المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انها هدية الموت



عُبيدة
14-12-2010, 09:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالهداية في أصلها شيء جميل، وشعور نبيل، فهي عنوان محبة، وبريد مودة، يهديها المحب لحبيبه، ويبعث بها الصديق لصديقه، ويقدمها الوالد لأبنائه، وقلبه يدعو لهم، ويتمنى لهم كل توفيق وهداية، ودوام صحة وعافية.

ويوم تتحول الهداية إلى قنبلة يُنتظر انفجارها في أي لحظة، ويوم تتحول إلى أداة إفساد وقتل للأبرياء، تخرج عن معناها الحقيقي إلى معنى آخر لا يرضاه الإسلام ولا يقره.

نقول ذلك لأن من الآباء من يقدم لأبنائه هدية الموت، وجائزة العجز والهلاك.

نقول ذلك لأن من الآباء من يدفعون أبناءهم إلى الانتحار، ويقدمون لهم السلاح الذي يذبحون به أنفسهم، بل ويذبحون به غيرهم من الناس.

قد تستغرب أخي الكريم هذا الكلام، ولكنها الحقيقة التي لا تزال تصدمنا كل يوم في الشوارع والطرقات والميادين العامة، والتي نطالعها كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة، غير أننا نعمى عنها، ونمر عليها مرور الكرام، دون اتعاظ أو اعتبار.

لماذا لا نتعظ بما يجري لغيرنا؟ أليس السعيد من وعُظ بغيره؟

لماذا لا نتعلم إلا إذا كان الضحية ابناً من أبنائنا حصدته هدية الموت التي حصدت آلافاً من الشباب غيره؟

إن هدية الموت أيها الأب المبارك هي السيارة التي يعطيها الوالد لولده، الذي لم يبلغ مبلغ العقلاء، ولم يأنس منه والده رشداً واتزاناً.

كيف تسمح لولدك بقيادة السيارة وأنت تعلم عن العجلة والتهور وعدم التأني في كثير من أموره؟

كيف تشتري لولدك سيارة وهو لم يبلغ السن المسموح له فيها بقيادة السيارة بنفسه؟

كيف تشتري لولدك السيارة، وأنت تعلم أنه لم يدرك قيمة النعمة، ولم يتعود المحافظة عليها؟

كيف تمكن ولدك من قيادة السيارة، وأنت تعلم أن أصدقاءه من فصيلة أصحاب السوء، وشلل الفساد، ولصوص الأوقات؟

أتظن بذلك أنك ستجعل منه رجلاً يعتمد على نفسه؟

كلا والله، فإن السيارات لا تصنع الرجال، ولكنها مع المراهقين تصنع أجيالاً من المفحطين المعربدين العابثين بأمن المجتمع، المستهزئين بحياة البشر.

إن مصانع الرجال الحقيقية هي بيوت الله عز وجل، فهل جربت أخي الوالد أن تربط أبناءك بالمساجد؟

هل جربت أن تجعلهم من المحافظين على الصلوات الخمس في الجماعة؟

هل جربت أن تربطهم بحلقات تحفيظ القرآن الكريم؟

إن ذلك أخي الوالد هو الذي يصنع الشباب المؤمن التقي المؤهل لقيادة نفسه أولاً وكبح جماح رغباتها.

فمثل هذا الشاب إذا قاد سيارته كان حذراً في قيادته، عارفاً بقواعد المرور، ملتزماً بسلوكيات الطريق، محافظاً على النعمة التي بين يديه، فلا يهينها، ولا يفسدها، ولا يعرضها للحوادث والصدمات.

مخاطر قيادة المراهقين للسيارات

إن مخاطر قيادة المراهقين للسيارات كثيرة، فالمراهق يريد أن يظهر أمام أقرانه والآخرين بصورة البطل المغوار، وإن كلفه ذلك روحه وأرواح الأبرياء من المارة؟

المراهق: لا يستطيع أن يتحكم بسرعة في إيقاف سيارته عند مواجهة خطر داهم، أو لتفادي الاصطدام بسيارة أمامه، أو عابر يعبر الطريق أمام سيارته، بسبب بطء الاستجابة لديه عند مواجهة المثيرات التي تظهر أمامه أثناء قيادته للسيارة، وطول زمن الرجع لديه، وهو الزمن الذي بين ظهور المثير والاستجابة وعدم تقدير المسافة بينه وبين السيارات التي أمامه، أو العوائق التي تعترض طريقه، وعدم التركيز في القيادة، والتفكير في أمور أخرى أثناء القيادة، وعدم تقدير العواقب، وعد الاكتراث بما يدور حوله، هذا بالإضافة إلى ابتهاج المراهق بالسرعة الفائضة التي يقود بها الآلة العجماء التي يركبها بمفرده أو مع زملائه المرهقين.

تغيير الاهتمامات

إن الواجب على الآباء ألا يكون شغلهم الشاغل هو توفير ما به قيام أبدان أبنائهم من طعام وشراب ولباس ومراكب وغيرها، ويغفلون عن زاد الروح، وهي التربية الإيمانية التي تخرج الأجيال الصالحة القادرة على قيادة نفسها ومجتمعاتها نحو الأفضل.

إن الوالد الذي يمكن ابنه من قيادة السيارة، ويعلم عنه التهور والانفلات والصحبة السيئة، متعاون على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول:
{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]

فمثله كمثل بائع السكين الذي يبيعها لمن يعلم أنه سيرتكب بها جريمة قتل أو نهب أو اعتداء.

فكم من الآباء ذهبوا ضحية حدث متهور يريد لفت الأنظار إليه بجنونه وسفهه؟

كم من الأطفال تيتموا؟
كم من الزوجات ترملن؟
كم من الأبناء شردوا بسبب فقد عائلتهم؟
كم من الشباب راحوا ضحية تلك الهدية القاتلة؟
كم من الشباب تكسرت عظامهم وأصبحوا عالة على أسرهم ومجتمعاتهم.

إننا ندعوا الآباء لمراجعة أنفسهم والنظر في العواقب، حتى لا يذرفوا دموع الندم في وقت لا ينفع فيه الندم.

الحوادث في أرقام

في إحصاءات رصدها المقدم متقاعد عبد الله الكعيد، وقدمها في إحدى المناسبات المرورية، ظهر أن حوادث السيارات تقتل سنوياً في جميع دول العالم ما يفوقق 300 ألف إنسان!! وتصيب ما بين 10-15 مليون إنسان!!
أي أن هناك حالة وفاة كل 50 ثانية وإصابة كل ثانية واحدة!!
وتتصدر قارة أوربا عدد القتلى سنوياً بعدد 80 ألف إنسان!! تليها قارتا أمريكا وآسيا اللتان يقع في كل منهما 70 ألف قتيل!! ثم أفريقيا بواقع 40 ألف قتيل سنوياً!!

وفي دول مجلس التعاون الخليجي يبلغ معدل الوفيات السنوي من الحوادث 5505 من الأفراد، أي أن هناك 16 حالة وفاة يومياً، وتصل الإصابات إلى نحو 54,3 ألف إصابة، بمعدل 149 إصابة يومياً.

وخسرت المملكة العربية السعودية منذ عام 1971 حتى 1995 ما يقارب 65 ألف قتيل!! ونحو 50 ألف مصاب، نتيجة وقوع 800 ألف حادث خلال هذه الفترة!!.

باجـي
15-12-2010, 11:48 AM
السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاتهـ
كيـــف الحال
باركــ الله فــيـكــ
وكــثر من أمثــالكــــ
الموضوعــ جدا رائعــــ

نجمة الإسلام
15-12-2010, 01:08 PM
جزاك الله خيرا

صفوانى
15-12-2010, 04:26 PM
جزاك اللة خيرا اخى على الموضوع

azooozs
15-12-2010, 04:50 PM
صدقت اخوي

وهي تعتمد على الصحبة الصالحة

هي من تعينة على ترك المغريات

بارك الله فيك ورزقك الفردوس الاعلى


اخوك azooozs

[ اللــيـــث ]
15-12-2010, 05:58 PM
بارك الله فيك يا عبدالله على هذه الذكرى التي أسأل الله أن يجعلها نفعاً لنا وأن لا يحرمك أجرها

عُبيدة
16-12-2010, 12:17 AM
بارك الله فيكم اخوتى واخواتى وجزاكم الله جنة النعيم
وجمعنا جميعا تحت عرشه فى الجنة وسقانا رسول الله شربة ماء من يده
ورزقنا من الطيبات فى دنيا و وقنا عذاب النار فى الاخرة
وادعوا لى ولكم
اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفر لي ولهم وترحمني وترحهم وتتوب علي و عليهم ، وإن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون امين

نارتو ساما
16-12-2010, 10:14 PM
جزاك الله خير يا عُبيدة

انا استلمت السيارة وعمري 15 اذهب الى السوق
وارجع وابي يراقبني ويسئال اهل الحي علي وانا الحمدالله
الآن لدي رخصة قيادة ..

( التفحيط ) اكبر مصيبة في السعودية وإن لم يكُن
في دول العرب !! ربما نظام ساهر خفف التفحيط في شورع السعوديه ..
لكن لا اظن الكثير .!

والسلام عليكم

عُبيدة
17-12-2010, 12:41 AM
جزاك الله خير يا عُبيدة

انا استلمت السيارة وعمري 15 اذهب الى السوق
وارجع وابي يراقبني ويسئال اهل الحي علي وانا الحمدالله
الآن لدي رخصة قيادة ..

( التفحيط ) اكبر مصيبة في السعودية وإن لم يكُن
في دول العرب !! ربما نظام ساهر خفف التفحيط في شورع السعوديه ..
لكن لا اظن الكثير .!

والسلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير اخى العزيز وبارك فيك
وجعلك الله بارا باهلك
وحماك من كل مكروه
استودعك الله

XVIPX
17-12-2010, 04:49 PM
أهلاً بك يا عبيدة .. أنا لدي اعتراض على موضوعك .. أرجو أن تتقبله بصدر رحب .

أخي المبارك . أنا فهمت من موضوعك أنك تعارض شراء الآباء السيارات لأبنائهم . والحجة التي بنيت عليها اعتراضك هي حوادث السير .
في البداية لا بد أن تعرف أن من لم يمت بالسيف مات بغيره . ومن هذا المنطلق نستطيع أنم نقول أن من لم يمت بحادث سيارة فبالتأكيد سيطوله الموت أياً كانت الوسيلة .وسؤالي لك هنا : هل تريد من الناس أن يتوقفوا عن قيادة السيارات من أجل أن لا يتعرضوا للحوادث ؟؟!! هذا لا يعقل أبداً . فالسيارات ليست الوسيلة الوحيدة للموت .السيارات في وقتنا الحالي لا يمكن الاستغناء عنها أبداً . ذلك بسبب التوسع العمراني للمدن واستحالة التنقل من خلالها إلا عن طريق السيارات ولا شيء غيرها .
ربما ستقول لي أنك تقصد أن السيارات لا يجب أن تكون في أيدي الشباب لأنهم متهورون ويسببون الحوادث , فأقول هناك من الشباب من يدرس في الجامعات والكليات التي تبعد عن منزله المقدار الفلاني من الكيلومترات فكيف سيتمكن من الوصول إليها من دون استخدام السيارة . وعلى كل حال الأمر يختلف من شخص إلى آخر .وإذا كنت تريدنا أن نتوقف عن قيادة السيارات . فما رأيك أن نتوقف عن استخدام الكهرباء أيضاً لأنها تسبب الحرائق ؟ وما رأيك أن نتوقف عن استخدام الجوالات لأنها تسبب الالتماسات .وما رأيك أن نتوقف عن استخدام الكومبيوترات لأن هناك من يسيء استخدامها ؟ كالدخول إلى المواقع الإباحية وما شابهها . وما رأيك أن نتوقف عن استخدام التقنية بشكل عام ؟

Kyu Sama
17-12-2010, 06:21 PM
تبغى تقنعني ان الاب اللي يعطي ولده سيارة , اعطى ولده هدية الموت ؟
وهل حرمان الشاب من السيارة هو الحل لمشكلة الحوادث والتفحيط ؟؟
السيارات في عصرنا هذا مطلب اساسي , على الاقل على الاقل عشان تروح لمدرستك او لجامعتك !


لم يبلغ السن المسموح له فيها بقيادة السيارة بنفسه
في السعودية , السن النظامي لقيادة السيارة هو 18 ..
وفي السعودية ايضاً , يتخرج الشاب من المرحلة الثانوية بـ هذا العمر !!


إن مصانع الرجال الحقيقية هي بيوت الله عز وجل، فهل جربت أخي الوالد أن تربط أبناءك بالمساجد؟


ساحذف كلمة ( مصانع الرجال الحقيقية ) لاني مادري بصراحة وش علاقة الرجولة بقيادة الشاب للسيارة !!
تبغى تقنعني مثلاً , بدل مايشغل الولد السيارة ويروح للثانوية .. يشغلها ويروح حلقة تحفيظ مثلاً ؟


ن ذلك أخي الوالد هو الذي يصنع الشباب المؤمن التقي المؤهل لقيادة نفسه أولاً وكبح جماح رغبات
لا اعلم مادخل قيادة الشاب للسيارة وقيادته لنفسه وكبح جماح رغباته ..
مادري انا مافهمت الموضوع ولا فعلاً الكلام ماله دخل ببعض :smile3:


خسرت المملكة العربية السعودية منذ عام 1971 حتى 1995 ما يقارب 65 ألف قتيل!! ونحو 50 ألف مصاب، نتيجة وقوع 800 ألف حادث خلال هذه الفترة!!.
الاحصائيات اللي جبتها للاسف ما تتكلم عن المراهقين .. ولا حتى الشباب ..
انت جبت احصائيات عن الحوادث بشكل عام لجميع الاعمار !! وهذا شيء ماله علاقة بموضوعنا !




حرمان الشاب من السيارة ليس حلاً لمنع الحوادث , او حتى تقليلها !
احد الحلول التي طبقت هذه الفترة , و أتت نتائجها الايجابية في تقليل الحوادث
نظام ساهر !
فعلاً نظام قلل من نسبة الحوادث , بدون ماتحرم الشاب من السيارة وتعطل اعماله وفي نفس الوقت تقلل نسبة الحوادث والتفحيط !


فما رأيك أن نتوقف عن استخدام الكهرباء أيضاً لأنها تسبب الحرائق ؟
كلام منطقي ..
لكل شيء ضرر لكن نقدر نتفاداه بحسن استعماله !


موضوعك صدقني لو تهدي نفسك , وتقراه بتشوف انه مو منطقي ابداً ..
اكرر : حرمان الشاب من السيارة ليس حلاً لمنع الحوادث , او حتى تقليلها !

شكراً ..

صهيب
19-12-2010, 03:28 PM
بارك الله فيك أخي الكريم ورزقك البر وحسن الختام ، وصية هامة أثابك الله عليها

عُبيدة
22-12-2010, 01:05 AM
بارك الله فيك أخي الكريم ورزقك البر وحسن الختام ، وصية هامة أثابك الله عليها


جزاك الله كل خير اخى العزيز وبارك فيك
وجعلك الله من من يروا وجهه الكريم
وحماك من كل مكروه
استودعك الله