المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأننا..حينما التقينا !



أَصِيلُ الحَكَايَا
5-1-2011, 07:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،


وأننا حينما التقينا..
نطق الصمت بوْحاً يُقاطر وداً..تبسَّم الدهر..وطوتنا السعآدة بين جفنيها..
نظرتُ إليكِ مليا..لا زالت ذات الطفلة تسكن بين أهدابكِ يا صديقتي..!

وأننا حينما التقينا..
ابتسمتِ بسمتكِ الحنون..وباح لي ثغركِ بحكايا الأمس الرآحل..بزنابق الزهر المُلاك بين أفواه الأيام..بنسمة العهد المنصرم..أحاول الإبتسام..تخدعني الشفاه،وتذرف عبرات الحنين..

وأننا حينما تعانقنا..
بكيتُ كثيراً كثيراً..نسيتُ كل لوعاتِ الزمن المشتاق..كل أنين القلب الأوَّاهُ..وضحكتُ وأنا أتذوق طعم الملح العذب،،


يمرُّ بذهني شريط الذكرى ..
طفلتان نغدو..صديقتان تمسك إحدانا بيد الأخرى ..و نروح..

ثمانية أعوام شطر منها مُقتطفٌ..وجه المعلمة العبوس..وعقابٌ علينا غضوب..

تسعة..أعلن بحماس نبأ قراءتي لروايات ذو قبضة الفولاذ..وأفاجأ بكِ تقولين:"آآه..أعرفها..منذ زمن وأنا أقرأها !"

إحدى عشر ،وسنونٍ تترى..تهمسين لي بفكرة قصتنا..نمسكُ بأقلامنا..وتهطل الكلمات..نري نتاج أيدينا بفرح للمعلمة..نضحكُ حينما لا تفهمنا !

حفلُ التخرج..نقف أمام صفوف الأمهات..نبدأ الإنشاد..صوتكِ عذبٌ كعهدٍ بكِ بعيد..
إثنا عشر..تنالنا أنياب السنون..كدر الشجار يشجيني..! بُعدٌ فبعدٍ..وأسى الإشتياق..!

ثلاثُ عشر..أحادثكِ..أشعر بسجْو خيوط الغسق منسالة بيننا..تلتفتين لتحادثي هذه وتلك ..يعربد بي القلق..ثم أراكِ تديرين وجهكِ لي..وتبتسمين مكملةً..

أربعة عشر ومضيا نحو الخمسة عشر..أخيراً قُدر لنا أن نتشارك ذات الفصل..فرحة الود تغمرني..وطلٌّ من سحائب السعادة ممطرة..ندى خفيف له مذاق الثلج المنعش..أشهر وأخر تتوالى..خطواتنا على بساط المحبة العذب سائرة لا تزال..تهتفين فجأة " صحيح ..فاتُكِ !" وتبدأين أقصوصة جديدة..تداعبني البسمة وأنا أراكِ تفعلين لا شعورياً حركتكِ المألوفة المحببة..وأحاول التذكر..من أين اكتسبتِها؟!!


وهانحن ذا الآن..سائرة نحو عام آخر..بُعد أشهرٍ وعدو أيام افتقدتكِ..
يسائلني الدهر عنكِ ، ويختنق الصمتُ بداخلي..تتعثر الكلمات..وأبداً لا تصل الشفاه..أرسمُ لكِ صورةً..روحاً ذكية تحاكي براءة المهدِ..
أتخيلكِ أمامي واقفةً..وأتنسم شعورٌ دفيء من شدف الماضي البعيد..أعانقُ ظلكِ..ويملؤني الحبور !

حقاَ أشتاقكِ هيا أنتِ..كلما نادت المعلمة باسمٍ شابه اسمكِ..أبتسم بضعفٍ..وتجرعني المرارة لواعج الحنين..!


طيفٌ سابحٌ من حولي أنتِ..أهمسُ له أن اسقني ودْقاً..وأنطِق كينونة من بعدكَ خرساء..ينساب رقراقاً..و يفلتُ من بين أصابعي..وتتكسر الذكرى في عين الفجر الشحوب..خيوطٍ من نحيب الضوء تتلوى..

أسائل عنكِ أولئك الرائحات دونما وقفة..هل نعودُ يوماًً؟!..ترمقني بجفاء..وتواصل ببطء زحفها بلا اكتراث لنزف الأدمع من الوراء..

وإني حينما أذكركِ..تنهال الأمانيُّ بالنفسِ..ويحطم السد الصخري بوابات الملح الصدئة..ويتناثر زيف وعود الغذ الكذوبة ..شظيا سوداء..تخترق جدار الذكرى وترحل تاركةً شجٌّ عميق لا يبرأ..


وههنا تجدينني أنا...أمام امتداد البحر الذهبي على انحناءات الأصيل الحيي..ووداعات القمر الحانية..بين ومضات الأثير اللهوف..وسكنى نبض النجم..بين ربيع يذوي..وخريف تُساقط وريقاته..

أنظرُ ثانيةً علينا تجودُ..ولقاٌْ يودعه السراب..ويمضي آيبا إلى حيث ليس له فنآء .




دمتم في حفظ المولى ورعايته،،

معتزة بديني
8-1-2011, 03:43 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكِ الله أخيتي الغالية
لي عودة بعد القراءة
في أمان الله

تباشير الفجر
8-1-2011, 08:44 AM
رهييبةٌ أنت بأسلوبك !!

انسيابيةٌ الأعوام تلك ؛
تعيدنا نحن الى أعمارٍ غريبة


طيفٌ سابحٌ من حولي أنتِ..أهمسُ له أن اسقني ودْقاً..وأنطِق كينونة من بعدكَ خرساء..ينساب رقراقاً..و يفلتُ من بين أصابعي..وتتكسر الذكرى في عين الفجر الشحوب..خيوطٍ من نحيب الضوء تتلوى..



وإني حينما أذكركِ..تنهال الأمانيُّ بالنفسِ..ويحطم السد الصخري بوابات الملح الصدئة..ويتناثر زيف وعود الغذ الكذوبة ..شظيا سوداء..تخترق جدار الذكرى وترحل تاركةً شجٌّ عميق لا يبرأ..


أنحني أمام ابداعٍ لطيف
دمت للاسلام نجمة

هَاجر
9-1-2011, 01:25 AM
مااااااااا شاء الله
يبدو أنني أ ُدمن نقش قلمك السيّال . أختي أمتعتِ حقا
هذا من أروع ما قرأت
حقا أجد كلماتي تتضاءل إلى جوار حروفك
لا أدري كيف أعبر عن قدر ارتوائي من تلك الكلمات الأخاذه!
^ ^ صراحة قلمي لازال عالقا لا أستطيع به كتابة يبدو أن البرودة جمدته
أتعرقل كلما أردتُ التعبير عن شيء مما أوردتِ هنا
حسنا قد أعود لأشبع رغبة في نفسي يَ غالية

طَيْفْ
9-1-2011, 04:59 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حفظكِ المولى وحفظ لكِ قلمكِ..
نص هادئ بإيقاعٍ حزيـن..
أثار شجوني وبقايا ذكريات عالقة بالذاكرة!

لا أملكُ ما أقوله أكثر من هذا.. حرفكِ يجعلني حيرى عاجزةً أمامه!
شَكر الله لك وأسعدكِ حبيبتي

لكِ كل ودي وحبي~
في أمــان الله

أفنـــان
9-1-2011, 06:54 PM
رهييبةٌ أنت بأسلوبك !!
مشكورة على المرور الطيب اختي الغالية

DeMoN NaTsU
9-1-2011, 07:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

..حقاً الابدااع بعينه هنا ..

وصف جدا رائع ..

واسلوب رزين ومميز ..

ان كان للحكايا اصل فأنت اصلها ...

اسم على مسمى ..

وفقك الله اختي ..

وكان في عونك دائماً ..وارجع البسمة الى قلبيكما ..

استودعك الله

Sos_chan
10-1-2011, 11:10 AM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وأنّنا حينَ التقينا..

أعدتِ ليَ الذكرى لأعوامٍ قد انصرمت..
حينما كانت الحياةُ تتمحور ليَ حولها هيَ..

ايهٍ.. تنهيدةُ ذكرى..

شكرًا لقلمكِ العذوب أيا رائعة

دمتم على خير
..~

أَصِيلُ الحَكَايَا
11-1-2011, 12:27 AM
جزاكم الله خيراً جميعاً..مروركم أثرى السعآدة سعآدة..لي بإذن الله عودةٌ لمحاولة إيفاء شكركم..في حفظ الرحمن ~

.K.T.
11-1-2011, 10:24 PM

’...
وعليــــكِ الســـلام ورحمة الله
.
أي أصيــــل .،،
هــل لكِ بـ إرهـاف سمعكِ لي ، قليــلـاً ..
الجمــيع أخـيّة ، الجميــع يأتي ويرحـل ,.
فقط لو نُحسن تعتيق العطر المُتبقي من أولِ ريحانة ، لـ عشنا بـ السلام وفي سـلـام ,.
من السهل نثر الحديث عن هذه الحياة .,,
و الأسهل منه افتعال الصراخ والصيــاح ,.
و لكن الـ (موجع) في كـل ذاك ,.,
(الصدى) ,,.
إن ارتد إليكِ يتيماً , ارتدّ كسيراً ، لا يستطيع أن يصل لـ أمنيةٍ (يتيمه) ,,.!
هذا الغــياب الذي لم نحسب له حســاباً يا أصيــل ،،.
كـ (الشعور) الغريب الذي يجعل قلبكِ يتسارع بشكل مستمر ,.’
ومفاجئ ..
يفيق عليه الليل .. و الحزن ,.,!


وأننا حينما التقينا..

تحمــل الكثير هذه العبــارة ،،
الكثيــر الكثيــر ،.

واسمحــي لي بـ الصمــت أمامها ،،

فـ ليس لي بـ إهدار جمــالها الذي بعثته وعمّقته أحرفكِ يا آنسة ,~
.
أصيــل ,.
أضحت عينــاي موقنة بـ روعــة تحملينها ,.
وإن كــان نصكِ هذا قد فاجئني بـ صوت (الحسّون) الذي تخلله ^^""
وكــل عام (مـرة أخرى) والعربية بـ ألف خـير بـ مناسبة (يوم) عيدهــا ,.’
أرجــوكِ .. كوني بـ خير لـ أجلها و لـ أجلنــا ;)

’...