مسلمة معتزة
2-12-2010, 08:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله قالَ ابنُ القيِّمِ رحمهُ الله: " وَلْيحذَرْ -أَيّ مُسْلِمٍ- مِنْ طُغْيَانِ
"أَنَا"، و"لِي" "عِنْدِي"
فإنَّ هذه الألفاظ الثَّلاثة ابتلُيَ بها إبليس، وفرعون، وقارون.
(فأنا خّيْرٌ مِنْهُ) لإبليس،
و(لي مُلْكُ مِصْرَ) لفرعون،
و(إنَّماََ أُوتِيتُهُ علَى عِلْمٍ عِنْدِي) لقارون.
وأحسن ممّا وصفت "أنا" في قولِ العبدِ:
أنا العبدُ المذنبُ المُخطىءُ المسْتغْفِرُ المعترِفُ
ونحو: "ولي" في قوله:
لي الذنبُ ولي الجُرمُ، ولي المَسْكنةُ، وليِ الفقرُ والذُلُّ،
و"عندي" في قوله
" اغفر لي جدّي وهزلي، خطئي وعمدي، وكلُّ ذلك عندي"
[زاد المعاد لابن القيمفقد انتشرت بين الناس في هذا الزمان بدعة منكرة لا دليل عليها، ربى عليها الصغير وهرم عليها الكبير واتخذها الناس سُنَّة إذا غُيِّرَتْ وَأُنْكِرَتْ لربما قال القائل بها غيرت السُّنَّة وهي:
أن أحدهم إذا تحدث عن نفسه وقال أنا تعوذ بالله، فقال: "أعوذ بالله من كلمة أنا" ظانًا أن مجرد قوله أنا يدل على الفخر أو أنها تجر إليه أو أنَّ وراء ذلك سُنَّة موروثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما اعتاد عليها من أعرض عن طلب العلم وصار يأخذ دينه وذكره لله وصفة ذلك مما اعتاده الناس غافلًا عن قوله تعالى: (إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) وقوله: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) وذلك من جنس من يكبر رافعًا يديه ثلاثًا على الصفا والمروة، ويكشف عن عاتقه الأيمن فيضطبع في السعي، ويشترط على زوجه الصعود على الصفا والمروة، ويستعيذ عند المثائبة، ويقول أنَّ عيد الفطر ثلاثة أيام، ويقدم مَنْ على يمينه إذا دخل الباب، ويقول بسم الله الرحمن الرحيم عند بدأ الطعام لا "بسم الله" فقط كما دلت عليه السُّنَّة، والدعاء عند قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، .......
وكل ما تقدم من البدع المحدثة التي لا دليل عليها عند التحقيق وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كل عبادة لا دليل عليها فهي ضلالة، وقال ابن عمر: كل بدعة ضلالة وإن رآها المسلمون حسنة.
فقولهم ذلك: "أعوذ بالله من كلمة أنا" عند قولهم (أنا) من جملة البدع وذلك لما يلي:
أولًا - أن أبعد الناس عن المنهيات اللفظية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ومن بعده الخلفاء الراشدون والصحابة المبشرون بالجنة ثم سائرهم ولم يثبت أن أحدا منهم اعتاد على ذلك.
ثانيًا - قد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنا في عدة مواضع ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا وذلك عشرات المرات كما أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَعْوَةٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً وَقَالَ أَنَا سَيِّدُ الْقَوْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَلْ تَدْرُونَ بِمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُبْصِرُهُمْ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي وَتَدْنُو مِنْهُمْ الشَّمْسُ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ إِلَى مَا بَلَغَكُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَبُوكُمْ آدَمُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا فَيَقُولُ رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَنَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ... إلى أن قال يَأْتُونِي فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ.
فقال أنا ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا.
وروى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنْ الْأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ قَالُوا إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا.
فقال أنا ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا.
وقالت أمنا عائشة أنا ولم تتعوذ
كما خرج البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ قَدَحٍ يُقَالُ لَهُ الْفَرَقُ.
وفي عشرات الأحاديث الأخرى
ثالثًا – أن العبادة المحدثة بصفة أو عدد أوسبب أو زمان أومكان إذا وقع السبب نفسه في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولم يصنعها فصنعها بعده بنفس ذلك السبب بدعة كما حققه الشوكاني رحمه الله وذلك كالاستعاذة عند المثائبة، وقول أعوذ بالله من كلمة أنا، والاستعاذة عند الاستشهاد في الخطب بآية والله أعلم.
انتهى النقل من المشاركة التي على الرابط:
"أَنَا"، و"لِي" "عِنْدِي"
فإنَّ هذه الألفاظ الثَّلاثة ابتلُيَ بها إبليس، وفرعون، وقارون.
(فأنا خّيْرٌ مِنْهُ) لإبليس،
و(لي مُلْكُ مِصْرَ) لفرعون،
و(إنَّماََ أُوتِيتُهُ علَى عِلْمٍ عِنْدِي) لقارون.
وأحسن ممّا وصفت "أنا" في قولِ العبدِ:
أنا العبدُ المذنبُ المُخطىءُ المسْتغْفِرُ المعترِفُ
ونحو: "ولي" في قوله:
لي الذنبُ ولي الجُرمُ، ولي المَسْكنةُ، وليِ الفقرُ والذُلُّ،
و"عندي" في قوله
" اغفر لي جدّي وهزلي، خطئي وعمدي، وكلُّ ذلك عندي"
[زاد المعاد لابن القيمفقد انتشرت بين الناس في هذا الزمان بدعة منكرة لا دليل عليها، ربى عليها الصغير وهرم عليها الكبير واتخذها الناس سُنَّة إذا غُيِّرَتْ وَأُنْكِرَتْ لربما قال القائل بها غيرت السُّنَّة وهي:
أن أحدهم إذا تحدث عن نفسه وقال أنا تعوذ بالله، فقال: "أعوذ بالله من كلمة أنا" ظانًا أن مجرد قوله أنا يدل على الفخر أو أنها تجر إليه أو أنَّ وراء ذلك سُنَّة موروثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما اعتاد عليها من أعرض عن طلب العلم وصار يأخذ دينه وذكره لله وصفة ذلك مما اعتاده الناس غافلًا عن قوله تعالى: (إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) وقوله: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) وذلك من جنس من يكبر رافعًا يديه ثلاثًا على الصفا والمروة، ويكشف عن عاتقه الأيمن فيضطبع في السعي، ويشترط على زوجه الصعود على الصفا والمروة، ويستعيذ عند المثائبة، ويقول أنَّ عيد الفطر ثلاثة أيام، ويقدم مَنْ على يمينه إذا دخل الباب، ويقول بسم الله الرحمن الرحيم عند بدأ الطعام لا "بسم الله" فقط كما دلت عليه السُّنَّة، والدعاء عند قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، .......
وكل ما تقدم من البدع المحدثة التي لا دليل عليها عند التحقيق وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كل عبادة لا دليل عليها فهي ضلالة، وقال ابن عمر: كل بدعة ضلالة وإن رآها المسلمون حسنة.
فقولهم ذلك: "أعوذ بالله من كلمة أنا" عند قولهم (أنا) من جملة البدع وذلك لما يلي:
أولًا - أن أبعد الناس عن المنهيات اللفظية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ومن بعده الخلفاء الراشدون والصحابة المبشرون بالجنة ثم سائرهم ولم يثبت أن أحدا منهم اعتاد على ذلك.
ثانيًا - قد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنا في عدة مواضع ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا وذلك عشرات المرات كما أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَعْوَةٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً وَقَالَ أَنَا سَيِّدُ الْقَوْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَلْ تَدْرُونَ بِمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُبْصِرُهُمْ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي وَتَدْنُو مِنْهُمْ الشَّمْسُ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ إِلَى مَا بَلَغَكُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَبُوكُمْ آدَمُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا فَيَقُولُ رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَنَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ... إلى أن قال يَأْتُونِي فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ.
فقال أنا ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا.
وروى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنْ الْأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ قَالُوا إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا.
فقال أنا ولم يقل أعوذ بالله من كلمة أنا.
وقالت أمنا عائشة أنا ولم تتعوذ
كما خرج البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ قَدَحٍ يُقَالُ لَهُ الْفَرَقُ.
وفي عشرات الأحاديث الأخرى
ثالثًا – أن العبادة المحدثة بصفة أو عدد أوسبب أو زمان أومكان إذا وقع السبب نفسه في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولم يصنعها فصنعها بعده بنفس ذلك السبب بدعة كما حققه الشوكاني رحمه الله وذلك كالاستعاذة عند المثائبة، وقول أعوذ بالله من كلمة أنا، والاستعاذة عند الاستشهاد في الخطب بآية والله أعلم.
انتهى النقل من المشاركة التي على الرابط: