المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لحظات .. مع نور الدين ..وماريمار ..



العضو المخضرم
6-4-2007, 09:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبعد:

رجل نصراني: تعال هنا .. هل أنت مسلم؟
فيومئ نور الدين برأسه: نعم ..
النصراني: عد إلى مينداناو .. أنتم أيها المسلمون دائماً تتسكعون في الشوارع .. عد إلى وطنك .. عد إلى مينداناو ..
فيسكت نور الدين، وتتوقف عيناه وشفتاه عن الحركة، ويح قلبي لو رأيتموه ..
ويح قلبي لو رأيتم نور الدين، ذلك الطفل الصغير، الذي ترك مدرسته وعمره لا يزيد عن عشر سنوات، وهو يجوب شوارع احدى مدن الفلبين النصرانية، ليبيع أكياس التسوق ..

ويح قلبي لو تعلمون من يعول؟

إنه يعول أخته ماريمار التي لا يزيد عمرها عن ثمان سنوات، ويعول أمه وأخواته في مينداناو، تلك الجزيرة المسلمة، التي نهش النصارى لحوم أبنائها، ونهبوا مزارعهم، وأحرقوا بيوتهم، إنها تلك الجزيرة المسلمة الأبية التي لا زالت منذ مائة سنة تقاوم النفوذ النصراني عليها، وأبناؤها اليوم يجاهدون في سبيل الله تعالى ..

في الفجر، وقبل كل أحد، تقوم ماريمار من نومها، وتطبخ قرصاً من البيض، وقليلاً من الأرز، لتأخذه معها إلى مدرستها التي لم يشأ أخوها نور الدين أن تتركها، ولا يزال يتعب ويجتهد ليدفع لها مصاريف دراستها..

يقوم نور الدين بعد ذلك، لينزل إلى السوق، وهو يحمل معه أكياس تسوق ليبيعها على المتسوقين، يبيع الكيس الواحد بعشرة بيسو، أي ستين هللة، أو ستين فلساً فقط، وفي آخر النهار يعود محملاً بأربعة جالونات من الماء ليرفعها إلى بيت خالته أعلى التلة!!..

تعبت يداه..
وآلمه كتفاه..
ولا يزال يتوقف حيناً وحيناً..

في يوم من الأيام، لم يقم نور الدين مبكراً كما هي عادته، سألته خالته، ألن تذهب إلى السوق لبيع الأكياس؟!
ما الذي أخرك إلى هذا الوقت؟؟
فقال لها: إن جسمي كله يؤلمني..!!
آلمه جسده لأن النصارى ضربوه ضرباً مبرحاً، لأنه مسلم، ولأنهم يريدون سلب ما عنده من بيسوات قليلة، هل أعطاهم نور الدين شيئاً؟؟
لا..
لقد قال ذلك الطفل الصغير كلمة عجيبة، قال: نعم لقد ضربوني وآلموني، ولكني لم أعطهم مالي، وهذا شيء جيد..!!

صغير ضعيف فقير لكنه مكافح..
مكافح يحمل روحاً أبية..
روحاً عزيزة..

يوصل أخته كل صباح إلى المدرسة، أخته الضعيفة الخجولة، يعايرها النصارى بأنها مسلمة، وأنها "أبو سياف"، وأنها إرهابية..!!
وإن سكتت عنهم، إلا أنها تعاني كما يعاني أي طفل من مثل هذا..
كلما جلست في صفها تكتب.. ضربت الطالبات النصرانيات يدها لكي لا تكتب..
سألتها المدرسة مرة.. ما الذي يضايقك؟؟
فأخرجت كل ما سبق..

وصلت إلى نور الدين رسالة من أمه.. تخبره فيها أنها مريضة وأنها على فراش الموت، فقال لأخته، لابد أن نذهب لأمنا، ولما نظر إلى ما جمعوه من أموال وجدوا أنها لا تكفي، فقال لها: لابد أن نوفر..!! لا بد أن نعمل أكثر حتى نجمع المال اللازم..!!

فأخذ أخته وأعطاها مجموعة من الأكياس لتبيعها في السوق!!
يفترقان بداية النهار.. ويلتقيان آخره..

حتى جمعوا المال اللازم..
وفرحوا به كثيراً.. حتى بكى نور الدين من الفرح..!!

اشتروا تذاكر الباخرة إلى مينداناو ..
وما تبقى لهم من مال اشتروا به غطاء رأس ٍ لأمهم المريضة ..

لما اقتربت الباخرة من مينداناو .. لبسوا زيهم الإسلامي، والذي لم يكونوا قادرين على لبسه في ذلك المجتمع النصراني الحاقد ..
فما أجمل الكوفية على رأس نور الدين، والفرح على وجهه لاقتراب لقاءه بأمه..
وما أجمل غطاء الرأس على ماريمار .. ونور الدين يحاول تعديله لها قبل رسو السفينة على شواطئ مينداناو الأبية ..

يراقب نور الدين وأخته اقترابهما من الشاطئ، لحظة بلحظة، وقلوبهما تكاد تطير من الفرح، يسأل نور الدين: هل يا ترى أمنا بانتظارنا في الميناء؟.. ثم لا يلبث حتى يتذكر أن أمه مريضة طريحة الفراش..

تصل السفينة، وينزل نور الدين وأخته، ويلتقي بخاله وزوج أمه، ويبكيان، ويبكي المخضرم معهما، وما أشد تلك اللحظة تأثيراً، حين دخل نور الدين بيته، ورآه إخوته، فهرعوا إليه، واحتضنوه، وبكى وبكوا معه، ثم ذهب لأمه طريحة الفراش، فاحتضنها، وبكى وبكت معه..

لحظات مؤثرة..
سكبت فيها الدموع..
وتفشى فيها الحنان..
وطفح فيها العطف..
ووجد فيها الشوق نهايته..

لم يلبث ليال ٍ قليلة.. حتى زارتهم التاجرة التي أقرضتهم المال للقيام بعملية جراحية لأمهم ..
وطالبتهم بمالها بقوة وجفاء..
وهددتهم بإبلاغ الشرطة..!!
إنها تطالبهم بـ خمسين ألف بيسو ونيف..!!
مبلغ ٌ مهولٌ بالنسبة إلى أؤلئك الفقراء..
لا يجدون بداً من عودة نور الدين وأخته إلى تلك المدن النصرانية..

يبكي نور الدين، ويقول لأمه.. لا أريد أن أعود.. لا أريد أن أعود..
فليس له ذكريات جميلة هناك..
ليس له إلا الشقاء والكدح الشاق..
ليس له إلا الضرب والسب والشتم على أيدي النصارى الحاقدين..

لا يجد مهرباً.. ولا يجد حلاً آخر..
ينظر إلى جرح أمه الذي لم يبرأ بعد..
بل الذي تقيح..!!
تقيح لأنها لا تجد مالاً تراجع به المستشفى..!!

،،،

،،،

يعود نور الدين.. وتعود ماريمار ..

ويعودان للعمل في بيع أكياس التسوق .. !!

@QUEEN_MOON@
6-4-2007, 10:03 PM
هلا بأخونا العضو المخضرم

يعجز الكلام عن التعبير في مثل هذه المواقف

والقصة بحد ذاتها محزنه ولا أستطيع أن أعبر ولكن أقول أني حزينه

وأعانهم الله على ما أبتلاهم به ووفقهم فيما يحبه ويرضاه

وأشكرك أخي العضو المخضرم على طرحك لهذا الموضوع

وسلام ختام

Lara_300
7-4-2007, 01:10 AM
الله المستعان

كم هي من كلمات مؤثرة ووصف تنهار معه خلايا الشعور والاحاسيس على جدران القلب..

يا لهما من طفلين ، ينفطر لهما الفؤاد

وليسوا وحدهم .. للأسف ..

إننا نجلس في بيوتنا ، ولا نشعر ولا يخطر حتى في بالنا ، أن هناك حالة ولو أقل بكثير من حالة نور الدين وأخته

إننا نجلس مرتاحين بالاً وفارغين عقلاً وقالباً كثيراً ولسنا ننكر ..

لكن .. الحمد لله أنه مازال يذكرهم أحد .. ويستوعب ما يمرون به أحد

فجزاك الله خيراً .. وما باليد غير الدعاء

والمؤسف أن منا من يتكاسل .. وينسى الدعاء .. أهو يأسٌ وقنوط ٌ من رحمة الله بهم ؟؟ إن يئسنا من رحمة الله بهم .. فكيف بأنفسنا ؟!

الله المستعان .. الله المستعان

أخي الفاضل .. جزاك ربي خيراً على هذا المثال الذي يبكي له القلب قبل العين .. وتدمع له مدامع كل ذي قلب ينبض !

كم قسونا على انفسنا لنقسو على هؤلاء أيضاً .. أفنبخل عليهم بالدعاء ؟

اللهم فرج كرب المسلمين في الشيشان وفي العراق وفي فلسطين وفي أفغانستان وفي كل مكان يا الله يا أرحم الراحمين

إن العدو .. >أعداء الاسلام والعرب ، لم يعد في قلوبهم ذرة من الرحمة اتجاه طفلٍ لم يتجاوز الشهر !

لذا . فلعنة الله عليهم .. أبادهم الله .. وأرانا فيهم يوماً كيوم الأحزاب .. اللهم بث الرعب في قلوبهم .. واجعل فينا من يقوم لهم وانصرنا عليهم

والله المستعان

جزاك الله خيراً .. وأعتذر عن الإطالة ... لكن ثورة الاحساس هي من كتبت هذا الحديث .. وحرة الألم هي من ذرفت هذه السطور

اترككم في امان الله

وعسى نصرٌ من الله قريب وفرجٌ منه بعد اشتداد الكرب

واللهم اصلح أمتنا وجيلنا المنهار

وفي أمان الله

IbRaHiM.N
7-4-2007, 01:22 AM
السلام عليكم ^^
تشكر أخوي المخضرم على الموضوع
فعلا قصتهم حزينه
تابعتها على قناة الجزيرة
الله يعينهم ويوفقهم بحياتهم ^^
ويفرج عنهم كربهم يارب ^^
تشكر أناملك على كتابة الموضوع ^^

قلب الدنيا
7-4-2007, 09:55 PM
و الله الواحد في مثل هالمواقف ينربط لسانه ما يعرف شيقول ..





الله يساعدهم و يفك عليهم ضيقتهم يا رب ..



تحياتي :
قلب الدنيا

بسـ ألم ـمة
7-4-2007, 10:08 PM
يزااااااااااك الله خيير ،،
جاري القراءه ^^ ....