المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {{ العدد (3) "ألفا" عالم لا نعرفه }}



صائد المكافآت
2-12-2010, 09:14 PM
الآن نفتتح العدد الثالث :icon100:.. و الحق يقال، يمكن اعتبار هذا العدد بمثابة استراحة منتصف الوقت >> Time out << ، لكنها ساخرة icon5501 نوعاً ما و أظنها تخفف وطأة النكد المجسم icon144 "الدراسة"..
تفضلوا icon30icon30
===============================================
مر أسبوع على المهمة الأخيرة، و التي أسفرت عن تأذي الكثيرين..بالسير في العنابر الصحية، يمكننا أن نرى "سميث" طريح الفراش مغمض العينين، جسده مضمد من قمة رأسه إلى أخمص قدميه - قد يموت اختناقاً- ، "رشا" أيضاً في نفس حاله عدا أنها واعية- واعية لدرجة أن أذنيها احمرتا خجلاً و مذلةً عندما انهال عليها شقيقها الأكبر "مازن" بعباراته اللاذعة فور إفاقتها..لقد هدأت قليلاً عندما تحدث إليها والدها بحنان و تشجيع و ثناء، صحيح انه لامها قليلاً لأنها أخفت أمر اختطاف "باسم" عن "مازن"، لكنه أثنى على شجاعتها و مواجهتها للمشكلة.."باسم"؟ آه..إنه بخير و هو يلعب الآن بكل براءة مع "مازن"- بالمناسبة، إن الأخ الأكبر (البيتا) يحب شقيقه الصغير كثيراً و يحاول دوماً ان ينمي فيه القيم الرجولية منذ طفولته - .يبدو أن "رندا المادة" اكتفت بتخدير الصبي فحسب، حمداً لله..بالنسبة لـ"ميرا" فهي في قسم الرعاية الخاصة في حوض زجاجي ضخم في هيئة الحوت، و قد تمكن العلماء من تبديل هيئتها (من البشرية إلى الحوت) بواسطة صعقات كهربائية ضعيفة، و هي الآن تتلقى العلاج المناسب للأم جراحها و تعويض دمائها المفقودة، و هي طبعاً غير واعية بالمرة."شيماء" و "لما" في درس النشوء الآن، لا تستغربوا من اسم المادة أو يخيل إلى أحدكم إخلالاً بالمفاهيم الدينية، فالأمر خلاف ذلك، و سنفهمه أكثر لاحقاً."سياف" جالس الآن في حجرته الخاصة المنفصلة عن حجرات زملائه الآخرين، خمنوا ما يقوم به الآن..إنه لا يأكل و لا يستحم و لا يدرس و لا يتدرب على المبارزة، بل يتخاطب مع السيف!! لا، إن الجاما لم يجن بعد، دعوا الكلام في هذا الموضوع لوقتٍ لاحق.مَن المتبقي؟؟ تذكرتُ فنحن لم نتحدث عن "درادران" ، و هو الآن يمرر بطاقة هويته في الجهاز المخصص لذلك، ليعبر من خلال البوابة السادسة إلى مهبط المروحيات بعد أن أخذ إذناً بإجازة لمدة أسبوع يقضيها في موطنه وسط غابات السافانا.
و منذ هذه اللحظة، سنسير معه خطوة بخطوة، و هو مَن سيروي أحداث هذه القصة...لنر إن كان راوياً جيداً....
..................

صائد المكافآت
6-1-2011, 09:27 AM
أهلاً! أنا "درادران" Handsome988 و أحسب هذا واضحاً، في الواقع أنا لا أحب الاستظراف و هذه السخافات؛ لذا عليكم ان تتحملوا جفافي مؤقتاً، و على كل حال فتلك المستجدة الملقبة بإعصار ستروي القليل و آمل ان يغدو الامر سمجاً بما فيه الكفاية! أنا الآن في المطار الدولي بالسودان، فالمطار الدولي الجديد لا يزال قيد الإنشاء و سيبدأ استخدامه - إن شاء الله- عام 2010 م-، مشكلة هذا المطار أنه يتعرض للزحف السكاني و صار موقعه خطراً بالنسبة للسكان السودانيين بالخرطوم، المشكلة الحقيقية هنا أن المتحولين يقطنون الأدغال و المناطق القريبة منها فحسب، فالحكومة السودانية تشدد كثيراً على إقامة المتحولين -خاصة الدُغْل- داخل المدن الحديثة منعاً لتزايد الإشاعات عن بدائية أهل إفريقيا، و هذا يجبرني على لف ذيلي حول خصري و ساقي اليمنى -فأنا أفضل هيئة التحول- طوال الطريق بدءاً من المطار و في الحافلة إلى خارجه، و في الحافلة الاخرى التي تجتاز المدن لنصل إلى المناطق العشبية الرعوية، و هي نفسها المنطقة التي يعرفها الكثيرون باسم "السافانَّا"، و هناك تعيش الزمرة..عائلتي.
أخيراً أنا بعيدٌ عن السكان و أستطيع ان افرد ذيلي كما أشاء هنا، صحيحٌ ان بعض الرعاة العوام يرونني لكن لا خطر من هؤلاء، فالمنظمات الدولية لا تهتم لكلامهم، و عندما يتحمس مغامر محموم اخرق من أمريكا أو غيرها تنهال عليه الاتهامات بالجنون و الحماقة و السخافة Icon، طبعاً تلك الاتهامات يقذفها متحولون آخرون لا أكثر و لا أقل للتستر علينا، و هذا هو الأمر الوحيد تقريباً الذي يتفق فيه متحولو العالم باختلاف طبائعهم: التخفي عن أعين العوام. دعونا من هذه التفاصيل و رحبوا معي بـ"نامو"، و هو أحد شباب زمرتي الذين هم في مثل عمري، يبدو مكلفاً بجس نبض جماعة أبناء آوى المزعجة هذه، كتب لي ابي - و هو زعيم الزمرة- و أعلمني أن تلكم الجماعة الجديدة تحاول بسط النفوذ هاهنا، لكنها تلقت عدة ضربات مؤلمة من رجال الزمرة. و دون أن أنسى، أخبركم أن الطفل هنا هو من دون العاشرة، و من يتجاوزها يصبح شاباً أو فتى حتى يتم الخامسة عشرة، و عندها يعد رجلاً بعد ان يتغلب على أسد حقيقي دون ان يقتله، و الإناث -بالمثل- تظل الواحدة منهن طفلة حتى سن العاشرة عملها هو التعلم بالمراقبة و المساعدات البسيطة،و بعد ذلك تمارس الصيد الحقيقي، على الأرانب و الحيوانات الصغيرة حتى الخامسة عشرة ثم تصبح امرأة لها ترتيبها في فرق الصيد، و يصبح لها منزل مع أختين لها، عليهن معاً أن يدبرنه و يلجأن إلى إحدى الأمهات عندما تعترضهن عقبة ما.

ميوا
6-1-2011, 07:36 PM
اهلا اخي كيف الحال ...
بصراحة عجبتني اسلوب الكتابة السردية ..
احسنت يا مبدع ..
استمر هكذا ..

أفنـــان
7-1-2011, 06:52 PM
أهلاً
معجبة باسلوبك
استمر في الابداع
مشكور على المشاركة المميزة

فتاة الصداقة
8-1-2011, 03:40 PM
مرحبا اخي اعجبني كثيرا ماخطت يداك
استمر في هذا لا تتوقف ونحن ننتظر للقراءة والرد أيضا
ننتظرك في امان الله

صائد المكافآت
14-1-2011, 04:12 PM
شكراً جزيلاً على هذه الردود الرائعة و المشجعةIcon-yes0 ،،
و نتابع معاً ~


أنا الآن أمر بين البيوت، ليتكم ترون "سوناجي" و "كانا" فهما صغيرين رائعين قلباً و قالباً.
- كيف حالك يا اخي الاكبر؟
- بخير، كيف حالك يا "سوناجي"؟ و أنتَ يا "كانا"، ماذا تحمل؟
- لقد أعطتني اختي "نارا" هذا القوس لألعب به مع "سوناجي"، قالت أن أخي الأكبر "نامو" سيعطينا بعض الأسهم لو طلبتُ منه بادب.
- بالتأكيد سيفعل، بالمناسبة، هل رأيتما أمي "كيجا"؟
- أجل ، إنها تساعد الأخوات في تنظيم احتفال النضوج .
- في اي منزل يا "سوناجي"؟
- في منزل أختي "نارا"..
- حسناً، هيا انزلا عن ظهري و اذهبا للعب،و لا تصيدا الطيور، مفهوم؟
- مفهوم يا اخي.
أفضل شيء هنا هو ان الجميع إخوة و أخوات، في الواقع أنا لا أشقاء لدي، أبي الحقيقي يدعى "أسامة" -و هو اسم عربي يعني الاسد بالعربية كما تعرفون-، و أمي الحقيقية هي "كيجا"، و أما كل من في القرية من أطفال و شباب فإخوة لي في الدين و الوطن،و الرجال هم أبائي و أعمامي، و الفتيات كلهن أخواتي، و الصيادات خالاتي،و الكبيرات منهن أمهات لي.حقاً هذا جو عائلي مريح يشعر الليث بالراحة و السعادة، طبعاً أكبر منزل -و هو في منتصف القرية- هو منزل الزعيم، أبي "أسامة"، و لأجلكم فسأنادي الجميع بالأعمام حتى لا يختلط عليكم الأمر. هاهو منزل "نارا"أختي الكبرى، أكبر الفتيات هنا و أحبهن إلى قلب أمي، ألقيتُ بحقيبتي ارضاً قرب قدمي ، و زأرتُ زئيراً خافتاً، فعرفتني أمي فوراً و خرجت لترحب بي بعد شهرين من الغياب، حيتني أخواتي بالزئير من داخل المنزل، فرددتُ التحية ثم لثمتُ جبين أمي و حدثتها قائلاً :
- لقد اشتقتُ حقاً لكِ ، أماه.
- و انا أيضاً يا ليثي و ليث الزمرة.

صائد المكافآت
14-1-2011, 04:14 PM
ساد قليل من الصمت الباسم ثم سألتني بمرح :
- أكنتَ تأكل لحماً طازجاً هناك أم لا؟؟
- بالطبع، أنا اتناول أفضل و أغلى أنواع اللحوم، و صديقي "سياف" هو الذي يطهوها.
- تقصد ذلك المبارز المغوار؟ إنه شاب مميز حقاً، و إن كنتُ لا أحبذ فكرة أن يطهو هو ، هذا ليس عملاً مناسباً..
- إن تفكيره مختلف يا أمي، و أنتِ مَن قال لي ألا أنفر من تصرفاتهم في المدن..
- أنا قلتُ هذا؟ أياً يكن، هل سلمتَ على "أسامة"؟
- لا ليس بعد.
- إذاً اذهب إليه، و بالمناسبة إن عمك قادم مع ابنه، ارفع رأس والدك.
أومأتُ برأسي ثم استأذنتُ و توجهتُ إلى منزل الزعيم. و هناك كان أبي جالساً مع رهطٍ من الأعمام، و كانوا يتناقشون بشأن جماعة أبناء آوى إياها، و ما إن رآني أبي حتى تهلل وجهه، و هتف بي في سعادة:
- مرحباً بابني و ليث الزمرة، و غضنفر الغابات و السهول و الوديان..مرحباً بك يا "درادران"..
- ألا مرحبا بك أنتَ يا زعيمنا و أبانا ، مرحباً بكَ يا أبي.
كانوا جالسين على فرشٍ مرتفعة قليلاً عن الأرض فرحتُ أمرُّ بينهم محيياً و راداً التحيات، ثم لثمتُ جبين أبي و حييته بأسلوب لبق كعادتنا و كعادة العرب الفوارس، بدا على وجوه أعمامي أن الأمر جلل و مهم، فنظرت إلى أبي متسائلاً لكنه لم ينتظر سؤالي بل ابتدأني قائلاً:
- "درادران"، اجلس بيننا و أشر علينا.
- حاضر، لكن ألي من الرأي شيء أمام آراء الأعمام؟
- التبس الأمر علينا، و هذه المرة نحتاج إلى رأي رسمي لا يتعارض مع قوانين ألفا، و أنتَ أدرانا بهذه القوانين الكثيرة .
كانت هذه من أحد الأعمام، و تعالت الهمهمات تؤكد كلامه، ثم هدأ الجميع مفسحين المجال للعم ذاته كي يشرح لي الوضع:
- إن مناطق الصيد و الرعي خاصتنا واسعة و غنية، و قد طمع فيها الكثيرون لكننا رددناهم عن مرادهم من قبل، و اليوم جاءنا بنو آوى هؤلاء لكنهم يتذرعون بالقوانين مدعين أن الأرض ليست ملك أحد و إنما هي ملك عام للسودان لأننا لم نشترها من أحد.و صاروا يصيدون من قطعاننا التي نرعاها للانتفاع منها، بل و يعترضون سبل فرق الصيد، و يثيرون القطعان البرية لإخافة الاطفال، هذا هو الوضع، ألديكَ حل ما؟
كان السؤال موجهاً لي فأجبته :
- لا أظنكم استخدمتم أسلوب القوي يأكل الضعيف، فلمَ؟
هنا أجابني أبي قائلاً:
- لأنهم يستترون بالقانون كما خبرت، و لهذا نحتاج إلى رأيك.
- هل أذوا أحداً بشكل مباشر؟
- فقط جرح بسيط في كتف "جاكان"، لمَ تسأل؟
ابتسمتُ و نهضتُ قائلاً:
- دع الأمر لي يا أبي، سأصطحب بعض الشباب، و سأحتاج إلى "نيرا" و بعض الأخوات، اتسمح؟
- قد يصيبهن مكروه..
ضربتُ صدري بقبضتي و هززتُ رأسي أن لا، ثم خرجتُ عن المنزل لأقف امام المدخل و أزأر كصيحات الرعد -من تواضع لله رفعه- ، و رحتُ أجمع الصحبة، و أحضرت معي بعض الصغار أيضاً.. ستكون الحفلة بهيجة...بهيجة و دامية...تماماً كالتي أهواها أنا و رفيقيَّ من ألفا..
.................................................. ......

صائد المكافآت
20-1-2011, 07:35 PM
نتوقف هنا قليلاً، و في انتظار ردودكم و تعليقاتكم و اقتراحاتكم..

Erromi-san
23-2-2011, 04:52 PM
السلام عليكم

تبدو الإثارة الكبرى في المقطع القادم فكل ما هنا هو المقدمة للإثارة ... صحيح؟! ...

لقد مملت الإنتظار لأكثر من شهر ...

ولم أرى أي فكرة مميزة في صاحبنا درادران سوى أنه عربي أصيل من الصحراء!

أتمنى أن تكمل في أسرع وقت

وشكرا جزيلا

صائد المكافآت
27-2-2011, 03:15 PM
.................................................. ......
"نشأة المتحولين غير واضحة السبب، يعتقد بعض العلماء أن الله خلق بعض القدماء هكذا و من نسلهم جئنا نحن، أحياناً يقولون أن بعض العلماء المجانين عبثوا في جينات عدد من المخلوقات ليحدثوا عدة طفرات وصلت إلى الخلايا التناسلية، و جئنا نحن بعد مرور عقود و قرون من الطفرات و عدم الاستقرار الداخلي، و هكذا، تتعدد النظريات لكن النتيجة واحدة، هناك مخلوقات حقيقية تسير بين البشر و تستنشق الأزهار و الورود، بينما رسوم عديدة على جدران المعابد و في كتب الأساطير و القصص الخيالية تخلد ذكراهم و هو يتحورون إلى حيوانات و مواد و خارقي القوى.."
طبعاً هذه هي المعلمة ، و هذا هو درس النشوء، و أنا "إعصار" الرائعة المرحة، أتحبون السكاكر؟ لدي الكثير منها لكنني لن أعطي احداً شيئاً لاجل حماية أسنانكم، لماذا تنظرون إلي شذراً؟؟ أنا لم أفعل شيئاً بعد! تلك الفتاة "لما" تجلس في مقعد قريب جداً من مقعدي، يااه! إن الشبه بيننا قوي فعلاً، أسوأ ما في الأمر أنها لم تخبرني بما تريده بالضبط، و الأسوأ من أسوأ ما في الأمر أن القائد (مازن) مزعج بحق؛ لقد أهانني و تحداني في قتال، لكنني لن أقبل أبداً، سأعذبه كما يعذبني. من المزعج فعلاً أن المعلمة ترفض أن أتناول السكاكر أثناء الدرس و لا أدري لماذا!! إن رأسي يثقل، و يثقل و ................. !
" شيماء، هل انتِ بخير؟ لماذا لا تردين؟؟ أنتِ من البيتا و هذا يجعلكِ مؤهلة لاحتمال شرحي مدة اطول من زميلاتك ها هنا!!..هِيي يا بنيتي! "

صائد المكافآت
27-2-2011, 03:18 PM
( و هنا حدث شيء عجيب ، لقد برز ذيل أبيض مكسو بالشعر الأبيض من تحت طاولة "إعصار" ثم امتدت كفان كأكف السنوريات يتبعهما جسد كامل لأسد أبيض..)


تهامست الفتيات في حماسة :


- لابد و انه التحول المتواصل.


- لكنها ليست دُغْلاً..


- آآآآه، هناك أسد حقيقي تحت الطاولة، و يحاول القفز عليها..


- نحن نعلم يا ذكية، و هو ليس أسداً بل متحولاً تواصل تحوله و اكتمل.


امتدت أذرع المعلمة -الثمانية- تجذب الطالبات بعيداً عن طاولتي -أنا لا أزال إعصار- و قالت بحذر:


- ليس متحولاً بل هو أسد أبيض نقي.ابتعدن..


ثم مدت المعلمة أحد أذرعها و راحت تحاول إيقاظي أو تنبيهي بلطف ثم بشدة ثم بعنف ثم غغغغاااا ، طبعاً هذه كانت من الأسد الأبيض و هو يزوم ثم يداعبني برأسه ماسحاً إياها في كتفي، و هنا زادت قوة ذراع المعلمة، و عندها زأر الأسد بقوة حقيقية كأنه يحميني و مع زئيره العالي تراجعت المعلمة و أفقت أنا، فركتُ عيني مرتين ثم قلت :


- "شداد"، كنت نائمة بعمق ، لمَ أيقظتني؟؟


و امام أعين الفتيات الفضولية قطبت المعلمة جبينيها ثم هتفت بي في غضب:


- ما معنى هذا؟ إن إدخال الحيوانات إلى هنا ممنوع، فما بالك بأسد ؟ و كيف تتجرأين على النوم في حصتي؟


- آسفة..لكن بالنسبة للأسد فقد أخذت تصريحاً خطياً من المدير باصطحابه إلى أي مكان حتى في الفصل، و أما نومي ها هنا، فأقسم لك أن الأمر لم يكن بيدي، لكنني لم أتناول أي سكريات منذ ساعتين و هذه مدة طويلة بالنسبة لجسدي الذي يحتاج لكم هائل من الطاقة حتى أثناء فترات سكوني..أعتذر بصدق؛ لكن الأمر ليس باختياري، و على كل حال فإن "شداد" لا يهاجم دون إذني. ثم إنه لايزال شبلاً!


ثم أخرجتُ التصريح من جيبي و أعطيته للمعلمة، فدققت فيه قليلاً بعدها أعطته لي، و عادت الفتيات إلى مقاعدهن ثم هللن لأن الجرس رن، و تجمعن قليلاً حولي، بعدها راحت كل واحدة إلى حال سبيلها..فقط واحدة ظلت ترمقني و أنا أداعب "شداد"، واحدة فحسب ظلت في مقعدها نفسه دون كلمة أو حركة فقط ترمقني بعينيها حتى لأشعر بخفقان قلبي داخل قفصي الصدري..ماذا تريد؟؟ لماذا عادت؟ لماذا؟

مارلين
28-2-2011, 02:25 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد ....
رائعة القصة لكن ابغى اسأل من البداية لو كان لها جزء من قبل
أعجبتني المفردات التي أخترتها للكتابة لديك لغة جميلة ما شاء الله
شكلك تحب الحيوانات و كذلك السكاكر
تقبل مروري و اصل ابداعك أخي بإنتظار التكملة

صائد المكافآت
4-3-2011, 07:53 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أشكر كثيراً الأعضاء الذين ردوا على الموضوع سواء في هذا العدد أو سابقَيه:

ميوا - أفنان - فتاة الصداقة

شكراً جزيلاً للدعم، و آمل أن تنال القصة رضا الله ثم الرضا منكن..
---------------------------------------------------
Erromi-san

معذرةً عن التأخير، لكن السفر و انقطاعي عن الإنترنت بالكامل هو السبب..
----------------------------------------------------
مارلين

يسرني رأيكِ الداعم، و بالنسبة لبداية القصة فإليكِ الروابط:
العدد الأول - الجزء الاول (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=140139)
العدد الأول - الجزء الثاني (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=140224)
العدد الأول - الملحق (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=142023)
العدد الثاني (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=142041)
------------------------------------------------------------
شكراً جزيلاً، و في أمان الله

صائد المكافآت
4-3-2011, 08:00 AM
نعود لتكملة القصة~::
--------------------------------------
(( الحوار التالي سيكون مفهوماً بشكل أفضل لمن قرأ ملحق العدد الأول (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=142023) ))


.................................................

- ما رأيك أن نداعب أحدهم؟؟ هاه..هاه ما رأيك؟
- قلتُ لك لا.
- أرجوك يا "سياف"، لن أقتل هذه المرة..
- قلتُ لك لا.
- أرجووووووووووووووك!
- قلت لك لا.
- ما كان "راسبوتين" يعاملني هكذا.
- لا يهمني.
- و لا حتى حاملي السابق..
- كنتَ تسيطر عليه؛ لذا لا يهمني.
- لكن..
- إن لم تخرس و تكف عن الجدال، فسأستخدمك في الطهو و تقطيع الخضراوات!
- ماذا؟؟ أنا سلاح أزلي و تريد حضرتك أن تجعلني سكين مطبخ!
- لقد فعلتُ هذا عدة مرات بالفعل..
- لن تفعلها هذه المرة..أريد ان أقاتل و ان أسفك الدماااااء .
- أنتَ اردتَ هذا..
- لا، لا ، دعني . لا تدخلني المطبخ، ارجوك دعني ، لا لا كله إلا الطماطم!! آآآه، منفر، إيييوو، مقزز، إن العصارة تسيل عليَّ..كفى ارجوك يا "سياف"..كفى!
- لا. فأنا لم أجد السكين!
- ماذا؟! ..مقزز..أنتَ تستغلني..منفر..جِدْ سكينك..يععع..لا ذنب لي في إهمالك..دعنيييي..
- اخرس! أنتَ أداة حادة، و كل الأدوات الحادة تصلح كسكاكين مطبخ، بالمناسبة ، هل لاحظتَ تلك الفتاة التي تشبه الآنسة "شيماء" كثيراً؟
- نعم لاحظتُها..يااااي..ألست تقصد تلك التي ترتدي الكيمونو الياباني؟
- بلى، هل تذكرك بشيء معين؟
- شيء مثل ماذا؟..إلا الخيار..أظنها من الأكواخ الجنوبية..أرجوك كفى،أنا لا أحب الخيار..نظراتها حادة فعلاً.
- أعلم انك لا تحب الخيار.. أنتَ محق بشأن حدة نظراتها و جمود ملامحها؛ لكنني أستغرب تشابهها الشديد مع البيتا الجديدة.
- فعلاً..هه، لماذا تحضر الفلفل الحار؟؟..لكن لا أحد من إخوتي الأزليين معها..تباً! إن الفلفل يحرقني..لكنني لا أنكر أن نظراتها تقلقني..
- لا تقل "تبا" يا قليل الأدب..أين الدجاج؟!آه ، ها هو ذا..إنها قليلة الكلام في الواقع، و تصرفاتها المقتضبة حرَّجت عليَّ أن اسألها عن طبيعة تحولها.
- و ما دخلي انا؟..كف عن استغلالي..لكنها تثير عدة تساؤلات فعلاً..إن الدجاج لازال متجمداً يا ظالم..من سيأكل كل هذا؟..إذاً هل ستسألها عن شيء؟..ماااذا؟ خمس دجاجات؟!..
- اللهم لا حسد! قل ماشاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله..سأرى إن كان بإمكاني أن أسأل البيتا الجديدة عنها..كف عن التلوِّي، الدجاج ليس بهذه البرودة..
- لا ابرد من الدجاج سوى مشاعرك ايها الحجر القاسي..لماذا تعتقد ان محبة السكاكر تلك تعرف شيئاً عنها؟..برررررررر..بارد بارد بارد..
- قلتُ لك ان تكف عن التلوي!..و لا تهنّي مجدداَ..إن أفكار الآنسة/ شيماء تضطرب كثيراً عندما تتلاقى عيناها مع عيني تلك الفتاة، هذا يعني أنها تعرفها بشكلٍ ما..أين البصل؟! ها هو ذا..
- ربما لكن..بصل؟!حرام عليك..متى ستُحدث محبة السكاكر تلك؟..إنه يحرقني..رائحته نفاذة فعلاً..اتقِ الله يا أُس الشر و الأذى القومي..
- سأحدثها بعد أن تنتهي من دروس اليوم ، أي بعد ثلاث ساعات تقريباً..إن عينيّ تدمعان..سأغسل وجهي..
- جيد..هه؟..و ماذا عني؟..أريد أن أتخلص من هذه الروائح و الدموع و قطع الثلج..هيي..إلى أين أنتَ ذاهب؟؟..نظفنييي..
..................................................

صائد المكافآت
4-3-2011, 08:50 AM
..................................................


- ها هم أولاء. أترى كيف يبرحون و يمرحون في أراضينا، يا "درادران"؟
- بالتأكيد أرى يا "كاجان"، أخبر الإخوة جميعاً أن يستعدوا للانقضاض.
- لكن، القوانين..
- لا عليك، أنا بيتا و اعرف جيداً ما أفعله.
- كما تريد.
ثم التفتَ "كاجان" إلى كل الإخوة و الأخوات الذين برفقتنا و أشار لهم أن يستعدوا ثم : زأرتُ عالياً و من بعدي زأر الجميع في حماس و انقضضنا انقضاضة سبع واحد على ابناء آوى ..
في نفس الوقت كان عمي -من الدم- قد وصل إلى منزل ابي مع ابنه ،و كلاهما من النوع المتأنف المتكبر المغرور لا أدري بماذا.لعل الأمر يبدو بالنسبة لكم وقاحة مني و قلة تهذيب؛ لكن عمي يلعب هنا دور "سكار" في فيلم الأسد الملك المشهور. فعندما كنتُ لا أزال رضيعاً، و كان أبي هو زعيم الزمرة لأنه الأقوى و الأشجع و الأكثر حكمة، و كان عمي يعيش في نفس زمرتنا، قام بعض الصيادين العوام بأسر أعداد من الدُغْل على اختلافهم ظناً منهم أننا من عجائب الدنيا. و كنتُ مع عمي بين حشائش السافانّا حينما هاجمنا ثلاث صيادين مسلحين فتركني عمي الجبان و راح يركض مختبئاً!! و لما كان سريعاً فقد آثروا تركه و اصطياد الرضيع -أي: اصطيادي- و لولا فضل الله، ثم إيقاظه لغريزة الأمومة عند "ست الحبايب" التي قادتها إليَّ بسرعة البرق لمّا سمعت أصوات غير مألوفة بين الحشائش و معها أبي و باقي الأعمام و الخالات -دون عمي النذل- فتمكنوا من إنقاذي و القضاء على هؤلاء الصيادين المجرمين. بعد مدة توقف الصيد بناءً على قوانين صارمة سنَّتها الحكومة السودانية و دعمتها ألفا واسعة النفوذ، لكن عمي ظهر آنذاك على حقيقته: أخ غيور يريد الزعامة له أو لابنه الذي كان سيصير الزعيم من بعد أبي لو متُّ أنا..تقولون أن الأمر سوء فهم و أنه أراد النجاة، أقول لكم أنا أنه طالب بالزعامة لابنه و أصر على أنني لا أستحقها! و هكذا نفاه أبي بإجماع كل رجال الزمرة و شبابها..لكنه لازال يعتبر نفسه صاحب مُلْك فيزورنا متى شاء و ينتقد هذا و يلوم ذاك و يهزأ من هؤلاء و ينهر أولئك، و هكذا انتهج ابنه الضعيف نهجه..خسارة أنني لست موجوداً لأشهد الحوار المسلي بين أبي و عمي و ابن عمي:
- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أيها الزعيم.
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا شقيقي..تفضل.
- أتفضَّلُ إلى هذا الكوخ؟! عجباً لك! رغم أنك زعيم إلا أنك تعيش كالـ...
- أنا لستُ ديكتاتورياً، و على كل حال فهذا هو منزلي شئتَ أم أبيت..هل ستدخل؟
- أمري إلى الله.هه؟ ألم تعدوا الغزال المشوي بعد؟؟ يا لسوء الضيافة!
- و يا لوقاحة الضيف! على كلٍّ فالطعام سيأتي بعد قليل..كيف حال ابنك؟
- بخير، لماذا تسأل؟
- لأنني لم أره معك حتى الآن..أين هو؟
- خارج كوخك أقصد منزلك، فهو يأنف من مثل هذه الأماكن!
- فليبقَ بالخارج إذاً.
و هكذا لم يجد عمي بداً من استدعاء ابنه بنفسه إلى الداخل، فاتخذ الجميع مجالسهم و تحدث الرجلان بشأن أمور كثيرة من بينها خمس حوارات مليئة بالإهانات، و ما إن وصل الطعام حتى جذب عمي الصحن فقربه إلى نفسه و إلى ابنه و اقتطع له جزءاً كبيراً كأنما يخاف أن ينفد الطعام، ثم قال ذاك الابن المدلل -أنا واثق أنهما يعيشان في كهف خرب أصلاً-:
- و أين ابن عمي "درادران"؟
- إنه بالخارج يحمي الزمرة كما يفعل الرجال .
- حقاً؟ ظننته في ألفا يكنس الأرضيات !!

صائد المكافآت
18-3-2011, 11:35 PM
أرجو من الأعضاء الذين قرأوا ما سلف من القصة أن يردوا رداً بناءً يفيدني في الأيام القادمة.
و إن كانت الردود تحتاج وقتاً، فهناك زر شكراً دائماً، على الأقل لأن الإنسان يحتاج للدافع كي يتقدم للأمام..

Erromi-san
27-3-2011, 10:08 PM
السلام عليكم أخي

بالنسبة لفتاة الحلوى أعتقد أنه وصل من يخلص مازن منها! (وجهة نظر)

جزء سياف جميل جداً وممتع (ازداد إعجابي بشخصيته) أتمنى أن يكون له دور في الأحداث القادمة

بالنسبة لدرادران بدأت تظهر علامات الحرب أقصد الإثارة ...

جزء أكثر من رائع وكتابة رائعة ومليئة يالأحداث المشوقة الفاتحة للشهية أقصد القراءة

وشكراً جزيلاً لك

أنتظر جديدك ...

صائد المكافآت
28-3-2011, 09:15 PM
شكراً أختي الكريمة، و أتمنى أن تكون القصة عند حسن ظنكِ و ظن الأعضاء..
************************************************** *****************************
نتابع >>

- و أين ابن عمي "درادران"؟
- إنه بالخارج يحمي الزمرة كما يفعل الرجال .
- حقاً؟ ظننته في ألفا يكنس الأرضيات !!
- "إن بعض الظن إثم"، ثم كيف يخيل إليك أن ابني أنا يكنس الأرضيات؟؟
- لا أدري، فقط هذا هو رأيي فيه..عمي، كيف قبلته ألفا؟
- بل تقصد كيف قبلتُ أنا ان أسمح لهم بأن يضموه إليهم..
- و..........
- قبل أن تعلق مجدداً يا فتى سأروي لك القصة منذ البداية..

.................................................. ...
" هناك عدة سلالات للمتحولين، و هذه السلالات تم تقسيمها حسب طبيعة التحول، فمثلاً هناك سلالة الدُغل، و سلالة المواد، و الطفرات، و البرق، لكن بعض المتحولين يصعب تصنيفهم إلى سلالة محددة مثل القرصان "ريك"، سلالة الدغل تضم جميع المتحولين إلى حيوانات، و يندرج تحت ذلك البرمائيات و الأسماك و الحشرات و الطيور، سلالة المواد تتضمن من يتحولون إلى خصائص مواد جامدة مثل أ/ زينب التي تتحول إلى فولاذ..ماذا هناك يا "لما"؟ ألديكِ إضافة؟"
لما: "هناك أيضاً سلالة ذوي الطاقة و ذوي العمر المديد."
المعلمة : "هذا صحيح، و الآن أريد منكن أن ترسمن جدولاً من عمودين ، أسماء زميلاتكن في هذا الصف في عمود، و سلالة التحول الصحيحة في الخانة المقابلة من العمود الآخر، أمامكن 10 دقائق ثم قدمن إليَّ الدفاتر.هيا."
أخرجتُ دفتري و نفذت ما طلبته المعلمة، فقط اسم واحد لم أعرف أي سلالة تتبع صاحبته..اسمي! قد يبدو الأمر غريباً؛ لكن مدربي السيد/ كارل لم يعرف سلالة تحولي، و ربما عرفها لكنه لم يخبرني قط..حسناً لا بأس، سأنتظر لأرى ما ستكتبه الفتيات عن تحولي، لحظة..إن إحداهن تهمس في أذن المعلمة ، و المعلمة تنظر إلي، أنا أكره ان تنظر المعلمة إلي، أعوذ بالله..إنها تسألني عن سلالة تحولي. لا أحد من حولي يرفع إصبعاً أو يحاول أن يجيب، كيف أتصرف؟؟ لماذا لم أنم حتى الآن؟؟
- أنا..سلالتي..هي ..في الواقع..
- انتظري لحظة يا "شيماء"، دعينا نسمع رأي "لما"..
ما إن قالتها حتى التفتُّ تلقائياً إلى ملاكي الحارس "لولو" -"لما"- التي أخفضت يدها و نهضت في تؤدة و ثقة و قالت دون أن تنظر إليّ:
- سلالة البرق.
ابتسمت المعلمة ثم سألت "لما":
- و لماذا تظنينها من سلالة البرق؟
- لأن البرق ذوو أرجل قوية شديدة، و قد سمعت أن أ..أن "شيماء" قد ركلت المعلمة التي تتحول إلى فولاذ ركلة واحدة تسببت في تقوُّس ظهرها الفولاذي.
- إجابة صحيحة .أحسنتِ.
أفضل شيء هو أن تفهم نفسك، تماماً مثلي! عليَّ أن اشكرها لكن لاحقاً. لقد رن الجرس..فعلاً أنا احب هذا الجرس الرائع، بقيت حصة واحدة ثم أخرج إلى الهواء الطلق حيث السكاكر و الكلام العفوي الذي لا يجده المرء في الكتب..من الرائع فعلاً أنني عرفتُ سلالتي، لكنني لم أسمع عن (البرق) من قبل أثناء الصيد -صيد المكافآت-؛ لعلها سلالة منقرضة..و ربما هم يظهرون عند هطول المطر فقط.. ها هي ذي معلمة أخرى، كم بقي على جرس النهاية يا ترى ؟!

.................................................. ......

اسسووم
28-3-2011, 10:50 PM
رآأإئـع ..


ججميــل ، لي عودة بعـد القراءة ^^

=)

بـ التوفيق [غوشو أويآمآ]

=)

صائد المكافآت
15-4-2011, 11:14 AM
شكراً " اسسووم" ، و أرجو أن تروقك القصة.. dete.ctive2

نتابع...
================================================== ====================

.. ها هي ذي معلمة أخرى، كم بقي على جرس النهاية يا ترى ؟!
.................................................. ......
" قبل عامين، كان "مازن" و "سياف" في مهمة لهما كبيتا و جاما في جنوب السودان، حيث وصل بيان إلى ألفا أن السياح العوام و حتى المتحولين يذهبون لمشاهدة المناطق العشبية (السافانَّا) و لا يعودون، و قد حاول المركز الفرعي التابع لألفا العرب أن يحقق في الأمر لكن عملاءه لم يعودوا كذلك، و بما أن المراكز الفرعية محدودة المهام و الإمكانيات و القوة، فقد اضطروا لطلب العون من ألفا العرب لاستعادة جميع المفقودين، و هكذا تم إرسال الشابين اليافعين، و قد كانا آنذاك في الرابعة عشرة و الخامسة عشرة، لكنهما كانا شديدي البأس رغم صغر سنهما، و كانا يسيران بمحاذاة جدول صغير تُرى صخور قاعه القريب، و كانا يسيران عكس اتجاه التيار البطيء، ثم رأيا لوناً مختلفاً يشوب المياه العذبة؛ فتحقق "سياف" من كنه هذا اللون، و طبعاً قطب جبينيه و نظر إلى رفيقه نظرة ذات مغزى من طراز: (المشاكل قريبة..هذه دماء)و قبل أن يعلق "مازن"، سمعا صوت طلقة رصاص، يصاحبه تغريد العصافير (المفزوعة)، و كان الصوت آتياً من بين أشجار متشابكة -لا اعرف إن كانت هناك أشجار متشابكة في منطقتنا هذه- . و هكذا اسرعا ركضاً إلى مصدر الصوت وسط انكسار الأغصان و تفتت الأوراق الذابلة من تحت أقدامهما، لكنهما تصلبا و سكنت حركتهما عندما سمعا صوت الحشرجة الآدمية و الزمجرة الحيوانية، فانبطحا أرضاً يتطلعان من فرجة بين الأشجار إلى مشهد متميز:
رجل ضخم الجثة مشوه الخلقة يرتدي ملابس الصيادين لكنها كانت بقايا ممزقة، و بندقية صيد ملقاة أرضاً تبعد عن الرجل حوالي نصف المتر، كان الرجل لاجئاً بظهره إلى جذع شجرة عريض، و عيناه متسعتان هلعاً متعلقتان بمتحول غاضب دُغل -كما يبدو-، كانت الدماء تنزف بغزارة من جرح في كتف الصياد و آخر في صدره الدامي.كان صوت الزمجرة الغاضبة عالياً، ثم سمعا نهراً و سباباً بلغة إنجليزية سليمة لكنها فظة، المتحول الدُغْل -عرفا أنه كذلك من قائمتيه المكسوتان من الأسفل بشعر بلون الرمال -كلون الأسود-، و تموجات ذيله الذي راح يتلوى في غضب كعادة السنوريات، نهاية الذيل مكسوة بشعر أسود فاحم. لم يستطع "مازن" و لا "سياف" أن يريا وجه المتحول بوضوح، فقد كانت الأشجار تحجب الرؤية، فكان أعلى جزء تمكنا من تحديد معالمه هو الخصر المحاط بمئزر داكن اللون، مثبتاً سروالاً قصيراً -حتى أسفل الركبة بقليل-. كان الصياد يائساً، و بدا كأنه غريق يبحث عن رائحة طوف النجاة، فانقض الأحمق على البندقية و قبل ان يصل إليها كان المتحول قد سد عليه الطريق بقدمه اليمنى ثم ركله بقوة في جنبه بالقدم اليسرى، بعدها، قام المتحول بالتقاط البندقية و قام بتهشيمها على نحو معاند غاضب ساخط، طبعاً لم يكف المتحول إياه عن السباب و الإهانات و عبارات الذم و التقريع طوال الوقت.كانت الركلة التي تلقاها الصياد من القوة بحيث اندفع جسمه مصطدماً بجذع الشجرة في عنف، و في لمح البصر انحنى المتحول ثم جذب الصياد من بقايا ملابسه، و رفعه لاعلى و هدده بالإنجليزية قائلاً: - إن رأيتك هنا مجدداً فلن أكتفي بتحطيم ضلوعك و تهشيم عظامك يا ....
قالها ثم طوح بالصياد في الهواء و ألقاه بعيداً قدر ما استطاعت ذراعاه حتى سمع الشابان صوت ارتطام بعيد. و هنا تلألأت أعينهما،"مازن" جذلاً بخصم قوي،و "سياف" سخطاً على عدو طاغٍ .
أخيراً هدأت الأجواء قليلاً، و راح المتحول يجول يمنة و يسرة ، بينما يتتبعه الشابان بالأعين..و فجأة توقف عن الحركة و استدار حيث هما، و بحذر تقدم و صوت شهيقه يعلو كأنما يتشمم الهواء، و غريزياً قبض "مازن" على مسدسه، و "سياف" أمسك بمقبض مهنده..تمنيا ألا يراهما، دعوا الله في سرهما..لكن؛ لكن المتحول انحنى برأسه إلى مستوى الفرجة -التي ينظران منها- في حركة مفاجئة، و هكذا تلاقت الأعين..و بان (المستخبي)..."
- ليتك تكف عن هذا الأسلوب يا عمي، أنتَ زعيم زمرة و لستَ راوي قصص ما قبل النوم.
- كف أنت عن التعليق يا ابن أخي و اعلم أنني أفعل ما أشاء هنا حتى لو كان (عجين الفلاحة)*.
- الزعيم لا يصنع (عجين الفلاحة) يا عمي.
- قلتُ انني أصنع ما أشاء، و هذا يتضمن تحويلك إلى (عجين فلاحة) يا ولد.
نظر ابن عمي لوالده الذي طبعاً لم يجرؤ على الرد على أخيه -بَابِي يعني- فأبي أقوى من عمي بمراحل..
و يكمل زعيم الزمرة- "أسامة" :
" و في لمح البصر اختفى المتحول من امامهما، و في نفس اللحظة التي دارا بأعينهما في المكان بحثاً عنه، انقض عليهما من أعلى كالصاعقة..صاعقة سريعة.. "
.................................................. .......................
* صحيح أن تعبير (عجين الفلاحة) مصري قح لكنه انتشر حتى إلى السودان، خاصةً أن "أسامة" قد زار مصر و سوريا منذ سنوات.

صائد المكافآت
21-5-2011, 11:04 AM
وين ردودكم البناءة يا شباب؟؟!

مارلين
23-5-2011, 07:43 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد ...
عذراً أخي للتأخير في القراءةicon114 أنا الآن أقرأ العدد الثاني و هو رائع و قد قمت بتقييم هذا الموضوع بممتاز
إن شاء الله أتمكن من إكماله لأعطيك رد يليق بهذا العمل المميز
تقبل مروري

صائد المكافآت
23-5-2011, 08:08 AM
شكراً اختي (مارلين) على الرد و المرور و التقييم..

صائد المكافآت
30-5-2011, 08:46 AM
icon1440نتابع القصة :)

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

و يكمل زعيم الزمرة- "أسامة" :
" و في لمح البصر اختفى المتحول من امامهما، و في نفس اللحظة التي دارا بأعينهما في المكان بحثاً عنه، انقض عليهما من أعلى كالصاعقة..صاعقة سريعة.. "

.................................................. .......................
رررررررررنننن!
أخيراً! جرس نهاية الدوام! لأكون صادقة؛ أنا لا أكره الدراسة، لكنني لا أحب السكون و الهدوء. أنا أحب الركض و الجري و العدو و السباقات و كل هذه الأمور التي تتعلق بالسرعة؛ لذا فالجلوس في مكان واحد طوال هذا الوقت لهو عذاب مضنٍ بالنسبة لي.
- هيا بنا يا "شداد"
- غغغغااا
- أعلم انك تشعر بالملل، لكن ما باليد حيلة.
خارج الصف كانت هناك عدة مقاعد متناثرة في كل مكان، و قد جلس المبارز -"سياف"- على أحدها، تذكروا انني أفضل مناداة الآخرين بالألقاب، المهم أنه نهض عندما رآني و جاءني قائلاً:
- يا آنسة، أريد أن أستفسر منكِ عن بعض الأمور.
- و ما تلك الأمور؟
- أولاً مــ... كيف دخل هذا المخلوق إلى هنا؟ (يقصد "شداد")
- هذا هو "شداد" شبل اسد أبيض، صديقي الصدوق، و هو لا يؤذي أحداً بغير وجه حق. و الآن ماذا كنتَ تريد أن تقول؟
- هـكـذا إذن..على كلٍّ، أريد ان أسألكِ عن تلك الطالبة الجديدة التي تشبهك.
- إنها تشبهني كالتوأم إن كان هذا ما تريد الاستفسار عنه!
- لا، ليس هذا، فأنا أستطيع ملاحظة هذا بنفسي. هلّا أخبرتني سبب اضطرابك الفكري كلما التقيتما؟
- و ما أدراك أنني أضطرب عند لقائها؟؟؟
- آآ...أأأأ..في الواقع لقد قمتُ بقراءة أفكارك في وقت سابق..
- ......|><!!|.................
- هل لا زلتِ تذكرين سؤالي؟!
- أجل. حقيقةً أنا لا أعرف سبباً واضحاً لاضطرابي هذا، فهي تذكرني بأمور كثيرة لم يبق منها إلا أطياف ذكريات في عقلي الباطن، فكلما تقابلنا أو تحاورنا رأيت مشاهد مشوشة كضبابٍ ملون تسبح في خيالي..هل أجبتُ على سؤالك؟
أومأ برأسه إيجاباً ثم عاد بسألني:
- و هل تستطيعين إخباري شيئاً عن طبيعة تحولها؟
- إإممم..حسناً، إنها من ذوي الطاقة و أظنها تدربت في الأكواخ اليابانية الجنوبية على تجسيد الطاقة و تشكيلها، أعلم أنها من أبرع أترابها في هذا المجال..و لا شيء هام آخر.
صمت المبارز لحظة كأنما يبحث عن سؤال مناسب ليسأله و بدا كأنه يحاول أن يجد عذراً للتملص من مناقشتي، لكنه ما لبث أن سألني في اهتمام:
- أيمكنكِ إخباري بطبيعة تحولك؟
- تقصد السلالة، هاه؟! إنني من سلالة (البرق).
فجأة أشرق وجهه و لمحت في كلماته نبرة شك و حذر لا تخلو من السعادة الغامرة:
- أحقاً أنتِ من البرق؟
- هكذا أخبرتني المعلمة. أهناك مشكلة ما مع البرق؟
- لا، لا، لا مشاكل. شكراً .
قالها و أومأ محيياً ثم ذهب إلى مكان ما، شعرت كأن سيفه المثبت على خصره من جهة ظهره يتلوى في سخرية؛ لكنني اعتدتُ ألا أهتم لأمور ثانوية مثل السيوف التي تتلوى في سخرية؛ فهي كالأطفال حينما تلتفتُ إليها تراها تضحك و تنم عليك و تتكلم عنك و تخرج لسانها في وجهك..لا تصدقونني؟ لا بأس، عندما تتدخلون ألفا و ترون سيفاً هناك انظروا له جيداً و سنرى إن كنتُ محقة أم لا..

صائد المكافآت
30-5-2011, 08:55 AM
< إذاً هذا هو الحيوان الذي أخبرني المدير عنه، يبدو ألطف منك يا فتاة >
و من دون أن ألتفت إلى الوراء حيث مصدر الصوت رددت:
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أيها القائد، اجل انا بخير و الحمد لله..
- انا لم اسلم عليك و لم أسألكِ عن حالك أيتها المستظرفة .
- ياه، كم انتَ مهذب و راقٍ في تعاملك! لا داعي لكل هذا الإصرار على أداء واجباتي..لا باس، لا بأس، لقد سمحتُ لكَ بأدائها!!
- يا لكِ من ............(كلام مهذب و متحضر).......
كدتُ أفحمه برد آخر لكن صوتاً طفولياً حذراً صدر من خلفي قائلاً :
- لماذا هذا القط كبير؟
و من فوري التفتُّ فوجدتُ طفلاً صغيراً لا يزيد عمره عن الخامسة متشبثاً بساق القائد يحتمي به من "شداد"، فأجبته قائلة:
- هذا ليس قطاً، بل هو أسد صغير.
- أنا لست غبياً، "درادران" هو الأسد، و هذا ليس "درادران" إذاً هو ليس أسداً..
- من أين تستقي معلوماتك؟؟
- من شقيقي "مازن" القوي و الذكي.
قالها و ابتسم متطلعاً إلى القائد الذي بادله الابتسامة، فقلتُ لأنقذ الصبي من الحماقة الفكرية التي لدى القائد:
- أنتَ "باسم"، أليس كذلك؟ اسمعني جيداً..إن أخاك هو أسوأ مصدر للمعلومات في تاريخ البشرية و المتحولين. أي معلومة يقولها لك عليك أن تتحقق منها بشتى الطرق، و تذكر أن "درادران" ليس اسداً إنما هو متحول إلى أسد.و الآن،هل تحب الحلوى؟
نظر إليّ "باسم" في حذر ثم مط شفتيه مستنكراً و اجابني:
- هل هي خدعة كالهدية التي قالت صديقة "رشا" أنها ستعطيني إياها؟
ابتسمتُ رغماً عني و قلتُ له:
- لا بل هي حلوى حقيقية و لذيذة و سأعطيك إياها الآن و هنا لو شئتَ، هاه..ما رأيك؟
رفع "باسم" عينيه إلى القائد كأنما يرجوه أن يسمح له، في حين كان المزعج -القائد- ينظر إلىّ شذراً و خيل إليَّ أنه سيدق عنقي غيظاً الآن، لكنه قال متصنعاً التبسم ضاغطاً على مقاطع الحروف:
- لا بأس، خذها يا "باسم"، لكن لا تكثر حتى لا تتألــم أسـنـانـك.
كدتُ أطير فرحاً و أنا أرى القائد يستشيط، بينما طار الصغير فرحاً بقطعة الحلوى التي اعطيته إياها.سمعتُ قائدي المهذب يتمتم بكلام ما، لم أحتج لسماعه كي أعرف أنه يهينني، لكنني ابتسمتُ في شماتة و ظفر، فلم يجد بداً من أن يذهب مع شقيقه و ...
- "باسم"، هيا بنا..ماذا تفعل عندك؟؟ دعْ الأسد و هيا.
- لكنه لطيف و ناعم..هل يمكنك أن تحضر لي واحداً؟!
- هذه المخلوقات لا تباع عند البقال، و لن أستغرب لو اكتشفتُ أن تلك الفتاة قد حصلتْ عليه بعد عملية تهريب موسعة، فهكذا يتصرف صيادو المكافآت..
- ما معنى (عملية تهريب مو..ما..موسوعة..مـ..) "لم يستطع نطق كلمة (موسّعة) بطريقة صحيحة."
- سأخبرك لاحقاً. و الآن فلنذهب.
مدَّ الصغير يده يمسح على ظهر "شداد" للمرة الأخيرة، و على كل حال فـ"شداد" ليس متزمتاً بهذا الشأن. لوَّحتُ للصغير أن مع السلامة و هما يبتعدان -القائد و "باسم"-. ثم رأيت "لما" تقترب مني في تؤدة و أناة بعد أن كانت جالسة على مقعد بعيد نسبياً. أعترفُ أنني أضطرب كثيراً في كل مرة أراها، لكنها لم تسمح لي بالتملص من الحوار إذ قالت:
- السلام عليكم يا "شيماء".
- و عليكم السلام و رحمة الله يا "لما".. شكراً لأنك أجبتِ عن سؤال المعلمة نيابةً عني .
- لا بأس..
صمتت برهة ثم نظرت في الاتجاه الذي ذهب إليه القائد منذ دقائق، و قالت في حزم:
- من يكون ذلك الشخص؟ و فيمَ حدّثك بالضبط؟
- آآه..إنه البيتا و اسمه "مازن"، و هو قائدي في الفريق الثنائي. و كان يسألني بشأن "شداد" لا غير. أهناك مشكلة ما؟
لم تجبني لكنها التفتت نحوي و تطلعت إليّ ملياً ثم ردّت:
- لا أعتقد..لكن انتبهي لنفسك.
و دون كلمة أخرى تركتني و ذهبت إلى مكان ما..ماذا تعني؟ و لماذا عادت أصلاً ؟ لماذاااا ؟

-------------------------------------------------------------------------------------
نتابع في ردي القادم

صائد المكافآت
28-6-2011, 02:48 PM
.................................................. .....................

- حذار أن تغرس مخالبك اكثر و إلا أطلقت الرصاص.


- سيفي أيضاً اقرب إليك مما تتصور..أبعد مخالبك الآن.


زام المتحول قليلاً لكنه أخرج مخالبه من كتف "مازن" و قفز عنهما إلى الوراء بينما نهضا عن الأرض و أسلحتهما موجهة إليه في تحفز، لكنه تراجع في خفة و اتكأ جالساً على جذع شجرة ضخم - منذ متى و توجد أشجار ضخمة في السافانا؟؟-، بدا "سياف" - و هو جاما ألفا العرب- غاضباً حذراً فقال بالأنجليزية محدثاً المتحول:



- لماذا هاجمتنا دون سابق إنذار؟ نحن لم نؤذك مطلقاً.
خفَّض المتحول الدُغل من تأهبه فأرخى كتفيه، بل و مال بعنقه لليسار قليلاً و قال في نوعٍ من التهكم:
- لو انتظرتُ حتى يؤذيني الآخرون لما وجدتُ الصحة للدفاع.
ثم أثنى ركبته اليمنى و رفعها إلى مستوى كتفه و أسند مرفقه عليها، ثم رفع رأسه إليهما و قال في جدية و نوع من التأمّر: - أنتما لستما من مركز ألفا القريب، و لا تبدوان لي من الأهالي..من أنتما؟
كاد "سياف" يجيبه لكن رفيقه "مازن" أوقفه بإشارة من يديه ثم قال مستنكراً :
- و لماذا نخبرك بهويتنا قبل أن نعرف هويتك؟
ابتسم المتحول ابتسامة ذات مغزى و أجاب: - إذاً فإن أخبرتكم بهويتي بستخبرونني بهويتكم..صحيح؟ أنا أدعى "درادران".
- "درا".."رادرا".. على كلٍّ اسم "دراد" يفي بالمطلوب.
كان "مازن" هو قائل العبارة، في البداية حسب أن المتحول "درادران" سيتضايق من عبارته هذه، لكن الدُغل ابتسم و لم يعلق، و كاد يقول شيئاً، لولا أنه لمح شيئاً قادماً من بعيد، من خلف الشابين فنظر عن كثب، و كذلك فعلا لمَّا شعرا باقتراب شيء ما. و في لحظات وجد ثلاثتهم متحولة صغيرة من الدُغل تبدو متحولة إلى لبوة، راحت تقول الكثير من الكلام لـ"درادران" بالعربية على غرار: - ألما..غريبة هاجمـ..جريحـ..
صاح فيها "درادران" بالعربية قائلاً: - التقطي أنفاسك أولاً يا "نومي".
- هههاااااا..هههههه ...التقطتُه..
- جيد، و الآن قولي ما لديك..
- كنتُ مع فرقة الصيد بقيادة "ألماظي"، فوجدنا متحولة من جنسنا لكن غريبة عن زمرتنا، كانت تصطاد في منطقتنا، فوجدناها تطارد الحمر الوحشية، و حاولت خالتي "ألماظي" أن تحدثها لكنها تتكلم لغة لا نعرفها، فزأرت فيها خالتي لكن تلك الغريبة ابتسمت كابتسامة الضباع و قبل ان ندرك ما حدث كانت قد هاجمت "ألماظي"، و هما تبدوان في نفس العمر تقريباً، في البداية كانتا متعادلتين في القوة لكن "ألماظي" لم تلبث ان تلقت عدة ضربات مؤلمة من الخصم، حاولت أخواتي الكبيرات أن يتدخلن لكن خالتي القائدة قالت أن الخصم قوي و منعتنا من التدخل لأن المعركة معركتها، لكنني كنتُ خائفة جداً فأتيتُ إليك يا أخي "درادران"..
- قوديني إلى هناك.
و في غضون ثوان كانت العفريتة الصغيرة تثب و تركض على أربع و أحياناً اثنتين، ومن خلفها "درادران" و قد تبعه "سياف" و "مازن" ، خاصةً و قد بدأ المبارز يشعر بأمور عدة:( أن تخمينه لم يكن صائباً بشأن المتحول "درادران" بل إن المجرم الحقيقي الذي أرسلا للإيقاع به- هناك، حيث تقودهم تلك الصغيرة. و بالمناسبة، إنها سريعة كالإلكترونات حول نواة الذرة..ماذا يأكلون هنا؟؟) و أثناء عملية الركض و قطع النفس، سأل "مازنُ" "درادرانَ" قائلاً : - ما دمتَ..هاه هاه.. تجيد اللغة العربية، فلماذا..هاه هاه.. حدثتَ الصياد و إيانا..هاه هاه.. بالإنجليزية؟؟
- لأنني.هاه هاه..لم أعرف من أين..هاه هاه..أنتم.
و بعد بضع دقائق من الركض، كانوا قد وصلوا إلى مساحة واسعة من المناطق العشبية ، حشائشها متوسطة الارتفاع، لكن ما يلفت الانتباه حقاً هو ذلك التجمع الغريب من المتحولات اللواتي تجمعن حول اثنتين أخريتين، الطابع العام لهن هو الهيئة المتحولة الشبيهة باللبوات كهيئة تلك الصغيرة "نومي"، كلهن يقفن على قدمين، و زئيرهن متقطع غاضب، بينما اثنتان تتقاتلان بشراسة، إحداهن ترتدي ملابس تشبه التي يرتديها "درادران"، و تبدو أكبر الموجودات سناً، و ضدها متحولة أخرى لكن ثيابها داكنة اللون، و أقصر نوعاً، كما أنها ترتدي حلى زاهية تحيط بعنقها و معصمها، و بعضها مثبتة على الذيل -بطريقة ما- لتذكرك بالعصابات و تجار المخدرات ..من الواضح أن الأخيرة هي تلك الغريبة التي تحدثت عنها "نومي"، بينما الأخرى هي "ألماظي" و هي ملقاة أرضاً على ظهرها الآن تتلقى الكثير من العض و الخدش و اللكمات و بعض الضربات بالسوط-أقصد بالذيل المبهرج..و أمام هذا كله وقف "درادران" يرمق الدماء و يسمع الأنَّات تصدر عن أخته الكبرى، و لما كان ليث الزمرة و أميرها و زعيمها المرتقب و .."



- كفى مديحاً في ابنك يا شقيقي.


- سأمدح ابني كما أشاء..لا تقاطعني مجدداً. ثم يكمل:
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
دعونا نكمل لاحقاً..

مارلين
3-7-2011, 02:33 AM
شكراً لك أخي متابعين للنهاية بمشيئة الله
تقبل مروري

صائد المكافآت
21-7-2011, 09:35 PM
نتابع معركة "ألماظي"..
..."ألماظي" و هي ملقاة أرضاً على ظهرها الآن تتلقى الكثير من العض و الخدش و اللكمات و بعض الضربات بالسوط-أقصد بالذيل المبهرج..و أمام هذا كله وقف "درادران" يرمق الدماء و يسمع الأنَّات تصدر عن أخته الكبرى، و لما كان ليث الزمرة و أميرها و زعيمها المرتقب و .."

- كفى مديحاً في ابنك يا شقيقي.
- سأمدح ابني كما أشاء..لا تقاطعني مجدداً. ثم يكمل:

"..أين توقفتُ؟؟ آه تذكرت..و لما كان الزعيم المرتقب فقد اشتعلت نفسه بالغضب و السخط، فزأر زئيراً ارتعدت له أوصال "نومي" و التفتت على إثره كل المتحلقات حول المعركة، حتى المقاتلتين توقفتا للحظة..و بكل غضب الدنيا راح يتقدم نحوهما. و بينما "ألماظي" تلهث من شدة الألم، حسبت أن تلك المتحولة الغريبة ستتراجع الآن، لكنها تخلت عن رأيها هذا عندما تلقت تلك الضربة القوية على وجهها ففقدت وعيها، في حين نهضت الغريبة عنها و على وجهها ابتسامة شيطانية و هي تنظر إلى "درادران" في حماس و نشوة غريبين. و على بعد متر منها و قف "درادران" و هتف بها بالإنجليزية:
- دعيها و شأنها..الآن.
زادت ابتسامتها الشيطانية اتساعاً ثم حدثته بلغة مبهمة لم يفهم منها حرفاً، و في ذات اللحظة قال "سياف" في هدوء:
- إنها تتحدث باللغة الاسبانية و تعبيراتها مكسيكية و هي تقول: أنا لا أفهمك، لكنني اعتقد أنك تريدني أن أرحل، و سأفعل إن هزمتني أيها الأحمق!

التفتَ إليه "درادران" في حدة و سأله إن كان متأكداً فأجابه أن نعم، و دون الحاجة لمزيد من الكلمات، اتخذ "درادران" وضعية قتالية و احتدت نظراته نحوها ثم أومأ برأسه إيجاباً أي أوافق.. و تلقائياً تراجع جميع الموجودين – عدا الخصمَيْن- مكونين حلقة واسعة، كل المتحولات قلقات بصدد نتيجة القتال، أما "مازن" و "سياف" فكانا راغبين في معرفة مقدار قوة ذلك الشاب.

كانت "ألماظي"قد بدأت تستعيد وعيها، فوجدت نفسها خارج الحلقة و بقربها إحدى الإناث تعني بها، لكنها ما إن تمكنت من النهوض حتى أسرعت إلى الحلقة ، و على وجهها أعتى علامات الاضطراب و القلق، إنها في الثلاثين من عمرها و قد رأت "درادران" مذ أن كان شبلاً بين ذراعيها نائماً، إنها تعرف أنه – بحكم كونه خليفة الزعيم – أكثر مَن يراعي أعراف الزمرة و قوانينها، و العرف واضح هنا، الذكر لا يقاتل أنثى أبداً و إن قاتلها فهو عديم المروءة، فإن حكمته الضرورة وجب عليه أن ينهي الأمر بسرعة دون أن يؤذيها على نحوٍ قاسٍ و إنْ فعل فهو طريد لقيط لا مكان له بين السباع...

بدأت المعركة بمروق سريع من "درادران" نحو الخصم ، و ببراعة محترف- ضرب رجلها بذيله بغية ان يسقطها ارضاً و تنتهي المعركة قبل أن تبدأ، لكنها ليست أقل احترافية، لقد قفزت إلى أعلى و تفادت ضربة ذيله، فتراجع مسرعاً إلا أنها خمشته في وجهه بمخالبها ، لكنه لم يتباطأ و لم يستكن، و كانت قد انتهت من قفزتها، فقفز إلى علٍّ هو الآخر، و هاجم بذيله مرة أخرى لكن ليس في رجلها بل في وجهها و كتفها فلم تستطع تفاديها هذه المرة و ارتدت إلى الوراء، للحظة نكست رأسها، لكنها لم تلبث أن رفعتها فجأة و على وجهها ارتسمت ابتسامة مقيتة ، إن قارنَّاها بأيٍّ من ابتساماتها السابقة ندرك فداحة الأمر!

هذه المرة ابتدأته هي، فزأرت عالياً ثم هاجمت على نحوٍ مباغت بسرعة مهولة، و غرست مخالبها في ساعده ثم خمشت صدره ،و بذيلها ضربته عدة مرات بقوة في رجليه، لم يئن أثناء تلك العلقة، فقط بدا عليه التألم عندما احتكت قطع الحلي الحادة الضخمة(من ذيلها) برجليه..

تعالى زئير الإناث من حولهما، و لم يزد "مازن" و "سياف" على تقطيب الحواجب، بينما "درادران" يمسك بمعصم اليد التي غُرست مخالبها في كتفه، كانت المفارقة كبيرة، فتلك الغريبة أطول منه كثيراً و تبدو أشد بأساً، لكنها رغم محاولاتها الجادة لم تستطع تخليص يدها من قبضته، كانت تكشر عن أنيابها تدريجياً من شدة ضغطه على معصمها، فلم تجد بداً من أن تنهال عليه باليد الأخرى، و خمشته في وجهه جيداً..خمشت عينه اليسرى..و هنا فقط أفلت معصمها، و تراجع قليلاً بينما رمقته في حنق و حقد و كراهية معلَنَة..وضع يده على العين الجريحة و شعر بالسائل اللزج يفترش كف تلك اليد، لم يستطع أن يحتمل أكثر، إن الأعراف واضحة لكنه لن يستطيع قتالها ليفوز إلا بالشدة .. الآن قد قرر..لقد حان وقت القتال الجاد. فأغمض كلتا عينيه ليُجَمِّع قوته و تركيزه، ثم....
التفتَ حيث هي و هاجم بسرعة كبيرة، و مخالبه تلتمع تحت ضوء الشمس، لكنه لم يجد شيئاً و لا أحداً. سمع صوتاً ساخراً من خلفه و رأى ذلك الظل يقترب من ظل رأسه على الأرض، ثم...
بوووم ! طلقة صائبة من مسدس "مازن" تمرق بحرارتها و صهدها أمام عنق الغريبة مباشرة لتتسمر تلك المخلوقة لحظةً..لحظةً كانت كافية لـ"درادران" كي يبتعد عن مرمى مخالبها بينما التفتت هي إلى يمينها – و يدها لازالت معلقةً في الهواء- لتجد فوهة المسدس موجهة إليها، وصوت حامله البيتا يقول بالإنجليزية في حزم:

-أياً مَن تكونين، أنتِ تجيدين الإنجليزية و هذا مؤكد، يرى "سياف" أن لغتك الإسبانية ليست متأصلةً فيكِ، إنها ليست لغتك الأم..تراجعي خطوتين لو لم تريدي ان أصيبكِ حقاً هذه المرة، الآن.

ظلَّت تمعن النظر في وجهه الصارم بضع لحظات لكنها لم تلبث أن تراجعت كما قال، ثم شعرت بنصلٍ بارد يحف (قفاها) و صوت حامله يقول في هدوء و انتباه:

-أديري وجهك. السيف حاد.
قالها "سياف" بإنجليزية سليمة، و ما لبثت الغريبة ان فعلت كما قال في استسلام، و هكذا وجدته أمامها يحدق في عينيها ، يثبت نظره في مقلتيها كمَن ينفذ إلى أعماقها، شعرت بالدوار لحظة لكنها حافظت على وعيها و اتزانها، و سمعته يسألها:

-من أنتِ؟

لم تجبه و استغربت أن يحسبها ستجيبه بهذه البساطة، لكنها قلقت عندما رأت تلك الابتسامة الظافرة على وجهه –وجه "سياف"- و هو يقول في تشفٍ:

-إذاً أنتِ تدعين "هيجاريس"، و يقال لكِ "هيجا" للاختصار،أليس كذلك؟
-(بتشكك) هل أنت من الأكواخ الشمالية الذين يقرؤون الأفكار؟
-صحيح، سؤال آخر- لمَ جئتِ إلى هذا المكان؟ و مَن أرسلك؟

حاولت ألا تجيبه بإغلاق عينيها لتصعب عليه قراءة أفكارها، لكن ...

-لا تتعبي نفسك! كلما حاولتِ أن تعقدي الأمر زادت السهولة بالنسبة لي، و بالمناسبة أنتِ أول شخص أقابله قوي البدن ضعيف العقل إلى هذه الدرجة!! نعود للسؤال، من أرسلك؟
-لن أجيبك أيها الصبي الصغير.
-إذاً فالذي يدعى "رشيد" هو مَن أرسلك،هيه؟! لا بأس، و الآن هل أنتِ مَن اختطف السياح؟
-هذا السؤال هو الذي أستطيع أن أجيبه، أجل. أنا التي جمعتهم كمن يجمع الطوابع، و وضعتهم حيث يستحقون..و بالمناسبة، إن سبب إرسالي إلى هنا هو إبادة عشائر الدغل المتكتلة في هذه المناطق..أمن شيء آخر؟؟
-بالطبع. أخبرينا كل ما يمكن قوله عن "رشيد" هذا، و إن كنتُ أستغرب هذا الاسم الذي يدل على الاتزان لشخص راغب في الإبادة مثله.
-تريد معرفة معلوماتٍ عنه؟؟ هل أنتَ أحمق؟ من ذا الذي لا يعرف عن "رشيد" المتحول الأبرع و الأقوى و الأصدق، و الذي يرى الحقيقة كما ينبغي رؤيتها..من ذا الذي لا يعرفه؟؟
-تتحدثين عنه كأنه ولي أو قديس (تعالى الله و جل جلاله)..
-(ترفع حاجبها الأيسر في استنكار) أأنتَ مسيحي أو مسلم؟
-بل أنا مسلم و لله الحمد، ألكِ دين؟
-أكره الثقة بمن لا أعرفه فما بالك بمن لا أراه؟!
--أي بجاحة و سفاهة هذه؟

كذا صاحت "ألماظي" فيها، و عندها استغلت "هيجاريس" الفرصة و ابتعدت عن مجال طلقات "مازن" بسرعة كبيرة، فلم يلبث البيتا أن أطلق سباباً ساخطاً و هو يركض خلفها بسرعة تماثل سرعتها تقريباً و "سياف" يسرع خلفه –لكن ليس بنفس السرعة- . كانت المسافة بين "هيجاريس" و البيتا خلفها ما يقارب الخمسة أمتار، حاول رفيقنا تقليصها قدر المستطاع لكنه لمح أجساماً تتجمع حوله متخفية بالأعشاب، و كان محقاً إذ خرج رجال أشداء يرتدون سواداً و قد ارتسمت وشوم قبيحة على وجوههم من بين تلك النباتات المتشابكة،أعدادهم تصل إلى 15 رجلاً، كلهم يصدونه عن اللحاق بتلك الـ"هيجا"، و لم يستغرق الأمر وقتاً حتى صار "سياف" خلفه تماماً ، و سأل "مازنَ" هامساً :

-إيه، يا "مازن"، أتظن الأمر تنظيماً معادياً ما؟
-يبدو ذلك، و هؤلاء هم الجنود الذين لا تعرف من أين يجتمعون و لا كيف..
-علينا أن نقاتل الآن. دع لي 8 و خذ أنتَ السبعة المتبقين.
-و لماذا تحصل أنتَ على الخصوم الأكثر يا "سياف"؟؟

-"لعل من الأفضل أن يقاتل كل واحدٍ خمسة، هذا يزيح التردد.."

كانت هذه من "درادران" الذي انضم إليهما، فقد كان الرجال الخمسة عشرة يسدون عليهم الطريق إلى الأمام بينما لا يمنعون أحداً من الدخول من الخلف.

التفتَ "مازن" و "سياف" إليه لحظة، ثم لم يلبثا أن أعادا نظراتهما إلى الرجال أمامهما، و في الحين نفسه قال الجاما –سياف- محدثاً الوافد الجديد:

-اذهب و اعتنِ بعينك و جراحك، لقد تركناك تقاتل تلك المرأة فلم تبلِ خيراً.

زمجر الدُغْل في غضب ثم رد:

-من الخزي أن أقاتل أنثى، لا يهم عدد الضربات التي أتلقاها، المهم أن أظل رجلاً إلى نهاية المعركة.
-(قال مازن) يمكنك أن تظل رجلاً كما تشاء لكن أحداً لن يفيد من رجل ميت..

من الغريب أن الرجال تركوا المراهقين الثلاثة يتحدثون كما يشاءون لهذه المدة، لكن يبدو أنهم ملُّوا الانتظار حيث هتف أحد الرجال هتافاً من طراز هتافات حروب داحس و الغبراء لكن بإنجليزية مهشمة فهتف باقي الرجال معه، و قفزوا جميعاً صوب الشبان الثلاثة، خمسة لـ"مازن"، و مثلهم ضد "سياف"، و كذلك خمس رجال من أجل "درادران"...

<<~و نتابع المعركة في ردي القادم~>>

--> دايماً متأخر!! ><" --> الدنيا مشاغل،أعمل إيه؟؟

Erromi-san
11-10-2011, 07:31 PM
السلام عليكم أخي

رااائع ... بدأنا نتعرف تاريخ الثلاثي المرح (القوي)

عندما يعود التاريخ للوراء فإن هناك قنبلة تستعد للانفجار في المستقبل (تجربة ونبيسية)!

أعتذر على عدم ردي على المقاطع السابقة لكني متابعة بصمت ...

أنتظر الرد القادم بفارغ الصبر

صائد المكافآت
3-11-2011, 02:10 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

أختي الفاضلة Erromi-san أأ

شكراً على ردك و معذرةً على تأخر ردي..
-------------------------------------------------------------------------------------------------
نتابع المعركة::


من الغريب أن الرجال تركوا المراهقين الثلاثة يتحدثون كما يشاءون لهذه المدة، لكن يبدو أنهم ملُّوا الانتظار حيث هتف أحد الرجال هتافاً من طراز هتافات حروب داحس و الغبراء لكن بإنجليزية مهشمة فهتف باقي الرجال معه، و قفزوا جميعاً صوب الشبان الثلاثة، خمسة لـ"مازن"، و مثلهم ضد "سياف"، و كذلك خمس رجال من أجل "درادران"...

أنشب "درادران" مخالبه و زأر إلى السماء، ثم وثب مرتفعاً متراً كاملاً في الهواء لينقض على أقرب الرجال الخمسة إليه، و قبل أن يحرك عدوه ساكناً كان "دراد" قد جرح كتفه و صدره بمخالبه فسقط الرجل أرضاً و هو يتلوى من الألم، رفع رجلين آخرَيْن العصي عالياً لينهالا بها على "درادران"؛ لكنه ركل الذي على يمينه ، و في الوقت ذاته تراجع خطوتين متفادياً العصا القادمة من الأمام..

للحظةٍ، كان "دراد" واثقاً أن الرجلين الآخرين سيتراجعان بعد أن رآيا ما حدث لزملائهم؛ لكنهما لم يفعلا بل تقدم أحدهما كالثور باتجاهه لكن الليث تفادى العصا، لكن صدره انقبض و هو يشعر بتلك الحرقة تشق ظهره؛ فقد كان الخنجر المخفي حاداً حقاً... جزّ "دراد" على أسنانه بشدة محاولاً أن يكتم صرخة الألم الذي ألّمَ به، لكن الرجل حامل السكين لم يسمح له بالتقاط أنفاسه بل حاصره هو و زميلاه الواعيان، كلاً منهما بالعصيّ المتينة، حاول "درادران" ألا يقع بينهم، لكن الألم في ظهر كان أقوى من ابن الرابعة عشر عاماً، و هكذا رفع الرجلان عصيّهما ، و بكل قوتهما انهالا على الفتى بضربةٍ تقسم الظهر ...
.....
.....

صائد المكافآت
3-11-2011, 02:14 PM
هكذا رفع الرجلان عصيّهما ، و بكل قوتهما انهالا على الفتى بضربةٍ تقسم الظهر ...
.....
.....
"لا أحد يضايق أمير زمرتنا و أتغاضى عنه" ..... زئييييييير

ما أقوى "ألماظي" رغم الضربات التي تلقّتها قبل مدة إلا أنها استطاعت أن تغرز مخالبها في كتفي الرجلين دفعةً واحدة قبل أن تصل العصي إلى نصف الطريق حتى ...

هل أنتَ بخير؟
( بنظرةٍ شاخصةٍ إلى وجهها و ملامح باهتة : ) ااا.. إيه.
(بابتسامةٍ هادئة) التقط أنفاسك.. لقد أبليتَ جيداً في أول قتالٍ صعبٍ لك.. هيا، عليكَ أن تعوّض عن تقصيرك.. زميلاك هناك، لا داعي لأن يرياكَ هكذا، ألا تظن ذلك؟!
أنا... ممم.. شكراً..
هيا الآن..
لقد أفاق من صدمته، من شعوره المريع بقرب النهاية المؤلمة، تكوّمت أمامه 4 أجساد منهارة و هناك خامس يتخذ وضعاً هجومياً، و قبل أن يتقدم باتجاه "دراد" كان الشاب الليث قد وثب عالياً و هو يزمجر و يزوم ليهبط على صدر عدوه و يلقي بكل ثقله عليه فيختلّ توازن الأخير و يسقط على ظهره و فوقه جسد يزن 60 كجم على الأقل.. نظر "دراد" إلى الأمام ليرى ما حلّ بالشابَّيْن فوجد أشعة الشمس الذهبية تنعكس على نصل "سياف" ليتضوأ الحسام، و أمام "سياف" ثلاثة رجال جرحى يمسكون صدورهم و أكتافهم، و رجلين آخرين يصيحان عالياً و يهجمان بشراسة، مدّ "درادران" عنقه لا إرادياً إلى الأمام ليرى ردة فعل "سياف" الذي رفع سيفه إلى الأعلى و قلب حده ليضرب ترقوة أحد الرجلين بالجانب البارد من سيفه، و في الوقت ذاته دفع النصل بيده ليصد هجمة الرجل الخامس بعرض السيف، فاختلّ توازن هذا الرجل و استغلّ المبارز الفرصة ليضرب جنبه بالجانب البارد للنصل... لكن...
لقد تابع أعداؤه الهجوم، حتى الجرحى الثلاثة الذين ضربهم "سياف" بحد السيف – قاموا مجدداً و صاحوا قدر ما أسعفتهم حناجرهم ثم عاودوا الهجوم بالعصيّ الثخينة مرة أخرى... كان "سياف" مذهولاً، كيف نهضوا بهذه الجراح... يا لقوته و .. لقد سقط أحدهم أرضاً و هو ما يزال يصيح و يلوّح بالعصى.. يحاول النهوض ليهاجم لكنه لا يستطيع... و ما إن رأى "سياف" هذا حتى ضرب بطون أعدائه الأربعة بالجانب البارد للسيف قبل أن يصلوا إليه، و لم يلبث المبارز أن رفع ذراعه عالياً و ثنى مرفقه بحيث صار السيف في وضعٍ أفقيٍّ في مستوى رأسه و الحد القاطع للأعلى، انتظر لحظةً ليرى أثر الضربة عليهم و كان له ما حسب لقد سقطوا على الأرض و يصيحون بنفس الطريقة الغريبة...

" إنهم من العامة يا "سياف" "

كان هذا "مازن" الذي اكتفى بلكمةٍ من قبضته القوية في بطن كل رجل من أعدائه الخمسة... فسقطوا أرضاً جميعهم بلا استثناء..

"مازن"، هل أنتَ متأكد؟
نعم... لا بدّ أنهم تحت تأثير شيءٍ ما ليهاجموا أشخاصاً مثلنا.
مـ - ماذا تقصد؟؟
حسناً .. مبارز يحمل سيفاً كهذا على خاصرته و شاب نصف أسد نصف إنسان، و فتى ضخم في المرحلة الثانوية يحمل مسدساً.. من الغريب للعامة أن يهاجموا أمثالنا بهذه الجسارة إلا إن كانوا لا يعون ما يحدث لهم..
("درادران" متقدماً إليهما: ) أنتما على حق، من الطبيعي ان يتراجعوا بعد أن يروا ما حلّ بمن تقدّم اولا من زملائهم لكنهم لم يفعلوا و ظلوا يهاجمون، حتى و هم يسقطون صاحوا و لوحوا بتلك العصيّ من جديد.
( و هو يزرر سترته ) هل فرّت تلك المرأة؟
" أجل، معذرةً ، فقدتُ أعصابي ففقدتم السيطرة على الموقف."

( درادران: ) لا بأس يا خالتي، هل توقف النزيف؟
أجل، تلك كانت مجرّد خدوش يا "درادران"، دعنا نعد لنضمّد عينكَ و ظهرك.. بإمكانكما القدوم معنا.
سياف : شكراً لدعـ ..
مازن (مقاطعاً "سياف" ) : أضعتِ المجرمة التي اختطفتِ العوام بعد أن دخلتِ معها في عراكٍ ليست لديك أدنى فرصة في الفوز به، رفضتِ مساعدة الآخرين، و الآن تريديننا أن نفعل كما تقولين؟!
ألماظي : لا، أريدكم أن تفعلوا ما تريدون.. و سيسعدني أن أستضيفكم عندنا.. هذا كل ما في الأمر.
مازن (متمتماً ) : بؤساً...
و أنتَ أيها الشبل ، هل ستذهب إلى سريرك الآن؟؟

درادران : بل سأذهب لآكل السمك المشويّ، هل ستأتيان؟؟
سياف : يسعدنا ذلك.. اممم.. و كنا نامل أن تساعدونا لنجد مكاناً نبيتُ فيه الليلة؛ لنبحث غداً عن السياح المختطفين. ( قالها و هو يرفع سيفه الأزليّ عالياً، ثم بدأ السيف يطوى على نفسه من أعلى قطعةً قطعة ليتحول النصل الذي يصل طوله إلى 120 سم إلى ثلاث قطع معدنية فوق بعضها طول الواحدة 40 سم تقريباً، ثم أدخل السيف المطويّ في الغمد العريض المثبت على خاصرته من الخلف فبدا مقبض السيف من جنبه. )
ألماظي ( مذهولة) : ... هيا إذاً.
و هكذا عادوا جميعاً إلى منطقة الزمرة بعد أن قام "سياف" و "مازن" بتقييد الرجال الـ 15 و تضميد جراحهم بمساعدة عددٍ من إناث الزمرة، ثم تركوهم في كوخٍ تابع لنا – للزمرة- على أطراف محيط بيوت قريتنا..

و بعد 4 ساعات من ذلك، أي بعد أن تلقوا عنايةً طبيةً بسيطةو أكلوا ثم ارتاحوا لمدة، استضفتُهما عندى باعتباري زعيم الزمرة ..

Erromi-san
16-5-2012, 01:18 AM
رائع أخي ... تزداد الأمور إثارة مع التفاصيل الملحقة بالقصة ..

بانتظار البقية ...