المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيُها الكَامِن .. تختبئ في مكانٍ ما .. هلّا انتفَضت ؟



حَالِمة
6-5-2011, 04:44 PM
السّلامُ عليكُم ورحمة اللهِ وبركاته

كيفكم ؟ وكيفكم مع الله سبحانه وتعالى ؟ يارب في حال يرضاه جل في عُلاه ..



أيُها الكَامِنُ فِي دهَاليزِ الفُؤاد , قد طَالت غيبَتُك , وكثُر السَّائلُون عنك , وتغيّر الحالُ كثِيراً بعد رحِيلك , أُحِيل البياضُ إلَى سوادٍ ,
و الصفـاءُ تكدّر , تجّردت الجوارحُ مِما عليهّا , و زِدتّ عدُوّاً يتربصُ بِك سعادةً ونَشوة ! .
هلّا عُدت ؟

تساءلتُ كَثيراً عن سببِ اختبائك طُول هذهِ المُدّة , حتى أنّهُ لم يعُد لك حتّى خافتُ أثر نقتفِيه للبحثِ عّنك ,
عجبتُ لأنّهُ ليسّ مِن شيمك الرّضا بالضيم , فأنت معروفٌ بِ الإباءِ على مرِّ العُصُور , ومن صاحبَك لا يُشكَى مِنهُ قُصُور ,
لا زالت تُذكرُ بُطولاتك وسِيرُك , و الدّورُ الذي نحتّهُ فِيمن قَبلنا , علمّتنا معّنى البُطولة ! وبك اللهُ كرّم ,
وبك الرُوح تتعلم , و بوجُودَك تصطبرُ إذما تتألم !!
لكنِ الأن .. كُل تبدّل .. هذا مـا جعلنِي أتيقّن .. أنّك دُفِنت فِي مكانٍ ما كُرهاً لا طَوْعاً . .


مُؤكدٌ أنكَ تحتلُّ مكَاناً فِي دهليزٍ مُظلم , علتكَ فيهِ طبقاتٌ مِن غُبَار ,
أخذت مُدّة إلى أن غطّت ملامِحك الجمِيلة جمِيعها حّتى لم يعُد يُميّزك أحد .. و غيّرت معَالمِك فلم يُعد يجدُك مَن يبحثُ عنك ..
وأما أنت , فأراكّ وهنت .. لستُ ألُومكّ على أنّك ليس كما كُنت .. ومّا ذنبُك !!

أيُّها الكَامن فِي دهاليزٍ مُظلمِة .. نحتاجُك بِشّدة ..
صَارع الظّلام وانتفِض , وانفُض عنكَ الغُبار وعُد أقَوى .. فمِن دُونِك لسنّا نُساوِي شيئاً فِي هذهِ الحيّاة ,
نحنُ دُونك خِرقُ مُهترئِة بدأ يتآكلُها العفنُ و فاحت رائحةٌ قذرةٌ مِنها .. نحنُ دُونّك لا قِيمة ,
صفرٌ كبِير نُطبعُ على الجبينِ لنُعلن أننّا حُثالة لم نستحقّ عزّاً مُنحناهُ بِك ! وما كُنا لِنُمنَحهُ لَولاك .
.
أرجُوك .. انُظُر الى مَا خلفَ بعد اختفائك ..
مـآسٍ ألمّت بنِا وخُطوب , كُنت دِرعاً قَويّاً يحمِينا ويُرعُب عِدانا , واحزِر ماذا أصابّنا حين لم تعُد بَيننَا ؟ ,
تكالب أذلةُ الأمسِ علَينا .. نَعم .. أراك بصُرتَ شيئاً مِن الحقيقة الجَارحِة .. أحِلنا أذّلةً لأنك لم تُعد معنّا ..
أو بالأحّرى , لأننّا تخليّنا عنك ..

أعلَم ,
كُل العتبِ يقعُ علَينا أيُها الكَامِن فِي حنَايا مجُهولة المعَالم , نحنُ الذين دفنّاك , ونحنُ الذين ضيعنّاك , ونحنُ الذين أبكيناك ,
أعلمُ أنّك كُنت تصرُخ حِين سُجنتَ قبلاً فِي أقفاص النُكران , ودُفنت بَعداً تحت أنقاضِ أهواء ٍ خسيسة ,
لم نستمع لنحيبك يَوم نحيبك , ولم نأبَه لِصوتك الحَانِي حين حذّرتنا مِن كُل مّا سيحصُل لو تخليّنا عنك ..

لم تجِد من يمسحُ دمعتَك المقهُورة , يوم لم تعُد عزيزاً بِيننا وأنت لم تُرد عزّك بل عزّنا , يوم أن رحلت بقِي ذكركُ عزيزاً يا أيُها الغَالِي .. ولكن .. نحنُ مّن هُنّا وهَانت أنفُسنا البَائسة ..

أيُها الكّامِن هُناك , نتحرّقُ شَوقاً لِرُؤيتك فِي حنايا أفئدتنا تقُودُها إلى العِزّة مُجددّا , لكّ بسِاطُ الدِماء نفرشُه لكّ ك صدقٍ على مشاعرِنا المُلتهبَة ,
نعرفُ أننا مُخطئُون , ورُغم هذا انتظرت اعتلاءك على أسرجَة القُلوب , لا زلت تُتقن الإمساكَ بزمامها ,
و تعرفُ كيف تقُودها نحو عزّها ومجدها , ..
فهيّا .. أيُها الإيمان ..
انتفض ولينتفضِ القلبُ معك , ازح عنّا غُبار الأهواء التِي سادت بغفلتنا وقُصور عقُولنا السطحيّة ..
لِعزّك يا إيمانُ ترخصُ الرّوح , فلتعُد سيّدا كما أنت دّوماً ,
لا أدرِي كيف أصُوغ كُليماتِ اعتذار , فلا اعتذار يفِيك , حسبُ عودتَك لنا شرفاً لنا , فهيّا عُد
اظهر مِن جِديد , ليعُود البياضُ ناصِعاً , و وليُحال ظلامٌ غشانا بأستارٍ أخزتنا إلى نهارٍ تسطعُ فِيه شمسُ عزّتنا مُجددّاً ,
نحنُ قومٌ أعزّنا اللهُ بِك !! فإن ابتغّينا عزّا بدُونك هُنا و اختَارنا الذُل ليفرش بِساطُه على أرضِنا ونمشِي فوقهُ بتبختر !! ,
عُد أيها الإيمان , فأنت لازلتَ كامناً فِي موضعك حتى وان تغيّرت لك الملامح , لم ولن يجرُء أحدٌ على تجريدِ قلبهِ منك ,
فلا أحَد يعقلُ يا إيمانُ يشرِي جهنّم وأنت تعرضُ عليه مُرافقتُه للجِنانْ ..

عُد ليُنكَر مُنكرُ وينُادَى إلى أن يُبح الصّوت .. عادَ العز .. عاد المجد .. عادت الغلبة .. عاد البطل .. عـــآد الإيمـــــــــــــان !

:

وهيا ي اخوتِي .. نُساهِم جميعاً فِي اعادته الينا .. !!
لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب

ان أردتُم مشاركتِي فِي نثر قلمِي .. حياكُم فِي مدونتي ها هُنا (http://smo-al8lb.blogspot.com/)

[مِسعَرُ حَرب
10-5-2011, 12:13 PM
شكراً لك أختي ،، كلام جميل ... والعزة بالدين لا بمداهنة الغرب والملحدين

هيفاء البنيان
10-5-2011, 04:03 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا شكرا جزيلا على هذا المطلع .. لا أحب أن أقتبس من أحد شيئا لكن مطلع نثرك : "أيُها الكَامِنُ فِي دهَاليزِ الفُؤاد" << كان هو بالضبط ما أحتاجه مطلعا لشيء أكتبه ضن علي به البيان حال الحاجة .. ولن أنشره بالطبع ففيه سلفة لا أدري كيف ترد .. حسنا سأقرأ باقي نثرك ..جزيت خيرا .

Keen
11-5-2011, 05:22 PM
و عليكُـم السّلام ورحمةُ اللهِ وبركاتُـهُ

،
،

صدقتِي القُـول يُـوم وصفتِينــا بالنّكـرةِ دُون الإيمَــان ! ..

إنّنـا نحتَــاجُ للإيمَـان لنتغلّـب على مَشاقِّ الحيـاة ، و لنتحمَّـل أترافَهــا و أعبائهــا ..

بِدُون الإيمَـان نُصبح مسلمِيـن بالإسـم فقـط ، مُسلمِيـن ممسُوخِـي الهويّـة مغرّبيــنَ من المعنَـى الحقِيقـي للإسلام

فعـلاً ، يحتَـاجُ لأن ينتفض و يخرُج من حالتـهِ الكامنــة ..

و لكن ما نيـلُ المطالِبِ بالتمنِّـي ، علينَـا أن نعمَـلَ للضّفـر بِـهِ و حلاوتـهِ و لذّتـه !

،

رائِــعٌ ما سطرهُ قلمك ، تعجَزُ الأحـرُفُ عنِ الوَصـف ، ما شَاء الله تبَـارك الله

مُتابـع دائِمـاً لبُوح قلمـك ، و لجدِيـد مدوّنتــك ، شكراً جزِيـلاً أختي الفاضِلـة

~ مع خالص تحيّاتــي و تقدِيـري ..

حَالِمة
15-5-2011, 09:00 PM
حياكُم الله جميعاً ..
,

اختي هيفاء البُنيان .. =) , سُعدتُ بكِ حقاً =) ,
خّذي مابدا لكِ , وليس بيننا ما يُسمّى سُلفة :D
لم يكُن التعبيرُ يوماً حِكراً على احد , ولكم اقتبستُ فِي كتاباتِي أمُوراً خالجت أمراً في نفسِي
, وحيّاكِ الله في الثر

,

بُوركتم جميعاً , مرروركم شرف
لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب

في أمانِ الله

Ran 2008
15-5-2011, 09:10 PM
لكم أنتظر إبدآعـآتِكِ،،
يعجبني أسلوبكِ في النثر ..
باركَ الله فيكِ عزيزتي ..
أنتظر جديدكِ بلهفه

فلسطينية محبة
17-5-2011, 06:39 PM
مــا شاء الله ..

ربي يحفظكـ أختي ..كلامكـ أكثر من رائع

أجزم أنه خرج من القلب ., لأنه إخترق القلب

لا تحرمينا من جديدك

دمتِ بعز

ميسونه
22-5-2011, 05:00 PM
كلمات جميله اختي اسلوبكِ رائع

واصلي ..