عُبيدة
10-7-2010, 07:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين.. ولا حول ولا قوة إلا به
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
أيها الأحبة //
مابريت قلمي وكتبت ما كتبت.. إلا حين رأيت جمعاً من ( المنشدين الإسلاميين ) بدأوا يتساقطون من كونهم ( منشدين ) إلى اسم آخر لا أحبذ كتابته.. بل ويرفض قلمي ذلك.. وإني أتمنى أن أكون مخطئاً في تفكيري بأن أطلق عليهم تلك التسمية التي - وللأسف - رماهم بها غيري.. وإن كنت لا أتردد في إطلاقها على بعضهم.
وفي الحقيقة.. فإن مما دفعني لكتابة هذه الأحرف.. هو كثرة ما رأيت من الكلام في أولئك المنشدين.. بل ووصل الحال ببعضهم إلى الوقوع في أعراضهم وقوعاً شديداً.. وطعنوا فيهم طعناً عنيفاً.. وكانوا من المطففين.. فلم يوفوا الكيل والميزان.. ولم يحكموا بالعدل.. فعمموا الحكم وخلطوا الحق بالباطل.
وكلنا يعلم - يقيناً - أن دافع أغلب أولئك هو الغيرة على الدين.. وحرصاً منهم ألا يدخل في الدين ما ليس منه.. وقد دفعني ذلك إلى كتابة هذه الأسطر التي أسأل الله أن يطرح فيها الحق.. وأن كما خرجت من قلبي أن تصل إلى قلوبكم.. ومن فرّغ نفسه لقراءة هذا الموضوع ونيته غير الحق.. فليجدد نيته.
أولاً : حكم الأناشيد //
يقول سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز - قدّس الله روحه - : ( الأناشيد الإسلامية مثل الأشعار؛ إن كانت سليمة فهي سليمة ، و إن كانت فيها منكر فهي منكر ... و الحاصل أن البَتَّ فيها مطلقاً ليس بسديد ، بل يُنظر فيها ؛ فالأناشيد السليمة لا بأس بها ، والأناشيد التي فيها منكر أو دعوة إلى منكرٍ منكرةٌ ) [ راجع هذه الفتوى في شريط أسئلة وأجوبة الجامع الكبير ، رقم : (90 / أ) ].
وقال أيضاً - أنار الله ضريحه - جواباً على سؤال وجّه إليه ما نصه : ( الأناشيد تختلف فإذا كانت سليمة ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير والتذكير بالخير وطاعة الله ورسوله والدعوة إلى حماية الأوطان من كيد الأعداء والاستعداد للأعداء ، ونحو ذلك ، فليس فيها شيء . أما إذا كان فيها غير ذلك من دعوة إلى المعاصي واختلاط النساء بالرجال أو تكشفهن عندهم أو أي فساد كان فلا يجوز استماعها ) فتاوى و مقالات متنوعة [437/3] .
أكتفي بكلام الإمام ابن باز - رحمه الله - وسيأتي مزيد بيان بإذن الله.
ثانياً : لماذا ننشد ؟
كثيراً من التجاوزات التي تحصل من بعض المنشدين - هداهم الله - سببها الأول والأخير : نسيان الهدف ..!!
فإن الإنسان - أيّاً كان مجاله - إن لم يجعل له هدفاً يسير إليه.. ومقصداً يعمل لأجله.. فإن عمله سيكون مضطرب.. وجهده تخبط.. ونتاجه لا شيء.. هذا ما سيحصل حين يغيب الهدف.. أما إذا جعل الإنسان نصب عينيه هدفاً يقصده.. فإن عمله سيكون ذا نهج محدد - أياً كان هذا العمل -.. والإنشاد كذلك.. فإذا جعل المنشد نصب عينيه هدفاً واضحاً يرنو إليه.. كان لإنشاده طعم لذيذ.. ولحداءه لون بهي.. ولشدوه رائحة زكية..!!
والإنسان المؤمن يجعل أعماله كلها لله.. ويسعى بها لنيل رضاه.. فإذا جعل المنشد من مهنته وموهبته طريقاً لرضا الله تعالى.. فإنه سينال بذلك بإذن الله.. وإذا جعل رضى الله هدفه الأول والأخير.. فإنه لن يحيد مقدار شعرة عن النهج الصحيح والسبيل القويم للإنشاد.. أعني أنه سيختار كلمات سامية.. تدعو إلى فضيلة وتنهى عن رذيلة.. تأمر بمعروف وتنهى عن منكر.. ثم إنه سيجعل اللحن والأداء في أنشودته بعيداً كل البعد عن أداء من كان ينشد بلا هدف.. أعني بهم أولئك المغنيين الفسقة الذين ينتقون أقبح العبارات.. ويستخدمون آلات الشيطان..!!
مصيبة بعض المنشدين ( الإسلاميين ) أنه ينشد بلا هدف.. تجده في صغره قد عُرف بين أصحابه وبين ( الشباب ) بحسن الصوت.. فاشتهر عندهم - على الأقل - بأنه منشد.. فأنشد عندهم كم نشيد.. ثم كبر قليلاً وتطور أداءه.. وهكذا حتى ظهر على الساحة منشداً إسلامياً ولكن.. بلا هدف !!
قفشة : حين يكون النشيد بلا هدف //
يقول المنشد ( الإسلامي ) الفاضل :
وادانا وادانا.. وادانا وادانا ..وادانا وادانا
أنا مدري ويني ** حارت بي أفكاري
حاسس قلبي طاير ** في الدنيا وساري
http://forum.ma3ali.net/images/smilies/ac6.gif
ثالثاً : الوضع أكبر من كلمات تلحن //
جاءت شريعتنا ( الإسلامية ) بتطهير النفوس وإبعادها عن سفاسف الأمور.. ودرء أوقات الناس من أن تضيع في التفاهات والسخافات.. ولا يخفى على الجميع - خصوصاً في هذا الزمن - السعي الحثيث من أعداء الأمة لإشغال أفرادها بهذه الترهات والمعاصي والموبقات وأنواع اللهو والترفيه وضياع الوقت.. فأعداء الأمة لا زالوا يمدون أعوانهم - الذين قاموا بزراعتهم داخل جسد الأمة - بكل ما من شأنه إفساد الأمة.. وإشغال شبابها وفتياتها - بالذات - بصنوف من الشهوات والشبهات.
وإن ما يلاقيه الفرد المسلم في حياته من فتن الشهوات والشبهات.. لا يمكن مقاومته بالهزل.. ولا بترك الجد.. ولا بالانشغال بالتوافه.. وإنما يجب أن تكون المقاومة مقاومة جديّة حقيقية.. كي نتصدى سوياً للمؤامرات التي تصاغ ضد شبابنا.. وهذه المؤامرات توجب علينا جميعاً الاتحاد سوياً والقيام بالواجب المطلوب تجاه المحافظة على ديننا.
وإنه من المؤسف - حقاً - أن يشارك بعض المنشدين ( الإسلاميين ) من حيث لا يعلم - أو يعلم - في ضعف تلك المقاومة.. بأناشيدٍ امتلأت بـ( الآهات ) و ( الطنطنات ) و ( النغمات ) و ( العزف البغيض ) و ( البقبقات المضحكة ) و ... إلخ فضلاً عما قام ذاك المنشد بتلحينه من كلمات لا يُرجى من وراءها نفع للأمة في حاضرها أو مستقبلها ، أو في دينها أو دنياها.
رابعاً : من مشكاة الراسخين //
يقول سماحة العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - : ( الأناشيد الإسلامية كثر الكلام عليها وأنا لم أستمع إليها إلا من مدة طويلة، وهي أول ما خرجت لا بأس بها، ليس فيها دفوف، وتؤدى تأدية ليس فيها فتنة ، وليست على نغمات الأغاني المحرمة، لكن تطورت في الواقع وصارت يسمع منها قرع يمكن أن يكون غير الدف، ثم تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة، ثم تطورت أيضا إلى أنها تؤدى على صفة الأغاني المحرمة، لذلك بقي في النفس منها شيء وقلق، ولا يمكن للإنسان أن يفتي بأنها جائزة على كل حال ولا محرمة على كل حال، وإذا كانت خالية من الأشياء التي ذكرتها فهي جائزة، أما إذا كانت مصحوبة بدف، أو كان مختارا لها ذوي الأصوات الجميلة التي تفتن ، أو أديت على نغمات الأغاني الهابطة فإنه لا يجوز السماع لها ) استمع لكلام الشيخ بصوته يرحمه الله (http://www.islamgold.com/ff/nasheed1_oth.rm) .
ويقول سماحة شيخنا العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين - أطال الله عمره على طاعته - : ( النشيد هو قراءة القصائد إما بصوت واحد أو بترديد جماعتين، وقد كرهه بعض المشايخ، وقالوا: إنه من طرق الصوفية، وأن الترنم به يشبه الأغاني التي تثير الغرائز، ويحصل بها نشوة ومحبة لتلك النغمات. ولكن المختار عندي: جواز ذلك- إذا سلمت من المحذور- وكانت القصائد لا محذور في معانيها، كالحماسية والأشعار التي تحتوي على تشجيع المسلمين على الأعمال، وتحذيرهم من المعاصي، وبعث الهمم إلى الجهاد، والمسابقة في فعل الخيرات، فإن مصلحتها ظاهرة، وهي بعيدة عن الأغاني، وسالمة من الترنم ومن دوافع الفساد ) .
خامساً : المنشد قدوة //
مما يُنقِص من قدر المنشد.. ويقلل تأثيره على الناس.. هو أن يأمر في كلماته بخلاف ما يظهر للناس.. والله تعالى يقول : (( يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )).. حتى وإن لم يأمر بشيء لا يفعله.. فإن الواجب على المنشد ( الإسلامي ) الدعوة إلى الخير والحث على الفضائل والترغيب في الاستقامة.. والناس لهم أعين وعقول.. وكيف للعاقل أن يستجيب لدعوة من يظهر منه خلاف ما يدعو إليه ؟!
ومن المصائب أن بعض المنشدين ( الإسلاميين ! ) أصبح يجاهر بمعصيته.. فتجده يبرز صورته على غلاف شريطه وهو حليق اللحية.. ويخرج أمام الشاشات يجر ثوبه.. مع أن المنشد المسلم هو في الحقيقة ( داعية ) والداعية حري به أن يعمل بدعوته.. فإذا كان هذا المنشد لم يرضى رب البشر.. فأنى له أن يرضي البشر..؟! ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.. ومن التمس رضا الناس برضا الله رضي الله عنه وأرضى عنه الناس.
سادساً : المهرجانات والفيديو كليب //
حين قرأت كلام الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه إغاثة اللهفان (1/442) مبييناً أحوال المغنيين.. ظننته يتحدث عن واقع بعض المنشدين ( الإسلاميين ) في المهرجانات والأناشيد المصورة ( أو الفيديو كليب ) وأرجو منكم التأمل جيداً في كلام الإمام.. يقول رحمه الله :
( فيميل برأسه ، ويهز منكبيه ، ويضرب الأرض برجليه ، ويدق على أم راسه بيديه !
ويثب وثبات الدباب ، ويدور دوران الحمار حول الدولاب ، ويصفق بيديه تصفيق النسوان !
ويخور من الوجد ولا كخوار الثيران ، وتارة يتأوه تأوه الحزين ، وتارة يزعق زعقات المجانين ! )
لا إضافة ..!!
سابعاً : كلمة حق //
كم من نشيد ( إسلامي ) كان سبباً في هداية شاب غافل.. أو فتاة لاهية.. ومثل هذه الأناشيد هي التي تستفيد منها الأمة وتربي النشء على الأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة.. وهي التي يجد المنشد ثوابها عظيماً مضاعفاً يوم القيامة.. [ انظر : شادن: قصتي مع المنشد أبو عبدالملك (http://forum.ma3ali.net/t148489.html) ] (( هنِيئاً للمنشد ، وهنيئا أيضاً لكاتب الأبيات الشيخ الشاعر : محمد المقرن - وفقهما الله - عَلى الأجور التي ستعود عليهم )) .
ثامناً : كلام الله خير واعظ //
ولا يشِك أحد في أن القرآن خير واعظٍ ، قال تعالى : (( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) [الزمر : 23] ، و قال جلّ في علاه : (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ )) [الرعد : 28-29] .
فينبغي على كل مسلم ومسلمة ألا ينشغل بالنشيد عن تلاوة كلام الله تعالى وفهمه وتدبره.. والعمل بما فيه من أوامر.. وترك ما فيه من نواهي.. وسأدرج لكم هنا فتوى اللجنة الدائمة وفيها مزيد بيان.
ختاماً : انتباه //
جاء في فتوى للجنة الدائمة للإفتاء كلام عظيم ومهم أنصح الجميع بقراءته إلى نهايته.. فكلام أهل العلم دائماً ما يوافق الفطر السليمة والعقول الصحيحة.. إليكم نص الفتوى : ( يجوز لك أن تستعيض عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية ، فيها من الحِكَم و المواعظ و العِبَر ما يثير الحماس و الغيرة على الدين ، و يهُزُّ العواطف الإسلامية ، و ينفر من الشر و دواعيه ، لتَبعَثَ نفسَ من يُنشِدُها ومن يسمعُها إلى طاعة الله ، و تُنَفِّر من معصيته تعالى ، و تَعَدِّي حدوده ، إلى الاحتماءِ بحِمَى شَرعِهِ ، و الجهادِ في سبيله . لكن لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمُه ، و عادةً يستمر عليها ، بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة ، عند و جود مناسباتٍ و دواعيَ تدعو إليه ، كالأعراس و الأسفار للجهاد و نحوه ، و عند فتور الهمم ، لإثارة النفس و النهوض بها إلى فعل الخير ، و عند نزوع النفس إلى الشر و جموحها ، لردعها عنه وتـنفيرها منه . و خيرٌ من ذلك أن يتخذ لنفسه حزباً من القرآن يتلوه ، و وِرداً من الأذكار النبوية الثابتة ، فإن ذلك أزكَى للنفس ، و أطهر ، و أقوى في شرح الصدر، و طُمأنينة القلب . قال تعالى : ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) [ الزمر : 23 ] ، و قال سبحانه : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) [ الرعد : 28 ، 29 ] . و قد كان دَيدَن الصحابة و شأنهم رضي الله عنهم العناية بالكتاب و السنة حفظاً و دِراسةً و عملاً ، و مع ذلك كانت لهم أناشيد و حداء يترنمون به في مثل حفرِ الخندق ، و بناء المساجد ، و في سيرهم إلى الجهاد ، و نحو ذلك من المناسبات ، دون أن يجعلوه شعارهم ، و يعيروه جلّ همهم و عنايتهم ، لكنه مما يروحون به عن أنفسهم ، و يهيجون به مشاعرهم ) [ انظر النص الكامل لهذه الفتوى في كتاب : فتاوى إسلامية لأصحاب الفضيلة العلماء ، جمع وترتيب محمد بن عبدالعزيز المسند : 4 / 533 ] .
وَبَعْدُ :
فهذه رسالة إلى كل مسلم ومسلمة يبحث عن الحق.. وهي رسالة إلى كل منشد نوى بالإنشاد خدمة الدين والدعوة إلى الله عزّ وجلّ.. أن يتقي الله تعالى ويبتعد عن ( الشبهات ) .. وحق لنا في هذه الأيام أن نقول : أن يتقي الله ويبتعد عن ( المحرمات ) ..!!
وليحلو الختام بقول سيد الأنام عليه الصلاة والسلام :
عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وأن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري و مسلم .
وبه أستعين.. ولا حول ولا قوة إلا به
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
أيها الأحبة //
مابريت قلمي وكتبت ما كتبت.. إلا حين رأيت جمعاً من ( المنشدين الإسلاميين ) بدأوا يتساقطون من كونهم ( منشدين ) إلى اسم آخر لا أحبذ كتابته.. بل ويرفض قلمي ذلك.. وإني أتمنى أن أكون مخطئاً في تفكيري بأن أطلق عليهم تلك التسمية التي - وللأسف - رماهم بها غيري.. وإن كنت لا أتردد في إطلاقها على بعضهم.
وفي الحقيقة.. فإن مما دفعني لكتابة هذه الأحرف.. هو كثرة ما رأيت من الكلام في أولئك المنشدين.. بل ووصل الحال ببعضهم إلى الوقوع في أعراضهم وقوعاً شديداً.. وطعنوا فيهم طعناً عنيفاً.. وكانوا من المطففين.. فلم يوفوا الكيل والميزان.. ولم يحكموا بالعدل.. فعمموا الحكم وخلطوا الحق بالباطل.
وكلنا يعلم - يقيناً - أن دافع أغلب أولئك هو الغيرة على الدين.. وحرصاً منهم ألا يدخل في الدين ما ليس منه.. وقد دفعني ذلك إلى كتابة هذه الأسطر التي أسأل الله أن يطرح فيها الحق.. وأن كما خرجت من قلبي أن تصل إلى قلوبكم.. ومن فرّغ نفسه لقراءة هذا الموضوع ونيته غير الحق.. فليجدد نيته.
أولاً : حكم الأناشيد //
يقول سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز - قدّس الله روحه - : ( الأناشيد الإسلامية مثل الأشعار؛ إن كانت سليمة فهي سليمة ، و إن كانت فيها منكر فهي منكر ... و الحاصل أن البَتَّ فيها مطلقاً ليس بسديد ، بل يُنظر فيها ؛ فالأناشيد السليمة لا بأس بها ، والأناشيد التي فيها منكر أو دعوة إلى منكرٍ منكرةٌ ) [ راجع هذه الفتوى في شريط أسئلة وأجوبة الجامع الكبير ، رقم : (90 / أ) ].
وقال أيضاً - أنار الله ضريحه - جواباً على سؤال وجّه إليه ما نصه : ( الأناشيد تختلف فإذا كانت سليمة ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير والتذكير بالخير وطاعة الله ورسوله والدعوة إلى حماية الأوطان من كيد الأعداء والاستعداد للأعداء ، ونحو ذلك ، فليس فيها شيء . أما إذا كان فيها غير ذلك من دعوة إلى المعاصي واختلاط النساء بالرجال أو تكشفهن عندهم أو أي فساد كان فلا يجوز استماعها ) فتاوى و مقالات متنوعة [437/3] .
أكتفي بكلام الإمام ابن باز - رحمه الله - وسيأتي مزيد بيان بإذن الله.
ثانياً : لماذا ننشد ؟
كثيراً من التجاوزات التي تحصل من بعض المنشدين - هداهم الله - سببها الأول والأخير : نسيان الهدف ..!!
فإن الإنسان - أيّاً كان مجاله - إن لم يجعل له هدفاً يسير إليه.. ومقصداً يعمل لأجله.. فإن عمله سيكون مضطرب.. وجهده تخبط.. ونتاجه لا شيء.. هذا ما سيحصل حين يغيب الهدف.. أما إذا جعل الإنسان نصب عينيه هدفاً يقصده.. فإن عمله سيكون ذا نهج محدد - أياً كان هذا العمل -.. والإنشاد كذلك.. فإذا جعل المنشد نصب عينيه هدفاً واضحاً يرنو إليه.. كان لإنشاده طعم لذيذ.. ولحداءه لون بهي.. ولشدوه رائحة زكية..!!
والإنسان المؤمن يجعل أعماله كلها لله.. ويسعى بها لنيل رضاه.. فإذا جعل المنشد من مهنته وموهبته طريقاً لرضا الله تعالى.. فإنه سينال بذلك بإذن الله.. وإذا جعل رضى الله هدفه الأول والأخير.. فإنه لن يحيد مقدار شعرة عن النهج الصحيح والسبيل القويم للإنشاد.. أعني أنه سيختار كلمات سامية.. تدعو إلى فضيلة وتنهى عن رذيلة.. تأمر بمعروف وتنهى عن منكر.. ثم إنه سيجعل اللحن والأداء في أنشودته بعيداً كل البعد عن أداء من كان ينشد بلا هدف.. أعني بهم أولئك المغنيين الفسقة الذين ينتقون أقبح العبارات.. ويستخدمون آلات الشيطان..!!
مصيبة بعض المنشدين ( الإسلاميين ) أنه ينشد بلا هدف.. تجده في صغره قد عُرف بين أصحابه وبين ( الشباب ) بحسن الصوت.. فاشتهر عندهم - على الأقل - بأنه منشد.. فأنشد عندهم كم نشيد.. ثم كبر قليلاً وتطور أداءه.. وهكذا حتى ظهر على الساحة منشداً إسلامياً ولكن.. بلا هدف !!
قفشة : حين يكون النشيد بلا هدف //
يقول المنشد ( الإسلامي ) الفاضل :
وادانا وادانا.. وادانا وادانا ..وادانا وادانا
أنا مدري ويني ** حارت بي أفكاري
حاسس قلبي طاير ** في الدنيا وساري
http://forum.ma3ali.net/images/smilies/ac6.gif
ثالثاً : الوضع أكبر من كلمات تلحن //
جاءت شريعتنا ( الإسلامية ) بتطهير النفوس وإبعادها عن سفاسف الأمور.. ودرء أوقات الناس من أن تضيع في التفاهات والسخافات.. ولا يخفى على الجميع - خصوصاً في هذا الزمن - السعي الحثيث من أعداء الأمة لإشغال أفرادها بهذه الترهات والمعاصي والموبقات وأنواع اللهو والترفيه وضياع الوقت.. فأعداء الأمة لا زالوا يمدون أعوانهم - الذين قاموا بزراعتهم داخل جسد الأمة - بكل ما من شأنه إفساد الأمة.. وإشغال شبابها وفتياتها - بالذات - بصنوف من الشهوات والشبهات.
وإن ما يلاقيه الفرد المسلم في حياته من فتن الشهوات والشبهات.. لا يمكن مقاومته بالهزل.. ولا بترك الجد.. ولا بالانشغال بالتوافه.. وإنما يجب أن تكون المقاومة مقاومة جديّة حقيقية.. كي نتصدى سوياً للمؤامرات التي تصاغ ضد شبابنا.. وهذه المؤامرات توجب علينا جميعاً الاتحاد سوياً والقيام بالواجب المطلوب تجاه المحافظة على ديننا.
وإنه من المؤسف - حقاً - أن يشارك بعض المنشدين ( الإسلاميين ) من حيث لا يعلم - أو يعلم - في ضعف تلك المقاومة.. بأناشيدٍ امتلأت بـ( الآهات ) و ( الطنطنات ) و ( النغمات ) و ( العزف البغيض ) و ( البقبقات المضحكة ) و ... إلخ فضلاً عما قام ذاك المنشد بتلحينه من كلمات لا يُرجى من وراءها نفع للأمة في حاضرها أو مستقبلها ، أو في دينها أو دنياها.
رابعاً : من مشكاة الراسخين //
يقول سماحة العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - : ( الأناشيد الإسلامية كثر الكلام عليها وأنا لم أستمع إليها إلا من مدة طويلة، وهي أول ما خرجت لا بأس بها، ليس فيها دفوف، وتؤدى تأدية ليس فيها فتنة ، وليست على نغمات الأغاني المحرمة، لكن تطورت في الواقع وصارت يسمع منها قرع يمكن أن يكون غير الدف، ثم تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة، ثم تطورت أيضا إلى أنها تؤدى على صفة الأغاني المحرمة، لذلك بقي في النفس منها شيء وقلق، ولا يمكن للإنسان أن يفتي بأنها جائزة على كل حال ولا محرمة على كل حال، وإذا كانت خالية من الأشياء التي ذكرتها فهي جائزة، أما إذا كانت مصحوبة بدف، أو كان مختارا لها ذوي الأصوات الجميلة التي تفتن ، أو أديت على نغمات الأغاني الهابطة فإنه لا يجوز السماع لها ) استمع لكلام الشيخ بصوته يرحمه الله (http://www.islamgold.com/ff/nasheed1_oth.rm) .
ويقول سماحة شيخنا العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين - أطال الله عمره على طاعته - : ( النشيد هو قراءة القصائد إما بصوت واحد أو بترديد جماعتين، وقد كرهه بعض المشايخ، وقالوا: إنه من طرق الصوفية، وأن الترنم به يشبه الأغاني التي تثير الغرائز، ويحصل بها نشوة ومحبة لتلك النغمات. ولكن المختار عندي: جواز ذلك- إذا سلمت من المحذور- وكانت القصائد لا محذور في معانيها، كالحماسية والأشعار التي تحتوي على تشجيع المسلمين على الأعمال، وتحذيرهم من المعاصي، وبعث الهمم إلى الجهاد، والمسابقة في فعل الخيرات، فإن مصلحتها ظاهرة، وهي بعيدة عن الأغاني، وسالمة من الترنم ومن دوافع الفساد ) .
خامساً : المنشد قدوة //
مما يُنقِص من قدر المنشد.. ويقلل تأثيره على الناس.. هو أن يأمر في كلماته بخلاف ما يظهر للناس.. والله تعالى يقول : (( يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )).. حتى وإن لم يأمر بشيء لا يفعله.. فإن الواجب على المنشد ( الإسلامي ) الدعوة إلى الخير والحث على الفضائل والترغيب في الاستقامة.. والناس لهم أعين وعقول.. وكيف للعاقل أن يستجيب لدعوة من يظهر منه خلاف ما يدعو إليه ؟!
ومن المصائب أن بعض المنشدين ( الإسلاميين ! ) أصبح يجاهر بمعصيته.. فتجده يبرز صورته على غلاف شريطه وهو حليق اللحية.. ويخرج أمام الشاشات يجر ثوبه.. مع أن المنشد المسلم هو في الحقيقة ( داعية ) والداعية حري به أن يعمل بدعوته.. فإذا كان هذا المنشد لم يرضى رب البشر.. فأنى له أن يرضي البشر..؟! ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.. ومن التمس رضا الناس برضا الله رضي الله عنه وأرضى عنه الناس.
سادساً : المهرجانات والفيديو كليب //
حين قرأت كلام الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه إغاثة اللهفان (1/442) مبييناً أحوال المغنيين.. ظننته يتحدث عن واقع بعض المنشدين ( الإسلاميين ) في المهرجانات والأناشيد المصورة ( أو الفيديو كليب ) وأرجو منكم التأمل جيداً في كلام الإمام.. يقول رحمه الله :
( فيميل برأسه ، ويهز منكبيه ، ويضرب الأرض برجليه ، ويدق على أم راسه بيديه !
ويثب وثبات الدباب ، ويدور دوران الحمار حول الدولاب ، ويصفق بيديه تصفيق النسوان !
ويخور من الوجد ولا كخوار الثيران ، وتارة يتأوه تأوه الحزين ، وتارة يزعق زعقات المجانين ! )
لا إضافة ..!!
سابعاً : كلمة حق //
كم من نشيد ( إسلامي ) كان سبباً في هداية شاب غافل.. أو فتاة لاهية.. ومثل هذه الأناشيد هي التي تستفيد منها الأمة وتربي النشء على الأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة.. وهي التي يجد المنشد ثوابها عظيماً مضاعفاً يوم القيامة.. [ انظر : شادن: قصتي مع المنشد أبو عبدالملك (http://forum.ma3ali.net/t148489.html) ] (( هنِيئاً للمنشد ، وهنيئا أيضاً لكاتب الأبيات الشيخ الشاعر : محمد المقرن - وفقهما الله - عَلى الأجور التي ستعود عليهم )) .
ثامناً : كلام الله خير واعظ //
ولا يشِك أحد في أن القرآن خير واعظٍ ، قال تعالى : (( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) [الزمر : 23] ، و قال جلّ في علاه : (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ )) [الرعد : 28-29] .
فينبغي على كل مسلم ومسلمة ألا ينشغل بالنشيد عن تلاوة كلام الله تعالى وفهمه وتدبره.. والعمل بما فيه من أوامر.. وترك ما فيه من نواهي.. وسأدرج لكم هنا فتوى اللجنة الدائمة وفيها مزيد بيان.
ختاماً : انتباه //
جاء في فتوى للجنة الدائمة للإفتاء كلام عظيم ومهم أنصح الجميع بقراءته إلى نهايته.. فكلام أهل العلم دائماً ما يوافق الفطر السليمة والعقول الصحيحة.. إليكم نص الفتوى : ( يجوز لك أن تستعيض عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية ، فيها من الحِكَم و المواعظ و العِبَر ما يثير الحماس و الغيرة على الدين ، و يهُزُّ العواطف الإسلامية ، و ينفر من الشر و دواعيه ، لتَبعَثَ نفسَ من يُنشِدُها ومن يسمعُها إلى طاعة الله ، و تُنَفِّر من معصيته تعالى ، و تَعَدِّي حدوده ، إلى الاحتماءِ بحِمَى شَرعِهِ ، و الجهادِ في سبيله . لكن لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمُه ، و عادةً يستمر عليها ، بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة ، عند و جود مناسباتٍ و دواعيَ تدعو إليه ، كالأعراس و الأسفار للجهاد و نحوه ، و عند فتور الهمم ، لإثارة النفس و النهوض بها إلى فعل الخير ، و عند نزوع النفس إلى الشر و جموحها ، لردعها عنه وتـنفيرها منه . و خيرٌ من ذلك أن يتخذ لنفسه حزباً من القرآن يتلوه ، و وِرداً من الأذكار النبوية الثابتة ، فإن ذلك أزكَى للنفس ، و أطهر ، و أقوى في شرح الصدر، و طُمأنينة القلب . قال تعالى : ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) [ الزمر : 23 ] ، و قال سبحانه : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) [ الرعد : 28 ، 29 ] . و قد كان دَيدَن الصحابة و شأنهم رضي الله عنهم العناية بالكتاب و السنة حفظاً و دِراسةً و عملاً ، و مع ذلك كانت لهم أناشيد و حداء يترنمون به في مثل حفرِ الخندق ، و بناء المساجد ، و في سيرهم إلى الجهاد ، و نحو ذلك من المناسبات ، دون أن يجعلوه شعارهم ، و يعيروه جلّ همهم و عنايتهم ، لكنه مما يروحون به عن أنفسهم ، و يهيجون به مشاعرهم ) [ انظر النص الكامل لهذه الفتوى في كتاب : فتاوى إسلامية لأصحاب الفضيلة العلماء ، جمع وترتيب محمد بن عبدالعزيز المسند : 4 / 533 ] .
وَبَعْدُ :
فهذه رسالة إلى كل مسلم ومسلمة يبحث عن الحق.. وهي رسالة إلى كل منشد نوى بالإنشاد خدمة الدين والدعوة إلى الله عزّ وجلّ.. أن يتقي الله تعالى ويبتعد عن ( الشبهات ) .. وحق لنا في هذه الأيام أن نقول : أن يتقي الله ويبتعد عن ( المحرمات ) ..!!
وليحلو الختام بقول سيد الأنام عليه الصلاة والسلام :
عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وأن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري و مسلم .