المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~~ سلوا الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة ~~



زهرة الوفاء
12-3-2010, 03:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم





مع المصطفى -صلى الله عليه وسلم-





سلوا الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة






د. خالد سعد النجار




عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , قال: (سل الله العافية) فمكثت أياما ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , فقال لي: (يا عباس, يا عم رسول الله, سل الله العافية في الدنيا والآخرة) .



"لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر".... بهذه الكلمات الندية الجلية كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يعلن بين صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- رؤية الإسلام الواضحة تجاه قضية السراء والضراء.. قضية البلاء والابتلاء, ليكشف للدنيا كلها وسطية هذا الدين ومنهجه المتوازن المتناسق في كل أبعاده مع كيان الإنسان...هذا الإنسان الضعيف الذي قد تخدعه بعض لحظات الصفاء فيتمنى لو طهره الله من الذنوب في الدنيا فيعجل له البلاء والعقوبة, وهيهات أن يكون تمني البلاء مما يرضاه الله ولا رسوله بل باب التوبة والعافية خير وأبقى, هذا فضلاً على أن المرء لا يعلم مآل أمره إذا تمنى البلاء هل يصبر أو يضعف, بل إن تمنى البلاء فيه من صورة الإعجاب بالنفس والاتكال على القوة والوثوق بها وترك الاستعانة بالله, فنسأل الله العافية والسلامة التي لا يعدلها شيء.






يقول ابن الجوزي: "السعيد من ذل لله وسأل العافية, فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق, إذ لابد من بلاء, ولا يزال العاقل يسأل العافية ليتغلب على جمهور أحواله, فيقرب الصبر على يسير البلاء, وفي الجملة ينبغي للإنسان أن يعلم أنه لا سبيل لمحبوباته خالصة, ففي كل جرعة غصص وفي كل لقمة شجأ, وعلى الحقيقة ما الصبر إلا على الأقدار, وقل أن تجري الأقدار إلا على خلاف مراد النفس, فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر, وتسهيل الأمر, ليذهب زمان البلاء سالماً من شكوى, ثم يستغيث بالله –تعالى- سائلاً العافية, فأما المتجلد فما عرف الله قط, نعوذ بالله من الجهل به, ونسأله عرفانه إنه كريم مجيب" .






قال المباركفوري في شرح الترمذي: في أمره -صلى الله عليه وسلم- للعباس بالدعاء بالعافية بعد تكرير العباس سؤاله بأن يعلمه شيئا يسأل الله به دليل جلي بأن الدعاء بالعافية لا يساويه شيء من الأدعية ولا يقوم مقامه شيء من الكلام الذي يدعى به ذو الجلال والإكرام, والعافية هي دفاع الله عن العبد, فالداعي بها قد سأل ربه دفاعه عن كل ما ينويه, وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينزل عمه العباس منزلة أبيه ويرى له من الحق ما يرى الولد لوالده ففي تخصيصه بهذا الدعاء وقصره على مجرد الدعاء بالعافية تحريك لهمم الراغبين على ملازمته وأن يجعلوه من أعظم ما يتوسلون به إلى ربهم سبحانه وتعالى ويستدفعون به في كل ما يهمهم, ثم كلمه -صلى الله عليه وسلم- بقوله "سل الله العافية في الدنيا والآخرة" فكان هذا الدعاء من هذه الحيثية قد صار عدة لدفع كل ضر وجلب كل خير والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا .






وقال الجزري في عدة الحصن الحصين: "لقد تواتر عنه -صلى الله عليه وسلم- دعاءه بالعافية وورد عنه -صلى الله عليه وسلم- لفظاً ومعنى من نحو من خمسين طريقا" ومن أشهر هذه الأحاديث الصحاح قوله -صلى الله عليه وسلم- (ما سئل الله شيئاً أحب إليه من أن يسأل العافية) وقال -صلى الله عليه وسلم- (سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية) .






قال المناوي: (سلوا اللّه العفو والعافية) أي واحذروا سؤال البلاء (فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية) أفرد العافية بعد جمعها لأن معنى العفو محو الذنب, ومعنى العافية السلامة من الأسقام والبلاء فاستغنى عن ذكر العفو بها لشمولها, ثم إنه جمع بين عافيتي الدنيا والدين لأن صلاح العبد لا يتم في الدارين إلا بالعفو واليقين, فاليقين يدفع عنه عقوبة الآخرة والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه .






وكان من دعائه -صلى الله عليه وسلم- (اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها اللهم إني أسألك العافية) , بل لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي وآمن روعاتي؛ اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" , وقال -صلى الله عليه وسلم- في دعائه يوم الطائف (إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى غير أن عافيتك أوسع لي) فلاذ بعافيته كما استعاذ بها في قوله -صلى الله عليه وسلم- (أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك) وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عاد رجلاً قد جهد حتى صار مثل فرخ فقال له: (أما كنت تدعو أما كنت تسأل ربك العافية), قال: كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا, فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (سبحان الله إنك لا تطيقه أو لا تستطيعه, أفلا كنت تقول اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) .






وكان عبد الأعلى التيمى يقول: "أكثروا من سؤال الله العافية فإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء, وما المبتلون اليوم إلا من أهل العافية بالأمس, وما المبتلون بعد اليوم إلا من أهل العافية اليوم, ولو كان البلاء يجر إلى خير ما كنا من رجال البلاء, إنه رب بلاء قد أجهد في الدنيا وأخزى في الآخرة, فما يؤمن من أطال المقام على معصية الله أن يكون قد بقى له في بقية عمره من البلاء ما يجهده في الدنيا ويفضحه في الآخرة".






ولما كانت الصحة والعافية من أجل نعم الله على عبده وأجزل عطاياه وأوفر منحه بل العافية المطلقة أجل النعم على الإطلاق, فحقيق لمن رزق حظاً من التوفيق مراعاتها وحفظها وحمايتها عما يضادها فعن عبد الله بن محصن الأنصارى -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من أصبح معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا" .






~ دمتم في حفظ الله ورعآيته ~





http://gfx2.hotmail.com/mail/w4/pr01/rtl/emoticons/rose.gif

Marshen Guy
13-3-2010, 06:52 PM
اللهم إني أسألك العفو والعافية لي ولجميع المسلمين

أبو رويم
14-3-2010, 01:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا أختى على الموضوع
اللهم إنا نسألك العفو والعافية فى الدنيا والآخرة
اللهم إنا نسألك العفو والعافية فى ديننا ودنيانا
وننتظر منك الجديد

إياد كن
14-3-2010, 02:49 PM
الله يعافينا

- يوكي -
14-3-2010, 03:00 PM
اللهم أني أسألكـِ العفوو والعــآفيه فالدنيــآ والآخــره ..

يسلمووو عالطرح الرآئع

مـــودتي ..

Marshen Guy
14-3-2010, 03:56 PM
اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي ، وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.




من أذكار الصباح والمساء

Emi
14-3-2010, 06:50 PM
جزاك الله خير .. و بارك فيك أينما كنتِ .. و رزقك العفو و العافية ..

و لندعوا بهذا الدعاء عندما نرى مبتلى ..

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ الْحَمْدُ

لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا

عَاشَ".

أخرجه الترمذي (5/493 رقم 3431) وقال : غريب. وأخرجه أيضًا: الحارث كما فى بغية الباحث (2/956 ، رقم

1056). وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 153).

قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": قَوْلُهُ: (مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ) أَيْ مُبْتَلًى فِي

أَمْرٍ بَدَنِيٍّ كَبَرَصٍ وَقِصَرٍ فَاحِشٍ أَوْ طُولٍ مُفْرِطٍ أَوْ عَمًى أَوْ عَرَجٍ أَوْ اِعْوِجَاجِ يَدٍ وَنَحْوِهَا, أَوْ دِينِيٍّ بِنَحْوِ فِسْقٍ وَظُلْمٍ

وَبِدْعَةٍ وَكُفْرٍ وَغَيْرِهَا (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا اِبْتَلَاك بِهِ) فَإِنَّ الْعَافِيَةَ أَوْسَعُ مِنْ الْبَلِيَّةِ لِأَنَّهَا مَظِنَّةُ الْجَزَعِ

وَالْفِتْنَةِ وَحِينَئِذٍ تَكُونُ مِحْنَةً أَيَّ مِحْنَةٍ , وَالْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ كَمَا وَرَدَ (وَفَضَّلَنِي

عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا) أَيْ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْقَلْبِ وَالْقَالَبِ (إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ) أَيْ لَمْ يُرَ أَحَدٌ

صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي إِلَخْ إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ (كَائِنًا مَا كَانَ) أَيْ حَالَ كَوْنِ ذَلِكَ الْبَلَاءِ أَيَّ

بَلَاءٍ كَانَ (مَا عَاشَ) أَيْ مُدَّةَ بَقَائِهِ فِي الدُّنْيَا .

اللهم رزقنا العفو العافية

ღ ليـــان ღ
15-3-2010, 12:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيكِ غاليتي ع الطرح المفيد
لاحرمتِ الأجر ..

ام برق
15-3-2010, 05:47 AM
اللهم أني أسألكـِ العفوو والعــآفيه فالدنيــآ والآخــره ..

يسلمووو ع الموضوع :)

العابره
15-3-2010, 08:07 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،


العافية نعمة لايشعر بها المرء وقل من يشكرها ، قالت عائشة رضي الله عنها : ما من عبد يشرب الماء


القراح الصافي فيدخل بغير أذى ، ويخرج بغير أذى إلا وجب عليه الشكر


فلابد من ملازمة الشكر على النعم ، فقل نعمة زالت عن قوم فعادت إليهم


جزاكِِ الرحمن كل خير و جزيتِ بجنة الفردوس

Fifa san
15-3-2010, 09:26 AM
اللهم إني أسألك العفو والعافية
اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي
اللهم أستر عوراتي وآمن روعاتي
اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي
وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي

جزاك الله خيرا على الطرح المتميز وبارك فيك ولا حرمك الأجر

بيشووووو
15-3-2010, 08:10 PM
اللهم إني أسألك العفو والعافية
اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي
اللهم أستر عوراتي وآمن روعاتي
اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي
وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي



بارك الله فيكم و بجهودكم

و وفقكم الله لكل خير

زهرة الوفاء
16-3-2010, 10:54 AM
اللهم آمييين جزيتم خيرا...

[ اللــيـــث ]
16-3-2010, 08:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
والحمد لله على ما زوّدنا به من الغنى، في الكفاية والسعة، فجعل حياتنا هيّنةً رخيّةً
في حالةٍ طبيعية، وعلى ما أعطانا من مقتنيات الحياة مما نحتاجه في أمورنا وأوضاعنا
مما يرضينا في مواقع الرضا من حياتنا العامة والخاصة، ويحقق لنا النتائج الحية في ذلك كله

احمد عبد العال
17-3-2010, 05:33 AM
اللهم إنا نسألك العفو والعافية فى الدنيا والآخرة
اللهم إنا نسألك العفو والعافية فى ديننا ودنيانا

http://img519.imageshack.us/img519/838/df960bc9d81wm2.gif

زهرة الوفاء
17-3-2010, 07:34 AM
جزآاكم اللهخيرآ ..