المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " مــــن أجلـــــكــ " قصــة مــن تـأليفـــي....!



Risa-Chan
17-4-2007, 12:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ^^"


بدأت قبل أسبوعين بكتابة رواية من تأليفي وللحين ما كملتها... وبغيت أعرف رأيكم
فيها بكل صراحة وبدون مجاملات فأنا لسا مبتدئة ...


لنبـدأ الآن .... القصـــــة..


بدأت الإجازة الصيفية في مدينة طوكيو الكبيرة, بعد سنةٍ شاقة من الدراسة والعمل...
إزدحمت المدينة والشوارع بالسياح من كل مكان, والأسواق والمحلات مليئة بالناس.
كانت "ماريكو" تسير مع صديقتها "لونا" في السوق لشراء بعض الملابس الجديدة للإستمتاع
بهذه الإجازة.
"ماريكو" فتاةٌ في ربيعها السابع عشر, أكملت دراستها الثانوية وتتطلع لدخول الجامعة مع
بداية الفصل الدراسي القادم, تعيش مع والديها في فيلا ضخمة في ضواحي المدينة, شعرها يلتمع باللون الأشقر الجميل ويصل إلى كتفيها, وعيناها تتألق بلون السماء الأزرق الصافي.. فتاةٌ هادئة
وقلبها طيب وتحب الجميع.
"لونا" صديقتها المقربة وحافظة أسرارها, وهي في نفس عمرها, فتاة خجولة يستقر شعرٌ بني على رأسها وعيناها تلمعان باللون العشبي, وتسكن في منزلٍ مقابل لمنزل "ماريكو", وستدخل معها
إلى الجامعة أيضاً.
***********************************
توجهت "ماريكو" مع "لونا" إلى الحديقة وجلست على المقعد الأبيض المستطيل في وسط الحديقة
وهي تحمل 3 أكياس من الملابس في يدها, تنهدت بعمقٍ شديد وقالت في إرهاق:
ـ أنا متعبةٌ جداً.
جلست "لونا" بجانبها وأبتسمت في مرح وهي تقول:
ـ هذا لأنك رفضتي أن يأخذنا السائق... أليس كذلك؟
أجابتها بضجرٍ وإستياء:
ـ لا أحب هذا... إذا جاء السائق فسيظل يراقبنا ويوصل كل التفاصيل لوالدتي.
وأرجعت ظهرها للخلف ورفعت بصرها للسماء وتابعت:
ـ وأنتي تعلمين بأنني أرغب برؤية "ريك" بعد الإنتهاء من هذا.
ثم هبت واقفة بسرعة ورمقة "لونا" بإبتسامة مشرقة قائلة:
ـ لنكمل طريقنا.
هزت رأسها مجيبة:
ـ حسناً.
**************************************
في منزلٍ بعيد عن ضجيج المدينة, وأصوات الناس, وقف "ريك" في الشرفة المقابلة لحديقة
منزله, وأستنشق نسيم الهواء العليل.. ثم جلس على كرسي الطاولة وظهرت إبتسامة رقيقة
على شفتيه وقال بإرتياح وهو يمد يده اليمنى على الطاولة:
ـ أتمنى البقاء هنا دائماً.
وفجأة, سمع صوت أحدهم يدق الباب فطلب منه الدخول, دخلت الخادمة ووقفت بإحترام وأنحنت
أمامه قائلة بكل تهذيب:
ـ الآنسة "ماريكو"... جاءت إلى هنا لرؤيتك يا سيدي, وهي تنتظرك في غرفة الضيوف.
شعر "ريك" بسعادةٍ كبيرة ونهض بسرعة, وخرج من الغرفة راكضاً, ونزل عبر سلالم الدرج
ثم توقف حين وصل إلى باب غرفة الضيوف... ووضع يده على مقبض الباب وشعر أن نبضات
قلبه تدق بسرعة جنونية لأنه كان يركض.
"ريك" فتى طيب ومحبوبٌ بين الجميع, وهو في ربيعيه السابع عشر... شابٌ متهور قليلاً ويحب
"ماريكو" كثيراً, لكن عائلتهما غير متفقتين لهذا قطعوا كل شيءٍ بينهم.
حرك "ريك" مقبض الباب وفتحه ودخل ببطىءٍ شديد, وسقط بصره مباشرةً على "ماريكو" الجالسة
على الأريكة بإنتظاره, فوقف صامتاً من دون حراك وحدق فيها ثم إلتفتت إليه ووقفت قائلة في هدوء:
ـ مرحباً.. "ريك"!
إرتبك قليلاً ثم إبتسم قائلاً:
ـ أهلاً بك.
وتقدم بإتجاهها وطلب منها الجلوس وجلس بجانبها, ثم صمت لبرهة وبعدها قال في لهفة:
ـ "ماريكو"......؟
أجابته بإستغراب من ردة فعله المفاجئة:
ـ نعم.
وأمسك بكفها الأيمن وقال لها وهو يحدق في عينيها:
ـ هل تودين الخروج معي اليوم؟
إبتسمت في خجل وأخفضت رأسها قائلة بصوتٍ باهت:
ـ لا بأس... سأخرج معك.
وتحدثت قائلة في اعماقها:
ـ من الجيد أنني لم أسمح لـ "لونا" بالقدوم معي إلى هنا, كم أنا محظوظة.
*******************************


راح أكمل إذا شفت ردود مشجعة


ملاحظة: القصة قيد الكتابة , عشان كذا لسا ما أخترت لها إسم , وإذا أعجبتكم
راح أخليكم تختاروا الإسم المناسب لها.:yes2:

وحي القلم
17-4-2007, 01:42 PM
السلام عليكم

أختي عاشقة كيرا ...تحية طيبة ..وبعد

كتابة رائعة ...وأسلوب واثق في سرد القصة..
أتمنى أن يكون القادم أفضل..بإذن الله..

تعليق بسيط على التوقيع...اسمك هو : عاشقة كيرا بينما L العدو اللدود لكيرا يظهر في التوقيع؟؟!!

Risa-Chan
17-4-2007, 01:42 PM
خرج كُلاً من "ريك" و"ماريكو" من المنزل, وركبا سيارةً سوداء, وبدؤوا بالتنزه في أرجاء المدينة
ذهبوا لتناول طعام الغداء سويةً في أحد المطاعم الفخمة, ثم توجهوا نحو متحفٍ جميل وألتقطوا الصور
الجميلة.. وأستمتعوا كثيراً بتلك اللحظات التي تمنوا ألا تنتهي مطلقاً.
وفي المساء, جلسا على شاطىء البحر ليراقبا غروب الشمس الجميل, وبدأ لون السماء يميل
إلى اللون الأحمر الممزوج باللون البرتقالي.
وهمست "ماريكو" بصوتٍ بريء وناعم وهي تشاهد غروب الشمس:
ـ "ريك" أشكرك على اليوم, لقد إستمتعت كثيراً.
تغطت السماء بالقليل من السحب فرفع "ريك" رأسه وقال بهدوء:
ـ سأفعل أي شيءٍ من أجلك يا "ماريكو".
إحمر وجهها خجلاً من كلماته العذبة وأبعدت نظرها عنه وقالت:
ـ شكراً لك.
غمرت السعادة قلب "ماريكو" في تلك اللحظة وشعرت بأنها أسعد إنسانةٍ على وجه الأرض..
ولا تعلم ما الذي يخبأه لها الزمن.....!
***************************************
هبط الليل, وأشتعلت الأنوار في شوارع طوكيو, وبدأ الهدوء يعم أرجاء المدينة تدريجياً...
وعاد الناس لمنازلهم.
فتحت "ماريكو" باب المنزل للدخول, وقابلت الخادمة في وجهها, فتغيرت ملامحها بسرعة..
وأحتارت حتى سمعت الخادمة تقول لها في توتر:
ـ والداك ينتظرانك في غرفة المعيشة يا آنسة "ماريكو".
إزدادت حيرتها وهي تقول بإندهاش:
ـ والداي؟..
أعطت الأغراض التي كانت تحملها للخادمة, وتوجهت ببطىء نحو الغرفة وهي تتسائل في أعماقها
عن السبب الذي جعل والديها يرجعان إلى البيت باكراً.. فلقد إعتادت على الوحدة في البيت لأن
والديها يعملان في شركةٍ ضخمة ولا يرجعان إلا في منتصف الليل.
دقت باب الغرفة وسمعت والدها يطلب منها الدخول, ففتحت الباب ودخلت ورأت والديها جالسين
بإنتظارها, فجلست على الأريكة المقابلة لهما في تلك الغرفة المليئة بالأضواء الذهبية والمليئة
بالأزهار في كل ركن.. ثم رمقة والديها في حيرة وسألت:
ـ ما الأمر؟ ما سبب هذا الإجتماع المفاجىء؟
إرتبك والدها وهو ينظر إلى عينيها الجادة, فأدار عنقه لينظر إلى زوجته التي تجلس بجواره,
فهزت رأسها له إيجاباً وهي مبتسمة وتقول لـ "ماريكو":
ـ سنخبرك بأمرٍ في غاية الأهمية, يتعلق بوالدك.
ثم صمتت قليلاً, وأخفضت رأسها وتابعت:
ـ الشركة التي نعمل فيها نقلت والدك للعمل في بريطانيا, وحين عرفنا بهذا الأمر فكرنا
ملياً ولم نجد سوى حلٍ واحد.
أخفضت "ماريكو" حاجبيها وسألت:
ـ وما هو هذا الحل؟
أجابتها والدتها في سرعة ومن دون تردد:
ـ سننتقل جميعاً إلى بريطانيا.
هذه الكلمة جعلت كل شيء يظلم في عيني "ماريكو", وظهرت آثار هذه الصدمة المفاجآة على ملامح وجهها, فهبت واقفةً بسرعة وقالت في إرتباكٍ شديد:
ـ لماذا؟... لماذا علينا الإنتقال أيضاً؟
أجابها والدها بإحباطٍ شديد:
ـ لم نجد خياراً آخر, ولا يمكنني ترككم هنا.
ضربت "ماريكو" بيدها على حافة الأريكة, وقالت بإستياءٍ وضيق:
ـ لا يمكنني تصديق هذا.
وأذرفت الدموع من عينيها, وأحمر خذها.. ثم دارت أشياء كثيرة في عقلها وأسئلة محيرة
لم تجد لها أية إجابة.. وبقيت تردد في اعماقها بحسرةٍ وألم
ما الذي سأفعله؟؟؟
كيف يمكنني أن أعيش بعيداً عن أصدقائي؟؟؟؟
هذا ظلــم!!!


صعدت "ماريكو" عبر الدرج إلى غرفتها وهي تركض, والدموع تتطاير من عينيها, ودخلت إلى الغرفة وأغلقت الباب بقوة
وأبقيت يدها على المقض وجلست على ركبتيها في الأرض, وقالت في ألم:
ـ لا أصدق هذا.
وأرتسمت صورة "لونا" و "ريك" في مخيلتها, ثم حركت رأسها نفياً, ووضعت يديها على رأسها, وفكرت بالأمر طوال الليل,
لكنها لم تجد سوى حلاً واحداً وهو أن تسافر مع والديها, فمن الصعب أن تبقى في طوكيو لوحدها, تسارعت دقات قلبها
وهي تحاول إتخاذ هذا القرار..
لكن بقي في ذهنها مشكلةٌ واحدة, وهي..
كيف ستخبرهم بهذا الأمر؟
كيف ستكون ردة فعلهم؟
فهي سوف ترحل بعد إسبوعٍ من الآن
*****************************
في صباح اليوم التالي, إرتدت "ماريكو" ثوباً سماوي اللون, قصير يصل إلى ركبتيها, وأرتدت معطفها, وخرجت من المنزل,
بدت شاردة الذهن وهي تسير بين الناس ولا تنظر حولها, وظهرت آثار الإرهاق على وجهها لأن لم تنم طوال الليل..
ثم رفعت رأسها ناظرةً إلى الناس والمحلات والشوارع, وتسائلت في أعماقها:
ـ عندما أرحل... هل سأتمكن من العودة إلى هنا يا ترى؟
ثم سمعت صوتاً من الخلف يناديها:
ـ "ماريكو"...؟
فألتفتت إلى مصدر الصوت, وظهرت إبتسامةٌ باهتة على شفتيها, وهي تقول:
ـ "لونا".
وتقدمت منها قليلاً, سألتها "لونا" في حيرة بعد ما لا حظت الشحوب في وجهها:
ـ ما الأمر؟ ... لا تبدين بخير.

H_Assassin19
17-4-2007, 05:48 PM
السلام عليكم

اسلوبك رااااااااااااااااااااااائع جدا اختي
وبصراحة انا اندمجت مع القصة http://www.msoms-anime.net/forum/images/icons/icon10.gif
واتمنى انك تكملينها في اقرب وقت

ويعطيج العافية :)

Qatari_Vip
17-4-2007, 05:55 PM
(ما شاء الله عليكــ )
اختي قصتكـ واجد حلوه وانت كاتبه مبدعه وعندكـ اسلوب رائع
وانا اندمجت مع القصه واتمنى انك تكملينها بأسرع وقت ممكن
:smug2:

Risa-Chan
17-4-2007, 06:23 PM
حدقت "لونا" بعينيها الحزينتين, لكنها بقيت صامته, أبعدت "ماريكو" بصرها عن "لونا", وفجأةً رن هاتف "لونا" المحمول
فأخرجته بسرعة من الحقيبة, وضغطت زر الرد ووجهت سماعة الهاتف إلى أذنها اليمنى قائلة:
ـ مرحباً.. "لونا" تتكلم.
رد عليها المتصل بصوتٍ عالي يملئه المرح:
ـ هيه "لونا", هذا أنا "كاميو"... إسمعي أريد منك الذهاب معي إلى السوق, هل يمكنك ذلك؟
تنهدت "لونا" وهي تجيبه في ضجر:
ـ يالك من فتى, حسناً سأذهب... إلى اللقاء.
وأغلقت هاتفها, ثم رمقة "ماريكو" بإبتسامة رقيقة وقالت في إحراج:
ـ آسفة, لكن أخي "كاميو" يريدني أن أذهب معه للتسوق.. لذا علي الذهاب حالاً.
ظهر الشحوب على وجه "ماريكو" وقالت بصوت باهت:
ـ لا بأس.
لاحظت "لونا" ملامح صديقتها المختلفة والشاحبة, وشعرت بأن هناك شيئاً ما يزعجها, فوضعت كفها على كتف "ماريكو"
وقالت في إستياء:
ـ أنت لست طبيعية اليوم, هذا الوجه ليس وجه "ماريكو" التي أعرفها.
وأبعدت يدها وتابعت بعدما أزالت الإبتسامة عن وجهها:
ـ إذن.. أراك لاحقاً.
رفعت "ماريكو" عينيها إلى "لونا" التي بدأت بالإبتعاد عنها تدريجياً.. وتسمرت في مكانها وكانت تردد في أعماقها
عبارة واحدة (أود أن أخبرها... يجب أن أفعل هذا الآن)
فعقدت حاجبيها, ورفعت رأسها في ثقة وقالت بكل صوتها:
ـ "لوناااا" ..!
تلفت إليها الجميع, وتوقفت "لونا" وأدارت جسدها ووجهت نظرها إلى "ماريكو" في حيرة... وعادت إليها
وسألتها في إستغراب:
ـ ما الأمر؟
أجابتها بثقةٍ كبيرة ومن دون خوف أو تردد:
ـ هناك شيءٌ أود إخبارك به.
إندهشت "لونا" من تصرفاتها وردات فعلها الغريبة.. ثم عادت تسألها في حيرة :
ـ وما هو هذا الشيء؟
بدأت "ماريكو" تحكي لها عن الحوار الذي دار بينها وبين والديها في الليلة الماضية, وبدأت علامات التفاجىء تظهر على وجه "لونا" وهي تستمع إليها, ولم تستطع تخيل الأمر.. ولم تجد كلماتٍ مناسبة لتقولها لـ "ماريكو".. فأكتفت بخفض رأسها
وقالت في إكتئاب وضيق مما سمعته:
ـ لا أعرف ماذا أقول لك؟... لكنك ستنتقلين في نهاية الأمر.
مسحت "ماريكو" الدموع التي ملئت عينيها, وحاولت أن تستجمع قوتها.. ثم بدت وكأنها مرتاحةٌ نفسياً لأنها أخبرت أعز صديقاتها بهذا الأمر.
وبقي أمامها الجزء الأصعب, وهو كيفية إخبار "ريك".
في بادىء الأمر كانت تشعر بالخوف والتردد, لكن الآن ستحاول التماسك وأن ترضى بالأمر الواقع.

*********************************

ركبت "ماريكو" في سيارة أجرة... وأنطلقت للذهاب إلى منزل "ريك".
وحين وصلت نزلت من السيارة, وتوجهت نحو بوابة المنزل, وبقيت تحدق بزر الجرس, ثم رفعت يدها وضغطت عليه ودقات قلبها تتسارع في
كل دقيقة.... فتحت الخادمة الباب بهدوء ورمقة "ماريكو" بنظراتٍ قاسية لم تجد لها سبباً..
ثم سألتها عن "ريك" فأجابتها الخادمة بصوتها الجاف:
ـ لقد ذهب السيد "ريك" إلى شركة والده قبل لحظات.
ثم أغلقت الباب من دون أن تسمح لـ "ماريكو" بالتكلم,, فأحتارت قائلة:
ـ ما بال هذه المرأة؟
إبتعدت "ماريكو" عن المنزل بعدما خاب أملها.. وسارت وهي لا تعلم إلى أين تذهب...
.............................................

في تلك الأثناء كانت "لونا" مع شقيقها "كاميو" في السوق...
"كاميو" شابٌ في الخامسة عشر من العمر, فتى طموح يحب القراءة كثيرة ويكره أن يزعجه أحد, وهو لا يحب الفتيات
لهذا لا يخرج إلا مع أخته "لونا", ولم يسبق له أن تعرف على فتاة.
من عادت "كاميو" ان يتأخر وهو يختار شيئاً يشتريه, ثم وقف في ركن الكتب وبدأ بالقراءة ونسي كل شيءٍ حوله بسرعة..
شعرت "لونا" بالملل وهي تقف معه, فأخذت كتاباً من الرف وقلبته قليلاً ووقع بصرها على تاريخ 11 من شهر مايو ثم فكرت وهي تقول:
ـ الحادي عشر من شهر مايو.
وبدت كالذي تذكر شيئاً مهماً, وظهرت ضحكةٌ جميلة على شفتيها وقالت لـ "كاميو" وهي في غاية السعادة:
ـ يجب علي الذهاب لأمرٍ مهم.
حرك "كاميو" يده من دون النظر إليها وقال وهو منسجم في القراءة:
ـ إذهبي.



معليش التكملة قصيرة ... لأني مشغولة بأكمل لاحقاً
وأشكركم جميعاً على ردودكم المشجعة .... ^^"

توقيعي .. أنا حطيته لأني كرهت كيرا بعد موت L
ومشكور على ردك :yes2:

keko
17-4-2007, 06:44 PM
انا ابي منك شيء واحد...

اسمك...اريد كيرا انا وبــــــــــــــــــــــــس....خخخخخخخخخخ

يعطيج العافيه اختي...قصة روعة..ننطر التكمله خيتو ^^....

Risa-Chan
17-4-2007, 10:56 PM
انا ابي منك شيء واحد...

اسمك...اريد كيرا انا وبــــــــــــــــــــــــس....خخخخخخخخخخ

يعطيج العافيه اختي...قصة روعة..ننطر التكمله خيتو ^^....

الله يعافيك .... ومشكورة على ردك

Risa-Chan
17-4-2007, 11:29 PM
ثم غادرت المحل بسرعة, ووقفت عند الباب, وأخرجت هاتفها المحمول من حقيبتها, وأشارت على إسم "ريك" وضغطت زر الإتصال
ووضعت السماعة على أذنها, وحين رد عليها قالت له في لهفة:
ـ مرحباً "ريك"... أين أنت الآن؟
أجابها وهو يقود السيارة ويمسك الهاتف بيده اليمنى وينظر للطريق:
ـ أنا في طريقي للعودة للمنزل... ماذا هناك؟
سألته في ترجي:
ـ هل يمكنك أن تأتي إلى منزلي الآن؟... هناك أمرٌ مهم أود التحدث به معك.
سكت قليلاً وسمع ضجيج السيارات عندها فأجاب:
ـ حسناً... لا بأس.
ركبت "لونا" في سيارتها, و أشغلت المحرك ثم انطلقت بكل سرعتها نحو المنزل, وحين وصلت أوقفت السيارة عند الباب ونزلت بعد أن أطفئت السيارة
وصعدت إلى غرفتها, فرن هاتفها المحمول وكان المتصل "ريك" فأخبرته بأنها تنتظره في غرفتها ...
صعد "ريك" عبر الدرج, وهو يفكر ويتسائل عن سبب إصرار "لونا" على قدومه إلى هنا, ثم وقف أمام غرفتها ودق الباب ودخل...
واحتار أكثر حين وقع بصره على وجه "لونا" المبتسم فتساءل في حيرة:
ـ ماذا هناك؟؟ ما سبب إتصالك بي؟؟
أمسكت بمعصمه وسحبته وأجلسته على الأريكة, فأندهش من تصرفاتها وردة فعلها المفاجئة, فقالت في سعادة:
ـ أتعلم ما هو الغد؟
رفع حاجبيه في إندهاش وقال في إستغراب:
ـ إنه الحادي عشر من مايو.. ماذا هناك؟
فتحت "لونا" النوافد وهب نسيمٌ عليل, حرك شعرها البني الجميل, وقالت وهي تحدق للسماء الصافية:
ـ قبل أن أخبرك... هناك آمران أود أن أطلعك عليها, أحدهما سيء والآخر جيد.. فأيهما تريد؟
إلتفت "ريك" إليها, وعقد ساعديه أمام صدره, وقال:
ـ سأختار الخبر الجيد بالطبع.
أدارت جسدها إليه, وقالت وهي تتقدم بإتجاهه:
ـ غداً... عيد ميلاد "ماريكو".
لم يستطع "ريك" تمالك نفسه, فهب واقفاً بسرعة وهو يقول بإبتسامة ملئت وجهه:
ـ حقاً؟... إنه خبرٌ رائع.
ثم تغيرت ملامح وجه "لونا" إلى الإكتئاب وقالت في حزن:
ـ الخبر السيء هو......
أشاحت بوجهها عنه وتابعت قائلة في إستياء:
ـ ستسافر "ماريكو" إلى بريطانيا بعد أسبوعين, وقد لا تتمكن من العودة إلى هنا.
إختفت الإبتسامة من وجه "ريك" وهو يسمع هذا الخبر, ثم سأل في حيرة:
ـ ما السبب؟
جلست "لونا" على سريرها, وأخبرته بكل التفاصيل كما سمعتها من "ماريكو".. وبقي "ريك" صامتاً وواقف في مكانه من دون
حراك, ولا يصدق ما تسمعه أذناه.. فعقد حاجبيه وأستاء جداً, ثم قال بعدما أكملت "لونا" حديثها:
ـ هل يعني هذا بأنه لا يوجد أملٌ في بقائها هنا؟
هزت "لونا" رأسها نفياً وأخفضته قائلة:
ـ مع الأسف .... لا يوجد.
ثم إقتربت منه وتابعت كلامها بنبرةٍ هادئة:
ـ لقد فكرت في إقامة حفلةٍ صغيرة لها, بمناسبة عيد ميلادها الثامن عشر.. لكي تنسى الحزن قليلاً.
قال لها "ريك" وهو شارد الذهن ومتضايق:
ـ لا أعرف ماذا أقول؟.. لكن..
ووضع عينه في عيني"لونا" وتابع:
ـ سيكون من الجيد إسعادها في مثل هذه اللحظات.
إبتسمت "لونا" إبتسامة باهته وهي تقول:
ـ هذا صحيح.
ثم أصبح الجو ساكناً... ولم ينطق أي منهما بكلمة, وفكر "ريك" في هذا الموضوع, وعن كيفية إقامة هذه الحفلة
فألتفت إلى "لونا" بسرعة قائلاً بلهفة:
ـ ما رأيك ان نقيم الحفلة هنا؟
تفاجأت "لونا" لأنها كانت شاردة فقالت في إرتباك شديد:
ـ ماذا؟.. هنا؟
هز رأسه مجيباً:
ـ نعم.. سنجعلها مفاجأةً لها, وسندعوا الجميع.
ظهرت الضحكة على وجه "لونا" وفرحت بفكرة "ريك" كثيراً, ووافقت عليها....
***************************
فتحت "ماريكو" جزءً من باب غرفة نوم والديها, ورأتهما يستعدان للسفر.. فأغلقت الباب بهدوء, وأغمضت عينيها
وقالت في أعماقها بحسرة:
ـ تباً... لا أريد الرحيل من هنا.
ثم توجهت إلى غرفتها, ووقفت في الشرفة, وراقبت العصافير التي كانت تقف على حافة الشرفة, فمدت يدها لهم فطاروا جميعاً
وهب هواء عليل عليها ونظرت إلى السماء الزرقاء الصافية وقالت في شرود وحزن:
ـ يبدو بأنني لن أحتفل بعيد ميلادي في هذه السنة.

التكملة بكرة ..... جانا **^^"

meaad
17-4-2007, 11:48 PM
السلام عليكم قصه جميله جدا واستخدامك للكلمات رائعه وباسلوب اروع ننتظر التكمله :)

Risa-Chan
17-4-2007, 11:52 PM
السلام عليكم قصه جميله جدا واستخدامك للكلمات رائعه وباسلوب اروع ننتظر التكمله :)

وعليكم السلام..........
مشكورة على مديحك وردك والتكملة بكرة بإذن الله :wink2:

Angle
18-4-2007, 07:10 PM
حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا م وين التكملة
صراحة كنت مندمجة *_*

ما شاء الله كتابتج روووووووووووووووووووعة


اتمنالج التوفيق و ااتريا الباقي ^-^

Risa-Chan
18-4-2007, 07:30 PM
حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام وين التكملة
صراحة كنت مندمجة *_*

ما شاء الله كتابتج روووووووووووووووووووعة


اتمنالج التوفيق و ااتريا الباقي ^-^

هلا أختي

التكملة بتكون هنا عقب نص ساعة :wink2:

Risa-Chan
18-4-2007, 08:00 PM
كما وعدتكم هاذي هي التكملة



ثم فتحت خزانة ملابسها, وأخرجت حقيبةً كبيرة ووضعتها على الأرض, لكي تجهز أشياءها فيها.. ووضعت يدها على ثوبٍ
بنفسجي اللون ولامعٌ قصير, وأحضنته بقوة, كان هذا الثوب هو الذي أرتدته في عيد ميلادها السابع عشر...
فوضعته في الحقيبة, ثم سمعت رنين هاتفها الموجود على مكتبها.. فتوجهت نحوه ورأت إسم "لونا" وأجابت قائلة:
ـ مرحباً "لونا".
ردت عليها "لونا" في مرح:
ـ أهلاً "ماريكو".... أريد منك المجيء إلى منزلي غداً.
سألتها بجفاء:
ـ وما المناسبة؟
أخفضت "لونا" حاجبيها وقالت في إستياء:
ـ هل يجب أن تكون هناك مناسبة.. على أية حال فكرت في دعوة الجميع لنستمتع قليلاً, ما رأيك بهذا؟
هزت "ماريكو" رأسها ببطىء وهي تجيب:
ـ حسناً.
وأغلقت الهاتف وبقيت تحدق فيه, ثم ضغطت عليه بقبضتها, ووضعت رأسها على الوسادة ووجهها شاحبٌ وحزين
ولم تستطع منع دموعها أبداً عن الإنهمار من عينيها حتى أحمر خدها.


*********************************
بدأت "لونا" بالتجهيز للحفلة بمساعدة الخدم في منزلها.... وعلقت الزينة في سقف الغرفة وقام الخدم بترتيب الطاولات
في أرجاء الغرفة, وقاموا بوضع الزهور على كل طاولة, كانت "لونا" توجه الأوامر والإرشادات لهم وتحدد مكان كل
شيء بنفسها لأنها أرادت أن تكون هذه الحفلة أروع حفلةٍ في الوجود.
وفي تلك الأثناء ذهب "ريك" إلى محل الهدايا ليشتري هديةً لـ "ماريكو" بمناسبة عيد ميلادها ولم يستطع منع نفسه
من التفكير في الخبر الذي سمعه من "لونا" ويشعر بالإكتئاب الشديد كلما تذكر ذلك.
وضع أحدهم كفه على كتف "ريك" وهو شارد فألتفت بسرعة إلى الخلف ورفع حاجبيه وقال في إندهاش:
ـ آنسة "سارا"!
"سارا" شخصيةٌ جديدة في القصة, وهي فتاةٌ عنيدةٌ جداً ومغرورة, ذو شعر أحمر طويل, وعيناها تتألق باللون البني الغامق
وتطارد "ريك" كثيراً لأنها تحبه.. لكنه لا يباذلها هذا الشعور.
إبتسمت "سارا" وقالت بنبرةٍ هادئة:
ـ نادني "سارا" فقط يا "ريك".
حاول "ريك" الإبتسام بالرغم من شحوب وجهه وقال:
ـ كما تشائين.... ما الذي تريدينه الآن؟
وقفت أمام رف الألعاب وأخذت دباً أبيض جميل, ودلكته وهي تقول:
ـ لقد أتيت لشراء هدية لـ "ماريكو" بمناسبة عيد ميلادها.
تفاجىء "ريك" بمعرفتها للأمر ففضل أن يسأل بنفسه:
ـ وكيف عرفتي هذا؟
أجابته وهي ترمقه بعيناها اللامعتين:
ـ لقد دعتني "لونا" لحضور الحفلة غداً.
أخفض رأسه وقال:
ـ آه .. فهمت.
سألته "سارا" في لهفةٍ وسرعة:
ـ هل أنت هنا لشراء هديةٍ لها أيضاً؟
هز رأسه مجيباً:
ـ نعم.
فأمسكت بيده وأحضنتها بين ذراعيها وقالت:
ـ إذن لنبحث عن هديةٍ مناسبة لها.
ثم سارت به في المحل, شعر "ريك" بالضيق منها حتى أنه لم يستطع شراء هديةٍ لها من هذا المحل, فذهب برفقة
"سارا" إلى محل بيع المجوهرات.
وبالصدفة رأته "ماريكو" وهو يسير مع "سارا" ويبتسم في وجهها ويمسك بيدها, فتسمرت في مكانها ولم تصدق ما رأته
عيناها ... فنبض قلبها بسرعة جنونية وركضت عائدة إلى المنزل.
****************************
عادت "مار يكو" للمنزل راكضة بكل سرعتها, والدموع تتطاير من عينيها, هي حزينة .. وأزداد حزنها بعدما رأت
"ريك" مع "سارا" ولم تعلم أنه قلقٌ عليها كثيراً ولا يستطيع منع نفسه من التفكير بها .. لكنها لم تدرك هذا حتى الآن..
دخلت "مار يكو" إلى غرفتها وجلست على الأرض وقالت في حسرةٍ وألم:
ـ لمـاذا؟ ... لماذا؟....
وغطت على عينها بكفها الأيمن ولم تستطع منع دموعها من السيلان على خذها ... فاستمرت بالبكاء ...


***************************


في مساء ذلك اليوم ... عاد "ريك" للمنزل وهو يحمل كيس زهري جميل الشكل ومزخرفٌ بالورود الحمراء ونظر إليه
وظهرت ابتسامة على شفتيه وهو يقول:
ـ سوف تكون "مار يكو" سعيدةً جداً بهذه الهدية.
ثم أخرج هاتفه المحمول من جيب بنطا له الأيمن ليتصل على "مار يكو" ...



رن هاتف "مار يكو" المحمول وأخرجته من الحقيبة وحين رأت أن المتصل هو "ريك" رمته بعيداً وجلست على مكتبها
لتقرأ كتاباً ولم تبالي برنين الهاتف المستمر..
أبعد "ريك" سماعة الهاتف عن أذنيه وقال في استغراب:



ـ هذا غريب ... إنها لا تجيب ! ربما تكون نائمة.
ونظر إلى الساعة وكانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساءً فهز كتفيه وقال في حيرة:
ـ ربمـا...!
وأعاد الهاتف إلى جيبه وصعد إلى غرفته, وحين دخل وضع الهدية على مكتبه وجلس على الكرسي ووضع رأسه
على المكتب وقال:
ـ "مار يكو".... عزيزتي.
وضرب بيده على المكتب وهب بسرعة وقال:
ـ لن أرتاح حتى أراها اليوم.. وأفهم الموضوع منها.
ثم أسرع بالخروج من المنزل وركب سيارته وقادها بسرعةجنونية ومن حسن حظه أن الشوارع لم تكن مزدحمة بالناس
في ذلك الوقت .. وكان يردد في أعماقه
لمـاذا ستغادر؟؟
ألن نستطيع الدخول إلى الجامعة سويةً؟؟
هذا مستحيل!!!!
وأخيراً, وصل إلى منزلها ونزل من السيارة بهدوء ونظر لنافدة غرفتها في الأعلى ثم أخفض رأسه وتقدم
حتى وصل إلى باب المنزل ودق الجرس ونبضات قلبه تتسارع في كل ثانية, ففتحت الخادمة الباب له ووقفت باحترام
وانحنت أمامه وقالت:
ـ نعم سيدي؟
سألها في سرعة:
ـ هل "مار يكو" هنا؟
هزت رأسها مجيبة:
ـ أجل.. إنها في غرفتها.
فأسرع إليها وركض على الدرج وأتجه نحو غرفتها ودق الباب فأجابه صوتها الرقيق قائلاً:
ـ تفضل بالدخول.
ففتح الباب بهدوء وحين دخل رآها تجلس على المكتب ... فالتفتتبابتسامة وتغيرت ملامح وجهها بسرعة حين
رأته ونهضت بسرعة وقالت في ذهول:
ـ "ريك"؟؟؟
تقدم نحوها وهو يقول بصوتٍ حزين:
ـ ما الأمر؟ لماذا تفاجئتي هكذا عندما رأيتني؟
قالت في ارتباك:



ـ لا ... لأنني...
وأبعدت عينيها عن عينيه وأمتلئت بالدموع فاستدارت للخلف وحاولت منع دموعها من النزول .. فوضع يده على كتفها
ووقف أمامها ووضعها رأسها على صدره بكل حنان وقال لها بحنان:
ـ أنا أعرف كل شيء.
رفعت رأسها ونظرت إليه في ذهول وقالت وهي تنظر لبريق عينيه المملوء بالحزن:
ـ كيف عرفت؟
أجلسها على السرير وجلس بجانبها ووضع كفه على كفها وقال وهو يبتسم:
ـ لقد أخبرتني "لونا" بالأمر.. وأردت التأكد بنفسي منك أنتِ , هل هذا صحيح؟
هزت رأسها إيجاباً بهدوء وقالت:
ـ هذا صحيح.. لقد انتقل عمل والدي إلى بريطانيا ورفض أن يتركنا هنا لوحدنا لأنه لا يعلم إلى متى سيبقى هناك
لهذا قرر أن يأخذنا معه .. وسأكمل دراستي هناك.
سألها بوجهٍ شاحب:
ـ ألا توجد طريقةً تجعلك تبقين هنا؟
بدأت بالبكاء وهي ترد عليها:
ـ لو كانت هناك طريقة لما رأيتني في هذه الحال...
ورمقته بوجهها الباكي والذي يملئه الألم وتابعت :
ـ "ريك"... أنا لم أتخيل يوماً بأنني سأكون بعيدةً عنك وعن بقية أصدقائي.. لا يمكنني تخيل الأمر.
واستمرت بالبكاء ... بقي "ريك" صامتاً ولا يعرف ماذا يقول لها... إنها المرة الأولى التي يرى فيها "مار يكو" بهذه الحالة السيئة ... إنهما صديقان منذ الطفولة ويعرفان بعضهما جيداً , وقد تعاهدا على البقاء معاً طوال العمر لكن القدر غير كل شيء.
والآن, "مار يكو" ستغادر إلى بريطانيا مع والديها وهي لا تعلم ...
ما الذي سيحدث لها هناك؟
وكيف ستكون حياتها؟
اكتفى "ريك" باحتضانها وهي تبكي لكي يخفف عنها قليلاً ... لكن هذا زاد من حزنها أكثر ...
لكنه بقي معها طوال الليل حتى توقفت وهدأت قليلاً ..
نهض "ريك" من على السرير ونهضت معه .. ثم تنهد بعمق وقال بارتياح:



ـ حسناً... لا داعي لأن تبكي بعد الآن..
ثم تابع وهو يبتسم في وجهها:
ـ أريد منك وعداً...
سألته في حيرة:
ـ ما هو؟
أجابها بكل رقة:
ـ عديني بأنك لن تبكي بعد الآن ... مهما سآت الأمور كوني قوية ولا تجعلي الحزن يتغلب عليك
مهما حصل.
ابتسمت "مار يكو" ابتسامة باهتة وقالت:
ـ أعدك .. أعدك يا "ريك".
في تلك اللحظة شعرت "مار يكو" بالقوة, وكأن "ريك" زرع في قلبها الأمل والشجاعة وتحمل كل المواقف الصعبة التي ستواجهها في حياتها ... سواءً كانت هنا أو في بريطانيا...


********************************

Risa-Chan
18-4-2007, 09:09 PM
شكــــــــــرا
بصراحة قصتك تهبل بس عايزة أنبهك على حاجة واسفة لوهتزعلك عندك أخطاء في اللغة العربية وهي:أن تكون هاذي الحفلة !!هذه الجملة هاذي كلمة عامية والأفضل أن تكتبي هذه!!
وعندك كمان جملة على خذها تكتب أيضا على خدها من غير حرف الذال !!!
وأتمنى ماتكوني إضايقتي دي نصيحه بسيطة عشان تكون قصتك عربية فصحه وخاليه من العيوب والأخطاء الإملائية.!!!!
ســـــــــــلام ...عشوقة!!!

عفـــــــــــواً

عادي والله.... هذا شرف لي وتصدقين ما أنتبهت لأني كنت مستعجلة وايد
إن شاء الله أنتبه في المرة الجاية

وأشكرك على التنبيه

MoOn WolF
19-4-2007, 06:18 AM
رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووعه

ماشاء الله عليج أختي .... :)

القصه جميله جدا جدا .... يعطيج الف عافيه وما قصرتي ...

مجنونه بوارو
19-4-2007, 07:36 AM
اووووووووووووووووه تحمست والله ما عندي سالفه تكفين كمليها بأسع ما يمكن........تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتكك ككككككككككككككككككككفففففففففففففييييييييييييييييي ييين
ومشاء الله عليك اسلوبك ائع وطرحك للكلام اروع واتمنى لك المزيد من التقدم

Risa-Chan
19-4-2007, 05:13 PM
أشرقت شمس صباحٍ جديد ... صباح الحادي عشر من مايو, اليوم الذي يوافق عيد ميلاد "مار يكو" التي لا تعلم
أن "لونا" و "ريك" قاموا بتحضير مفاجأةٍ كبيرة لها بهذه المناسبة.
ملئت السعادة قلب "مار يكو" لأنها بقيت مع "ريك" ليلة أمس وأخرجت كل ما في قلبها من الأحزان وقطعت وعداً له ولنفسها بأن لا تبكي بعد اليوم وتكون قوية مهما سآت الأمور عليها ...
ارتدت "مار يكو" ثوباً زهرياً لامع, قصير يصل إلى ركبتيها, ورفعت شعرها بربطة شعر بنفس لون الثوب .. وحملت حقيبتها
وخرجت من المنزل وهي في غاية السعادة وتوجهت مباشرةً إلى منزل "لونا" حسب ما طلبت منها ..
ولأنها لا تستطيعالانتظار ذهبت إليها في الساعة 12 ظهراً لرؤيتها وشعرت بأنها مشتاقةٌ إلى صديقتها كثيراً.
حين وصلت دقت الجرس وفتحت لها الخادمة وأخذتها حتى غرفة "لونا" وحين دخلت تفاجأت أنه لا يوجد أحدٌ في الغرفة
فامتلكتها الحيرة وسألت الخادمة عنها فأخبرتها أن تبقى في الغرفة إلى أن تأتي "لونا"...
جلست "مار يكو" بانتظار "لونا" لمدة خمس دقائق .. وفجأة سمعت صوت أحدهم يفتح الباب فوقفت وابتسمت
وهي تقول:
ـ "لونا"...!
اتجهت "لونا" نحوها والسعادة ظاهرةٌ على وجهها وقالت:
ـ لقد أتيتِ باكراً... تبدين سعيدةً جداً اليوم.
ضحكت "مار يكو" وهي تقول:
ـ لا أعلم لماذا؟.... لكني أشعر برغبةٍ في الضحك والاستمتاع معكم اليوم.
قالت "لونا" لنفسها :
ـ هذا جيد .... إنه اليوم المناسب جداً لهذه الابتسامة, ستكون الحفلةُ رائعة جداً.
فتحت "لونا" دولاب ملابسها وأخرجت ثوباً جميلاً ووضعته على السرير بجانب "مار يكو" وقالت:
ـ أريدك إن ترتدي هذا الثوب في حفلة اليوم.
قالت في حيرة وتساءل:


ـ حفلة؟
ارتبكت "لونا" كثيراً وقالت:
ـ أقصد .. أقصد حين يأتي الجميع, هذا الثوب اشتريته هدية لك.. لكي تتذكريني عندما تسافرين إلى بريطانيا.
حملت "مار يكو" الثوب بيدها وحدقت فيه وقالت بسعادة:



ـ شكراً لك.
جلست "لونا" بجوارها وقالت بمرح:
ـ حسناً... سأذهب إلى غرفة الضيوف لأكمل بقية التجهيزات, يمكنك البقاء هنا؟
هزت رأسها إيجاباً بابتسامة صافية:
ـ بالطبع, خذي وقتك.
وخرجت "لونا" من الغرفة, نهضت "مار يكو" من على السرير وحملت الثوب بين ذراعيها, وقامت بتغيير ملابسها وارتدت ذلك الثوب الأحمر المزخرف باللون الزهري, ووقفت أمام المرآة وقالت في ذهول:
ـ ياللروعة.
وفتحت شعرها الأشقر الجميل ووضعت المساحيق في وجهها وهي تضحك واستمتعت كثيراً .. وفكرت بأن تفاجأ الجميع حينما يأتون إلى هنا.
********************************


في مساء ذلك اليوم, وقفت "مار يكو" أمام نافدة الغرفة تنتظر قدوم "لونا", وشعرت بالملل لبقائها لوحدها في الغرفة.
وفجأةً, دخلت "لونا" إلى الغرفة وذهلت حينما رأت "مار يكو" بذلك الشكل... المساحيق على وجهها والثوب يبدو رائعاً عليها, فاقتربت منها وقالت في تساءل:
ـ ما هذا؟... تبدين جميلةً جداً.
ضحكت "مار يكو" وهي تقول:
ـ لا تمزحي معي, إنه شيءٌ عادي.
أمسكت "لونا" بيد " مار يكو" وأخرجتها معها من الغرفة, كانت "مار يكو" تسألها في استغراب:



ـ ماذا هناك؟
أجابتها:
ـ توقفي عن طرح الأسئلة وأتبعيني فقط.
ثم نزلتا عبر السلالم واتجها نحو غرفة الضيوف, ثم فتحت "لونا" الباب ودخلت ولحقتها "مار يكو" .. كانت الغرفة مظلمةً
جداً لدرجة أنها لا ترى أي شيء منها, أغلقت "لونا" الباب ووقفت بجانب "مار يكو" وأمسكت بيدها وقالت لها:
ـ هل أنتي مستعدة؟
أدارت "مار يكو" عنقها إليها وقالت في حيرة:
ـ ماذا؟
أشعلت جميع الأضواء الذهبية وأغمضت "مار يكو" عينيها بسرعة وسمعت صوت صفقات قوية ففتحت عينها بهدوء
ولم تصدق ما رأته .. كل أصدقائها هنا, الزينة تملئ الغرفة وقد علقت لوحةٌ مستطيلة على الجدار تحيط بها أزهارُ
حمراء اللون ومكتوب عليها
(عيـد ميــلاد سعيـــد يا "مار يكو")



قالت "مار يكو" في ذهولٍ مما تراه:
ـ ما هذا؟ .. لا يمكنني تصديق ما أراه.



وقفت "لونا" أمامها ووضعت يدها على كتفيها وقالت:
ـ اليوم هو عيد ميلادك وقررنا أن نقيم حفلةً لك بهذه المناسبة ... أردنا أن نسعدك قليلاً.
شعرت "مار يكو" بسعادةٍ كبيرة وهي ترى أصدقائها من حولها .. وسعدت لأن الجميع قلقٌ عليها ويحاول أن يجعلها تبتهج بأي طريقةٍ كانت...
تقدم "ريك" باتجاهها وقال مشيراً إلى الطاولة في المنتصف والمليئة بالأزهار من جانبيها .. ووضعت الكعكة في المنتصف
وفيها ثمانية عشر شمعة ..
وقفت "مار يكو" أمامها وطلب منها "ريك" أن تتطفىء الشموع المشتعلة .. فابتسمتواقتربت قليلاً وأطفأتها كلها فصفق لها الجميع وقاموا بتشغيل الموسيقى, وبدؤوا بإعطائها الهدايا ... أول شخص أهداها كان "ريك" ففتحت هديته ووجدت قلادة جميلة فأخذها "ريك" وألبسها بها وهو يقول:
ـ عيد ميلاد سعيد يا عزيزتي.
رمقته بنظراتٍ خجولة وقالت:
ـ شكراً لك.
تقدمت "سارا" منها وأعطتها هديةً أيضاً فشكرتها عليها ... وكذلك بقية الحاضرين ما عدا "كاميو" الذي جلس يتناول الطعام ونسي كل شيء حوله .. فاتجهت إليه "لونا" وقالت له في غضبٍ شديد :
ـ ألا تخجل من نفسك؟... قم بإعطائها هدية أنت أيضاً.
قال وهو منهمك في تناول الطعام من دون أن يتعب نفسه بالنظر إليها:
ـ لم أشتري هدية .. لأن نقودي انتهت عندما اشتريت كتباً كثيرة من المكتبة, سأعطيها أحد الكتب بعد الانتهاء من قراءته.
تمنت "لونا" وقتها أن تضربه لكنها تمالكت نفسها وقالت في ضجر:
ـ تباً لك.
وابتعدت عنه فنظر إليها وأبتسم ابتسامة ساخرة وأخذ كوب العصير وشربه ..
بالصدفة, مرت "سارا" من عند "كاميو" بينما كان يضع العصير على الطاولة فأنزلق من يده وسقط على ملابس "سارا" فصرخت بقوة وقالت:
ـ ما الذي فعلته؟
فوجه الجميع نظره إليها, هب "كاميو" واقفاً بسرعة, لأنه تفاجأ من صوتها العالي وقال في غضب:
ـ صوتك مزعج.. لا داعي لكل هذا فهو مجرد ثوبٍ رخيص.
اشتعلت عيناها بالغضب وأمسكت به من ملابسه وقالت:
ـ كيف تجرأ؟ ... أنت الرخيص يا هذا.
أبعد يدها بقوة وقال في تكبر:
ـ لن أعتذر.. وافعلي ما يحلو لك.
ركضت "لونا" باتجاههم ووقفت بجانب "سارا" وقالت في ترجي:
ـ رجاءً اعتذر لها يا "كاميو".
وضع يده في جيبه وأشاح بوجهه وقال:
ـ أبداً.
ابتعدت "سارا" عنه وخرجت من المنزل فلحقت بها "لونا" وطلبت منها الانتظار .. توقفت "سارا" قليلاً ونظرت إليها ووجهها مليءٌ بالغضب وقالت :
ـ لقد أخطأت بالقدوم إلى هنا... وأعتذر على إفساد الحفلة بسبب شقيقك الأخرق.. وداعاً.
وركبت السيارة مع السائق وغادرت .. ملئ الحزن قلب "لونا" فشعرت بشخصٍ يضع يده على كتفه فالتفتت ورأت "مار يكو" و"ريك" يقفان خلفها .. فذرفت الدموع من عينيها وقالت بصوتٍ حزين:
ـ أنا آسفة كل هذا حدث بسبب أخي "كاميو"... سامحوني.
ابتسمت "مار يكو" برقة وقالت في إشفاق:
ـ لا داعي للاعتذار... أشكرك على كل شيء يا صديقتي العزيزة, لا تهتمي بما قالته لك "سارا" فهي إنسانة طيبة وستنسى بسرعة وسترين ذلك قريباً.
وضعت "لونا" رأسها في حضن "مار يكو" وهي تبكي وتقول:
ـ ليتك تستطيعين البقاء هنا يا "مار يكو".



شعرت "مار يكو" بالأسى عليها ونظرت إلى "ريك" وحاولت الابتسام بصعوبة لكي لا تبكي ... لأنها وعدته بذلك لكنها لم تستطع
منع دموعها التي ملئت عينيها لكنها حاولت التماسك من أجل "لونا" التي استمرت بالبكاء.
عادت "مار يكو" للمنزل بعدما انتهت هذه الحفلة التي لم تكن سعيدة بالنسبة لـ "لونا" بعدما حدث ...
دخلت "مار يكو" إلى غرفتها ووضعت حقيبتها وهدياها على المكتب وفتحت باب الشرفة ودخلت إليها ونظرت إلى النجوم في تلك الليلة وقالت في أعماقها وهي تذكر كلمات "لونا" :
ـ أنا أيضاً أتمنى أن أبقى هنا.
وراقبت تألق النجوم في السماء وشعرت بأن هذه النجوم تشبه أصدقائها.. وعلمت بأنهم سيكونون معها أينما كانت
لأنهم في قلبها دائماً.. إنهم تحت سماءٍ واحدة وكلما ابتعدوا عن بعضهم ستكون قلوبهم متماسكة دائماً ولن يغيرهم شيء
فهم يشعرون بأن قدرهم واحد وسيظلون معاً دائماً ومهما حدث وسيواجهون مشاكل حياتهم بأنفسهم.
*************************************

Risa-Chan
21-4-2007, 07:14 AM
راح أوقف يومين بسبب الإمتحانات لا تنسونا بالردود

zekat89
22-4-2007, 05:35 PM
أنتظرج بفااااااااااااارغ الصبر إختي

سوار العسل
22-4-2007, 07:50 PM
واووووووو اختي قصة بغاية الروعة جدا رائعة ورومانسية جدااااااااااااااااااا
مشكورة سلمت اناملك على هذه القصة الرائعة جداااااا
وننتظر التكملة بفارغ الصبر

Risa-Chan
22-4-2007, 09:07 PM
أشكركم جميعاً.. :smug2:

وهاذي التكملة عشااااانكم...


أشرقت شمس صباحٍ جديد ... صباح الحادي عشر من مايو, اليوم الذي يوافق عيد ميلاد "مار يكو" التي لا تعلم
أن "لونا" و "ريك" قاموا بتحضير مفاجأةٍ كبيرة لها بهذه المناسبة.
ملئت السعادة قلب "مار يكو" لأنها بقيت مع "ريك" ليلة أمس وأخرجت كل ما في قلبها من الأحزان وقطعت وعداً له ولنفسها بأن لا تبكي بعد اليوم وتكون قوية مهما سآت الأمور عليها ...
ارتدت "مار يكو" ثوباً زهرياً لامع, قصير يصل إلى ركبتيها, ورفعت شعرها بربطة شعر بنفس لون الثوب .. وحملت حقيبتها
وخرجت من المنزل وهي في غاية السعادة وتوجهت مباشرةً إلى منزل "لونا" حسب ما طلبت منها ..
ولأنها لا تستطيع الانتظار ذهبت إليها في الساعة 12 ظهراً لرؤيتها وشعرت بأنها مشتاقةٌ إلى صديقتها كثيراً.
حين وصلت دقت الجرس وفتحت لها الخادمة وأخذتها حتى غرفة "لونا" وحين دخلت تفاجأت أنه لا يوجد أحدٌ في الغرفة
فامتلكتها الحيرة وسألت الخادمة عنها فأخبرتها أن تبقى في الغرفة إلى أن تأتي "لونا"...
جلست "مار يكو" بانتظار "لونا" لمدة خمس دقائق .. وفجأة سمعت صوت أحدهم يفتح الباب فوقفت وابتسمت
وهي تقول:
ـ "لونا"...!
اتجهت "لونا" نحوها والسعادة ظاهرةٌ على وجهها وقالت:
ـ لقد أتيتِ باكراً... تبدين سعيدةً جداً اليوم.
ضحكت "مار يكو" وهي تقول:
ـ لا أعلم لماذا؟.... لكني أشعر برغبةٍ في الضحك والاستمتاع معكم اليوم.
قالت "لونا" لنفسها :
ـ هذا جيد .... إنه اليوم المناسب جداً لهذه الابتسامة, ستكون الحفلةُ رائعة جداً.
فتحت "لونا" دولاب ملابسها وأخرجت ثوباً جميلاً ووضعته على السرير بجانب "مار يكو" وقالت:
ـ أريدك إن ترتدي هذا الثوب في حفلة اليوم.
قالت في حيرة وتساءل:

ـ حفلة ؟
ارتبكت "لونا" كثيراً وقالت:
ـ أقصد .. أقصد حين يأتي الجميع, هذا الثوب اشتريته هدية لك.. لكي تتذكريني عندما تسافرين إلى بريطانيا.
حملت "مار يكو" الثوب بيدها وحدقت فيه وقالت بسعادة:

ـ شكراً لك.
جلست "لونا" بجوارها وقالت بمرح:
ـ حسناً... سأذهب إلى غرفة الضيوف لأكمل بقية التجهيزات, يمكنك البقاء هنا؟
هزت رأسها إيجاباً بابتسامة صافية:
ـ بالطبع, خذي وقتك.
وخرجت "لونا" من الغرفة, نهضت "مار يكو" من على السرير وحملت الثوب بين ذراعيها, وقامت بتغيير ملابسها وارتدت ذلك الثوب الأحمر المزخرف باللون الزهري, ووقفت أمام المرآة وقالت في ذهول:
ـ ياللروعة.
وفتحت شعرها الأشقر الجميل ووضعت المساحيق في وجهها وهي تضحك واستمتعت كثيراً .. وفكرت بأن تفاجأ الجميع حينما يأتون إلى هنا.



********************************


في مساء ذلك اليوم, وقفت "مار يكو" أمام نافدة الغرفة تنتظر قدوم "لونا", وشعرت بالملل لبقائها لوحدها في الغرفة.
وفجأةً, دخلت "لونا" إلى الغرفة وذهلت حينما رأت "مار يكو" بذلك الشكل... المساحيق على وجهها والثوب يبدو رائعاً عليها, فاقتربت منها وقالت في تساءل:
ـ ما هذا؟... تبدين جميلةً جداً.
ضحكت "مار يكو" وهي تقول:
ـ لا تمزحي معي, إنه شيءٌ عادي.
أمسكت "لونا" بيد " مار يكو" وأخرجتها معها من الغرفة, كانت "مار يكو" تسألها في استغراب:

ـ ماذا هناك؟
أجابتها:
ـ توقفي عن طرح الأسئلة وأتبعيني فقط.
ثم نزلتا عبر السلالم واتجها نحو غرفة الضيوف, ثم فتحت "لونا" الباب ودخلت ولحقتها "مار يكو" .. كانت الغرفة مظلمةً
جداً لدرجة أنها لا ترى أي شيء منها, أغلقت "لونا" الباب ووقفت بجانب "مار يكو" وأمسكت بيدها وقالت لها:
ـ هل أنتي مستعدة؟
أدارت "مار يكو" عنقها إليها وقالت في حيرة:
ـ ماذا؟
أشعلت جميع الأضواء الذهبية وأغمضت "مار يكو" عينيها بسرعة وسمعت صوت صفقات قوية ففتحت عينها بهدوء
ولم تصدق ما رأته .. كل أصدقائها هنا, الزينة تملئ الغرفة وقد علقت لوحةٌ مستطيلة على الجدار تحيط بها أزهارُ
حمراء اللون ومكتوب عليها
(عيـد ميــلاد سعيـــد يا "مار يكو")

قالت "مار يكو" في ذهولٍ مما تراه:
ـ ما هذا؟ .. لا يمكنني تصديق ما أراه.

وقفت "لونا" أمامها ووضعت يدها على كتفيها وقالت:
ـ اليوم هو عيد ميلادك وقررنا أن نقيم حفلةً لك بهذه المناسبة ... أردنا أن نسعدك قليلاً.
شعرت "مار يكو" بسعادةٍ كبيرة وهي ترى أصدقائها من حولها .. وسعدت لأن الجميع قلقٌ عليها ويحاول أن يجعلها تبتهج بأي طريقةٍ كانت...
تقدم "ريك" باتجاهها وقال مشيراً إلى الطاولة في المنتصف والمليئة بالأزهار من جانبيها .. ووضعت الكعكة في المنتصف
وفيها ثمانية عشر شمعة ..
وقفت "مار يكو" أمامها وطلب منها "ريك" أن تتطفىء الشموع المشتعلة .. فابتسمت واقتربت قليلاً وأطفأتها كلها فصفق لها الجميع وقاموا بتشغيل الموسيقى, وبدؤوا بإعطائها الهدايا ... أول شخص أهداها كان "ريك" ففتحت هديته ووجدت قلادة جميلة فأخذها "ريك" وألبسها بها وهو يقول:
ـ عيد ميلاد سعيد يا عزيزتي.
رمقته بنظراتٍ خجولة وقالت:
ـ شكراً لك.
تقدمت "سارا" منها وأعطتها هديةً أيضاً فشكرتها عليها ... وكذلك بقية الحاضرين ما عدا "كاميو" الذي جلس يتناول الطعام ونسي كل شيء حوله .. فاتجهت إليه "لونا" وقالت له في غضبٍ شديد :
ـ ألا تخجل من نفسك؟... قم بإعطائها هدية أنت أيضاً.
قال وهو منهمك في تناول الطعام من دون أن يتعب نفسه بالنظر إليها:
ـ لم أشتري هدية .. لأن نقودي انتهت عندما اشتريت كتباً كثيرة من المكتبة, سأعطيها أحد الكتب بعد الانتهاء من قراءته.
تمنت "لونا" وقتها أن تضربه لكنها تمالكت نفسها وقالت في ضجر:
ـ تباً لك.
وابتعدت عنه فنظر إليها وأبتسم ابتسامة ساخرة وأخذ كوب العصير وشربه ..
بالصدفة, مرت "سارا" من عند "كاميو" بينما كان يضع العصير على الطاولة فأنزلق من يده وسقط على ملابس "سارا" فصرخت بقوة وقالت:
ـ ما الذي فعلته؟
فوجه الجميع نظره إليها, هب "كاميو" واقفاً بسرعة, لأنه تفاجأ من صوتها العالي وقال في غضب:
ـ صوتك مزعج.. لا داعي لكل هذا فهو مجرد ثوبٍ رخيص.
اشتعلت عيناها بالغضب وأمسكت به من ملابسه وقالت:
ـ كيف تجرأ؟ ... أنت الرخيص يا هذا.
أبعد يدها بقوة وقال في تكبر:
ـ لن أعتذر.. وافعلي ما يحلو لك.
ركضت "لونا" باتجاههم ووقفت بجانب "سارا" وقالت في ترجي:
ـ رجاءً اعتذر لها يا "كاميو".
وضع يده في جيبه وأشاح بوجهه وقال:
ـ أبداً.
ابتعدت "سارا" عنه وخرجت من المنزل فلحقت بها "لونا" وطلبت منها الانتظار .. توقفت "سارا" قليلاً ونظرت إليها ووجهها مليءٌ بالغضب وقالت :
ـ لقد أخطأت بالقدوم إلى هنا... وأعتذر على إفساد الحفلة بسبب شقيقك الأخرق.. وداعاً.
وركبت السيارة مع السائق وغادرت .. ملئ الحزن قلب "لونا" فشعرت بشخصٍ يضع يده على كتفه فالتفتت ورأت "مار يكو" و"ريك" يقفان خلفها .. فذرفت الدموع من عينيها وقالت بصوتٍ حزين:
ـ أنا آسفة كل هذا حدث بسبب أخي "كاميو"... سامحوني.
ابتسمت "مار يكو" برقة وقالت في إشفاق:
ـ لا داعي للاعتذار... أشكرك على كل شيء يا صديقتي العزيزة, لا تهتمي بما قالته لك "سارا" فهي إنسانة طيبة وستنسى بسرعة وسترين ذلك قريباً.
وضعت "لونا" رأسها في حضن "مار يكو" وهي تبكي وتقول:
ـ ليتك تستطيعين البقاء هنا يا "مار يكو".

شعرت "مار يكو" بالأسى عليها ونظرت إلى "ريك" وحاولت الابتسام بصعوبة لكي لا تبكي ... لأنها وعدته بذلك لكنها لم تستطع
منع دموعها التي ملئت عينيها لكنها حاولت التماسك من أجل "لونا" التي استمرت بالبكاء.



عادت "مار يكو" للمنزل بعدما انتهت هذه الحفلة التي لم تكن سعيدة بالنسبة لـ "لونا" بعدما حدث ...
دخلت "مار يكو" إلى غرفتها ووضعت حقيبتها وهدياها على المكتب وفتحت باب الشرفة ودخلت إليها ونظرت إلى البدر المكتمل في تلك الليلة وقالت في أعماقها وهي تذكر كلمات "لونا" :
ـ أنا أيضاً أتمنى أن أبقى هنا.
وراقبت تألق النجوم في السماء وشعرت بأن هذه النجوم تشبه أصدقائها.. وعلمت بأنهم سيكونون معها أينما كانت
لأنهم في قلبها دائماً.. إنهم تحت سماءٍ واحدة وكلما ابتعدوا عن بعضهم ستكون قلوبهم متماسكة دائماً ولن يغيرهم شيء
فهم يشعرون بأن قدرهم واحد وسيظلون معاً دائماً ومهما حدث وسيواجهون مشاكل حياتهم بأنفسهم.



*************************************


مر أسبوع كامل وجاء يوم سفر "مار يكو" إلى بريطانيا... كانت تجلس على السرير وتحدق إليه ببرود وشرود ووضعت
يدها على وسادتها الناعمة وقالت:
ـ سأشتاق إلى هذه الغرفة كثيراً.
وتنهدت بعمق ثم نهضت وحملت الخادمة حقائبها وأخرجتها من الغرفة, ارتدت "مار يكو" معطفها الرمادي ووضعت القبعة على رأسها وخرجت من الغرفة وألقت نظرةً أخيرة قبل أن تغلق الباب.
ثم نزلت عبر السلالم وهي تنظر لأرجاء المنزل وكأنها لن تستطيع العودة إليه أبداً.. ثم خرجت وركبت السيارة مع والديها ونظرت عبر النافدة ولوحت بيدها للخدم والمنزل ثم أرجعت ظهرها للخلف لكي تخفي دموعها وتحركت السيارة متجهتاً إلى المطار.. حين وصلوا إلى المطار نزلوا من السيارة ودخلوا مباشرةً, توقفت "مار يكو" ونظرت أمامها بذهول حين رأت "ريك" و "لونا" بانتظارها في صالة مطار طوكيو الضخم, طلبت من والديها أن ينتظراها قليلاً وتقدمت من أصدقائها بوجهها المشرق
وقالت لهم بصوتٍ هادئ:

ـ ماهذه المفاجأة السارة؟
ضحكت "لونا" وعقدت ساعديها أمام صدرها وهي تقول:
ـ طبعاً ... يجب أن نراك قبل سفرك.
وجهت "مار يكو" نظرها نحو "ريك" الذي وقف صامتاً والحزن واضحٌ على وجهه .. فقالت له محاولةً الضحك في وجهه:
ـ سأشتاق إليكما كثيراً.
أخفض "ريك" رأسه قائلاً:
ـ ونحن أيضاً.
همست "لونا" في أذنيه بصوتٍ منخفض:
ـ حاول أن تبتسم في وجهها على الأقل.
رفع "ريك" رأسه وهو يقول:
ـ لا تنسي يا "مار يكو", بأننا دائماً سنكون معك.
ثم سمعوا صوتاً منادياً للمسافرين ويطلب منهم الصعود للطائرة المتجهة إلى بريطانيا ... بدأ الحزن بالظهور على وجه "مار يكو" وهي تقول:
ـ حسناً... الآن يجب علي الذهاب.
واحتضنت صديقتها "لونا" .. ثم "ريك" وهي تقول:
ـ إلى اللقاء.
أحتضنها "ريك" بقوة وقال:
ـ أتمنى أن نراك قريباً.. لا تنسي أن تتصلي علينا, إلى اللقاء.
هزت رأسها وقالت:
ـ بالتأكيد.
ثم ابتعدت عنهم تدريجياً وتوجهت مع والديها إلى الطائرة ... وصعدت إلى الطائرة وهي تتمنى أن تعود قريباً إلى طوكيو.
في نفس تلك اللحظة هبطت طائرةٌ قادمة من فرنسا على مطار طوكيو .. ونزل منها الركاب ومن بينهم شخص يشبه "ريك" كثيراً.. ويدعى "أكيرا رايتون"

"أكيرا" الأخ التوأم لـ "ريك".. شخصٌ عنيد جداً ومتكبر ويطمح للعمل في شركة والده...
أكمل دراسته الثانوية ولا يريد الدخول إلى الجامعة لأنه يفضل العمل على الدراسة, وفكر بأنه ما دامت شركة والده
موجودة.. إذن لن يضطر إلى إكمال دراسته الجامعية, لهذا ترك والدته في فرنسا وجاء إلى طوكيو.
خرج "أكيرا" من المطار وأوقف سيارة أجرة وركب فيها .. وطلب من السائق أن يوصله إلى شركة السيد
"رايتون" بسرعة .. ثم نظر عبر النافدة وأبتسم بفخر وقال:
ـ تبدو مدينةً جيدة .. لا بأس بها, لكني أفضل فرنسا عليها.
ونظر إليه السائق باشمئزاز من كلامه .. فأنتبه إليه "أكيرا" لكنه لم يبالي لأمره وضحك قائلاً:
ـ قريباً سأدير شركة والدي وأصبح مشهوراً كما هو الآن.



********************************


عاد "ريك" إلى المنزل وكان يمشي ببطءٍ شديد وصعد إلى غرفته وحين دخل .. اقترب من النافدة ونظر إلى الحديقة
وتذكر الأيام التي كان يلعب فيها مع "مار يكو" في حديقة المنزل وهم في الحادية عشر من عمرهم, وشعر بأنه يراها تلوح بيدها إليه وتطلب منه النزول فأبتسم بهدوء والحزن يملئ وجهه بسبب سفرها وبعدها عنه...
لم يتصور يوماً بأنه ستبتعد عنه ولا يعلم متى سترجع؟؟
متى سيتمكن من رؤيتها مجدداً؟
متى سيرى ابتسامتها المشرقة التي اعتاد على رؤيتها؟
أسئلةٌ كثيرة كانت تتردد في ذهنه وكان في كل دقيقة يتمنى أن تعود بأقرب وقتٍ ممكن.
فتح النافدة ورفع رأسه ونظر للسماء الصافية.
وصل "أكيرا" إلى شركة والده, ونزل من السيارة ووقف ينظر إلى الشركة من الأعلى إلى الأسفل ورفع حاجبيه
وقال في سعادة كبيرة:
ـ إنها رائعة وضخمة.

وتقدم حتى وصل إلى باب الشركة وفتحه وسأل أحد الموظفين عن مكتب السيد "رايتون" فأستغرب من سؤاله لأنه أعتقد بأنه "ريك" لكنه أخبره..
إنه يقع في الطابق الثاني .. كان جميع الموظفين ينظرون إليه ويقدمون له التحية اعتقادا بأنه "ريك" فشعر بالاستياء

من مناداته باسم أخيه لكنه اكتفى بالصمت ولم يكترث ولم يجب أحد منهم.
ودخل إلى المصعد وضغط زر الطابق الثاني وأغلق الباب وأرتفع المصعد وتوقف عند الطابق الثاني وفتح الباب
فخرج منه وتلفت حوله وأتجه إلى الجهة اليمنى حيث مكتب والده ورأى السكرتيرة على مكتبها فأقترب منها ووضع يده
اليمنى على مكتبها و اليسرى في جيبه وسألها بجفاء:
ـ هل السيد "رايتون" في مكتبه؟
نظرت إليه بذهول وقالت في حيرة:
ـ سيد "ريك"؟
استاء "كيرا" كثيراً وضرب بيده على المكتب بقوة وهو يقول بصوتٍ غاضب:
ـ كلا... أنا أدعى "أكيرا رايتون", توقفوا عن مناداتي باسم ذلك التافه "ريك".
وقفت الموظفة وهي ترتجف من الخوف وقال بارتباك:

ـ المعذرة يا سيد "أكيرا" .. لم أكن أعلم بهذا, إن السيد "رايتون" مشغول الآن.
وتوجه نحو الباب ولحقت به طالبةً منه الانتظار لكنه لم يصغي إليها وفتح باب المكتب بقوة شديدة ودخل
نظر والده إليه بذهول من تصرفه هذا ووقف قائلاً في حيرة وتساءل:
ـ ما الأمر يا "ريك"؟

التكملة فيما بعد :yes2:

سوار العسل
23-4-2007, 06:19 PM
واوووووو بارت جدا راااائع بغاية الروعة
مشكورة حبيبتي
سلمت اناملك وننتظر البارت القادم بفارغ الصبر

Risa-Chan
24-4-2007, 11:17 PM
آسفة على تأخري.......... لكن إصبروا علي

^^"

Risa-Chan
1-5-2007, 10:01 PM
أولاً أحب أعتذر على تأخري في إكمال القصة بسبب الإمتحانات
لكني بأكملها بأسرع وقت ممكن

التكملة::

أخفض "آكيرا" رأسه بعدما تسمر واقفاً في مكانه, ولم يُجب على والده, وسكت قليلاً وواصل تقدمه.. بدى الذهول على نظرات
والده "رايتون" ولم يعرف ما الذي يريده منه في هذا الوقت إلا عندما توقف عن السير أمام مكتبه قائلاً بكل جدية:
ـ لم أتصور مطلقاً بأن هناك أباً في هذا العالم لا يستطيع التفريق بين أولاده.
نهض "رايتون" من على الكرسي وبسط يديه على المكتب, وحدق فيه قائلاً:
ـ أنت؟... "آكيرا", صحيح؟
تنهد "آكيرا" وقال في إستياء متظاهراً بالحزن:
ـ أبهذه الطريقة تستقبل إبنك الذي لم تره منذ عشر سنوات؟
ورمى بنفسه على الأريكه متابعاً كلامه وهو يرمق والده بنظراتٍ ساخرة:
ـ من الجيد أنك ما زلت تتذكرني.
ووضع قدمه اليمنى على اليسرى قائلاً بكل ثقة:
ـ على أية حال, لقد أتيت إلى هنا لغرضٍ معين.
جلس والده على الأريكة المقابلة له, وشبك أصابعه ببعضها متسائلاً:
ـ ما هو هذا الغرض؟
أجابه "آكيرا" وإبتسامة الفخر مرسومةٌ على شفتيه:
ـ أريد أن أدير هذه الشركة.
أخذ "رايتون" علبة السجائر من على الطاولة, وقال ضاحكاً وهو يخرج السيجارة:
ـ لا بد أنك تمزح.
هب "آكيرا" واقفاً وتابع كلامه بكل جرأة وعيناه تلمعان بالثقة وعقد ساعديه قائلاً:
ـ بصفتي إبنك سأكون الوريث الوحيد... لقد أكملت دراستي الثانوية بالقوة, ولا أرى أي داعٍ لدخول الجامعة
ما دامت شركة والدي السيد "رايتون" موجودة.
أزداد ضحك والده عليه, وقال بنبرة مرح:
ـ لابد أن والدتك طلبت منك ذلك... يالها من لعبةٍ قديمة لأخذ الأموال.
عقد "آكيرا" حاجبيه وصرخ في وجه والده قائلاً:
ـ ليس لوالدتي علاقةٌ بهذا الأمر... منذ أن تزوجت من ذلك الرجل الجشع غادرت المنزل, وعشت في شقةٍ لوحدي
وكانت ترسل لي النقود من حين لآخر.
نهض والده من على الأريكة, وتقدم نحوه قائلاً بلطف:
ـ ما رأيك أن تعيش معنا في البيت؟
رفع "آكيرا" حاجباً وأخفض الآخر قائلاً في حيرة:
ـ بيتك؟؟
ثم تذكر بأن "ريك" هناك, في الواقع أكثر شيءٍ يكرهه "آكيرا" في هذا العالم هو "ريك" ولا يريد مقابلته مطلقاً
لأنه يحمل الحقد والكراهية له, ثم قال وهو يهز رأسه نفياً:
ـ كلا.. لا أريد ان أعيش في نفس المنزل الذي يسكن به "ريك".
إبتسم والده قائلاً في هدوء وبنبرةٍ حزينة:
ـ يبدو أن والدتك قد رسمت صورةً سيئة لـ "ريك" في مخيلتك.
أشاح "آكيرا" بوجهه قائلاً في ضيق:
ـ أنا أكره "ريك", لا أعلم لماذا؟.... لكنني أشعر بالإستياء لمجرد سماع إسمه.
ثم قاطعهم صوت السكريتيره تقول بأن هناك زائراً مهماً يود مقابلة السيد "رايتون"... فوافق على مقابلته...
توجه "آكيرا" نحو الباب, وحين وضع يده على المقبض قال:
ـ سأعود لاحقاً, إلى اللقاء.
ثم فتح الباب وخرج بسرعة من الكتب.
في ذلك الوقت كانت "سارا" تسير بالقرب من الشركة مع إحدى صديقاتها, والضحكة تملىء وجهها, وتوقفت حين
رأت "آكيرا" ينزل من درج الشركة, فأتجهت نحوه مسرعة وهي تقول بصوتٍ عالٍ:
ـ "ريــك"؟!
إلتفت إليها "آكيرا" بنظرات الإشمئزاز, وقام بتجاهلها مبتعداً, فلحقت به تاركةً صديقتها في الخلف, وأمسكت
بيده قائلةً بعصبية:
ـ إنتظر لحظة.
أدار جسده إليها وأبعد يدها بقوة, وصرخ في وجهها قائلاً في ضجر:
ـ ما الذي تريدينه أيتها القبيحة؟
حدقت "سارا" بعينيه ولاحظت إختلافاً بسيطاً بينه وبين "ريك" فتراجعت للخلف, وأخفضت حاجيها متسائلة:
ـ من أنت؟
أجابها بكل برود وهو يضع يده في جيبه:
ـ لا شأن لكِ.
وتابع طريقه, وظلت "سارا" واقفةً لبرهة ثم تبعته وأمسكته مجدداً وهز يده بقوة ليبعدها, ثم إلتفت إليها وأمسك معصمها
بقوة, وأطلقت آهة من الألم ثم قال لها:
ـ أنتِ مزعجة.
حاولت "سارا" تحرير معصمها من قبضته لكنها لم تستطع وقالت في ألم:
ـ أردت أن أعرف من أنت فقط.
أفلت لمعصمها وقال بكل جدية:
ـ أنا أدعى "آكيرا رايتون".... هل إرتحتي الآن؟ .. دعيني وشأني.
وأبتعد عنها راكضاً وهو متضايقٌ جداً... إتسعت عينا "سارا" في ذهول ورددت إسمه في اعماقها, ولم تنطق بكلمةٍ
واحدة, شعرت في تلك اللحظة بالإعجاب بـ "آكيرا" وتأكدت من أنه شقيق "ريك".. وقررت أن تتبعه حتى تحصل
على فرصةٍ مناسبة للجلوس والتحدث معه.
************************************************

دق رنين هاتف "ريك" المحمول, وهو يجلس على حافة النافدة.. فنهض وألتقطه من على مكتبه, ورد قائلاً
بعدما رأى ان المتصل هو "سارا":
ـ نعم... "ريك" يتكلم.
إنتقل إليه صوت "سارا" تسأله في مرح:
ـ كيف حالك بعد رحيل "ماريكو"؟
تنهد "ريك" في ضجر وقال بصوتٍ جاف:
ـ أنا بخير... ما الذي تريدينه؟
إرتبكت "سارا" قليلاً وهي تجيب على سؤاله, وقالت في تردد:
ـ في الحقيقة... لقد ألتقيت اليوم بشخصٍ يشبهك كثيراً ويدعى "آكيرا رايتون", هل تعرفه؟
أخفض "ريك" حاجبيه في ذهول وقال في إستغراب:
ـ "آكيرا"؟؟؟.. لم أسمع بهذا الإسم من قبل.
إحتارت "سارا" وهي تقول:
ـ غريب, إنه يحمل نفس الإسم.. والأهم من هذا كله أنني رأيته يخرج من شركة والدك.
جلس "ريك" فوق مكتبه, وقال في إنزعاج وضيق:
ـ آسف, لا أعرف شخصاً بهذه المواصفات, وداعاً.
وأغلق الهاتف في وجهها, وحاولت أن تجعله ينتظر لكنه أغلق بسرعة ولم يترك لها أية فرصة, فرمت الهاتف
على السرير وقالت في غضبٍ شديد:
ـ تباً... ليتني حصلت على رقم "آكيرا" فهو يبدو أفضل من هذا المعتوه "ريك".
********************************************
أعذروني على التقصير

مجنونه بوارو
2-5-2007, 01:56 PM
اووووووووه لاااااا
تنحت وانا متحممممممممممسه مع القصه تكفين كمليها بأسرع وقت): ):
مشكوه عالبارت روووووووووووعه

Risa-Chan
2-5-2007, 04:33 PM
التكملــــــــة..

كانت "لونا" تتنزه مع شقيقها "كاميو" بالسيارة في مساء ذلك اليوم, وتستمتع كثيراً بوقتها بسماع الأغاني
التي تحبها, و "كاميو" يضع يده على خده ومتكىء على حافة النافدة, ويتطلع من خلالها ... ثم سأل:
ـ ما هو شعورك بعد سفر "ماريكو"؟
أخفضت "لونا" صوت المسجل, وأجابته وهي تنظر للطريق:
ـ في الواقع, أشعر بالملل والوحدة, ولكني سأحاول تسلية نفسي قدر الإمكان.
فتح "كاميو" نافدة السيارة, وهب هواءٌ قوي بسبب سرعة السيارة, ثم قال في شرود:
ـ حسناً, لنغير الموضوع... كيف حال "سارا"؟
نظرت إليه بطرف عينيها, وقالت في إندهاش:
ـ "سارا", أعتقد بأنها بخير.. لماذا تسأل؟
أجابها بنبرةٍ باردة وهو يتطلع للطريق:
ـ مجرد سؤال.
في تلك اللحظة, دخل "آكيرا" إلى الشقة الصغيرة التي أستأجرها, كانت الشقة معتمة وكئيبة, فأشعل الضوء ووضع
حقيبته على الأرض, ثم دخل إلى غرفة النوم ورمى بنفسه على السرير ورفع بصره للأعلى, وتنهد بعمق وهو يرفع يديه
ثم أتجه إلى المطبخ وفتح الثلاجة ولم يجد فيها سوى الماء.. فقال في إنزعاج:
ـ ما هذا البخل؟.. لم يضعوا شيئاً في الثلاجة.
وأغلق باب الثلاجة بقوة, وأدخل يده في جيبه وعاد لغرفته لينام..

************************************
في بريطانيا, أمسكت "ماريكو" بطرفي القلادة التي اهداها إياها "ريك" في عيد ميلادها, ووضعتها حول عنقها
وأرتسمت إبتسامةٌ صافية على شفتيها, كانت تجلس على الأريكة في غرفة نومها الواسعة, فلقد إشترى والدها
منزلاً فخماً قبل أن يأتي, لكنها لم تشعر فيه بالراحة النفسية كما كانت في طوكيو, ثم تطلعت من النافدة وأحست
بسكون الليل, ثم قالت بسعادة وهدوء:
ـ ياله من هدوءٍ جميل.
ثم رأت قطةً بيضاء صغيرة في الحديقة المقابلة لمنزلهم, ثم ضحكت وخرجت من المنزل متجهتاً نحو الحديقة...
وجلست أمام القطة التي كانت مستلقية تحت الشجرة, ثم وضعت يدها على رأس القطة وبدأت بتدليكها ثم
حملتها بين ذراعيها بلطف, وأدخلتها للمنزل وغسلتها جيداً بالماء والصابون حتى أصبحت نظيفة ولفتها
بالمنشفة البيضاء ووضعتها على الأريكة, ثم جلست على الأرض أمامها وبدأت بالتحدث معها قائلة:
ـ أنتي قطةٌ جميلة وناعمة.. أنا أشعر بالوحدة هنا, لهذا أود الإحتفاظ بكِ.
منذ أن وصلت "ماريكو" إلى بريطانيا, لم تشعر أبداً بالسعادة فوالديها يعملان طوال اليوم, وهي تظل لوحدها
في المنزل, أعتقد والديها انها سترتاح إذا سكنت في منزلٍ شبيه بمنزلهم في طوكيو, لكنها لم ترتح إلا إذا
كانت تشعر بقرب أصدقائها منها.

****************************
أشرقت شمس الصباح في اليوم التالي في اليابان, يومٌ جديد على هذه المدينة الرائعة والمليئة بالناس..
خرج "آكيرا" من شقته في الساعة التاسعة من صباح ذلك اليوم لشراء بعض الأغراض لشقته الجديدة
وبينما كان يسير في الشارع بين الحشود داست قدمه على شيء, وحين رفعها وجد خاتماً ألماسياً جميل
ومن الطراز الراقي, فأخذه من الأرض في مكانٍ مقابلٍ من السوق, وحدق فيه بتمعن وضحك قائلاً
في سخرية:
ـ من الغباء أن يسير الشخص بمثل هذه الأشياء في الأماكن العامة.
ووضع الخاتم في جيبه ودخل إلى السوق, وألتفت لليسار ورأى شخصاً لم يتمنى رؤيته مجدداً.. "سارا"..
فتذكر الخاتم ورفع حاجبيه قائلاً في أعماقه:
ـ ربما يكون لها...
ومر من خلفها رافعاً يديه وهو يمسك بالخاتم وتسائل:
ـ أهـذا..
قاطعته "سارا" قائلة في لهفة وهي تحاول أخذ الخاتم:
ـ إنه خاتمي.
أبعد "آكيرا" يده بسرعة, قبل أن تتمكن من أخذه ووضع في قبضته قائلاً في ضيق وتسائل:
ـ كيف يمكنك السير بمثل هذه الأشياء في الأماكن العامة؟
عقدت حاجبيها مجيبةً في عصبية وإستياء:
ـ هذا ليس من شأنك.
إستدار للخلف معطيها ظهره قائلاً بكل جدية:
ـ إذن لن أرجعه لكِ.
صرخت في وجهه قائلة بإنزعاج:
ـ ماذا؟
أرجعه لجيبه ولوح بيده قائلاً بلا مبالاة:
ـ إلى اللقاء.
وقفت امامه معترضةً طريقه, وأشتعلت عينيها بالغضب وهي تقول:
ـ أعطني الخاتم في الحال.
رفع عينيه إليها وقال مبتسماً بكل وقاحة:
ـ ما الذي ستفعلينه لو أنني لم أعده؟
أجابته بهدوء وكأنها إستسلمت وسئمت منه:
ـ لن أفعل شيئاً.. لقد مللت, إحتفظ به.
ضحك بسخرية وقال وهو يرمقها بنظراتٍ أغضبتها جداً:
ـ شكراً.. سأريك كيف سأحتفظ به.
وأخرجه من جيبه, ورماه على الأرض بهدوء, ثم أبتسم وداس عليه بقوة حتى تكسر أمام عينيها وضحك بهدوء
وهو يحطمه قائلاً:
ـ يمكنك أخذه الآن ... إذا أردتي ذلك.
إتسعت عيناها.. ولم تستطع تمالك نفسها وعظت شفتيها حين إلتمعت عيناها بالدموع ورمقته بنظراتٍ حاقدة وهي تقول:
ـ أنت إنسانٌ بلا قلب... ولا تهمك مشاعر الآخرين.
وصفعته على وجهه بقوة.. فتراجع للخلف ووضع يده على خده قائلاً في غيظ:
ـ هذه المشاعر كاذبة.. لا تهمني أبداً.
قاطعته قائلةً في ثقة ومن دون خوف أو تردد:
ـ لا يهمني امر الخاتم .... لكن لدي سؤالٌ واحد.
سألها في حيرة:
ـ وما هو سؤالك أيتها القبيحة؟
اجابته بصوتٍ باكي والدموع تنهمر على خديها:
ـ توقف عن منادتي بالقبيحة... لكن لماذا أنت هكذا؟
أخفض حاجبيه قائلاً في إستغراب وتسائل:
ـ ماذا تقصدين؟
أجابته بنبرةٍ حادة وهي تعقد حاجبيها:
ـ أنت قاسي.. لماذا؟... إنك مختلفٌ كثيراً عن "ريك".
وخرجت راكضةً من المحل لأنها لم تعد قادرةً على تحمله أكثر... فأكمل "آكيرا" ما جاء من أجله وعاد للفندق
وكأن شيئاً لم يكن.

**********************************

أنتظروا التكملة لأنها قيد الكتابة :wink2:

مجنونه بوارو
2-5-2007, 05:59 PM
آآآآآخ حسااااااااااااااافه والله متحمسه

شكلك تبين تحمسينا (:
مشكوره عالبارت الروووووووووعه
أنتظرك بفارغ الصبرررررررررررررررر

Risa-Chan
2-5-2007, 10:21 PM
التكملة يا حلويين... ^^"


سارت "سارا" في الشوارع لوحدها, وهي شاردة الذهن, وأمتلىء وجهها بكل تعابير الحزن والأسى, وكانت تتذكر كل ما حدث معها في السابق
ومن ضمن ما تذكرته, كان الحادثة التي حدثت لها في عيد ميلاد "ماريكو", والشجار الذي حصل بينها وبين "كاميو"..... ثم توقفت عن السير قائلة:
ـ لا أعتقد أن هناك شخصاً يحبني في هذا العالم.
ورفعت رأسها ناظرةً إلى السماء, وأبتسمت بإبتسامةٍ حزينة وباهته ثم قالت:
ـ أنا فتاةٌ سيئة... لهذا السبب لا يحبني أحد.
ثم سمعت صوتاً من الخلف يقول لها بكل جرأة:
ـ هذا صحيح.
فأدارت عنقها للخلف لترى من هو الشخص, وتفاجأت بوقوف "كاميو" خلفها ويرمقها بنظراتٍ جافة, فظهرت علامات الإستياء على وجهها وهي تقول:
ـ ما الذي تريده؟
هز رأسه نفياً بكل هدوء ... وأجاب قائلاً:
ـ لا شيء..... كنت ماراً من هنا.
فقامت بتجاوزه من دون النظر إليه, ولا النطق بكلمةٍ واحدة, فأبتسم قائلاً في سخرية:
ـ تبدين حزينة... هل حدث شيء؟
عقدت حاجبيها وهي تخفض رأسها قائلةً بعصبية:
ـ هذا ليس من شأنك.
ثم هب هواءٌ خفيف عليهما, وقال "كاميو" بلا مبالاة:
ـ حسناً, أردت الإعتذار لك عما بدر مني في تلك الليلة... أنا آسف.
أدارت جسدها إليه قائلةً في سرعة:
ـ إعتذارك مرفوض.
ضحك "كاميو" بشدة قائلاً بكل وقاحة:
ـ يالكِ من فتاة عنيدة.... لا يهمني سواءً سامحتني أو لا.
وأبتعد عنها مواصلاً طريقه, بقيت "سارا" واقفةً في مكانها, وظلت صامته وشعرت أنها وحيدة ولم يتبقى لها أحدٌ يرغب بالتحدث معها
في هذا العالم كله.


**********************************************
دق أحدهم باب غرفة "ماريكو" فتقدمت نحوه وفتحته وتفاجأت برؤية والدها, وإبتسامةٌ مشرقة على شفتيه....
فأخفضت حاجبيها متسائلة:
ـ والدي؟؟... ما الأمر؟
أجابها والدها بكل هدوء وإحترام, وهو يقف بإستقامة:
ـ أريد منك أن تأتي معي.
أغمضت "ماريكو" عينيها ثم فتحتها بسرعة وقالت متسائلة في حيرة, فهذه هي المرة الأولى التي يطلب
فيها والدها منها أمراً:
ـ إلى أين؟
مط والدها شفتيه قائلاً ببرود:
ـ إتبعيني فقط.
غيرت "ماريكو" ملابسها بسرعة, وأرتدت ثوباً لونه كلون السماء, ومزخرفٌ بالأزهار الحمراء
الجميلة, وأرتدت معطفها الرمادي وقبعتها وخرجت من الغرفة... ركبت في مقدمة السيارة بجانب
والدها وملامح الحيرة تملىء وجهها, لكن الإبتسامة المرسومة على شفتي والدها جعلتها تشعر
بالإرتياح قليلاً... ولم تشأ أن تسأله مجدداً, وبقي الجو صامتاً داخل السيارة...
وأخيراً, وصلوا إلى مزرعةٍ جميلة تبعد قليلاً عن المدينة, وأوقف والدها السيارة عند باب المزرعة
وأطفأ المحرك ورمق "ماريكو" قائلاً:
ـ هيا ... لننزل.
تطلعت "ماريكو" من خلال النافدة وقالت في حيرة:
ـ ما هذا المكان؟
أجابها وهو يضع يده على المقود ويلتفت للمزرعة:
ـ إنها مزرعة أحد أصدقائي.... فكرت بإحظارك إلى هنا لتسليتك قليلاً بدلاً من البقاء في المنزل.
غمرت السعادة قلبها وقالت بنبرةٍ بريئة:
ـ شكراً لك يا والدي.
ونزلا من السيارة, وتوجها نحو المزرعة... كانت المزرعة ذو مساحةٍ شاسعة ومليئة بالأعشاب
والأشجار في الطرف الأيمن, والخيول تستريح في الطرف الأيسر, وكانت "ماريكو" تراقب هذه
الروعة الهائلة وتمنت أن لا تغادر هذا المكان أبداً, فهو هادىء ويجلب الراحة النفسية للشخص..
وفي نهاية المزرعة يستقر بيتٌ صغير, وفجأة خرج صبي من هذا المنزل وتفاجأ برؤيتهما..
هذا الشاب يدعى "جو" وهو يعمل في المزرعة مع والده ويدرس بالجامعة الوطنية في بريطانيا..
في ربيعه الحادي والعشرين من العمر.
كان يرتدي بدلة العمل, وأقترب منهما ووقف أمام السيد "جراندو" والد "ماريكو" وأنحنى قائلاً
بكل إحترام وتهذيب:
ـ شرفٌ كبير أن تأتي إلى هنا بنفسك يا سيدي.
رفع "جراندو" يده مرحباً به وقال:
ـ أهلاً بك يا "جو"... أين والدك؟
رفع "جو" رأسه مجيباً بهدوء وهو يرمق "جراندو":
ـ إنه داخل المنزل, يبدو بخيرٍ اليوم.
هز "جراندو" رأسه قائلاً وهو يمر من عنده:
ـ سأذهب لرؤيته.
وبعد ذهاب "جراندو".. تطلع "جو" بـ "ماريكو" وأبتسم في وجهها إبتسامةً مشرقة ورقيقة
ثم قال معرفاً بنفسه:
ـ أنا أدعى "جو".. وأنتي؟
أنحنت "ماريكو" أمامه قائلةً:
ـ أنا "ماريكو".. سررت بلقائك.
توجه "جو" نحو الخيول وطلب منها أن تأتي معه, وجمع الكثير من الأعشاب ووضعها في دلوٍ صغير
وأعطى الخيول لتأكل منه .. وكان يقف أمام أحدهم ويطعمه بنفسه ويقول:
ـ هذا الجواد خاصٌ بي... أنا أحبه كثيراً ودائماً نلهو معاً.
إبتسمت "ماريكو" وقالت وهي تقف بعيدةً عنه:
ـ هذا لطيف.
ورمقها بنظرات الإندهاش وقال ضاحكاً:
ـ لماذا لا تقتربين؟؟... إنه جوادٌ طيب.
إقتربت قليلاً وببطىء شديد وتوقفت لبرهة وقالت في خوف وقلق:
ـ أنا أخشى الإقتراب منه... لم أجرب يوماً فعل ذلك.
أمسك "جو" بيدها وجعلها تلمسه بهدوء, شعرت "ماريكو" بنعومته وطيبته وأبتسمت إبتسامة باهتة
وقالت في إرتياح:
ـ ما أجمله.
سألها "جو" بكل حنية ولطف:
ـ أتودين الركوب عليه؟
أبعدت "ماريكو" يدها بسرعة, وقالت في تردد:
ـ لكن....!
أمسك "جو" بـ لزام الجواد وهو يقول في مرح:
ـ لا بأس بالمحاولة, صحيح؟
أجابته "ماريكو" في تردد:
ـ حسناً... كما تشاء.
ثم ساعدها على الركوب فوق الحصان وأمسكت اللزام وهي ترتجف, فضحك "جو" قائلاً:
ـ لا تقلقي سوف أساعدك.
وأمسك اللزام وحرك الجواد ببطىء, بدأت "ماريكو" تشعر بالسعادة والإرتياح, ولم تعد خائفة منه كما كانت من قبل... وتابعا السير معاً, وفجأةً جاءت نحلةٌ وضايقت الجواد فهاج بقوة وأُفلت من يد "جو" فصرخت "ماريكو" وتمسكت فيه بقوة لكي لا تقع...
وكانت تصرخ قائلة:
ـ أنقذني رجاءً.
ركض "جو" خلفها وحاول الوصول لكنه لم يستطع ولم يكن يملك الوقت الكافي للركوب في واحدٍ آخر لأن سرعة الجواد عاليةٌ جداً.. توقف الجواد وأنحنى بسرعة وسقطت يد "ماريكو" ووقعت على الأرض بقوة وأغمي عليها ... ركض "جو" بإتجاهها بسرعة وجلس على الأرض وقال وهو يضع رأسها على ركبته:
ـ "ماريكو" .. إستيقظي رجاءً, إفتحي عينيك.
*************************
في نفس تلك اللحظة, رفع "ريك" رأسه بسرعةٍ من على الوسادة, وكان يجهش بقوة, ثم تنهد بعمق ووضع يده على جبينه
ليمسح عرقه, ثم قال وهو يضع يده على قلبه:
ـ كان حلماً... أتمنى أن تكون "ماريكو" بخير!
ثم أبعد الغطاء, ونهض من فراشه وفتح الستائر, ودخل ضوء الشمس إلى الغرفة... لم يطمئن قلب "ريك" على "ماريكو"
وقلق أكثر لأنها لم تتصل منذ فترة.
************************
قام "جو" بحمل "ماريكو" بين ذراعيه وأرجعها للبيت الذي في المزرعة, وحين دخل رآه السيد "جراندو" فذهل مما رآه, وظهر الغضب والقلق على وجهه وسأل في سرعة:
ـ ما الذي حدث لـ "ماريكو"؟
شحب وجه "جو" وأجاب بصوتٍ باهت بعدما أخفض رأسه:
ـ لقد وقعت من فوق الحصان.
وألتمعت عيناه بالدموع وهو ينظر إليها وتابع:
ـ أنا السبب, لقد أجبرتها على الركوب ولم أبالي بخوفها الشديد.
وجلس على الأرض وأحنى رأسه وقال في ترجي وألم:
ـ رجاءً سامحني.
وتساقطت دموعه على الأرض.... وشعر بألمٍ شديد وتألم أكثر وهو يرى وجه "ماريكو" البريء.
أخذ "جراندو" إبنته من يد "جو" وأدخلها إلى الغرفة ووضعها على السرير ثم أخرج هاتفه النقال من جيبه وأتصل
بالإسعاف ليأتوا إلى هنا... ثم خرج ووقف أمام "جو" الذي رفع رأسه ناظراً إلى والدها الذي كان يوجه إليه نظراتٍ
باردة وغاضبة, نهض "جو" من على الأرض وحين حاول التكلم قاطعه "جراندو" قائلاً بجفاء:
ـ ستأتي الآن سيارة الإسعاف لا أريد منك أن تتبعنا, هل هذا واضح؟
قال "جو" بصوتٍ محزن:
ـ لكن....!
وتطلع لعيني السيد "جراندو" المشتعلة بالغضب فتراجع للخلف وأخفض رأسه قائلاً في توتر:
ـ حسناً.. كما تشاء يا سيدي.


**********************************



يتبع :wink2:

Risa-Chan
3-5-2007, 04:20 PM
توجه "جو" مباشرةً إلى غرفة والده الذي كان مستلقياً على سريره, ورافعاً بصريه للأعلى... فوقف "جو" في مكانه
من دون حراك بعد أن أغلق الباب وبدى حزيناً ومكتئباً للغاية, فرمقه والده بنظراتٍ مرهقة وقال بنبرةٍ باهته:
ـ لقد سمعت كل شيء.
ومد يده إليه متابعاً في حنان:
ـ تعال إلى هنا يا "جو".
تقدم إليه "جو" بسرعة, وضم يد والده وجلس على ركبتيه, وأمتلئت عيناه بدموع الحسرة والندم, ثم قال في مرارة:
ـ أنا السبب, كل ما حدث كان بسبب تهوري.
ثم أخفض رأسه, وأذرفت دمعةٌ من عينه اليمنى وتابع كلامه قائلاً:
ـ لن أسامح نفسي إذا حدث مكروهٌ لـ "ماريكو"!
وفجأةً, إنتقلت إلى أسماعه صوت سيارة الإسعاف, وحملوا "ماريكو" إلى السيارة لنقلها للمستشفى.. نهض "جو"
وتطلع من النافدة ورأى سيارة الإسعاف تغادر بسرعة.. ثم خرج من الغرفة راكضاً وركب سيارته وشغل المحرك
وأنطلق ليلحق بهم.. كان يسير بالسيارة بسرعة ونبضات قلبه تدق بسرعة جنونية, وأخيراً توقفت السيارة أمام
بوابة الطوارىء وأدخلوا "ماريكو" إلى غرفة العناية المركزة..
نزل "جو" من السيارة بعدما أطفىء المحرك, وركض في ممرات المستشفى وتوقف وأختبىء خلف الجدار حين رأى
السيد "جراندو" يجلس على كرسي الإنتظار أمام غرفتها وعلى وجهه علامات الحزن والقلق على إبنته..
خرج الطبيب من غرفة العناية المركزة, فهب "جراندو" واقفاً متجهاً إليه وسأله في سرعة:
ـ كيف حال "ماريكو"؟
ظهر الشحوب على وجه الطبيب وهو يجيب:
ـ في الحقيقة, لقد سقطت إبنتك بقوة على ظهرها, وهذا تسبب في ضررٍ كبير لها.
إزداد خوف والدها وعاد يسأل في إرتباك وقلق شديد:
ـ ما الذي تقصده؟
وقف الطبيب بإستقام وأجابه بكل جدية وثقة:
ـ لقد أصيبت إبنتك بشللٍ مؤقت في قدميها, ولن تتمكن من السير لفترة.
لم يستطع "جراندو" تصديق ما تسمعه أذناه من الطبيب, ووضع يده على صدره وجلس قائلاً في ذهول:
ـ هذا مستحيل!
ثم رفع رأسه ناظراً للطبيب وسأله:
ـ هل ستشفى؟
هز الطبيب رأسه بإبتسامة واثقة وهو يجيبه:
ـ نعم, سنقوم بإجراء عمليةٍ لها بعد تحسن حالتها, وبعدها ستبدأ بالقيام بالتمارين حتى تتحسن كلياً.
إطمئن قلب "جراندو" من هذا الخبر, وتنهد بعمق وقال في تسائل:
ـ هل يمكنني رؤيتها الآن؟
أجابه الطبيب وهو يضع يده اليمنى في جيبه:
ـ كلا .... حالتها لا تسمح بذلك, أرجوا المعذرة.
ضرب "جو" بيده على الجدار بكل قوته, وقال في حسرة وألم:
ـ سامحيني "ماريكو"!..
وضع "جراندو" يده على النافدة الزجاجية التي تفصل بينه وبين غرفة "ماريكو", وحدق بها ببرود شديد, كانت ملامح وجهها بريئة جداً
وتمنى والدها أن تفتح عينيها في تلك اللحظة, لكنها بقيت نائمة طوال الليل.. جلس والدها على كرسي الإنتظار أمام الغرفة, وظل "جو" واقفاً
في مكانه ولم يشأ الذهاب للمنزل حتى يطمئن على حالة "ماريكو"... ثم شعر بالأسى على "جراندو" الذي بدى حزيناً للغاية على إبنته فتقدم
"جو" نحوه بخطواتٍ مرتجفة, وحين وقف بجانبه نظر إليه "جراندو" بطرف عينه وقال ببرود:
ـ ما الذي تفعله هنا؟
جلس "جو" على الأرض, أمام "جراندو" ورمقه بنظراتٍ حزينة وقال في توسل:
ـ رجاءً سامحني يا سيدي.
وألتمعت عيناه بالدموع وتابع قائلاً:
ـ أنا لم أكن أقصد إيذاء "ماريكو"... كل ما أردته هو تسليتها لأنها بدت حزينة ووحيدة.
أخفض "جراندو" حاجبيه وقال بجفاء:
ـ إذن ماذا؟
أذرفت الدموع من عيني "جو" وأنحنى قائلاً:
ـ كل ما أريده منك هو تسامحني الآن... أرجوك.
وقف "جراندو" وأمسك بكتفي "جو" وساعده على النهوض.. وأبتسم في وجهه بإبتسامة باهته وقال:
ـ لا داعي للإعتذار... أنا متأكد بأنك لم تكن تقصد, وتأكد بأن "ماريكو" ستسامحك أيضاً.
أبتسم "جو" بسعادة, وعانق "جراندو" وهو يبكي ويقول:
ـ أشكرك... أشكرك من كل قلبي.
قال له "جراندو" في حنان:
ـ لا تشكرني, فأنت أول شخص تتحدث إليه "ماريكو" منذ وصولها إلى بريطانيا.

كانت "سارا" تسير في الشارع في طريق عودتها للمنزل...
إنهمر المطر بغزارة حينما فتحت "سارا" باب المنزل ودخلت, وجاءت إليها والدتها وقالت لها في سعادة:
ـ أهلاً "سارا".
مرت "سارا" من أمامها بدون أن تنطق بكلمةٍ واحدة , وصعدت إلى غرفتها..
وضعت حقيبتها على السرير, ونظرت إلى المطر وقالت في حزن:
ـ كلما أحببت شخصاً لا يبادلني الشعور.. أولاً "ريك" الآن "آكيرا".
وأستلقت على سريرها وأمتلئت عينيها بالثقة وهي تقول:
ـ سأجعل "آكيرا" يحبني بأية طريقة كانت.
في ذلك الوقت كان "آكيرا" يجلس أمام النافدة, ولمع البرق في السماء فأغلق الستائر, وأستلقى على الأريكة
وقال في ضجر:
ـ أتمنى أن تنتهي هذه العاصفة بسرعة, لكي اتمكن من الذهاب لشركة والدي في الغد.

************************************

يتبــع..... :smug2:

meaad
3-5-2007, 08:31 PM
السلام عليكم طبعا انا كنت اقراء القصة بدون ما ارد فحبيت ان ارد وقول كملي على هذا المنوال لانها قصه فعلا حلوه :)

rose2222
4-5-2007, 03:42 AM
صراحة قصة ولا أروع
وأتمنى ان تكملينها بأقرب فرصة
ويعطيج الله العافية

Risa-Chan
6-5-2007, 11:41 PM
مشكورين جميعاً
وآسفة على التقصير..... إن شاء الله أكملها قريباً

MAISONA
7-5-2007, 02:04 AM
ما شاء الله ما شاء الله أختي الغالية عاشقة كيرا ................

قصة رائعة جدا كما أن أسلوبكي الرائع أعجبني كثيرا ......

هذا كما تعودته منكِ غاليتي قصصكِ دائما رائعة ........

لا تحرمينا من رواياتك الجميلة ......

Risa-Chan
7-5-2007, 06:41 PM
دخلت أشعة الشمس بين أجزاء الستائر التي في غرفة "ماريكو", في المستشفى... وفتحت عينيها
بهدوء وحركت رأسها للجهة اليمنى ونظرت إلى النافدة المغطاة بالستائر البيضاء وأبتسمت برقة
وجلست محاولةً النهوض, لكنها عجزت عن تحريك قدميها, ولم تشعر بوجودها حتى, ثم
قامت بوضع يدها على قدميها هي ترتجف, ولم تتحسس حركة يدها فقالت في إستغراب وتسائل:
ـ غريب... ما الذي يجري هنا؟
وحاولت مراراً وتكراراً لكن من دون فائدة.... وأحست بخوفٍ شديد...
وأعادت رأسها إلى الوسادة, وهي محتارة مما يحدث... ثم دخلت الممرضة وهي تحمل دفتر ملاحظات في يدها
وأقتربت وقالت مبتسمة:
ـ صباح الخير!
ردت عليها "ماريكو" ببرود:
ـ صباح الخير.
لاحظت الممرضة شحوب وجهها, وحزنها ولم تشأ أن تسألها وظلت صامته حتى دخل الطبيب, وعلامات التفاؤل على
وجهه, وجلس بجوارها قائلاً بلطف:
ـ كيف حالك الآن؟
أجابته بنبرة قلقٍ وخوف:
ـ أشعر بأن قدمي مخدرة .... لا أستطيع الإحساس بها مطلقاً.
ثم رمقته بنظرات الحيرة وهي تسأل:
ـ لماذا؟
سكت الطبيب ولم يعرف ماذا يقول لها.. ووجد أن حالتها الآن لا تسمح بإخبارها بأي أمرٍ مزعج..
وفضل أن يخبرها والدها بنفسه فهو يفهمها أكثر.

******************************

دخل "آكيرا" إلى المصعد في الشركة, وتوجه إلى الطابق الثاني ليرى والده ويقنعه مجدداً بأن يسمح
له أن يدير هذه الشركة ويكون الوريث الوحيد للعائلة... وكالعادة توجه إلى المكتب من دون أن يصغي
إلى السكريتيره التي طلبت منه الإنتظار ففتح الباب بسرعة وأصطدم بـ "ريك" الذي كان خارجاً من المكتب
وأرتطم كتفه بكتف الآخر... إتسعت عيناهما وتبادلا نظرات الدهشة فهذه هي المرة الأولى التي يلتقيان
فيها.. منذ ولادتهما.. وتطلعا لبعضهما بصمت, وقطع "آكيرا" هذا الهدوء عندما دفع "ريك" للجانب الآخر
لكي يدخل, فأمسك "ريك" بمعصمه وسأله من دون الإلتفات إليه:
ـ هل أنت "آكيرا"؟
رمقه "آكيرا" بطرف عينيه وأجابه بإحتقار وبلا مبالاة:
ـ إسأل والدك وهو سيجيبك.
وأبعد يد "ريك" بقوة وتابع قائلاً بوقاحة ولم يبالي بمن حوله:
ـ أنا الوريث الوحيد لهذه الشركة, وسأكون المدير قريباً.
أخفض "ريك" رأسه ونزلت خصلات شعره على وجهه وضحك قائلاً بسخرية:
ـ لابد أنك مجنون لتقول هذا الكلام.
أمسك به "آكيرا" من ملابسه وصرخ في وجهه قائلاً بعصبية كبيرة:
ـ قل كلمةً أخرى وسأجعلك تندم.
تقدم نحوهما السيد "رايتون" وأمسك بيد "آكيرا" ليبعده عن "ريك" وقال بكل تهذيب وبنبرةٍ حادة:
ـ رجاءً نحن في مكان عمل.
وضع "آكيرا" يده في جيبه وتراجع للخلف قائلاً:
ـ سأذهب... أشعر بالضيق لأنني رأيت شخصاً كهذا.
ورمق "ريك" قائلاً في إشمئزاز:
ـ لا أريد البقاء مع شخصٍ تافه وساذج مثلك.
إبتسم "ريك" قائلاً في سخرية:
ـ قد أكون ساذجاً لكني لست جباناً.
توقف "آكيرا" عن السير, وعقد حاجبيه قائلاً في حقد:
ـ أعد ما قلته!
عقد "ريك" ساعديه وقال بكل ثقة بدون خوفٍ أو تردد:
ـ جبانٌ ووقح أيضاً.
فاجئه "آكيرا" بلكمةٍ قوية وسريعة على وجهه أسقطته أرضاً, ثم نهض بسرعة من على الأرض وحاول أن
يردها إليه لكن والده أمسكه من الخلف ليمنعه, وتكفل أحد الموظفين بإمساك "آكيرا".... ثم أبعد يدي الموظف
بقوة وقال في ضجر:
ـ لقد سئمت! سأذهب.
وتراجع للخلف مبتعداً عنهم...

Risa-Chan
12-5-2007, 01:09 PM
لم يصدق "ريك" ما رأته عيناه في هذه اللحظة, وكانت أسئلةً كثيرة تدور في مخيلته...
"هل يعقل أن هذا الشخص هو أخي؟"
راوده هذا السؤال في أعماقه, وتمنى للمرة الأولى في حياته كلها أن لا يرى هذا الشخص مجدداً, وتطلع إلى يده
التي كانت ترتجف لأنه لم يتجرأ يوماً على ضرب أحد مهما كانت الأسباب, لكن "آكيرا" أفقد صوابه وجعله يقوم
بهذا رغماً عنه.. ثم دخل مع والده إلى المكتب وأغلق الباب وأسترخى على الأريكة, وهو يتحسس خده في ألم
ثم سأل والده وهو يرفع بصره للأعلى:
ـ والدي, من هو "آكيرا"؟... وهل هو حقاً أخي؟
جلس والده على الكرسي وبدا وجهه حزيناً للغاية, ثم قال بعد أن تنهد ووضع يده اليمنى على المكتب:
ـ قبل عشرين سنة, سافرت إلى فرنسا من أجل رحلة عمل.... وصادفت إمرأةً جميلة كانت تعمل
كمرشدةٍ لي, وأحببتها بجنون وقررت الزواج بها.
ثم أغمض عينيه وأخفض حاجبيه متابعاً بحزنٍ شديد:
ـ وبعد سنةٍ من زواجنا أنجبت طفلين جميلين جداً.
قاطعه "ريك" قائلاً في سرعة وتسائل:
ـ الطفلان هما....؟
فتح "رايتون" عينيه وهز رأسه مجيباً:
ـ نعم, أنت و"آكيرا".. لا أدري ما الذي حدث لزوجتي بعد ذلك, فقد رفضت وبشدة تربيتكما معاً
وفضلت أن تأخذ واحداً منكما وتترك الآخر, لكني رفضت واصبحت حياتنا جحيماً فأخذك وعدت
إلى هنا وتركتها مع "آكيرا" هناك.. ثم سمعت بعد سنتين بزواجها من شخصٍ آخر.
ثم رمق "ريك" بنظراتٍ تطلب السماح وقال بنبرةٍ وكأنه يلوم نفسه:
ـ سامحني يا "ريك" لأنني لم أخبرك بهذا من قبل.

تفهم "ريك" مشاعر والده جيداً, ولم يشأ أن يضايقه بالكلام وأعتقد أنه من الأفضل له أن يرتاح
قليلاً بدلاً من التفكير...
خرج "آكيرا" من الشركة وشياطين الغضب تلاحقه, وتمنى أن يصب غضبه على أي شخصٍ يراه أمامه
وتفاجىء برؤية "سارا" بإنتظاره فأساء أكثر وأبتعد عنها تفادياً للمتاعب فلحقت به وأمسكت بيده فأبعدها
بقوة فتوقفت قائلة في ضيق:
ـ لماذا لا تمنحني الفرصة المناسبة للتحدث إليك؟
توقف "آكيرا" عن السير ملتفتاً إليها وقائلاً في إشمئزاز:
ـ أنتِ فتاةُ مملة جداً.
سكتت "سارا" لبرهة ثم قالت في إنفعال شديد:
ـ لكنني أحبك.
ظهرت ملامح الدهشة على وجه "آكيرا", خاصةً وأن "سارا" لم تستطع تمالك أعصابها وأخرجت هذه الكلمة من صميم
قلبها بدون تفكير أو تردد , وشعرت بإرتجاف جسدها ... فضحك "آكيرا" قائلاً في سخرية:
ـ هل أنتِ جادة؟... يالك من فتاة!
عقدت "سارا" حاجبيها قائلةً بصوتٍ غاضب:
ـ ما العيب في ذلك؟
تقدم "آكيرا" بإتجاهها قائلاً في ضجر:
ـ إسمعيني جيداً, أنا لا أعترف بشيءٍ إسمه الحب.. لأنه مجرد أكاذيب.
إلتمعت عيناها بدموع الحسرة والألم وهي تقول:
ـ لقد أحببتك من كل قلبي...
قطع كلامها قائلاً في سرعة وضيق:
ـ إخرسي.
ثم تابعت من دون مبالاة والدموع تزداد في عينيها:
ـ بالرغم من كل ما فعلته, بالرغم من شعوري بكراهيتك لي.
غطت الغيوم السوداء السماء الصافية, ولمع البرق بشدة... وبدأت حبات المطر بالتساقط على الأرض وأزداد تدريجياً
عليهما.. وشعرت بتمزق قلبها من كلمات "آكيرا" القاسية, وبللها المطر ثم نظر "آكيرا" إلى السماء قائلاً:
ـ يا إلهي.. علي العودة بسرعة.
وأبتعد عنها.. وظلت "سارا" واقفةً في مكانها غير مبالية بالمطر التي يهطل عليها...

*******************************
وضعت "ماريكو" يدها على رأسها وهي تصرخ وتهز رأسها نفياً, بعدما سمعت عن حالتها من والدها
وقالت بصوتٍ باكي:
ـ لا أصدق ذلك.
ورمقت والدها بعينين مليئتان بالغضب والحزن وقالت:
ـ لماذا؟


أمسك والدها بكفها, وقبله بحنان كبير, فحدقت فيه "ماريكو" بعينيها الباكيتين... ثم قال لها بلطف وحنان:
ـ سيكون كل شيء بخير...سوف تجرى لكِ عمليةٌ في قدميك عندما تتحسن حالتك و..........
قاطعته قائلة في لهفة :
ـ أريدها الآن, أريد إجراء العملية حالاً.
دُهش والدها من ردة فعلها المفاجئة, لا سيما وأنها المرة الأولى التي يراها بهذه الحال السيئة, وشعر بالحزن عليها
ثم طبطب على رأسها قائلاً:
ـ حسناً, لكن عندما تتحسن حالتك... يجب أن تستريحي الآن يا عزيزتي.
ووضع رأسها على الوسادة, ثم وجهت بصرها نحو النافدة, وقالت بحزن شديد وتمني:
ـ أريد رؤية "ريك".
وأغمضت عينيها عندما أُذرفت الدموع على وجهها, فجلس والدها بجانبها قائلاً وهو يشعر بالأسى عليها:
ـ "ماريكو", لا يمكنكي رؤية "ريك" الآن.. فهو في مكانٍ بعيد عن هنا.
أخفضت حاجبيها قائلة في أعماقها بحسرة:
ـ "ريك", أنا بحاجةٍ ماسة إليك في هذه اللحظة.
وتطايرت العصافير من الأشجار, وتابعت "ماريكو" في اعماق قلبها قائلة:
ـ أنا مشتاقةٌ إليك كثيراً.
********************************
وقف "ريك" أمام نهر الساكورا, تحت ذلك المطر ويمسك بالمظلة الرمادية, ويفكر بالكلام الذي
قاله والده عن "آكيرا", ولم يستوعب بعد حقيقة هذا الأمر... ثم رفع رأسه ناظراً للسماء المغطاة
بالسحب السوداء وقال في شرود:
ـ لا أعرف ماذا أفعل؟... لم أشعر بهذا الشعور عندما كانت "ماريكو" هنا.
ثم أخرج هاتفه من جيبه ليتصل بها, فوجد هاتفها مغلقاً فزداد حزنه... فأرجعه وقال في حيرة:
ـ لماذا؟
وتلفت حوله, ثم تابع طريقه عائداً للمنزل...
ظلت "سارا" واقفةً تحت ذلك المطر, ولم تبالي ببرودة الجو, وشعرت بأن قلبها محطم وتتمنى
الموت في تلك اللحظة, ولكنها لم تفقد الأمل بعد ....في المساء رن هاتف "لونا" المحمول
الذي في غرفتها, وهي تستحم فخرجت وهي تغطي جسدها بمنشفةٍ بيضاء ناعمة وأخذت الهاتف
وردت قائلة:
ـ نعم.. "لونا" تتكلم.
فأجابتها المتصلة قائلة في خوف:
ـ آنسة "لونا"... آسفة على إزعاجك في مثل هذا الوقت, لكن لم أجد أحداً غيرك في هذه اللحظة.
سألتها "لونا" في حيرة شديدة:
ـ ماذا هناك؟
وسكتت قليلاً.. ثم قالت في دهشة بعدما أستمعت للمرأة:
ـ ماذا؟..... "سارا" لم تعد للمنزل حتى هذه اللحظة.
ونظرت للساعة, ورفعت حاجبيها قائلة في قلق:
ـ إنها الـ 12... والجو ماطرٌ في الخارج.
قالت لها والدة "سارا" في ترجي:
ـ رجاءً ساعديني في البحث عنها... ستصاب بالمرض إذا بقيت في الخارج حتى هذا الوقت.
قالت لها "لونا" في إشفاق:
ـ حسناً... سأبحث عنها, لا داعي للقلق يا سيدتي.
ثم أغلقت الهاتف, وغيرت ملابسها بسرعة وخرجت بصحبة شقيقها "كاميو" للبحث عن "سارا"
في أرجاء المدينة وفي ذلك الجو العاصف.
كانت "سارا" جالسة تحت الجسر بالقرب من ضفة النهر, وهي ترتعش برداً ولكنها ترفض العودة
للمنزل, ولم ترغب برؤية أحدٍ مطلقاً... ثم مشت متابعة طريقها ولا تعلم إلى أين تتجه او إلى من تلجأ؟
****************************
فتح "آكيرا" باب ثلاجته الصغيرة, وتنهد قائلاً في ضجر:
ـ تباً... لا يوجد شيءٌ لدي حتى كوب ماء.
ثم أخذ معطفه ومظلته وخرج من الشقة لشراء بعض المشروبات, بالرغم من أن معظم المحلات قد
أغلقت في ذلك الوقت...
لكنه لم يبالي وخرج تحت ذلك المطر... وسار باحثاً عن محلٍ مفتوح فلم يجد... فوقف فوق الجسر ورفع يده
قائلاً في إستياء وضيق:
ـ متى سيتوقف هذا المطر؟؟...
وفجأةً رأى "سارا" مستلقيةً على الأرض بالقرب من الجسر, فركض بإتجاهها ووضع يده على جبهتها
ثم أبعدها بسرعة قائلاً:
ـ تباً, حرارتها مرتفعة..
وهزها قليلاً وهو يقول:
ـ إستيقظي... لا تنامي تحت المطر.
فتحت "سارا" عينيها ببطىء, وتكلمت بصوتٍ بالكاد يسمع قائلة بإرهاق وهي ترتجف:
ـ أريد الموت هنا.
صرخ "آكيرا" في وجهها قائلاً في عصبية:
ـ هل أنتي مجنونة؟
ولكنها لم تجب لأنه أغمي عليها في تلك اللحظة, فرمى مظلته بعيداً وقام بإبعاد معطفه وألبسه لـ "سارا" ثم حملها
بين ذراعيه وركض عائداً للمنزل... وحين وصل دخل إلى شقته وهما مبللين جداً.. وأدخلها لغرفته ووضعها على السرير
بهدوء وقام بتغطيتها جيداً بغطاء السرير...
ثم جفف وجهها المبلل ووضع منشفة مبللة بالماء البارد على رأسها لكي تخف درجة حرارتها ثم حدق بها قليلاً
وقال وهو مبتسم:
ـ إنها فتاةٌ قوية.
في تلك الأثناء كانت "لونا" تبحث مع "كاميو" وهما بالسيارة عن "سارا"... ولم يتركوا مكاناً إلا وبحثوا
فيه لكن بدون جدوى... شعر "كاميو" بالملل وقال وهو يشعر بالنعاس:
ـ دعينا نرجع للبيت ... هذا ممل حقاً.
قالت له "لونا" في إصرار:
ـ يجب أن أجدها ... لأني وعدت والدتها بذلك.
**********************
إستعادت "سارا" وعيها ووجهت بصرها إلى "آكيرا" الذي يجلس بجانبها... فأبتسمت بسعادة مع علامات الإرهاق
التي تملىء وجهها الجميل, ووضعت كفها على كف "آكيرا" وقام بسحب يده ونهض من على السرير ووقف امام
النافدة متطلعاً للمطر وقال:
ـ لقد نجوتِ في اللحظة الأخيرة.
وضعت "سارا" كفها على جبينها وشعرت بالدفىء وقالت في سعادة:
ـ شكراً لك ... "آكيرا".
إلتفت إليها "آكيرا" وهو يقول متظاهراً بالضيق :
ـ لا تشكريني... في الواقع أنا لا أعلم لماذا أنقذتك؟.. شعرت بشيءٍ غريب في قلبي
حين رأيتك مستلقيتاً تحت هذا المطر.
إمتلئت عينا "سارا" بدموع الفرح وهي تسمع كلامه هذا... وقالت ببراءة:
ـ لقد عرفت الآن.... لماذا أحبك؟ إنك إنسان طيب بالرغم من تظاهرك بعكس ذلك
لكنك تحمل قلباً رحيماً داخل صدرك.
أدار ظهره إليها وأخفض رأسه, ففي حياته كلها لم يسمع كلماتٍ صادقة تنبع من القلب مثل هذه
الكلمات التي قالتها "سارا" الآن... نهضت "سارا" من على السرير وغطت نفسها بالغطاء وتقدمت
بإتجاهه وعانقته من الخلف وقالت في إرتياح:
ـ أعرفت الآن لماذا أحبك؟
تسمر "آكيرا" في مكانه من دون حراك, ولم يعرف ماذا يفعل... فأدار جسده إليه وأحتضنها لا إرادياً ولم
يعرف ما الذي حدث له في تلك اللحظة شعر أن قلبه ينبض بقوة وشعرت "سارا" بالحنان والحب للمرة الأولى
في حياتها وتمنت ألا تنتهي هذه الليلة أبداً... وأشرق النور في قلبها وهي في أحضان "آكيرا"...

****************************************

Irma~
13-5-2007, 11:40 AM
WoOW
تحمست بالمررررررررره
ارجوج كمليها بأسرع وقت
مشكوره عالبارت الرووووووعه

Risa-Chan
21-5-2007, 04:52 PM
توقف المطر في الساعة الخامسة من صباح اليوم التالي, وغطى الضباب معظم أرجاء المدينة الهادئة, وأنبعث ضوء
الصباح, وتساقطت قطرات الندى على أوراق الشجر الخضراء الجميلة...
فتحت "سارا" عينيها, وهي مستلقية على السرير لوحدها, ورفعت رأسها من على الوسادة متلفتةً حولها ورأت
"آكيرا" مستلقياً على أريكة تستقر تحت النافدة, فأخذت الغطاء ونهضت من على السرير وقامت بتغطيته.. وغيرت
ملابسها وأرتدت معطفها وغادرت الشقة بدون أن تيقظه...
غطت والدة "سارا" وجهها بيديها وهي تبكي بشدة, وجلست على الأريكة في الصالة و"لونا" تقف أمامها في حيرةٍ من أمرها
ولا تعلم ماذا تفعل من أجل هذه السيدة, التي كانت تقول بصوتٍ باكي:
ـ يبدو أن "سارا" لن تعود أبداً.
حاولت "لونا" التخفيف عنها قائلةً في إشفاق:
ـ لا تقلقي يا سيدتي.. أنا واثقةٌ بأنها ستعود.
وفجأةً دخلت "سارا" للمنزل, ورمقة والدتها و"لونا" بنظرات الدهشة والحيرة.. وتقدمت نحوهما بصمت وأوقفت خطواتها
أمام والدتها التي هبت وأحتضنتها بكل حنان وحب وهي تبكي, قطعت "لونا" هذا الهدوء قائلةً بإرتياحٍ شديد:
ـ لقد قلقنا عليك كثيراً يا "سارا", أين كنتِ؟
أجابتها "سارا" بجفاء وبدون النظر إليها:
ـ هذا ليس من شأنك, ولا أسمح لكِ بالتدخل.
حدقت والدتها في عينيها وأرتجفت شفتيها قائلةً بإندهاش وتعجب:
ـ ما الذي تقولينه يا "سارا"؟... لقد بحثت عنكِ "لونا" طويلاً ولم...
قاطعتها "سارا" في سرعة وبصوتٍ غاضب ومليء بالحقد:
ـ لا أريد مساعدةً من أحد.
عقدت "لونا" حاجبيها في إستياءٍ شديد, وأخذت حقيبتها من على الأريكة ووضعتها على كتفها قائلةً في ضيق:
ـ المعذرة على إزعاجك.
وأنحنت أمامها بكل إحترام, ثم غادرت البيت بدون أن تنطق بكلمةٍ واحدة, وتمنت لو أنها لم تسمع كلام
"سارا" في تلك اللحظة.

*******************************

فتح "جو" باب غرفة "ماريكو" في المشفى, وهي تغط في نومٍ عميق.. وأغلق الباب بهدوء وجلس بجانبها
وحدق إلى وجهها المشرق والمليء بالبراءة وأرتسمت على شفتيه ابتسامةٌ حزينة وهو يقول:
ـ ليتني كنت المصاب... لا أنتِ.
ثم فتحت "ماريكو" عينيها ببطىء, ورمقته بنظراتٍ متسائلة وهي تقول بصوتٍ باهت:
ـ ما الذي تفعله هنا؟
ظهرت على وجه "جو" تعابير الدهشة من سؤالها فقال وهو مبتسم:
ـ ما الذي تقولينه؟.. لقد جئتُ إلى هنا للإطمئنان عليك.
إتسعت عينا "ماريكو" وأشتعلت بالغضب وهي تصرخ في وجهه قائلة:
ـ أخرج من هنا حالاً!! ... لا أريد رؤية أحد.
تراجع "جو" للخلف, وأرتجفت عيناه بالحزن وهو يقول في إستسلام:
ـ كما تشائين يا "ماريكو".
وخرج من الغرفة وأغلق الباب بهدوء, وألصق ظهره بالباب وأخفض رأسه قائلاً في ألم:
ـ تباً... سامحيني يا "ماريكو".
إنقلب "آكيرا" على جنبه الأيمن وهو مستلقٍ على الأريكة فوقع على الأرض بقوة على وجهه
وغطى على أنفه بيده ورفع رأسه قائلاً في إستياء:
ـ هذا مؤلم.
ونظر إلى السرير ولم يجد أحداً وتلفت حوله قائلاً في إستغراب وتسائل:
ـ أين ذهبت تلك الفتاة؟؟؟؟..
حاولت "ماريكو" تحريك قدميها للنهوض, لكنها لم تستطع أبداً, وتشعر بأن ألمها يزداد في كل لحظة
ولا يمكنها عمل شيء, ثم صرخت بأعلى صوتها وهي تبكي:
ـ أريد النهوض والخروج من هنا.
دخلت إليها الممرضة بسرعة, قائلةً في دهشة وإرتباك:
ـ ما الذي حدث؟
وأقتربت منها محاولةً تهدئتها, ثم قالت بإحترام وهي ترجع رأسها على الوسادة:
ـ لن تتمكني من إجراء العملية وأنتِ في هذه الحال.
رفعت "ماريكو" حاجبيها قائلةً في حيرة:
ـ وأنا في هذه الحال؟
ورفعت بصرها للأعلى وشعرت بأن قلبها مليء بالعزيمة وقالت في ثقة:
ـ سأبذل قصارى جهدي لأتمكن من الشفاء.
وأرتسمت صورة "ريك" في مخيلتها, وألتمعت عيناها الجميلتين وهي تتابع كلامها:
ـ وأتمكن من رؤية "ريك".

Irma~
23-5-2007, 04:55 PM
WoOoOW
روووووووووووووووووووووعه يجنن البارت(:
مشكووووووره
انتظر البارت الجديد بفارغ الصبرررررر(:

rose2222
1-6-2007, 04:09 PM
جزء حلو
وننتظر البقية