BLaCK-BuLLeT
12-4-2010, 06:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كيف حالكم جميعًا إن شاء الله بخير.
من مدة طويلة وأنا أريد إنشاء موضوع كهذا أتمنى إنه يعجبكم ، هذا أول موضوع لي في هذا القسم يعني إني مبتدئ فأرجو إنكم تسامحوني إن كان هناك زلات سواء في المحتوى اللفظي أو المعنوي.... مشاهدة ممتعة للجميع :d.
أدعى سينتشي كودو طالب في الثانوية إلى أن أعطتني المنظمة دواء قلصني و.. احم
نعتذر عن هذا الخطأ ، نسينا أن نغير الإذاعة إلى الإذاعة التي ترددها صفر سنبدأ الآن .. 1 .. 2.. 4 ..احم..2..كحؤ كحؤ 3..نعم 3 آكشن :d
الساعة التاسعة صباح يوم الجمعة..في غرفة متواضعة كنت نائم على سريري بعد أن سهرت طوال الليل حتى صلاة الفجر ، هه ما هذا..صوت انفجار..لا لا..صوت إطلاق نار !! إ..إخواني يطلبون النجدة !!..هل اقتحم المنزل لص ؟! إنه صوت أخي الصغير ماجد يطلب النجدة ، الأصوات تعلو..بالله عليكم ما الذي يحدث ؟؟!!! لقد هدأ كل شيء ! .. هناك حركة قريبة جدًا سأتظاهر بأني لا زلت نائمًا ، لكن..أين هي ؟! أذكر أني وضعتها تحت السرير...لقد وجدتها إنها الرجل الحديدية المكسورة من أحد الكراسي التي كسرها ماجد ، تنفعني في وقت المعارك فضربة منها تفقد الوعي ، هذه بداية قصتي...شدوا الأحزمة..نو سموكينك..لنكمل الآن..رفعت العصا عاليًا لأضرب اللص الذي اقترب مني كثيرًا ضربة قاتلة لكن توقفت في اللحظة الأخيرة...إنه ماجد !! "ماجد ما هذا الإزعاج ؟؟" وإذا به يضحك ومعه أختي سارة التي تكبره بسنة ، صرخت في وجههم "أنت يا حيوان أنت وهي كم مرة أقول لا تزعجوني وأنا نايم هاه" فبكوا ، هه هه يال غبائي كيف لم أتذكر أن هذا الموقف حدث لي خمس مرات سابقًا أجزم بأنهم كانوا يلعبون لعبة شرطي حرامي وأجزم بأن والدي سيصل للغرفة بعد 7 ثواني وسيعاتبني لأنني جعلتهم يبكون ..أووه لقد وصل بسرعة هذه المرة فقد مرت 6 ثواني فقط..يبدو أنه غاضب أكثر من السابق ، "عبدالرحمن إنت ما تفهم كم مرة أقولك لا تزّعل إخوانك ، إنت أكبر إخوانك المفروض تكون عاقل..إنت الآن في الثانوي وهم في الإبتدائي...." كنت صامتًا طوال المحاضرة ، وفجأة اختفى والدي !! أين ذهب ؟! لقد كنت شارد الذهن أفكر فيما سيحصل اليوم ، أجزم أنه في الغداء ستحدث معركة أخرى بيني وبين والدي ، ذهبت للمطبخ لأعد لنفسي الفطور ونظرت يمنةً ويسرةً..المطبخ ممتلئ ، هذا الخبز قمت بشرائه أمس وهذا الحليب قمت بشرائه قبل أمس وهذا قمت بشرائه في اليوم اللي قبله أوه صح في كل يوم تأتي أمي وتقول إنزل جيب كذا..هه لا يهم يجب أن أكون مفيدًا في المنزل فكما أَفاد أَفيد ، ذهبت لأفطر أمام باب المنزل مر الوقت وانتهت صلاة الجمعة وجاء وقت الغداء ، هه..كالعادة إخواني يبدو وكأنهم ما أكلوا شيء في حياتهم ياكلون وجبة فيل ، واللي يخطف أكل من هنا واللي يخطف أكل من هنا واللي ياكل اللي قدامي كنت على وشك التكلم لكن قاطعني أبي:
"عبدالرحمن.. أنت تعلم إن الإختبارات بعد أسبوع ، ذاكرت رياضيات وكيمياء وأحياء زي ما قلت لك ؟؟"
"نعم يا بابا < (:d) ذاكرت .. يا بابا ألم تقل إنك ستشري لي جوال من السنة الماضية وأنت تقول هذا لكن ما اشتريت شيء".
"رجعت في كلامي خلاص..لن تشتري جوال ولا تكثر من الكلام"
"بس كل الطلاب في فصلي معاهم جوال ولابتوب وسيارة و.."
"إنت ما تفهم يا حيوان يا غبي لا تكثر كلام وخليك في مذاكرتك"
"خلاص أنا غلطان إني تكلمت .. إنتو الآباء تتمنون لو يجيكم أولاد ولو جاكم ولد تعاملوه معاملة الـ.." هه..ما ذا حدث ؟! نظري ضعف فجأة أشعر وكأني لا أرتدي نظاراتي ، أوه النظارة التي كنت ارتديها حلقت بعيدًا كما أحس وكأني أخذت جرعة زائدة من البنج المخدر للأسنان..!!!!!!!..لقد ضربني أبي على وجهي ، هكذا إذًا..قمت من على الطعام وذهبت لغرفتي وأنا أكاد أنفجر من الغضب وعندما كنت على وشك أن أهدأ جاءت أمي
"عبدالرحمن انزل اشتري معجون أسنان"
"يعني ما تقدري تفكيني شوي بس وأنا غضبان..أوف خلاص طيب أعطيني الفلوس"
ورحت اشتريت معجون أسنان ، لم تنتهي المشاكل بعد فغدًا دراسة.
جاء الغد ، ذهبت للمدرسة.. الطابور الصباحي..النشيد الوطني..الحصة وكالعادة أكون صامت طوال اليوم الدراسي لكن..ما بال هذا الشخص ؟! ماذا حل بأستاذنا لماذا يحرك فمه وكأنه يشرح ؟! هل هو مجنون ؟! عبدالرحمن..عبدالرحمن.."عبدالرحمن http://www.msoms-anime.net/images/icons/icon8.gif"
"هه..نعم يا أستاذ"
"هل يمكنك إعادة ما قلته الآن ؟؟"
"أنا آسف..كنت شارد الذهن"
"إلى متى هذا الحال ؟؟ لن تتغير سأخصم عليك درجة أخرى"
هه درجة ؟؟ لا بأس..هذه ليست أول درجة يتم خصمها علي ، أخ !! من اللي رما علي هذه الورقة ؟! أووه إنه علي وشلته أصحاب المزح الغبي ، بدأت الفسحة وكالعادة لا أخرج من الصف جا علي أفندي "هه هه عبدالرحمن كيف حالك ؟؟:d" "إنت ما تفهم ، كم مرة أقول لك لا تمزح معي خصوصًا في الحصة هاه ؟؟ http://www.msoms-anime.net/images/icons/icon8.gif" حاول إنه يقنعني بخفض صوتي لكن صوتي كان يعلو زيادة فانسحب مباشرة ، فلا زلنا نذكر ذلك التعهد الذي حصلت عليه سابقًا بسبب أني تعاركت مع طالب مشاغب كان مزاحه ثقيل أيضًا ووبعد ما مزح معي ونهرته لم يعجبه الوضع فانهيت أمره وحالته كانت حرجة في المستشفى وهو الآن في مدرسة أخرى.
رحلتي إلى العالم الخارجي:
عدت إلى المنزل وجاء وقت الغداء لم يكن لدي شهية للأكل فلم أنسى ما حصل في فترة غداء أمس ، ذهبت إلى غرفتي وجلست أفكر ، لقد سئمت هذا الحال وهذه العيشة إنني أتعس إنسان في الدنيا لا يوجد إنسان يهتم بي هنا سأغادر..نعم..سأترك المنزل ، أستطيع أن أعيش بمفردي فأنا كبير الآن ومعي بقية المال الذي حصلت عليه هدية مكافأة من المدرسة لتحطيم الرقم القياسي في حفظ الكلمات الإنجليزية أستطيع العيش به قليلًا ويحلها ربي فيما بعد ، تحملت مشاكل الأسبوع الدراسي بابتسامة لا أعرف هل أنا سعيد أم حزين المهم أنه قريبًا سأرتاح من كل تلك المشاكل ، وفي مساء يوم الأربعاء بينما كان أسرتي كلها نائمة غادرت المنزل لا أعرف إلى أين أنا ذاهب المهم أن أسير أبعد ما يمكن بعيدًا عن المنزل وحالي يقول:
اياحزن ابتعدعنــــــــــي ودع جرحي يزل همـــــــــي
واني بك يا حزنـــــــــي غيــر العذاب لا اجنــــــــــــي
ايا حزن مالك منــــــــي؟ الاترى أن اللي بي يكفـــــــي
تعبت من كثرة التمنــــي ولستَ بحائل عنــــــــــــي
ايا حزن لاتسئ ظنـــــي فأنت في غنــــى عنــــــــــــي
فلي من الالام مايبكــــي ولي من الجروح ما يدمـــــــي
الاياحزن اتعتقـــــــــــــدُ انـــنـــي منك اكتفيــــــــــــــت
الم يحن الاوان بعـــــــــد..الم يحن زوالك يا حزنــــــــــي؟
فاصل: أعذروني ، الأبيات أغلبها مكسورة وغير موزونة (حتى إني اضطررت للتعديل في الأبيات وتحويل بعض الكلمات إلى اللغة العامية) لكن بحثت عن أبيات عن الحزن ولم أجد غير هذه أما الباقي فكان كله كلمات أغاني تحكي عن واحد فاشل تخلت عنه حبيبته الفاشلة فاخترعوا لنا كوم من الأغاني الفاشلة ، مع احترامي لمن يسمعون أغاني كهذه لكن نصيحتي لكم شوفوا شيء ثاني أحسن ، المهم نعود لقصتي...
سرت كثيرًا حتى تعبت فنمت على أحد الأرصفة في شارع خالي من البشر ، استيقظت الخميس صباحًا على إزعاج الناس في الطرقات ، فممدت يدي لأسحب العصا الحديدية لكنني لم أجدها !! هووي من الذي سرقها ؟؟ لا مشكلة أستطيع التغلب على لص بدون أسلحة ، لحظة واحد أسمع لصوص كثيرون !!..يا إلهي.. قمت فجأة فوجدت نفسي ملقى على أحد الأرصفة..تذكرت لقد تركت المنزل.. لم ينتبه أحد والحمد لله فقد كنت في مكان مستور قمت بكل سرية ومشيت كأنني شاب عادي يسير في الشارع ، بدأت المشاكل فقد أحسست أني سأموت من الجوع فلم آكل شيئًا بالأمس أخرجت محفظتي لأذهب للمطعم الذي أراه أمامي وإذا بفتى يبدو أنه في الثانية عشرة من العمر يجري بأقصى سرعته ويخطف محفظتي !! هرب بعيدًا لكنه توقف فجأة مستغربًا ، فقد أكملت السير في الطريق المعاكس وتجاهلته ، نظرت إليه قليلًا فقط -وهو بعيد عني- بابتسامة حزينة وقلت في نفسي "هه ، سبحان الله الذي رحم هذا الولد فلو أن هذا الولد سرق محفظتي قبل 24 ساعة فقط لكنت أمسكت به وفرمته ، أما الآن فمع إني محتاج لهذه المحفظة لكن لم أجد نفسي قد ركضت خلفه لأستعيدها أو حتى طلبت المساعدة ، أعتقد أن السبب هو أني سأموت من الجوع في كل الأحوال فحتى لو حصلت على المحفظة فسأموت أيضًا لكن بعد مرور ثلاث أيام وهي مدة ليست بالبعيدة" وأكملت سيري فإذا بالفتى يجري خلفي وأعطاني المحفظة وهو يبكي ويعتذر تحدثت معه بكل هدوء "لماذا تسرق حبيبي ؟؟ هه ؟؟ ألا تعلم أن السرقة حرام.. المحفظة لم يكن فيها إلا القليل من المال وأنت تعلم هذا بعد أن رأيت ما بداخلها عندما فتحتها أنا أمام المطعم .. إذا كنت تريد القليل من المال لماذا لا تطلب من أبيك بدلًا من أن توقع نفسك في المتاعب ؟؟" "إهئ إهئ أنا آسف لأني سرقت منك آاا إهئ إهئ هاااه هاااه.....أنا ما عندي لا أب ولا أم وأنا أعيش يومي في إيجاد ما آكله إهئ إهئ أعتذر..أنا آسف لأني سرقت أنا عندي نص ساندويتش يكفيني اليوم ومع ذلك سرقت كان المفروض ما أسرق إلا لما يخلص الأكل اللي عندي أرجوك سامحني" لا أصدق ، هل هذا يحدث فعلًا ؟؟ يالي من غبي !! لقد كنت في نعمة كبيرة وحالي أفضل من هذا الولد بكثير ومع ذلك لم أحس بالنعمة التي أنعمها الله علي ، كادت عيوني أن تدمع على حال هذا الولد لكن مسكت نفسي "لا ولا يهمك حبيبي أنا مقدر وضعك خذ هذا المال لوجبة بكرة" أعطيته ثلث ما معي وهو يكفي لشراء وجبة ، فرح الولد كثيرًا وشكرني ودعا لي وغادر وأنا أراقبه وقلت في نفسي "الله يعينك في إيجاد وجبة بعد الغد" ، ما تبقى معي من مال يكفي لشراء وجبتين يعني أني سأعيش للغد.
ذهبت للمطعم ، وأخيرًا سآكل جلست في المكان المخصص في المطعم بانتظار الوجبة وأتخيل أني آكلها لكن فجأة أسمع ضجة ونقاش عند باب المطعم أفقت من تخيلاتي حتى أركز فيما يحدث وإذا بإمرأة هزيلة ضعيفة تتحدث مع عامل في المطعم:
"الله يعينك يا أم محمد ، بس أنا آسف جدًا إحنا مجرد عاملين هنا ولا نملك المطعم فلا يحق لنا ذلك لن نستطيع مساعدتك و.."
قاطعت المرأة كلامه: "أرجوك..لو كنت مكاني فماذا كنت ستفعل ؟؟"
لكن العامل اعتذر لها وذهب ليكمل عمله ذهبت للمرأة وسألتها: "ماذا هناك يا عمتي ؟؟" قالت: "ابني محمد معاق ، زوجي توفي من شهر وأنا الآن فقيرة أريد فقط وجبة صغيرة لمحمد لا أملك أي مال والمطعم رفض يعطيني أكل ببلاش ، أنا مستعدة لفعل أي شيء لإطعام محمد حتى لو كلفني ذلك حياتي" قلت في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله ، الله يعينك يا أم محمد ، لهذه الدرجة يحبنا والدانا وفي المقابل نعوقهم.. "خذي يا أم محمد هذا المال يكفي لوجبتين لك ومحمد" قالت: "لكن لم يتبقى معك شيء ، هل لديك مال آخر ؟؟" قلت لها: "لا تقلقي الصراف الآلي في الرصيف المقابل سأذهب إليه وأسحب فلوس أخرى من حسابي في البنك" فحمدَت الله وشكرتني ودعت لي لكنها طلبت الوجبتين من المطعم هذا وكانت تنتظر أمام باب المطعم ، فلو غادرت أنا ولم أتوجه للصراف اللي في الجهة المقابلة فستعلم أني مفلس وستعيد إلي نقودي فعبرت الشارع وأنا أمثل أمامها إني ذاهب للصراف لسحب مال ، انتظرت حتى يخرج الذي يسحب من الصراف وإذا بفتى يبدو أنه في الرابعة عشرة ويبدو عليه أن أهله أغنياء جدًا وقال: "لا تتعب نفسك الصراف خرباان" استغربت من خروجه من الصراف بمفرده هل هذا الفتى يملك حسابًا في البنك ؟! وما شاء الله باين عليه خبير في الأمور المالية ، نظرت خلفي لأم محمد....لكنها اختفت !! ، هل غادرت فعلًا ؟؟ أم أنها اختبأت لتراقبني للتأكد من أني أملك مالًا آخر ، نظرت للفتى وقلت له:
"ماذا قلت أخي ؟؟ معذرة لم أكن منتبهًا لك"
قال: "قلت إن هذا الصراف خربان ما رأيك في أن نتمشى معًا للصراف القريب"
سرت معه قليلًا لكن البنزين عندي وصل لمرحلة للـ "full empty" ، ماذا أفعل ؟؟ لا أملك قرشًا ! هل أعود للمنزل.. أم سأموت قبل أن أصل للمنزل ، أفضل الموت بعيدًا عن أسرتي ، لم أستطع تمالك نفسي وكدت أسقط على الأرض فقال الفتى لي:
"ما ذا بك ؟؟ هل تحتاج للإسعاف"
"لا لا أرجوك المسألة لا تستاهل طلب الإسعاف"
"ولكن منظرك كالذي يحتضر قل لي فقط ماذا بك وسأساعدك"
هه..مع إنه لا يزال صغيرًا لكن لا بأس بإخباره ماذا بي ، سأموت في كل الأحوال ...
"أنا فقط....هاه..هاه..أنا لم آكل شيئًا اليوم أو بالأمس فأنا قادم من دولة أخرى بمفردي لكن محفظتي سُرقت وفقدت كل المال ولا أستطيع شراء طعام" لا أعتقد أني كذبت بخصوص السرقة فمحفظتي بالفعل سابقًا.
"إذن إبقى هنا سأكمل بسرعة إلى الصراف الآخر وسأتي بالنقود..."
"شكرًا لك ، لكن ما اسمك ؟؟"
"اسمي تركي... إلى اللقاء"
"شكرًا لك يا تركي"
هه ، ماذا عسا بفتى أن يفعل ؟؟ لا أعتقد أنه سيستطيع العودة..كحؤ كحؤ..لا أصدق لقد عاد... "هيا لنذهب إلى المطعم" ذهبنا للمطعم وأكلت بكل شراهة :d أما هو فلم يأكل وأخذ يتحدث معي ، أخبرته باسمي وتحدثنا قليلًا ثم قال لي "عبدالرحمن..هل يمكنك الآن أن تخبرني بالحقيقة"..!!.. توقفت عن الأكل..
"هه..أعتقد أنك لم تقتنع بمسألة قدومي من دولة أخرى.. الحقيقة هي........" وأخبرته بالحقيقة..
"هل لديك أبًا ؟!"
"آا نعم"
"وهل جننت يا عبدالرحمن وتترك المنزل ؟؟"
قاطعته "وماذا عنك ؟؟..هاه ؟ لديك كل ماتتمناه وحساب خاص في البنك ولا يوجد هناك من يقسو عليك وأعتقد أنك تركت المنزل أيضًا فيبدو أنك غني ومع ذلك لا توجد عليك حراسة أو أي شيء ، فلماذا تترك المنزل ؟؟ هاه ؟؟ أنظر حولك وشوف الناس أحوالها كيف ، أزفت من حالنا بمئة مرة..مهما كان المنزل سيئًا فالعالم الخارجي أخطر بكثير من المنزل..."
حل الهدوء فجأة ، والناس في المطعم تنظر إلينا مستغربة لأن صوتنا علا.. "عبدالرحمن...هل ستأكل المتبقي من الطعام أم ماذا ؟؟" أول ما قدم لي الطعام كنت أنوي أخلصه وأنظف الصحن وأعقمه من بقايا الأكل عشان ما يتعب المغسلون :d ، لكن بعد هذا لا أدري ما الذي حل بي لم أعد أريد أن آكل بعد هذا الموقف الحزين "لا..لقد شبعت..شكرًا لك".
خرجنا من المطعم وإذ بسيارة تقف أمامنا فجأة وبها رجلان غريبان نزلا من السيارة وقالوا لتركي:
"لقد أرسلنا إليك عمك ووالدتك في انتظارك يا تركي لا فائدة من تركك لمنزلك ، مهما كان المنزل سيئًا فالعالم الخارجي أخطر بكثير"
قال: "صحيح ، لقد سمعت هذا الكلام من قبل أتمنى ممن قال لي هذا الكلام سابقًا أن يلتزم به أيضًا فهو الكلام الصحيح"
سلمت عليه ثم ذهب معهم وركب رجل معه في الخلف والآخر السائق كان منتظر ليغلق الباب ويده في جيبه ، إلى اللقاء يا تركي سأعمل بنصيحتك وأعود للمنزل فالعـ.. لحظة ذلك الرجل لا يضع يده في جيبه وحسب...إنه يمسك بمسدس ويخفيه في جيبه !! هه هه يبدو إنهم يأخذون أجرعالي في الحراسة الشخصية ، لكن..لماذا ؟!..لماذا سيارتهم سيئة بهذا الشكل هه هه ياللبخل أغنياء و.. لحظة !! هل يعقل ؟؟.. مختطفان !! وبينما كان السائق يغلق الباب بعد أن أخرج يده من جيبه اندفعت ناحيته وأخذت المسدس من جيبه ودفعته فاصطدم بالسيارة وقبل أن أنطق بحرف وجدت أن المختطف الآخر اللي في السيارة صوب مسدسًا في ظهر تركي بحيث لا يراه المارة وقال "هشش لا تثر المتعاب" قام المجرم الآخر فجأة واختطف المسدس مني وأخفاه في جيبه ثم لطمني على وجهي وأنا لا أستطيع فعل شيء وأمسكني وقال "يا زعيم ما ذا نفعل لقد كشفنا"
قال الزعيم: "ما باليد حيلة سنأخذه معنا ونتخلص منه فيما بعد"
وركبوني معاهم وسرنا بالسيارة ومن خلال محادثتهما عرفت أن لقب المجرم السائق هو "فرغلي" ولقب الزعيم الذي يركب معنا هو "مطوى". جلست أفكر..ما الذي فعلته ؟؟ يال غبائي ، لقد تركت المنزل حيث الأمان والطعام ، كم أتمنى أن أعود ، لماذا أوقعت نفسي في المتاعب ؟؟ كان علي تحمل إزعاج إخوتي ، لماذا قمت بعمل مشكلة من أجل جوال ؟؟ هه يال غبائي كنت أحسب أنني أتعس إنسان لكن الحقيقة هي أنني أغبى إنسان ، فبدلًا من مواجهة المشاكل وحلها قمت بالهرب منها ، بينما كنت أفكر قاطعني الزعيم مطوى اللي يجلس معنا في الخلف حينما قال لتركي "هه..لقد كنا نراقبك في كل مكان ، وننتظر الفرصة المناسبة للإمساك بك لكنك بكل غباء تركت العش أيها الصغير وسلمت لنا نفسك ، نحن لا نريد إلا بضعة ملايين من الثروة المتواضعة التي تملكونها" فعلًا لقد صدق في مسألة العش ، إذا ترك العصفور الصغير العش وهو لا يستطيع الطيران فسيموت خلال 24 ساعة على الأكثر فلن يستطيع أن يطعم نفسه كما كانت تطعمه أمع وتعطف عليه في العش كما إنه لا يستطيع حماية نفسه من الحيوانات التي تفترسه ، صحيح.. لقد أخطأنا وفعلنا مثل هذا العصفور سينتهي أمرنا قريبًا إلا إذا حصلت معجزة ووجدت الأم عصفورها الصغير قبل فوات الأوان أو استطاع العصفور الطيران...
وصلنا إلى مخبأهم ، شقة في عمارة قديمة عادية وخالية من السكان دائمًا نمر عليها ونحن في طريقنا للمدرسة ولم نكن نتوقع أبدًا أن تكون تلك العمارة البريئة تستر بداخلها مجرمين ، تم إلقاؤنا في غرفة مقفلة وسيئة في الشقة ولو جعلت الحكومة جميع سجونها زنزانتها كهذه لما ارتكب مجرمٌ جريمة في يوم من الأيام ، ونحن في الغرفة نسمع أصوات النقاشات الحادة وتهديد الزعيم لأقارب تركي ، "اسمعي لو بلغتي الشرطة فلن ترين ولو حتى جثة سليمة لتركي" وأخذ يتناقش معها في الفدية وكأننا قطعة أرض يريد بيعنا ، ويا ليت تكون قطعة الأرض التي سيبيعها زراعية لكنه سيبيع لها صحراءً أو سرابًا بمعنى أصح ، أنا أجزم أنهم لن يعيدونا وسيقتلونا عندما يحصلوا على ما يريدون ، ثم نظرت لتركي قلت: "صحيح لم تخبرني لماذا تركت المنزل مع أن كل ما تريده تحصل عليه" قال: "حصولك على ما تريد ليس شيئًا جيدًا ، فهذا معناه الملل من كل شيء بما أنه ليس لديك ما تتمناه فكل ما تتمناه تجده ، مللت من كل شيء فتركت المنزل ، كل أصدقائي ليسوا أصدقائي إلا ليحصلوا على المال مني ، أمي مشغولة بالعمل ولا أراها إلا نادرًا ، والدي توفي في الحادث من مدة ليست بالبعيدة ، أتمنى لو أني أفقد كل ثروتي ويعود إلي والدي الذي كان يعطيني ما أريد ولكن بضوابط حتى لا أصل لمرحلة الملل من كل شيء كما أنا الآن ، لكني لم أكن أعقل وقتها" يفقد ثروته مقابل عودة والده !! هذا يكفي ، لا أحتاج إلى مواقف أخرى حتى أعود إلى صوابي ، يكفي ما رأيت في العالم الخارجي ، تكفيني التدريبات التي مارستها حتى أستطيع الطيران.. سأعود..نعم سأعود..لقد تعلمت الطيران وسأعود للعش الآمن..سأعتذر لوالدي وسأتحمل كل المشاكل ، تبقى أن أستطيع الهروب بعيدًا عن الحيوانات المفترسة سأنهي أمر هؤلاء المجرمين ثم أعود.
كنا مرهقين ونحاول النوم ولكن أي نوم يا حبيبي في غرفة كأنها حمام ، فجأة دخل فرغلي وصوب المسدس في رأسي "لن نحتاج إليك بعد الآن يا سيد عبدالرحمن إييه هيع هيع هييع"
لكن الزعيم قال: "لا تقتله الآن فلم نحصل على المال حتى الآن ولو تركناه هنا فقد يهرب أو يستطيع طلب النجدة" ، وجاء إلي وقال "هل تستطيع القيادة ؟؟
"تقريبًا"
"إذًا تحرك ستقود بنا"
ركبنا السيارة وجميعهم كانوا يركبون في الخلف وأنا السائق
قال الزعيم "تحرك إلى أسواق الجوهرة"
قال فرغلي:"لكن الأسواق مليئة بالمارة"
الزعيم: "وهكذا أفضل سنأخذ الحقيبة ولن يشتبه فينا أحد في هذا الإزدحام"
وصلنا ونزل فرغلي ومعه تركي ودخلوا الأسواق وبقي مطوى معي ، تمشى فرغلي ومعه تركي كأنهم في زيارة عادية للأسواق وعندما ذهبوا للمكان المخصص لأخذ الحقيبة ، وجدوها وفتحها فرغلي ليتفقد ما فيها ، إنه المبلغ المتفق عليه لكن..هناك من يشير لتركي بأنه وقت الهروب ، فجأة ونحن في السيارة سمعنا طلقات نار ووجدنا أفواج من البشر تخرج من الأسواق بسرعة ومطوى مستغرب ما الذي حدث ؟؟ فجأة جاءه اتصال "فرغلي..ما هذه الفوضى هل حصلت على النقود ؟؟...ماذا وقعت في كمين ؟! هوي أتسمعني ؟؟" وانقطع الإتصال "ذلك الغبي لو أمسكوا به فسينتهي أمري" ونزل من السيارة بسرعة ومعه مفاتيح السيارة وتركني بمفردي بعد أن قال لي "أنت حسابك بعدين ، قد تستطيع الهرب لكن سأجدك وسأقتلك" ثم تركني فلو قتلني في السيارة فسينتبه الناس ، استغليت وجودي بمفردي لآخر مرة في السيارة لتخريب السيارة بتبديل سلكتين ، "إذا بدلت السلكة الحمراء مع الزرقاء بحيث يصبح الموجب مكان السالب والسالب مكان الموجب فسينتهي أمر السيارة ، أقل شيء ستخرب البطارية إذا لم تنفجر السيارة" هذا ما كنت تعلمته من زميلي المشاكس علي ، أنهيت العملية التخريبية ونزلت من السيارة مسرعًا وأنا في شدة الفرح لم أكن أعلم أني سأخسر شيئًا مهمًا في حياتي ، ذهبت لمشاهدة الموقف من على بعد ، فقد حوصر فرغلي من الشرطة لكنه فجأة صوب مسدسًا في رأس تركي وأخذ ينتظر النجدة من مطوى فلا يوجد مفر ، حاولت الشرطة إقناعه بالإستسلام وتسليم الرهينة بهدوء وهددته في حال قتل تركي فسيُلحِقونه به لكن مع ذلك رفض ، وفي أقل من ربع ثانية وصلت رصاصة إلى هدفها ، سمعنا صوت الرصاصة وحدث ما كنت أخشاه.. كان هدفها رأس تركي فقد جعلته ينتقل للعالم الآخر على الفور !! إنه مطوى.. لقد قتل تركي..لقد هرب وإبتسامته تقول "أنا آسف لا يمكنني تسليم تركي لكم بدون مقابل كما اتفقنا وسأترك لكم أمر فرغلي" ، فرغلي لم يعد لديه ما يحميه فالرهينة قتلت فحرك يده ليصوب المسدس ناحية الشرطة ليقتل أقرب رجل أمن منه ويهرب لكنه لم يستطع أن ما لبث أن حرك يده إلا وقد أصيب باثني عشر طلقة ألقته صريعًا على الأرض على الفور استمر الزعيم في الهرب والشرطة تلحقه ونظر خلفه ليجد أن شريكه قد مات فابتسم مرة أخرى "شكرًا لكم يا رجال الشرطة... لقد أرحتوني من عناء قتله فقد كان سيفضحني ذلك" لكنه لم يستطع الهرب بعيدًا فقد سمعت أن السيارة تعطلت منه وهو هارب ، وتمت محاصرته لكنه انتحر بسلاحه ، هه يالحقارته لم يسلم نفسه للشرطة وانتحر ..متكبر حتى النهاية ، لقد خسر دنياه وآخرته...
تم إعادتي لأسرتي سلمت عليهم وذهبت مع أبي بعد ذلك لدفن تركي....لن أنساك ما حييت يا تركي ، وقفت وأنا أصارع البكاء لكن الدموع..الدموع لا يوجد من يستطيع هزيمتها عندما تستغل موقفًا كهذا وتبدأ بعملها ، تم دفنه وانتهى كل شيء وأصبح من يتحدث عن تركي يقول "قد كان تركي" ولا زلت أقف أمام القبر ثم نظرت حولي..يا سبحان الله تراب المقابر كله من نفس النوع وجميع المقابر تشبه بعضها ، لن ينفع تركي أو غيره غناه فقد دفن كبقية البشر ما سينفعه هو عمله ، وبينما كنت أفكر وضع أبي يده على كتفي "هيا بني.. لقد انتهت الجنازة وكل شيء منذ ساعة هيا بنا" وبينما كنت أسير للسيارة نظرت خلفي وإذا بأمه تكاد تنهار من البكاء عند القبر ، لقد كان تركي يعتقد أنها لا تهتم به لكنها كانت تحبه وكانت تبذل جهدها حتى تنهي عملها وتستطيع رؤية تركي هذا ما قاله لي خاله ، يالهم من طيبين..آباءنا..أمهاتنا ، همهم مصلحتنا لكننا نقابل الإحسان بالإساءة...
قبل أن نصل إلى السيارة قلت لأبي "أنا آسف..تركت البيت بدون إذن..كنت..كنت" وضع أبي يده على رأسي "ولا يهمك إحنا عارفين إنك صحيت مساء أمس سرًا وبعدين رحت تصلي الفجر قبلنا لكن المجرمين خطفوا تركي ولم تستطع الوقوف خاوي اليدين فذهبت لإنقاذه لكنهم أمسكوك ، هه هه كما أعرفك دائمًا عبدالرحمن ابني المتهور" ثم ابتسم !! ما هذا ؟! ما هذه الإبتسامة ؟! كأنه يقول لي "لا أريد معرفة ما حصل المهم أنك تعلمت درس ورجعت لنا بالسلامة :)" لك ما تريد..سامحني يا أبي ، بعد ذلك ذهبت لصلاة العشاء ودعوت الله أن يوفقني ويغفر لي ولوالدي وللمسلمين وأن يرحم تركي وجميع موتى المسلمين.
انتهت الإجازة الأسبوعية ذهبت للمدرسة ، سلمت على زملائي وسلمت على صديقي علي والشلة وقال علي "سمعنا إنهم خطفوك ، كنت تتصل علي بس وأنا أنقذك"
هه هه يال براءتهم ، مع إن مزحهم ثقيل لكنهم طيبين قلت
"أنا أهزم عشرة زيهم ولا أحتاج لمساعدة شخص مثلك" هه هه هه هه هههه هههه هه
مرت الأيام وانتهت الإختبارات وحصلت على الشهادة لقد تفوقت في جميع المواد بفضل الله ثم بفضل حرص والدي لكن لحظة !! ماذا يعني هذا ؟؟ ذهبت للأستاذ
"يا أستاذ أعتقد أنك خصمت علي ثلاث مرات لكن لا يوجد أي خصم في الشهادة"
قال وهو يضحك: "لقد كنت أستفزك حتى تكون أكثر إنتباهًا ولا تفوتك الدروس"
قال ذلك ثم ركب سيارته وقال "مبروك على التفوق ، الله يوفقك في آخرتك أيضًا" ثم ذهب..!!!.. سامحني يا أستاذ لقد أسأت بك الظن.
حصلت من المدرسة على مكافأة بسبب التفوق وهي مبلغ قيمته ضعف المكافأة التي حصلت عليها سابقًا ، ولما رحت البيت لقيت أبوي يمسك صندوق صغير مغلف بغلاف المخصص للهدايا وقالي:
"خذ هذه"
"ما الأمر يا أبي..لا نحتفل بأعياد الميلاد أليس كذلك ؟؟"
قال: "بس افتحه ولا تتفلس زيادة" فتحته إنه... جوال !! لم أستطع تحريك شفتاي
وقال لي أبي "أتمنى أنه يعجبك ، ما حبيت أشتريه لك قبل الإختبارات حتى لا يشغلك عن المذاكرة وسامحني عندما ضربتك على وجهك في ذلك اليوم..مبروك على التفوق"
هل أفرح أم أبكي ؟؟ سامحني يا أبي لقد كنت عاقًا بك..أنت أدرى بمصلحتي ، اشتريت لإخواني الصغار من مكافأتي شوية ألعاب يتسلون بيها ويبعدون عن لعبة الشرطي والحرامي وهكذا كسبت ودهم ولن أحتاج لرجل الكرسي الحديدية فرميتها في القمامة بعد أن ودعتها فقد كنت محتفظ بها تحت السرير لعدة سنوات ، في اليوم التالي ذهبت لزيارة ذلك المطعم الذي يحتوي على الكثير من ذكريات رحلتي في العالم الخارجي ، طلبت وجبة كالتي طلبها لي تركي في الماضي لكن وصلتني وجبة مختفة
قلت "لا أخوي أنا طلبت وجبة أخرى من مضيف آخر...شكرًا لك"
"إذًا خذ هذه وجبة مجانية للغد"
ماذا ؟؟ إنه ذلك الفتى الذي سرق محفظتي وأعادها "ما ما الذي تفعله...هل ستسرق المطعم بالكامل ؟؟"
"هه هه إذًا لقد عرفتني...لقد أصبحت أعمل في هذا المطعم ، لولا أن الله أرسلك إلي في ذلك اليوم لما استطعت أن أعيش يومًا آخر وإيجاد وظيفة كهذه" سبحان الله ، بمجرد أني أعطيته مبلغًا قليلًا لوجبة واحدة لكنها غيرت حياته !!
سألته: "هل تعرف إمرأة تدعى أم محمد ، لديها ابن معاق وقد حصلت على مكافأة من المدرسة أريد أن أتصدق عليها ببعض منها"
لكنه قال "يمكنك الإحتفاظ بمكافأتك هذه المرة فأم محمد تزوجت رجل من أهل الخير وحالها الآن أفضل بكثير"
الحمد لله ، أنا سعيد لأجلك يا أم محمد. شكرت المطعم على الوجبة وأخذت وجبة الفتى لآكلها في الغد ، بالنسبة لمكافأتي فسأتصدق بها كاملةً...أنا الآن أشعر أنني أسعد إنسان ، ليس لإنتهاء المشاكل وحسب بل لأنني تعلمت درسًا من ذهب ، أحبائي..إلى هنا تنتهي قصتي تمنياتي لكم بالتوفيق...
في الحقيقة هذه القصة من تأليفي ، قد تتشابه أحداثها قليلًا مع حياتي الواقعية لكنها في الأصل خيالية بالكامل وحدثت لي في عالم الخيال وجميع الأسماء اللي فيها خيالية ما عدا اسمي :d. أعذروني على الآكشن في نهايتها ، فما كان له داعي لكن كان لازم ألاقي طريقة يموت بها تركي :d.
الأصل كنت أريد عمل موضوع لرفع معنويات الذين غرقوا في الهموم والأحزان من إخواني الأعضاء ، فقد كنت أتألم من توقيعات الأعضاء التي تعبرعن أحزانهم وهمومهم (أعانهم الله) ، وعند كتابة هذا الموضوع خطرت ببالي مشاكل أخرى فلم أكتفي بالأحزان فقط بل بأشياء أخرى أيضًا تقع لنا وجمعت مواقف ومشاكل كثيرة قد تمر علينا ووضعتها في هذه القصة وكأنها نصيحة من مجرب ليستفيد من مر علي أي موقف مشابه في هذه القصة ويستفيد من يريد أن ينصح غيره. نأتي الآن مع الجزء المهم في الموضوع فكل القصة والفلسفة الماضية مجرد مثال على النصائح التي سأقولها الآن سأقوله الآن...
فلنعد التفكير من نقطة الصفر:
هذه النصائح يمكن لأي شخص الإنتباه لها والعمل إذا فكر بعقلانية بعد إيمانه بالله عز وجل ، يمكن أن نسمي هذه النصائح الفوائد الذهبية التي استفدناها من القصة الماضية:
1- "إذا كان عشك تالفًا ومنزعج خوفًا من سقوطه فتذكر أن هناك من يبحث عن عش حتى لو كان بسيطًا ومهما كان تالفا" (هذه المقولة من تأيفي :d):
كلنا لا بد لنا أن نواجه ابتلاءات وأحزان ومشاكل وهموم والعلاج بسيط وأنا مجربه شخصيًا ، وهو بكل بساطة هذه المقولة ، فإذا كان حالك مليء بالأحزان فتذكر أنه هناك من هو أسوأ منك ويتمنى أن يكون مثلك ، ضع نفسك مكان هؤلاء تخيل أنك مشلولًا أو فقيرًا أو معاقًا أو مريضًا أومشردًا أو..أو..... ، وستشعر أنه مع كل المشاكل والأحزان والهموم التي لديك..ستشعر بالنعم التي لا تعد ولا تحصى التي أنعمها عليك ، فكن صبورًا.
2- قال تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا":
هذه الآية لم ينزلها الله إلا بحكمة ، فقد أوجب الله عز وجل ورسوله -صلى الله عليهوسلم- طاعتهما وجعلها فوق أي طاعة لبشر عادي.
والداك همهم الأول مصلحتك ، قد لا تلاحظ ذلك لكن تذكر أنهم كانوا مثلك يومًا من الأيام لذلك هم يعرفون الصواب حتى وإن كنت تراه غير جيدًا فهم أدرى بذلك وقد يقسوا عليك لمصحتك ، وحتى إن كان لغير مصلحتك فتذكر أنه مهما كان يجب أن تطيعهما في ما ينفعك وفيما يضرك مالم يأمروك بمعصية ، تخيل لو مات أحد والداك مبكرًا فجأة ماذا سيكون حالك ؟؟ من سيصرف عليك ويتحملك بصدر رحب ؟؟ وتذكر أن هناك من يتمنى أن يعود إليه أحد والداه بأي مقابل ، تخيل أن أولادك يفعلون بك ما تفعله في والديك لن تقبل بهذا أبدًا فلماذا تفعل ذلك بوالديك ؟؟
3- "مهما كان الشيء فله عمر إفتراضي" (من تأليفي :d):
وذلك يشمل أيضًا المشاكل والأحزان والهموم ، فكما لها تاريخ إنتاج فلها تاريخ إنتهاء وسيأتي يوم تحل فيه المشكلة أو تنسى ولا تعد مؤلمة فاصبر حتى ذلك اليوم ، غالبًا يكون العمر الإفتراضي للمشاكل طويلًا لكن مع الصبر والتفاؤل سيأتي ذلك اليوم بكل سرعة.
4- "ليس كل الأثرياء سعداء":
يوجد فرق بين الأغنياء والأثرياء فكل من استغنى عن سؤال الناس فهو غني أما الثري فهو من يملك أكثر من حاجته ، لكن في العامية يقال عن الثري غني.. المهم أيًا فليس كل الأثرياء سعداء فالأحزان تصل إليهم أيضًا ومنهم من يتمنى أن يصبح إنسان عادي كما إن الثري لن يفيده ماله شيء ففي النهاية سيدفن الثري بجانب الغني بجانب المسكين بجانب الفقير في نفس الأرض والثراء لن يفيد أحدًا ، فلنحمد الله على النعمة ويكفي اننا أغنياء ولسنا بحاجة لسؤال أحد...
5- "لا تحتقر عملًا قدمته بإخلاص ، فالقليل مع الإخلاص كثير":
هذا صحيح ، كما إن ما تتصدق به سواء كان مالًا أو غيره حتى لو كنت تراه شيئًا حقيرًا فقد يكون شيئًا عظيمًا بالنسبة للشخص الذي تصدقت له. لذلك لا تتردد أبدًا في التصدق على الفقراء والمساكين حتى لو كان شيئًا يسيرًا.
6- "قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا":
"أعلمت أشرف أو أجل من الذي ... يبني وينشئ أنفسًا وعقولا"
المعلم عمله بالكامل لمصلحتك وهدفه إفادتك ، فكن مطيعًا له ومهما قسا عليك فلا تسئ الظن به فأنت بالنسبة له كإبنه وهو في منزلة والدك. نفس الشيء ينطبق على الطالبات والمعلمات.
7- "إذا كنت في كل الأمور معاتبًا ... صديقك لم تلقى الذي لا تعاتبه":
"فعـش واحـدًا أو صــل أخــاك فــإنــه ... مقارق ذنب مرة ومجانبه"
"إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه"
لذلك تحمل أصدقاءك قليلًا ، لا تغضب لكل صغيرة يرتكبها زملاءك فالهدف من مزحهم هو إسعادك وإسعادهم وحتى تشعر أنك هناك من يهتم بك ، وهذا الكلام ينطبق على زملاءك وأصدقاءك الأعضاء في هذا المنتدى.
8- "شريكك عدوك وليس صديقك":
إنه شريكك في الجريمة ، مهما كان مقدار مساعدته لك فهو لمصلحته..وفي الأوقات الصعبة مع الشرطة أو غيرها سيتخلى عنك بل سيسعى للتخلص منك حتى لا تفضحه ، إن كان صديقك بحق لكان منعك أو حتى نصحك لكي لا ترتكب أي جريمة فكن على يقين بأن شريكك في هذه الأمور ليس إلا عدوك واترك عالم الجريمة فمصير ذلك العالم هو الهلاك في كل الأحوال...
9- قال تعالى: "يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه"
بدأ الله عز وجل بالأخ فأخوك هو أقرب الناس إليك وحتى من أمك وأبيك وأحيانًا يعرف عنك ما لا يعرفه والداك ، أحيانًا يكون إخوانك الأصغر منك مزعجين أو الأكبر منك قاسين فمهما كانوا كن صبورًا ، تحملهم قليلًا فهي أيام معدودة وكلٌ سيذهب في طريق مختلف في المستقبل وقد لا تراهم فيما بعد إلا نادرًا أو في المناسبات ، حاول تحسين علاقتك معهم من الآن وتنجنب المشاكل فستحتاج إلى من يكون عونًا لك في المستقبل وهم أيضًا سيحتاجونك وإذا كان لديك إخوان أصغر منك وكنت قاسيًا عليهم بدون سبب قوي فتوقف على الفور وعد إلى رشدك فستشعر بالخجل يومًا ما إذا كنت بحاجة ماسة للمساعدة ولم تجد من يساعدك غيرهم وهم أقرب الناس إليك وعندما تتطلب منهم المساعدة يساعدوك على الفور تخيل أن هذا يحصل لك مع كل ما ارتكبته بحقهم في الماضي...
يا من يزعج أخوه الأكبر وجعلته يكره حياته ، أخوك الأكبر هو ولي العهد وهو الذي يحل محل الأب أثناء غيابه فهو أيضًا يعرف مصلحتك أكثر منك وأهدافه كأهداف والدك فلماذا تفعل به هذا ؟؟ تخيل لو كنت مكانه وجاء أخوك الأصغر وفعل بك ما تفعله به ، ماذا سيكون ردة فعلك ؟؟ أيعجبك هذا ؟؟ لماذا إذا تقابل الإحسان بالإســـــاءة ؟؟؟ نفس القصة بالنسبة للإناث...
هذه القضايا كثيرًا ما نواجهها لكننا لا نسلك وقتها الإتجاه الصحيح ، أتمنى إن الموضوع أعجبكم وأرشدكم الطريق المستقيم الذي لا يخسر من يسلكه ، بانتظار آراؤكم أو من لديه إضافات فحياه الله.
تقبلوا تحيات أخوكم جيـGINـن نلقاكم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كيف حالكم جميعًا إن شاء الله بخير.
من مدة طويلة وأنا أريد إنشاء موضوع كهذا أتمنى إنه يعجبكم ، هذا أول موضوع لي في هذا القسم يعني إني مبتدئ فأرجو إنكم تسامحوني إن كان هناك زلات سواء في المحتوى اللفظي أو المعنوي.... مشاهدة ممتعة للجميع :d.
أدعى سينتشي كودو طالب في الثانوية إلى أن أعطتني المنظمة دواء قلصني و.. احم
نعتذر عن هذا الخطأ ، نسينا أن نغير الإذاعة إلى الإذاعة التي ترددها صفر سنبدأ الآن .. 1 .. 2.. 4 ..احم..2..كحؤ كحؤ 3..نعم 3 آكشن :d
الساعة التاسعة صباح يوم الجمعة..في غرفة متواضعة كنت نائم على سريري بعد أن سهرت طوال الليل حتى صلاة الفجر ، هه ما هذا..صوت انفجار..لا لا..صوت إطلاق نار !! إ..إخواني يطلبون النجدة !!..هل اقتحم المنزل لص ؟! إنه صوت أخي الصغير ماجد يطلب النجدة ، الأصوات تعلو..بالله عليكم ما الذي يحدث ؟؟!!! لقد هدأ كل شيء ! .. هناك حركة قريبة جدًا سأتظاهر بأني لا زلت نائمًا ، لكن..أين هي ؟! أذكر أني وضعتها تحت السرير...لقد وجدتها إنها الرجل الحديدية المكسورة من أحد الكراسي التي كسرها ماجد ، تنفعني في وقت المعارك فضربة منها تفقد الوعي ، هذه بداية قصتي...شدوا الأحزمة..نو سموكينك..لنكمل الآن..رفعت العصا عاليًا لأضرب اللص الذي اقترب مني كثيرًا ضربة قاتلة لكن توقفت في اللحظة الأخيرة...إنه ماجد !! "ماجد ما هذا الإزعاج ؟؟" وإذا به يضحك ومعه أختي سارة التي تكبره بسنة ، صرخت في وجههم "أنت يا حيوان أنت وهي كم مرة أقول لا تزعجوني وأنا نايم هاه" فبكوا ، هه هه يال غبائي كيف لم أتذكر أن هذا الموقف حدث لي خمس مرات سابقًا أجزم بأنهم كانوا يلعبون لعبة شرطي حرامي وأجزم بأن والدي سيصل للغرفة بعد 7 ثواني وسيعاتبني لأنني جعلتهم يبكون ..أووه لقد وصل بسرعة هذه المرة فقد مرت 6 ثواني فقط..يبدو أنه غاضب أكثر من السابق ، "عبدالرحمن إنت ما تفهم كم مرة أقولك لا تزّعل إخوانك ، إنت أكبر إخوانك المفروض تكون عاقل..إنت الآن في الثانوي وهم في الإبتدائي...." كنت صامتًا طوال المحاضرة ، وفجأة اختفى والدي !! أين ذهب ؟! لقد كنت شارد الذهن أفكر فيما سيحصل اليوم ، أجزم أنه في الغداء ستحدث معركة أخرى بيني وبين والدي ، ذهبت للمطبخ لأعد لنفسي الفطور ونظرت يمنةً ويسرةً..المطبخ ممتلئ ، هذا الخبز قمت بشرائه أمس وهذا الحليب قمت بشرائه قبل أمس وهذا قمت بشرائه في اليوم اللي قبله أوه صح في كل يوم تأتي أمي وتقول إنزل جيب كذا..هه لا يهم يجب أن أكون مفيدًا في المنزل فكما أَفاد أَفيد ، ذهبت لأفطر أمام باب المنزل مر الوقت وانتهت صلاة الجمعة وجاء وقت الغداء ، هه..كالعادة إخواني يبدو وكأنهم ما أكلوا شيء في حياتهم ياكلون وجبة فيل ، واللي يخطف أكل من هنا واللي يخطف أكل من هنا واللي ياكل اللي قدامي كنت على وشك التكلم لكن قاطعني أبي:
"عبدالرحمن.. أنت تعلم إن الإختبارات بعد أسبوع ، ذاكرت رياضيات وكيمياء وأحياء زي ما قلت لك ؟؟"
"نعم يا بابا < (:d) ذاكرت .. يا بابا ألم تقل إنك ستشري لي جوال من السنة الماضية وأنت تقول هذا لكن ما اشتريت شيء".
"رجعت في كلامي خلاص..لن تشتري جوال ولا تكثر من الكلام"
"بس كل الطلاب في فصلي معاهم جوال ولابتوب وسيارة و.."
"إنت ما تفهم يا حيوان يا غبي لا تكثر كلام وخليك في مذاكرتك"
"خلاص أنا غلطان إني تكلمت .. إنتو الآباء تتمنون لو يجيكم أولاد ولو جاكم ولد تعاملوه معاملة الـ.." هه..ما ذا حدث ؟! نظري ضعف فجأة أشعر وكأني لا أرتدي نظاراتي ، أوه النظارة التي كنت ارتديها حلقت بعيدًا كما أحس وكأني أخذت جرعة زائدة من البنج المخدر للأسنان..!!!!!!!..لقد ضربني أبي على وجهي ، هكذا إذًا..قمت من على الطعام وذهبت لغرفتي وأنا أكاد أنفجر من الغضب وعندما كنت على وشك أن أهدأ جاءت أمي
"عبدالرحمن انزل اشتري معجون أسنان"
"يعني ما تقدري تفكيني شوي بس وأنا غضبان..أوف خلاص طيب أعطيني الفلوس"
ورحت اشتريت معجون أسنان ، لم تنتهي المشاكل بعد فغدًا دراسة.
جاء الغد ، ذهبت للمدرسة.. الطابور الصباحي..النشيد الوطني..الحصة وكالعادة أكون صامت طوال اليوم الدراسي لكن..ما بال هذا الشخص ؟! ماذا حل بأستاذنا لماذا يحرك فمه وكأنه يشرح ؟! هل هو مجنون ؟! عبدالرحمن..عبدالرحمن.."عبدالرحمن http://www.msoms-anime.net/images/icons/icon8.gif"
"هه..نعم يا أستاذ"
"هل يمكنك إعادة ما قلته الآن ؟؟"
"أنا آسف..كنت شارد الذهن"
"إلى متى هذا الحال ؟؟ لن تتغير سأخصم عليك درجة أخرى"
هه درجة ؟؟ لا بأس..هذه ليست أول درجة يتم خصمها علي ، أخ !! من اللي رما علي هذه الورقة ؟! أووه إنه علي وشلته أصحاب المزح الغبي ، بدأت الفسحة وكالعادة لا أخرج من الصف جا علي أفندي "هه هه عبدالرحمن كيف حالك ؟؟:d" "إنت ما تفهم ، كم مرة أقول لك لا تمزح معي خصوصًا في الحصة هاه ؟؟ http://www.msoms-anime.net/images/icons/icon8.gif" حاول إنه يقنعني بخفض صوتي لكن صوتي كان يعلو زيادة فانسحب مباشرة ، فلا زلنا نذكر ذلك التعهد الذي حصلت عليه سابقًا بسبب أني تعاركت مع طالب مشاغب كان مزاحه ثقيل أيضًا ووبعد ما مزح معي ونهرته لم يعجبه الوضع فانهيت أمره وحالته كانت حرجة في المستشفى وهو الآن في مدرسة أخرى.
رحلتي إلى العالم الخارجي:
عدت إلى المنزل وجاء وقت الغداء لم يكن لدي شهية للأكل فلم أنسى ما حصل في فترة غداء أمس ، ذهبت إلى غرفتي وجلست أفكر ، لقد سئمت هذا الحال وهذه العيشة إنني أتعس إنسان في الدنيا لا يوجد إنسان يهتم بي هنا سأغادر..نعم..سأترك المنزل ، أستطيع أن أعيش بمفردي فأنا كبير الآن ومعي بقية المال الذي حصلت عليه هدية مكافأة من المدرسة لتحطيم الرقم القياسي في حفظ الكلمات الإنجليزية أستطيع العيش به قليلًا ويحلها ربي فيما بعد ، تحملت مشاكل الأسبوع الدراسي بابتسامة لا أعرف هل أنا سعيد أم حزين المهم أنه قريبًا سأرتاح من كل تلك المشاكل ، وفي مساء يوم الأربعاء بينما كان أسرتي كلها نائمة غادرت المنزل لا أعرف إلى أين أنا ذاهب المهم أن أسير أبعد ما يمكن بعيدًا عن المنزل وحالي يقول:
اياحزن ابتعدعنــــــــــي ودع جرحي يزل همـــــــــي
واني بك يا حزنـــــــــي غيــر العذاب لا اجنــــــــــــي
ايا حزن مالك منــــــــي؟ الاترى أن اللي بي يكفـــــــي
تعبت من كثرة التمنــــي ولستَ بحائل عنــــــــــــي
ايا حزن لاتسئ ظنـــــي فأنت في غنــــى عنــــــــــــي
فلي من الالام مايبكــــي ولي من الجروح ما يدمـــــــي
الاياحزن اتعتقـــــــــــــدُ انـــنـــي منك اكتفيــــــــــــــت
الم يحن الاوان بعـــــــــد..الم يحن زوالك يا حزنــــــــــي؟
فاصل: أعذروني ، الأبيات أغلبها مكسورة وغير موزونة (حتى إني اضطررت للتعديل في الأبيات وتحويل بعض الكلمات إلى اللغة العامية) لكن بحثت عن أبيات عن الحزن ولم أجد غير هذه أما الباقي فكان كله كلمات أغاني تحكي عن واحد فاشل تخلت عنه حبيبته الفاشلة فاخترعوا لنا كوم من الأغاني الفاشلة ، مع احترامي لمن يسمعون أغاني كهذه لكن نصيحتي لكم شوفوا شيء ثاني أحسن ، المهم نعود لقصتي...
سرت كثيرًا حتى تعبت فنمت على أحد الأرصفة في شارع خالي من البشر ، استيقظت الخميس صباحًا على إزعاج الناس في الطرقات ، فممدت يدي لأسحب العصا الحديدية لكنني لم أجدها !! هووي من الذي سرقها ؟؟ لا مشكلة أستطيع التغلب على لص بدون أسلحة ، لحظة واحد أسمع لصوص كثيرون !!..يا إلهي.. قمت فجأة فوجدت نفسي ملقى على أحد الأرصفة..تذكرت لقد تركت المنزل.. لم ينتبه أحد والحمد لله فقد كنت في مكان مستور قمت بكل سرية ومشيت كأنني شاب عادي يسير في الشارع ، بدأت المشاكل فقد أحسست أني سأموت من الجوع فلم آكل شيئًا بالأمس أخرجت محفظتي لأذهب للمطعم الذي أراه أمامي وإذا بفتى يبدو أنه في الثانية عشرة من العمر يجري بأقصى سرعته ويخطف محفظتي !! هرب بعيدًا لكنه توقف فجأة مستغربًا ، فقد أكملت السير في الطريق المعاكس وتجاهلته ، نظرت إليه قليلًا فقط -وهو بعيد عني- بابتسامة حزينة وقلت في نفسي "هه ، سبحان الله الذي رحم هذا الولد فلو أن هذا الولد سرق محفظتي قبل 24 ساعة فقط لكنت أمسكت به وفرمته ، أما الآن فمع إني محتاج لهذه المحفظة لكن لم أجد نفسي قد ركضت خلفه لأستعيدها أو حتى طلبت المساعدة ، أعتقد أن السبب هو أني سأموت من الجوع في كل الأحوال فحتى لو حصلت على المحفظة فسأموت أيضًا لكن بعد مرور ثلاث أيام وهي مدة ليست بالبعيدة" وأكملت سيري فإذا بالفتى يجري خلفي وأعطاني المحفظة وهو يبكي ويعتذر تحدثت معه بكل هدوء "لماذا تسرق حبيبي ؟؟ هه ؟؟ ألا تعلم أن السرقة حرام.. المحفظة لم يكن فيها إلا القليل من المال وأنت تعلم هذا بعد أن رأيت ما بداخلها عندما فتحتها أنا أمام المطعم .. إذا كنت تريد القليل من المال لماذا لا تطلب من أبيك بدلًا من أن توقع نفسك في المتاعب ؟؟" "إهئ إهئ أنا آسف لأني سرقت منك آاا إهئ إهئ هاااه هاااه.....أنا ما عندي لا أب ولا أم وأنا أعيش يومي في إيجاد ما آكله إهئ إهئ أعتذر..أنا آسف لأني سرقت أنا عندي نص ساندويتش يكفيني اليوم ومع ذلك سرقت كان المفروض ما أسرق إلا لما يخلص الأكل اللي عندي أرجوك سامحني" لا أصدق ، هل هذا يحدث فعلًا ؟؟ يالي من غبي !! لقد كنت في نعمة كبيرة وحالي أفضل من هذا الولد بكثير ومع ذلك لم أحس بالنعمة التي أنعمها الله علي ، كادت عيوني أن تدمع على حال هذا الولد لكن مسكت نفسي "لا ولا يهمك حبيبي أنا مقدر وضعك خذ هذا المال لوجبة بكرة" أعطيته ثلث ما معي وهو يكفي لشراء وجبة ، فرح الولد كثيرًا وشكرني ودعا لي وغادر وأنا أراقبه وقلت في نفسي "الله يعينك في إيجاد وجبة بعد الغد" ، ما تبقى معي من مال يكفي لشراء وجبتين يعني أني سأعيش للغد.
ذهبت للمطعم ، وأخيرًا سآكل جلست في المكان المخصص في المطعم بانتظار الوجبة وأتخيل أني آكلها لكن فجأة أسمع ضجة ونقاش عند باب المطعم أفقت من تخيلاتي حتى أركز فيما يحدث وإذا بإمرأة هزيلة ضعيفة تتحدث مع عامل في المطعم:
"الله يعينك يا أم محمد ، بس أنا آسف جدًا إحنا مجرد عاملين هنا ولا نملك المطعم فلا يحق لنا ذلك لن نستطيع مساعدتك و.."
قاطعت المرأة كلامه: "أرجوك..لو كنت مكاني فماذا كنت ستفعل ؟؟"
لكن العامل اعتذر لها وذهب ليكمل عمله ذهبت للمرأة وسألتها: "ماذا هناك يا عمتي ؟؟" قالت: "ابني محمد معاق ، زوجي توفي من شهر وأنا الآن فقيرة أريد فقط وجبة صغيرة لمحمد لا أملك أي مال والمطعم رفض يعطيني أكل ببلاش ، أنا مستعدة لفعل أي شيء لإطعام محمد حتى لو كلفني ذلك حياتي" قلت في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله ، الله يعينك يا أم محمد ، لهذه الدرجة يحبنا والدانا وفي المقابل نعوقهم.. "خذي يا أم محمد هذا المال يكفي لوجبتين لك ومحمد" قالت: "لكن لم يتبقى معك شيء ، هل لديك مال آخر ؟؟" قلت لها: "لا تقلقي الصراف الآلي في الرصيف المقابل سأذهب إليه وأسحب فلوس أخرى من حسابي في البنك" فحمدَت الله وشكرتني ودعت لي لكنها طلبت الوجبتين من المطعم هذا وكانت تنتظر أمام باب المطعم ، فلو غادرت أنا ولم أتوجه للصراف اللي في الجهة المقابلة فستعلم أني مفلس وستعيد إلي نقودي فعبرت الشارع وأنا أمثل أمامها إني ذاهب للصراف لسحب مال ، انتظرت حتى يخرج الذي يسحب من الصراف وإذا بفتى يبدو أنه في الرابعة عشرة ويبدو عليه أن أهله أغنياء جدًا وقال: "لا تتعب نفسك الصراف خرباان" استغربت من خروجه من الصراف بمفرده هل هذا الفتى يملك حسابًا في البنك ؟! وما شاء الله باين عليه خبير في الأمور المالية ، نظرت خلفي لأم محمد....لكنها اختفت !! ، هل غادرت فعلًا ؟؟ أم أنها اختبأت لتراقبني للتأكد من أني أملك مالًا آخر ، نظرت للفتى وقلت له:
"ماذا قلت أخي ؟؟ معذرة لم أكن منتبهًا لك"
قال: "قلت إن هذا الصراف خربان ما رأيك في أن نتمشى معًا للصراف القريب"
سرت معه قليلًا لكن البنزين عندي وصل لمرحلة للـ "full empty" ، ماذا أفعل ؟؟ لا أملك قرشًا ! هل أعود للمنزل.. أم سأموت قبل أن أصل للمنزل ، أفضل الموت بعيدًا عن أسرتي ، لم أستطع تمالك نفسي وكدت أسقط على الأرض فقال الفتى لي:
"ما ذا بك ؟؟ هل تحتاج للإسعاف"
"لا لا أرجوك المسألة لا تستاهل طلب الإسعاف"
"ولكن منظرك كالذي يحتضر قل لي فقط ماذا بك وسأساعدك"
هه..مع إنه لا يزال صغيرًا لكن لا بأس بإخباره ماذا بي ، سأموت في كل الأحوال ...
"أنا فقط....هاه..هاه..أنا لم آكل شيئًا اليوم أو بالأمس فأنا قادم من دولة أخرى بمفردي لكن محفظتي سُرقت وفقدت كل المال ولا أستطيع شراء طعام" لا أعتقد أني كذبت بخصوص السرقة فمحفظتي بالفعل سابقًا.
"إذن إبقى هنا سأكمل بسرعة إلى الصراف الآخر وسأتي بالنقود..."
"شكرًا لك ، لكن ما اسمك ؟؟"
"اسمي تركي... إلى اللقاء"
"شكرًا لك يا تركي"
هه ، ماذا عسا بفتى أن يفعل ؟؟ لا أعتقد أنه سيستطيع العودة..كحؤ كحؤ..لا أصدق لقد عاد... "هيا لنذهب إلى المطعم" ذهبنا للمطعم وأكلت بكل شراهة :d أما هو فلم يأكل وأخذ يتحدث معي ، أخبرته باسمي وتحدثنا قليلًا ثم قال لي "عبدالرحمن..هل يمكنك الآن أن تخبرني بالحقيقة"..!!.. توقفت عن الأكل..
"هه..أعتقد أنك لم تقتنع بمسألة قدومي من دولة أخرى.. الحقيقة هي........" وأخبرته بالحقيقة..
"هل لديك أبًا ؟!"
"آا نعم"
"وهل جننت يا عبدالرحمن وتترك المنزل ؟؟"
قاطعته "وماذا عنك ؟؟..هاه ؟ لديك كل ماتتمناه وحساب خاص في البنك ولا يوجد هناك من يقسو عليك وأعتقد أنك تركت المنزل أيضًا فيبدو أنك غني ومع ذلك لا توجد عليك حراسة أو أي شيء ، فلماذا تترك المنزل ؟؟ هاه ؟؟ أنظر حولك وشوف الناس أحوالها كيف ، أزفت من حالنا بمئة مرة..مهما كان المنزل سيئًا فالعالم الخارجي أخطر بكثير من المنزل..."
حل الهدوء فجأة ، والناس في المطعم تنظر إلينا مستغربة لأن صوتنا علا.. "عبدالرحمن...هل ستأكل المتبقي من الطعام أم ماذا ؟؟" أول ما قدم لي الطعام كنت أنوي أخلصه وأنظف الصحن وأعقمه من بقايا الأكل عشان ما يتعب المغسلون :d ، لكن بعد هذا لا أدري ما الذي حل بي لم أعد أريد أن آكل بعد هذا الموقف الحزين "لا..لقد شبعت..شكرًا لك".
خرجنا من المطعم وإذ بسيارة تقف أمامنا فجأة وبها رجلان غريبان نزلا من السيارة وقالوا لتركي:
"لقد أرسلنا إليك عمك ووالدتك في انتظارك يا تركي لا فائدة من تركك لمنزلك ، مهما كان المنزل سيئًا فالعالم الخارجي أخطر بكثير"
قال: "صحيح ، لقد سمعت هذا الكلام من قبل أتمنى ممن قال لي هذا الكلام سابقًا أن يلتزم به أيضًا فهو الكلام الصحيح"
سلمت عليه ثم ذهب معهم وركب رجل معه في الخلف والآخر السائق كان منتظر ليغلق الباب ويده في جيبه ، إلى اللقاء يا تركي سأعمل بنصيحتك وأعود للمنزل فالعـ.. لحظة ذلك الرجل لا يضع يده في جيبه وحسب...إنه يمسك بمسدس ويخفيه في جيبه !! هه هه يبدو إنهم يأخذون أجرعالي في الحراسة الشخصية ، لكن..لماذا ؟!..لماذا سيارتهم سيئة بهذا الشكل هه هه ياللبخل أغنياء و.. لحظة !! هل يعقل ؟؟.. مختطفان !! وبينما كان السائق يغلق الباب بعد أن أخرج يده من جيبه اندفعت ناحيته وأخذت المسدس من جيبه ودفعته فاصطدم بالسيارة وقبل أن أنطق بحرف وجدت أن المختطف الآخر اللي في السيارة صوب مسدسًا في ظهر تركي بحيث لا يراه المارة وقال "هشش لا تثر المتعاب" قام المجرم الآخر فجأة واختطف المسدس مني وأخفاه في جيبه ثم لطمني على وجهي وأنا لا أستطيع فعل شيء وأمسكني وقال "يا زعيم ما ذا نفعل لقد كشفنا"
قال الزعيم: "ما باليد حيلة سنأخذه معنا ونتخلص منه فيما بعد"
وركبوني معاهم وسرنا بالسيارة ومن خلال محادثتهما عرفت أن لقب المجرم السائق هو "فرغلي" ولقب الزعيم الذي يركب معنا هو "مطوى". جلست أفكر..ما الذي فعلته ؟؟ يال غبائي ، لقد تركت المنزل حيث الأمان والطعام ، كم أتمنى أن أعود ، لماذا أوقعت نفسي في المتاعب ؟؟ كان علي تحمل إزعاج إخوتي ، لماذا قمت بعمل مشكلة من أجل جوال ؟؟ هه يال غبائي كنت أحسب أنني أتعس إنسان لكن الحقيقة هي أنني أغبى إنسان ، فبدلًا من مواجهة المشاكل وحلها قمت بالهرب منها ، بينما كنت أفكر قاطعني الزعيم مطوى اللي يجلس معنا في الخلف حينما قال لتركي "هه..لقد كنا نراقبك في كل مكان ، وننتظر الفرصة المناسبة للإمساك بك لكنك بكل غباء تركت العش أيها الصغير وسلمت لنا نفسك ، نحن لا نريد إلا بضعة ملايين من الثروة المتواضعة التي تملكونها" فعلًا لقد صدق في مسألة العش ، إذا ترك العصفور الصغير العش وهو لا يستطيع الطيران فسيموت خلال 24 ساعة على الأكثر فلن يستطيع أن يطعم نفسه كما كانت تطعمه أمع وتعطف عليه في العش كما إنه لا يستطيع حماية نفسه من الحيوانات التي تفترسه ، صحيح.. لقد أخطأنا وفعلنا مثل هذا العصفور سينتهي أمرنا قريبًا إلا إذا حصلت معجزة ووجدت الأم عصفورها الصغير قبل فوات الأوان أو استطاع العصفور الطيران...
وصلنا إلى مخبأهم ، شقة في عمارة قديمة عادية وخالية من السكان دائمًا نمر عليها ونحن في طريقنا للمدرسة ولم نكن نتوقع أبدًا أن تكون تلك العمارة البريئة تستر بداخلها مجرمين ، تم إلقاؤنا في غرفة مقفلة وسيئة في الشقة ولو جعلت الحكومة جميع سجونها زنزانتها كهذه لما ارتكب مجرمٌ جريمة في يوم من الأيام ، ونحن في الغرفة نسمع أصوات النقاشات الحادة وتهديد الزعيم لأقارب تركي ، "اسمعي لو بلغتي الشرطة فلن ترين ولو حتى جثة سليمة لتركي" وأخذ يتناقش معها في الفدية وكأننا قطعة أرض يريد بيعنا ، ويا ليت تكون قطعة الأرض التي سيبيعها زراعية لكنه سيبيع لها صحراءً أو سرابًا بمعنى أصح ، أنا أجزم أنهم لن يعيدونا وسيقتلونا عندما يحصلوا على ما يريدون ، ثم نظرت لتركي قلت: "صحيح لم تخبرني لماذا تركت المنزل مع أن كل ما تريده تحصل عليه" قال: "حصولك على ما تريد ليس شيئًا جيدًا ، فهذا معناه الملل من كل شيء بما أنه ليس لديك ما تتمناه فكل ما تتمناه تجده ، مللت من كل شيء فتركت المنزل ، كل أصدقائي ليسوا أصدقائي إلا ليحصلوا على المال مني ، أمي مشغولة بالعمل ولا أراها إلا نادرًا ، والدي توفي في الحادث من مدة ليست بالبعيدة ، أتمنى لو أني أفقد كل ثروتي ويعود إلي والدي الذي كان يعطيني ما أريد ولكن بضوابط حتى لا أصل لمرحلة الملل من كل شيء كما أنا الآن ، لكني لم أكن أعقل وقتها" يفقد ثروته مقابل عودة والده !! هذا يكفي ، لا أحتاج إلى مواقف أخرى حتى أعود إلى صوابي ، يكفي ما رأيت في العالم الخارجي ، تكفيني التدريبات التي مارستها حتى أستطيع الطيران.. سأعود..نعم سأعود..لقد تعلمت الطيران وسأعود للعش الآمن..سأعتذر لوالدي وسأتحمل كل المشاكل ، تبقى أن أستطيع الهروب بعيدًا عن الحيوانات المفترسة سأنهي أمر هؤلاء المجرمين ثم أعود.
كنا مرهقين ونحاول النوم ولكن أي نوم يا حبيبي في غرفة كأنها حمام ، فجأة دخل فرغلي وصوب المسدس في رأسي "لن نحتاج إليك بعد الآن يا سيد عبدالرحمن إييه هيع هيع هييع"
لكن الزعيم قال: "لا تقتله الآن فلم نحصل على المال حتى الآن ولو تركناه هنا فقد يهرب أو يستطيع طلب النجدة" ، وجاء إلي وقال "هل تستطيع القيادة ؟؟
"تقريبًا"
"إذًا تحرك ستقود بنا"
ركبنا السيارة وجميعهم كانوا يركبون في الخلف وأنا السائق
قال الزعيم "تحرك إلى أسواق الجوهرة"
قال فرغلي:"لكن الأسواق مليئة بالمارة"
الزعيم: "وهكذا أفضل سنأخذ الحقيبة ولن يشتبه فينا أحد في هذا الإزدحام"
وصلنا ونزل فرغلي ومعه تركي ودخلوا الأسواق وبقي مطوى معي ، تمشى فرغلي ومعه تركي كأنهم في زيارة عادية للأسواق وعندما ذهبوا للمكان المخصص لأخذ الحقيبة ، وجدوها وفتحها فرغلي ليتفقد ما فيها ، إنه المبلغ المتفق عليه لكن..هناك من يشير لتركي بأنه وقت الهروب ، فجأة ونحن في السيارة سمعنا طلقات نار ووجدنا أفواج من البشر تخرج من الأسواق بسرعة ومطوى مستغرب ما الذي حدث ؟؟ فجأة جاءه اتصال "فرغلي..ما هذه الفوضى هل حصلت على النقود ؟؟...ماذا وقعت في كمين ؟! هوي أتسمعني ؟؟" وانقطع الإتصال "ذلك الغبي لو أمسكوا به فسينتهي أمري" ونزل من السيارة بسرعة ومعه مفاتيح السيارة وتركني بمفردي بعد أن قال لي "أنت حسابك بعدين ، قد تستطيع الهرب لكن سأجدك وسأقتلك" ثم تركني فلو قتلني في السيارة فسينتبه الناس ، استغليت وجودي بمفردي لآخر مرة في السيارة لتخريب السيارة بتبديل سلكتين ، "إذا بدلت السلكة الحمراء مع الزرقاء بحيث يصبح الموجب مكان السالب والسالب مكان الموجب فسينتهي أمر السيارة ، أقل شيء ستخرب البطارية إذا لم تنفجر السيارة" هذا ما كنت تعلمته من زميلي المشاكس علي ، أنهيت العملية التخريبية ونزلت من السيارة مسرعًا وأنا في شدة الفرح لم أكن أعلم أني سأخسر شيئًا مهمًا في حياتي ، ذهبت لمشاهدة الموقف من على بعد ، فقد حوصر فرغلي من الشرطة لكنه فجأة صوب مسدسًا في رأس تركي وأخذ ينتظر النجدة من مطوى فلا يوجد مفر ، حاولت الشرطة إقناعه بالإستسلام وتسليم الرهينة بهدوء وهددته في حال قتل تركي فسيُلحِقونه به لكن مع ذلك رفض ، وفي أقل من ربع ثانية وصلت رصاصة إلى هدفها ، سمعنا صوت الرصاصة وحدث ما كنت أخشاه.. كان هدفها رأس تركي فقد جعلته ينتقل للعالم الآخر على الفور !! إنه مطوى.. لقد قتل تركي..لقد هرب وإبتسامته تقول "أنا آسف لا يمكنني تسليم تركي لكم بدون مقابل كما اتفقنا وسأترك لكم أمر فرغلي" ، فرغلي لم يعد لديه ما يحميه فالرهينة قتلت فحرك يده ليصوب المسدس ناحية الشرطة ليقتل أقرب رجل أمن منه ويهرب لكنه لم يستطع أن ما لبث أن حرك يده إلا وقد أصيب باثني عشر طلقة ألقته صريعًا على الأرض على الفور استمر الزعيم في الهرب والشرطة تلحقه ونظر خلفه ليجد أن شريكه قد مات فابتسم مرة أخرى "شكرًا لكم يا رجال الشرطة... لقد أرحتوني من عناء قتله فقد كان سيفضحني ذلك" لكنه لم يستطع الهرب بعيدًا فقد سمعت أن السيارة تعطلت منه وهو هارب ، وتمت محاصرته لكنه انتحر بسلاحه ، هه يالحقارته لم يسلم نفسه للشرطة وانتحر ..متكبر حتى النهاية ، لقد خسر دنياه وآخرته...
تم إعادتي لأسرتي سلمت عليهم وذهبت مع أبي بعد ذلك لدفن تركي....لن أنساك ما حييت يا تركي ، وقفت وأنا أصارع البكاء لكن الدموع..الدموع لا يوجد من يستطيع هزيمتها عندما تستغل موقفًا كهذا وتبدأ بعملها ، تم دفنه وانتهى كل شيء وأصبح من يتحدث عن تركي يقول "قد كان تركي" ولا زلت أقف أمام القبر ثم نظرت حولي..يا سبحان الله تراب المقابر كله من نفس النوع وجميع المقابر تشبه بعضها ، لن ينفع تركي أو غيره غناه فقد دفن كبقية البشر ما سينفعه هو عمله ، وبينما كنت أفكر وضع أبي يده على كتفي "هيا بني.. لقد انتهت الجنازة وكل شيء منذ ساعة هيا بنا" وبينما كنت أسير للسيارة نظرت خلفي وإذا بأمه تكاد تنهار من البكاء عند القبر ، لقد كان تركي يعتقد أنها لا تهتم به لكنها كانت تحبه وكانت تبذل جهدها حتى تنهي عملها وتستطيع رؤية تركي هذا ما قاله لي خاله ، يالهم من طيبين..آباءنا..أمهاتنا ، همهم مصلحتنا لكننا نقابل الإحسان بالإساءة...
قبل أن نصل إلى السيارة قلت لأبي "أنا آسف..تركت البيت بدون إذن..كنت..كنت" وضع أبي يده على رأسي "ولا يهمك إحنا عارفين إنك صحيت مساء أمس سرًا وبعدين رحت تصلي الفجر قبلنا لكن المجرمين خطفوا تركي ولم تستطع الوقوف خاوي اليدين فذهبت لإنقاذه لكنهم أمسكوك ، هه هه كما أعرفك دائمًا عبدالرحمن ابني المتهور" ثم ابتسم !! ما هذا ؟! ما هذه الإبتسامة ؟! كأنه يقول لي "لا أريد معرفة ما حصل المهم أنك تعلمت درس ورجعت لنا بالسلامة :)" لك ما تريد..سامحني يا أبي ، بعد ذلك ذهبت لصلاة العشاء ودعوت الله أن يوفقني ويغفر لي ولوالدي وللمسلمين وأن يرحم تركي وجميع موتى المسلمين.
انتهت الإجازة الأسبوعية ذهبت للمدرسة ، سلمت على زملائي وسلمت على صديقي علي والشلة وقال علي "سمعنا إنهم خطفوك ، كنت تتصل علي بس وأنا أنقذك"
هه هه يال براءتهم ، مع إن مزحهم ثقيل لكنهم طيبين قلت
"أنا أهزم عشرة زيهم ولا أحتاج لمساعدة شخص مثلك" هه هه هه هه هههه هههه هه
مرت الأيام وانتهت الإختبارات وحصلت على الشهادة لقد تفوقت في جميع المواد بفضل الله ثم بفضل حرص والدي لكن لحظة !! ماذا يعني هذا ؟؟ ذهبت للأستاذ
"يا أستاذ أعتقد أنك خصمت علي ثلاث مرات لكن لا يوجد أي خصم في الشهادة"
قال وهو يضحك: "لقد كنت أستفزك حتى تكون أكثر إنتباهًا ولا تفوتك الدروس"
قال ذلك ثم ركب سيارته وقال "مبروك على التفوق ، الله يوفقك في آخرتك أيضًا" ثم ذهب..!!!.. سامحني يا أستاذ لقد أسأت بك الظن.
حصلت من المدرسة على مكافأة بسبب التفوق وهي مبلغ قيمته ضعف المكافأة التي حصلت عليها سابقًا ، ولما رحت البيت لقيت أبوي يمسك صندوق صغير مغلف بغلاف المخصص للهدايا وقالي:
"خذ هذه"
"ما الأمر يا أبي..لا نحتفل بأعياد الميلاد أليس كذلك ؟؟"
قال: "بس افتحه ولا تتفلس زيادة" فتحته إنه... جوال !! لم أستطع تحريك شفتاي
وقال لي أبي "أتمنى أنه يعجبك ، ما حبيت أشتريه لك قبل الإختبارات حتى لا يشغلك عن المذاكرة وسامحني عندما ضربتك على وجهك في ذلك اليوم..مبروك على التفوق"
هل أفرح أم أبكي ؟؟ سامحني يا أبي لقد كنت عاقًا بك..أنت أدرى بمصلحتي ، اشتريت لإخواني الصغار من مكافأتي شوية ألعاب يتسلون بيها ويبعدون عن لعبة الشرطي والحرامي وهكذا كسبت ودهم ولن أحتاج لرجل الكرسي الحديدية فرميتها في القمامة بعد أن ودعتها فقد كنت محتفظ بها تحت السرير لعدة سنوات ، في اليوم التالي ذهبت لزيارة ذلك المطعم الذي يحتوي على الكثير من ذكريات رحلتي في العالم الخارجي ، طلبت وجبة كالتي طلبها لي تركي في الماضي لكن وصلتني وجبة مختفة
قلت "لا أخوي أنا طلبت وجبة أخرى من مضيف آخر...شكرًا لك"
"إذًا خذ هذه وجبة مجانية للغد"
ماذا ؟؟ إنه ذلك الفتى الذي سرق محفظتي وأعادها "ما ما الذي تفعله...هل ستسرق المطعم بالكامل ؟؟"
"هه هه إذًا لقد عرفتني...لقد أصبحت أعمل في هذا المطعم ، لولا أن الله أرسلك إلي في ذلك اليوم لما استطعت أن أعيش يومًا آخر وإيجاد وظيفة كهذه" سبحان الله ، بمجرد أني أعطيته مبلغًا قليلًا لوجبة واحدة لكنها غيرت حياته !!
سألته: "هل تعرف إمرأة تدعى أم محمد ، لديها ابن معاق وقد حصلت على مكافأة من المدرسة أريد أن أتصدق عليها ببعض منها"
لكنه قال "يمكنك الإحتفاظ بمكافأتك هذه المرة فأم محمد تزوجت رجل من أهل الخير وحالها الآن أفضل بكثير"
الحمد لله ، أنا سعيد لأجلك يا أم محمد. شكرت المطعم على الوجبة وأخذت وجبة الفتى لآكلها في الغد ، بالنسبة لمكافأتي فسأتصدق بها كاملةً...أنا الآن أشعر أنني أسعد إنسان ، ليس لإنتهاء المشاكل وحسب بل لأنني تعلمت درسًا من ذهب ، أحبائي..إلى هنا تنتهي قصتي تمنياتي لكم بالتوفيق...
في الحقيقة هذه القصة من تأليفي ، قد تتشابه أحداثها قليلًا مع حياتي الواقعية لكنها في الأصل خيالية بالكامل وحدثت لي في عالم الخيال وجميع الأسماء اللي فيها خيالية ما عدا اسمي :d. أعذروني على الآكشن في نهايتها ، فما كان له داعي لكن كان لازم ألاقي طريقة يموت بها تركي :d.
الأصل كنت أريد عمل موضوع لرفع معنويات الذين غرقوا في الهموم والأحزان من إخواني الأعضاء ، فقد كنت أتألم من توقيعات الأعضاء التي تعبرعن أحزانهم وهمومهم (أعانهم الله) ، وعند كتابة هذا الموضوع خطرت ببالي مشاكل أخرى فلم أكتفي بالأحزان فقط بل بأشياء أخرى أيضًا تقع لنا وجمعت مواقف ومشاكل كثيرة قد تمر علينا ووضعتها في هذه القصة وكأنها نصيحة من مجرب ليستفيد من مر علي أي موقف مشابه في هذه القصة ويستفيد من يريد أن ينصح غيره. نأتي الآن مع الجزء المهم في الموضوع فكل القصة والفلسفة الماضية مجرد مثال على النصائح التي سأقولها الآن سأقوله الآن...
فلنعد التفكير من نقطة الصفر:
هذه النصائح يمكن لأي شخص الإنتباه لها والعمل إذا فكر بعقلانية بعد إيمانه بالله عز وجل ، يمكن أن نسمي هذه النصائح الفوائد الذهبية التي استفدناها من القصة الماضية:
1- "إذا كان عشك تالفًا ومنزعج خوفًا من سقوطه فتذكر أن هناك من يبحث عن عش حتى لو كان بسيطًا ومهما كان تالفا" (هذه المقولة من تأيفي :d):
كلنا لا بد لنا أن نواجه ابتلاءات وأحزان ومشاكل وهموم والعلاج بسيط وأنا مجربه شخصيًا ، وهو بكل بساطة هذه المقولة ، فإذا كان حالك مليء بالأحزان فتذكر أنه هناك من هو أسوأ منك ويتمنى أن يكون مثلك ، ضع نفسك مكان هؤلاء تخيل أنك مشلولًا أو فقيرًا أو معاقًا أو مريضًا أومشردًا أو..أو..... ، وستشعر أنه مع كل المشاكل والأحزان والهموم التي لديك..ستشعر بالنعم التي لا تعد ولا تحصى التي أنعمها عليك ، فكن صبورًا.
2- قال تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا":
هذه الآية لم ينزلها الله إلا بحكمة ، فقد أوجب الله عز وجل ورسوله -صلى الله عليهوسلم- طاعتهما وجعلها فوق أي طاعة لبشر عادي.
والداك همهم الأول مصلحتك ، قد لا تلاحظ ذلك لكن تذكر أنهم كانوا مثلك يومًا من الأيام لذلك هم يعرفون الصواب حتى وإن كنت تراه غير جيدًا فهم أدرى بذلك وقد يقسوا عليك لمصحتك ، وحتى إن كان لغير مصلحتك فتذكر أنه مهما كان يجب أن تطيعهما في ما ينفعك وفيما يضرك مالم يأمروك بمعصية ، تخيل لو مات أحد والداك مبكرًا فجأة ماذا سيكون حالك ؟؟ من سيصرف عليك ويتحملك بصدر رحب ؟؟ وتذكر أن هناك من يتمنى أن يعود إليه أحد والداه بأي مقابل ، تخيل أن أولادك يفعلون بك ما تفعله في والديك لن تقبل بهذا أبدًا فلماذا تفعل ذلك بوالديك ؟؟
3- "مهما كان الشيء فله عمر إفتراضي" (من تأليفي :d):
وذلك يشمل أيضًا المشاكل والأحزان والهموم ، فكما لها تاريخ إنتاج فلها تاريخ إنتهاء وسيأتي يوم تحل فيه المشكلة أو تنسى ولا تعد مؤلمة فاصبر حتى ذلك اليوم ، غالبًا يكون العمر الإفتراضي للمشاكل طويلًا لكن مع الصبر والتفاؤل سيأتي ذلك اليوم بكل سرعة.
4- "ليس كل الأثرياء سعداء":
يوجد فرق بين الأغنياء والأثرياء فكل من استغنى عن سؤال الناس فهو غني أما الثري فهو من يملك أكثر من حاجته ، لكن في العامية يقال عن الثري غني.. المهم أيًا فليس كل الأثرياء سعداء فالأحزان تصل إليهم أيضًا ومنهم من يتمنى أن يصبح إنسان عادي كما إن الثري لن يفيده ماله شيء ففي النهاية سيدفن الثري بجانب الغني بجانب المسكين بجانب الفقير في نفس الأرض والثراء لن يفيد أحدًا ، فلنحمد الله على النعمة ويكفي اننا أغنياء ولسنا بحاجة لسؤال أحد...
5- "لا تحتقر عملًا قدمته بإخلاص ، فالقليل مع الإخلاص كثير":
هذا صحيح ، كما إن ما تتصدق به سواء كان مالًا أو غيره حتى لو كنت تراه شيئًا حقيرًا فقد يكون شيئًا عظيمًا بالنسبة للشخص الذي تصدقت له. لذلك لا تتردد أبدًا في التصدق على الفقراء والمساكين حتى لو كان شيئًا يسيرًا.
6- "قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا":
"أعلمت أشرف أو أجل من الذي ... يبني وينشئ أنفسًا وعقولا"
المعلم عمله بالكامل لمصلحتك وهدفه إفادتك ، فكن مطيعًا له ومهما قسا عليك فلا تسئ الظن به فأنت بالنسبة له كإبنه وهو في منزلة والدك. نفس الشيء ينطبق على الطالبات والمعلمات.
7- "إذا كنت في كل الأمور معاتبًا ... صديقك لم تلقى الذي لا تعاتبه":
"فعـش واحـدًا أو صــل أخــاك فــإنــه ... مقارق ذنب مرة ومجانبه"
"إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه"
لذلك تحمل أصدقاءك قليلًا ، لا تغضب لكل صغيرة يرتكبها زملاءك فالهدف من مزحهم هو إسعادك وإسعادهم وحتى تشعر أنك هناك من يهتم بك ، وهذا الكلام ينطبق على زملاءك وأصدقاءك الأعضاء في هذا المنتدى.
8- "شريكك عدوك وليس صديقك":
إنه شريكك في الجريمة ، مهما كان مقدار مساعدته لك فهو لمصلحته..وفي الأوقات الصعبة مع الشرطة أو غيرها سيتخلى عنك بل سيسعى للتخلص منك حتى لا تفضحه ، إن كان صديقك بحق لكان منعك أو حتى نصحك لكي لا ترتكب أي جريمة فكن على يقين بأن شريكك في هذه الأمور ليس إلا عدوك واترك عالم الجريمة فمصير ذلك العالم هو الهلاك في كل الأحوال...
9- قال تعالى: "يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه"
بدأ الله عز وجل بالأخ فأخوك هو أقرب الناس إليك وحتى من أمك وأبيك وأحيانًا يعرف عنك ما لا يعرفه والداك ، أحيانًا يكون إخوانك الأصغر منك مزعجين أو الأكبر منك قاسين فمهما كانوا كن صبورًا ، تحملهم قليلًا فهي أيام معدودة وكلٌ سيذهب في طريق مختلف في المستقبل وقد لا تراهم فيما بعد إلا نادرًا أو في المناسبات ، حاول تحسين علاقتك معهم من الآن وتنجنب المشاكل فستحتاج إلى من يكون عونًا لك في المستقبل وهم أيضًا سيحتاجونك وإذا كان لديك إخوان أصغر منك وكنت قاسيًا عليهم بدون سبب قوي فتوقف على الفور وعد إلى رشدك فستشعر بالخجل يومًا ما إذا كنت بحاجة ماسة للمساعدة ولم تجد من يساعدك غيرهم وهم أقرب الناس إليك وعندما تتطلب منهم المساعدة يساعدوك على الفور تخيل أن هذا يحصل لك مع كل ما ارتكبته بحقهم في الماضي...
يا من يزعج أخوه الأكبر وجعلته يكره حياته ، أخوك الأكبر هو ولي العهد وهو الذي يحل محل الأب أثناء غيابه فهو أيضًا يعرف مصلحتك أكثر منك وأهدافه كأهداف والدك فلماذا تفعل به هذا ؟؟ تخيل لو كنت مكانه وجاء أخوك الأصغر وفعل بك ما تفعله به ، ماذا سيكون ردة فعلك ؟؟ أيعجبك هذا ؟؟ لماذا إذا تقابل الإحسان بالإســـــاءة ؟؟؟ نفس القصة بالنسبة للإناث...
هذه القضايا كثيرًا ما نواجهها لكننا لا نسلك وقتها الإتجاه الصحيح ، أتمنى إن الموضوع أعجبكم وأرشدكم الطريق المستقيم الذي لا يخسر من يسلكه ، بانتظار آراؤكم أو من لديه إضافات فحياه الله.
تقبلوا تحيات أخوكم جيـGINـن نلقاكم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...