المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشباب والمراهقة ( الجزء الثاني)



SaD_MaN
27-6-2010, 12:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صاحبته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين

مع الجزء الثاني من موضوع الشباب والمراهقة:



* المراهقة في المجتمعات الغربية:
هذا الذي أتمنى أن يكون في بادئ هذه المحاضرة من تعريف المراهقة ، شاب لم يتلقَ توجيهاً صحيحاً ، في مجتمع متفلت ، الشهوات مستعرة ، الفتن يقظة ، كل شيء غير معقول ، وغير صحيح يمكن أن يصل إليه ، والأب غافل ، والأم غافلة ، في هذا المجتمع يمكن أن تنشأ مشكلة اسمها المراهقة ، يعني شاب منحرف فقط ، أو شاب فاسق ، أو شاب سفيه ، أما نحن عندنا : ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ .
(( أحب الطائعين ، وحبي للشاب الطائع أشد ، أحب المتواضعين ، وحبي للغني المتواضع أشد ، أحب الكرماء ، وحبي للفقير الكريم أشد ، وأبغض العصاة ، وبغضي للشيخ العاصي أشد ـ هذه المراهقة المتأخرة ، بالخمسين ـ وأبغض العصاة ، وبغضي للشيخ العاصي أشد ، وأبغض المتكبرين ، وبغضي للفقير المتكبر أشد ، أبغض البخلاء وبغضي للغني البخيل أشد )) .

[ ورد في الأثر ] .
ابن أحب فتاة في العالم الغربي ، فاستأذن والده بالزواج منها ، قال له الأب : لا يا بني ، إنها أختك وأمك لا تدري ، أبوه كان زير نساء ، أحب فتاة ثانية فاستأذن والده فقال : إنها أختك أيضاً وأمك لا تدري ، أحبّ الثالثة استأذن والده للزواج منها ، قال له : لا يا بني إنها أختك أيضاً وأمك لا تدري ، فضجر هذا الشاب وحدّث أمه بما جرى مع أبيه قالت له : خذ أياً شئت فأنت لست ابنه وهو لا يدري .
هذه مراهقة ، هذه المراهقة في بلادهم .


* أخطاء الأبناء بسبب جهل الآباء فالأبوة مسؤولية كبيرة جداً:
قصة واقعية ، رجل أرسل ابنه إلى أمريكا ليدرس ، يبدو أن هذا الابن أحبّ فتاة من هذه البلاد رائعة الجمال ، أحبها حباً جماً ، فلما عرض على والده الزواج منها أقام عليه الدنيا ، وهدده أن يتبرأ منه ، وأن يحرمه من كل شيء ، بعد شهر أرسل الابن رسالة إلى والده ، يا أبتِ لو أنها أسلمت هل توافق ؟ قال له : أوافق ، فاختل توازن الشاب من الفرح ، ما الذي فعله ؟ اشترى عشرة كتب باللغة الإنكليزية عن الإسلام ، والقرآن ، والسنة ، والسيرة ، والفقه ، قال لها : إن قرأت هذه الكتب وأسلمت أتزوجك ، وهي تحبه أيضاً ، هي ذكية جداً طلبت إجازة أربعة أشهر حتى تقرأ الكتب قراءة دقيقة ، بعيدة عن ضغوط هذا الشاب ، ومضت عليه هذه الأشهر الأربعة كأربع سنوات ، فلما انقضت اتصل بها ، فسمع الخبر الذي اختل له توازنه ، قالت له : لقد أسلمت ولكن لن أتزوجك لأنك بحسب ما قرأت لست مسلماً ، هذه المشكلة .
المراهقة شاب شارد ، متفلت ، لا يوجد ضوابط ، الشهوات يقظة ، الفتن مستعرة الوضع العام متفلت ، طبعاً استيقظت شهواته ، وبحث عن إرواء هذه المتعة بشكل مشروع أو غير مشروع ، هذا بشكل أو بآخر مراهق .
الإنسان إذا تفلت تتغير أخلاقه ، ويصبح قاسياً ، ومتطاولاً على أهله ، أنا مضطر أن أقول هذه الكلمة هي مؤلمة لكنني أنطلق دائماً من أن الحقيقة المرة أفضل مرة من الوهم المريح ، الحقيقة المرة : معظم أخطاء الأبناء بسبب جهل آبائهم ، الأبوة مهمة كبيرة جداً الإنسان أحياناً يتزوج وينجب أولاداً فقط ، هذا الابن يحتاج إلى توجيه ، يحتاج إلى توعية ، يحتاج إلى تدريس من مستوى رفيع ، يحتاج إلى متابعة ، يحتاج إلى عناية ، فحينما تحقق نجاحاً في كل شيء ، وتخسر أولادك لم تحقق شيئاً .
قال أحد العلماء المعاصرين: لو بلغت منصباً ككلينتون ، وثروة كأوناسيس ، وعلماً كأنشتاين ، ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس .




أؤكد لكم أن الشقاء الذي يعانيه الأب حينما يرى ابنه متفلتاً صعب أن يوصف ، لا يوصف ، أشقى الناس ، فالذي يريد أن يسعى بأسرته عليه أن يعتني بأبنائه .
قال عالم من علماء الخليج ويحمل اختصاصاً نادراً في صناعة القادة ، قال أنه ما لم تعتنِ بابنك من السنة الأولى وحتى السابعة لم تستطع أن تجعله كما تتمنى ، وقال كلمة باللغة الخاصة بهم قال : بعد سبع سنوات العوض بسلامته .
فحينما يكون الطفل صغيراً ينبغي أن نعتني به ، بأخلاقه ، بعاداته ، بوسائله ، بدراسته ، بتهذيبه ، حتى إذا كبر يكون هذا الابن كما نتمنى ، وبعيد عن مشكلة المراهقة .




* على الإنسان أن يصادق ابنه دائماً:
لاعب ولدك سبعاً ، وأدبه سبعاً ، وراقبه سبعاً ، ثم اترك حبله على غاربه ، أي كن صديقاً له .
هناك مرحلة لا يصح فيها أن تؤدبه إطلاقاً ، طفل صغير ، هناك آباء لو أن ابنهم بكى في الليل يضربه ، عمره سنتان ، لاعب ولدك سبعاً ، أما من سبع سنوات إلى أربع عشرة سنة إنّ تكلم كلمة غير صحيحة ، كلمة غير لائقة ، أو معه حاجة ليست له ، يجب أن تبالغ بتأديبه ، لكن بعد أن بلغ الرابعة عشرة شعر بكيانه ، لا هو راشد يرضيك ، ولا هو صغير تعلمه ، أثناء شراء الألبسة يقول لك : هناك سن محير ، وهذا السن بعد الرابعة عشرة يحير ، تعالمه كراشد يخيب ظنك ، يعامله كطفل لا يحتمل .
لذلك هنا جاء التوجيه وراقبه سبعاً ، ثم اترك حبله على غاربه


أقول دائماً الثقافة الإسلامية ، أو بتعبير آخر الثقافة الشرق أوسطية الأب محترم ، لكن البطولة لا أن تكون أباً محترم أن تكون أباً محبوباً ، أؤكد على هذه الحقيقة ؛ كل أب وكل أم محترمان في ثقافتنا ، القرآن يؤكد ذلك ، وعاداتنا ، وتقاليدنا ، لكن البطولة لا أن يحترمك أبناؤك أن يحبوك ، يعني إذا أتيت إلى البيت يجب أن يكون العيد ، هناك عيد لأب سيء حينما يخرج ، فالعيد حينما تدخل لا حينما تخرج ، هناك أب يكون العيد بعد الخروج ، تنفس الصعداء خلصنا منه ، وهناك أب العيد يكون مع الدخول .
الحقيقة صعب تتصوروا أن النبي عليه الصلاة والسلام يؤكد أن الخيرية المطلقة للمؤمن في البيت ، لأنه خارج البيت بالتعبير العصري "بزنز" ، تتأنق ، تبتسم ، تصافح ، ينحي نصفين ، مصلحتك ، من أجل مكانتك ، بالبيت لا يوجد قيود ، تجده بالخارج عصفور بالبيت والعياذ بالله .
فالنبي الكريم يقول :
(( خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي )) .

[أخرجه الترمذي عن عائشة أم المؤمنين ] .
يقول عليه الصلاة والسلام :
(( أكرموا النساء فوالله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ، ويغلبهن لئيم ، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً ، من أن أكون لئيماً غالباً )) .

[ ابن عساكر عن علي بسند فيه مقال كبير ] .

Marshen Guy
28-6-2010, 01:22 AM
بارك الله فيك ووفقك لكل ما يحب ويرضى ، استمر وإلى الأمام

blue star
28-6-2010, 03:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مرحباً .. بالجزء الثانى ..
فعلا .. ان مسئولية تنشئة اجيال صالحة تقع على الاباء ..

جزاك الله خيرا على الموضوع .. الراآئع ..
بانتظار كل جديد لك ..
وبالتوفيق .. باذن الله ..

فى امان الله ..

Mw_NARUTO
28-6-2010, 04:50 AM
وعليكم السلامـــــ،،،

جزاك الله خيرا

على الموضوع الرائع والمدهش

اتمنى لك التوفيق في مواضيعك القادمه

في امانــ،، الله

( الأسيف )
28-6-2010, 10:26 AM
جزاكم الله خيرا اخي الكريم

كلام رائع جدا

ربنا يكرمك يارب

SaD_MaN
28-6-2010, 11:53 PM
From Earth & Blue Star & Mw NaruTo & Mr Obad
شكراً على المرور الكريم