المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ ۩ ]~[ إصـــلاح ذات الـبـيـن ]~[ ۩ ]



Emi
18-5-2010, 08:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

خطبة للشيخ الدكتور محمد العريفي عن إصلاح ذات البين
.................................................. .................



الحمد لله الذي أمرنا بالاعتصام بحبله المتين، ونهانا عن الفرقة والاختلاف في الدين، وذكّرنا نعمة علينا إذ كنا أعداءً فألّف بين قلوبنا فأصبحنا بنعمته إخواناً، وكنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا منها. الحمد لله الذي لم يجعل لأحد على أحد فضلاً إلاّ بالتقوى فقال عز شأنه: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقـــاكم ). نحمد الله سبحانه على نعمة الإيمان إذ جعلنا بها أخوة فقال: ( إنما المؤمنون أخوة ) ونثني عليه الخير كله، نشكره ولا نكفره ونخلع ونترك من يكفره، نرجو رحمنه ونخشى عذابه إن عذابه الجد بالكفار ملحق.

وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه وعن المثيل والنظر ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أيها الأخوة المؤمنون: إن لهذه الشريعة خصائص وسمات جليلة، وقواعد كلية لا يمكن أن ترى فيها حكماً من الأحكام أو مسألة من المسائل تخرج عنها، بل لا يمكن أن تنتقص هذه القواعد في جزئية من جزئيات الشريعة أو مقاصدها وإن من مقاصد هذه الشريعة وسمات هذا الدين ربط الأواصر وتوثيق العرى وتقوية العلائق بين المؤمنين والحض على التعاون على البر والتقوى والتآلف والمحبة. ولكننا جهلاً منا لديننا وبعداً عن الإقامة الدقيقة لشعائر هذا الدين ضيعنا كثيراً من هذه السمات والخصائص فلا نكاد نراها إلاّ بين طائفة قليلة من المسلمين ، وحل محلها ضدها. والأمر جلي واضح فإن غابت سنة فمكانها بدعة، وإن غاب المعروف ظهر المنكر وإن ضعف الحق قوي الباطل. معاشر المؤمنين: إن مما يدمي القلوب أن ترى بين المؤمنين فرقة واختلافاً، وعصبية جاهلية وليت الأمر وقف عند هذا بل جاوزه إلى أن أصبح بعض المسلمين لا يرى الأخوة إلاّ في إطار بلده أو قبيلته أو عائلته.

أيها المؤمنون:- إن فساداً في ذات البين قد حلّ بالمسلمين، ففرق شملهم وشتت جماعتهم، حتى وقعت فيها الحالقة . روى الإمام الترمذي رحمه الله حدثنا وقال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أم الدرداء رضي الله عنها عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال:" إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة " وروى الترمذي أيضاً وسنده إلى الزبير بن العوام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"دبّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم أفشوا السلام بينكم "وفي خطبة الوداع قال لأصحابه: " إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم ". إن فساد ذات البين سواء كان بين الرجل وامرأته أو أخ وأخيه أو ابن وأبيه، أو قريب وقريبه أو جار وجاره، إن فساد ذات البين حالقة، ولا تحلق الشعر كالمرأة التي تحلق شعرها أو تشق جيبها عن المصيبة وإنما هي حالقة لأمر أعظم إنها حالقة للدين والعياذ بالله تنتزعه من أصوله.

وكل كسر فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران وإن من أعظم القربات إلى الله تعالى : إصلاح ذات البين. نعم ينبغي تتبع هذه الحالقة لإزالتها وربط القلوب وإزالة ما فيها من شحناء وتباغض قال الله عز وجل : ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) وقال ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) وقال (والصلح خير ) ولنا في رسول الله أسوة حسنة ... أخرج البخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن بني عمرو بن عوف كان بينهم شر فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم في أُناس معه .. وروى البخاري في موضع آخر عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن أهل قباء اقتلوا حتى تراموا بالحجارة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال " اذهبوا بنا نصلح بينهم " وأخرج البخاري في الأدب المفرد: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : والذي نفسي بيده لن تدخلوا الجنة حتى تسلموا حتى تحابوا وأفشوا السلام بينكم تحابوا وإياكم والبغضاء فإنها هي الحالقة لا أقول لكم تحلق الشعر ولكن تحلق الدين". وروى الشيخان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة أي تصلح بينهما بالعدل ".

وقال صلى الله عليه وسلم " سيصيب أمتي داء الأمم: الأشر والبطر والتكاثر والتشاحن في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي" أخرجه الحاكم .. وإن من المسلمين من يرى هذه القضية من القضايا الجانبية العرضية التي لا تستحق أن يفرد لها الكلام ويشخص لها البصر، وهذا تساهل بخطرها فإن هذه القلوب إذا أصلحت وسلمت من نيران البغضاء والعداوة والتشاحن وأصبحت نفوسنا خيرة إذا رأت موحّداً هشت إليه وبشت واطمأنت قبل أن تعرف جنسيته أو قبليته ... ولعظم هذه المسألة قال صلى الله عليه وسلم: " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم " رواه مسلم عن جابر .. "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي بيدأ بالسلام " متفق عليه. "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار " أخرجه أبو داود. اللهم أصلح ذات بيننا واهدنا سبل الرشاد، ووفقنا واغفرلنا إنك على كل شيي قدير.

أقول قولي هذا ... " لا يحل يكون لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاثة، فإذا لقيه سلم عليه ثلاث مرات كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه " رواه أبو داود أما إذا كان الهجر بسبب بغي أو عدوان أو كانت الصلة تجر ظلماً وإثماً والقطيعة تدفع هذه الشرور، فإن هذا ليس من الهجر الممنوع ما دام أن الهجر كان لما يرضي الله عز وجل. ولقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من خيار الصحابة لما تخلفوا عن ركب الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن الهجر الجائز هجر الزوجة لتأديبها :(واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً )وبوب البخاري في صحيحه "باب ما يجوز من الهجران لمن عصى" ، قال ابن حجر: أراد بهذه الترجمة بيان الهجران الجائز لأن عموم النهي بخصوص بمن لم يكن لهجره سبب مشروع".

أيها الأحبة في الله:- ولأن الشريعة جاءت لتجعل المسلمين صفاً واحداً أمام أعداء الله، نهت عن كل ما يصدع في جوار هذا الصف. فقال صلى الله عليه وسلم:" لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله " متفق عليه ولو بحثنا عن أسباب فساد ذات البين التي أورثت الحقد والقطيعة بين الناس لوجدنا أن من أكبر أسبابها سوء الظن بالمسلمين. قال الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً. قال صلى الله عليه وسلم :"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ". وقال عمر:" لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً ". ولو طبق المسلم ذلك لما وقع بينه وبين أحد شحناء أو تباغض ولكن إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم فالحذر الحذر من سوء الظن بالولد أو الزوجة أو الجار أو المسلمين عامة. وإن سوء الظن يجر إلى التجسس، والتجسس سبب من أسباب فساد ذات البين قال صلى الله عليه وسلم :" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولاتجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك " متفق عليه. وإن من أسباب فساد ذات البين: تصديق الشائعات، وعدم التثبت مما ينقل من الأخبار. وهم نقلوا عني الذي لم أفُهْ به وما آفة الأخبار إلاّ رواتها حينما نجد مسلماً من شدة شغفه بالكلام يتلقاه بلسانه قبل أذنه ( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ) وبعض الناس قد ينقل إليك شيئاً أصله صحيح ولكن الزيادات والحواشي والتحليلات التي يذكرها غير صحيحة، وما أكثر الذين فسدت بينهم ذات البين بسبب النقولات والأخبار، يأتيه رجل فيقول قال قبله فلان كذا وكذا فيزرع في قلبه حقداً وضغينة. ولو أنه قال له: يئس ما قلت ولا أظن بأخي إلاّ خيراً ، ثم استقبل القبلة وقال اللهم اغفر لي ولأخي وتجاوز عني وعنه.فهذا خلق الصالحين ذوي المروءات. قال صلى الله عليه وسلم:" تجد شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء يوجه وهؤلاء بوجه " رواه البخاري. وقد قال تعالى: ( ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم ) وإن من أسباب هذه الحالقة فساد ذات البين المنة بالعطايا فإنها من أسباب الفسـاد ( يا أيهاالذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) والمقصود أصلاً من العطية هو توثيق القلوب وتصفية النفوس، فإذا وقع ذلك من العطية والامتنان وقعت الحالقة. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" قال أبو ذر:"خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب " رواه مسلم" وفقني الله وإياكم لكل خير وجمع قلوبنا جميعاً على طاعته وجعلنا إخوة في الله متحابين متآلفين.

الخطبة الثانية : الحمد لله معز من أطاعه واتقاه، ومذل من أضاع أمره وعصاه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله غيره ولا رب لنا سواه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن أقام أمره واجتنب نهيه ودعا بدعوته واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد: أيها الأخوة المؤمنون:- وإن من أسباب الحالقة: التناجي: قال صلى الله عليه وسلم :" إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه " متفق عليه. ومن أسبابها تساهل بعض الناس بالتفحش في كلامه سباً ولعناً وتحقيراً لإخوانه في المجالس وعلى رؤوس الناس. وتأملوا قول الله عز وجل(يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ). وانظروا إلى هذا الإعجاز والجلال. الصحابة يسألون بعد اختلاف وشجار بينهم عن الأنفال وهو ما يحصل عليه من الغنيمة ونحوها فجاء الخطاب ( يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ). ولم يجيء تفصيل الأنفال إلاّ في آخر السورة(واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ...)الآية . وأخرج الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال:"سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال فقال: فينا أصحاب بدر نزلت، حين اختلفنا في النفل، فساءت أخلاقنا فانتزعه لله من بين أيدينا وجعله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فقسمه بين المسلمين". وعن ابن عباس رضي الله عنهماقال، لما التقى الصفان قال صلى الله عليه وسلم:" من صنع كذا وكذا فله من النفل كذا وكذا" قال : فتقدم الفتيان ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها فلما فتح الله عليهم قال الكبار المشيخه كنا ردءاً لكم وقالوا: جعله رسول الله لنا فأنزل الله تعالى ( يسألونك ) ولم يرد تقسيم الأنفال في صدر السورة وإنما وردت القضية الأعظم وجاء النهي عن الحالقة : ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين )وفي سبيل إصلاح ذات البين جاز الكذب، قال صلى الله عليه وسلم:" ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس فقال خيراً أو نما خيراً " . رواه مسلم . ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) . ألا فليعلم المصرون على الحالقة والتدابر والتشاحن أنهم يفوتهم مغفرة وفضل عظيم وقال صلى الله عليه وسلم: " تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر فيهما لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلاّ رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا " رواه مسلم .. وإن مما يزيل هذه الحالقة التبسم في وجه المسلم والهش والبش في وجوه المسلمين .


( منقولة )




..................................................

فتاوى عن الهجر و المقاطعة لأخيك المسلم


السؤال: هل يجوز لي مقاطعه أحد الأرحام بسبب تعامله بالربا ، ويبيع أراضي لليهود ، ومطعمه حرام ؟ وهل يجوز طرح السلام عليه ؟ .

الجواب: الحمد لله

أولاً :
أوجب الله صلة الأرحام وحرَّم قطيعتها ، قال تعالى : ( وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى ) النساء/36 ، وقال تعالى : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) الروم/38 ، وقال تعالى : ( وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) النساء/1 .
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وهي توجب صلة الأرحام ، وتُحرِّم قطيعتها ، وقد لعن الله قاطع الرحم ؛ قال تعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) محمد/22،23 .
فقطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب بلا خلاف يُعلم .

ثانياً :
الهجر للمسلم إما أن يكون على أمرٍ من أمور الدنيا ، كالشجار بسبب الأولاد ، وإما أن يكون بسبب أمرٍ شرعي ، كفعل بدعة أو ارتكاب معصية .
فإن كان بسبب أمرٍ دنيوي ، فلا يحل الهجر لأكثر من ثلاثة أيام ، مع أنه ممنوع أصلاً ، وإن كان بسببٍ شرعي فيجوز البقاء على الهجر لأكثر من ذلك ، حتى يدع بدعته أو يتوب من معصيته .
وقد يكون الهجر بسبب البدعة أو المعصية ، سبباً في أن يزيد في بدعه ومعاصيه ، ولا يحقق المصلحة في الهجر ؛ فحينئذٍ لا يجوز الهجر ؛ لأن الهجر شرع لغاية التأديب والتنفير عن الاستمرار في المخالفة للشرع ، فإذا لم يحقق مقصوده فلا يهجر ، بل يسلك طرقاً أخرى في الإنكار ، كالترغيب والترهيب والموعظة الحسنة أو الهدية ، وغير ذلك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
وأما هجر التعزير فمثل هجر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابَه الثلاثة الذين خُلِّفوا ، وهجر عمر والمسلمين لصبيغ ، فهذا من نوع العقوبات ، فإذا كان يحصل بهذا الهجر حصول معروف أو اندفاع منكر : فهي [ يعني : عقوبة الهجر ] مشروعة ، وإن كان يحصل بها من الفساد ما يزيد على فساد الذنب ، فليست مشروعة .
" مجموع الفتاوى " ( 28 / 216 ، 217 ) .

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – وقد سئل عن الموقف ممن يفعل بعض الكبائر - :
من يتهم بهذه المعاصي تجب نصيحته وتحذيره منها ومن عواقبها السيئة ، وأنها من أسباب مرض القلوب وقسوتها وموتها ، أما من أظهرها وجاهر بها : فالواجب أن يُقام عليه حدُّها ، وأن يُرفع أمره إلى ولاة الأمور ، ولا تجوز صحبتهم ، ولا مجالستهم ، بل يجب هجرهم لعل الله يهديهم ويمنُّ عليهم بالتوبة ، إلا أن يكون الهجر يزيدهم شرّاً : فالواجب الإنكار عليهم دائماً بالأسلوب الحسن والنصائح المستمرة حتى يهديهم الله ، ولا يجوز اتخاذهم أصحاباً ، بل يجب أن يستمر في الإنكار عليهم وتحذيرهم من أعمالهم القبيحة .
" فتاوى إسلامية " ( 4 / 520 ) .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي عن المعصية ، أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته ، كان الهجر حينئذٍ جائزاً ، بل مطلوباً طلباً لازماً ، أو مرغباً فيه ، حسب عظم المعصية التي هجر من أجلها... .
أما اليوم فإن كثيراً من أهل المعاصي لا يزيدهم الهجر إلاّ مكابرة وتمادياً في معصيتهم ، ونفوراً وتنفيراً عن أهل العلم والإيمان ؛ فلا يكون في هجرهم فائدة لهم ولا لغيرهم .
وعلى هذا فنقول :
الهجر دواء يستعمل حيث كان فيه الشفاء ، وأما إذا لم يكن فيه شفاء ، أو كان فيه إشفاء - وهو الهلاك - : فلا يستعمل .
فأحوال الهجر ثلاث :
إما أن تترجح مصلحته : فيكون مطلوباً .
وإما أن تترجح مفسدته : فينهى عنه بلا شك .
وإما أن لا يترجح هذا ولا هذا : فالأقرب النهي عنه ؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة )
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 3 / السؤال رقم 385 ) .

وقال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :
هجر المؤمن لا يجوز فوق ثلاثة أيام إذا كان على أمر من أمور الدنيا ، بل عليه أن يصالح أخاه وأن يُسلِّم عليه إذا لقيه ، ومع أنه لا ينبغي ابتداءاً أن يهجر على أمر من أمور الدنيا ، ولكن لو حصل شيء من الهجر : فإنه لا يتجاوز ثلاثة أيام ، وهذا هو المراد بالحديث : ( لا يَحِلُّ لمؤمن أن يهجُرَ أخاه فوقَ ثلاث ) يعني : إذا كان الهجر على أمر من أمور الدنيا .
أما إذا كان الهجر لأجل معصية ارتكبها ذلك المهجور ، وكانت هذه المعصية من كبائر الذنوب ، ولم يتركها : فإنه يجب مناصحته وتخويفه بالله عز وجل ، وإذا لم يمتنع عن فعل المعصية ولم يتب : فإنه يُهجَر ؛ لأن في الهجر تعزيراً له وردعًا له لعله يتوب ؛ إلا إذا كان في هجره محذور ؛ بأن يُخشى أن يزيدَ في المعصية وأن يترتب على الهجر مفسدة أكبر ؛ فإنه لا يجوز هجره في هذه الحالة ؛ فهجر العاصي إنما يجوز إذا كان من ورائه مصلحة ولا يترتب عليه مضرة أكبر .
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 1 / 273 ، 274 ) .

ثالثاً :
حكم السلام على صاحب البدعة والمعصية حكم الهجر ، والأمر يدور على المصلحة وانتفاع المهجور ، فإن كان الهجر يحدث فيه تغييراً للأفضل ، فيُلحق السلامُ بالهجر فلا يسلَّم عليه ، فإن كان الهجر غير مؤثر فيه : تُرك الهجر وتُرك الامتناع عن السلام .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
الهجر إذا كان فيه مصلحة بالنسبة للفاسق : فاهجره ، وإلا لا تهجره ، لو مررت بشخصٍ يشرب الدخان - والدخان معصية وحرام ، والإصرار عليه ينزل صاحبه من مرتبة العدالة إلى مرتبة الفسوق - : سلِّم عليه إذا رأيت أن هجره لا يفيد ، سلِّم عليه ربما إذا سلمتَ عليه ووقفت معه وحدثته بأن هذا حرام ، وأنه لا يليق بك : ربما يمتثل ويطفئ السيجارة ولا يعود ، لكن لو أنك لم تسلِّم عليه ، كبر ذلك في نفسه وكرهك وكره ما تأتي به من نصيحة ، حتى لو أصر على المعصية : سلِّم عليه وانصحه .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 165 / السؤال رقم 8 ) .
وانظر للأهمية : جواب السؤال رقم ( 21878 (http://www.islam-qa.com/ar/ref/21878) ) .
والله أعلم


لا يجوز هجر المسلم لاختلاف وجهات النظر


أعلم أنه يجوز للمسلم أن يغضب على أخيه مدة لا تتجاوز 3 أيام ، وأن خيرهما الذي يبدأ بالسلام ، لكن إذا كنت لا أرى هذا الأخ إلا مرة واحدة في الأسبوع أو ما يقارب ذلك ، فهل يجوز لي أن أعرض عنه بعد مواجهته 3 مرات ، أم أن علي أن أتقيد بالحد المذكور ( 3 أيام فقط ) ؟ إن أنا فعلت ، فإن الأخ سوف لن يعي أني مستاء منه ، أعلم أن هذا الأسلوب ليس من الأساليب الحسنة التي يحرص المسلم على التخلق بها ، لكن قد يحصل أن يقوم أحد الإخوة بفعل شيء ما ، فأقرر إشعاره أني لا أوافقه فعله .

الحمد لله هجر المسلم لا يجوز ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل لرجل أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " رواه البخاري ( 5727 ) ومسلم ( 2560 ) ، ولا سيما إذا كان المؤمن قريباً لك أخاً أو ابن أخ أو عمّاً أو ابن عم فإن الهجر في حقِّه يكون أشد إثماً .
اللهم إلا إذا كان على معصية ، وكان في هجره مصلحة ، بحيث يقلع عن هذه المعصية فلا بأس به ، لأن هذا من باب إزالة المنكر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم ( 49 ) ، والأصل أن هجر المؤمن لأخيه المؤمن محرّم حتى يوجد ما يقتضي الإباحة .أ.هـ.
انظر " فتاوى منار الإسلام " لابن عثيمين ج/ 3 ص/732 .

وقال ولي الدين العراقي :
هذا التحريم محله في هجرانٍ ينشأ عن غضب لأمر جائز لا تعلق له بالدين ، فأما الهجران لمصلحة دينية من معصية أو بدعة : فلا مانع منه ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجران كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع رضي الله عنهم ، قال ابن عبد البر : وفي حديث كعب هذا دليل على أنه جائز أن يهجر المرء أخاه إذا بدت له منه بدعة أو فاحشة يرجو أن يكون هجرانه تأديباً له وزجراً عنها ، وقال أبو العباس القرطبي : فأما الهجران لأجل المعاصي والبدعة فواجب استصحابه إلى أن يتوب من ذلك ولا يختلف في هذا ، وقال ابن عبد البر – أيضاً - : أجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث إلا أن يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه أو يولد به على نفسه مضرة في دينه أو دنياه ، فإن كان كذلك رخص له في مجانبته ، ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية .
" طرح التثريب " ( 8 / 99 ) .

والذي ينبغي عليك إذا ارتكب أخوك محرّماً مناصحته وبيان حرمة هذا الأمر وأنه لا يجوز ، وتذكّيره بالله ، فإذا رأيت منه تمادياً على هذه المعصية ورأيت أن المصلحة في هجره فهذا حكمه الجواز كما سبق ، وأما إن كان مجرّد فعل لا توافقه عليه ، أو اختلاف وجهات النظر فبيّن له عدم موافقتك لفعله أو خطأه في وجهة نظره ، أما أن تجعل من هجره إشعاراً بعدم موافقته فهذا قد يؤدي به إلى عدم القبول منك أصلاً ، فضلاً عن أنه لا يعتبر ذلك مسوغاً شرعيّاً لهجره أكثر من ثلاثة أيام ، وسبق في فتوى الشيخ ابن عثيمين أن الأصل في الهجر الحرمة حتى يوجد ما يقتضي الإباحة .
والواجب على المسلم أن يكون واسع الصدر ، ناصحاً لإخوانه ، وأن يتحمّل منهم ويغض الطرف عن هفواتهم ، لا أن يستعجل في اتخاذ حل قد يكون سبباً للقطيعة والهجر المحرّم ، وفّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله على نبينا محمد .

المصدر : الإسلام سؤال و جواب http://www.islam-qa.com (http://www.islam-qa.com/ar/ref/21878)






..............................................



فيديو من برنامج ضع بصمتك عن إصلاح ذات البين لمشاهدته ادخل هــنـــا (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=89175)



..........................................

كلنا ذو خطأ و لكن خير الخطاؤون التوابون ...

فلنفتح صفحة جديدة مع أي شخص أسأنا إليه أو أساء إلينا ...

و لنصلح بين أخواننا سواءاً في المنتدى أو خارجه حتى ننال ذلك الأجر العظيم ...

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ...



و أسأل الله تعالى أن يتقبل منّا صالح أعمالنا و يغفر لنا سيئها ...

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

معتزة بديني
18-5-2010, 11:14 PM
كلنا ذو خطأ و لكن خير الخطاؤون التوابون ...

فلنفتح صفحة جديدة مع أي شخص أسأنا إليه أو أساء إلينا ...

و لنصلح بين أخواننا سواءاً في المنتدى أو خارجه حتى ننال ذلك الأجر العظيم ...

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ...



و أسأل الله تعالى أن يتقبل منّا صالح أعمالنا و يغفر لنا سيئها ...


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
....................
وعليكم السلام ورحمه الله

جزاك الله خيرا
أختى
ورزقك الفردوس الأعلى
وجعله الله فى ميزان حسناتك
ودمتى فى رعاية الله

أبوعبيده92
19-5-2010, 12:56 PM
جزاك الله خيرا أختى
وجعله الله فى ميزان حسناتك

بليميرو
19-5-2010, 01:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .,’ِ~

أهلاً أختي .,’

بورك فيكِ ., موضوع مميز وخصوصاً لأنه من شيخنا الفضل العريفي حفظه الله .,’

جزاكٍ المولى بالفردوس الأعلى ,’ وأعلى قدرك في الدنيا والآخرة .,

اللهم أصلح ذات بيننا و ألف بين قلوبنا واهدنا سبل الرشاد.,,

تحياتي أختك في الله /بليميرو,’~

هالة
20-5-2010, 05:41 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع مهم ..لا بل مهم جدا
نحتاجه كثيرا ..

ولو بحثنا عن أسباب فساد ذات البين التي أورثت الحقد والقطيعة بين الناس لوجدنا أن من أكبر أسبابها سوء الظن بالمسلمين. قال الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً. قال صلى الله عليه وسلم :"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ". وقال عمر:" لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً "

هنا الطامة .. هنا بداية كل مشكلة
سوء الظن وما أدراك ما سوء الظن

عفانا الله وإياكم منه ..


" لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله "

يا الله


إيمي بارك الله فيك .. وجزاك الله عنا خير الجزاء
وأسأل الله أن يأجرك على كل متخاصمنين تصالحا بعد هذا الموضوع
ثقل الله موازينك يوم القيامة أيا ناشرة للخير

وفقكِ الله لما يحبه ويرضاه
وجعلك دخرا للإسلام والمسلمين

[ اللــيـــث ]
20-5-2010, 05:57 PM
ومن أخطر العوائق التي تمنع العبادات من النفاذ إلى لب القلب وجود الضغائن والأحقاد والغل، فمهما قام الإنسان بأنواع من الطاعات والعبادات فإنه لن ينجو يوم القيامة إلا إن كان من أصحاب القلوب السليمة، كما قال -تعالى-: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)

|[ گريستال ]|
20-5-2010, 06:28 PM
لــي عـــودة إن شاء الله تعالى بعد امتحان الأحد إذا كتب الله لنا الرجوع

شكرا لكِ أختي Emi على هذا الموضوع جزاكِ الله خيرا ونفع بك الاسلام والمسلمين

نور الاسلام
20-5-2010, 07:30 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله كل خير أختنا الفاضلةEmi..موضوع مهم بحق ..أسأل الله أن يهدينى ويهدى الجميع
بارك الله فيك وجزى الله شيخنا العريفى خير
فى أمان الله

معتزة بديني
28-5-2010, 02:06 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختى الفاضلة Emi
وأسمحى لى بهذه الإضافة التى جمعتها وأحببت أن أقدمها إليكم سائلة الله عز وجل أن يكون
فيها النفع ،ولأهمية الموضوع ولكثرة حدوثه وللأسف بين كثير من المسلمين: -

لا ريب إن الشقاق والخلاف هى أخطر أسلحة الشيطان التى يوغر بها صدور الخلق لينفصلوا بعد أن كانوا متحدين ، ويتعادوا بعد إن كانوا إخوة وقد أهتم ديننا بالخلاف بين المؤمنين ،لأنهم بشر يخطئون ويصيبون ويصعب أن تتفق ارائهم دائما وتتوحد كلمتهم ، لذا كان الصلح بين المتخاصمين أحب خطوة إلى الله عز وجل ،لأن بالإصلاح تكون الطمأنينة والهدوء . وأوضح هذا من خلال :
الأمر بإصلاح ذات البين في القرآن الكريم .
* قال تعالى " فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم " [ البقرة : 182 ]
* قال تعالى " ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم " [ البقرة : 224 ]
* قال تعالى " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما "
* قال تعالى" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون " [ الحجرات : 10 ]

* قال تعالى" فاتقوا الله وأًصلحوا ذات بينكم ".
* قال تعالى " والصلح خير "
ومعنى ذات البين : صاحبة البين ، والبين في كلام العرب يأتي على وجهين متضادين :
1. الفراق والفرقة ومعناه : إصلاح صاحبة الفرقة بين المسلمين بإزالة أسباب الخصام والتسامح والعفو ، وبهذا الإصلاح يذهب البين وتنحل عقدة الفرقة .
2. الوصل ومعناه : ومعناه : إصلاح صاحبة الوصل والتحابب والتآلف بين المسلمين ، وإصلاحها يكون برأب ما تصدع منها وإزالة الفساد الذي دبّ إليها بسبب الخصام والتنازع على أمر من أمور الدنيا "
فضل الإصلاح والمصلح .
* قال تعالى " والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين " [ الأعراف : 170 ]
* قال تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين "
* عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"كل سُلَامَى من الناس صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس : تعدل بين الإثنين صدقة ، وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى المسجد صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة " متفق عليه.
* عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"تعرض الأعمال فى كل اثنين وخميس ، فيغفر الله لكل امرىء لا يشرك بالله شيئا ، إلا امْـرَأ كانت بينه
وبين أخيه شحناء ، فيقول : اتركوا هذين حتى يصطلحا " [ رواه مسلم ]

الكذب في الإصلاح .
1. عن أُمَّ كُلْثُومٍ بنت عقبه بن أبى معيط أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" ليس الكذاب الذى يصلح بين الناس فينمى خيرا أو يقول خيرا" متفق عليه
وزاد مسلم فى رواية " قالت أم كلثوم : ولم أسمعه يرخص فى شىء مما يقول الناس إلا فى ثلاث :
تَعْنِى الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها "
عدل الصلح .
قال بن القيم رحمه الله " فالصلح الجائز بين المسلمين هو يعتمد فيه رضي الله سبحانه ورضي الخصمين ، فهذا أعدل الصلح وأحقه ، وهو يعتمد العلم والعدل ، فيكون المصلح عالما بالوقائع ، عارفا بالواجب ، قاصدا العدل ، فدرجة هذا أفضل من درجة الصائم القائم "

وأخيرا ..

إن المكـارم كلها لو حصلت ...... رجـعت جمـلتها إلى شـيئين


تعظيم أمر الله جـل جـلاله ...... والسعي في إصلاح ذات البيـن



أعتذر على الإطالة
وأسال الله عز وجل أن يجعلنا متحابين فيه
ويرزقنا فعل الطاعات وترك المنكرات
وجزاك الله خيرا

خيالية
28-5-2010, 05:07 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا جعله الله في ميزان حسناتك

Emi
3-6-2010, 12:43 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

جزاكم الله خير أخواتي و أخواني على مروركم و دعاءكم و إضافاتكم ...

و الشكر لكل من وضع الموضوع في توقيعه ... دعائي لكم في ظهر الغيب ...

و تقبل الله مني و منكم صالح الاعمال ...

في امان الله و حفظه ...

لالارو
3-6-2010, 03:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أخت ايمي
موضوعك في قمة الروعة
لالارو تشان

koodo
3-6-2010, 03:38 PM
وعليكم السلام ورحمه الله
جزاك الله خيرا
وجعله الله فى ميزان حسناتك
اللهم أصلح ذات بيننا

hgfvr
4-6-2010, 02:21 PM
ماشاء الله ........... مشكوووووووووووووووور جزاك الله خير