معتزة بديني
27-8-2010, 08:03 PM
http://images.msoms-anime.net/images/90125583880564537134.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد :
http://images.msoms-anime.net/images/54851650890627531708.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
داء يجب ألا ندعه يصيبنا لسوء عاقبته ولقد عده الذهبي من الكبائر ، وقد ذكر في آيات كثيرة منها : قوله تعالى :
( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصلاة قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً )
وأيضا قوله سبحانه وتعالى :
" ( لِلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ٌ)
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
وقد حذرنا نبينا الحبيب وقدوتنا الحسنة في أحاديث منها :قوله صلى الله عليه وسلم :
( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال الرياء يقول الله عز وجل يوم القيامة للمرائين اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء )
رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح ورواه الطبراني
أعاذنا الله وإياكم منه .
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
والشرك الأصغر هو : كل قول أو عمل يؤدي إلى صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل .
والرياء: مشتق من الرؤية ، والمراد به إظهار العباده ليراها الناس فيحمدوا صاحبها ( فتح البارى)
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
أما الفرق بين الشرك الأصغر "الرياء " والشرك الأكبر " النفاق " :
فموجود في النية ، فإذا كان الباعث على العمل هو إرادة غيرالله عز وجل فذلك النفاق الأكبر ، وإن كان الباعث على العمل هو إرادة الله عز وجل والدار الأخرة ولكن دخل الرياء في تزيينه وتحسينه فذلك هو الشرك الأصغر المفسر بالرياء العملي .
{وبيانه أنه إذا شارك في العمل من بدايته فهو حابط ولا شك ، وإن طرأ عليه أثناء عمله وله نوعان :
- إن كان خاطراً فدفعه لم يضره .
- إن استرسل معه فإن كان العمل مما لا يتصل أوله بآخره كتعليم العلم وقراءة القرآن وجب قطع العمل وتجديد النية ، وإلا حبط ما استرسل فيه ، وإن كان مما يتصل أوله بآخره كالصلاة وحضور القتال فقال قوم يحبط وقال أخرون لا يحبط ، "ولعله والله أعلم لا يحبط ولكن ينقص من ثوابه بقدره " وهذا كله فى حاله ما إذا قصد الرياء قصداً خفيفاً ، وكان غالب قصده وجه الله ، أما إذا تساوى قصد الثواب وقصد الرياء اوالأخير أى "الرياء " فالعمل حابط وصاحبه معرض للعقوبة .}
جامع العلوم والحكم (ص : 20) ومختصر منهاج القاصدين (ص : 218) .
كما فى الحديث " يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه "
من حديث مرفوع لابن ماجه ، وحسنه الألباني صحيح سنن ابن ماجه (3389)
فهذا لا يخرج من الملة ولكنه ينقص من العمل بقدره ، وقد يغلب على العمل فيحبطه كله والعياذ بالله .
والمراد من هذا أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغى به وجهه كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصحيح قال : " إذا جمع الله الأولين والأخرين ليوم لا ريب فيه نادى منادٍ : من كان أشرك في عمل عمله لله فليطلب ثوابه من عند غير الله عز وجل فإن الله أغني الشركاء عن الشرك "
حسنه الألباني صحيح الجامع الصغير (496)
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
ولكن يجب أن نعلم أن من الرياء ما هو شرك أكبر وهو النفاق الأكبر.. وهو أن يكون الرياء في أصل العبادة. ومن الرياء ما يطرأ أثناء العبادة،ومنه ما يصاحب العبادة.. ومنه الرياء بعد الفراغ من العبادة، ومنه الفرح بحمد الناس وثنائهم.. وهذه جميعها.. صاحبها على خطر عظيم، وجميعها شرك أصغر.. وبعدها يحبط العمل ولا يقبل من صاحبه، والبعض الأخر ينقص الأجر والثواب. " كما سبق وذكرت ".
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
يقول صلوات الله وسلامه عليه :
( من سمع : سمع الله به , ومن راءى : راءى الله به ) رواه البخاري ومسلم .
أما التسميع.. وهو أن يعمل عمل ولا يراه فيه أحد ـ أي غير مراء ـ ثم يذهب ويسمّع به.. فهذا يعتمد على نية المسمّع.. وعلى كل..لنكن على حذر من هذا..!!
ومن وقع منه من رياء فليتب الى الله، ويستغفره.. ومن ذلك ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته بقوله لأبي موسى الأشعري:" الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته.. أذهب عنك صغار الشرك وكباره، تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأناأعلم، وأستغفرك لما لا أعلم"
صححه الألباني. وهذا الدعاء وقاية وعلاج وكفارة ـ إن شاء الله ـ والله أعلم.
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
وهناك طرق لتعالج بها نفسك منها :
1 –استحضار مراقبة الله تعالى للعبد :
وهي التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك . رواه مسلم والمقصود منزلة "الإحسان " ومن استشعر رقابه الله له في أعماله يهون فى نظره كل أحد .
إذا ما خلوت الدهر يومــــــــا ***** فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعـة *** ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
2-الإستعانه بالله تعالى على التخلص من الرياء : -
قال تعالي عن المؤمنين { إياك نعبد وإياك نستعين } ومن الأشياء التي تنفع في هذا الباب الاستعانه بالله فى دعائه ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ايها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفي من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفي من دبيب النمل يارسول الله ؟ قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه " رواه أحمد ، وصححه الألباني في" صحيح الجامع "
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
3 – معرفة آثار الرياء وأحكامه الأخروية : -
حيث أن الجهل بعدم معرفه ذلك يؤدي إلى الوقوع أو التمادى فيه ، فليعلم أن الرياء مُحبط للأعمال ، وموجب لسخط الله ، والعاقل لا يتعب نفسه بأعمال لا يكون له أجر عليها ، فكيف إذا كانت توجب سخط الله عليه .
ومن أعظم الأحاديث في عقوبة المرائين في الأخرة ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضى بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتتل فى سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله للقارىء ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فماذا عملت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول له كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِي مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
رواه الترمذي ( 2382 ) وحسّنه ، وصححه ابن حبان ( 408 ) ، وابن خزيمة ( 2482 ) .
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
4 – النظر فى عقوبة الرياء الدنيوية : -
بما أن للرياء عقوبة أخروية ، فكذلك له عقوبة دنيوية ، وهى أن يفضحه الله تعالى ، ويظهر للناس قصده السيّىء ، وهو أحد الأقوال فى تفسير قوله صلى الله عليه وسلم " من سمع سمع الله به ..... " الحديث
قال ابن حجر رحمه الله: قال الخطابى معناه :" من عمل عملا على غير إخلاص وإنما يريد أن يراه ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه .
وقيل " من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإن الله يجعله حديثاً سيئا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الأخرة " " فتح الباري "
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
5 –إخفاء العبادة وعدم إظهارها : فكلما ابتعد الإنسان عن مواطن إظهار العبادة : كلما سلم عمله من الرياء ، ومن قصد مواطن اجتماع الناس حرص الشيطان على أن يجعله يظهر العبادة لأجل أن يمدحوه ويثنوا عليه .
ومن العبادات التي يجب إخفاؤها قيام الليل والصدقة وما يشبههما فهذه يجب أن لا يجهر بها ، أما الأعمال التي يقوم بها كافة الناس كالصلاة فى جماعة وما يشبهها فلا يجب إخفاؤها .
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
وأخيرا ... يجب أن نعلم أن الشيطان حريص على إيقاع المسلم فى أحد أمرين :
- إما أن يجعله يعمل العمل رياء وسمعة ، ولا يخلص فيه لله .
- وإما أن يجعله يترك العمل بالكلية .
فيجب أن نصدق فى نيتنا ولا يهمنا ما يلقيه الشيطان من وساوس فى أن العمل الذى نقوم به يكون لغير الله ، ولا نترك الطاعة خوفاً من الرياء ، ولنعلم أن القلب الصادق المطمئن يستوي فيه العمل في السر والعمل في العلن .
ولا يجب أن ندع الدعوة والآمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً من الرياء ، ولكن يجب أن نحذر ونجدد نيتنا ونصحح عقيدتنا ونسلم أمرنا لله وحده ونتوكل عليه ولنضع مقوله الفضيل بن عياض رحمه الله أمام أعيننا ونتذكرها دوماً وهى :
" ترك العمل لأجل الناس رياء ، والعمل لأجل الناس شرك ، والأخلاص أن يعافيك الله منهما "
http://images.msoms-anime.net/images/54851650890627531708.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
أيها المعجب فخـــراً **** بمقاصـــير البيــــوت
إنما الدنيــا محــــل **** لقيـــــــام وقنــوت
فغدا تـــنزل بيتـــا **** ضيقا بعـــد النحــــوت
بين أقــوام سكــوت **** ناطقات فــي الصمـــوت
واتخذ بيتــا ضعيفــا **** مثل بيت العنـــــكبوت
ثم قل : يا نفس هـــذا **** بيت مــــثواكِ فموتــى
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
فلنسال الله المعونة والأخلاص في الأعمال والأقوال ، وأن يغفر لنا ما وقعنا فيه من الرياء والسمعة وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، والحمد لله رب العالمين
وأود أن أشكر كل من تقدم بمساعدتي ولم يرد أن أذكر اسمه وجعل الله عمله فى ميزان حسناته ، واسأله سبحانه العفو والعافية في الدنيا والآخرة .
وجزاكم الله خيراً على هذه المسابقة الرائعة ، ونفعنا الله بكل ما كتب فيها من موضوعات هامة جعلها الله فى ميزان حسنات كتابها .
http://images.msoms-anime.net/images/41174971391849622060.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد :
http://images.msoms-anime.net/images/54851650890627531708.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
داء يجب ألا ندعه يصيبنا لسوء عاقبته ولقد عده الذهبي من الكبائر ، وقد ذكر في آيات كثيرة منها : قوله تعالى :
( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصلاة قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً )
وأيضا قوله سبحانه وتعالى :
" ( لِلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ٌ)
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
وقد حذرنا نبينا الحبيب وقدوتنا الحسنة في أحاديث منها :قوله صلى الله عليه وسلم :
( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال الرياء يقول الله عز وجل يوم القيامة للمرائين اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء )
رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح ورواه الطبراني
أعاذنا الله وإياكم منه .
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
والشرك الأصغر هو : كل قول أو عمل يؤدي إلى صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل .
والرياء: مشتق من الرؤية ، والمراد به إظهار العباده ليراها الناس فيحمدوا صاحبها ( فتح البارى)
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
أما الفرق بين الشرك الأصغر "الرياء " والشرك الأكبر " النفاق " :
فموجود في النية ، فإذا كان الباعث على العمل هو إرادة غيرالله عز وجل فذلك النفاق الأكبر ، وإن كان الباعث على العمل هو إرادة الله عز وجل والدار الأخرة ولكن دخل الرياء في تزيينه وتحسينه فذلك هو الشرك الأصغر المفسر بالرياء العملي .
{وبيانه أنه إذا شارك في العمل من بدايته فهو حابط ولا شك ، وإن طرأ عليه أثناء عمله وله نوعان :
- إن كان خاطراً فدفعه لم يضره .
- إن استرسل معه فإن كان العمل مما لا يتصل أوله بآخره كتعليم العلم وقراءة القرآن وجب قطع العمل وتجديد النية ، وإلا حبط ما استرسل فيه ، وإن كان مما يتصل أوله بآخره كالصلاة وحضور القتال فقال قوم يحبط وقال أخرون لا يحبط ، "ولعله والله أعلم لا يحبط ولكن ينقص من ثوابه بقدره " وهذا كله فى حاله ما إذا قصد الرياء قصداً خفيفاً ، وكان غالب قصده وجه الله ، أما إذا تساوى قصد الثواب وقصد الرياء اوالأخير أى "الرياء " فالعمل حابط وصاحبه معرض للعقوبة .}
جامع العلوم والحكم (ص : 20) ومختصر منهاج القاصدين (ص : 218) .
كما فى الحديث " يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه "
من حديث مرفوع لابن ماجه ، وحسنه الألباني صحيح سنن ابن ماجه (3389)
فهذا لا يخرج من الملة ولكنه ينقص من العمل بقدره ، وقد يغلب على العمل فيحبطه كله والعياذ بالله .
والمراد من هذا أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغى به وجهه كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصحيح قال : " إذا جمع الله الأولين والأخرين ليوم لا ريب فيه نادى منادٍ : من كان أشرك في عمل عمله لله فليطلب ثوابه من عند غير الله عز وجل فإن الله أغني الشركاء عن الشرك "
حسنه الألباني صحيح الجامع الصغير (496)
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
ولكن يجب أن نعلم أن من الرياء ما هو شرك أكبر وهو النفاق الأكبر.. وهو أن يكون الرياء في أصل العبادة. ومن الرياء ما يطرأ أثناء العبادة،ومنه ما يصاحب العبادة.. ومنه الرياء بعد الفراغ من العبادة، ومنه الفرح بحمد الناس وثنائهم.. وهذه جميعها.. صاحبها على خطر عظيم، وجميعها شرك أصغر.. وبعدها يحبط العمل ولا يقبل من صاحبه، والبعض الأخر ينقص الأجر والثواب. " كما سبق وذكرت ".
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
يقول صلوات الله وسلامه عليه :
( من سمع : سمع الله به , ومن راءى : راءى الله به ) رواه البخاري ومسلم .
أما التسميع.. وهو أن يعمل عمل ولا يراه فيه أحد ـ أي غير مراء ـ ثم يذهب ويسمّع به.. فهذا يعتمد على نية المسمّع.. وعلى كل..لنكن على حذر من هذا..!!
ومن وقع منه من رياء فليتب الى الله، ويستغفره.. ومن ذلك ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته بقوله لأبي موسى الأشعري:" الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته.. أذهب عنك صغار الشرك وكباره، تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأناأعلم، وأستغفرك لما لا أعلم"
صححه الألباني. وهذا الدعاء وقاية وعلاج وكفارة ـ إن شاء الله ـ والله أعلم.
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
وهناك طرق لتعالج بها نفسك منها :
1 –استحضار مراقبة الله تعالى للعبد :
وهي التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك . رواه مسلم والمقصود منزلة "الإحسان " ومن استشعر رقابه الله له في أعماله يهون فى نظره كل أحد .
إذا ما خلوت الدهر يومــــــــا ***** فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعـة *** ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
2-الإستعانه بالله تعالى على التخلص من الرياء : -
قال تعالي عن المؤمنين { إياك نعبد وإياك نستعين } ومن الأشياء التي تنفع في هذا الباب الاستعانه بالله فى دعائه ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ايها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفي من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفي من دبيب النمل يارسول الله ؟ قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه " رواه أحمد ، وصححه الألباني في" صحيح الجامع "
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
3 – معرفة آثار الرياء وأحكامه الأخروية : -
حيث أن الجهل بعدم معرفه ذلك يؤدي إلى الوقوع أو التمادى فيه ، فليعلم أن الرياء مُحبط للأعمال ، وموجب لسخط الله ، والعاقل لا يتعب نفسه بأعمال لا يكون له أجر عليها ، فكيف إذا كانت توجب سخط الله عليه .
ومن أعظم الأحاديث في عقوبة المرائين في الأخرة ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضى بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتتل فى سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله للقارىء ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فماذا عملت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول له كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِي مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
رواه الترمذي ( 2382 ) وحسّنه ، وصححه ابن حبان ( 408 ) ، وابن خزيمة ( 2482 ) .
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
4 – النظر فى عقوبة الرياء الدنيوية : -
بما أن للرياء عقوبة أخروية ، فكذلك له عقوبة دنيوية ، وهى أن يفضحه الله تعالى ، ويظهر للناس قصده السيّىء ، وهو أحد الأقوال فى تفسير قوله صلى الله عليه وسلم " من سمع سمع الله به ..... " الحديث
قال ابن حجر رحمه الله: قال الخطابى معناه :" من عمل عملا على غير إخلاص وإنما يريد أن يراه ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه .
وقيل " من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإن الله يجعله حديثاً سيئا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الأخرة " " فتح الباري "
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
5 –إخفاء العبادة وعدم إظهارها : فكلما ابتعد الإنسان عن مواطن إظهار العبادة : كلما سلم عمله من الرياء ، ومن قصد مواطن اجتماع الناس حرص الشيطان على أن يجعله يظهر العبادة لأجل أن يمدحوه ويثنوا عليه .
ومن العبادات التي يجب إخفاؤها قيام الليل والصدقة وما يشبههما فهذه يجب أن لا يجهر بها ، أما الأعمال التي يقوم بها كافة الناس كالصلاة فى جماعة وما يشبهها فلا يجب إخفاؤها .
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
وأخيرا ... يجب أن نعلم أن الشيطان حريص على إيقاع المسلم فى أحد أمرين :
- إما أن يجعله يعمل العمل رياء وسمعة ، ولا يخلص فيه لله .
- وإما أن يجعله يترك العمل بالكلية .
فيجب أن نصدق فى نيتنا ولا يهمنا ما يلقيه الشيطان من وساوس فى أن العمل الذى نقوم به يكون لغير الله ، ولا نترك الطاعة خوفاً من الرياء ، ولنعلم أن القلب الصادق المطمئن يستوي فيه العمل في السر والعمل في العلن .
ولا يجب أن ندع الدعوة والآمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً من الرياء ، ولكن يجب أن نحذر ونجدد نيتنا ونصحح عقيدتنا ونسلم أمرنا لله وحده ونتوكل عليه ولنضع مقوله الفضيل بن عياض رحمه الله أمام أعيننا ونتذكرها دوماً وهى :
" ترك العمل لأجل الناس رياء ، والعمل لأجل الناس شرك ، والأخلاص أن يعافيك الله منهما "
http://images.msoms-anime.net/images/54851650890627531708.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
أيها المعجب فخـــراً **** بمقاصـــير البيــــوت
إنما الدنيــا محــــل **** لقيـــــــام وقنــوت
فغدا تـــنزل بيتـــا **** ضيقا بعـــد النحــــوت
بين أقــوام سكــوت **** ناطقات فــي الصمـــوت
واتخذ بيتــا ضعيفــا **** مثل بيت العنـــــكبوت
ثم قل : يا نفس هـــذا **** بيت مــــثواكِ فموتــى
http://images.msoms-anime.net/images/63674855979574338980.jpg (http://images.msoms-anime.net/)
فلنسال الله المعونة والأخلاص في الأعمال والأقوال ، وأن يغفر لنا ما وقعنا فيه من الرياء والسمعة وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، والحمد لله رب العالمين
وأود أن أشكر كل من تقدم بمساعدتي ولم يرد أن أذكر اسمه وجعل الله عمله فى ميزان حسناته ، واسأله سبحانه العفو والعافية في الدنيا والآخرة .
وجزاكم الله خيراً على هذه المسابقة الرائعة ، ونفعنا الله بكل ما كتب فيها من موضوعات هامة جعلها الله فى ميزان حسنات كتابها .
http://images.msoms-anime.net/images/41174971391849622060.jpg (http://images.msoms-anime.net/)