[ اللــيـــث ]
14-4-2010, 08:27 PM
http://images.msoms-anime.net/images/57507400022667790391.jpg
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
{أسال الله أن يجعل هذا الموضوع من العلم النافع الذي يشهد لنا يوم القيامة}
http://images.msoms-anime.net/images/35262153650842656066.jpg
لم يكن العلماء المحتهدون _ رحمهم الله _ يتكلمون يتكلمون بالهوى
بل كانوا يجتهدون في بيان أحكام الشريعة بحسب ما بلغهم من الادلة
وبحسب ما فهموه منها، وقد يتفقون فيما بينهم، وقد يختلفون في بعض الأحيان.
والخلاف بين العلماء يعود إلى أسباب كثيرة، كلها دائرة حول بحثهم
عن الحق وتطلبهم بيان الشريعة ، فكل واحدا منهم اما يكون مصيبا محمودا فله
اجران او مخطئًا معذوراً فله أجر واحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
((إذا أجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ))
http://images.msoms-anime.net/images/40851956852361429907.jpg
السبب الأول :
كون العالم لم يسمع بالدليل.
مثال ذلك :بلغ عائشة رضي الله عنها ان عبد الله ابن عمرو
رضي الله عنهما يأمر النساء اذا اغتسلن أن
ينقضن رؤوسهن، فقالت : يا عجبا لابن عمرو هذا يأمر
النساء إذا اغتسلن ان ينقضن رؤوسهن، افلا يأمرهن
أن يحلقن رؤوسهن؟ لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، ولا أذيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات.
رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب أجر الحاكم اذا اصاب او اخطا
السبب الثاني :
يبلغ الحديث عالمين ولكنه يكون صحيحا عند عالم، ضعيفا عند العالم
الآخر حيث لم يبلغه بسند صحيح
مثال ذلك :حديث العِينة الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
((إذا تبايعتم بالِِِعينة, واخذتم اذناب البقر ، ورضيتم بالزرع
وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم ))
هذا الحديث لم يعمل به الشافعي لضعفه عنده , وعمل به الجمهور لأن له طرقا تقويه
وقد عضته بعد الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم في تحريم العينة.
السبب الثالث:
أن يبلغ الحديث العالم ويعلم انه صحيح
لكن يظنه منسوخا والآخر بخلاف ذلك.
مثال ذلك : اختلف العلماء في حكم الحِجَامة هل تُفَطّر او لا ؟
فمن قال انها لا تُفَطر استدل بحديث ابن عباس في الصحيح
((ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم ـ واحتجم وهوا صائم ))
ومن قال انها تفطر استدل بحديث
((أفطر الحاجم والحجوم))
ومن الاجوبة التي اجابوا بها عن حديث ابن عباس قالوا :
إن الحديث منسوخ ، ولم يُسلم لهم الاخرون بان الحديث منسوخ .
السبب الرابع :
يبلغ العالم الحديث ويعلم انه غير منسوخ لكن يعتبره معارضا بحديث آخر.
مثال ذلك: خلاف العلماء في مسالة استقبال القبلة واستدبارها أثناء قضاء لحاجة،
فمنهم من قال :ان الاستدبار والاستقبال منهي عنه مطلقا
ومنهممن قال : منهي عن الاستقبال دون الاستدبار
ومنهم من قال : منهي عن الاستدبار في الفضاء دون البنيان
وسبب ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال:(إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ، ولكن شرقوا او غربوا ))
وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رَقِيَ على بيت اخته حفصةَ رضي الله عنها
فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا لحاجته مستقبل الشام مستدبر القبلة
فهذان الحديثان ظاهرهما التعارض ولهذا اختلف اهل العلم في حكم هذه المسألة.
السبب الخامس :
اختلافهم في تفسير لفظ الدليل ، وذلك لكون اللفظ مشتركا او مجملا أو لأي سبب آخر.
مثال ذلك : اختلاف الفقهاء في مس المرأة هل ينقض الوضوء
او لا ينقض الوضوء بسبب اختلافهم
في تفسير قوله تعالى ((أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء)) فمن فسرها بمجرد اللمس
قال : هو ينقض الوضوء
ومن فسرها بالجماع قال : اللمس لا ينقض الوضوء
السبب السادس :
اختلافهم في مسألة أصولية مما يؤدي الى الخلاف في بعض الأجكام
وذلك كإختلا ف اهل العلم في الاحتجاج بقول الصحابي أو فعله،
اذا كان في مسألة لا يدخلها الإجتهاد
ولم يخالفه صحابي آخر هل هو حجة أم لا؟
مثال ذلك : فعل ابن عمر في رفع يديه في التكبيرات على الجنازة
فبعض العلماء لم يختر هذا الحكم لأنه لا يعمل بهذا النوع من الادلة .
السبب السابع :
ان بعض العلماء يفهم من الحديث شيئا، ويفهم غيره منه شيئا آخر.
مثال ذلك : حديث ذي اليدين..أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم
احدى صلاتي العَشِيّ فسلم من ركعتين ، فلما أخبره صلى الراكعتين الباقيتين
ثم سلم ثم سجد ركعتين بعد السلام
(رواه البخاري في ابواب المساجد ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة)
وكانوا على فهمين :
اخذا بعضهم ان سجود السهو يكون بعد السلام اذا سلم مِن نَقص في صلاته
فأنه يتمها ثم يسجد للسهو بعد السلام.
واخرون ان سجود السهو يكون بعد السلام اذا ذاد في صلاته سهوا
وذلك لأنه في هذا الحديث زاد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
والسلام من الصلاة ،فقالوا : كل ذيادة سهوا فالسجود لها بعد السلام.
السبب الثامن:
أن لا يكون في المسألة نص، فيجتهد العلماء في استنباط
حكمها من بعض النصوص والقواعد الشرعية, فيختلف اجتهادهم.
مثال ذلك: احتلاف العلماء المعاصرين في حكم الإجارة المنتهية بالتمليك
بناءا على خلافهم في تنزيلها على النصوص والقواعد الشرعية.
http://images.msoms-anime.net/images/81437282020048281000.jpg
الخلاف في بعض المسائل من طبيعة البشر
لاختلافهم في الفهم والعلم ولكن ما موقفنا من هذا الخلاف؟
اولا:
يجب احترام العلماء واجلالهم، المخطئ فيهم والمصيب
ولا يعني خطأ بعض الأئمة المجتهدين التعدِّي عليهم والطعن
فيهم وانتقاضهم، فهذا ما ادى إليه اجتهاده،
وهو معذور في ذلك مأجور، فعن عمرو ابن العاص رضي الله عنه
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، واذاحكم فاجتهد ثم أخطئ فله أجر))،
وقد سبق لكم اسباب خلاف العلماء وهي أعذار، كما ان بعض الأشياء
التي تَري هذا الإمام قد أخطأ فيها قد تكون صوابا في حقيقة الامر ، والخطأ هز ما عندك.
ولنتامل قوله تعالى في قصة حكم
داود وسليمان عليهما السلام في الحرث عندما قال تعالى
((وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ))
((فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ))
فالحق كان مع سليمان عليه السلام ومع ذلك قال الله عنهما
((وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا))
ثانيا:
الأئمة المجتهدون متفقون في أصول الشريعة، وإنما خلافهم في فروع الشريعة
فلا نجد عندالصحابة رضي الله عنهم خلافا في مسائل العقيدة
وإنما الخلاف عندهم في بعض المسائل المتعلقة
بالصلاة والحج والبيع ونحوها.
ثالثا:
وفروع الخطأ عند بعض العلماء يدل على ان التعظيم
يكون للنصوص الشرعية لا للأشخاص
فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رابعا:
لا يجوز لنا التعصب لقول احد من العلماء
ونحن نعلم أن الحق مع العالم الآخر، فالعالم الذي أخطأ معذور مأجور
ولكن لا يعني ذلك ان نتابعه على خطئه أو نتعصب له
ونَلوي النصوص من أجل تصحيح قوله.
خامسا :
الناس من حيث عملهم بالمسائل التي
اختلف فيها العلماء ثلاثة أقسام:
القسم الاول:
عالم رزقه الله علما وفهما فهذا له حق الاجتهاد
بل يجب عليه القول بمقتضى الدليل قال تعالى
((وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ))
وهذا من اهل الاستنباط الذين يعرفون ما يدل عليه كلام الله
وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني:
طالب علم عنده من العلم ما لا يصل به الى درجة التبحر في العلم
فهذا لا حرج عليه إذا أخذ بالعمومات والإطلاقات وبما بلغه
ولكن يجب عليه الإحتراز في ذلك وعدم التقصير
في سؤال العلماء لا حتمال خطئه
فقد لا يصل علمه إلى دليل خصَّص ما كان عاما
أو قيد ما كان مطلقا أو نسخ ما ظنه محكما.
القسم الثالث:
عامِّيٌّ بالنسبة للأحكام الشرعية
فلا يعرف تفصيل الأحكام الشرعية ولا أدلتها ولا طرق الاستدلال،
وان كان عالما في فن آخر، فهذا يجب عليه سؤال اهل العلم، لقوله تعالى
((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ))
والأَوْلَى أن يسأل من يراه أفضل في دينه
وعلمه ويظنه أقرب للصواب،
فإذا أفتاه بفتوة عمل بفتواه، ولا يجوز سؤال أكثر من عالم
بقصد العمل بأخف الفتاوى وأسهلها، لأن هذا من تتبع الرخص الذي حذر العلماء منه.
http://images.msoms-anime.net/images/35262153650842656066.jpg
أحمد الله تعالى على ما يسر وأعان من اتمام هذا الموضوع
وأسأل الله تعالى أن ينفع به ويجعل النية فيه خالصة لوجهه تعالى
وان لا يحرم من عظيم الأجر والثواب من أعان على نشره.
وما اجمل ان تقرأ خي الحبيب واختي الكريمة هذا الموضوع
فيمتشق سنان اقلامكم ويسطر لي رأيه او ملاحظته
أو وجهة نظره في الموضوع
فأكون لفضله شاكرا وبظهر الغيب له داعيا.
اخوكم ومحبكم
samer_zx
http://images.msoms-anime.net/images/42875254396488818228.gif
http://images.msoms-anime.net/images/66377541300175611652.jpg
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
{أسال الله أن يجعل هذا الموضوع من العلم النافع الذي يشهد لنا يوم القيامة}
http://images.msoms-anime.net/images/35262153650842656066.jpg
لم يكن العلماء المحتهدون _ رحمهم الله _ يتكلمون يتكلمون بالهوى
بل كانوا يجتهدون في بيان أحكام الشريعة بحسب ما بلغهم من الادلة
وبحسب ما فهموه منها، وقد يتفقون فيما بينهم، وقد يختلفون في بعض الأحيان.
والخلاف بين العلماء يعود إلى أسباب كثيرة، كلها دائرة حول بحثهم
عن الحق وتطلبهم بيان الشريعة ، فكل واحدا منهم اما يكون مصيبا محمودا فله
اجران او مخطئًا معذوراً فله أجر واحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
((إذا أجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ))
http://images.msoms-anime.net/images/40851956852361429907.jpg
السبب الأول :
كون العالم لم يسمع بالدليل.
مثال ذلك :بلغ عائشة رضي الله عنها ان عبد الله ابن عمرو
رضي الله عنهما يأمر النساء اذا اغتسلن أن
ينقضن رؤوسهن، فقالت : يا عجبا لابن عمرو هذا يأمر
النساء إذا اغتسلن ان ينقضن رؤوسهن، افلا يأمرهن
أن يحلقن رؤوسهن؟ لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، ولا أذيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات.
رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب أجر الحاكم اذا اصاب او اخطا
السبب الثاني :
يبلغ الحديث عالمين ولكنه يكون صحيحا عند عالم، ضعيفا عند العالم
الآخر حيث لم يبلغه بسند صحيح
مثال ذلك :حديث العِينة الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
((إذا تبايعتم بالِِِعينة, واخذتم اذناب البقر ، ورضيتم بالزرع
وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم ))
هذا الحديث لم يعمل به الشافعي لضعفه عنده , وعمل به الجمهور لأن له طرقا تقويه
وقد عضته بعد الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم في تحريم العينة.
السبب الثالث:
أن يبلغ الحديث العالم ويعلم انه صحيح
لكن يظنه منسوخا والآخر بخلاف ذلك.
مثال ذلك : اختلف العلماء في حكم الحِجَامة هل تُفَطّر او لا ؟
فمن قال انها لا تُفَطر استدل بحديث ابن عباس في الصحيح
((ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم ـ واحتجم وهوا صائم ))
ومن قال انها تفطر استدل بحديث
((أفطر الحاجم والحجوم))
ومن الاجوبة التي اجابوا بها عن حديث ابن عباس قالوا :
إن الحديث منسوخ ، ولم يُسلم لهم الاخرون بان الحديث منسوخ .
السبب الرابع :
يبلغ العالم الحديث ويعلم انه غير منسوخ لكن يعتبره معارضا بحديث آخر.
مثال ذلك: خلاف العلماء في مسالة استقبال القبلة واستدبارها أثناء قضاء لحاجة،
فمنهم من قال :ان الاستدبار والاستقبال منهي عنه مطلقا
ومنهممن قال : منهي عن الاستقبال دون الاستدبار
ومنهم من قال : منهي عن الاستدبار في الفضاء دون البنيان
وسبب ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال:(إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ، ولكن شرقوا او غربوا ))
وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رَقِيَ على بيت اخته حفصةَ رضي الله عنها
فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا لحاجته مستقبل الشام مستدبر القبلة
فهذان الحديثان ظاهرهما التعارض ولهذا اختلف اهل العلم في حكم هذه المسألة.
السبب الخامس :
اختلافهم في تفسير لفظ الدليل ، وذلك لكون اللفظ مشتركا او مجملا أو لأي سبب آخر.
مثال ذلك : اختلاف الفقهاء في مس المرأة هل ينقض الوضوء
او لا ينقض الوضوء بسبب اختلافهم
في تفسير قوله تعالى ((أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء)) فمن فسرها بمجرد اللمس
قال : هو ينقض الوضوء
ومن فسرها بالجماع قال : اللمس لا ينقض الوضوء
السبب السادس :
اختلافهم في مسألة أصولية مما يؤدي الى الخلاف في بعض الأجكام
وذلك كإختلا ف اهل العلم في الاحتجاج بقول الصحابي أو فعله،
اذا كان في مسألة لا يدخلها الإجتهاد
ولم يخالفه صحابي آخر هل هو حجة أم لا؟
مثال ذلك : فعل ابن عمر في رفع يديه في التكبيرات على الجنازة
فبعض العلماء لم يختر هذا الحكم لأنه لا يعمل بهذا النوع من الادلة .
السبب السابع :
ان بعض العلماء يفهم من الحديث شيئا، ويفهم غيره منه شيئا آخر.
مثال ذلك : حديث ذي اليدين..أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم
احدى صلاتي العَشِيّ فسلم من ركعتين ، فلما أخبره صلى الراكعتين الباقيتين
ثم سلم ثم سجد ركعتين بعد السلام
(رواه البخاري في ابواب المساجد ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة)
وكانوا على فهمين :
اخذا بعضهم ان سجود السهو يكون بعد السلام اذا سلم مِن نَقص في صلاته
فأنه يتمها ثم يسجد للسهو بعد السلام.
واخرون ان سجود السهو يكون بعد السلام اذا ذاد في صلاته سهوا
وذلك لأنه في هذا الحديث زاد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
والسلام من الصلاة ،فقالوا : كل ذيادة سهوا فالسجود لها بعد السلام.
السبب الثامن:
أن لا يكون في المسألة نص، فيجتهد العلماء في استنباط
حكمها من بعض النصوص والقواعد الشرعية, فيختلف اجتهادهم.
مثال ذلك: احتلاف العلماء المعاصرين في حكم الإجارة المنتهية بالتمليك
بناءا على خلافهم في تنزيلها على النصوص والقواعد الشرعية.
http://images.msoms-anime.net/images/81437282020048281000.jpg
الخلاف في بعض المسائل من طبيعة البشر
لاختلافهم في الفهم والعلم ولكن ما موقفنا من هذا الخلاف؟
اولا:
يجب احترام العلماء واجلالهم، المخطئ فيهم والمصيب
ولا يعني خطأ بعض الأئمة المجتهدين التعدِّي عليهم والطعن
فيهم وانتقاضهم، فهذا ما ادى إليه اجتهاده،
وهو معذور في ذلك مأجور، فعن عمرو ابن العاص رضي الله عنه
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، واذاحكم فاجتهد ثم أخطئ فله أجر))،
وقد سبق لكم اسباب خلاف العلماء وهي أعذار، كما ان بعض الأشياء
التي تَري هذا الإمام قد أخطأ فيها قد تكون صوابا في حقيقة الامر ، والخطأ هز ما عندك.
ولنتامل قوله تعالى في قصة حكم
داود وسليمان عليهما السلام في الحرث عندما قال تعالى
((وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ))
((فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ))
فالحق كان مع سليمان عليه السلام ومع ذلك قال الله عنهما
((وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا))
ثانيا:
الأئمة المجتهدون متفقون في أصول الشريعة، وإنما خلافهم في فروع الشريعة
فلا نجد عندالصحابة رضي الله عنهم خلافا في مسائل العقيدة
وإنما الخلاف عندهم في بعض المسائل المتعلقة
بالصلاة والحج والبيع ونحوها.
ثالثا:
وفروع الخطأ عند بعض العلماء يدل على ان التعظيم
يكون للنصوص الشرعية لا للأشخاص
فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رابعا:
لا يجوز لنا التعصب لقول احد من العلماء
ونحن نعلم أن الحق مع العالم الآخر، فالعالم الذي أخطأ معذور مأجور
ولكن لا يعني ذلك ان نتابعه على خطئه أو نتعصب له
ونَلوي النصوص من أجل تصحيح قوله.
خامسا :
الناس من حيث عملهم بالمسائل التي
اختلف فيها العلماء ثلاثة أقسام:
القسم الاول:
عالم رزقه الله علما وفهما فهذا له حق الاجتهاد
بل يجب عليه القول بمقتضى الدليل قال تعالى
((وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ))
وهذا من اهل الاستنباط الذين يعرفون ما يدل عليه كلام الله
وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني:
طالب علم عنده من العلم ما لا يصل به الى درجة التبحر في العلم
فهذا لا حرج عليه إذا أخذ بالعمومات والإطلاقات وبما بلغه
ولكن يجب عليه الإحتراز في ذلك وعدم التقصير
في سؤال العلماء لا حتمال خطئه
فقد لا يصل علمه إلى دليل خصَّص ما كان عاما
أو قيد ما كان مطلقا أو نسخ ما ظنه محكما.
القسم الثالث:
عامِّيٌّ بالنسبة للأحكام الشرعية
فلا يعرف تفصيل الأحكام الشرعية ولا أدلتها ولا طرق الاستدلال،
وان كان عالما في فن آخر، فهذا يجب عليه سؤال اهل العلم، لقوله تعالى
((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ))
والأَوْلَى أن يسأل من يراه أفضل في دينه
وعلمه ويظنه أقرب للصواب،
فإذا أفتاه بفتوة عمل بفتواه، ولا يجوز سؤال أكثر من عالم
بقصد العمل بأخف الفتاوى وأسهلها، لأن هذا من تتبع الرخص الذي حذر العلماء منه.
http://images.msoms-anime.net/images/35262153650842656066.jpg
أحمد الله تعالى على ما يسر وأعان من اتمام هذا الموضوع
وأسأل الله تعالى أن ينفع به ويجعل النية فيه خالصة لوجهه تعالى
وان لا يحرم من عظيم الأجر والثواب من أعان على نشره.
وما اجمل ان تقرأ خي الحبيب واختي الكريمة هذا الموضوع
فيمتشق سنان اقلامكم ويسطر لي رأيه او ملاحظته
أو وجهة نظره في الموضوع
فأكون لفضله شاكرا وبظهر الغيب له داعيا.
اخوكم ومحبكم
samer_zx
http://images.msoms-anime.net/images/42875254396488818228.gif
http://images.msoms-anime.net/images/66377541300175611652.jpg