المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : | مُصارحات "1" : الثابتْ أم المُتَغير .. |



قُطْرُب
21-9-2010, 02:00 AM
بسم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

من نَظرَ إلى كثيرٍ من القضايا الفكرية والاجتماعية وقضايا الرأي بشكلٍ عام سيجد بوناً شاسعاً بين الناس في الآراء والدوافع نحو الفكرةِ أو المبدأ ، وكذلك طبيعة فهم الأمور وما يدور في فلك الحياة من مستجداتٍ من لم يواكبها أصبح كالعملة المسكوكة في متحفِ الآثار ليس لها حظٌّ في التداول ولا هي تملك غير حقيقة الوجود دون روحه وعيشِه .

يختلف الناس كثيراً في تحديد الثوابت والمتغيرات ، فما هو ثابت عند البعض قد يكون قابلاً للتغيير عند البعضِ الآخر - تماماً كمبدأ النسبية - ، ويعود ذلك الاختلاف إلى المرجعيات الثقافية و درجة تعلم الفرد ، وتلعبُ الأهواء فيه دوراً مهماً كذلك .

إننا نعيش في زمنٍ قد أصبحت النسبيَّة فيه تطغى على كل شيء ، فلم يعد للثوابت والمسلمات وجودٌ عند البعض ، وفي الطرف الآخر لم يعد للتغيير والتجديد أي معنىً ولا مغزىً في الحياة ، فهو - عندهم - خروجٌ على المألوف ، وفلسفةٌ لا داعي لها .

قدرةُ الإنسان على استيعاب الأشياء على حقيقتها صعبةٌ جداً إذا اعتمد في ذلك على نفسه ، فحدود عقله وإدراكه هي بحدود حواسِّه ، ولذلك ما اعتمدَ بشرٌ على العقلِ المحض إلا وأورده المهالك في فضاءات المطلقِ واللامحدود .

إنَّ الإنسان يحتاج إلى من يبصره بأمور معاشه ومعاده - ومسألةُ ما بعد الموت قد أرَّقت الفلاسفة والمفكرين ممن اعتمدوا العقلَ مرجعاً وآية - فآل بهم ذلك إلى الحيرة والرجوع إلى نقطة الصفر ، فأنَّى لهم أن يفهموا كنه شيءٍ لم يسبروه أو يجربوه .

ولذلك فإنَّ المسلم الحق والمؤمن الحصيف ليعلمُ أنَّ الخالقَ العظيم الذي أحاط بكلِّ شيءٍ خبرا ، ووسعَ كلَّ شيءٍ علما ، قد عرَّفه نفسه ومبدأها ومنتهاها ومآلها وما يصلح دنياها ويضمن آخرتها ، فأرسل له الرسول وأنزل الكتاب تبياناً لكلِّ شيء ، فلم يعد يحتاج إلى أن يحبس نفسهُ بضيق الأفق في الفكر ، فقد أصبح لديه من الثوابت والمسلمات ما تصوغ له طريق الصلاحِ وعمارة الأرض ومن ثمَّ معرفة المتغير وما يقبلُ التغيير .

إلى مصارحةٍ أخرى نلقاكم على خير

Just.. me
21-9-2010, 09:53 PM
يرفع ^^
مع الشكر
______________

*mr.theeb
21-9-2010, 11:26 PM
السلآم عليكم
جزيت خيرا أخي ^^*
فمن حولك لا يرون ما ترى لأنهم لا يملكون عيناك وأنت لآترى ما يرون لأنك لاتملك اعينهم
فكل عين لها نظرتها الخاصه ونصيبها الخاص من النظر
وكل مرء بما لديه متباهي وكل رأي يعبر عن صاحبه
ومع هذا تبقى أمور لآتتغير مهما طال الزمن وتغيرت الأفكار تبقى خالدة محفورة في قلوب من يحملها وبين غلآف أحرفها ... كتاب الله وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم ... فمن يحملهما إغتنا واكتفى ... ولن يتأثر بتيارات السياسه و القضايه الفكريه وغيرها
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ومشكووووور ^^*
أخوك :*mr.theeb

هيفاء البنيان
22-9-2010, 05:25 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جميل جميل جدا مصارحة هنا وبوح هناك .
كلامك في طياته وقفات كانت تعصف بذهني تارة وأكسرها أخرى .. محال ع العقل البشري إدراك الحياة
عندما تفل أشرعه التأمل ونبحر بعيدا بعيدا نصاب بالكدر والهم إن تجاوزنا الحد لكننا نصطدم بأمواج الحقيقة
نعم نحن لا نعلم إلا شيئا يسيرا عيناك لا تجاوز محجريها أذنك لا تسمع إلا درجة صوت محددة وووو ثم نصل إخيرا إلى
نتيجة ننهار فيها نعم نحن عبيد .. إذن نسلِّم بكل شيء أمرنا به .
إن هذا الخالق كريم عظيم عندما يتفضل علينا بنعمة الوجود إن وجودنا ابتلاء يعقبه نعيم جزاء الصبر
حتى كنت أستغرب في نفسي من حديث "حق الله ع العبيد وحق العبيد ع الله" إلى أن وعيت الأمور.
كنت أتحدث مع أحدهم عن المشكلات قال :
إن هذا الكون لا يصلحه إلا وحي .
نعم هناك في الوحي توجد الثوابت .
إنها أمور لا تتغير حسب النزعات والعادات .
هذه ثوابت نتفق عليها والبقية لا يفسد للود قضية .

خرجت عن مسار الموضوع بعض فراسخ
شكرا .. كن صريحا دائما.

قُطْرُب
23-9-2010, 12:42 PM
" just me " :
شكراً لكم ، وودت لو سمعت تعليقاً حول المُصارحة ..

" mr theeb " :
أحسنتَ أخيَّ : فالكتاب والسنة كما قال صلى الله عليه وسلم " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا ... "
وأمَّا أمور المعاش وقضايا الدنيا فالاختلاف لا يفسد للود قضية
شكراًلك

" هيفاء البنيان " :
وإن يسر المولى فسيكون لنور المعرفة نصيب ،
كلامك واقعٌ صحيح " فعسى الله أن يصلح الحال " .
شكراً

ميوا
23-9-2010, 04:26 PM
بارك الله فيك بصراحة الموضوع ممتاز و راقي...
و مثير و جميل....
له تميز لان من خلفه مبدع واحد...
في امان الله و بتوفيق...

روح الحريه_7
23-9-2010, 07:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بين الثابت أم المتغير..بالنسبة لي الثابت والمتغير...

أولا وأخيرا القرآن والسنة...ثم العقل...

العقل ..وخصيصا في حاضرنا..معظم الناس لا يريدون أو لا يبالون بسماع الحكم في القرآن والسنة في حالات..لذلك وجب استخدام العقل لايصال الحكم ...
والعقل.. لان حاليا هناك بعض من يفتي ومثل هذه لا تدخل العقل..وهناك الكثير الكثير من القصص المؤلفة ( من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ) لتبرير أفعال...

مشكور على الطرح...

سلامي للكل......

ابن الفاتح
24-9-2010, 04:04 AM
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى وبركاته ..

حياكم الله أخي الفاضل .. قطرب ..

كم أبسمتني سلسلة المواضيع التي تكتبها تحت مسمى معين .. أسلوب طيّب ..

ثابت و متغير .. و متغير و ثابت .. هل من تقديم إحداهما على الأخرى فرق في توارد المعنى يا ترى ؟!

من ناحية إنسانية فهناك معايير معينة للثوابت لا تحتاج إلى ضبط بل هي فطرة أوجدت في النقوس منذ الخلق .. فالقتل أمر خاطىء .. و السرقة شيء لا ترضاه النفوس و ما إلى ذلك ..

أما من ناحية علمية فإن الفكرة موسعة على نقصٍ بأطرافها ، و كأني بها ثابتة على تغيرٍ جارٍ عليها .. أو لكأني بهم ما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ..

و الحمد لله الذي هدانا للإسلام فأوضح لنا كل ذلك و أراحنا من عناء التفكير بلا طائلٍ بأن أنزل لنا تشريعا سماويا و فرض لنا دينا صالحا لكل زمان و مكان ..

و كما يقول الشيخ الفاضل عصام الدين بشير في تعريف الثابت و المتغير في الشريعة الإسلامية :-

الثابت في العموم هو الذي يفيد الديمومة والاستقرار .

أما المتغير هو الذي يفيد التحويل من حالة الى حالة سواء كانت مكانية أو زمانية تتعلق بالبيئة أو العوائد والأعراف والتقاليد .

جميل طرحكم و لطيف ورودكم الفكرة ..

إلى لقاء يجمعنا في مقامٍ آخر .. و في أمان الله و حفظ منه و رعاية ..

الفجر القريب
24-9-2010, 08:50 AM
القدرة الإستيعابية التي ذكرتها ماهي إلا انعكاس على أفراد معدودة غير متعددة ..
فما لا تستوعبه أنت قد يستوعبه غيرك ..إلا في مواضع ورد النص بالوقوف عندها ..

وباعتقادي أن المعيار والمؤشر في هذا هو مدى عمق الفكر وتنميته وتقويمه ..
وإنزال الكتاب تبيانا لكل شئ لا يعني عصب أعيننا والسير خلف القطيع ..
وقد ورد في خطاب الكريم ما يعضد هذا كقوله تعالى " وما يذكّر إلا أولوا الألباب " ونظائر هذا كثير .

قُطْرُب
24-9-2010, 05:01 PM
" ابن الفاتح " :
حيَّاك الله

حياكم الله أخي الفاضل .. قطرب ..

كم أبسمتني سلسلة المواضيع التي تكتبها تحت مسمى معين .. أسلوب طيّب ..

حقاً ؟.. سَعدتُ بسماع مثلهِ من مثلِكم..

ثابت و متغير .. و متغير و ثابت .. هل من تقديم إحداهما على الأخرى فرق في توارد المعنى يا ترى ؟!

با عتقادي أنَّه إن كان المصطلحان يحومان حول قضيَّةٍ واحدةٍ فإن التقديم والتأخير يعملان فيها .
كأن يكون الثابت أصلاً والتغيير فرعاً أو العكس - كالحكم الشرعي فهو ثابتٌ مدى الزمان وأمَّا الفرعُ منه وهي الفتوى فقد تختلف من شخصٍ لآخر - ، أو أن يكون الفرق بينهما زمنياً كأن يختلف السبقُ في الزمن بينهما فهل كان ثابتاً ثم تحرك أو متحركاً ثم ثبت ؟، ونحن هنا إنَّما تكلمنا عن المتغير والثابت ولم ننزلهما على قضيَّةٍ من القضايا فلا أرى هنالك إشكالاً في التقديم أو التأخير .

من ناحية إنسانية فهناك معايير معينة للثوابت لا تحتاج إلى ضبط بل هي فطرة أوجدت في النقوس منذ الخلق .. فالقتل أمر خاطىء .. و السرقة شيء لا ترضاه النفوس و ما إلى ذلك ..

أما من ناحية علمية فإن الفكرة موسعة على نقصٍ بأطرافها ، و كأني بها ثابتة على تغيرٍ جارٍ عليها .. أو لكأني بهم ما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ..

و الحمد لله الذي هدانا للإسلام فأوضح لنا كل ذلك و أراحنا من عناء التفكير بلا طائلٍ بأن أنزل لنا تشريعا سماويا و فرض لنا دينا صالحا لكل زمان و مكان ..

و كما يقول الشيخ الفاضل عصام الدين بشير في تعريف الثابت و المتغير في الشريعة الإسلامية :-

الثابت في العموم هو الذي يفيد الديمومة والاستقرار .

أما المتغير هو الذي يفيد التحويل من حالة الى حالة سواء كانت مكانية أو زمانية تتعلق بالبيئة أو العوائد والأعراف والتقاليد .

كلام ثمين ، وإطلالةٌ أثرت الموضوع ، تستحق الشكر عليها ..
شكراً لك

قُطْرُب
24-9-2010, 05:36 PM
"tamaki suou ":
مرحباً بك في المصارحات
سأدعُ الاقتباسات جانباً وسأوجز لك كلامي في سطور :


متأكدٌ أنَّك لو قلَّبتَ النظر في النَّصِ المكتوبِ لتبين لك أنَّ الموضوعَ أكبر مما وصل لك ،
فالحديث لم يكن سوى عن المسلمات والحقائق الشرعيَّة والكونيَّة والتي لا يستطيع العقلُ المحض أن يعرف لها كُنهاً أو أن يخوض في الكلام فيها دون إفادة فمثلاً :
مسألةُ بدء الخلق..
أفليس من المسلمات عندنا أنَّ الله خلق آدم من تراب ثم قال له كن فيكون ؟؟
فإذا عرفنا أنَّ ذلك حقٌ لا ريب فيه - فكيفَ لعقولٍ قاصرة أن تعرف ذلك إلاَّ بالوحي ؟؟ ألا تتفق معي أنَّ العقل محدود بحدود حواسِّه ؟؟
- وكلكم يعرف نظرية داروين - فإطلاق الفكر دون حدٍّ يجعله يسبح في أفكارٍ خيَالية لا تحمل شيئاً من الصِّحة .


" ما أردت إيصاله هو أنَّ التسليم واجبٌ في الأمور الغيبية والتي لا يعرف البشر لها كُنهاً ولم يدركوا حقيقتها ، فحينها يصبح الكلام في مثلِ تلكَ الأمور شيءٌ من حديث النفس والوسوسة إن صح التعبير ،
وإن نظرت في واقع مفكري الغرب ممن انطلقوا في فضاء المطلق والامحدود فستجد عجباً ،
فالإنسانُ على حدِّ تعبير " كامو " : تناقضٌ وسخف ، ولامعقولٌ ، بلا غايةٍ أو هدف ، ومصيره الانتحار !!
ولم يزل الأمر كذلك منذ عهد " كير جارد " حتى انتهى كثيرٌ من الفلسفات الوجوديَّة إلى العبث والامعقول ..
ولعلهم تنبهوا لذلك فبدأو يتراجعون عن التفكير المطلق الذي لا يعتمد على الوحي وفي ذلك يقول " أندريه ليشنرويز " أستاذ الفيزياء الرياضية في " الكوليج " : إنَّ الخطاب العلمي ، لا يستطيعُ أن يخرج من ذاته دون أن يفقد خصوصيته ، وتكمن مهمته في تفسير تركيبة الأشياء والظواهر ، فهو يحللها ويشرحها تشريحاً ويكشف عن قوانينها وبنيتها الداخلية ، ولكن ليس لديه شيءٌ ليقوله عن غائية الأشياء ، أو معنى الوجود ، أو الهدف من الحياة في نهاية المطاف ، فهذه هي مهمة الدين ، فالعلم يفسر الأشياء ولكنه لا يستطيع أن يقول لماذا وجدت الأشياء أو ماهي غاية الكون ... إلخ


" هذا ما أردت إيصاله يا عزيزي ، وأمَّا إن سألت لما ذا قلت في البداية " القضايا الفكرية والاجتماعية وقضايا الرأي بشكلٍ عام فلأنني لم أتحدث عن الثابت وحسب بل تكلمت عن المتغير أيضاً ، وإني لأنزه أعينكم من أن أكتب لكم نصاً إقصائياً أو متقوقعاً فلا تظننَّ ذلك يا أخي "


ولم يكن ذكرُ الكتاب والسنَّة لأجل أن نغمض أعيننا ونسير مع القطيع وكم كنت أردد عبارةً للشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - :
" لو لم يكن من التقليد إلا أنَّه إهمالٌ للنص الشرعي ، وتعطيل ٌللعقل البشري " .


قانون في النصوص القابلة للتأويل :
" إن كان النص قابلاً لكثيرٍ من المعاني فلا يصح أن نسقط الأحكام قبل أن نتبين أيَّاً من تلك المعاني أرادها الكاتب ، حتى لا نقع في أحادية الرأي والإقصائية المعلَّبة "


أعتذر على الإطالة
شكراً لك

قُطْرُب
24-9-2010, 05:39 PM
نسيت أن أشكر الإخوة الذين أثروا الموضوع بطرحهم
" ميوا ، روح الحريَّة "

شكراً لكما

[ اللــيـــث ]
25-9-2010, 02:27 AM
وعليكمــ السلامــ ورحمة الله وبركاتهــ


الثابت والمتغير في النمط السلوكي

::::::::

إن التغيير في نمط السلوك اليومي ضروري جدا
كي تتجدد خلايا القدرة على العطاء ، مثلا :
إذا كنت تركن إلى وضع معين برؤيا ثابتة
ومنظور واحد للصورة التي تراها .. بدون تجديد
فإنها تنعكس على السلوك الخاص
وتتكون رواسب تراكمية لنفس الصورة ، تشل من القدرة
على الاستيعاب المتجدد لاحقا ً
لأنها أصبحت ثابتة في العقل والتفكير .
فعندما تتبدل الصورة المنظورة بشكل متلاحق ، ومتتالي
يقوم العقل بتنشيط الذاكرة للحصول على مكونات جديدة للرؤيا
مما يؤدي لتنشيط كل الخلايا المساهمة
في إنتاج القدرة على التجديد .





الثابت والمتغير في شريعة الله

::::::::

إن الشريعة الإسلامية فيها "الثابت" و"المتغير"،
والثابت فيها مثل العقائد والعبادات المُجمَع عليها، إضافة إلى
القواعد والأصول الكلية، أما المتغير فهو مثل الجانب "العبادي"
المختَلَف فيه، وأيضًا هناك الجزء المسكوت عنه، موضحًا أن
الأصل في العقائد والعبادات "الثبات"، والفرع هو "المتغير"
والعكس تمامًا في الجانب المجتمعي

::::::::

وفقكــ الله اخي الحبيب جمر بن سمر
أخوكـــ سامر
فــــي أمــــان الله