المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تفقدت قلبك؟؟؟؟؟



عُبيدة
8-6-2010, 03:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله تعالى المتفضِّل بالنَّعماء، والمنزَّه عن الأنداد والشُّرَكاء، والصَّلاة والسَّلام على النَّبي قدوة الأتقياء، وعلى آله، وأصحابه أصدق أولياء، وبعد:
هل تفقدت قلبك؟
أخي المسلم: لا يزال المخلصون يحاسبون أنفسهم، ويتهمونها بالتقصير، ويقرعونها بسوط المجاهدة، حتى تستقيم على الجادة.


وإليك يا طالب الصَّواب وقفة جديدة من وقفات المحاسبة؛ فاحرص أن تكون وقفة صادقة مع نفسك، تستخرج كوامنها، وتستنطق لسانها.


القلب! تلك المضْغة العجيبة.. ماذا عنها؟!


القلب! هو ذلك الوعاء الذي إنْ شئتَ ملأتَهُ بالخير، وإنْ شئتَ ملأتهُ بالشَّر!


القلب! حرص العارفون على تطهيره وإخلائه من الآفات! فهل تفقدت قلبك؟!


هل وقفت على خباياه؟! ماذا يحمل؟! خيرًا فيه صلاحك، أم شرًا فيه هلاكك؟!


القلب! تلك المضغة المتقلِّبة!
{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110].


قال بعضهم: "سُمي القلب قلبًا لتقلُّبه"، وأنشد:
ما سُمِّيَ القلبُ إلاَّ من تقلُّبهِ *** والرَّأيُ يصرفُ بالإنسان أطوارا


وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهم- قال: أكثر ما كان النَّبي -صلى الله عليه وسلم- يحلف: «لا ومُقلب القلوب» [الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، صحيح].


أخي المسلم: صلاحك مرهون بصلاح قلبك، بذلك نطق الصادق -صلى الله عليه وسلم-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا وإنَّ في الجسد مضغةً، إذا صَلَحَتْ صَلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فَسَدَتْ فسَدَ الجسدُ كلُّه، ألا وهي: القلب»! [الراوي: النعمان بن بشير، المحدث: مسلم، صحيح].


إن مضغة مرهون صلاحك بصلاحها وفسادك بفسادها؛ لَحريٌّ بك أن تتفقَّدها، وتسعى إلى إصلاحها.
إن هذه القلوب مشحونة بالعجائب، والسعيد من سعى لتفقد قلبه، وعمل لإصلاحه، وتطهيره من الأدران.


لقد غفل خلقٌ كثير عن تفقُّد القلوب والوقوف على عيوبها حتى استفحل شرها، وعمَّ ضررها!
وهذه أخي المسلم وقفات مع القلب، فلتحاسب نفسك مع كلِّ وقفة منها، وأول هذه الوقفات:


أين قلبك من الإيمان الصادق؟!


إن الإيمان درجة عالية خاطب الله -تعالى- بها عباده المخلصين، كما أنه تعالى ذم أولئك الذين ادعوه ولم يوقر في قلوبهم!


قال الله -تعالى-: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14].


فإن للإيمان الصادق أثرًا عجيبًا على القلب؛ فترى صاحبه قوي الصلة بالله -تعالى-؛ يرضى بما رضيه الله -تعالى-، ويسخط لما أسخطه، يحب لله، ويبغض لله.


وأصدق من حمل هذا المعنى هم صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد قصَّ الله -تعالى- علينا صدق إيمانهم، فقال -تعالى-: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].


قال الإمام الطبري -رحمه الله-: "هؤلاء الذين لا يوادُّون من حادَّ الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم؛ كتب الله في قلوبهم الإيمان، وإنما عُني بذلك: قضى لقلوبهم الإيمان.."


وقال القرطبي -رحمه الله-: "وخصَّ القلوب بالذكر؛ لأنها موضع الإيمان".


أرأيت أخي المسلم إذا أردت أن تُقدم على فعل فيه رضا لنفسك واتباعًا لهواها؛ هل تُقدِّم رضاها على رضا الله -تعالى-؟!


في مثل هذا الموطن يظهر صدق إيمانك، وتفقُّدك لقلبك؛ فأما المؤمن الصادق فلا تراه يُقْدِمُ على فعل إلا بعد أن ينظر في عاقبته؛ فإن كان فيه رضًا لله -تعالى- أقدم عليه، وإن لم يكن فيه رضًا لله أحجم عن فعله.


وهل تفقدت الخير في قلبك؟!


فلتعلم أخي المسلم أن القلب الصالح هو الذي كان فيه للخير نصيب، فتجده عامرًا بحب الخير والصالحات، وإذا صدَّق هذا القلب يقينَه بفعله كان الجزاء من الله -تعالى- خير جزاء.


قال الله -تعالى-: {قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70].


نزلت هذه الآية في أسارى بدر؛ لما فرض النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم الفدية، وكان في الأسرى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، وكان على الإسلام، ففدى نفسه بأربعين أوقية.


فكان العباس -رضي الله عنه- بعدها يقول: "ما أحب أن هذه الآية لم تنزل فينا، وإنَّ لي ما في الدنيا من شيء! فقد أعطاني الله خيرًا مما أخذ مني مائة ضعف، وأرجو أن يكون غفر لي".


وهل قلبك قلب شاكر؟!


إن شكر القلب علامة من علامات صلاحه، فأين قلبك في قلوب الشاكرين؟!


قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قلبٌ شاكرٌ، ولسانٌ ذاكرٌ، وزوجةٌ صالحةٌ تعينك على أمر دنياك ودينك؛ خيرُ ما اكتنز النَّاس». [الراوي: أبو أمامة و ثوبان و علي بن أبي طالب، المحدث: الألباني، صحيح الجامع: 4409].


وأين أنت من خشوع القلب؟!


خشوع القلب هو: "خضوعه وانكساره وتذلله لله -تعالى-"، فما هو نصيبك من هذا؟!


إن خشوع القلب أمر عظيم؛ غفلت عنه القلوب الغافلة، ولأهميته أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أول شيء يُرفع من هذه الأمة!


قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أول شيء يُرفع من هذه الأمة الخشوع؛ حتى لا ترى فيها خاشعًا»! [الراوي: أبو الدرداء، المحدث: الألباني، صحيح الترغيب: 542].
فإن الأكثرين أعرضت قلوبهم عن الخشوع لله -تعالى-، وسيطرت عليهم الغفلة والشهوات!


وأيضًا: أين أنت من لين القلب ورقته؟!


إنَّ لِينَ القلب ورقَّته نافذة لدخول الخير على القلب؛ فإن أهل القلوب الرقيقة هم أكثر الناس انتفاعًا بالموعظة والتذكرة، فهل تفقدتَ قلبك لتعلم هل هو ذاك القلب الرقيق إذا طرقته الموعظة؟!


قال الله -تعالى-: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23].


أخي المسلم: إن كتاب الله -تعالى- أعظمُ مذكِّرٍ وواعظٍ، فكيف تجد قلبك إذا قرعت سمعك آياته؟!،
فقد وصف الله -تعالى- في الآية السابقة الذين يخشونه أنه إذا قُرأت عليهم آياته اقشعرَّت جلودهم ولانت قلوبهم، وإذا حلَّت هذه الخشية في القلوب كان لها أثرٌ عجيبٌ على صاحبها!


عن ثابت البناني -رحمه الله- قال: "قال فلان: إني لأعلم متى يُستجاب لي، قالوا: ومن أين تعلم ذلك؟! قال: إذا اقشعرَّ جلدي، ووجل قلبي، وفاضت عيناي، فذلك حين يُستجاب لي".


وأين قلبك من الوجل والخوف من الله -تعالى-؟!


الوجل من الله -تعالى- هو شعار الصالحين وآية العارفين.


فإن القلب إذا حلَّ فيه تعظيم الله -تعالى-، ووقَر فيه الوقوف على جلاله، وشدة بطشه! حرَّك ذلك فيه كوامن الخوف والرهبة.


فأكثر الناس خوفًا من الله -تعالى- هم العلماء، وكل مؤمن صادق عبد الله على علم.


قال الله -تعالى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].


قال القرطبي: "وصف الله تعالى المؤمنين في هذه الآية بالخوف والوجل عند ذكره؛ وذلك لقوة إيمانهم، ومراعاتهم لربهم؛ وكأنهم بين يديه".


أخي المسلم: إن خوف الله -تعالى- والوجل منه ملك قلوب الصادقين، حتى غدَوْا كأنَّهم يعاينون عذاب الله -تعالى- وتاره!


قال الحسن البصري -رحمه الله-: "ما خافه إلاَّ مؤمن، ولا أمِنَهُ إلاَّ منافق".


وقال أبو سليمان الداراني -رحمه الله-: "ما فارق الخوف قلبًا إلاَّ خرب!".


وأهل الإيمان الصادق تجدهم قائمين لله -تعالى- بالطاعات، ومع هذا تجدهم خائفين أن لا يُقبل منهم!


وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "سألت رسول الله -صلى الله علسه وسلم- عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60]؛ قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: «لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون، ويصلون، ويتصدَّقون، وهم يخافون أن لا تُقبل منهم!»". [الراوي: عائشة، المحدث: الألباني، صحيح الترمذي: 3175].


فتذكَّر أيها المسكين بطش الله -تعالى- وشديد عقابه! فإنك لا محالة قادم على ربك -تبارك وتعالى-: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} [الفجر: 25، 26].


فتفقَّد قلبك يا طالب النَّجاة؛ فانظر هل تجد فيه خوفًا من الله -تعالى-؟! فإن لم تجد فبادر إلى مداواته؛ فإنك على خطر عظيم!
قال ابن المبارك -رحمه الله-: "من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصيرًا ثم لا يبالي، ولا يحزن عليه!".


وهل أنت سليم القلب؟!


سلامة القلب أغلى غنيمة فاز بها المؤمن؛ إذ إنها طريق إلى رضا الله -تعالى-، ودخول جنته،
ومن سلم قلبه سلمت جوارحه من أوحال الذنوب، وصفا عمله الصالح، وإذا كان يوم القيامة كان في زمرة الناجين!


قال الله -تعالى- حكاية عن نبيه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 87-89].


قال سعيد بن المسيب -رحمه الله-: "القلب السليم الصحيح، هو قلب المؤمن؛ لأن قلب الكافر والمنافق مريض، قال الله -تعالى-: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}.


وقال أبو عثمان السياري -رحمه الله-: "هو القلب الخالي عن البدعة، المطمئن إلى السنة".


وقال الضحاك -رحمه الله-: "السليم الخالص".


وعن قول الضحاك هذا قال القرطبي: "وهذا القول يجمع شتات الأقوال بعمومه، وهو حسن؛ أي الخالص من الأوصاف الذميمة، والمتصف بالأوصاف الجميلة، والله أعلم".


أخي المسلم: تلك هي سلامة القلب، فهل حاسبت نفسك؛ حتى تكون من أهل السلامة؟!
فكم من أُناس إذا أحسَّ أحدهم بألم خفيف في قلبه فزع إلى الطبيب! وأجرى الفحوص والتحاليل، وصرف الغالي والنفيس!


ولكن هؤلاء المساكين تجدهم غير ملتفتين إلى أمراض قلوبهم المعنوية؛ والتي هي أخطر من ألم عابر يحس به أحدهم، أو داء محسوس!


يبحث أحدهم عن سلامة قلبه عند الطبيب، ولا يبحث عن سلامته في كتاب الله -تعالى-، وشرعه الطاهر!


إن أمراض القلوب المعنوية لا شك أنها أخطر من أمراض القلوب المحسوسة؛ فإن هذه قد يصل الطبيب إلى معالجتها، أما أمراض القلوب المعنوية فقد تستفحل حتى تُورث صاحبها داء يكبه على وجهه في النار!


فتيقَّظْ أيها الغافل، وحاسب نفسك، هل أنت سليم القلب؟!


وقد عرفت المقصود بالسلامة؛ فإنها السلامة المعنوية التي بها يصلح قلبك وتستقيم جوارحك على فعل الصالحات.


ولا تنس أخي المسلم أن تحرص على سؤال الله -تعالى- أن يثبت قلبك على دينه الحق؛ فإنه لا ثبات لك إن لم يثبتك الله -تعالى-.


عن شهر بن حوشب قال: قلت لأم سلمة: "يا أم المؤمنين، ما كان أكثر دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان عندك؟ قالت: كان أكثر دعائه: «يا مُقَلِّب القلوب ثبت قلبي على دينك» ، قالت: فقلت: يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك؟! قال: «يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلاَّ وقلبه بين أصبعين من أصابع الله، فمن شاء أقام، ومن شاء أزاغ!» [الراوي: شهر بن حوشب، المحدث: الألباني، صحيح الترمذي: 3522].


فاحرص أخي المسلم على المداومة على هذا الدعاء؛ فإنه خير ما تفوز به لإصلاح أمرك، فإنك إن وجدت العون من الله -تعالى- تيسَّر أمرك، واستقام لك قلبك.


واحذر المعاصي:


فإن المعاصي سم القلوب.. وداؤها الأكبر!


قال ابن القيم -رحمه الله-: "من عقوبة المعاصي أنها تعمي بصيرة القلب، وتطمس نوره، وتسد طرق العلم، وتحجب مواد الهداية!".


أخي المسلم: ما أكثر غفلة الناس واشتغالهم باللهو، حتى غزت قلوبهم أنواع من الآفات!


وقليلٌ أولئك الذين تفقَّدوا قلوبهم، فانصلحت لذلك أقوالهم وأفعالهم.


فلتسْعَ إلى تفقُّد قلبك، ودَعْ عنك الغفلة، فإنك لن تجد أنجح لك من إصلاح قلبك!


واحرص على طهارته، كحرصك على طهارة ثوبك، وانْفِ عنه الأمراض المعنوية؛ كحرصك على نفيك عنه الأمراض الحسية.


ولا تنس كما ذكَّرتُك سابقًا أنْ تكثر دعاء الله -تعالى- أن يُثبِّتَ قلبك على الهُدَى.


والحمد لله -تعالى-، والصَّلاة والسَّلام على النَّبي، وآله، وصحبه.
في حياتنا أناس كالدرر ..
يعشق القلب رؤيتهم ..
وتأنس النفس لقربهم ..
وتبتهج الروح بلقياهم ..
يا رب أشهدك أني أحبهم فيك ..
اللهم فبرحمتك اجمعنا بهم على منابر من نور ..
وأظلنا وإياهم تحت ظل عرشك يا كريم
استودعكم الله

Naro-chan
8-6-2010, 06:03 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

تقول أتفقدتُ قلبي ... فبحثتُ عنه فلم أجده ... لا أدري أين ضيعت قلبي ...

هذا هو حال الكثير من المسلمين ...

لا نملك إلا ... الدعاء و التقرب إلى الله عز و جل بالطاعات حتى نجد قلوبنا المرضي عنها ان شاء الله

و لا ننسى مقولة الصادق الكريم صلى الله عليه و سلم : " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ...


جزاك الله خيرا ... على التذكرة و جعله الله في ميزان حسناتك ...

Marshen Guy
8-6-2010, 06:05 PM
قلوبنا بين إصبعـين بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، اللهم ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم صرف قلوبنا على طاعتك

معتزة بديني
8-6-2010, 06:59 PM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
موضوع رائع ، جزاك الله خيرا
اللهم أنر قلوبنا بذكرك وحسن طاعتك
يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك ،
يامصرف القلوب صرف قلبى إلى حسن طاعتك
بارك الله فيك

( الأسيف )
9-6-2010, 04:24 PM
بوركتم اخي الكريم

عُبيدة
9-6-2010, 04:35 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

تقول أتفقدتُ قلبي ... فبحثتُ عنه فلم أجده ... لا أدري أين ضيعت قلبي ...

هذا هو حال الكثير من المسلمين ...

لا نملك إلا ... الدعاء و التقرب إلى الله عز و جل بالطاعات حتى نجد قلوبنا المرضي عنها ان شاء الله

و لا ننسى مقولة الصادق الكريم صلى الله عليه و سلم : " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ...


جزاك الله خيرا ... على التذكرة و جعله الله في ميزان حسناتك ...

بارك الله فيك جعله الله في ميزان حسناتك

جعل الله تعالى من الدعاء عبادة وقربى، وأمر عباده بالتوجه إليه لينالوا عنده منزلة رفيعة وزلفى، أمر بالدعاء وجعله وسيلة الرجاء، فجميع الخلق يفزعون في حوائجهم إليه، ويعتمدون عند الحوادث والكوارث عليه.
وحقيقة الدعاء: هو إظهار الافتقار لله تعالى، والتبرؤ من الحَوْل والقوة، واستشعار الذلة البشرية، كما أن فيه معنى الثناء على الله، واعتراف العبد بجود وكرم مولاه. يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186].
تأمل يا أخي هذه الآية تجد غاية الرقة والشفافية والإيناس، آية تسكب في قلب المؤمن النداوة والود والأنس والرضا والثقة واليقين.
ولو لم يكن في الدعاء إلا رقة القلب لكفى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنعام:43]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة".
بل هو من أكرم الأشياء على الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء".

عُبيدة
9-6-2010, 04:38 PM
قلوبنا بين إصبعـين بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، اللهم ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم صرف قلوبنا على طاعتك

بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى واسعدك دنيا واخرة
وقد ذم الله من دعا ربه الدنيا فقط، فقال تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} [البقرة:200]، وأثنى سبحانه وتعالى على الداعين بخيري الدنيا والآخرة فقال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:201].
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة مائة درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة – أراه قال: وفوقه عرشُ الرحمن – ومنه تفجَّرُ أنهار الجنة".
الدعاء باسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب:
فعن بُريدة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. فقال صلى الله عليه وسلم: "لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب".
أن يجتهد في الإتيان بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة ؛ فإنها لم تترك شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا وأتت به، وألا ييأس إن تأخرت الإجابة فإن هذا من العجلة التي نهى عنها الشرع.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستجيب دعاءهم ، والحمد لله رب العالمين.

عُبيدة
9-6-2010, 04:40 PM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته



موضوع رائع ، جزاك الله خيرا
اللهم أنر قلوبنا بذكرك وحسن طاعتك
يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك ،
يامصرف القلوب صرف قلبى إلى حسن طاعتك
بارك الله فيك



بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
اللهم انا نسألك لسانا رطبا بذكرك.. وقلبا منعما بشكرك.. وبدنا هينا لينا بطاعتك..ونسألك مع ذلك ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
اللهم انا نسألك علما نافعا.. وعملا صالحا.. وقلبا خاشعا.. وعينا دامعا
ونعوذ بك من نفس لا تشبع..ومن دعاء لا يستجاب له
ونعوذ بك من كل ذنب لا ينال عفوك.. ولا تستنزل به رحمتك
ونعوذ بك من الاغترار بحلمك.. والفتور فى عبادتك
ونعوذ بك من الكبر و الغل و الغضب و الحسد
ونعوذ بك من الشهوات الموجبات للنقص أو البعد عنك
ونعوذ بك من شر ماخلقت.. ومن ظلمه ما ابدعت ..و من كيد النفوس فيما قدرت وأردت ..ومن شر الحساد على ما أنعمت

عُبيدة
9-6-2010, 04:41 PM
بوركتم اخي الكريم

جزاك الله كل خير
اللهم يا من أعطيتنا الايمان من قبل ان نسألك.. آمن خوفنا ولا تخيب رجائنا واعطنا سؤلنا
.. و اغفر لنا.. ولا تعاقبنا بالسلب بعد العطاء.. ولا بكفران النعم وحرمان الرضا
اللهم يا باسط يا كريم.. اقسمت عليك ببسط يديك وكرم وجهك.. ان تعطينا خير ما نفذت به مشيئتك.. وتعلقت به قدرتك.. وجرى به قلمك.. واكفنا شر ما هو ضد لذلك.. واتمم علينا نعمتك
اللهم اشهدنا نعمتك.. والهمنا حمدك.. ورضنا بقضائك
واعفو عنا وعافنا.. وارضى عنا وراضنا
اللهم اهدنا واهد بنا.. وارحمنا وارحم بنا