المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين عالم الواقع وعالم المجهول تُسكب الدمعات( حكاية حيرت العقول والأفهام)



عثمان بالقاسم
10-6-2010, 02:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا



أما بعد:


هي قصة حيرت العقول والألباب كما حيرتني يحكيها أحد الفتيان في ذلك اليوم العجيب الغريب ، الذي شعرَ فيه ذاك الفتى بحزن و شوق لصديقه ، فكان يا ما كان في جديد الزمان وغُبار الأيام أن ذاك الفتى نام من ليلته في وقت متأخر ولم يضع في تلك الليلة منبها للإستيقاظ لصلاة الفجر ، وإذا بالفتى وهو في لذيذ نومه يشعر وكأن روحه إستيقظت وقامت لتذهب في ذلك الحين إلى مكان عجيب غريب ، وإذا بالفتى يدخل على قوم لا يدري بأي أرض هؤلاء وأي كوكب في هذه المجموعة الشمسية ، فالعالم الوهمي قد غطى على فكر ذاك الفتى، وإذا بذلك القوم سيصلون صلاة الفجر في مكان مظلم، وجاء إمامهم والفتى يشعر أن ذلك الإمام كأنه يعرفه وكأنه هو صديقه الذي لم يره ، واستمرت خرافة الفتى في العالم الوهمي إذ يقول : لما بدأت الصلاة وبدأ الإمام يقرأ والفتى من ورائه، بدأ الفتى يبكي ويبكي والدموع تنهال على خديه ، ولكن الشيء الذي يصدقه الفتى وهو أنه يشعر أن تلك الدموع ليست وهمية أبدا بل حقيقية ، وهذا ما استغربه علماء الطب والجيولوجيا والنفس و علماء الأرض وما وراء النهر والبحر وعملاء الميتافيزيقية وعلماء الأنا والأنا الأعلى أصحاب فرويد ، وعلماء الفلسفة الذين وصلوا بأن الفلسفة "علم أولها فل وآخرها سفه" وكانت نتيجة بحثهم "أن الفلسلفة علم كمن يبحث عن قطة سوداء في ليلة ظلماء والباحث أعمى" وكل علوم الأرض المخترعة فشلت في تحليل هذه النظرية السوسيولوجية، وقامت وقعدت جامعات علوم الإجتماع والنفس في تحليل هذه الظاهرة الإنسانية.

نرجع للفتى ، وهو يبكي إذا بالإمام يركع فيزداد بكاء الفتى ، وتنتهي الصلاة والفتى يشعر ويعلم علم اليقين أنه سيعود من ذلك المكان بسرعة وهو لا يريد ذلك ، وقبل أن يعود هو يريد أن يضم ذلك الإمام فهو يشعر كأن ذلك اللقاء مع الإمام هو الأول وسيكون هو آخر لقاء وداع ، فاستغرب الإمام وهم لا يزالون في ذلك المكان المظلم ووجه الإمام لا يظهر للفتى جيدا ، فذهب الفتى لذلك الإمام الذي يشعر بأنه هو هو صديقه الذي لم يسبق أن رآه، وإذا بالفتى يحضن الإمام ويضمه ضمة يزداد البكاء معها ، وكانت ضمة قوية يستشعرها الفتى حقيقة وما أراد أن يتركه ، وشعر الفتى أن تلك الضمة هي الأولى وستكون الأخيرة ، يا رباه ، فإذا الذي اعتقده الفتى يحدث إذ يرجع من ذلك العالم الغريب العجيب ليستيقظ لينظر أمامه وإذا به وقت الفجر ، فيشعر الفتى بشيء غريب عجيب فاقشعر جلده وشعر بأن وجهه مبلل ، رباه، وإذا بالفتى يضع يده على وجهه فيجد خدودا من الدموع على وجهه طرية .

إحتار الفتى فهل هو بحق قد ذهب إلى ذلك العالم الوهمي ، فالمحسوس ذل على أنه ذهب
أم كان ذلك أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر ، ولكن الحس كذبه
أم كانت نفسه الباطنية.

قام الفتى حينها فصلى الفجر ، وخلُص إلى أنه ثمة هناك عالم غيبي لا يجوز تفسيره والخوض فيه كما يفعل الحمقى ممن أكثروا التفلسف.

فتأكد للفتى أن الجسم وهو ميت لامحالة معرض للعذاب والنعيم في قبره وهو ميت ، وأن ذلك العالم الوهمي ما هو في حقيقة الأمر إلا عالم غيبي موجود بيننا ، وأن الروح أمرها من أمر الله .
وأنه عالم لا يجوز الخوض فيه بحال إلا بدليل من القرآن والسنة ، ومن خاض فيه فمصيره أن يصبح أحمقا ضالا خرافيا .



هو عالم لا يظهر لبني البشر كعالم الجن والشياطين التي تحوم حول بني الإنس وترانا ولا نراهم

فدلت الآية على أن الله عز وجل يتوفى الأنفس ويرسل التي لم تمت في المنام{ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها . فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى.إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}الزمر

خلاصة القول أن ما ورد من الأخبار في القرآن والسنة الصحيحة من أخبار الغيب نؤمن بها ونثبتها ، وأما الخوض في شيء لم يثبت فهذا من علم الله ولا يجوز الخوض فيه كما يفعل بعض الحمقى من المتفلسفة والحمقى من أهل الكلام والبدع والصوفية الخرافيين .

حتى أن المغفلين من الصوفية قالوا: حدثني قلبي عن ربي، هههه، فالسند الخرافي عندهم مرفوع مباشرة ، فيا للسفه والخرافة، إلى غير ذلك من هرطقات الصوفية وخرافاتهم التي أوصلتهم إلى الكفر الصريح بالله عز وجل ، عياذا بالله تعالى.



خربشة قلم : عثمان بالقاسم

معتزة بديني
10-6-2010, 04:16 PM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
حياك الله أخى وجزاك الله خيرا
على هذه الخربشة التى فيها النفع والعظة
هدانا الله جميعا الى مايرضيه عنا ، وكفانا شر الفلسفة والمتفلسفين
ولنعمل بقول رسولنا الكريم
" دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " فترتاح أنفسنا وعقولنا
ودمت بحفظ الله ورعايته

Hope Tear
11-6-2010, 12:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا لها من خربشة مثالية
أهي حقا من كتاباتك ؟!
كيف لك أن تصوغ أفكارك وتدمجها مع الدين في قصص تصل إلى مبتغاها وتصيب فكرة الهدف مباشرة ؟!
رائعة بل غاية في الروعة والجمال قصة الشاب تلك
آآآآآآآآه إحساسه العميق الصادق في عالمه الخفي والشوق يكتنف جنباته لكم هو رهيب هذا الشعور
ولعل رهبة الموقف تتجلى في خوفه من العودة إلى واقعه من ذاك العالم المثالي
لكن فلسفة تفسير الغيبيات
أعتقد أنها ليست كاللعبة نديرها كيفما نشاء
لأنها أمر خارج عن إرادتنا
فهي من اختصاص من تفرد بالعلم كله
فأقوال هؤلاء لا أصل له ولا أساس البتة
استمتعت جدا في رحاب هذه الخربشات
أتمنى قراءة المزيد منها
جزاك الله خيرا على هذا الطرح المفيد
بانتظار المزيد منه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هَاجر
11-6-2010, 01:33 AM
رغم أني قرأتها إلا أني سأعيد قرائتها مرارا كلما دخلت هنا
كلمات ممتعه وشيقة وفي النهاية هي مفيده لأبعد الحدود
كم أخطأنا في الخوض في محاوله تفسير الأحلام



وعملاء الميتافيزيقية وعلماء الأنا والأنا الأعلى أصحاب فرويد ، وعلماء الفلسفة الذين وصلوا بأن الفلسفة "علم أولها فل وآخرها سفه" وكانت نتيجة بحثهم "أن الفلسلفة علم كمن يبحث عن قطة سوداء في ليلة ظلماء والباحث أعمى" وكل علوم الأرض المخترعة فشلت في تحليل هذه النظرية السوسيولوجية، وقامت وقعدت جامعات علوم الإجتماع والنفس في تحليل هذه الظاهرة الإنسانية.


أعجبتني هذه الفقره

في أمان الله وبانتظار المزيد

سلمى1415
12-6-2010, 12:55 AM
:)

شكرا على مجهودكـ أخي عثمان ..........

لكــ مميزات خاصة في مواضيعكـــ ..........بالتوفيق لك

بصمة قلم !!

عثمان بالقاسم
12-6-2010, 02:58 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

حياك الله أخى وجزاك الله خيرا
على هذه الخربشة التى فيها النفع والعظة
هدانا الله جميعا الى مايرضيه عنا ، وكفانا شر الفلسفة والمتفلسفين
ولنعمل بقول رسولنا الكريم
" دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " فترتاح أنفسنا وعقولنا

ودمت بحفظ الله ورعايته


الله يحييك أختي، وأنت من أهل الجزاء.
نسأل الله أن تكون كذلك.
آمين، آمين، اللهم آمين.
صلى الله على نبينا محمد ، عليه افضل الصلاة والتسليم.
نعم وبالطبع على الإنسان أن يدع عنه ما يريبه إلا ما لا يريبه أسلم له بدل الدخول في متاهات.
وشكرا لمرورك.
وفقك الله.
وفي رعاية الله.

----------------------------------

ولي عودة إن شاء الله تعالى للرد على البقية.

عثمان بالقاسم
13-6-2010, 03:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا لها من خربشة مثالية
أهي حقا من كتاباتك ؟!
كيف لك أن تصوغ أفكارك وتدمجها مع الدين في قصص تصل إلى مبتغاها وتصيب فكرة الهدف مباشرة ؟!
رائعة بل غاية في الروعة والجمال قصة الشاب تلك
آآآآآآآآه إحساسه العميق الصادق في عالمه الخفي والشوق يكتنف جنباته لكم هو رهيب هذا الشعور
ولعل رهبة الموقف تتجلى في خوفه من العودة إلى واقعه من ذاك العالم المثالي
لكن فلسفة تفسير الغيبيات
أعتقد أنها ليست كاللعبة نديرها كيفما نشاء
لأنها أمر خارج عن إرادتنا
فهي من اختصاص من تفرد بالعلم كله
فأقوال هؤلاء لا أصل له ولا أساس البتة
استمتعت جدا في رحاب هذه الخربشات
أتمنى قراءة المزيد منها
جزاك الله خيرا على هذا الطرح المفيد
بانتظار المزيد منه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

حياكم الله.

نعم إحساسه كان رهيبا، لذلك لم يشأ العودة من ذلك العالم .

أما أولائك المتفلشفون ، فكما قال عنهم الإمام ابن القيم رحمه الله:

لا يستقل العقل دون هداية---بالوحي تأصيلا و لا تفصيلا
طرق الهدى محدودة إلا على---من أمَ هذا الوحي والتنزيلا
فإذا النبوة لم ينلك ضياءها---فالعقل لا يهديك قط سبيلا
........إلخ

إن شاء الله تعالى إن كنا من أهل الدنيا، فلكم منا المزيد من الخربشات.
فنسأل الله القبول والإخلاص.

وأنتِ من أهل الجزاء.
وشكرا لمرورك.

وفقكم الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

------------------------------

ولي عودة إن شاء الله تعالى للرد على البقية.

عثمان بالقاسم
14-6-2010, 02:55 AM
رغم أني قرأتها إلا أني سأعيد قرائتها مرارا كلما دخلت هنا
كلمات ممتعه وشيقة وفي النهاية هي مفيده لأبعد الحدود
كم أخطأنا في الخوض في محاوله تفسير الأحلام




أعجبتني هذه الفقره

في أمان الله وبانتظار المزيد

حياكم الله.

الله يبارك فيك، وجزاك الله خيرا.

وشكرا لمرورك، وأتمنى أن الموضوع قد نال على استحسانكم، وأن الفكرة قد وصلت.

وفقكم الله، وسدد خطاكم.
ودمتم في رعاية الله.

وأبشروا بالمزيد إن شاء الله تعالى إن كنا من أهل الدنيا.


:)

شكرا على مجهودكـ أخي عثمان ..........

لكــ مميزات خاصة في مواضيعكـــ ..........بالتوفيق لك

بصمة قلم !!

حياكم الله أخت سلمى.

وشكرا لمرورك، ونسأل الله القبول.

جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك، نسأل الله الإخلاص.

آمين، وفقنا الله وإياكم لكل خير .

ربي يحفظكم، ودمتم في رعاية الله.

Marshen Guy
16-6-2010, 05:18 AM
أثابك الله أيها الوكيلي وجزاك خير الجزاء

عثمان بالقاسم
17-6-2010, 10:37 PM
أثابك الله أيها الوكيلي وجزاك خير الجزاء
آمين وإياك.
وأنت من أهل الجزاء.
وشكرا لمرورك.