَّكم مني هُدًى فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم و لا هم يحزنون ))البقرة 38 .
http://alfaris.net/up/52/alfaris_net_1266867348.jpg

ثم أخذ آدم يعمل و امرأته حواء في الأرض ، حرثا ً و زرعا ً و حفرَ آبار ، و كانت الملائكة تعلِّمه كيف يتصرف في أمور حياته من مأكل و مشرب و ملبس...
و هكذا جعل الله لآدم مأربا ً في الحياة على ظهر الأرض ، و غاية يرنو إليها ، و أملا ً يتطلع إليه ، فقد أنتهى دورُ الحياة الخالصة و الراحة التامة ، و أتى دور الحياة الشاقة على الأرض ، هذه الحياة بخيرها و شرها ، بسوداها و بياضها ، ففي الحياة الأرضية هنالك طريقان و هما
طريق الحق و الخير و الهدى و الإيمان و الرشاد...
وطريق الظلم و الشر و الضلال و الكفر و الضياع...
فمن اتبع طريق الله الذي أمر به ، و سار في النهج المستقيم الذي وضَّحه سبحانه و تعالى، فلا خوف عليه و لا فزع...
و من خالف تعاليم الله تعالى ، و أعرض عن ذكر الله ، و خرج عن سبيله ، و استمع إلى وسوسة الشيطان و إغراءاته الفاسدة ، فسيكون عيشه مكدَّرا ً ، و حياته جافة تأئهة و ضائعة.

http://alfaris.net/up/52/alfaris_net_1266867384.jpg

أخذت الحياة المستقرة أبعادها على ظهر الأرض ، و بدأ نظام الحياة الجديدة ترسو أولى دعائمه متينة و قوية ، ثم أنجبت حواء توأمين : قابيل و هابيل و أختيهم.
و توالت الأيام و مرت السنين ، و تعاقب الليل و النهار ، فشب الإخوة في رعاية الأبوين ، و بلغوا مراحل النضج في الحياة فذهب الشابان في العمل على الأرض كسبا ً للقوت ، و سعيا ً للرزق.
ز كان أن أختار قابيل زراعة الأرض بحرثها و بذرهاو سقايتها و رعايتها و جني محاصيلها و قطف ثمارها.
فإما هابيل فقد اختار رعاية الأغنام في السهول و الجبال ، و القمم و الأودية ، يرعى الأغنام تارةً و يستريح تارة ً أخرى ، منصتا ً لزقزقة العصافير و خرير المياه و حفيف الأشجار من الشروق إلى الغروب.
و هكذا كان آدم سعيدا ً برؤية أولاده يكبرون.
و كذلك كانت الأم سعيدة و مستبشرة بأولادها.
ثم أوحى الله إلى آدم أن يزوج كل فتى من الفتية بتوأم أخيه.

خلاف قابيل و هابيل :
و لكن النفس البشرية التي من طبيعتها الأناينة و حب الذات ، هذه النفس التي تنساق وراء مطامعها و شهواتها و غرائزها ، أبت إلا أن تخلق مشكلة كبيرة في الأسرة.
فبعد أن رغب آدم أن يزوج ولديه كما أوحى الله تعالى إليه ، فلم يطع قابيل أبيه ، و سيطرت عليه غريزته العمياء ، و رغب في الزواج من توأمته ، و لم يسمع بنصائح أبيه ، فأصبح قابيل يكره هابيل فوقع الأب في حيرة شديدة.
و بقي الأب يعيش حالة الكآبة و الحزن تائها ً ، قلقا ً مضطربا ً أمام عناد ولده...
و دعاء ربَّه متوسلا ً أن يعيد أبنه إلى رشده ، و يهديه سواء السبيل ، فيعود عندئذٍ الوئام و المحبة و السعادة إلى الجميع...
فأستجاب الله سبحانه و تعالى ، و أوحى إلى آدم أن يقرِّب كل من ولديه قربانا ً إلى الله ، فالقربان الذي يحوز على رضا الله و قبوله يكون لصالحه الحق في أن يختار ما يريد و يحقق ما يروم ، و بأخذ ما يشتهي...
فسارع آدم و قد طوقته أنسام الراحة و الأطمئنان ، و طلب من ولديه أن يقدم كل منهما قربانا ً إلى الله تعالى حسما ً للمشكلة و إنهاء ً للخلاف المستحكم بين الأخوين ، و هكذا قدم هابيل جملا ً من جماله التي يرعاها ، و قدم قابيل كمية من القمح من الزراعة التي يعمل بها...
و كان كل منها يتطلع أن يظفر بما يريد ، ويحقق ما يشتهي و يحصل على ما يتمنى...
فكان أن قبل الله تعالى قربان هابيل و هذا ما توقعه آدم ، كما توقع أن الله لن يقبل قربان هابيل الذي أسرف في الحسد ، و شط في الأنانية ، كما أنه لم يكن مطيعا ً لأبيه ، و لم يخلص نيته في قربانه...
و لما انتهت الأمور إلى ما أنتهت إليه ، دب الخلاف و التنافر بين الأخوين ، و اشتعلت نيران الحقد الدفين و الأنانية و حب الذات و البغيضة ، و انية السيئة في نفس قابيل ، إذ أخذ يتهدد و يتوعد أخاه هابيل ، و أعمى الغضب عينيه ، و اندلع شرر الإجرام من مقلتيه ، و قال لأخيه بلا تردد ، بل بكل حقد و شراسة :
لأقتلنَّك حتى أقطع عنك حبال السعادة بينما أعيش أنا في تعاسة و شقاء...
فأجابه هابيل :
لقد خرجت عن طاعة أبيك ، و لم ترض بحكم الله تعالى ، فابتعدت عن درب السلامة ، و وقعت في مستنقع الشر ، فإنني أنصحك أن تعود لرشدك...
فالحياة متاع زائل و ينتهي بسرعة.
فلم يستجب الأخ لنصح أخيه ، و أبى إلا أن يبقى أسير أنانيته و سجين حماقته...
فتركه أخوه سادرا ً في غَيِّة ، سائرا ً في ضلاله ، فلا الأخوة منعته ، و لا خوف الله ردعه.

http://alfaris.net/up/52/alfaris_net_1266867422.jpg

و عندها وقعت أول جريمة على الأرض ، و ياليتها كانت جريمة عادية ، إنها جريمة تكاد لا تصدق لغرابتها ووحشيتها ، فمن كان يصدق بأن الأخ يقتل أخيه ـ فالقاتل قابيل و المقتول هابيل.
فبعد ارتكاب الجريمة الشنعاء ، أصاب الأخ القاتل نوع ٌ من الذهول و الغيبوبة ، فلقد تلوثت يداه بدم أخيه البريء .
و أحذ القلق ينهش نفس آدم .
و أنتظر بعض الوقت ، و هام الأب على وجهه باحثا ً عن ابنه هابيل ، فالتقى ولده قابيل فسأله عن أخيه ، فرد على سؤال أبيه ردا ً قاسيا ً.
فقال : ما كنت له وصيا ً أو رادعا ً أو حفيظا ً.
فعرف الأب لاحقا ً ما حل بابنه ، فحزن كثيرا ً
و كان قابيل يحمل جثة أخيه لا يعلم ماذا يفعل بها...
فكان لا بد أن تهبط رحمة الله تعالى لترعى تلك الجثة الطاهرة ، و لتبقي على كرامة آدم و ولديه ، فقابيل عليه أن يتلقى الدرس القاسي ، فيكون تلميذا ً للغراب الذي كان أكثر تفكيرا ً و أشد دراية ، فتصغر نفسه ، و يتعذب ضميره ، و يضطرب قلبه ، فأرسل الله تعالى أمام عيني قابيل غُراَبْين يقتتلان ، فقتل أحدهما الآخر ، و حفر الغراب القاتل حفرة صغيرة بمنقاره و دفن جثة أخيه تحت التراب
و هنا شعر قابيل بالندم و الأسف الشديدين ، و لكن بدون جدوى ، فقال :
(( يا ويلتا أعجَزتُ أن أكونَ مثل هذا الغرابِ فأواريَ سَوأة أخي فأصبح من النادمين )) المائدة 31 .

http://alfaris.net/up/52/alfaris_net_1266867615.jpg

أرجو أن تكون القصة قد أعجبتكم و سأحضر لكم قصة أخرى إنشاء الله

the mystic
23-2-2010, 10:58 PM
يعطيك ألف عافية يا فاسيلكا ... قصة جميلة و رائعة ...

تحياتي ...|

الملك الازرق
23-2-2010, 11:20 PM
وآآآآو ..
وآلله قصص من ذهب .. قصص من فضة
قصص من ألماس .. قصص من أحسن القصص في العآلم ..
هذه القصص يجب أن نتعلم منهآ .. و نأخذه من العبرة و الفآئدة ..
آلله يعطيك ألف عآفية .. عـ القصص الرآئعة .. فيصل ..
تقبل مروري .. الملك الازرق ..