[ اللــيـــث ]
18-7-2010, 04:52 PM
http://img837.imageshack.us/img837/5016/66183321.png
..الحمد لله وحده نستعينه و نستغفره و نعوذ به من شرور أنفسنا
و من سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مظل له، و من يظلل فلا هادي له
وأشهدأن سيدنا و حبيبنا و أسوتنا محمد صلى الله عليه و سلم
عبده و رسوله أرسله بالحق بشيرا بين يدي الساعة
من يطع الله تعالى و رسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه
لا يضر إلا نفسه و لا يضر الله تعالى شيئا . أما بعد :
http://img20.imageshack.us/img20/2199/31100820.png
يسرني ان يقدم لكم سلسلة من المواضيع التربوية الأخلاقية المتنوعة التي تتناول
الأخلاق بشكل خاص عسى أن أصل لمبتغاي و بالتالي تحسين
أخلاقنا على ضوء القرآن و السنة النبوية الشريفة
http://img51.imageshack.us/img51/5125/86061786.png
الغضب؛<<<
مــــــاهـــو الـــغــ..ـضــ,,ب ؟؟!!؟؟
الغـضــب هو حالة نفسية و ظاهرة انفعالية تتجذر في الإنسان منذ ولادته
فهو من المشاعر التي جبل عليها الإنسان لذلك فالغضب
حالة طبيعية موافقة للفطرة البشرية
فالطفل الصغير يغضب
و الرضيع يغضب
بل و حتى الجنين
في بطن أمه أثبت علميا أنه يغضب
و من الخطأ القول بأن الغـضــب ظاهرة مستقبحة بشكل محض و أن
الغـضــب لا يوجد في الإنسان السوي بل على العكس فالذي لا
يغــضـب إن وجد فهو غير سوي و لم يعرف أن أحدًا من بني آدم لم يعرف الغضب ، فحتى
الرسول صلى الله عليه و سلم الذي كان " خــلقـه القرآن "
و الذي وصفه الله عز و جل بــــ " و إنك لعلى خلق عظيم "
كان يغــضـب ، و هذا يثبت أنه أمر طبيعي لا يخلو من إنسان سوي ،
و لكن الشيء الغير طبيعي هو السقوط ضحــيـة للغــضـب الأناني و عدم ردعه
http://img51.imageshack.us/img51/4734/68875834.png
قبل التطرق لهذا الأمر وجب الإشارة لأنواع الغضب <<
يقسم العلماء الغــضــب إلى نوعـ2ـــين هما :::
أولا : الغضب المحمود
ثانيا : الغضب المذموم
أولا : الغضب المحمود
من الحكم الربانية البالغة أن جعل الغــضـب غريزة في الإنسان فلولا الغضب
لما ثار المسلم و غضب إذا أنتهكت محارم الله أو أهين دينه أو أراد
عدو إغتصاب أرضه و بلاده ..
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
لولا غريزة الغــضـب لما ثار الإنسان لعرضه ..
لولا الغــضـب لما ثار الإنسان و غضب على من مس مقدساته الدينية ..
لولا الغــضـب لما وجد البغض في الله ..
الغــضـب المحـــمود تتجلى أهميته و فائدته في المحافظة على النفس
و المحافظة على الدين و المحافظة على المال ، و المحافظة على العرض
و المحاظة على الوطن الإسلامي من كيد المشركين و المعتدين و أعداء الأمة و الدين ..
هـــذا النوع من الغضب هــو الذي يفتقر إليه مسلموا اليوم إلا من رحم ربي
و هو واجب على كل مسلم ؛ لأنه من صفات
الرسول صلى الله عليه و سلم الذي كان لا يغضب إلا للحق و كان غضبه في الله شديدا فها هو
صلى الله عليه و سلم يغضب أشد الغــضـب على من جائه
يشفع في حد من حدود الله و قال قولته الشهيرة الخالدة
" إنما أهلك الذين من قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه
و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، و أيم الله لو أن فاطمة بنت محمد
سرقت لقطعت يدها "
و أخرج الطبراني عن أنس رضي الله عنه أنه قال " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم انتقم لنفسه من شيء إلا إذا انتهكت لله حرمة ، فإن انتهكت له حرمة كان أشد الناس غضبا ، و ما عرض عليه أمران إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه سخط الله ، فإذا كان فيه لله سخط كان أبعد الناس منه "
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
ثانيا : الغضب المذموم
إنـــــ كثيرًا من علماء الإجتماع و التربية عدوا الغضب من الرذائل الممقوتة ،و العادات المذمومة
و يقصدون من وراء هذا الغضــب المذموم الذي يؤدي إلى أسوء الآثار
و أوخم العواقب ، و ذلك حين الإنفعال و الغضب من أجل المصالح الشخصية
و البواعث الأنانية ، و لا يخفى عن أحد ما في هذا الغضــب
من نتائج سلبية ، فهو يمزق الوحدة
و ينتج عنه تصدع في المجتمع
و إضمحلال الأخوة و المحبة في ربوع المجتمع
إنـــ هذا الغــضــب يؤدي إلى تدمير حياة الإنسان و هو أيضا غضــب طبيعي
أي الغضب للنفس و لكن الذي يحوله لغير طبيعي و يصيّره مذموما هو الإسترسال فيه
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
إنــــ الغــضــب هذا لمن أحد أسلحة الشيطان اللعين ، الذي يعظم أشياء تافهة في أعيننا
و حين يغضب الإنسان يكون سهل الوقوع في حبال الشيطان ..
لم لا و الغضب يعمي بصيرة الإنسان و يجعل دمه يغلي ..
فيصبح أحيانا كثيرة الإنسان الغاضب كــوحش كاسر يكاد ينفجر في الجميع ..
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
هذا النوع من الغـضـب هو مسبب تشرد الأسر و مسبب الخصومات
و النزاعات و هو أحد المسببات الرئيسية لحوادث القتل ..
فحين يغضب الإنسان يصبح بــلا شعور و يصبح مستعدًا لإقتراف أشنع
الأفعال من أجل إشفاء غليله و لكن بعد تفجير الغــضـب يأتي ندم و ما بعده ندم .. إلاّ أنّ الأوان يكون قد فات ويكون حينها
لا ينفع الندم
و لا التذكر
و الألم ..
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
و كما أسلفنا فهذا النوع من الغـضــب طبيعي في الإنسان و لا يمكن لأحد ألاّ يشعر به ، لأنه شعور
لا يد له فيه ولا حيلة ,, فهو غريزة جُبل عليها الإنسان منذ
ولادته و تبقى ملازمة له إلى حين وفاته ، لــذلك فلا عجب أن يهتم
الرسول صلى الله عليه و سلم بظاهرة الغـضـب و أن يمتدح
الذين يمتلكون أنفسهم هند الغــضــب ...
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" ليس الشديد بالصُرعة ، إنّما الشديد من يملك نفسه عندالغـضـب "
فــالضعيف الحقيقي هو من يغضب و يسترسل في غضبه لأنــه
يفقد سيطرته عن نفسه و من لا يملك نفسه فهو الضعيف عينه ...
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
إنـــــ الحلم له آثار و نتائج إيجابية على المجتمع و الفرد
و لا يعرف الحلم إلا كما قال لقمان الحكيم
" لا يعرف الحليم إلا عند الغضب "
و الحلم خلـــق و ما بعده خــلــق إتصف به الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام
فهو صلى الله عليه و سلم من آذاهُ قومه و كذبوه و سبوه و اتهموه
بــأشنع الإتهامات
و
نصبوا له المكائد تلو المكائد
و
سخروا منه
و
رشقوه بالحجارة
و
أغروا به السفهاء و أدموا رجليه الشريفتين
و
حاولوا قتله صلى الله عليه و سلم
فما كان منه إلأ أن قال : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون "
مـــا أعظم حلمك يا نبي الله ...!!!!
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
و كان صلى الله عليه و سلم يحسن إلى من يسيء إليه و لم يعرف قط أنه
إنتقم لنفسه و إنّما
العفو و الحلم
كــانتا صفتين تتأصلان في أخلاقه عليه الصلاة و السلام
و ما أحوجنا نحن لهذه الصفتين و الخلقين العظيمين..
لا شك أن إمساك الغضب لمن أفظل الصفات و قد أولى الإسلام عناية بالغة بظاهرة
الغضب
فتارة يرغب
و تارة يرهب
و تارة يحث على ردع الغضب .
قال رجل للـنبي عليه الصلاة و السلام :
"أوصني ، قال : لا تغضب ، فرد مرار ، قال : لا تغضب . "
و نــعم الوصية منك يـــا رسول الله..
و عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له :
" ما يباعدني من غضب الله عز و جل ؟ قال : لا تغضب . "
و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
" من كظم غيضا و هو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم
القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخبره في أي الحور العين شاء "
و لا غرابة أن يأمر القرآن العظيم المؤمنين و المؤمنات بكظم الغيض و يمتدحهم بذلك
فقد قال عز و جل
{ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم}
وقال عز من قائل :
{ و عباد الرحمان يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما }
و قد وعد الله عز و جل الكاظمين الغيظ مرتبة جليلة و هي مرتبة الإحسان
فيـقول سبحانه
{ و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين }
فــ القرآن الكريم يحث على إمساك النفس عند الغضب و عدم الإسترسال
فيه فهذا من جهاد النفس و هذا ما يجعل الغضب صفة طبيعية
لا يعاقب عليها من تملكته و إنما الذي يعاقب و يحاسب هو من
فجر غضبه و نفذ غيظه و لا حرج عمن يغضب و يمسك نفسه
{ و إذا غضبوا هم يغفرون }
http://img39.imageshack.us/img39/2329/41654554.png
الوقاية و العلاج من الغضب <<<
إنـــ الوقاية من الغضب
الغضب و قراءة القرآن لأنه يلين القلب فيجعله مملوءًا إيمانًا لتكون له القدرة على ملك الغضب ..
كلــــ الأسباب التي تؤدي للــغـضـب عادة ينبغي تجنبها أو التعامل معها بحرص
و حذر شديدين و بعقلانية ، إلا أنه أحيانا كثيرة يأتي الغــضـب لأسباب خارجة عن إرادة الإنسان ,,
و هنا يتم العلاج و هنا يمكن أن نتحدث عن كظم الغيظ ، و هنا يعرف الحليم ، و هنا
يختار الإنسان إما أن ينزل بنفسه إلى الحضيض في مرتبة الجهلة و إما
أن يسمو بنفسه و يرتقي بأخلاقه ليصل مرتبة المحسنين الذين يحبهم الله ..
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
منــــ هدي النبوة عرف أن تغيير الوضعية التي يكون عليها الإنسان حين الغضب
فيها سر لذهاب الغيظ فقد قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب ، و إلا فليضطجع "
الوضوء كذلك يذهب الغضب لقوله صلى الله عليه و سلم :
" الغضب من الشيطان و إن الشيطان خلق من النار ، و إنّما تطفأ النار بالماء ، فإن غضب أحدكم فليتوضأ "
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
"إن كان الــكلام من فــضــة فالــسكوت من ذهـــب "
إنــ السكوت لمن أفظل علاج لحالة الغضب لأنه الذي يغضب
يتكلم كلاما أقرب للهذيان فقد يصل لأن يفجر أقوالاً
عظيمة قد يسب فيها الملة و الدين و الرب سبحانه
و القضاء و القدر و كل شيء حوله لأنه كما يـقال
" عند الغضب لا تعي ما تقول "
لذلك فيعتبر السكوت من أنجح الوسائل التي تسكت و تسكن حدة الغضب و قد وصانا به الحبيب المصطفى إذ قال بصريح العبارة :
" إذا غضب أحدكم فليسكت "
مـــا أسعد من تأسى بك يا خير البشر
و كذلك التعوذ بالله من الشيطان الرجيم لأنه هو من ينفخ في الغضبان
و يدفعه للقيام بأعمال و أفعال دون وعي و هذا يجعل التعوذ منه يقلل من حدة الغضب
و يذهبها ، إذ جاء في الصحيحين أنه استب رجلان عند النبي صلى الله عليه و سلم
و أحدهما يسب صاحبه مغضبا و قد احمر وجهه
فقال النبي عليه الصلاة و السلام :
" إني لأعلم لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لذهب عنه ما يجده "
هـــذه من اهم الوصايا المحمدية في تسكين الغضب و التخفيف من حدته
و ما خاب من تأسى بــخير البشر صلى الله عليه و سلم
http://img821.imageshack.us/img821/1055/47058904.png
ختاما<<
إنــــ ظاهرة الغضب فطرية في الإنسان قد تكون
محمودة أو مذمومة
إن كانت لنصرة الأنانية
و تحقيق النرجسية
و على العموم فالغضب
يبقى في يد الإنسان إن شاء تحكم فيه و قاده وفق إرادته بإتباع المنهج الرباني المتجلي
في قدوتنا محمد صلى الله عليه و سلم و التأسي
بأقواله و أفعاله و بالتالي الوصول لمراتب سامية
جليلة منها الإحسان ، و إن شاء فقد السيطرة عليه و صار منقادًا له..
أسيرًا للشيطان إن لم يأخذ بوصايا الحبيب المصطفى الذي لا
ينطق عن الهوى و الذي يمثل في الحقيقة
الحياة البشرية المثالية التي اختارها الرب سبحانه لعباده...
لقد كان وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لحالة الغضب أشمل وصف فقال :
" ألا وإن الغضب جمرة فى قلب إبن آدم ، أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه !!! رواه أحمد
والغضب والعياذ بالله مرتبط بالكبر والاستعلاء والظلم والتعدى ولهذا كان طريقا مهلكا تأباه القلوب الكريمة والفطر السليمة .
والغضب داء ومرض وقد جعل له النبى صلى الله عليه وسلم دواء نافعاً وعلاجا شافياً فأوصنا بعدم الغضب وذلك فى قوله : (لا تغضب " والحديث رواه البخارى ) فوجب علينا إيقاف الغضب وأسبابه قبل بدايته وذلك خير من التمادى فيه ومحاولة إصلاح نتائجة الوخيمة ..
وأوصانا وعلمنا أن الغضب من الشيطان والشيطان يورد الانسان موارد الهلاك ...
وأيضا يجب أن نلتزم بالهدى النبوى .
وأوصانا أيضا بالسكوت حال الغضب وحبس اللسان فقد قال : " علموا وبشروا ولا تعسروا ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت " رواه أحمد .
ولنعلم أن من فضل الله على من تجرع الغضب وكتمه جاء ذلك فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها إبتغاء وجه الله تبارك وتعالى " رواه ابن ماجه
جعلنا الله نقتدى برسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه فى كل أمور حياتنا صغيرها وكبيرها
ولنضع قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم " لا تغضب "نصب أعيننا دائماً جعلنا الله وإياكم من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ...
لتأسيس الأخلاق و الفضائل على هديهِ معلم الأمة الأول ...
و من يكون غضبه الذموم . حريا به أن يتعلم الغضب المحمود .. الذي ينفعنا و يسترد حقوقنا و مسجدنا الأقصى ..
و الأعظم من ذلك و ذاك العفو و الحلم و كظم الغيظ .. فذلك راحة و صفاء للقلب .. و جنة الخلد الأعلى ..
قال أبو الدرداء رضي الله عنه:" يا رسول الله، دُلني على عمل يدخلني الجنة. قال عليه الصلاة والسلام: لا تغضب، ولك الجنة "
يالها من كلمة, ولكن لا يطيق حملها إلا النفوس الكبار..
وإذا كانت النفوسُ كِبارًا *** تَعِبَتْ في مرادها الأجسامُ..
اشكر اختي الفاضلة ( ..لؤلؤة.. )
على الفواصل التي اعطت للموضوع بهجته
وذادته جمالا فبارك الله فيها واسعدها
في الدارين
فشكرا لــــــها....
http://img844.imageshack.us/img844/2052/75689696.png
http://img51.imageshack.us/img51/4573/88255811.gif
..الحمد لله وحده نستعينه و نستغفره و نعوذ به من شرور أنفسنا
و من سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مظل له، و من يظلل فلا هادي له
وأشهدأن سيدنا و حبيبنا و أسوتنا محمد صلى الله عليه و سلم
عبده و رسوله أرسله بالحق بشيرا بين يدي الساعة
من يطع الله تعالى و رسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه
لا يضر إلا نفسه و لا يضر الله تعالى شيئا . أما بعد :
http://img20.imageshack.us/img20/2199/31100820.png
يسرني ان يقدم لكم سلسلة من المواضيع التربوية الأخلاقية المتنوعة التي تتناول
الأخلاق بشكل خاص عسى أن أصل لمبتغاي و بالتالي تحسين
أخلاقنا على ضوء القرآن و السنة النبوية الشريفة
http://img51.imageshack.us/img51/5125/86061786.png
الغضب؛<<<
مــــــاهـــو الـــغــ..ـضــ,,ب ؟؟!!؟؟
الغـضــب هو حالة نفسية و ظاهرة انفعالية تتجذر في الإنسان منذ ولادته
فهو من المشاعر التي جبل عليها الإنسان لذلك فالغضب
حالة طبيعية موافقة للفطرة البشرية
فالطفل الصغير يغضب
و الرضيع يغضب
بل و حتى الجنين
في بطن أمه أثبت علميا أنه يغضب
و من الخطأ القول بأن الغـضــب ظاهرة مستقبحة بشكل محض و أن
الغـضــب لا يوجد في الإنسان السوي بل على العكس فالذي لا
يغــضـب إن وجد فهو غير سوي و لم يعرف أن أحدًا من بني آدم لم يعرف الغضب ، فحتى
الرسول صلى الله عليه و سلم الذي كان " خــلقـه القرآن "
و الذي وصفه الله عز و جل بــــ " و إنك لعلى خلق عظيم "
كان يغــضـب ، و هذا يثبت أنه أمر طبيعي لا يخلو من إنسان سوي ،
و لكن الشيء الغير طبيعي هو السقوط ضحــيـة للغــضـب الأناني و عدم ردعه
http://img51.imageshack.us/img51/4734/68875834.png
قبل التطرق لهذا الأمر وجب الإشارة لأنواع الغضب <<
يقسم العلماء الغــضــب إلى نوعـ2ـــين هما :::
أولا : الغضب المحمود
ثانيا : الغضب المذموم
أولا : الغضب المحمود
من الحكم الربانية البالغة أن جعل الغــضـب غريزة في الإنسان فلولا الغضب
لما ثار المسلم و غضب إذا أنتهكت محارم الله أو أهين دينه أو أراد
عدو إغتصاب أرضه و بلاده ..
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
لولا غريزة الغــضـب لما ثار الإنسان لعرضه ..
لولا الغــضـب لما ثار الإنسان و غضب على من مس مقدساته الدينية ..
لولا الغــضـب لما وجد البغض في الله ..
الغــضـب المحـــمود تتجلى أهميته و فائدته في المحافظة على النفس
و المحافظة على الدين و المحافظة على المال ، و المحافظة على العرض
و المحاظة على الوطن الإسلامي من كيد المشركين و المعتدين و أعداء الأمة و الدين ..
هـــذا النوع من الغضب هــو الذي يفتقر إليه مسلموا اليوم إلا من رحم ربي
و هو واجب على كل مسلم ؛ لأنه من صفات
الرسول صلى الله عليه و سلم الذي كان لا يغضب إلا للحق و كان غضبه في الله شديدا فها هو
صلى الله عليه و سلم يغضب أشد الغــضـب على من جائه
يشفع في حد من حدود الله و قال قولته الشهيرة الخالدة
" إنما أهلك الذين من قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه
و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، و أيم الله لو أن فاطمة بنت محمد
سرقت لقطعت يدها "
و أخرج الطبراني عن أنس رضي الله عنه أنه قال " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم انتقم لنفسه من شيء إلا إذا انتهكت لله حرمة ، فإن انتهكت له حرمة كان أشد الناس غضبا ، و ما عرض عليه أمران إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه سخط الله ، فإذا كان فيه لله سخط كان أبعد الناس منه "
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
ثانيا : الغضب المذموم
إنـــــ كثيرًا من علماء الإجتماع و التربية عدوا الغضب من الرذائل الممقوتة ،و العادات المذمومة
و يقصدون من وراء هذا الغضــب المذموم الذي يؤدي إلى أسوء الآثار
و أوخم العواقب ، و ذلك حين الإنفعال و الغضب من أجل المصالح الشخصية
و البواعث الأنانية ، و لا يخفى عن أحد ما في هذا الغضــب
من نتائج سلبية ، فهو يمزق الوحدة
و ينتج عنه تصدع في المجتمع
و إضمحلال الأخوة و المحبة في ربوع المجتمع
إنـــ هذا الغــضــب يؤدي إلى تدمير حياة الإنسان و هو أيضا غضــب طبيعي
أي الغضب للنفس و لكن الذي يحوله لغير طبيعي و يصيّره مذموما هو الإسترسال فيه
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
إنــــ الغــضــب هذا لمن أحد أسلحة الشيطان اللعين ، الذي يعظم أشياء تافهة في أعيننا
و حين يغضب الإنسان يكون سهل الوقوع في حبال الشيطان ..
لم لا و الغضب يعمي بصيرة الإنسان و يجعل دمه يغلي ..
فيصبح أحيانا كثيرة الإنسان الغاضب كــوحش كاسر يكاد ينفجر في الجميع ..
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
هذا النوع من الغـضـب هو مسبب تشرد الأسر و مسبب الخصومات
و النزاعات و هو أحد المسببات الرئيسية لحوادث القتل ..
فحين يغضب الإنسان يصبح بــلا شعور و يصبح مستعدًا لإقتراف أشنع
الأفعال من أجل إشفاء غليله و لكن بعد تفجير الغــضـب يأتي ندم و ما بعده ندم .. إلاّ أنّ الأوان يكون قد فات ويكون حينها
لا ينفع الندم
و لا التذكر
و الألم ..
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
و كما أسلفنا فهذا النوع من الغـضــب طبيعي في الإنسان و لا يمكن لأحد ألاّ يشعر به ، لأنه شعور
لا يد له فيه ولا حيلة ,, فهو غريزة جُبل عليها الإنسان منذ
ولادته و تبقى ملازمة له إلى حين وفاته ، لــذلك فلا عجب أن يهتم
الرسول صلى الله عليه و سلم بظاهرة الغـضـب و أن يمتدح
الذين يمتلكون أنفسهم هند الغــضــب ...
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" ليس الشديد بالصُرعة ، إنّما الشديد من يملك نفسه عندالغـضـب "
فــالضعيف الحقيقي هو من يغضب و يسترسل في غضبه لأنــه
يفقد سيطرته عن نفسه و من لا يملك نفسه فهو الضعيف عينه ...
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
إنـــــ الحلم له آثار و نتائج إيجابية على المجتمع و الفرد
و لا يعرف الحلم إلا كما قال لقمان الحكيم
" لا يعرف الحليم إلا عند الغضب "
و الحلم خلـــق و ما بعده خــلــق إتصف به الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام
فهو صلى الله عليه و سلم من آذاهُ قومه و كذبوه و سبوه و اتهموه
بــأشنع الإتهامات
و
نصبوا له المكائد تلو المكائد
و
سخروا منه
و
رشقوه بالحجارة
و
أغروا به السفهاء و أدموا رجليه الشريفتين
و
حاولوا قتله صلى الله عليه و سلم
فما كان منه إلأ أن قال : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون "
مـــا أعظم حلمك يا نبي الله ...!!!!
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
و كان صلى الله عليه و سلم يحسن إلى من يسيء إليه و لم يعرف قط أنه
إنتقم لنفسه و إنّما
العفو و الحلم
كــانتا صفتين تتأصلان في أخلاقه عليه الصلاة و السلام
و ما أحوجنا نحن لهذه الصفتين و الخلقين العظيمين..
لا شك أن إمساك الغضب لمن أفظل الصفات و قد أولى الإسلام عناية بالغة بظاهرة
الغضب
فتارة يرغب
و تارة يرهب
و تارة يحث على ردع الغضب .
قال رجل للـنبي عليه الصلاة و السلام :
"أوصني ، قال : لا تغضب ، فرد مرار ، قال : لا تغضب . "
و نــعم الوصية منك يـــا رسول الله..
و عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له :
" ما يباعدني من غضب الله عز و جل ؟ قال : لا تغضب . "
و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
" من كظم غيضا و هو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم
القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخبره في أي الحور العين شاء "
و لا غرابة أن يأمر القرآن العظيم المؤمنين و المؤمنات بكظم الغيض و يمتدحهم بذلك
فقد قال عز و جل
{ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم}
وقال عز من قائل :
{ و عباد الرحمان يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما }
و قد وعد الله عز و جل الكاظمين الغيظ مرتبة جليلة و هي مرتبة الإحسان
فيـقول سبحانه
{ و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين }
فــ القرآن الكريم يحث على إمساك النفس عند الغضب و عدم الإسترسال
فيه فهذا من جهاد النفس و هذا ما يجعل الغضب صفة طبيعية
لا يعاقب عليها من تملكته و إنما الذي يعاقب و يحاسب هو من
فجر غضبه و نفذ غيظه و لا حرج عمن يغضب و يمسك نفسه
{ و إذا غضبوا هم يغفرون }
http://img39.imageshack.us/img39/2329/41654554.png
الوقاية و العلاج من الغضب <<<
إنـــ الوقاية من الغضب
الغضب و قراءة القرآن لأنه يلين القلب فيجعله مملوءًا إيمانًا لتكون له القدرة على ملك الغضب ..
كلــــ الأسباب التي تؤدي للــغـضـب عادة ينبغي تجنبها أو التعامل معها بحرص
و حذر شديدين و بعقلانية ، إلا أنه أحيانا كثيرة يأتي الغــضـب لأسباب خارجة عن إرادة الإنسان ,,
و هنا يتم العلاج و هنا يمكن أن نتحدث عن كظم الغيظ ، و هنا يعرف الحليم ، و هنا
يختار الإنسان إما أن ينزل بنفسه إلى الحضيض في مرتبة الجهلة و إما
أن يسمو بنفسه و يرتقي بأخلاقه ليصل مرتبة المحسنين الذين يحبهم الله ..
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
منــــ هدي النبوة عرف أن تغيير الوضعية التي يكون عليها الإنسان حين الغضب
فيها سر لذهاب الغيظ فقد قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب ، و إلا فليضطجع "
الوضوء كذلك يذهب الغضب لقوله صلى الله عليه و سلم :
" الغضب من الشيطان و إن الشيطان خلق من النار ، و إنّما تطفأ النار بالماء ، فإن غضب أحدكم فليتوضأ "
http://img835.imageshack.us/img835/5606/15396111.png
"إن كان الــكلام من فــضــة فالــسكوت من ذهـــب "
إنــ السكوت لمن أفظل علاج لحالة الغضب لأنه الذي يغضب
يتكلم كلاما أقرب للهذيان فقد يصل لأن يفجر أقوالاً
عظيمة قد يسب فيها الملة و الدين و الرب سبحانه
و القضاء و القدر و كل شيء حوله لأنه كما يـقال
" عند الغضب لا تعي ما تقول "
لذلك فيعتبر السكوت من أنجح الوسائل التي تسكت و تسكن حدة الغضب و قد وصانا به الحبيب المصطفى إذ قال بصريح العبارة :
" إذا غضب أحدكم فليسكت "
مـــا أسعد من تأسى بك يا خير البشر
و كذلك التعوذ بالله من الشيطان الرجيم لأنه هو من ينفخ في الغضبان
و يدفعه للقيام بأعمال و أفعال دون وعي و هذا يجعل التعوذ منه يقلل من حدة الغضب
و يذهبها ، إذ جاء في الصحيحين أنه استب رجلان عند النبي صلى الله عليه و سلم
و أحدهما يسب صاحبه مغضبا و قد احمر وجهه
فقال النبي عليه الصلاة و السلام :
" إني لأعلم لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لذهب عنه ما يجده "
هـــذه من اهم الوصايا المحمدية في تسكين الغضب و التخفيف من حدته
و ما خاب من تأسى بــخير البشر صلى الله عليه و سلم
http://img821.imageshack.us/img821/1055/47058904.png
ختاما<<
إنــــ ظاهرة الغضب فطرية في الإنسان قد تكون
محمودة أو مذمومة
إن كانت لنصرة الأنانية
و تحقيق النرجسية
و على العموم فالغضب
يبقى في يد الإنسان إن شاء تحكم فيه و قاده وفق إرادته بإتباع المنهج الرباني المتجلي
في قدوتنا محمد صلى الله عليه و سلم و التأسي
بأقواله و أفعاله و بالتالي الوصول لمراتب سامية
جليلة منها الإحسان ، و إن شاء فقد السيطرة عليه و صار منقادًا له..
أسيرًا للشيطان إن لم يأخذ بوصايا الحبيب المصطفى الذي لا
ينطق عن الهوى و الذي يمثل في الحقيقة
الحياة البشرية المثالية التي اختارها الرب سبحانه لعباده...
لقد كان وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لحالة الغضب أشمل وصف فقال :
" ألا وإن الغضب جمرة فى قلب إبن آدم ، أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه !!! رواه أحمد
والغضب والعياذ بالله مرتبط بالكبر والاستعلاء والظلم والتعدى ولهذا كان طريقا مهلكا تأباه القلوب الكريمة والفطر السليمة .
والغضب داء ومرض وقد جعل له النبى صلى الله عليه وسلم دواء نافعاً وعلاجا شافياً فأوصنا بعدم الغضب وذلك فى قوله : (لا تغضب " والحديث رواه البخارى ) فوجب علينا إيقاف الغضب وأسبابه قبل بدايته وذلك خير من التمادى فيه ومحاولة إصلاح نتائجة الوخيمة ..
وأوصانا وعلمنا أن الغضب من الشيطان والشيطان يورد الانسان موارد الهلاك ...
وأيضا يجب أن نلتزم بالهدى النبوى .
وأوصانا أيضا بالسكوت حال الغضب وحبس اللسان فقد قال : " علموا وبشروا ولا تعسروا ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت " رواه أحمد .
ولنعلم أن من فضل الله على من تجرع الغضب وكتمه جاء ذلك فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها إبتغاء وجه الله تبارك وتعالى " رواه ابن ماجه
جعلنا الله نقتدى برسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه فى كل أمور حياتنا صغيرها وكبيرها
ولنضع قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم " لا تغضب "نصب أعيننا دائماً جعلنا الله وإياكم من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ...
لتأسيس الأخلاق و الفضائل على هديهِ معلم الأمة الأول ...
و من يكون غضبه الذموم . حريا به أن يتعلم الغضب المحمود .. الذي ينفعنا و يسترد حقوقنا و مسجدنا الأقصى ..
و الأعظم من ذلك و ذاك العفو و الحلم و كظم الغيظ .. فذلك راحة و صفاء للقلب .. و جنة الخلد الأعلى ..
قال أبو الدرداء رضي الله عنه:" يا رسول الله، دُلني على عمل يدخلني الجنة. قال عليه الصلاة والسلام: لا تغضب، ولك الجنة "
يالها من كلمة, ولكن لا يطيق حملها إلا النفوس الكبار..
وإذا كانت النفوسُ كِبارًا *** تَعِبَتْ في مرادها الأجسامُ..
اشكر اختي الفاضلة ( ..لؤلؤة.. )
على الفواصل التي اعطت للموضوع بهجته
وذادته جمالا فبارك الله فيها واسعدها
في الدارين
فشكرا لــــــها....
http://img844.imageshack.us/img844/2052/75689696.png
http://img51.imageshack.us/img51/4573/88255811.gif