قُطْرُب
1-10-2010, 02:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يُجمعُ النَّاس بتعدد أعراقهم وثقافاتهم وكذلك طموحاتهم على أهميَّة النماذج التي يحتذى بها في أي منحىً من مناحي الحياة ، فلن تجدَ تاريخاً يتحدث عن أماكن بحته أو عن مخترعات صرفه دون النظر إلى مَن هو ، قبلَ ما هو ، فحضور النموذج في التاريخ الذي هو بداية تسلسل الحاضر حتمٌ لا جدال فيه .
التاريخُ قد لا يكون أساساً في تكون النموذج فقد يكون النموذجُ حيَّاً بين أظهُرِ المتَّبعين ، وبذلك تتغيَّرُ بعض قوانين الاتِّباع تبعاً لوجود النموذج الذي قد لا يُقرُّ بعضَ الجزئيات من التَّبعيَّة والتي قد لا تكون مطلوبةً بذاتها .
لك أن تنظر في النماذج التي اتخذها قوم نوحٍ مثلاً ، فالنماذجُ صالحةٌ سبقت إلى عبادة الله وتوحيده ، وحينما غاب عنصرُ الحياة عن مسرحِ المتَّبعين استحال ذلك إلى الضِّد وهو الشركُ والكفرُ فلو فرضنا أنَّ النموذجَ حينَ الاتِّباع حيٌّ فهل ستؤول العاقبةُ إلى ذلك ؟
في الطرفِ الآخر ينطلقُ البعضُ مستثقلاً عبء استصحاب صورة النموذج - ولو كان ذلك في طور الشرنقة - فتراه يريد أن يقوم بتركيب اللعبة دون استخدام الدليل المرفق ، متعللاً بحرية الفردِ واستقلاليةِ الفكرِ فهو يقفز الجدولَ إلى البحر حيثُ لم يسبق له الإبحار .
إنَّ حضورَ النموذج في حياة الفرد شيءٌ مهم وليس لنا أكمل ولا أحسن من نموذجٍ قام على تأديبهِ الإله الحكيم كما قال صلى الله عليه وسلم " أدَّبني ربي فأحسن تأديبي " فيحق لنا أن نتخذه نموذجاً بوصيَّةٍ إلهيةٍ غيرَ مجانفةٍ للصواب " لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ " .
فإذا علمنا أنَّ هذا النموذج المعصوم بأمر الله قد حذَّر من الغلو الذي قد يقود إلى مجانبةِ مقصد الاتِّباع " لا تطروني .. " فعندها يتخُّذ العاقل ذلك قانوناً يطبِّقهُ على كل نموذجٍ يحتذى به في أمور المعاش الأخرى وإنّما الفضيلةُ دائماً بين رذيلتين - إفراطٌ وتفريط - .
حتى مصارحةٍ أخرى شكراً لكم
يُجمعُ النَّاس بتعدد أعراقهم وثقافاتهم وكذلك طموحاتهم على أهميَّة النماذج التي يحتذى بها في أي منحىً من مناحي الحياة ، فلن تجدَ تاريخاً يتحدث عن أماكن بحته أو عن مخترعات صرفه دون النظر إلى مَن هو ، قبلَ ما هو ، فحضور النموذج في التاريخ الذي هو بداية تسلسل الحاضر حتمٌ لا جدال فيه .
التاريخُ قد لا يكون أساساً في تكون النموذج فقد يكون النموذجُ حيَّاً بين أظهُرِ المتَّبعين ، وبذلك تتغيَّرُ بعض قوانين الاتِّباع تبعاً لوجود النموذج الذي قد لا يُقرُّ بعضَ الجزئيات من التَّبعيَّة والتي قد لا تكون مطلوبةً بذاتها .
لك أن تنظر في النماذج التي اتخذها قوم نوحٍ مثلاً ، فالنماذجُ صالحةٌ سبقت إلى عبادة الله وتوحيده ، وحينما غاب عنصرُ الحياة عن مسرحِ المتَّبعين استحال ذلك إلى الضِّد وهو الشركُ والكفرُ فلو فرضنا أنَّ النموذجَ حينَ الاتِّباع حيٌّ فهل ستؤول العاقبةُ إلى ذلك ؟
في الطرفِ الآخر ينطلقُ البعضُ مستثقلاً عبء استصحاب صورة النموذج - ولو كان ذلك في طور الشرنقة - فتراه يريد أن يقوم بتركيب اللعبة دون استخدام الدليل المرفق ، متعللاً بحرية الفردِ واستقلاليةِ الفكرِ فهو يقفز الجدولَ إلى البحر حيثُ لم يسبق له الإبحار .
إنَّ حضورَ النموذج في حياة الفرد شيءٌ مهم وليس لنا أكمل ولا أحسن من نموذجٍ قام على تأديبهِ الإله الحكيم كما قال صلى الله عليه وسلم " أدَّبني ربي فأحسن تأديبي " فيحق لنا أن نتخذه نموذجاً بوصيَّةٍ إلهيةٍ غيرَ مجانفةٍ للصواب " لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ " .
فإذا علمنا أنَّ هذا النموذج المعصوم بأمر الله قد حذَّر من الغلو الذي قد يقود إلى مجانبةِ مقصد الاتِّباع " لا تطروني .. " فعندها يتخُّذ العاقل ذلك قانوناً يطبِّقهُ على كل نموذجٍ يحتذى به في أمور المعاش الأخرى وإنّما الفضيلةُ دائماً بين رذيلتين - إفراطٌ وتفريط - .
حتى مصارحةٍ أخرى شكراً لكم