تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدفاع عن الإمام إبن الجوزي وبيان دور الرافضة في محنته رحمه الله.



عثمان بالقاسم
26-11-2010, 02:56 AM
http://j.imagehost.org/0595/1_34.png
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله الرحمن الرحيم

مدخل:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد:

فإنه لمن المؤسف أن نرى الجاهلين الحاقدين لا يزالون ينالون من هذا العالم الجليل الذي أقض مضاجع الصوفية والرويفضة ، إنه العالم الجليل شيخ الواعظين الإمام ابن الجوزي رحمة الله عليه ، فالحاقدون لم يتركوا هذا العالم الجليل في زمانه وإلى يومنا هذا ، فسجن بسبب الروافض وأهل البدع وبعد مماته كذب عليه أهل البدع واليوم نرى الجهال المتعصبين لسانهم يخوض في هذا العالم الجليل إبن الجوزي ، حتى قال قائلهم بجهله : أنا لن آخذ عن إبن الجوزي أي شيء فلا يؤخذ عنه قول أبدا لأنه قال كذا وكذا في كذا وكذا.

فيا سبحان الله إن لم يكن هذا هو لب التعصب فأين التعصب إذن ، يحقدون عليه لمجرد قول قاله علما أن ما قاله الإمام إبن الجوزي ذهب إليه جمع من كبار العلماء وهو مذهب يسوغ فيه الإجتهاد، أما ما وقع فيه من أخطاء كالتي وقع فيها ابن حجر والنووي رحمهم الله جميعا فنتركها وقد بين العلماء ذلك .

فهذا هو الزمان الذي رأينا فيه حدثاء الأسنان الذين أصبحوا لا يوقرون العلماء ويجرحونهم بالهوى من عنديات أنفسهم فصار هؤلاء في زماننا أئمة تجريح وتجريح ولا يحسنون حتى قراءة الفاتحة أو كيفية الوضوء وضوءا صحيحا ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ومن أول الكتب التي قرأت لهذا العالم والتي أثرت في نفسي تأثيرا بالغا كتابه المشهور " تلبيس إبليس" وهو كتاب رائع بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فالكتاب بحذ ذاته هو رد على هؤلاء الكذابين الحاقدين ، إذ الرجل ظهرت عقيدته الصحيحة في هذا الكتاب وغيره من اتباعه السلف الصالح ونصرة مذهب السلف والرد على أهل الأهواء والبدع ، وفي كتابه تلبيس إبليس شرح في أوله حديث الإفتراق وبين من هم الطائفة الناجية ، وبين وحذر من فرق الضلال كالخوارج والروافض وغيرها وأطال النفس في فضح الصوفية ورد على أحد الأشاعرة بل إن نصف الكتاب فضح فيه الصوفية وتبرأ من مذهبهم ورد عليهم وعلى خرافاتهم وخزعبلاتهم ولم يترك مذهبا باطلا من أهل الضلال في كتابه إلا رد عليهم .

ثم يأتي بعض من لا يعرف قدر الرجل ليقول بكل وقاحة إبن الجوزي لا يؤخذ عنه شيء عياذا بالله تعالى وكبرت كلمة تخرج من أفواههم .

ونُشهد الله عز وجل على حبنا لهذا العالم الجليل إبن الجوزي ونستفيد منه ولا نقبل تجريح الجاهلين ونذب عن عرضه وإن تبين لنا في شيء خطأه تركنا خطأه مع توقيرنا له ، ونبغض ونعادي من يبغضه ، إذ لا يبغضه إلا هؤلاء: جاهل حقود متعصب أو مبتدع ضال أو عدو من أعداء الإسلام .

وقبل التعريف بهذا العالم الجهبذ شيخ الواعظين نذكر جملة من كتبه المفيدة التي يعرفها كل طالب علم شرعي ويستفيد منها :

من مؤلفاته وتصانيفه :

يعتبر الإمام ابن الجوزي من العلماء الموسوعيين الكبار في أمة الإسلام، فلقد كان متبحرًا في فنون كثيرة، له فيها مشاركات ومصنفات فائقة ومؤلفات رائقة زادت على الثلاثمائة مصنف، كثير منها في فن الوعظ والتذكير والأخلاق والرقائق وله في كل فن عدة كتب، ومن أشهر مصنفاته كتاب زاد المسير في التفسير، وهو مطبوع متداول، وكتاب المنتظم في التاريخ، وهو من كتب التاريخ المشهورة والشاملة، أكمل به كتاب تاريخ الرسل والملوك للطبري، وله كتاب الموضوعات في الحديث وهو أول من أفرد الأحاديث الموضوعة بمصنف وعلى منواله نسج من جاء بعده، وكتاب صفوة الصفوة في أخبار الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من طبقات القرون الثلاثة الفاضلة، وكتاب تلبيس إبليس في كشف فضائح الصوفية، وصيد الخاطر في اللطائف والإشارات، ومنهاج القاصدين وهو مختصر لطيف لكتاب إحياء علوم الدين للغزالي، وله سلسلة المناقب والفضائل للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحين والأئمة والعلماء، وكثير من كتبه قد ضاعت في محنته، إذ تسلط عليها ابنه العاق أبو القاسم علي فباعها بالأحمال بيع البعيد لمن يزيد، ولكن معظم إنتاجه العلمي مطبوع متداول بفضل الله عز وجل، وما زال الناس ينتفعون بها ويدرسونها، وما من خطيب ولا واعظ ولا داعية إلا ولابن الجوزي عليه فضل الاقتباس من كلامه وكتبه الفائقة.



-تلقيح فهوم أهل الاثار في مختصر السير والأخبار.
-الأذكياء وأخبارهم
-مناقب عمر بن عبد العزيز
-شذور العقود في تاريخ العهود
-المدهش"وهو في الوعظ"
-المقيم المقعد" وهو في دقائق اللغة العربية"
-صولة العقل على الهوى.
-الناسخ والمنسوخ "في الحديث"
-تلبيس إبليس"أنصح بقراءة هذا الكتاب الرائع"
-فنون الأفنان في علوم القرآن.
-لقط المنفع
-المنتظم في تاريخ الملوك والأمم.
-عجائب البدائع.
-أخبار الحمقى والمغفلين" كتاب رائع به قصص مضحكة ومفيدة"
-الوفا في فضائل المصطفى.
-مناقب عمر بن الخطاب
-مناقب أحمد بن حنبل
-صيد الخاطر
-الياقوتة.
-المختار من أخبار المختار
-مثير عزم الساكن إلى أشرف الأماكن " وهو في تاريخ مكة والمدينة"
-مناقب بغداد
-الضعفاء والمتروكين" في رجال الحديث"
-المنظوم والمنثور في مجالس الصدور.
- المنهل العذب
-غريب الحديث
-تذكرة المبتدى وتذكرة المنتهى.
-المصفى بأكف أهل الرسوخ في الناسخ والمنسوخ
-نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر.
-الحدائق لأهل الحقائق
-أسماء الضعفاء والوضاعين" في رجال الحديث"
-تبصرة الأخيار" وهو في نيل مصر وأنهارها"
-تقويم اللسان
-جامع المسانيد والألقاب
-الموضوعات" في الحديث"
-زاد المسير في علم التفسير
-شرح مشكل الصحيحين
-دفع شبهة التشبيه والرد على المجسمة.
- بر الوالدين.

إلى غير ذلك من المؤلفات الرائعة والمفيدة

ثناء العلماء على إبن الجوزي وأقوالهم فيه:

اتفق العلماء والأدباء على الثناء على "ابن الجوزي" فمدحوا علمه وورعه ومهارته في الخطابة والفقه والحديث والتاريخ والأدب.

قال عنه "ابن كثير": "أحد أفراد العلماء، برز في علوم كثيرة، وانفرد بها عن غيره، وجمع المصنفات الكبار والصغار نحوًا من ثلاثمائة مصنف".

قالَ ابنُ كثيرٍأيضا :
" تفرَّدَ ابنُ الجوزيِّ بفنِّ الوعظِ الذي لم يُسبَقْ إليهِ، ولا يُلْحَقُ شَأْوُهُ فيهِ، وفي طريقتهِ، وشَكْلِه، وفي فصاحَتِه، وبلاغتِهِ، وعذوبتِه، وحلاوةِ ترصيعِهِ، ونُفوذِ وَعْظِهِ، وغَوْصِهِ في المعاني البديعةِ، وتقريبهِ الأشياءَ الغريبةَ بما يُشاهَدُ مِن الأمورِ الحِسِّيَّةِ بعبارةٍ وجيزةٍ سريعةِ الفهمِ والإدراكِ، بحيثُ يجمَعُ المعاني الكثيرةَ في الكلمةِ اليسيرةِ ".

وقد وصفه "ابن الجزري" بأنه: "شيخ العراق وإمام الآفاق".

وقال عنه "ابن العماد الحنبلي": "كان ابن الجوزي لطيف الصوت حلو الشمائل، رخيم النغمة، موزون الحركات، لذيذ الفاكهة".

وقال عنه "ابن جبير": "آية الزمان، وقرة عين الإيمان، رئيس الحنبلية، والمخصوص في العلوم بالرتب العلية، إمام الجماعة، وفارس حلبة هذه الصناعة، والمشهود له بالسبق الكريم في البلاغة والبراعة".

وقال عنه "شمس الدين الذهبي": "ما علمت أن أحدًا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل".

قال الإمام الذهبي أيضا: (كان رأسًا في التذكير بلا مدافعة، يقول النظم الرائق، والنثر الفائق بديهًا، ويسهب، ويعجب، ويطرب، ويطنب، لم يأت قبله ولا بعده مثله، فهو حامل لواء الوعظ، والقيم بفنونه، مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع في النفوس، وحسن السيرة، وكان بحرًا في التفسير، علامة في السير والتاريخ، موصوفًا بحسن الحديث، ومعرفة فنونه، فقيهًا، عليمًا بالإجماع والاختلاف، جيد المشاركة في الطب، ذا تفنن وفهم وذكاء وحفظ واستحضار...).

قال أبو عبد الله الدبيثي في تاريخه: (شيخنا جمال الدين صاحب التصانيف في فنون العلوم من التفسير والفقه والحديث والتواريخ وغير ذلك، وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه والوقوف على صحيحه من سقيمه، وكان من أحسن الناس كلامًا، وأتمهم نظامًا، وأعذبهم لسانًا، وأجودهم بيانًا، وبورك له في عمره وعلمه).

قال الموفق عبد اللطيف المقدسي: (كان ابن الجوزي لطيف الصورة، حلو الشمائل، رخيم النغمة، موزون الحركات والنغمات، لذيذ المفاكهة، يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون لا يضيع من زمانه شيئًا، يكتب في اليوم أربع كراريس، وله في كل علم مشاركة، لكنه كان في التفسير من الأعيان، وفي الحديث من الحفاظ، وفي التاريخ من المتوسعين، ولديه فقه كاف، وأما السجع الوعظي فله فيه ملكة قوية).

قال الإمام ابن قدامة المقدسي: (ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة وكان صاحب فنون، كان يصنف في الفقه، ويدرس، وكان حافظًا للحديث، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة) ذلك أن ابن الجوزي قد خالف الحنابلة في بعض المسائل رحمه الله.

قالَ ابنُ خَلِّكانَ:
" كانَ علاَّمَةَ عصرِهِ، وإمامَ وقتِهِ في الحديثِ، وفي صناعةِ الوعظِ ".


وقالَ الذهبيُّ:
" كانَ مُبَرِّزًا في التفسيرِ والوعظِ والتاريخِ، ولهُ في الحديثِ اطِّلاعٌ تامٌّ على متونِه

http://j.imagehost.org/0547/3_15.png

التعريف به:


هو الشيخ الإمام العلامة، الحافظ المفسر، شيخ صناعة الوعظ، درة المجالس وجامع الفنون، وصاحب التصانيف الكثيرة، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن الجوزي، ينتهي نسبه إلى أمير المؤمنين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

وُلد ابن الجوزي سنة 510هـ ببغداد ومات أبوه وله ثلاثة أعوام، فتولت عمته تربيته لزواج أمه؛ فنشأ ابن الجوزي يتيمًا يتنقل بين أقاربه الذين كانوا يعملون في تجارة معدن النحاس، فلما آنست منه عمته عزوفًا عن اللهو والتجارة دفعت به إلى طريق العلم، فلزم مسجد محمد بن ناصر الحافظ، وجلس لسماع الدروس والحديث، ثم لزم حلقة الشيخ ابن الزغواني شيخ حنابلة العراق، فظهر نجمه وتقدم على أقرانه، وكان وهو صبي دينًا مجموعًا على نفسه لا يخالط أحدًا ولا يجاري أترابه في لهوهم ولعبهم.

كان ابن الجوزي طموحًا فيه بهاء وترفع في نفسه، دفعه لأن يطلب الجلوس مكان شيخه الزغواني بعد وفاته، وكان وقتها شابًا دون العشرين، فأنكروا عليه ذلك، فاشتغل بالوعظ، وكان فنًا رائجًا وبضاعة نافعة في تلك الأيام، وبغداد زاخرة بالوعاظ، الكبار منهم والصغار، وتفرد بفن الوعظ، الذي لم يسبق إليه ولا يلحق شأوه فيه وفي طريقته وشكله، وفي فصاحته وبلاغته وعذوبته وجمال عباراته ورائع تشبيهاته، وغوصه في المعاني البديعة وتقريبه الأشياء الغريبة فيما يشاهد من الأمور الحسية، بأيسر وأوجز عبارة حتى صار إمام صناعة الوعظ والتذكير، ومفخرة بغداد بلا نظير، وتهافت الناس على حضور مجالسه، وحضرها الخلفاء والوزراء والكبراء والأمراء والعلماء والأغنياء والفقراء، كل على حد السواء، حتى عد عشرات الألوف من الناس في المجلس الواحد من مجالسه، وله العبارات المأثورة والكلمات المؤثرة المشهورة.

ورغم تفرده وإمامته لفن الوعظ إلا أنه له مشاركات كثيرة في فنون شتى، وله اليد الطولى في فن التفسير والتاريخ والفقه، ودون ذلك في الحديث والحساب والفلك والطب، وله في كل فن عدة مصنفات، حتى صار رأس علماء العراق في زمانه، وهذا التقدم والرياسة والاحتشام والسؤدد جلب عليه كثيرًا من عداوة الخصوم والأقران وأتباع المذاهب الأخرى، وكان له دور ظاهر في تأجيج تلك العداوات بحدة لسانه وهجومه اللاذع على الصوفية وبعض معاصريه.

محنة الإمام ابن الجوزي

طريق العلماء الربانيين مليء بالابتلاءات والمحن، وهم يعرفون ذلك جيدًا، ولكن بعض البلايا والمحن تكون أشد وقعًا وأثرًا من غيرها، فمثلاً إذا كانت المحنة من أقارب العالم وأهله فهي أشد وقعًا من غيرها، وإذا كانت المحنة عند تقدم السن واشتعال الرأس شيبًا فهي أشد وقعًا من غيرها، وإذا كانت المحنة ستشرد صاحبها وتنفيه وحيدًا عن أهله وبلده فهي أشد وقعًا من غيرها، وإذا كانت المحنة ستنقل صاحبها من المكانة والشهرة والإمامة إلى الهجر والنسيان والإهانة فهي أشد وقعًا من غيرها، وأما إذا اجتمعت كل هذه الشروط والعناصر في المحنة والبلية ثم يروضها صاحبها ويستفيد منها ويحولها إلى منحة عظيمة فهذا أمر جدير بالكتابة والاستفادة منه.

رغم أن المحنة التي تعرض لها الإمام ابن الجوزي كانت في آخر عمره، إلا إن أسباب تلك المحنة كانت قديمة وبعيدة الجذور، وذلك لأمرين، أولهما متعلق بالأجواء السائدة في بغداد خلال القرن السادس الهجري، وثانيهما متعلق بطبيعة شخصية ابن الجوزي والتي أورثته خصومة وعداوة الكثيرين.

فبغداد ومنذ سيطرة الدولة السلجوقية على مقدرات الخلافة العباسية وظهور شخصية الوزير الشهير نظام الملك، أخذ أتباع المذهب الشافعي والعقيدة الأشعرية في الظهور والتحكم في الساحة العلمية لبغداد عاصمة الخلافة، والسيطرة على حلق العلم والمدارس الفقهية ومحاريب الجوامع، وكانت تلك المكانة من قبل بيد أتباع المذهب الحنبلي والعقيدة السلفية، فلما ظهر الشافعية استطالوا بشدة على الحنابلة وضيقوا عليهم في المجالس والمدارس، ودخلوا معهم في مهاترات حامية بسبب العقائد، وشنعوا عليهم، وظل الأمر على ما هو عليه فترة طويلة، حتى ظهرت شخصية الإمام ابن الجوزي الذي استطاع أن يستقطب الناس إلى مجالس وعظه ويبهرهم بفريد عباراته وفائق تذكيراته، فحضر مجالسه عشرات الآلاف من الكبار والصغار والرجال والنساء، وحضرها الخليفة العباسي نفسه والسلطان السلجوقي، والوزراء والأمراء والكبراء والأغنياء والفقراء، وحتى كان يحضرها الشيعة الروافض الذين بهرهم رائع بيانه، خاصة وابن الجوزي كان ممن يداري ويهادن ولا يخوض في الخلافيات، بالجملة أصبح ابن الجوزي حديث الناس وأشهر علماء بغداد والعراق، وقد أدى ذلك لارتفاع مكانة الحنابلة وإقبال الناس على شيوخ المذهب، وذلك الأمر أغاظ أتباع باقي المذاهب عامة والشافعية خاصة.

وفي سنة 550هـ استوزر الخليفة العباسي المقتفي بالله الوزير عون الدين بن هبيرة وكان من خيار الوزراء وأفاضل العلماء، وكان حنبليًا سلفيًا، وقد اجتهد ذلك الوزير الصالح في إقامة الدولة العباسية واستعادة هيبة الخلافة، وحسم مادة ملوك السلاجقة، وكان ذلك الوزير مصاحبًا لابن الجوزي قبل ذلك، فلما صار في الوزارة، قرَّب ابن الجوزي واصطفاه لمجالسه ومشورته، وارتفعت مكانة ابن الجوزي أكثر مما قبل، وكذلك الحنابلة، وقد استمر ذلك الوزير في منصبه خلافة المقتفي ثم ولده المستنجد، وكان له كثير من الخصوم لصلاحه وكفاءته في الإدارة والإخلاص للدولة العباسية، ومن كان خصمًا لابن هبيرة كان خصمًا لابن الجوزي معه للصداقة التي بينهما، وقد قتل ذلك الوزير الصالح بالسم سنة 560هـ ولم يعلم قاتله، وبموته أخذ أعداء ابن الجوزي في التربص به والكيد له.

هذا الشق كان فيما يتعلق بالأمر الأول والمتعلق بأحوال الخلافة والأجواء السائدة في بغداد، أما فيما يتعلق بالأمر الثاني وهو طبيعة شخصية ابن الجوزي نفسه، فإن ابن الجوزي كان مفخرة العراق في وقته ودرة بغداد في زمانه، شهرته طغت على علماء الوقت، فحسدوه وغاروا من إقبال الناس عليه، كما أنه كان شديدًا في نقده، حادًا في ملاحظاته، لاذعًا في تعليقاته، خاصة على الوعاظ والعلماء من الشافعية والأحناف، لا يبالي بمكانة وقدر من ينتقد ويجرح، وهي أمور كلها قد أورثته عداوة وخصومة الكثيرين .

محنة آخر العمر:

ظل ابن الجوزي على مكانته ومنزلته حتى تولى الخلافة الناصر لدين الله العباسي سنة 575هـ، وكان يخالف سيرة آبائه وأجداده، فقد كان أول وآخر خليفة عباسي يتشيع ويتظاهر بذلك ويجهر به، وقد عمل على تقريب الشيعة، فاستخدمهم في أعماله وشئونه وبالطبع أخذت الأضواء تنحسر عن رجال أهل السنة وعلمائهم، ومنهم ابن الجوزي، فاستغل خصوم الرجل ذلك الأمر، وخططوا للإيقاع به.

كان من ألد أعداء الشيخ ابن الجوزي، رجل اسمه الركن عبد السلام بن عبد الوهاب وهو حفيد الشيخ عبد القادر الجيلاني، وكان أبناء الشيخ عبد القادر وأحفاده يبغضون ابن الجوزي بشدة بسبب رأيه في الشيخ عبد القادر وانتقاده الدائم له، وكان الركن عبد السلام ذلك أشدهم كراهية لابن الجوزي، ولكن لسبب آخر وهو أنه كان رجلاً رديء المعتقد على مذهب الفلاسفة، شروبًا للخمر، فأفتى ابن الجوزي بحرق كتبه فأحرقت ومنعت، ثم أخذت منه مدرسة جده الشيخ عبد القادر الجيلاني وأعطيت لابن الجوزي، فحقد الركن لذلك وقرر الإيقاع بالشيخ ابن الجوزي.

العجيب أن الذي تآمر مع الركن عبد السلام في مؤامرته ضد ابن الجوزي هو أقرب الناس لابن الجوزي، ولده الكبير أبو القاسم علي، وكان ماجنًا فاسقًا نديم الركن في مجالس الخمر والفجور، وكان عاقًا لأبيه، وقد هجره أبوه وإخوته لسوء أخلاقه وأفعاله، فتآمر أبو القاسم علي مع الركن عبد السلام للنيل من الشيخ ابن الجوزي.

تولى الوزارة في تلك الفترة رجل شيعي اسمه ابن القصاب وكان صديقًا للركن عبد السلام للموافقة في الاعتقاد، فسعى عنده للإيقاع بالشيخ عند الخليفة الناصر العباسي، فقال الوزير الرافضي للخليفة العباسي: (أين أنت من ابن الجوزي الناصبي؟ وهو أيضًا من أولاد أبي بكر الصديق) ثم ما زال بالخليفة حتى غير قلبه عن ابن الجوزي، وفوض الأمر إليه في التصرف معه، وذلك سنة 590هـ، وكان ابن الجوزي وقتها في الثمانين من العمر، ففوض الوزير ابن القصاب الركن عبد السلام في التصرف مع الشيخ ابن الجوزي، فذهب إلى داره بنفسه ومعه الكثير من الحراس وأبناء الشيخ عبد القادر، فشتموه وأهانوه وجذبوه بشدة من بين عياله، وكان عليه ملابس خفيفة بلا سراويل وختموا على داره، ووضعوه في سفينة صغيرة، ونفوه إلى مدينة واسط، وهناك حبسوه في بيت ضيق بلا أحد يخدمه وكان شيخًا مسنًا قد جاوز الثمانين، فبقي وحده يطبخ لنفسه ويغسل ثيابه لنفسه، ممنوع عليه الاجتماع مع الناس أو الجلوس للوعظ كما هي عادته، ولاقى ضروبًا من المحن والهم والتعب طيلة خمس سنوات في النفي .

لم يكتف الركن عبد السلام بما فعله مع الشيخ ابن الجوزي من الإهانة والنفي والتشريد والسجن الانفرادي، بل حاول التوصل إلى والي مدينة واسط وكان شيعيًا أيضًا ليقتل ابن الجوزي، فقال الوالي للركن: (يا زنديق، أفعل هذا بمجرد قولك؟ هات خط أمير المؤمنين، والله لو كان على مذهبي، لبذلت روحي في خدمته) فخاب سعي الركن وفشلت خطته، ولكن لم يمنع ذلك من التضييق على ابن الجوزي وحبسه.

تلك المحنة الكبيرة التي نزلت بالشيخ ابن الجوزي وهو في أواخر عمره، وبعد أن جاوز الثمانين قد زاد من ألمها جناية ولده أبي القاسم علي على تراث أبيه العلمي ونتاجه التأليفي، إذ تسلط ذلك الولد العاق الفاسق على كتب أبيه وكانت مئات المجلدات في شتى الفنون، وباعها بالأحمال وشرب بثمنها الخمر، وتجاهر بذلك الفحش والخسة، والأب يعاني في غربته ووحدته مرارة ذلك الجحود والنكران.

ظل الشيخ ابن الجوزي في محنته بين النفس والسجن والإهمال والإهانة خمس سنوات كاملة كانت كفيلة بتحطيم عزيمة أي رجل قوي وليس بشيخ مسن طاعن في السن، ولكن الشيخ العلامة ابن الجوزي الذي طالما وعظ الناس وذكرهم وصبَّرهم ورغبَّهم ورهبَّهم، حول محنته إلى منحة عظيمة، وروض تلك المحنة الأليمة، فاستغل تلك السنوات الخمس في قراءة كتب الحديث والتلاوة بالعشر قراءات للقرآن على يد الشيخ ابن الباقلاني، وأبدى همة عالية في ذلك، حتى أتم حفظ القراءات العشر وهو في الرابعة والثمانين من العمر.

وفي سنة 595هـ أذن الله عز وجل في رفع المحنة وفك الكربة، وذلك بشفاعة أم الخليفة الناصر العباسي، وعاد ابن الجوزي من منفاه في واسط إلى بغداد، وأذن له في الوعظ كما كان، وعاد إلى مكانته وعزه وسؤدده، وحضر الخليفة العباسي بنفسه أول مجالس وعظه، وكانت كلمات ابن الجوزي مؤثرة، ملهبة، وقد خرجت من قلب احترق بالمحن حتى خرج نقيًا من كل شائبة، وبعد ذلك بقليل مرض ابن الجوزي ثم مات في منتصف شهر رمضان سنة 597هـ،
فرحمة الله عليه


هذا وصلى اللهم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وأبى الله إلا أن يجعل العصمة له ،حيث وقع ابن الجوزي فيما وقع فيه النووي وابن حجر والشوكاني والصنعاني من التأويل والذي أخطأوا فيه رحمهم الله جميعا مع أنهم أعلام الأمة، ويُستفاد من علمهم الغزير ويُترك ما وقعوا فيه من التأويل رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته.

لا تنسونا من صالح دعائكم.

http://j.imagehost.org/0887/2_8.png

عثمان بالقاسم
26-11-2010, 11:20 AM
هههههه، بعد وضع موضوعي بقليل وصلني تقييم في ملفي من أحد الحمقى يقول فيه عن هذا الموضوع:


أنت مريض نفسي، واللهِ مريض

فلم أتمالك نفسي ضحكا وأنا أنظر إلى ما وصل إليه حقد بعض المتعصبة التي لا زالت بعض التقاليد الجاهلية طاغية على عقولهم ، فإذا كان دفاعي عن الإمام إبن الجوزي رحمه الله والتعريف به وبيان فضله يُعدُ مرضا ، فأنا مقر أنني مريض .

هههههه، هكذا فليكن المرض وإلا فلا

اللهم اجعل مرضنا في الدفاع عن دينك ولدينك -__-

لا تلعب يا رجل -__- ، فأنا أعرفك جيدا .

Miaka Yuki
26-11-2010, 11:39 AM
السلااام عليكم اخي

جزيت الجنان وجعله ماتكتبه عن علمائنا الفضلاء في موازين حسانتك..

ابن القلعة
26-11-2010, 11:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على ما قدمت ولي عودة إن شاء الله

Marshen Guy
26-11-2010, 02:36 PM
بوركت ، أثابك ربك وجعـلك سائراً عـلى درب من سميت باسمه

أبو رويم
27-11-2010, 10:54 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخى عثمان على الموضوع المتميز جدا
ويبدو أنى المرضى النفسيين فى المنتدى كثيرون جدا فلا تهتم بهم أخى
فى أمان الله أخى

قُطْرُب
27-11-2010, 12:33 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
ما حالك يا عثمانُ
دائماً أحب الأسماء الممنوعة من الصرف فهي تعطي المسمى نوعاً من تلك المنعة أن ينصرف في مصارف الدهر الكثيرة فهو ثابتٌ أشم ... :)

بالنسبة لابن الجوزي فهو جبلٌ لا تناطحه العنز ، فلا يهمنك ذلك يا أخي
وهل سنبقى كلما نبح نابحٌ نستنفرُ القوى والحشود لصدِّه فذاك مما يغري السفهاء والمطمورين على الظهور بمظهر النجوم عند قومهم نتيجة الاستخفاف بالثوابت والمقدسات
أعتقد أننا يجب أن نكون بعيدي النظر حول هذه القضايا ولنعطِ كلَّ قضيَّةٍ حجمها حتى لا تضيع الجهود في الرد ومتابعة جديد أخبار اللمازين وحتى لا نعطيهم ما يريدونه من جراء سخافتهم وكلامهم
وهذا بالطبع لا يعني أن نسكت حال القدرة على التغيير ولكن فلننظر إلى نتائج مواقفنا قبل أن نقدم عليها ولنقارن محاسنها بمساوئها ثم لتكن الغلبة للكف الراجحة ولنعقد بعدها العزم على ما وصلنا إليه فذلك خيرٌ لنا وشرٌ لهم

شكراً

السرغيني
27-11-2010, 04:24 PM
سم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي عثمان وجزاك الله خيرا

[ اللــيـــث ]
27-11-2010, 08:39 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


طريق العلماء الربانيين مليء بالابتلاءات والمحن، وهم يعرفون ذلك جيدًا
ولكن بعض البلايا والمحن تكون أشد وقعًا وأثرًا من غيرها
فمثلاً إذا كانت المحنة من أقارب العالم وأهله فهي أشد وقعًا من غيرها
وإذا كانت المحنة عند تقدم السن واشتعال الرأس شيبًا فهي أشد وقعًا من غيرها
وإذا كانت المحنة ستشرد صاحبها وتنفيه وحيدًا عن أهله وبلده فهي أشد وقعًا من غيرها
وإذا كانت المحنة ستنقل صاحبها من المكانة والشهرة والإمامة إلى الهجر والنسيان والإهانة فهي أشد وقعًا من غيرها
وأما إذا اجتمعت كل هذه الشروط والعناصر في المحنة والبلية ثم
يروضها صاحبها ويستفيد منها ويحولها إلى منحة عظيمة فهذا أمر جدير بالكتابة والاستفادة منه


لا القبه الا بــــ شيخ الواعظين بدون منازع
له اسلوب ساحر في الوعظ مع سجع جميل
ومن يقرأ كتبه سيلاحظ هذا .

لا نرى للرافضة دورا إلا في كل خبيث على امتداد التاريخ
والآن يحاولون أن يقنعونا بأنهم المدافعين عن هذه الأمة




بارك الله فيك يا ابا طلحة على سرد قصة هذا العالم الجليل شيخ الواعظين ابن الجوزي


ابا طلحة .. ان كنت مريضا فاشهد انا اولهم بانك مريض
نعم انت مريض اتعلم لماذا لانك تدافع عن التابعين والصحابة والأئمة نعم هو ذلك اتعلم ما علاجه ...؟
لا علاج له الا ان تبقى على مرضك فانا اعشق هذا المرض واسال الله ان يجعلني مثلك بهذا المرض
...............
احقا هو مرض والله من يكتب عنك هذا لا يقال عنه الا مريض نعم مريض وايم مرض مرض عمى البصير
اسال الله ان يوفقك يا ابا طلحة يا غالي
في امان الله

بيشووووو
28-11-2010, 09:54 AM
بارك الله فيكم و جزاكم خير الجزاء

[مِسعَرُ حَرب
28-11-2010, 02:43 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أيامك بكل خير ،،، أمتعتنا بذكر سيرة هذا الجبل الأشم

رحمه الله وغفر له وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء

وللأسف أبناء جلدتنا أصبحوا يلبون رغبات المستشرقين والكفار في الطعن بأعلام الأمة
اللهم عليك بهم ،،

وبارك الله فيك اخي ...

أخبرني أحد طلاب العلم ، يقول :
كان معنا طالب ليس بذلك المجتهد في طلب العلم ، وبعد سنوات بدأ يشتغل في الطعن بالعلماء ويعاونه في ذلك بعض الشيوخ (هداهم الله) وبعدها بفترة بدأ يطعن في ابن حجر .. نعم لابن حجر رحمه الله وغفر له بعض الأخطاء والزلات لا ينكرها أحد ولكن هل ننسف علمه بالكامل ..
يقول : وبعد فترة بدأ يتكلم في كتاب فتح الباري لابن حجر ويقول يجب أن يحرق هذا الكتاب وكلام كثير لا خير فيه ..قال : وبعدها بأيام جاءنا خبر بانه أحرق الكتاب .

ويكمل الحديث فيقول : وبعد فترة وجيزة جاءنا خبر عنه بانه انتكس وأصبح من أهل الشهوات والملذات ، وأنحرف ... لا صلاة ولا صيام ذهب مع أهل

فسبحان الله ،، أنظر كيف كانت عاقبة أمره


ولا حول ولا قوة إلا بالله

نسأل الله ان يهدي ضال المسلمين

والسلام عليكم

عثمان بالقاسم
1-12-2010, 11:29 PM
السلااام عليكم اخي

جزيت الجنان وجعله ماتكتبه عن علمائنا الفضلاء في موازين حسانتك..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
آمين، اللهم آمين وإياكم يا رب.
آمين، نسأل الله القبول و الإخلاص.
وشكرا لمرورك.


بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على ما قدمت ولي عودة إن شاء الله
حياك الله أخي العزيز.
وفيك بارك المولى أخي .
وبانتظار عودتك إن شاء الله تعالى.


بوركت ، أثابك ربك وجعـلك سائراً عـلى درب من سميت باسمه
وإياك أخي.
آمين وإياك ، نسأل الله ذلك.
شكرا لمرورك.
ربي يحفظك.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخى عثمان على الموضوع المتميز جدا
ويبدو أنى المرضى النفسيين فى المنتدى كثيرون جدا فلا تهتم بهم أخى
فى أمان الله أخى

حياك الله أخي عبد الرحمن.
وفيك بارك المولى .
إن شاء الله تعالى أبشر بذلك فأنا لا أهتم بهم وللعبهم .
شكرا لمرورك أخي.
وحفظك المولى من كل سوء ومكروه.
-----------------

ولي عودة إن شاء الله تعالى.

XVIPX
2-12-2010, 12:27 AM
بوركت أخي الفاضل .
نعم . الدفاع عن أهل الخير وحَمَلة العلم الشرعي هو واجب على كل مسلم ومسلمة في أي مكان وفي أي زمان .

جعل الله هذا العمل في موازين حسناتك .

عثمان بالقاسم
2-12-2010, 06:18 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :

ما حالك يا عثمانُ
دائماً أحب الأسماء الممنوعة من الصرف فهي تعطي المسمى نوعاً من تلك المنعة أن ينصرف في مصارف الدهر الكثيرة فهو ثابتٌ أشم ... :)


بالنسبة لابن الجوزي فهو جبلٌ لا تناطحه العنز ، فلا يهمنك ذلك يا أخي
وهل سنبقى كلما نبح نابحٌ نستنفرُ القوى والحشود لصدِّه فذاك مما يغري السفهاء والمطمورين على الظهور بمظهر النجوم عند قومهم نتيجة الاستخفاف بالثوابت والمقدسات
أعتقد أننا يجب أن نكون بعيدي النظر حول هذه القضايا ولنعطِ كلَّ قضيَّةٍ حجمها حتى لا تضيع الجهود في الرد ومتابعة جديد أخبار اللمازين وحتى لا نعطيهم ما يريدونه من جراء سخافتهم وكلامهم
وهذا بالطبع لا يعني أن نسكت حال القدرة على التغيير ولكن فلننظر إلى نتائج مواقفنا قبل أن نقدم عليها ولنقارن محاسنها بمساوئها ثم لتكن الغلبة للكف الراجحة ولنعقد بعدها العزم على ما وصلنا إليه فذلك خيرٌ لنا وشرٌ لهم


شكراً

حياك الله أخي الفاضل قطرب.
أنا بخير ولله الحمد والمنة وأتمنى أن تكون أنت أيضا بخير وصحة وعافية .

صدقت أخي ورحم الله الإمام إبن الجوزي وكما قلت فإنه جبل لا تناطحه العنز.

وشكرا لإضافتك المفيدة وتعليقك .

ربي يحفظك.



سم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي عثمان وجزاك الله خيرا
حياك الله أخي.
وفيك بارك المولى، وأنت من أهل الجزاء.
وشكرا لمرورك.


;2738581']
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



طريق العلماء الربانيين مليء بالابتلاءات والمحن، وهم يعرفون ذلك جيدًا
ولكن بعض البلايا والمحن تكون أشد وقعًا وأثرًا من غيرها
فمثلاً إذا كانت المحنة من أقارب العالم وأهله فهي أشد وقعًا من غيرها
وإذا كانت المحنة عند تقدم السن واشتعال الرأس شيبًا فهي أشد وقعًا من غيرها
وإذا كانت المحنة ستشرد صاحبها وتنفيه وحيدًا عن أهله وبلده فهي أشد وقعًا من غيرها
وإذا كانت المحنة ستنقل صاحبها من المكانة والشهرة والإمامة إلى الهجر والنسيان والإهانة فهي أشد وقعًا من غيرها
وأما إذا اجتمعت كل هذه الشروط والعناصر في المحنة والبلية ثم
يروضها صاحبها ويستفيد منها ويحولها إلى منحة عظيمة فهذا أمر جدير بالكتابة والاستفادة منه


لا القبه الا بــــ شيخ الواعظين بدون منازع
له اسلوب ساحر في الوعظ مع سجع جميل
ومن يقرأ كتبه سيلاحظ هذا .

لا نرى للرافضة دورا إلا في كل خبيث على امتداد التاريخ
والآن يحاولون أن يقنعونا بأنهم المدافعين عن هذه الأمة




بارك الله فيك يا ابا طلحة على سرد قصة هذا العالم الجليل شيخ الواعظين ابن الجوزي


ابا طلحة .. ان كنت مريضا فاشهد انا اولهم بانك مريض
نعم انت مريض اتعلم لماذا لانك تدافع عن التابعين والصحابة والأئمة نعم هو ذلك اتعلم ما علاجه ...؟
لا علاج له الا ان تبقى على مرضك فانا اعشق هذا المرض واسال الله ان يجعلني مثلك بهذا المرض
...............
احقا هو مرض والله من يكتب عنك هذا لا يقال عنه الا مريض نعم مريض وايم مرض مرض عمى البصير
اسال الله ان يوفقك يا ابا طلحة يا غالي

في امان الله

حياك الله أخي العزيز سامر.
وفيك بارك المولى .

هههه يا رجل أنت أيضا تعشق هذا المرض .
هداهم الله .
آمين، اللهم آمين وفقنا الله وإياكم لكل خير .
وشكرا لإضافتك المميزة.
ربي يحفظك ودمت في رعاية الله وحفظه.

بارك الله فيكم و جزاكم خير الجزاء
وفيك بارك المولى وأنت من أهل الجزاء.
وشكرا لمروركم الطيب.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


أسعد الله أيامك بكل خير ،،، أمتعتنا بذكر سيرة هذا الجبل الأشم


رحمه الله وغفر له وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء


وللأسف أبناء جلدتنا أصبحوا يلبون رغبات المستشرقين والكفار في الطعن بأعلام الأمة
اللهم عليك بهم ،،


وبارك الله فيك اخي ...


أخبرني أحد طلاب العلم ، يقول :
كان معنا طالب ليس بذلك المجتهد في طلب العلم ، وبعد سنوات بدأ يشتغل في الطعن بالعلماء ويعاونه في ذلك بعض الشيوخ (هداهم الله) وبعدها بفترة بدأ يطعن في ابن حجر .. نعم لابن حجر رحمه الله وغفر له بعض الأخطاء والزلات لا ينكرها أحد ولكن هل ننسف علمه بالكامل ..
يقول : وبعد فترة بدأ يتكلم في كتاب فتح الباري لابن حجر ويقول يجب أن يحرق هذا الكتاب وكلام كثير لا خير فيه ..قال : وبعدها بأيام جاءنا خبر بانه أحرق الكتاب .


ويكمل الحديث فيقول : وبعد فترة وجيزة جاءنا خبر عنه بانه انتكس وأصبح من أهل الشهوات والملذات ، وأنحرف ... لا صلاة ولا صيام ذهب مع أهل


فسبحان الله ،، أنظر كيف كانت عاقبة أمره



ولا حول ولا قوة إلا بالله


نسأل الله ان يهدي ضال المسلمين


والسلام عليكم

حياك الله وأهلا وسهلا بالأخ الفاضل عمر .
وأسعدنا الله وإياكم آمين.
والحمد لله أنك استمتعت بقراءة الموضوع فلا تنسنا من دعائك الخالص.
وفيك بارك المولى أخي.

أما بالنسبة للحكاية التي أضفت فقد رأيت مثلها بعيني فكنت أعرف أحدهم ممن ابتلي بفتنة هذه الفرقة التي خرجت علينا ببدع وغلو ولاهم لها إلا الكذب على العلماء وتبديعهم بدون سبب مع أنهم من أهل السنة ومن المتبعين لمنهج السلف ولكن الحسد أعماهم فكنت أعرف أحدا منهم وناقشني مرة وبدأ يسب العلماء والدعاة ويطعن بهم وسبني معهم وألحقني بهم ، فقلت له إتق الله وأن هذا الطريق الذي تسلكه هو طريق الإنتكاس ومن علامة المبتدع أنه لا يثبت على أمر ، فمرت أيام وشهور وإذا بي ألتقي هذا الشاب وقد نزع ثياب الوقار وترك الصلاة وبدأ بشرب الخمور وتدخين السجائر ولعب القمار والميسر ومعاكسة المتبرجات الملعونات ، وكلما رآني يخفي نفسه فيا سبحان الله ما بالهم يختبأون من عبد ضعي فلا يملك شيئا ، فقد نسوا أن ملك الملك يراقبهم من فوق سبع سماوات ، وهذا جزاء من خاض في أعراض العلماء والدعاة بالكذب والإفتراء.

فاللهم ثبتنا وإياكم على دينه حتى نلقاه، اللهم ثبت قلوبنا على دينك فإن الحي لا تُؤمن عليه الفتنة.

آمين، اللهم آمين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



بوركت أخي الفاضل .

نعم . الدفاع عن أهل الخير وحَمَلة العلم الشرعي هو واجب على كل مسلم ومسلمة في أي مكان وفي أي زمان .


جعل الله هذا العمل في موازين حسناتك .


وفيك بارك المولى أخي الكريم.
آمين، نسأل الله الإخلاص والقبول.
وشكرا لمرورك الطيب.
ربي يحفظك.

shinichi abdu
2-12-2010, 11:39 PM
فهذا هو الزمان الذي رأينا فيه حدثاء الأسنان الذين أصبحوا لا يوقرون العلماء ويجرحونهم بالهوى من عنديات أنفسهم فصار هؤلاء في زماننا أئمة تجريح وتجريح ولا يحسنون حتى قراءة الفاتحة أو كيفية الوضوء وضوءا صحيحا ولا حول ولا قوة إلا بالله .





مرضي هذا الزمان يتكلمون مالا يصل علمهم إلي ما وصل اليه
أقل الناس علماً لا دينا ولا دنيا لكن لا أعرف ما الذي يحثهم
ويدفعهم علي الوقوف موقف الواثق من قوله
كما أنه لو لم يتكلم ستظل تخنقه في حلقه
بارك الله فيك أخي عثمان
ولا تلق بالاً لمن ارتضى بالدنيا من الآخرة

kumonah
4-12-2010, 11:38 PM
سبحان الله لم أكن أعرف عنه إلا النزر اليسير
جزاك الله خيرا

عثمان بالقاسم
4-12-2010, 11:54 PM
مرضي هذا الزمان يتكلمون مالا يصل علمهم إلي ما وصل اليه
أقل الناس علماً لا دينا ولا دنيا لكن لا أعرف ما الذي يحثهم
ويدفعهم علي الوقوف موقف الواثق من قوله
كما أنه لو لم يتكلم ستظل تخنقه في حلقه
بارك الله فيك أخي عثمان
ولا تلق بالاً لمن ارتضى بالدنيا من الآخرة

حياك الله أخي ومرحبا .
وفيك بارك المولى أخي.
وشكرا لمرورك الطيب.
وفي أمان الله.


سبحان الله لم أكن أعرف عنه إلا النزر اليسير
جزاك الله خيرا

حياك الله.
وأنت من أهل الجزاء .
وشكرا لمرورك الطيب.
ربي يحفظك.

أبو جميل
9-12-2010, 08:58 PM
يُرفع بطلبٍ من صاحب الموضوع.

عثمان بالقاسم
10-12-2010, 12:24 AM
يُرفع بطلبٍ من صاحب الموضوع.



حياك الله أخي الكريم أبو جميل.

واعذرني ، ولكن ليس هو الموضوع المطلوب ، أنا قصدت موضوع " مع خواطر إبن الجوزي" هذا هو عنوانه ، لأني أريد أن أكمل هذا الموضوع الجديد وبما أنه قديم لم أستطع الرد عليه وقد حاولت لكنه لا يُرفع لقدمه.

وآسف أخي أبو جميل على إزعاجك.

صهيب
13-12-2010, 08:33 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب عثمان ، وأسأل الله لك القبول والثبات

عثمان بالقاسم
13-12-2010, 05:12 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب عثمان ، وأسأل الله لك القبول والثبات


وفيك بارك الله أخي الكريم.
آمين، آمين، اللهم آمين، وإياك أخي وإياك.
ربي يحفظك.