المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحساس بالانتكاس



عُبيدة
31-5-2010, 05:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاحساس بالانتكاس
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على إمام الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك، معاشر الإخوة قال ابن حبان في صحيحه: "ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله -جل وعلا- صرف قلبه إلى طاعته"، وساق فيه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء» ثم قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: «يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك» رواه مسلم .


وإذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر من ذلك الدعاء، ويخاطب بذلك الخطاب خير قرن، ولم يأمن على الصحابة فهل يأمن بعدهم إلاّ جاهل مغرور؟ بل سأل الخليل الثبات على التوحيد، واستعاذ بالله من أبين الشرك وأظهره: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ} [إبراهيم: 35-36] إي والله كثيرًا من الناس الأذكياء الألباء في الهند والسند والشرق والغرب؟ فمن ظن نفسه فوقهم! فليأتس بالخليل! وإلاّ فليعلم بأن عاقبة الغرور وبيلة.

وقد قال الله -تعالى- لخير جيل فمن جاء بعدهم بعد أن أمرهم بجماع الدين: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90] ثم ثنى بأمرهم الصريح للوفاء بالعهود {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ} [النحل: 91] "وهذا يشمل جميع ما عاهد العبد عليه ربه من العبادات والنذور والأيمان التي عقدها إذا كان الوفاء بها برا، ويشمل أيضا ما تعاقد عليه هو وغيره كالعهود بين المتعاقدين، وكالوعد الذي يعده العبد لغيره ويؤكده على نفسه، فعليه في جميع ذلك الوفاء وتتميمها مع القدرة" (ابن سعدي)، قال: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} [النحل: من الآية91]، ثم جاء النهي عن الانتكاسة المتضمن للأمر بالثبات فقال -سبحانه-: {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ} [النحل: من الآية92] ثم عقب بقوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 93].

وإذا كان هذا يقال لخير جيل فحري بنا أن نخاف على أنفسنا، ومن تدبر القرآن اعتبر! وتأمل: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى} [القصص: من الآية76].




التعبير بكان في هذا السياق يشعر بانبتات وانفصام حدث بعد أن لم يكن، فقد كان قارون من قوم موسى نسبًا وديانة ولسانًا وشرفًا فهو من جملة نسل إسرائيل -عليه السلام- وهو من القوم؛ من بني جلدتهم يتحدث بلسانهم وما من مولود إلاّ ويولد على الفطرة فلم يولد قارون طاغية فرعونيًا باغيًا؛ بل صح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره أنه قال: "كان قارون ابن عم موسى، وكان يبتغي العلم حتى جمع علمًا، فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى" وكونه ابن عم موسى ثابت عن غير واحد من السلف وقال بعضهم ابن أخيه، وذكروا في صفاته التي كان عليها ما فيه عبرة: فذكروا طلبه للعلم، وذكروا أنه كان يدعى المنور من حسن صوته بالتوراة.

لكن الثبات عزيز ولزوم الاستقامة كرامة لا يوفق لها إلاّ من رحمه الله: {فَبَغَى عَلَيْهِمْ} [القصص: 76] وهذه بلية في بعض المتذبذبين المائلين، لا يكتفي أحدهم بالتنازل عن الثوابت والاعتراف بالذنب والتقصير إذًا لكان الأمر أهون وهو عظيم!




لو كان يقول: انحرفت والله يهديني كما يفعل كثير من الفساق لكان الأمر أيسر بكثير، لكن بعض المتذبذبين المائلين يبدأ في تشريع ذلك التذبذب ومحاولة إثبات أنه الحق ومقتضى العقل والحكمة، ثم يتدرج به الشيطان إلى حرب من ثبت من إخوته الذين بقوا على العهد الأول، وهذا كثير في من عرف بسابقة وفضل وكانت له مكانة، فالشهوة الخفية تدفعه للذب عن تلك الحظوة والدفاع عن تلك المكانة ولا يكون هذا إلاّ بتسويغ ما هو فيه وربما رمي من بقي على العهد الأول بالباطل!

والمقصود الثبات عزيز، ولزوم الاستقامة كرامة يوفق الله من علم من نفسه خيرًا وربك أعلم بمواضع رحمته نسأل الله من فضله وكرمه.

بيد أن الواجب علينا مراقبة النفوس ومراجعتها عوضًا عن الانشغال بأحوال الآخرين، وتقلبات الهالكين، ومن أغفل نفسه فيخشى عليه من العطب، وإن كان ذكيًا نبيلًا، ومن فقد الإحساس بحال الذي بين جوانحه فطبيعي أن يفتك المرض به، ولن تنفعه حينها مراقبته لتقلبات الآخرين الذين لايدري بماذا يختم الله لهم! فراجع نفسك، وحاسبها، ولا تأمن فهذه واحدة من خصائص السالمين الناجين المهمة بعد تحقيق الإخلاص والمتابعة؛ أعني الخوف على النفس ومحاسبتها، َقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ كما في البخاري: "أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ، مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ" وَيُذْكَرُ عَنِ الْحَسَنِ: "مَا خَافَهُ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ أَمِنَهُ إِلاَّ مُنَافِقٌ".

وأثر الحسن الذي علقه البخاري أسنده البيهقي في الشعب فساق سنده إلى الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: "وَاللهِ مَا أَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، وَلَا أَمْسَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ، إِلَّا وَهُوَ يَتَخَوَّفُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ، وَمَا أَمِنَ النِّفَاقَ إِلَّا مُنَافِقٌ"، أعاذني الله وإياكم من النفاق وأهله.

Marshen Guy
1-6-2010, 03:52 AM
آمين آمين بوركت يا عبد الله

لى روك لى
1-6-2010, 09:09 AM
امين امين جزاك الله خيرا اخى

أبو انس
1-6-2010, 08:16 PM
شكرا اخي الله يعطيك العافيه اريقتوا

عُبيدة
1-6-2010, 08:54 PM
آمين آمين بوركت يا عبد الله

جزاك الله جنة النعيم

عُبيدة
1-6-2010, 08:58 PM
امين امين جزاك الله خيرا اخى


جزاك الله كل خير
وفتح عليك ابواب رحمته

عُبيدة
1-6-2010, 09:02 PM
شكرا اخي الله يعطيك العافيه اريقتوا

جزاك الله جنة النعيم
موفق
ان شاء الله

[ اللــيـــث ]
3-6-2010, 12:30 AM
قال شيخ الاسلام ان من اعظم الكرامة لزوم الاستقامة

وقال الامام ابن القيم ذنوب الخلوات اصل الانتكاسات وعبادات الخفاء اصل الثبات
فاللهم انا نسالك الثبات على دينك حتى نلقاك
وللاستزاده هناك رسالة جيدة للشيخ

محمد حسين يعقوب
بعنوان الى الهدى

جميل أن يتهم الإنسان نفسه بالتقصير بدل أن ينشغل في عيوب الآخرين ..
حتى يعينه ذلك على القيام بمزيد من الطاعات .. حقيقة أراها أن الإنتكاسة
تكون بسبب انشغال القلب والجوارح عن الطاعات كان يأتيها والانغماس
في كثير من المباحات انغماسا يقسي قلبه أو فترة لضعف
إيمان لم يحاول فيها زيادته أو رأى موقفا مخطأ من قبل أهل الصلاح
ولم يرجع الخطأ لأشخاصهم بل أرجعها للدين .. أو فتنة مر فيها ولم يثبت ..
مثل ابتلاه الله بأمر معين ليرى صدق ايمانه فيسئ ظنه بخالقه ويقول كيف وأنا صالح ..
وأنا ممن يقوم الليل يحدث لي ما حدث ..!! فينقلب على عقبيه ويخسر الدنيا والآخره ..
فلنحذر أن نكون ممن قال فيهم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم:
"فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار ، حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها"
لأن الأعمال بالخواتيم والمؤمن الفطن من عَمِلَ ولم ينقض غزله فيشقى !
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وتوفنا مسلمين
واعنا على الشيطان والنفس والهوى فهم محور سيئاتنا ..

بارك الله فيك اخي الحبيب salyt وامد الله في عمر والديك وغفر لهما وادام صحتهما عليهما
وسامحني اخي الحبيب فالدراسة منعتني من رايت مواضيعك الرائعة

معتزة بديني
3-6-2010, 01:02 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
جزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك
أننا لو عملنا بما علمنا لن يحدث لنا أنتكاسه
ولو راعينا الله وأخلصنا له النية فى سائر أعمالنا
لن يحدث لنا إنتكاسة
ولو فهمنا وأدركنا معنى
" أعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
لن تحدث لنا إنتكاسة
أعاذنى الله وإياكم من شر النفاق الأصغر والأكبر
ودمتم فى أمان الله

خيالية
3-6-2010, 01:43 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

عُبيدة
3-6-2010, 04:17 PM
قال شيخ الاسلام ان من اعظم الكرامة لزوم الاستقامة



وقال الامام ابن القيم ذنوب الخلوات اصل الانتكاسات وعبادات الخفاء اصل الثبات
فاللهم انا نسالك الثبات على دينك حتى نلقاك
وللاستزاده هناك رسالة جيدة للشيخ


محمد حسين يعقوب
بعنوان الى الهدى

جميل أن يتهم الإنسان نفسه بالتقصير بدل أن ينشغل في عيوب الآخرين ..
حتى يعينه ذلك على القيام بمزيد من الطاعات .. حقيقة أراها أن الإنتكاسة
تكون بسبب انشغال القلب والجوارح عن الطاعات كان يأتيها والانغماس
في كثير من المباحات انغماسا يقسي قلبه أو فترة لضعف
إيمان لم يحاول فيها زيادته أو رأى موقفا مخطأ من قبل أهل الصلاح
ولم يرجع الخطأ لأشخاصهم بل أرجعها للدين .. أو فتنة مر فيها ولم يثبت ..
مثل ابتلاه الله بأمر معين ليرى صدق ايمانه فيسئ ظنه بخالقه ويقول كيف وأنا صالح ..
وأنا ممن يقوم الليل يحدث لي ما حدث ..!! فينقلب على عقبيه ويخسر الدنيا والآخره ..
فلنحذر أن نكون ممن قال فيهم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم:
"فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار ، حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها"
لأن الأعمال بالخواتيم والمؤمن الفطن من عَمِلَ ولم ينقض غزله فيشقى !
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وتوفنا مسلمين
واعنا على الشيطان والنفس والهوى فهم محور سيئاتنا ..

بارك الله فيك اخي الحبيب salyt وامد الله في عمر والديك وغفر لهما وادام صحتهما عليهما
وسامحني اخي الحبيب فالدراسة منعتني من رايت مواضيعك الرائعة


بارك الله فيك سامر ، وفقك الله لما تقول وبما تقول وأعانك على الخير وسدد خطاك جعله الله فى ميزان حسناتك

بارك الله فيـــك وكثر الله من أمثالك
ورزقك من فضله الواسع
وجعل كل ما تكتبه حجة لكـ
اللهم ارفع قدره ويسر امره ..

عُبيدة
3-6-2010, 04:19 PM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته



جزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك
أننا لو عملنا بما علمنا لن يحدث لنا أنتكاسه
ولو راعينا الله وأخلصنا له النية فى سائر أعمالنا
لن يحدث لنا إنتكاسة
ولو فهمنا وأدركنا معنى
" أعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
لن تحدث لنا إنتكاسة
أعاذنى الله وإياكم من شر النفاق الأصغر والأكبر
ودمتم فى أمان الله



أسال الله أن يرفع يقدرك وينفعنا بعلمك
ويجعله فى ميزاان حسناتك ، جزاك الله خيرا

عُبيدة
3-6-2010, 04:22 PM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك


جزاك الله جنة النعيم
موفقه
ان شاء الله

أبوعبيده92
3-6-2010, 04:26 PM
وعليكم السلام ورحمه الله
كما عهدتك مواضيع رائعه
جعلها الله فى ميزان حسناتك
ورحمنا الله وكفانا شر أنفسنا

عُبيدة
3-6-2010, 04:33 PM
وعليكم السلام ورحمه الله

كما عهدتك مواضيع رائعه
جعلها الله فى ميزان حسناتك
ورحمنا الله وكفانا شر أنفسنا


بارك الله فيك اخى عبد الرحمن وجزاك الله جنان
ورزقك بروح و الريحان وجعل حياتك طاعة للرحمن
واسعدك وحماك ووفقك دائما
يا اخى احبك فى الله