أم مودة
15-1-2011, 07:28 PM
http://j.imagehost.org/0357/fassul-01.jpg
كيف حالكم جميعاً , منذ زمن لم أضع موضوعاً حتى أنى نسيت كيف أبدأ المقدمة لربما ذلك بسبب فراغ أو إمتلأ الجمجمة التى هى مسقط رأس الإنسان , اه نسيت الموضوع منقول لذا لا فائدة من المقدمة فى الأساس^^
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،
فقد أصبح الإنسان المعاصر لا يفكر إلا في عضلاته وجوارحه، ويعوِّل على حوله وقوته ويتباهى بعقله ورأيه وينزل في حكمه على العرف والعادة، وكلها من أسباب نكده وتعاسته، وصورة من صور الطغيان المادي الذي أصبح يجري منا حتى النخاع، ويحدث على مستوى الأفراد والدول والجماعات. إذا حدثت الخصومة أو ثارت مشكلة، فالأعراف لا تقتصر على أعرافنا بل تتعداها إلا الأعراف الدولية، وهناك شريعة لأهل البوادي، وشريعة دولية، ونظام لكل دولة ثم النظام العالمي الواحد، إذا كان هذا هو مسلك من كفر بالله أو انحرف عن منهجه -سبحانه- فإن المسلم له شأن وللناس شأن، لأنه يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً، ولذلك فهو يعلم أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنه لا تغير من حال إلى حال إلا بفضل الله.
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
للمسلم شأن وللناس شأن
ولذلك إذا حدثت المشكلة أو ثارت الخصومة فهو يدعو ربه لمعرفته أن العبد إذا أُلهم الدعاء فإن الإجابة معه ويستغفر ربه، ولأن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب، ويسترجع لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا. إِلاَّ أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا)[رواه مسلم ومالك وأبو داود].
كما أنه يحرص على طاعة ربه فهي سبب كل خير وصلاح (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق: 2، 3]،
قال العلماء: لو أن الخلق جميعاً أخذوا بها لكفتهم.
وقال الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)[النحل: 128]، فمن كان الله معه فمن عليه، معه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[محمد: 7]، ويقلع المسلم عن المعاصي والذنوب فهي سبب التسليط وحلول المصائب بالبلاد والعباد (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)[الشورى: 30]، وكان بعض العلماء يقول إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وخادمي وامرأتي، فيا ليتنا نتهم أنفسنا قبل اتهام الآخرين، ويقول كل منا لنفسه منكِ أُتيت،
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
ثم لابد من العفو والصفح وكظم الغيظ لقوله -سبحانه-:(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[النور: 22]، فنقول: بلى يا ربنا، على كثرة خطايانا نحب أن تعفو عنا، فكذلك إذا ثارت الخصومة مع الزوجة أو غيرها، وقالوا: كن كالشجر يُقذف بالحجر فيلقى الثمر (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 134]، فلا يجوز مواجهة الخطأ بالخطأ ولا المعصية بالمعصية، فقد أمرنا أن نتقي الله فيمن لا يتقي الله فينا، وأن نعدل فيمن جار علينا، وأن نعين العباد على طاعة الله بدلاً من إعانة الشياطين على نفوسهم، كما أنه لابد من الاستعانة بالصبر والصلاة (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)[البقرة: 45]، والواجب علينا أن نرد الحقوق لأصحابها ونتحلل من حقوق الآدميين وننزل على حكم الله -تعالى-.
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
رد حكم ما تنازعنا فيه لكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
يقول -سبحانه-:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [النساء: 59]، فمن مقتضيات الإيمان أن نرد حكم ما تنازعنا فيه لكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، لا نرده للعرف والعادة، ولا نرده للعقل ولا للرأي، ولا نُحكم النظم الوضعية والقوانين الطاغوتية الكفرية ولا نلتفت للنظام العالمي الواحد ولا للأمم المتحدة إذا خالفت قوانينها حكم الله -جل وعلا-، فالدين ما شرعه الله -سبحانه- لا هذه الشرعية الدولية المزعومة، والواجب على المسلمين أن يذعنوا لأمر ربهم، وأن يخضعوا لحكمه، إن كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر وإلا فليتخذوا لهم رباً سواه (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)[الشورى: 21]، وقال -سبحانه-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)[الأحزاب: 36]، فليس لنا أن نختار مع الله أو مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل حكى الشافعي إجماع الصحابة فمن بعدهم على أنه من استبانت له سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس أياً كان، وقال -سبحانه-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[النساء: 65]، إنه التسليم لحكم الله ظاهراً وباطناً (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ . أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[النور: 49، 50]، فلا نجد غضاضة ولا ضيقاً ولا حرجاً من حكمه -سبحانه-، وسواء كانت الخصومات على مستوى الأفراد أو الدول والجماعات، بل أهل الكتاب إذا رفعوا إلينا قضية أو كانت الخصومة بينهم وبين المسلمين حكمنا فيهم بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ولابد من الحذر من أن نتصف بصفة المنافقين الذين وصفهم ربنا بقوله -تبارك وتعالى-:(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا)[النساء: 60، 61]، فسماهم ربنا منافقين رغم ادعائهم الإيمان.
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
نصائح غالية تصلك بالناس
من السهل اليسير أن نهدم علاقاتنا بالآخرين إذا تجارى الإنسان مع هواه أو وساوس الشياطين فلنكن على حذر وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ)[الإسراء: 53]، وقل كما قال أبو بكر: «والله أنا كنت أظلم»، أو كما قال الرجل الذي أصبح النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين خصمه: «حقي لأخي»، وإذا كنت غاضباً فاجلس، وإلا فنم أو قم وتوضأ فسيذهب غضبك وتنتهي المشكلة بسلام بإذن الله، ولا داعي للفجر في الخصومة فإن من خصال المنافقين: (إذَا خَاصَمَ فَجَرَ)، والطاعة المطلوبة في العسر واليسر والمنشط والمكره، فلا تكن ممن يعبد الله على حرف، ولا تنسى قيمة الهدية في غرس معاني المحبة: (تَهَادُوا تَحابُوا)، وادفع بالتي هي أحسن السيئة، وأتبع الحسنة السيئة تمحها وخالق الناس بخلق حسن، وجماع حسن الخلق أن تعطي من حرمك وأن تصل من قطعك وأن تعفو عمن ظلمك، وتذكر أن خير المتقاطعين من يبدأ بالسلام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
المصدر:
http://www.al-fath.net/artical.php?request=264
http://j.imagehost.org/0298/fassul-2.jpg
كيف حالكم جميعاً , منذ زمن لم أضع موضوعاً حتى أنى نسيت كيف أبدأ المقدمة لربما ذلك بسبب فراغ أو إمتلأ الجمجمة التى هى مسقط رأس الإنسان , اه نسيت الموضوع منقول لذا لا فائدة من المقدمة فى الأساس^^
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،
فقد أصبح الإنسان المعاصر لا يفكر إلا في عضلاته وجوارحه، ويعوِّل على حوله وقوته ويتباهى بعقله ورأيه وينزل في حكمه على العرف والعادة، وكلها من أسباب نكده وتعاسته، وصورة من صور الطغيان المادي الذي أصبح يجري منا حتى النخاع، ويحدث على مستوى الأفراد والدول والجماعات. إذا حدثت الخصومة أو ثارت مشكلة، فالأعراف لا تقتصر على أعرافنا بل تتعداها إلا الأعراف الدولية، وهناك شريعة لأهل البوادي، وشريعة دولية، ونظام لكل دولة ثم النظام العالمي الواحد، إذا كان هذا هو مسلك من كفر بالله أو انحرف عن منهجه -سبحانه- فإن المسلم له شأن وللناس شأن، لأنه يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً، ولذلك فهو يعلم أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنه لا تغير من حال إلى حال إلا بفضل الله.
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
للمسلم شأن وللناس شأن
ولذلك إذا حدثت المشكلة أو ثارت الخصومة فهو يدعو ربه لمعرفته أن العبد إذا أُلهم الدعاء فإن الإجابة معه ويستغفر ربه، ولأن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب، ويسترجع لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا. إِلاَّ أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا)[رواه مسلم ومالك وأبو داود].
كما أنه يحرص على طاعة ربه فهي سبب كل خير وصلاح (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق: 2، 3]،
قال العلماء: لو أن الخلق جميعاً أخذوا بها لكفتهم.
وقال الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)[النحل: 128]، فمن كان الله معه فمن عليه، معه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[محمد: 7]، ويقلع المسلم عن المعاصي والذنوب فهي سبب التسليط وحلول المصائب بالبلاد والعباد (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)[الشورى: 30]، وكان بعض العلماء يقول إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وخادمي وامرأتي، فيا ليتنا نتهم أنفسنا قبل اتهام الآخرين، ويقول كل منا لنفسه منكِ أُتيت،
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
ثم لابد من العفو والصفح وكظم الغيظ لقوله -سبحانه-:(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[النور: 22]، فنقول: بلى يا ربنا، على كثرة خطايانا نحب أن تعفو عنا، فكذلك إذا ثارت الخصومة مع الزوجة أو غيرها، وقالوا: كن كالشجر يُقذف بالحجر فيلقى الثمر (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 134]، فلا يجوز مواجهة الخطأ بالخطأ ولا المعصية بالمعصية، فقد أمرنا أن نتقي الله فيمن لا يتقي الله فينا، وأن نعدل فيمن جار علينا، وأن نعين العباد على طاعة الله بدلاً من إعانة الشياطين على نفوسهم، كما أنه لابد من الاستعانة بالصبر والصلاة (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)[البقرة: 45]، والواجب علينا أن نرد الحقوق لأصحابها ونتحلل من حقوق الآدميين وننزل على حكم الله -تعالى-.
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
رد حكم ما تنازعنا فيه لكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
يقول -سبحانه-:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [النساء: 59]، فمن مقتضيات الإيمان أن نرد حكم ما تنازعنا فيه لكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، لا نرده للعرف والعادة، ولا نرده للعقل ولا للرأي، ولا نُحكم النظم الوضعية والقوانين الطاغوتية الكفرية ولا نلتفت للنظام العالمي الواحد ولا للأمم المتحدة إذا خالفت قوانينها حكم الله -جل وعلا-، فالدين ما شرعه الله -سبحانه- لا هذه الشرعية الدولية المزعومة، والواجب على المسلمين أن يذعنوا لأمر ربهم، وأن يخضعوا لحكمه، إن كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر وإلا فليتخذوا لهم رباً سواه (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)[الشورى: 21]، وقال -سبحانه-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)[الأحزاب: 36]، فليس لنا أن نختار مع الله أو مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل حكى الشافعي إجماع الصحابة فمن بعدهم على أنه من استبانت له سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس أياً كان، وقال -سبحانه-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[النساء: 65]، إنه التسليم لحكم الله ظاهراً وباطناً (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ . أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[النور: 49، 50]، فلا نجد غضاضة ولا ضيقاً ولا حرجاً من حكمه -سبحانه-، وسواء كانت الخصومات على مستوى الأفراد أو الدول والجماعات، بل أهل الكتاب إذا رفعوا إلينا قضية أو كانت الخصومة بينهم وبين المسلمين حكمنا فيهم بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ولابد من الحذر من أن نتصف بصفة المنافقين الذين وصفهم ربنا بقوله -تبارك وتعالى-:(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا)[النساء: 60، 61]، فسماهم ربنا منافقين رغم ادعائهم الإيمان.
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
نصائح غالية تصلك بالناس
من السهل اليسير أن نهدم علاقاتنا بالآخرين إذا تجارى الإنسان مع هواه أو وساوس الشياطين فلنكن على حذر وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ)[الإسراء: 53]، وقل كما قال أبو بكر: «والله أنا كنت أظلم»، أو كما قال الرجل الذي أصبح النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين خصمه: «حقي لأخي»، وإذا كنت غاضباً فاجلس، وإلا فنم أو قم وتوضأ فسيذهب غضبك وتنتهي المشكلة بسلام بإذن الله، ولا داعي للفجر في الخصومة فإن من خصال المنافقين: (إذَا خَاصَمَ فَجَرَ)، والطاعة المطلوبة في العسر واليسر والمنشط والمكره، فلا تكن ممن يعبد الله على حرف، ولا تنسى قيمة الهدية في غرس معاني المحبة: (تَهَادُوا تَحابُوا)، وادفع بالتي هي أحسن السيئة، وأتبع الحسنة السيئة تمحها وخالق الناس بخلق حسن، وجماع حسن الخلق أن تعطي من حرمك وأن تصل من قطعك وأن تعفو عمن ظلمك، وتذكر أن خير المتقاطعين من يبدأ بالسلام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
http://h.imagehost.org/0193/fassul-03.jpg
المصدر:
http://www.al-fath.net/artical.php?request=264
http://j.imagehost.org/0298/fassul-2.jpg