sOfI-sAn
19-11-2010, 11:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان يوم جمعة مميز, ككل يوم جمعة, يوم جمعة ذو سحب ريشية ملائكية اختبأت خلفها الشمس خجلة من نسائم الشتاء الباردة, مضت ككل يوم جمعة مع والدتها وجدتها ووالدها حيث ذاك المسجد, المزدان بالبيج والأبيض, كانت والدتها أمام جدتها التي سبقتها ببضع خطوات, متجهات نحو مصلى النساء بعدما نزلن من السيارة حتى يركنها الوالد, صعدت الدرجات الخمس أو الست من بعد والدتها وجدتها, وخلعت خفيها من بعدهما أيضاً, ووضعتهما حيث اعتادت في كل جمعة, كانت جدتها قد أمسكت الباب لها حتى تدخل, ففي المرة السابقة كانت قد أمسكت الباب لها, عندما خطت بقدمها اليمنى إلى المسجد أول ما لاحظته...(suha) الأخت الكبرى, الطفلة الصغيرة البالغة من العمر ست سنوات التي لطالما رافقت والدتها إلى المسجد في كل جمعة مع أختها الصغرى (safa) ذات الربيعين ربما, كم أحبتهم, فلقد كن يغيرن جو المسجد ببراءتهم الطفولية, فــ (suha) تشعر بالمسؤولية تجاه أختها الصغرى, هناك سبب آخر وراء تلك المحبة, فــ (safa) سميتها! أياً يكن, لاحظت وجود أمر مختلف في (suha) هذه الجمعة, لم تعلم ماذا, ولكنها لاحظت الاختلاف, كانت قد جهزت كلماتها التي أرادت قولها لها والابتسامة على محياها:
salam 3alaikom, suha
فإذا بالطفلة تقول وكأنها قد برمجت لقول ذلك الأمر بعدما صافحتها:
.My mother’s mother died
Huh? <<< وكأنها لم تستوعب الأمر
.My mother’s mother died
Ohhhh…<<< انعقد لسانها لعدة لحظات ثم قالت وقد اختفت الابتسامة من على محياها
تماماً>>> I’m so sorry… I’m so sorry
رفعت نظرها لتبحث عن الأم المسكينة, فإذا بها في مكانها المعتاد في المسجد, في الصف الأخير, على كرسي بلاستيكي أبيض, اتجهت نحوها, ولكن قبل ذلك كانت الصغيرة (safa) واقفة وكأنها ضائعة, مدت يدها حتى تصافح الصغيرة, ولم تدر إن كانت ابتسمت أم لا, ولكن وكالعادة لم ترد أن تصافحها (safa) ولكن ما تذكره هو ابتسامتها المميزة بطريقة رائعة, ثم راحت حيث الأم, كانت قد ارتدت هذه المرة {شيلة} سوداء, غير كل مرة, ونسيت نظاراتها, أما تفاصل وجهها, فلقد بدت أكبر من عمرها بكثير, صافحتها, قبلتها, احتضنتها, وهمست لها قائلة:
.I’m so sorry… so sorry
ثم أظهرت تقاطيع وجه تدل على الصبر دون النطق بكلمة واحدة, اتجهت نحو والدتها وجدتها اللتين كانتا تسلمان على باقي النساء في المصلى, بدا الأمر وكأنهما لم تعلما بالخبر بعد:
أمي, إن والدة أم صفاء قد توفيت <<< قالت بصوت حزين لوالدتها
ماذا؟! حقاً؟<<< ثم اتجهت الوالدة نحوها, لم تدر ماذا قالت لها والدتها, أما جدتها التي كانت الابتسامة ملء شدقيها لملاقاتها صديقاتها, فلقد اختفت من محياها حالما أخبرتها بالخبر.
لقد توفيت والدتها في اليوم الأول من العيد.<<< أخبرتها والدتها, الأمر الذي جعلها تحزن أكثر لأجلها.
أحست بغصة في حلقها, لم تشعر بها إلا عندما أرادت أن تشرع في ركعتي تحية المسجد, أما الدموع... فلقد تعلقت بين أهدابها, أحست بالحزن فعلاً, ((اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين)) دعوة إضافية زادتها على مجموعة الأدعية التي تدعوها أثناء سجودها, كانت بضع دموع قد سالت بكل حرارة على وجنتي والدتها وامرأة أخرى حبلى, تذكُر بضع كلمات تصبير من أكبر امرأة في المصلى اعتادت القدوم كل جمعة إلى المسجد قالتها لوالدة الطفلتين.
أثناء الصلاة والخطبة, كان مزاج (safa) عكر, لم تدرِ لماذا, وكأنها أحست بالحزن الطاغي على المكان والجو.
بعد الصلاة, حان موعد الوداع حتى جمعة قادمة, أرادت أن تسأل (suha) إن كانت قد رأت جدتها أم لا, إلا أن والدتها قد أجابت عن ذلك السؤال قبل أن تطرحه بعدما نهضت قاصدة الخروج, بما معناه:
لم يروا والدتي ولم ترهم,الله كريم.
حملت (safa) على جانبها, وكانت مصرة أن تحصل على تلويحة من (safa) التي رفضت مصافحتها قبل ساعة تقريباً, لوحت لها, فإذا بالصغيرة تلوح لها بطريقة طفولية مع تلك الابتسامة, وكان ذلك الأمر كاف لها حتى ترسم الابتسامة على محياها مرة أخرى, فلقد تجهمت طوال فترة وجودها في المسجد, ثم خرجوا, عندها علمت ما كان مختلفاً في (suha), الأسود... واختفاء الابتسامة.
إن كان هنالك أمر غريب في هذه القصة, فسيكون الكتابة اللغة الإنجليزية, طيب, السبب وراء ذلك هو أن الأم والبنتان من الهند, وإن كان هناك أمر جميل في القصة فهو الحزن, فعلى الرغم من أنهن من الهند فلقد أحست بالحزن لهن, ذلك لأن الكثير من البشر باتوا يعتبرون الهنود من غير البشر!!!
ملاحظة:((القصة حدثت اليوم, الجمعة الموافق 12 ذو الحجة, 19 نوفمبر))
في أمان الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان يوم جمعة مميز, ككل يوم جمعة, يوم جمعة ذو سحب ريشية ملائكية اختبأت خلفها الشمس خجلة من نسائم الشتاء الباردة, مضت ككل يوم جمعة مع والدتها وجدتها ووالدها حيث ذاك المسجد, المزدان بالبيج والأبيض, كانت والدتها أمام جدتها التي سبقتها ببضع خطوات, متجهات نحو مصلى النساء بعدما نزلن من السيارة حتى يركنها الوالد, صعدت الدرجات الخمس أو الست من بعد والدتها وجدتها, وخلعت خفيها من بعدهما أيضاً, ووضعتهما حيث اعتادت في كل جمعة, كانت جدتها قد أمسكت الباب لها حتى تدخل, ففي المرة السابقة كانت قد أمسكت الباب لها, عندما خطت بقدمها اليمنى إلى المسجد أول ما لاحظته...(suha) الأخت الكبرى, الطفلة الصغيرة البالغة من العمر ست سنوات التي لطالما رافقت والدتها إلى المسجد في كل جمعة مع أختها الصغرى (safa) ذات الربيعين ربما, كم أحبتهم, فلقد كن يغيرن جو المسجد ببراءتهم الطفولية, فــ (suha) تشعر بالمسؤولية تجاه أختها الصغرى, هناك سبب آخر وراء تلك المحبة, فــ (safa) سميتها! أياً يكن, لاحظت وجود أمر مختلف في (suha) هذه الجمعة, لم تعلم ماذا, ولكنها لاحظت الاختلاف, كانت قد جهزت كلماتها التي أرادت قولها لها والابتسامة على محياها:
salam 3alaikom, suha
فإذا بالطفلة تقول وكأنها قد برمجت لقول ذلك الأمر بعدما صافحتها:
.My mother’s mother died
Huh? <<< وكأنها لم تستوعب الأمر
.My mother’s mother died
Ohhhh…<<< انعقد لسانها لعدة لحظات ثم قالت وقد اختفت الابتسامة من على محياها
تماماً>>> I’m so sorry… I’m so sorry
رفعت نظرها لتبحث عن الأم المسكينة, فإذا بها في مكانها المعتاد في المسجد, في الصف الأخير, على كرسي بلاستيكي أبيض, اتجهت نحوها, ولكن قبل ذلك كانت الصغيرة (safa) واقفة وكأنها ضائعة, مدت يدها حتى تصافح الصغيرة, ولم تدر إن كانت ابتسمت أم لا, ولكن وكالعادة لم ترد أن تصافحها (safa) ولكن ما تذكره هو ابتسامتها المميزة بطريقة رائعة, ثم راحت حيث الأم, كانت قد ارتدت هذه المرة {شيلة} سوداء, غير كل مرة, ونسيت نظاراتها, أما تفاصل وجهها, فلقد بدت أكبر من عمرها بكثير, صافحتها, قبلتها, احتضنتها, وهمست لها قائلة:
.I’m so sorry… so sorry
ثم أظهرت تقاطيع وجه تدل على الصبر دون النطق بكلمة واحدة, اتجهت نحو والدتها وجدتها اللتين كانتا تسلمان على باقي النساء في المصلى, بدا الأمر وكأنهما لم تعلما بالخبر بعد:
أمي, إن والدة أم صفاء قد توفيت <<< قالت بصوت حزين لوالدتها
ماذا؟! حقاً؟<<< ثم اتجهت الوالدة نحوها, لم تدر ماذا قالت لها والدتها, أما جدتها التي كانت الابتسامة ملء شدقيها لملاقاتها صديقاتها, فلقد اختفت من محياها حالما أخبرتها بالخبر.
لقد توفيت والدتها في اليوم الأول من العيد.<<< أخبرتها والدتها, الأمر الذي جعلها تحزن أكثر لأجلها.
أحست بغصة في حلقها, لم تشعر بها إلا عندما أرادت أن تشرع في ركعتي تحية المسجد, أما الدموع... فلقد تعلقت بين أهدابها, أحست بالحزن فعلاً, ((اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين)) دعوة إضافية زادتها على مجموعة الأدعية التي تدعوها أثناء سجودها, كانت بضع دموع قد سالت بكل حرارة على وجنتي والدتها وامرأة أخرى حبلى, تذكُر بضع كلمات تصبير من أكبر امرأة في المصلى اعتادت القدوم كل جمعة إلى المسجد قالتها لوالدة الطفلتين.
أثناء الصلاة والخطبة, كان مزاج (safa) عكر, لم تدرِ لماذا, وكأنها أحست بالحزن الطاغي على المكان والجو.
بعد الصلاة, حان موعد الوداع حتى جمعة قادمة, أرادت أن تسأل (suha) إن كانت قد رأت جدتها أم لا, إلا أن والدتها قد أجابت عن ذلك السؤال قبل أن تطرحه بعدما نهضت قاصدة الخروج, بما معناه:
لم يروا والدتي ولم ترهم,الله كريم.
حملت (safa) على جانبها, وكانت مصرة أن تحصل على تلويحة من (safa) التي رفضت مصافحتها قبل ساعة تقريباً, لوحت لها, فإذا بالصغيرة تلوح لها بطريقة طفولية مع تلك الابتسامة, وكان ذلك الأمر كاف لها حتى ترسم الابتسامة على محياها مرة أخرى, فلقد تجهمت طوال فترة وجودها في المسجد, ثم خرجوا, عندها علمت ما كان مختلفاً في (suha), الأسود... واختفاء الابتسامة.
إن كان هنالك أمر غريب في هذه القصة, فسيكون الكتابة اللغة الإنجليزية, طيب, السبب وراء ذلك هو أن الأم والبنتان من الهند, وإن كان هناك أمر جميل في القصة فهو الحزن, فعلى الرغم من أنهن من الهند فلقد أحست بالحزن لهن, ذلك لأن الكثير من البشر باتوا يعتبرون الهنود من غير البشر!!!
ملاحظة:((القصة حدثت اليوم, الجمعة الموافق 12 ذو الحجة, 19 نوفمبر))
في أمان الله