الثغر المبتسم
23-5-2010, 02:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^.^
سنتطرق اليوم في هذا الموضوع عن " أهمية الدعوة إلى الله , وفضل الدعوة إليه , وكيفية الدعوة إلى الله , ومعوقات الدعوة إلى الله , ووقفات مهمة " .. فهذا الموضوع يعتبر في الأصل الأول قبل [ معاً لنرتقي بأساليبنا وأخلاقنا في الدعوة إلى الله ]
ملاحظات قبل قراءتك الموضوع ::
* سوف نركز على سورة نوح ؛ لأن معظم الناس يحفظون هذه السورة ويقرأونها .. وسوف ندخل في أعماقها ونفهمها جيداً .. لكي نتدبرها جيداً .. ففيها معاني عظيمة عن الدعوة إلى الله .
* ربما سنكتب بعض الأعداد في قصة نوح عليه السلام , وما نقصده من ذكر الأعداد هو أن نقرب المعلومات إلى أفهام الناس ولكي ترسخ المعلومة المفيدة ... فلذلك لا تركز كثيراً في هذا الأمر .. فقط نريدك أن تتأمل وتتفكر ..!
* أعلم ربما سيأتي بعض الأعضاء ويقول الموضوع طويل جداً .. كل ما أريده من هؤلاء أن يقرأ الجزئية الأولى من الموضوع وسوف يرى نفسه أنه يجب عليه إنهاء الموضوع ؛ وذلك لأن الموضوع يعتمد على التأمل والتفكر والتخيل .. فهذا هو أسلوب هذا الموضوع .. فنريد منك أن تشرب عصير ليمون أو شاي .. وتقرأ الموضوع وأنت مرتاح ^^
* وكما هو الحال في الموضوع السابق .. فهنا أيضاً تم ربط بعض الأمور بالمنتدى .. فسوف تجد عند قراءتك الموضوع بعض العبارات التي تم قياسها لكي تستفيد فيها من خلال تعاملك مع المنتديات .
* كما ذكرت هذا الموضوع في الأصل يجب كتابته قبل [ ●● معاً لنرتقي بأساليبنا وأخلاقنا في الدعوة إلى الله ●● ] من هنا (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=129117).. فيعتبر ذالك الموضوع جزءاً من هذا .
* تم تقسيم الموضوع لثلاثة أقسام ( 3 ردود ) تسهيلاً لكم .. ودعماً لكم لقرأته ..^.^"
* ثقافة الألون ( التنسيق ) في هذا الموضوع :- ( سوف أكتب اللون وبجانبه إسم فيه اللون الذي أقصده وبعده الغرض الذي استعمل فيه اللون )
اللون ( الله ) :- للآيات.. والفاتح منه للأحاديث والأقوال .
اللون ( نوح ) :- لقصة نوح
اللون( عبد الرحمن وعمرو ) :- للشرح و التفصيل
اللون ( بهيج ورنوق وكودو) :- للأمور المهمة .. والتي يجب قراءتها والتفكر بها !
اللون( أبو الوليد ) :- للإستفهام
اللون( مِن الأرض ) :- للأعداد
اللون ( نجم الإبداع) :-للعناوين
اللون ( المثنى ) :- للأمثلة وقصص الصحابة وغيرهم
اللون ( حسامز ) :-الأمور التي تم ربطها بالمنتدى
http://img1.imagebanana.com/img/yf6qdamc/zekr.gif
سنبدأ .. بسم الله ..::
http://images.msoms-anime.net/images/82766492242190252984.gif (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=135633)
*أهمية الدعوة إلى الله والصبر في الدعوة إلى الله ( كيف وصل هذا الإسلام لنا .. وهل سوف نسير على خطاهم ! ) :-
قال سبحانه وتعالى :- ( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) :- ظل نوح عليه السلام يدعوا قومه ( 950 ) سنة , فكم من الناس آمن به ؟ وعلى أكثر تقدير المفسرين أن هذا القليل ( 80 ) فرداً . هل أنت متخيل ؟ بمعنى : أن كل ( 12 ) سنة يؤمن به واحد .. فمن يتحمل هذا ؟! تعرفوا على هذا النموذج وقارنوه بأنفسكم .. ماذا فعلت لدينك ؟ ماذا تصنعين في حياتك ؟ ماهي أهدافكم ياشباب ؟ لمذا نعيش ؟ هل يوجد من هو يعيش لدينه ويتحمل من أجلها الأذى والسخرية والتهديد .. ( 950 ) سنة وجد فيها سيدنا نوح عليه السلام جميع أنواع البلاء .. !
أي عزم هذا ؟! وأي إرادة هذه ؟! هل قرأنا في القرآن أنه شكى إلى الله مثلاً بقوله : ضربوني وأهانوني , لا ولم يحدث , وما دعا عليهم إلا خوفاً على الفئة المؤمنة من الفتنة لا خوفاً على نفسه , وما دعا عليهم , إلا بعد ماعرف من ربه { أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ } .
لذلك نوح عليه السلام من أولي العزمِ من الرسل .. كان الرجل عند موته يوصي أولاده بعدم اتباع نوح عليه السلام .. وكان الآباء عندما يعي الأولاد ما حولهم بوصونهم بعدم تصديقه .. وكانت الأجيال تتوارث هذه الوصايا على مدار قرون طويلة .. فمن يتحمل هذا ؟!
اتهمه قومه بإتهامات كثيرة وهددوه بالقتل .. فما هي هذه الإتهامات ؟!
أ ) اتهموه بالضلال قال سبحانه وتعالى :{ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ , قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ } .
ب ) اتهموه بالجنون قال عز وجل :- { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ } تخيل رجلاً يسير وراءه من يقول مجنون , مجنون مجنون ..!
ج ) اتهموه بالتخبط كالممسوس من الجن فقالوا { إِنْهُوَإِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ } .
د ) هددوده بالقتل رجماً :- { قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِيَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ } .
هـ ) دأبوا على السخرية منه :{ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } كل هذا يحدث ولكن سيدنا نوح عليه السلام يصبر قروناً طويلة ومثله صبر عليه رسول صلى الله عليه وسلم .
لماذا تحمل سيدنا نوح عليه السلام كل هذا ؟!
لتعلم أن هذا الدين غالٍ ولتحافظ عليه ولا تفرط فيه .. وعندما تعلم ما حدث لحبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم من أجل أن يصل إليك هذا الدين ستشعر بقيمته .
مشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ( 100 ) كيلو متر على قدمية فوقف أهل الطائف صفين واستقبلوه بالحجارة .. فظل النبي صلى الله عليه وسلم يجري ويتبعونه , وسنِّه ( 50 ) سنة , يجري والحجارة تأتيه من كل مكان لدرجة أن سيدنا زيد بن حارثة إحتضن النبي صلى الله عليه وسلم ليحميه من الحجارة فأغرقت الدماء رأس زيد وقدم النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن أراد الإستزادة من هنا (http://www.rasoulallah.net/v2/document.aspx?lang=ar&doc=1711)
لو كان رجلاً آخر في هذه السن .. هل يتحمل ؟ كل هذا وغيره تحمله سيدنا نوح عليه السلام وسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام .
هل علمتم يا شباب لماذا تحمل الأنبياء مثل هذا في جنب الله ؟ لتظل كلمة الحق خالدة على وجه الأرض , ولتبقى راية الخير مرفوعة أبد الدهر , فهل تصلوها لمن بعدكم ؟
تحمل النبي صلى الله عليه وسلم كل هذا ليصل إلينا الإسلام , تحمله من أجلنا لكي تصبح أنت وأنا وهي مسلمين موحدين لله.. فما صنعنا بديننا ؟ وما علاقتنا بإسلامنا ؟ وما قدر حبنا لديننا ؟
ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وقدماه داميتان إلى بستان ليختبئ فيه من الحجارة وظل يدعو ربه : ( اللهم إليك أشكو ضَعْف قُوَّتِى، وقلة حيلتى،وهوإني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُنى؟ إلى بعيد يَتَجَهَّمُنِى؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سَخَطُك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك )
نسأل عن ديننا أمام ربنا يوم القيامة .. فماذا سنقول لله ؟ وبماذا نخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كم من دماء أُرِيقت ونفوس أزهقت وحرمات انتهكت وأطفال يتمت ونساء ترملت ليصل إلينا هذا الدين .. فما قدره عندنا ؟
قال سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : بينما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) مرة في وسط قريش فالتف حولهُ عشرة ، هذا يضربه وهذا يجذبه واختلفت أيديهم عليه ، فلم يستطع أحد من أن يتدخل فوقفنا ننظر ، فكان أشجعنا أبو بكر فدخل بينهم يدفعهم ويقول لهم : أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ، فتركوا النبي (صلى الله عليه وسلم ) وأخذوا أبا بكر ، فدفعه عقبة بن أبي معيط فسقط أبو بكر على ظهره ووقف عقبة على بطن أبي بكر وخلع حذاءه وظل يضرب أبا بكر على وجهه فانتفخ ، فلم نعرف له وجهاً من أنف ، فحملوه إلى بيته لا يشكون أنه سيموت ، وعندما أفاق . قال (رضي الله عنه) : ماذا فعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ فقالوا : هو بخير ، فقال : لا أتذوق حتى أنظر إليه بعيني .
فهم تحملوا كل هذا لتكون مسلماً ولتكوني مسلمة , فيأتي في نهاية الأمر من يقول : لا أستطيع فراق صاحبتي .. ومن تقول : لا أستطيع إرتداء الحجاب , لا أستطيع ترك السجارة لأني ضعيف .. لا أستطيع .. لا أقوى ..! ( من الآن حاول حذف كلمة لا أستطيع ترك أي معصية او خطيئة او كبيرة في حياتك ! امسحها من حياتك ! .. حاول .. وتَفَكر ..! وسوف تنجح بإذن المولى عز وجل )
وتلك أعظم خيانة للأمانة التي عبرت القرون على صبر هؤلاء , ودمائهم وأشلائهم , ويوم القيامة يوضع ميزان السماء لتصفية حساب أهل الأرض , فمن وفى فلنفسه ومن نكث فإنما ينكث على نفسه .
لماذا أصبحنا هكذا ؟! لماذا هانَ علينا ديننا ؟!.. هل علمتم ما حدث لخباب بن الأرت ؟! .. أخذه المشركون فأوقدوا فحماً وطرحوه عليه , فيقول خباب : فما يطفئ الفحم إلا شحم ظهري . ( فسبحان الله .. فهذا يدل على قوة إيمانه بالله عز وجل .. )
إننا نذكر هذه النماذج من أجل هدف واحد , وهو أن نستشعر قيمة هذا الدين , أليس الأنبياء ونوح عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . أحب الخلق إلى الله ؟ بلى . أليس بلال وأبو بكر وخباب رضي الله عنهم . من أحب العباد إلى الله ؟ بلى . فلماذا حدث لهم هذا وتحملوه ؟ فتعرف أنه من أجل الإسلام.
فتحبون دينكم وتستشعرون عظمته وعظمة من حملوه إلينا .. أم يصبح بعد ذلك التدين صعباً والإقبال على الله أمراً ثقيلاً ؟! معاذ الله , وحاشكم ياشباب الإسلام .
يقول تعالى :{ إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ , قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } فاستخدم نوح عليه السلام من الآية الثانية نفس ما أمره به ربه " أَنْ أَنذِرْ " , " إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ " , وفي الآية الثالثة :{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } وهي نفس الكلمات التي دعا بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قومه , فالدعوة واحدة والدين واحد .
وبعد ذلك تطوي الآيات القرون الطويلة لتريك سيدنا نوحاً عليه السلام وهو يقدم التقرير إلى الله بعد ( 950 ) دعوة وجهاد ومشقة :{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً } . يا رب لقد قمت بواجبي قدر استطاعتي , وواصلت الليل بالنهار .
ليتنا نرتقي بحيث نعيش للإسلام , يمسي ويصبح وهمه رضا الله والجنة .. وهذا لصنف قليل عزيز ..ونستعرض سورة نوح عليه السلام لنعزم على أن نكون من هذا الصنف الذي يحيا لقضايا دينه وهدفه ربه ..
يفرح للإسلام ويحزن لما يصيب الإسلام والمسلمين , يصلح الفساد , ونفع غيره , ويخالق الناس بخلق حسن , غدوه ورواحه لا بتعدى هذا الميدان الذي وثّق عليه حياته وإرادته . ( فأسأل الله أن نكون من هذا الصنف .. وأن ينفع بنا الإسلام والمسلمين ) .
فماذا كان موقف نوح عليه السلام من دعوته , يقول ربنا عز وجل على لسان نوح عليه السلام { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً } .
هل تتخيل صعوبة أنك تأخذ بيد إنسان فيزداد نفوراً منك ؟! حدث مثل هذا مع سيدنا نوح عليه السلام( 950 ) سنة , ولفظ "كلما" يفيد دأبه وإستمراره في الدعوة وعدم اليأس كما يفيد بجوار ذلك استمرارهم في عنادهم وحربهم لدين الله في شخصه .
أدعوا الجميع أن يكون طاقة مثل طاقة سيدنا نوح عليه السلام وعزيمة مثل عزيمته . فهذه أغلى نعمة وأحلى نعمة .. أن تأخذ بيد الناس إلى الخير , أن تحب الهداية للناس , أن يحب قلبك دين ربك وتحبب الناس فيه .
كان الصحابة رضوان الله عليهم من الذين يعيشون للإسلام , ذهب يوماً طفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه – وهو من اليمن – إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فأسلم طفيل وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : مرني يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم " آمرك أن تعود إلى قومك فتدعوهم إلى الله " .
فكم مكث الرجل مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ حوالي نصف ساعة عرف فيها أركان الإسلام والإيمان وثواب الطاعة وعقاب المعصية , فذهب إلى قومه في اليمن , وغاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ( 12 ) سنة .. وقع فيها غزوة بدر , وأحد , وخندق , وصلح الحديبية , وغزوة خيبر , وبينما عاد من خيبر وجد غباراً كثيفاً يسد الأفق . فقال النبي : ماهذا ؟ فقالوا : هذا الطفيل بن عمرو جاء ومعه قبيلة دوس كلها .
أرأيتم ثمرة الطاعة والإخلاص , ليس المهم كثرة العلم وإن كان العلم مطلوباً , ولكن بلغوا ما تعرفون .. والطفيل لم يمكث مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعض الوقت ولكنها ثمرة الصدق والإخلاص التي جعلته يعيش للإسلام .
من يحب هذا ؟ من يقول : سآخذ بيد جيراني كلهم , أو أصحابي كلهم , سأبدأ معهم قدر إستطاعتي .. [ من يقول : سأكتب موضوعاً بالمنتدى الإسلامي , أو أنصح ذالك العضو نصيحة طيبة وبأسلوب راقي , أو سأشارك في منتدى الإسلامي بمشاركات راقية ومفيدة وبإضافات رائعة ونصائح غالية ..الخ ] هذه أحلى غاية تعيش من أجلها , أما الطعام والشراب والزواج والإنجاب فالأصل أنها وسائل لتلك الغاية . أغلى شيء يشعرك بقيمتك وبحياتك أن تعيش وأنت تتمنى , أن يسمع كل واحد من الناس كلام الله .
عندما وجد عبد الله بن مسعود قريشاً لا تريد سماع القرآن بعدما جهر النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام , وهو نحيل ضعيف .. عندما وجدهم كذلك قال : والله لأسمعهم القرأن . فأي أسدية في هذا القلب داخل هذا الجسد النحيف الضعيف , فصعد الكعبة ووقف وسطها وقال بأعلى صوته : { الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الإِنسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } فاجتمع الناس عليه وخلعوا النعال وظلوا يضربونه على رأسه فجاءه الصحابة وأخرجوه من بينهم , فنظر إليهم وهو متهالك وقال : والله لو شئتم لأعيدنها غداً ..فأي نوع من الناس هذا ...؟!
فأين غيرتنا على ديننا ؟! .. وإياك أن تفهم خطأ فتذهب تتعارك مع الآخرين .. وتغلق التلفاز في وجه أبويك . لا , فهذا عدم فهم .. ولكن أقول لك أحب الناس وخذ بأيديهم إلى الخير والحكمة والموعظة الحسنة , أقول لك : قبل يدي والديك .. توسل إليهما ليصليان ..ادع أصدقائك إلى طعام وفي النهاية كلمهم عن الدين برفق .. ترفق بأصحابك وجيرانك حتى يسمعوا منك كلمة الله . [ بالمنتدى : تغلق وتحذف مشاركات ومواضيع بدون سببٍ واضح , تقذف وتسب الأعضاء والعلماء والدعاة , تتحدث مع الأعضاء بلغة الترهيب بدون الترغيب , توصفهم بأوصاف غير لائقة .. فهذا كله لا يجدي نفعاً ! .. وإنما تتحدث بأسلوب راقي وتخترع أساليب لكي تصل إلى قلوبهم .. تحاول أن تراسلهم على الخاص .. أو تهدي لهم كلمات حسنة طيبة .. تحاول أن تتفاهم معهم .. ولا تكون كمن يسمع فقط صدى صوته ]
نعم , قد يكون في القلب غليان من أجل الإسلام , ولكن معه شفقة على الناس وحب الخير لهم والتلطف معهم ..ألا تحب أن تحشر مع الصحابة ؟!
أتعرفون ماذا كان شعار الصحابة في أُحُد ؟ كان " دينك دينك لحمك ودمك " هل تشعر فتيات الإسلام بهذا ؟! هل دينك أختي المسلمة لحمكِ دمكِ ؟ لو حَلّلّتم ( من التحليل ) يا شباب عينة من دمائكم هل سنجدها تحت الميكروسكوب " إسلام " ..؟!
السيدة أم سليم مات زوجها فتقدم لها طلحة ولم يزل مشركاً فرفضت , وقالت : إن رسول الله حرم علينا أن نتزوج إلا بمسلم . قال لها : ولكني أرغب بك . قالت : وأنا لا أتزوجك من غير إسلام . فذهب وعاد إليها بطلبها , فقالت له : يا أبا طلحة , أليس صنمك الذي تسجد له ينحته فلان النحات ؟ قال : نعم . فقالت : أليس إذا اشتعلت فيه النار احترق ؟ قال : نعم . قالت : عيب عليك وهذا عقلك أن تعيد هذا .فقال : أشهد أن لا إلا الله وأن محمداً رسول الله. فقالت له : فهذا مهري , مهري إسلامك .فكانت أعظم امرأة مهراً في التاريخ , نعم , بداخلها حب لدينها وغيرة عليه .
إن غِيرتنا على ديننا أصبحت ضعيفة أو معدومة , وكأننا لا نشعر بسيدنا نوح عليه السلام عندما ظل يدعو قومه ( 950 ) سنة صابراً محتسباً . ليت كل مسلم ينجح في حياته ويتفوق حتى يؤثر في الناس أكثر .
ليت كل مسلم داع إلى الله يعامل برفق ولين ويتحمل منهم مثل سيدنا نوح عليه السلام , ولايَمل من رجاء الهداية لهم , ويشتعل قلبه غيرة على حدود الله وأوامره .
في إحدى المعارك بين المسلمين والفرس .. ظهر فيها المسلمون على عدوهم بقيادة المثنى بن حارثة , إلا أن الفرس استطاعوا أن يتوغلوا في ميمنة المسلمين لوجود قبيلة بني المثنى بن حارثة , إلا أن الفرس استطاعوا أن يتوغلوا في ميمنة المسلمين لوجود قبيلة بني بكر وكانت متخاذلة , الجيش المسلم منتصر لكن الميمنة ضعيفة فكتب المثنى بن حارثة ورقة صغيرة لبني بكر بها ثلاث كلمات فقط " من المثنى بن الحارثة إلى بني بكر ..لا تفضحواالمسلمين " فانتصر الجيش إنتصاراً تاماً وسبب تمام النصر هم بنوا بكر .. انقلبوا أسوداً بسبب كلمة "لا تفضحوا المسلمين " .
يا شباب , أخلاقنا أصبحت تفضح الإسلام والمسلمين سلوكياتنا تبعد الناس عن ديننا .. رسوب الشباب المتدين في دراسته يفضح المسلمين .. المحجبة التي تفعل كذا وكذا من الحرام تفضح المسلمين .. أين حب الدين الذي يملاً القلوب ..؟! ( في المنتدى : سب وقذف ووصف غير جيد خلال دعوته إلى الله , عدم المشاركة في المنتدى الإسلامي بتاتاً .. وليس له أي بصمة إسلامية في أي مكان )
بالله عليكم لا تفضحوا المسلمين ..!
سورة نوح كلها تريد تأكيد هذا المعنى .. تقول لنا : غِيروا على دينكم .. فهل أنتم لها ؟!
يقول الله عز وجل على لسان نوح عليه السلام { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً } والإنسان يضع طرف إصبعه في أذنه .. ولكنها المبالغة منهم في عدم إرادة سماعه فكأنهم يضعون الإصبع بكامله في الأذن .. فعندها يدعوهم سيدنا بالإشارة فيغطون وجوههم بثيابهم , فلا يريدون السماع منه ولا رؤيته , إصراراً منهم على الكفر وإستكباراً على الحق .
لو كان أحدنا في موقفه هذا لأصابه الملل بسرعة وظن أن الناس هَالِكُون ولافائدة معهم ولا رجاء فيهم , ولكن نبي الله نوحاً صبر علي هذا عشرة قرون تقريباً , فهل نعي هذه الدروس ونستفيد منها ؟!
هل شعرت بنبي الله نوح عليه السلام وهو يقول : يا رب , لقد قمت بما أستطيع من جهد ( 950 ) سنة.. فيا من لا تستطيع مقاومة المعصية اصبر .. قاوم الفتن حتى تتزوج .. ولا تعلل ضعفك بكثرة الفتن حولك , فقد صبر نبي الله نوح ( 950 ) سنة .. وأعمار هذه الأمة ( 60 – 70 ) سنة تنتهي الدنيا بالنسبة لمن انتهى أجله هذا .
من عاش ( 50 ) عاماً أو ( 40 ) عاماً اصبر .. اصبروا يا شباب .. لو كانت أعمارنا طويلة كالسابقين لأصبحت ذنوبنا لا تطاق .. فالحمد لله على قصر الأعمار .. نريد الخروج من الدنيا على خير .. نريد الراحة ..اصبروا وادخلوا الجنة
ولا يعنى هذا أن نزهد في الدنيا ونتركها .. ولكن نزهد فيها ونحن نمسكها ونملكها في يدنا , لا في قلوبنا فقط , نملكها لنجعلها موصولة بالله .
يقول ربنا عز وجل على لسان سيدنا نوح عليه السلام{ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } عمل متواصل طوال الليل والنهار وبكل وسيلة .. يصلح لهذا السر وتصلح لهذا علانية .. جهد دؤوب .
بعضنا يجلس أمام التلفاز ساعات طويلة .. بعضنا لا يترك مباراة إلا ويشاهدها .. .. بعض الفتيات تسأل عن آخر صيحة في المكياج .. بعضنا لا يترك حلقة من الأنمى إلا وشاهدها .. بعضنا أصبحت حياته كلها أنمي وأفلام .. وبعضنا لا يكتفي فقط بالمشاهدة وإنما يترجم ويحلل ويشارك .. ! ( هدانا الله وإياكم )
وهنا يأتي هذا السؤال :- فأين وقت الدين وسط هذا كله ..؟! إن من يقتل وقته إنما يقتل نفسه , والحياة بالإسلام حياة مضاعفة الأجر والبركة .. فما تعطونه لدينكم من وقت وإهتمام إنما هو ذخر لكم عند ربكم سبحانه وتعالى { وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }
وهنا لنا وقفة أيضاً ::اجعل حياتك كلها مع الإسلام .. وأنت تدرس وأنت تعمل أجعل وقتاً لكـ للإسلام .. لا تفرط في هذا الأمر .. فهو الذي سينفعك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم
ساعات أعماركم هي خزائنكم فاملؤوها بالخير . الواحد منا يومه ( 24 ) ساعة ينام منها ( 8 ) ساعات , ويقضي حاجته في ( 8 ) ساعات منها فأنت 1/3عمرك نائم , و 3 / 1 عمرك تقضي فيه حاجتك , ويتبقى لك 1 / 3 فحرام أن يضيع من غير فائدة .. واتق الله في هذه الأنفاس فهي رأس المال الذي لا يعود إليك ما يضيع منه أبداً .. استغلوا الصيف مثلاً في تعلم القرآن والإقبال على الله ... حاول المحافظة على الصلوات الخمس والخشوع فيها ..
هل سنغير أنفسنا ؟ ..هل سَنغار على ديننا ؟ وهل نتمنى أن نكون مثل سيدنا نوح عليه السلام , نبلغ الرسالة ربنا , ونؤدي عن نبينا .. إن تصدقوا الله يصدقكم .
ظل نبي الله نوح عليه السلام يدعوا قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ..في عمل وجهاد متواصل وتحمل الأذى .. فمن منكم يا شباب بدأ يأخذ بيد أصحابه .. قد تبرد همة الإنسان بعد أسبوع , وسيدنا نوح ظل يعمل ليل نهار لمدة 950سنة. نعم , ودين الله يستحق العمل له لمدة عشرة قرون .. بل وأكثر !
هل يصعب علينا العمل لدين الله وعمر الواحد منا مثلاً ( 40 ) سنة أو أقل أو أكثر . هل نجد شاباً ( 25 ) سنة يقول لا فائدة في الناس ولا خير فيهم .. وسيدنا نوح عليه السلام ظل يدعو ألف سنة ملؤها السخرية , والإستهزاء , والتهديد , واتهام بالجنون , والواحد منا يغضب لو قال له أحد " هل أصبحت شيخاً " أو " إنتا من المطاوعة " أو ..الخ من العبارات . فيترك الدعوة وينساها في بداية الطريق .
سيدنا نوح عليه السلام صبر .. تمر الاجيال وتعقبها الاجيال يتوارثون الكفر والعناد والإستهزاء .. واليوم يا شباب وضع الناس يختلف وفيهم الخير الكثير .. لكنهم يحتاجون إلى الحب والرفق واللين في المعاملة , والنصيحة في أدب .. الناس يحتاجون من يحببهم في الدين ويفتح لهم باب الأمل .
هيا نعلم الناس أنه في جنب الله لا تنقطع عواطف الرجاء .. عندها , سوف يحيَ الأمل نفوسهم , ويشحذ عزائمهم , وعند ذلك سيحملون حب , الإسلام معك .. ولك مثل أجورهم .
يقول تبارك وتعالى على لسان نبي الله نوح { إنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً } ويبدأ سيدنا نوح عليه السلام في عرض كشف الحساب بعد (950 ) سنة.. يتبرأ من التقصير في دعوته ..تُرى ..لو وقفنا أمام الله يوم القيامة , هل نعتذر إليه سبحانه من عدم التقصير في الأخذ بأيدي الناس ؟ أم نعتذر من التقصير ؟ سيدنا نوح عليه السلام كان يصل الليل بالنهار , فمن استيقظ ليلاً دعاه ومن رأه نهاراً دعاه .. كان لايهدأ ولا ينام , إسلامه وإيمانه بالله أنساه راحته , وبعضنا يشكو : أصحابي لايسمعونني , جيراني مشغولون [ ذالك العضو لا يرد علي إن راسلته على الخاص , وآخر لا يعبر كلماتي التي نصحته بها , وآخر يُصر على معصيته بعد نصحي له .. ]
يقول تبارك وتعالى على لسان نبي الله نوح عليه السلام { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً } ومع ذلك لا إستسلام أبداً . فليس الإستسلام من شيم المسلم . لقد زادوا على الفرار أشياء , تعامل معها سيدنا نوح عليه السلام بمختلف الوسائل في الدعوة . ( ولكن هنا يجب عليك التأكد من معلوماتك + تنويع الأساليب الدعوية واستخدام العقل )
يقول : { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَلَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً } " كلما "تدل على التكرار ..تكرار عادة القوم والإستمرار عليها , وكانت عادتهم التي توارثها الأجيال هي التكذيب والعناد والتكبر والإصرار على هذا كله. كماتدل" كلما "على تكرار عادة سيدنا نوح عليه السلام وصبره عليها , وكانت عادته الإستمرار في الدعوة وابتداع الأساليب .
فهم لا يريدون سماعه فيضعون أصابعهم في آذانهم , فعند ذلك يدعوهم بالإشارة, فيضعون ثيابهم على وجوههم حتى لا يروه .. فيكلم هذا على انفراد .. ويتكلم مع هؤلاء بين الناس .
هل لمحتم يا شباب نهج سيدنا نوح عليه السلام في دعوته من خلال كل تلك الأساليب .. كان أسلوبه الرفق واللين .. مع كل ما وجده من إيذاء .. فلم يجدوا منه إلا الجناح المخفوض , فلا ينهر أحداً ولا يزجره ولا يتوعدهم بجهنم والعياذ بالله .. وإنما قال { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَلَهُمْ } فهو يدعوهم إلى المغفرة , إلى الرحمة , ولم يغير هذا النهج في كل أسايب دعوته , مع أنهم تفننوا في طرق الإعراض منه . إن نوح عليه السلام لدينه وربه قد فاق حب قومه لكفرهم , وصدق رب العزة { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله }
هل يستطيع واحد منكم يا شباب أن يقضي عمره ( 60 ) أو ( 40 ) سنة .. وهو يأخذ بيد الناس إلى الله وتظل هذه القضية هي قضية حياته .
لأحد الصحابة – وهو البراء بن مالك , أخو أنس بن مالك – كلمة جميلة تدل على عميق حبه للإسلام .. فهو عزم على أن يعيش للإسلام طول حياته . قال " لأموتن والإسلام عزيز ".. فأين نحن من هذا القول ؟!
فهل نحب العزة والكرامة لديننا .. إن أهم درس نخرج به من آيات سورة نوح عليه وهو : أهمية الدعوة إلى الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^.^
سنتطرق اليوم في هذا الموضوع عن " أهمية الدعوة إلى الله , وفضل الدعوة إليه , وكيفية الدعوة إلى الله , ومعوقات الدعوة إلى الله , ووقفات مهمة " .. فهذا الموضوع يعتبر في الأصل الأول قبل [ معاً لنرتقي بأساليبنا وأخلاقنا في الدعوة إلى الله ]
ملاحظات قبل قراءتك الموضوع ::
* سوف نركز على سورة نوح ؛ لأن معظم الناس يحفظون هذه السورة ويقرأونها .. وسوف ندخل في أعماقها ونفهمها جيداً .. لكي نتدبرها جيداً .. ففيها معاني عظيمة عن الدعوة إلى الله .
* ربما سنكتب بعض الأعداد في قصة نوح عليه السلام , وما نقصده من ذكر الأعداد هو أن نقرب المعلومات إلى أفهام الناس ولكي ترسخ المعلومة المفيدة ... فلذلك لا تركز كثيراً في هذا الأمر .. فقط نريدك أن تتأمل وتتفكر ..!
* أعلم ربما سيأتي بعض الأعضاء ويقول الموضوع طويل جداً .. كل ما أريده من هؤلاء أن يقرأ الجزئية الأولى من الموضوع وسوف يرى نفسه أنه يجب عليه إنهاء الموضوع ؛ وذلك لأن الموضوع يعتمد على التأمل والتفكر والتخيل .. فهذا هو أسلوب هذا الموضوع .. فنريد منك أن تشرب عصير ليمون أو شاي .. وتقرأ الموضوع وأنت مرتاح ^^
* وكما هو الحال في الموضوع السابق .. فهنا أيضاً تم ربط بعض الأمور بالمنتدى .. فسوف تجد عند قراءتك الموضوع بعض العبارات التي تم قياسها لكي تستفيد فيها من خلال تعاملك مع المنتديات .
* كما ذكرت هذا الموضوع في الأصل يجب كتابته قبل [ ●● معاً لنرتقي بأساليبنا وأخلاقنا في الدعوة إلى الله ●● ] من هنا (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=129117).. فيعتبر ذالك الموضوع جزءاً من هذا .
* تم تقسيم الموضوع لثلاثة أقسام ( 3 ردود ) تسهيلاً لكم .. ودعماً لكم لقرأته ..^.^"
* ثقافة الألون ( التنسيق ) في هذا الموضوع :- ( سوف أكتب اللون وبجانبه إسم فيه اللون الذي أقصده وبعده الغرض الذي استعمل فيه اللون )
اللون ( الله ) :- للآيات.. والفاتح منه للأحاديث والأقوال .
اللون ( نوح ) :- لقصة نوح
اللون( عبد الرحمن وعمرو ) :- للشرح و التفصيل
اللون ( بهيج ورنوق وكودو) :- للأمور المهمة .. والتي يجب قراءتها والتفكر بها !
اللون( أبو الوليد ) :- للإستفهام
اللون( مِن الأرض ) :- للأعداد
اللون ( نجم الإبداع) :-للعناوين
اللون ( المثنى ) :- للأمثلة وقصص الصحابة وغيرهم
اللون ( حسامز ) :-الأمور التي تم ربطها بالمنتدى
http://img1.imagebanana.com/img/yf6qdamc/zekr.gif
سنبدأ .. بسم الله ..::
http://images.msoms-anime.net/images/82766492242190252984.gif (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=135633)
*أهمية الدعوة إلى الله والصبر في الدعوة إلى الله ( كيف وصل هذا الإسلام لنا .. وهل سوف نسير على خطاهم ! ) :-
قال سبحانه وتعالى :- ( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) :- ظل نوح عليه السلام يدعوا قومه ( 950 ) سنة , فكم من الناس آمن به ؟ وعلى أكثر تقدير المفسرين أن هذا القليل ( 80 ) فرداً . هل أنت متخيل ؟ بمعنى : أن كل ( 12 ) سنة يؤمن به واحد .. فمن يتحمل هذا ؟! تعرفوا على هذا النموذج وقارنوه بأنفسكم .. ماذا فعلت لدينك ؟ ماذا تصنعين في حياتك ؟ ماهي أهدافكم ياشباب ؟ لمذا نعيش ؟ هل يوجد من هو يعيش لدينه ويتحمل من أجلها الأذى والسخرية والتهديد .. ( 950 ) سنة وجد فيها سيدنا نوح عليه السلام جميع أنواع البلاء .. !
أي عزم هذا ؟! وأي إرادة هذه ؟! هل قرأنا في القرآن أنه شكى إلى الله مثلاً بقوله : ضربوني وأهانوني , لا ولم يحدث , وما دعا عليهم إلا خوفاً على الفئة المؤمنة من الفتنة لا خوفاً على نفسه , وما دعا عليهم , إلا بعد ماعرف من ربه { أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ } .
لذلك نوح عليه السلام من أولي العزمِ من الرسل .. كان الرجل عند موته يوصي أولاده بعدم اتباع نوح عليه السلام .. وكان الآباء عندما يعي الأولاد ما حولهم بوصونهم بعدم تصديقه .. وكانت الأجيال تتوارث هذه الوصايا على مدار قرون طويلة .. فمن يتحمل هذا ؟!
اتهمه قومه بإتهامات كثيرة وهددوه بالقتل .. فما هي هذه الإتهامات ؟!
أ ) اتهموه بالضلال قال سبحانه وتعالى :{ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ , قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ } .
ب ) اتهموه بالجنون قال عز وجل :- { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ } تخيل رجلاً يسير وراءه من يقول مجنون , مجنون مجنون ..!
ج ) اتهموه بالتخبط كالممسوس من الجن فقالوا { إِنْهُوَإِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ } .
د ) هددوده بالقتل رجماً :- { قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِيَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ } .
هـ ) دأبوا على السخرية منه :{ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } كل هذا يحدث ولكن سيدنا نوح عليه السلام يصبر قروناً طويلة ومثله صبر عليه رسول صلى الله عليه وسلم .
لماذا تحمل سيدنا نوح عليه السلام كل هذا ؟!
لتعلم أن هذا الدين غالٍ ولتحافظ عليه ولا تفرط فيه .. وعندما تعلم ما حدث لحبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم من أجل أن يصل إليك هذا الدين ستشعر بقيمته .
مشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ( 100 ) كيلو متر على قدمية فوقف أهل الطائف صفين واستقبلوه بالحجارة .. فظل النبي صلى الله عليه وسلم يجري ويتبعونه , وسنِّه ( 50 ) سنة , يجري والحجارة تأتيه من كل مكان لدرجة أن سيدنا زيد بن حارثة إحتضن النبي صلى الله عليه وسلم ليحميه من الحجارة فأغرقت الدماء رأس زيد وقدم النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن أراد الإستزادة من هنا (http://www.rasoulallah.net/v2/document.aspx?lang=ar&doc=1711)
لو كان رجلاً آخر في هذه السن .. هل يتحمل ؟ كل هذا وغيره تحمله سيدنا نوح عليه السلام وسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام .
هل علمتم يا شباب لماذا تحمل الأنبياء مثل هذا في جنب الله ؟ لتظل كلمة الحق خالدة على وجه الأرض , ولتبقى راية الخير مرفوعة أبد الدهر , فهل تصلوها لمن بعدكم ؟
تحمل النبي صلى الله عليه وسلم كل هذا ليصل إلينا الإسلام , تحمله من أجلنا لكي تصبح أنت وأنا وهي مسلمين موحدين لله.. فما صنعنا بديننا ؟ وما علاقتنا بإسلامنا ؟ وما قدر حبنا لديننا ؟
ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وقدماه داميتان إلى بستان ليختبئ فيه من الحجارة وظل يدعو ربه : ( اللهم إليك أشكو ضَعْف قُوَّتِى، وقلة حيلتى،وهوإني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُنى؟ إلى بعيد يَتَجَهَّمُنِى؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سَخَطُك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك )
نسأل عن ديننا أمام ربنا يوم القيامة .. فماذا سنقول لله ؟ وبماذا نخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كم من دماء أُرِيقت ونفوس أزهقت وحرمات انتهكت وأطفال يتمت ونساء ترملت ليصل إلينا هذا الدين .. فما قدره عندنا ؟
قال سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : بينما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) مرة في وسط قريش فالتف حولهُ عشرة ، هذا يضربه وهذا يجذبه واختلفت أيديهم عليه ، فلم يستطع أحد من أن يتدخل فوقفنا ننظر ، فكان أشجعنا أبو بكر فدخل بينهم يدفعهم ويقول لهم : أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ، فتركوا النبي (صلى الله عليه وسلم ) وأخذوا أبا بكر ، فدفعه عقبة بن أبي معيط فسقط أبو بكر على ظهره ووقف عقبة على بطن أبي بكر وخلع حذاءه وظل يضرب أبا بكر على وجهه فانتفخ ، فلم نعرف له وجهاً من أنف ، فحملوه إلى بيته لا يشكون أنه سيموت ، وعندما أفاق . قال (رضي الله عنه) : ماذا فعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ فقالوا : هو بخير ، فقال : لا أتذوق حتى أنظر إليه بعيني .
فهم تحملوا كل هذا لتكون مسلماً ولتكوني مسلمة , فيأتي في نهاية الأمر من يقول : لا أستطيع فراق صاحبتي .. ومن تقول : لا أستطيع إرتداء الحجاب , لا أستطيع ترك السجارة لأني ضعيف .. لا أستطيع .. لا أقوى ..! ( من الآن حاول حذف كلمة لا أستطيع ترك أي معصية او خطيئة او كبيرة في حياتك ! امسحها من حياتك ! .. حاول .. وتَفَكر ..! وسوف تنجح بإذن المولى عز وجل )
وتلك أعظم خيانة للأمانة التي عبرت القرون على صبر هؤلاء , ودمائهم وأشلائهم , ويوم القيامة يوضع ميزان السماء لتصفية حساب أهل الأرض , فمن وفى فلنفسه ومن نكث فإنما ينكث على نفسه .
لماذا أصبحنا هكذا ؟! لماذا هانَ علينا ديننا ؟!.. هل علمتم ما حدث لخباب بن الأرت ؟! .. أخذه المشركون فأوقدوا فحماً وطرحوه عليه , فيقول خباب : فما يطفئ الفحم إلا شحم ظهري . ( فسبحان الله .. فهذا يدل على قوة إيمانه بالله عز وجل .. )
إننا نذكر هذه النماذج من أجل هدف واحد , وهو أن نستشعر قيمة هذا الدين , أليس الأنبياء ونوح عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . أحب الخلق إلى الله ؟ بلى . أليس بلال وأبو بكر وخباب رضي الله عنهم . من أحب العباد إلى الله ؟ بلى . فلماذا حدث لهم هذا وتحملوه ؟ فتعرف أنه من أجل الإسلام.
فتحبون دينكم وتستشعرون عظمته وعظمة من حملوه إلينا .. أم يصبح بعد ذلك التدين صعباً والإقبال على الله أمراً ثقيلاً ؟! معاذ الله , وحاشكم ياشباب الإسلام .
يقول تعالى :{ إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ , قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } فاستخدم نوح عليه السلام من الآية الثانية نفس ما أمره به ربه " أَنْ أَنذِرْ " , " إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ " , وفي الآية الثالثة :{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } وهي نفس الكلمات التي دعا بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قومه , فالدعوة واحدة والدين واحد .
وبعد ذلك تطوي الآيات القرون الطويلة لتريك سيدنا نوحاً عليه السلام وهو يقدم التقرير إلى الله بعد ( 950 ) دعوة وجهاد ومشقة :{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً } . يا رب لقد قمت بواجبي قدر استطاعتي , وواصلت الليل بالنهار .
ليتنا نرتقي بحيث نعيش للإسلام , يمسي ويصبح وهمه رضا الله والجنة .. وهذا لصنف قليل عزيز ..ونستعرض سورة نوح عليه السلام لنعزم على أن نكون من هذا الصنف الذي يحيا لقضايا دينه وهدفه ربه ..
يفرح للإسلام ويحزن لما يصيب الإسلام والمسلمين , يصلح الفساد , ونفع غيره , ويخالق الناس بخلق حسن , غدوه ورواحه لا بتعدى هذا الميدان الذي وثّق عليه حياته وإرادته . ( فأسأل الله أن نكون من هذا الصنف .. وأن ينفع بنا الإسلام والمسلمين ) .
فماذا كان موقف نوح عليه السلام من دعوته , يقول ربنا عز وجل على لسان نوح عليه السلام { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً } .
هل تتخيل صعوبة أنك تأخذ بيد إنسان فيزداد نفوراً منك ؟! حدث مثل هذا مع سيدنا نوح عليه السلام( 950 ) سنة , ولفظ "كلما" يفيد دأبه وإستمراره في الدعوة وعدم اليأس كما يفيد بجوار ذلك استمرارهم في عنادهم وحربهم لدين الله في شخصه .
أدعوا الجميع أن يكون طاقة مثل طاقة سيدنا نوح عليه السلام وعزيمة مثل عزيمته . فهذه أغلى نعمة وأحلى نعمة .. أن تأخذ بيد الناس إلى الخير , أن تحب الهداية للناس , أن يحب قلبك دين ربك وتحبب الناس فيه .
كان الصحابة رضوان الله عليهم من الذين يعيشون للإسلام , ذهب يوماً طفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه – وهو من اليمن – إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فأسلم طفيل وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : مرني يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم " آمرك أن تعود إلى قومك فتدعوهم إلى الله " .
فكم مكث الرجل مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ حوالي نصف ساعة عرف فيها أركان الإسلام والإيمان وثواب الطاعة وعقاب المعصية , فذهب إلى قومه في اليمن , وغاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ( 12 ) سنة .. وقع فيها غزوة بدر , وأحد , وخندق , وصلح الحديبية , وغزوة خيبر , وبينما عاد من خيبر وجد غباراً كثيفاً يسد الأفق . فقال النبي : ماهذا ؟ فقالوا : هذا الطفيل بن عمرو جاء ومعه قبيلة دوس كلها .
أرأيتم ثمرة الطاعة والإخلاص , ليس المهم كثرة العلم وإن كان العلم مطلوباً , ولكن بلغوا ما تعرفون .. والطفيل لم يمكث مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعض الوقت ولكنها ثمرة الصدق والإخلاص التي جعلته يعيش للإسلام .
من يحب هذا ؟ من يقول : سآخذ بيد جيراني كلهم , أو أصحابي كلهم , سأبدأ معهم قدر إستطاعتي .. [ من يقول : سأكتب موضوعاً بالمنتدى الإسلامي , أو أنصح ذالك العضو نصيحة طيبة وبأسلوب راقي , أو سأشارك في منتدى الإسلامي بمشاركات راقية ومفيدة وبإضافات رائعة ونصائح غالية ..الخ ] هذه أحلى غاية تعيش من أجلها , أما الطعام والشراب والزواج والإنجاب فالأصل أنها وسائل لتلك الغاية . أغلى شيء يشعرك بقيمتك وبحياتك أن تعيش وأنت تتمنى , أن يسمع كل واحد من الناس كلام الله .
عندما وجد عبد الله بن مسعود قريشاً لا تريد سماع القرآن بعدما جهر النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام , وهو نحيل ضعيف .. عندما وجدهم كذلك قال : والله لأسمعهم القرأن . فأي أسدية في هذا القلب داخل هذا الجسد النحيف الضعيف , فصعد الكعبة ووقف وسطها وقال بأعلى صوته : { الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الإِنسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } فاجتمع الناس عليه وخلعوا النعال وظلوا يضربونه على رأسه فجاءه الصحابة وأخرجوه من بينهم , فنظر إليهم وهو متهالك وقال : والله لو شئتم لأعيدنها غداً ..فأي نوع من الناس هذا ...؟!
فأين غيرتنا على ديننا ؟! .. وإياك أن تفهم خطأ فتذهب تتعارك مع الآخرين .. وتغلق التلفاز في وجه أبويك . لا , فهذا عدم فهم .. ولكن أقول لك أحب الناس وخذ بأيديهم إلى الخير والحكمة والموعظة الحسنة , أقول لك : قبل يدي والديك .. توسل إليهما ليصليان ..ادع أصدقائك إلى طعام وفي النهاية كلمهم عن الدين برفق .. ترفق بأصحابك وجيرانك حتى يسمعوا منك كلمة الله . [ بالمنتدى : تغلق وتحذف مشاركات ومواضيع بدون سببٍ واضح , تقذف وتسب الأعضاء والعلماء والدعاة , تتحدث مع الأعضاء بلغة الترهيب بدون الترغيب , توصفهم بأوصاف غير لائقة .. فهذا كله لا يجدي نفعاً ! .. وإنما تتحدث بأسلوب راقي وتخترع أساليب لكي تصل إلى قلوبهم .. تحاول أن تراسلهم على الخاص .. أو تهدي لهم كلمات حسنة طيبة .. تحاول أن تتفاهم معهم .. ولا تكون كمن يسمع فقط صدى صوته ]
نعم , قد يكون في القلب غليان من أجل الإسلام , ولكن معه شفقة على الناس وحب الخير لهم والتلطف معهم ..ألا تحب أن تحشر مع الصحابة ؟!
أتعرفون ماذا كان شعار الصحابة في أُحُد ؟ كان " دينك دينك لحمك ودمك " هل تشعر فتيات الإسلام بهذا ؟! هل دينك أختي المسلمة لحمكِ دمكِ ؟ لو حَلّلّتم ( من التحليل ) يا شباب عينة من دمائكم هل سنجدها تحت الميكروسكوب " إسلام " ..؟!
السيدة أم سليم مات زوجها فتقدم لها طلحة ولم يزل مشركاً فرفضت , وقالت : إن رسول الله حرم علينا أن نتزوج إلا بمسلم . قال لها : ولكني أرغب بك . قالت : وأنا لا أتزوجك من غير إسلام . فذهب وعاد إليها بطلبها , فقالت له : يا أبا طلحة , أليس صنمك الذي تسجد له ينحته فلان النحات ؟ قال : نعم . فقالت : أليس إذا اشتعلت فيه النار احترق ؟ قال : نعم . قالت : عيب عليك وهذا عقلك أن تعيد هذا .فقال : أشهد أن لا إلا الله وأن محمداً رسول الله. فقالت له : فهذا مهري , مهري إسلامك .فكانت أعظم امرأة مهراً في التاريخ , نعم , بداخلها حب لدينها وغيرة عليه .
إن غِيرتنا على ديننا أصبحت ضعيفة أو معدومة , وكأننا لا نشعر بسيدنا نوح عليه السلام عندما ظل يدعو قومه ( 950 ) سنة صابراً محتسباً . ليت كل مسلم ينجح في حياته ويتفوق حتى يؤثر في الناس أكثر .
ليت كل مسلم داع إلى الله يعامل برفق ولين ويتحمل منهم مثل سيدنا نوح عليه السلام , ولايَمل من رجاء الهداية لهم , ويشتعل قلبه غيرة على حدود الله وأوامره .
في إحدى المعارك بين المسلمين والفرس .. ظهر فيها المسلمون على عدوهم بقيادة المثنى بن حارثة , إلا أن الفرس استطاعوا أن يتوغلوا في ميمنة المسلمين لوجود قبيلة بني المثنى بن حارثة , إلا أن الفرس استطاعوا أن يتوغلوا في ميمنة المسلمين لوجود قبيلة بني بكر وكانت متخاذلة , الجيش المسلم منتصر لكن الميمنة ضعيفة فكتب المثنى بن حارثة ورقة صغيرة لبني بكر بها ثلاث كلمات فقط " من المثنى بن الحارثة إلى بني بكر ..لا تفضحواالمسلمين " فانتصر الجيش إنتصاراً تاماً وسبب تمام النصر هم بنوا بكر .. انقلبوا أسوداً بسبب كلمة "لا تفضحوا المسلمين " .
يا شباب , أخلاقنا أصبحت تفضح الإسلام والمسلمين سلوكياتنا تبعد الناس عن ديننا .. رسوب الشباب المتدين في دراسته يفضح المسلمين .. المحجبة التي تفعل كذا وكذا من الحرام تفضح المسلمين .. أين حب الدين الذي يملاً القلوب ..؟! ( في المنتدى : سب وقذف ووصف غير جيد خلال دعوته إلى الله , عدم المشاركة في المنتدى الإسلامي بتاتاً .. وليس له أي بصمة إسلامية في أي مكان )
بالله عليكم لا تفضحوا المسلمين ..!
سورة نوح كلها تريد تأكيد هذا المعنى .. تقول لنا : غِيروا على دينكم .. فهل أنتم لها ؟!
يقول الله عز وجل على لسان نوح عليه السلام { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً } والإنسان يضع طرف إصبعه في أذنه .. ولكنها المبالغة منهم في عدم إرادة سماعه فكأنهم يضعون الإصبع بكامله في الأذن .. فعندها يدعوهم سيدنا بالإشارة فيغطون وجوههم بثيابهم , فلا يريدون السماع منه ولا رؤيته , إصراراً منهم على الكفر وإستكباراً على الحق .
لو كان أحدنا في موقفه هذا لأصابه الملل بسرعة وظن أن الناس هَالِكُون ولافائدة معهم ولا رجاء فيهم , ولكن نبي الله نوحاً صبر علي هذا عشرة قرون تقريباً , فهل نعي هذه الدروس ونستفيد منها ؟!
هل شعرت بنبي الله نوح عليه السلام وهو يقول : يا رب , لقد قمت بما أستطيع من جهد ( 950 ) سنة.. فيا من لا تستطيع مقاومة المعصية اصبر .. قاوم الفتن حتى تتزوج .. ولا تعلل ضعفك بكثرة الفتن حولك , فقد صبر نبي الله نوح ( 950 ) سنة .. وأعمار هذه الأمة ( 60 – 70 ) سنة تنتهي الدنيا بالنسبة لمن انتهى أجله هذا .
من عاش ( 50 ) عاماً أو ( 40 ) عاماً اصبر .. اصبروا يا شباب .. لو كانت أعمارنا طويلة كالسابقين لأصبحت ذنوبنا لا تطاق .. فالحمد لله على قصر الأعمار .. نريد الخروج من الدنيا على خير .. نريد الراحة ..اصبروا وادخلوا الجنة
ولا يعنى هذا أن نزهد في الدنيا ونتركها .. ولكن نزهد فيها ونحن نمسكها ونملكها في يدنا , لا في قلوبنا فقط , نملكها لنجعلها موصولة بالله .
يقول ربنا عز وجل على لسان سيدنا نوح عليه السلام{ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } عمل متواصل طوال الليل والنهار وبكل وسيلة .. يصلح لهذا السر وتصلح لهذا علانية .. جهد دؤوب .
بعضنا يجلس أمام التلفاز ساعات طويلة .. بعضنا لا يترك مباراة إلا ويشاهدها .. .. بعض الفتيات تسأل عن آخر صيحة في المكياج .. بعضنا لا يترك حلقة من الأنمى إلا وشاهدها .. بعضنا أصبحت حياته كلها أنمي وأفلام .. وبعضنا لا يكتفي فقط بالمشاهدة وإنما يترجم ويحلل ويشارك .. ! ( هدانا الله وإياكم )
وهنا يأتي هذا السؤال :- فأين وقت الدين وسط هذا كله ..؟! إن من يقتل وقته إنما يقتل نفسه , والحياة بالإسلام حياة مضاعفة الأجر والبركة .. فما تعطونه لدينكم من وقت وإهتمام إنما هو ذخر لكم عند ربكم سبحانه وتعالى { وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }
وهنا لنا وقفة أيضاً ::اجعل حياتك كلها مع الإسلام .. وأنت تدرس وأنت تعمل أجعل وقتاً لكـ للإسلام .. لا تفرط في هذا الأمر .. فهو الذي سينفعك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم
ساعات أعماركم هي خزائنكم فاملؤوها بالخير . الواحد منا يومه ( 24 ) ساعة ينام منها ( 8 ) ساعات , ويقضي حاجته في ( 8 ) ساعات منها فأنت 1/3عمرك نائم , و 3 / 1 عمرك تقضي فيه حاجتك , ويتبقى لك 1 / 3 فحرام أن يضيع من غير فائدة .. واتق الله في هذه الأنفاس فهي رأس المال الذي لا يعود إليك ما يضيع منه أبداً .. استغلوا الصيف مثلاً في تعلم القرآن والإقبال على الله ... حاول المحافظة على الصلوات الخمس والخشوع فيها ..
هل سنغير أنفسنا ؟ ..هل سَنغار على ديننا ؟ وهل نتمنى أن نكون مثل سيدنا نوح عليه السلام , نبلغ الرسالة ربنا , ونؤدي عن نبينا .. إن تصدقوا الله يصدقكم .
ظل نبي الله نوح عليه السلام يدعوا قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ..في عمل وجهاد متواصل وتحمل الأذى .. فمن منكم يا شباب بدأ يأخذ بيد أصحابه .. قد تبرد همة الإنسان بعد أسبوع , وسيدنا نوح ظل يعمل ليل نهار لمدة 950سنة. نعم , ودين الله يستحق العمل له لمدة عشرة قرون .. بل وأكثر !
هل يصعب علينا العمل لدين الله وعمر الواحد منا مثلاً ( 40 ) سنة أو أقل أو أكثر . هل نجد شاباً ( 25 ) سنة يقول لا فائدة في الناس ولا خير فيهم .. وسيدنا نوح عليه السلام ظل يدعو ألف سنة ملؤها السخرية , والإستهزاء , والتهديد , واتهام بالجنون , والواحد منا يغضب لو قال له أحد " هل أصبحت شيخاً " أو " إنتا من المطاوعة " أو ..الخ من العبارات . فيترك الدعوة وينساها في بداية الطريق .
سيدنا نوح عليه السلام صبر .. تمر الاجيال وتعقبها الاجيال يتوارثون الكفر والعناد والإستهزاء .. واليوم يا شباب وضع الناس يختلف وفيهم الخير الكثير .. لكنهم يحتاجون إلى الحب والرفق واللين في المعاملة , والنصيحة في أدب .. الناس يحتاجون من يحببهم في الدين ويفتح لهم باب الأمل .
هيا نعلم الناس أنه في جنب الله لا تنقطع عواطف الرجاء .. عندها , سوف يحيَ الأمل نفوسهم , ويشحذ عزائمهم , وعند ذلك سيحملون حب , الإسلام معك .. ولك مثل أجورهم .
يقول تبارك وتعالى على لسان نبي الله نوح { إنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً } ويبدأ سيدنا نوح عليه السلام في عرض كشف الحساب بعد (950 ) سنة.. يتبرأ من التقصير في دعوته ..تُرى ..لو وقفنا أمام الله يوم القيامة , هل نعتذر إليه سبحانه من عدم التقصير في الأخذ بأيدي الناس ؟ أم نعتذر من التقصير ؟ سيدنا نوح عليه السلام كان يصل الليل بالنهار , فمن استيقظ ليلاً دعاه ومن رأه نهاراً دعاه .. كان لايهدأ ولا ينام , إسلامه وإيمانه بالله أنساه راحته , وبعضنا يشكو : أصحابي لايسمعونني , جيراني مشغولون [ ذالك العضو لا يرد علي إن راسلته على الخاص , وآخر لا يعبر كلماتي التي نصحته بها , وآخر يُصر على معصيته بعد نصحي له .. ]
يقول تبارك وتعالى على لسان نبي الله نوح عليه السلام { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً } ومع ذلك لا إستسلام أبداً . فليس الإستسلام من شيم المسلم . لقد زادوا على الفرار أشياء , تعامل معها سيدنا نوح عليه السلام بمختلف الوسائل في الدعوة . ( ولكن هنا يجب عليك التأكد من معلوماتك + تنويع الأساليب الدعوية واستخدام العقل )
يقول : { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَلَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً } " كلما "تدل على التكرار ..تكرار عادة القوم والإستمرار عليها , وكانت عادتهم التي توارثها الأجيال هي التكذيب والعناد والتكبر والإصرار على هذا كله. كماتدل" كلما "على تكرار عادة سيدنا نوح عليه السلام وصبره عليها , وكانت عادته الإستمرار في الدعوة وابتداع الأساليب .
فهم لا يريدون سماعه فيضعون أصابعهم في آذانهم , فعند ذلك يدعوهم بالإشارة, فيضعون ثيابهم على وجوههم حتى لا يروه .. فيكلم هذا على انفراد .. ويتكلم مع هؤلاء بين الناس .
هل لمحتم يا شباب نهج سيدنا نوح عليه السلام في دعوته من خلال كل تلك الأساليب .. كان أسلوبه الرفق واللين .. مع كل ما وجده من إيذاء .. فلم يجدوا منه إلا الجناح المخفوض , فلا ينهر أحداً ولا يزجره ولا يتوعدهم بجهنم والعياذ بالله .. وإنما قال { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَلَهُمْ } فهو يدعوهم إلى المغفرة , إلى الرحمة , ولم يغير هذا النهج في كل أسايب دعوته , مع أنهم تفننوا في طرق الإعراض منه . إن نوح عليه السلام لدينه وربه قد فاق حب قومه لكفرهم , وصدق رب العزة { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله }
هل يستطيع واحد منكم يا شباب أن يقضي عمره ( 60 ) أو ( 40 ) سنة .. وهو يأخذ بيد الناس إلى الله وتظل هذه القضية هي قضية حياته .
لأحد الصحابة – وهو البراء بن مالك , أخو أنس بن مالك – كلمة جميلة تدل على عميق حبه للإسلام .. فهو عزم على أن يعيش للإسلام طول حياته . قال " لأموتن والإسلام عزيز ".. فأين نحن من هذا القول ؟!
فهل نحب العزة والكرامة لديننا .. إن أهم درس نخرج به من آيات سورة نوح عليه وهو : أهمية الدعوة إلى الله .