المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~*~[ الــغــزو الــفــكــري ودور الداعية المسلم ] ~*~



فريق نور على الدرب
21-5-2011, 10:17 AM
http://img34.imageshack.us/img34/1086/56999978.jpg


الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
وصلاةً وسلامًا على سيدنا محمد خير خلق الله .. وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداهـ .
الحمد لله الذي أعد للمؤمنين مغفرةً وأجرًا عظيماً .. الحمد لله الذي بشر المؤمنين أن لهم من الله فضلاً كبيراً ..
الحمد لله الذي أرسل محمداً للناس شاهداً ومبشراً ونذيراً .. وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ..
الحمد لله الذي أمرنا أن نذكره كثيرا، وأن نسبحه بكرةً وأصيلاً ..
اللهم صلَّ على سيدنا محمد .. وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فأهلاً ومرحباً بكم إخواني وأخواتي الكرام
وأسعد الله أوقاتكم بالخيرات والمسرات
في هذا الموضوع وكسائر المواضيع تعم الفرحة في جميع انحاء دار
~ نــــور عــــلـــــى الــــــدرب ~
وذلك لتجدد لقائنا بكم أحبائنا .
وأسأل الله الذي جمعنا على خير وأن يديم بيننا المحبه والأخوه
لذلك يسر فريق نــور عـلــى الــدرب ان نكمل لكم موضوع
الغزو الفكري
أسال الله العلي القدير
أن تزول إذ أصبحت تنتشر في أرجاء وطننا الإسلامي
والمعروفة بـ الثقافة الغربية أو أدق من ذلك
للاطلاع على الموضوع الاول هــنـــا (http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=155259)
نبدأ بعون الله ..




http://img846.imageshack.us/img846/50/16733688.jpg (http://img846.imageshack.us/i/16733688.jpg/)
،..,,,...,,...،
يتعرَّض العالم الإسلامي إلى غزو واسع من العالم الغربي منذ زمن غير قليل
إلا أنه في هذه المرحلة أخذ صورةً جديدةً فيها جرأةٌ على الإسلام والمسلمين
واستخفاف بهم وتحدٍّ لهم. وجمعت هذه الصورة الجديدة قسْوة الغزو العسكري
و وحشيّته وامتداد الغزو الفكري واتساع أثره وفتنته.




إنَّ وحشيّة الغزو العسكريّ في فلسطين وأفغانستان والعراق ومناطق أخرى ظاهرة للعيان
والعالم الإسلامي يقف أمامها مشلول القوى خائر العزائم غير قادر على صدِّها
بين ضجيج الشعارات واضطراب الخطوات وتمزُّق المحاولات، فنزل بالمسلمين
من الهزائم ما لم يشهده تاريخ المسلمين أبداً.



ولا نقول: إنَّ هذا الغزو جاء مفاجئاً، إلا للغافلين النائمين، يستيقظون على هوله وسرعته.
لقد جاء هذا الغزو على سنن لله ماضية عادلة ؛ لأن الله لا يظلم أحداً ولا يظلم شيئاً
وفي الوقت نفسه جاء على خطّة مدروسة ونهج معدٍّ لدى الغرب، ونعتقد
أن ملامح هذه الخطة بدأت تظهر مع أوائل القرن السادس عشر في هجمة
على جنوب شرق آسيا، حين انطلقت البرتغال إلى " مالاقا "
وحين قال قائد الحملة يخاطب جنوده:
".... وأؤكد لكم إذا استطعنا تخليص مالاقا فستنهار القاهرة... وبعدها مكة نهائيّاً..."!
وعندما سقطت " مالاقا " أقامت روما قدَّاس شكر! وخطب أحدهم أمام ليو العاشر فقال:
" إنَّ هذا النصر سيسهِّل استعادة القدس "! وامتدَّ الغزو مع القرون إلى
شمال أفريقيا و إلى عدن و مصر و السودان و البحرين
و مسقط والكويت، و القوقاز و طشقند و سمرقند وبخارى و أوزبكستان..
وتقسم العالم الإسلامي إلى قطع متناثرة في تاريخ يحمل من المآسي الشيء الكثير.
http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
وفي هذه المرحلة الطويلة، صادف أن انطلق هذا الغزو العسكري والمسلمون
في بداية وهن وضعف آخذ بالازدياد، لا يستيقظون من مأساة إلا على مآسي جديدة متلاحقة.



ورافق هذا الغزو كذلك غزو فكريّ مدروس، تتسلل معه الفتنة في ديار المسلمين
تكتسب كلَّ يوم جنوداً لها من المنتسبين إلى الإسلام. وكما فشل المسلمون في
صدِّ الغزو العسكري، فشلوا كذلك في صدّ الغزو الفكري، حتى عمَّ العالم الإسلامي
حركاتٌ منظمة تجاهر بحرب الإسلام، وحركات تتخفَّى وراء زخارف لتنفث سمومها
وحركات هجمت على نصوص الكتاب والسنَّة تفسد تأويلها وتنشر فتاويها
وتلبّس على الناس دينهم، وتلقي بينهم قضايا تشغلهم عن مجابهة الخطر
الحقيقي الذي يُهدِّد الأمة كلِّها , وتعاون الغزوان العسكري والفكري في إضعاف
الأمة وتمزيقها وشلِّ قواها، ونشر الفتنة بعد الفتنة.



إنك تجد اليوم من يعلن أنه لا يرضى بتدخل الدول الأجنبية في شؤون دولهم
دون أن ينتبه إلى أن هذه الدول الأجنبية قد اخترقت الأمة بفكرها وزخارفها
وأصبح لها موالون ودعاة مؤيدون، ودون أن ينتبه إلى أنه هو من الداعين للفكر
الغربي والحياة الغربية ولو تحت شعار الإسلام.



يُفترض أنَّ من يدعو إلى الإسلام، ويعلن عن نفسه أنه داعية مسلم أن يلتزم
هو بالإسلام ديناً وفكراً ومنهج حياة، وأن تتناسق مصطلحاته مع نصوص دين الله وشرعه.
لقد اختلطت مصطلحات الوطنية والإقليمية والقومية مع مصطلحات الإسلام
دون أن تبيّن حدود كل مصطلح ومفهومه وتطبيقه , فالإسلام يصوغ جميع هذه
المصطلحات صياغة جديدة لترتبط كلها من خلال تشريعه:
العائلية والرحم، الوطنية والإقليمية، والقومية مع قواعد الإسلام،
ومن خلال تشريع ربَّانيّ يجمع البشريّة كلَّها في ظلاله وتتناسق
الروابط كلها من خلاله كذلك، لتأخذ كل واحدة من هذه الروابط
مـعنى وحدوداً من شرع الله، حتى لا تتحوّل أيٌّ منها إلى عصبيّة
جاهليّة حرَّمها الإسلام، ودون أن يدَّعي أحد أن أيَّاً منها يمثّل شرعاً جديداً
أو منهج حياة جديداً، ويظل في الإسلام بين جميع هؤلاء أخوّة واحدة هي
أخوّة الإيمان التي شرعها الله:
"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
[الحجرات: 10].
. وعن النعمان بن بشير _رضي الله عنه_ عن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ قال:
"المؤمنون كرجل واحد إذا اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر"
[رواه أحمد ومسلم، صحيح الجامع الصغير وزيادته: رقم 6667].



. وعن أبي هريرة _رضي الله عنه_ عن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ قال:
"المسلم أخو المسلم، لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذله، كلّ المسلم على المسلم حرام:
عرضه وماله ودمه. التقوى هاهنا ـ وأشار إلى القلب ـ بحسب امرئ
من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم"
[رواه الترمذي. صحيح الجامع الصغير وزيادته رقم: 6706 ].



وأحاديث أخرى كثيرة تحدّد حقوق الأخوة الإيمانية وواجباتها
وتنظم علاقاتها في منهج متماسك، لتكون هي الرابطة الربَّانيَّة الوحيدة
التي تجمع الناس كلّهم على الحقِّ.
http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
ولقد حرص الغرب على إثارة العصبيات الجاهلية بين المسلمين
واستجاب كثيرون من الناس عامة ومن الدعاة وغيرهم، حتى تمزَّقت
أخوة الإيمان بين المسلمين، وحتى سهُل على المسلم أن يتقارب مع غير المسلم وينأى
عن أخيه المسلم، وتوالت الدعوات إلى الاعتراف بالآخر والتقرُّب إلى الآخر
وإقامة الحوار والسلم مع الآخر، وتناسوا المسلم وحقوقه، ووجوب الحوار
بين المسلمين أولاً لإعادة الرابطة الربَّانيَّة بينهم أُخوَّة الإيمان.


ويرى بعضهم مع دعوة الإصلاح الحالية أنَّها مطلب وطنيّ وقومي وإسلاميّ.
لكن خلط هذه المصطلحات على هذه الصورة يُغيّب الطريق والهدف والوسيلة إلى الإصلاح.
فالإسلام وحده يقدم منهجاً كاملاً مترابطاً للإصلاح، منهجاً لا نجده مع الشعارات المختلطة.
فالإسلام يقدم الوسيلة والهدف ويحدّد الرابطة.
وبغير ذلك يصبح الإسلام شعاراً وتصبح الممارسة العمليّة أهواءَ ومصالحَ
وعواطفَ، فتتمزَّق الأمّة، ويصبح لكلّ بلد إسلام خاص به لينحرف به إلى
مصالح دنيوية مخالفة لشرع الله،ويصبح هنا أخوّة جديدة وهناك أخوّة ثانية وأخوة ثالثة
وأخوّة وطنية على غير ما شرع الله، وأخوّة مع النصارى أو اليهود أو غيرهم
كل حسب حاجته وتحت شعار الإسلام.
http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
وقد ينادي بعض الدعاة المسلمين بأنَّ الإصلاح يجب أن يبدأ بالإصلاح السياسي!
فإذا بدأ بذلك فإلى أين ينتهي؟؟
ولقد قامت دعوات ومحاولات لبدء الإصلاح بالإصلاح السياسي، وقامت انقلابات وثورات
فإلى أين انتهت وماذا حققت من إصلاح؟!


وقد تجد الداعية المسلم يدعو إلى المصالحة الوطنية كأساس لعمليّة الإصلاح الشامل
وأساس لتحديد العلاقات والحقوق والواجبات، طارحاً عرض الحائط بكل نصوص
الكتاب والسنَّة، منطلقاً من الدعوة الغربيّة العلمانيّة الديموقراطيّة
حتى جعل من الإسلام مجرَّد شعار لا رصيد له في الواقع.
والأسوأ من ذلك أن يفتري بعضهم على الإسلام فيخفي أخوّة الإسلام ويدَّعي
أن الإسلام يدعو إلى الأخوّة الوطنيّة والأخوّة القومية والأخوة الإنسانيّة
فجمع الماسونية والعلمانية وغيرها في خليط غير متماسك.
وكان أحرى بالمسلمين أن يعلنوا أنَّ الإسلام صاغ جميع هذه العلاقات صياغة
إيمانيّة، ونظّم لكلّ حدودها ودورها في منهاج ربَّاني متكامل.
http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
ونشير هنا إلى أنَّ محمداً _صلى الله عليه وسلم_ حين بُعِثَ نبيّاً ورسولاً
كان يحيط به من أعداء الداخل والخارج ما هو أشدّ مما نلاقي نحن اليوم.
فلم يكن منهج الإصلاح الذي دعا إليه منهج وحدة مع قريش أو أيّ فئة
في الأرض، ولم يكن منهجاً وطنياً ولا قومياً، وإنما كان منهجاً ربَّانيّاً
ودعوة ربَّانيّة يدعو إليها قومه قريشاً دون مساومات على دين ودعوة،
ويدعو أهل المدينة وأهل الجزيرة العربيّة، ويدعو إليها الناس كافَّة
ليصلح بها حال قومه وحال العرب كلهم وحال البشريّة جمعاء.
هذه هي دعوة الإسلام، ولا نرى أنه يحلّ لأحد من الناس
إذا انتسب إلى الإسلام داعية أن يخالف نهج الإسلام، أو يبدّل فيه ويحرَّف،
ويجعل مخالفته وانحرافه كلّه تحت شعار الإسلام!

فريق نور على الدرب
21-5-2011, 07:55 PM
http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
إنَّ موقف المسلم الداعية لا يتحدّد بطلب التعاون مع غير المسلم فحسب
ولكنه يتحدّد - وهو داعية - بأن يبلّغ رسالة الله إلى الناس كافّة ويتعهّدهم
عليها كما أمره الله _سبحانه وتعالى_ في الكتاب والسنَّة، ويبني علاقاته
وهو داعية على أساس الدعوة والبلاغ والتعهّد، ليوفي بالعهد والأمانة
والعبادة التي خَلَقه الله للوفاء بها. ومن خلال ذلك ينشأ التعاون على
أساس من شرع الله الذي فصّل ذلك.


كيف يمكن للداعية المسلم أن يدعو إلى الإصلاح على أساس الإسلام
ثم يدعو الفئات التي تحارب الإسلام أو لا تؤمن به لتتعاون
معه على نصرة الإسلام ومنهاجه في الإصلاح؟! لماذا هذا التناقض الواضح؟!



لقد مضى على العمل الإسلامي زمن غير قصير
ولاقى من الفشل الشيء الكثير، حتى توافرت لديه تجارب كثيرة
لو وقف عندها ودرسها ودرس الأخطاء التي وقع فيها
ووضع منهجاً عملياً لمعالجة هذه الأخطاء، لو فعل ذلك لاستقام له الدرب
وخلص من التناقضات، وكان أقرب للتقوى.


هذا ينادي إلى الإصلاح الإنساني المصري
وذلك ينادي إلى الإصلاح الأردني وآخر في بلد آخر
على مناهج تحمل التناقض فيما بينها، فلماذا لا تكون الدعوة كما يريدها
الإسلام دعوة إلى إصلاح الإنسان على منهج يصلح لكل إنسان
لكل وطنيّة وقوميّة. فالمشكلات واحدةٌ والحلول متضاربة.



http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg







ونحار بين اضطراب المصطلحات وتناقضها فيما بينها من ناحية
وفيما بينها وبين الإسلام من ناحية أخرى.
فإذا كان كل داعية يؤكِّد تمسّكه بدستور بلاده
وبالنظام الجمهوري والديمقراطي والبرلماني
فأين النظام الإسلامي؟! أليس للإسلام نظام للإصلاح والحكم؟! فما هو أيها الدعاة؟!
كلما طلع مصطلح أو فكر من الغرب هَرعْنا إليه واحتضنَّاه
لنثبت أنه من الإسلام والإسلام منه براء.
ألم نجعل الاشتراكية من الإسلام، ولما جاءت الديمقراطية
بدَّلنا وجعلناها من الإسلام، وانتشر الدعاة
المسلمون في الأرض يدعون إلى الديمقراطية، ولما ظهرت الحداثة تسابقت
الأقلام لنثبت أن الحداثة عربيّة
أو إسلاميّة، ولما جاءت العلمانية وامتدت في ديار
المسلمين لم يتردّد بعض الدعاة المسلمين في
مؤتمر إسلامي عام أن يعلنوا أنَّ العلمانية مساوية للإسلام
في مقصودها،وأن يقول داعية:
لا نملك إلا أن نندمج مع النسيج الثقافي والديني في ذلك المجتمع الغربي!
عجباً كل العجب! أليس هذا نوعاً من إعلان الإفلاس والهوان؟!





http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg



نسرع ونهرول لتقليد الغرب في اللباس والطعام والشراب، وفي الفكر والأدب
والشعر، وفي حفلات الرقص، وإطلاق حريّة المرأة على أسس
علمانيّة ديمقراطيّة فاقعة في لونها، ولم ننشط مثل هذا
النشاط في بناء العلوم التطبيقية والصناعة والسلاح
وسائر أسباب القوّة! نقلّد الغرب في كلِّ شيء



إلا في النافع من ميادين الحياة، حتى كأنَّ الإبداع عندنا
هو التقليد ثم التقليد!
فلا عجب بعد ذلك أن نجد من يقول:
"إنَّ الإصلاح الشامل لا يتحقّق إلا من خلال الديمقراطية
التي نؤمن بها ونلتزم بأصولها، وندعو الأحزاب والقوى السياسية
الأخرى إلى تأييدها كميثاق وطني "!
فلا بدّ أن نسأل الداعية المسلم أين الإسلام؟! ولا بدَّ أن نذكّر الداعية المسلم
بأنَّ أصول الديمقراطية التي يلتزمها هي الوثنيّة اليونانيّة
ولا بدَّ أن نتساءل أليس هذا الصوت وهذه التعبيرات هي التي يدعو إليها بوش؟!
ولا بدّ أن نذكّر الداعية المسلم بأنَّ الديمقراطية التي يتحدَّث
عنها هي بنت العلمانيّة أو هي العلمانيّة!
وإذا كان ادعاء بعض المسلمين أنهم يريدون الديمقراطية لأن فيها حريةً وعدالةً ومساواةً،
فنسألهم حينئذٍ: أوليس في الإسلام حريّة وعدالة ومساواة؟! ولا شك أنَّ في الإسلام
ذلك كلّه وأكثر منه، ولكنكم فشلتم في تطبيق حريّة الإسلام وعدالته ومساواته
فستفشلون في تطبيقها في ظلِّ الديمقراطية كما فشل أصحابها في تحقيق هذه الزخارف.
إنَّ هذه الشعارات هي زخارف مخدَّرة في الديمقراطية ولكنّها حقائق وأسس في الإسلام!






ويتبع هذه الشعارات قول بعضهم: "يجب الإقرار التام بأنَّ الشعب هو مصدر السلطات جميعها "!
أين الإسلام الذي يحدّد السلطات بشرع من عند الله؟! إنَّ هذا المبدأ هو مبدأ ديمقراطي وثني نادت
به الوثنية اليونانية وامتدَّ منها إلى العلمانية الغربيّة وإلى الديمقراطيّة. ومن هذا المبدأ أجاز الشعب،


وهو مصدر السلطات، الزنا واللواط والخمر وأنواع الفاحشة كلها وكثيراً من أنواع الفتنة والفساد والظلم


الظاهر والمخفي. وكيف ينادي داعية مسلم وهو يعلم أن الشعب في معظمه يجهل الإسلام،
وأن فئات كثيرة فيه تحارب الإسلام، فأي شعب وأيّ سلطات؟!
ولقد نادى كثيرون بحريّة الاعتقاد للناس. إنَّ هذا المطلب لا يمثل مشكلة المسلم أو قضيته.
ذلك لأن حريّة الاعتقاد فطريّة، ولأن الله _سبحانه وتعالى_ يقول: "وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ


شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا


بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً" [ الكهف:29].



http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg







إنَّ قضيَّة المسلم أن يدعو إلى الإسلام دعوة جليّة واضحة: "وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ....."!


فالقضيّة إذن إبلاغ الحق، دين الله، الإسلام. وبعد ذلك فمن آمن فله جزاء ومن كفر فله جزاء آخر.


فليست القضيّة كما هي في الديمقراطية أن نترك الناس يعتقدون كما يشاؤون، يؤمنون أو


يكفرون، دون أن يجدوا من يدعوهم إلى الحقِّ، إلى النجاة من فتنة الدنيا وعذاب الآخرة، ودون


أن يذكرهم بأن لكل موقف جزاء عادل.


فهذه فتنة كبيرة، فالناس كلهم مصيرهم إلى جنّة أو إلى نار، والداعية المسلم مسؤول أن يدعو
ليخرج الناسَ من الظلمات إلى النور، وينقذهم من عذاب الآخرة الذي هو حق أكيد في شرع الله


لمن لم يؤمن، ولكنّها قضيّة متروكة في الديمقراطية والعلمانيّة! ولقد بعث الله الأمة المسلمة لتكون


خير أمة أخرجت للناس، لأنها تدعو وتبلِّغ رسالة الله وتتعهّدهم وتنقذ الناس!







http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg







ويتكرر بين الناس مصطلح: "الأديان السماوية التوحيدية"! وهذا مصطلح متناقض
بعيد التناقض، فالله _سبحانه وتعالى_ لا إله إلا هو، ما كان ليرسل لعباده أدياناً مختلفة يتصارعون عليها،
ثم يحاسبهم يوم القيامة! إن وحدانية الله _سبحانه وتعالى_ وعدالته ورحمته بعباده تأبى ذلك. فالله أرسل
لعباده رسلاً يبلّغون ديناً واحداً، ديناً سماوياً توحيدياً واحداً هو الإسلام: إنه دين نوح وإبراهيم وموسى وعيسى
وسائر الأنبياء والمرسلين _عليهم السلام_ جميعاً
كما نصَّ على ذلك كتاب الله،وخُتِموا بمحمد _صلى الله عليه وسلم_:
"إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ
مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" [آل عمران: 19].



http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg

فريق نور على الدرب
21-5-2011, 08:02 PM
http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
وعندما ينتقل هذا المصطلح إلى بعض الدعاة المسلمين لينضم إلى سائر المصطلحات
التي سبق ذكرها والتي أخذ يتبنّاها هؤلاء الدعاة، ندرك عندئذ شدَّة أثر الغزو
الفكري وامتداده في العالم الإسلامي .

ولقد حرتُ في قول داعية مسلم :".... الذي ينبثق من إسلامنا كدين ونظام حياة شامل وكامل..."
وفي الوقت نفسه يدعو إلى المفاهيم التي سبق أن ذكرناها !
فإذا كان الإسلام ديناً ونظامَ حياة شاملاً، فلماذا مفاهيم العلمانية والمفاهيم الغربية ؟!
لماذا هذا التناقض ، ولماذا التمسك حيناً بالاشتراكية وحيناً بالعلمانية وحيناً بالديمقراطية
كأننا نتسوّل الأفكار ومن هنا وهناك ؟! .




ويضع بعضهم قاعدة جديدة ينسبها إلى الإسلام للتعاون بين المسلمين وغير المسلمين
فيقول :" لهم ما لنا وعليهم ما علينا " ! أيّ أنَّ لغير المسلمين ما للمسلمين وعليهم ما عليهم .
إنه مبدأ ديمقراطي علماني يرفعونه شعاراً ولا يطبقونه عملياً ، وليس للإسلام علاقة به .
إنَّ الإسلام نظّم العلاقات بين المسلمين وجميع الفئات على أسس ربَّانيّة
سعِد بها الناسُ جميعاً في ظل حكم الإسلام وشريعته .
ووجد فيها أهل الكتاب من العدل ما لم يجدوه في ظل أي حكم آخر في تاريخهم كلّه.
هذه كتب التاريخ تروي وتشهد بذلك وتُقدّم أروع الأمثلة .
وكيف يكون في دين الله مثل هذا المبدأ غير العمليّ .
فالمسلم عليه الزكاة فرضاً وغير المسلم ليس عليه هذا الفرض .
والمسلم عليه الجهاد في سبيل الله، وغير المسلم ليس عليه ذلك
حيث إنَّ الجهاد في سبيل الله يقوم به من يؤمن بالله والإسلام
ويجاهد لنصرة الإسلام وإعلاء كلمة الله وشرعه .
وقس على ذلك أموراً أخرى .




والذين يدعون إلى الوحدة الوطنية بدلاً من الوحدة الإسلاميّة
يحتجون بأنَّ غير المسلمين جزء من النسيج الوطني
ولكنهم جهلوا أو تناسوا أنَّ الإسلام وحده هو الذي ينصفهم بعدله وشرعه
نسوا أو تناسوا أن هؤلاء كانوا جزءاً من نسيج المجتمع في المدينة
ولكنهم لم يكن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين
ولم تقم بينهم وبين المسلمين أخوّة وطنيّة ، وشعارات مخدّرة
وإنما كان لهم حقوق أوفى المسلمون لهم بها.
وعدلوا معهم وأنصفوهم فسعدوا بها.




والإسلام يأمر بالقسط والعدل مع الناس كافّة ، وعلى ذلك قام شرعه
ولكن القسط والعدل كما فصّله الإسلام لا يشمل الموالاة والخضوع والتبعية .

الداعية المسلم يجب عليه أن يدعو إلى وحدة المسلمين وإلى أخوة الإسلام
وإلى تطبيق شرع الله ، وإلى الإيمان بالله وبرسوله محمد " صلى الله عليه وسلم "
وبسائر الأنبياء كما جاء في الكتاب والسنَّة. وغير المسلم يدعو إلى وحدة عائلية
أو وطنية أو قومية أو حزبية من خلال عصبيات جاهلية
تمزّق الأمة والناس فِرَقاً وشيعاً يُصارع بعضها بعضاً !





http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
وأخيراً نشدُّ الانتباه إلى أنّ ممالأة أعداء الله والتنازل لهم
وتغيير شرع الله إرضاءً لهم ، كلُّ ذلك لن يجعلهم يغيرون من خُطّتهم المقرّرة
في حرب الإسلام ، ولكننا نخسر شيئين: نخسر نصر الله وتأييده
ونخسر احترام أولئك وهيبتنا في عيونهم .

وكلّما تنازلنا أمعنوا في الإيذاء والجرأة به .
وحسبك تدنيس القرآن الكريم بعد أن تنازل المسلمون حتى عن بعض
ديارهم وأعراضهم وبعض ثرواتهم .

لم نُقِمْ نحنُ المسلمين في واقعنا اليوم للقرآن الكريم منزلته الأمينة .
الملايين من المسلمين يجهلون القرآن الكريم
والملايين يجهلون العربيّة ، والملايين لا يتدبّرون القرآن الكريم
ولا يمارسونه عملياً في حياتهم .

ورأى الغرب ذلك فينا ، فتجرَّأ على تدنيس القرآن الكريم .
لم يعد لنا في ميزان الواقع الدولي أيّ وزن حقيقي لكثرة ما تهاونا وتنازلنا
وقلَّدنا وخضعنا ! .

http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg

الغزوالفكري أحد أهم الأسباب التي ساهمت في خلق أزمة هوية لدى الشباب وهذا
الغزو هو أحد أبرز أشكال ‏الغزو الحديث والقديم. ومما لا شك فيه أنه ظهر
منذ زمن بعيد. وتجلى في زمن الحروب الصليبية. لكنه اليوم ‏يجسد مساراً بدأ
منذ حوالي ثمانين عاماً، وتطور وتوسع إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم. ‏
http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
فمع انتهاء الحرب العالمية الأولى
أقرت اتفاقات سايكس بيكو تقسيم الوطن العربي إلى دول وإمارات ‏محميات
وبدا واضحاً أن المخطط الاستعماري شمل ليس فقط تقسيم الجغرافيا بل تقسيم
الأفكار والانتماءات، ‏وتشجيع الدعوات القطرية والمذهبية المدمرة. ‏
بدأ الغزو الفكري بتصدير النظريات
الفكرية كالوجودية الرأسمالية، والماركسية إضافة لتصدير ما أنتجه الفكر
‏الغربي من فلسفة فردية اغترابية. ‏
http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
الماركسية :
مصطلح يدخل في علم الاجتماع والاقتصاد السياسي والفلسفة.
في الاصطلاح نظام اقتصادي تكون فيه وسائل الإنتاج بشكل عام مملوكة ملكية
خاصة أو مملوكة لشركات، وحيث يكون التوزيع، والإنتاج وتحديد الأسعار
محكوم بالسوق الحر والعرض والطلب، ويحق للملاك آن يحتفظوا
بالأرباح أو يعيدو استثمارها.



http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
ولما كان الشباب هم اكثر اقتراباً
من الثقافة والتعليم. فقد وقعت في أيديهم هذه الأفكار مبثوثة في الكتب
‏المترجمة والصحافة. وتناولوها معجبين ومشجعين. مما أنتج فيما بعد بعض
الحركات والأحزاب والجمعيات ‏التي تتبنى تلك النظريات والأفكار. وحين
نقترب أكثر فأكثر إلى واقعنا، نرى أن الغزو الفكري اتسع كثيراً جداً
‏وساهمت في انتشاره وسائل التقنية الإعلامية والاتصالات وانتشار الصحافة
والكتب والمجلات بشكل لم ‏يسبق له مثيل. ‏

http://img23.imageshack.us/img23/1241/33559723.jpg (http://img23.imageshack.us/i/33559723.jpg/)
تعددت أساليب الغزو الفكري وتنوعت واستخدمت فيها عدة وسائل. وكان
منها ما هو مباشر وما هو غير ‏مباشر.
*الشيخ صادق عبدالله: الغزو الفكري يغير المبادئ الحقة، وبزيف العقول
ويحداث خللاً في فطرة الناس ‏

فريق نور على الدرب
21-5-2011, 08:08 PM
ماهي وسائل الغزو التي تستهدف الإسلام والمسلمين؟



http://img97.imageshack.us/img97/8589/32923908.jpg (http://img97.imageshack.us/i/32923908.jpg/)‏
إن لدى الأعداء بضاعة يقدمونها
ويصدرونها إلى الضعاف وهي كل ما يسلب الأخلاق ويدمر القيم ويذل الأمة
‏ويخدر شبابها ويميع أبناءها وكثيرا من الدويلات تظن نفسها من التحضر
والتقدم بمكان بينما أبناؤها عبيد ‏أرقاء شاءوا أم أبوا تشهد على ذلك
مدارسهم، ومناهجهم، ومكاتبهم، وبيوتهم، وأسواقهم ومجتمعهم، ‏ومحاكمهم
قوانين فرنسية ومحاكم دستورية فرنجية وتقليد للمستعمر في اللباس وفي
العمارة والتشييد وفي ‏الكلام واللغة والاستهتار والانحلال وفي التخلي عن
الروابط الاجتماعية والجرأة على المحرمات الشرعية. ‏
http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
لقد كان غزوهم شاملا في العقائد،
والسياسة، والحكم، والاقتصاد، والتعليم، والإعلام، والتقاليد. هجوم من
‏الخارج تارة ومن الداخل تارة أخرى فمن أبناء جلدتنا من هم أبواق
للمستعمرين ودعاة للكافرين والملحدين. ‏
يقول بعض زعماء اليهود:
(لقد نشرنا روح التحرر الكاذب بين الشعوب الغيورة لإقناعهم بالتخلي عن دينهم ‏بل
استطعنا تثبيت الشعور بالخجل من الإعلان عن تعاليم الدين وأوامره ونواهيه). ‏


هناك (غزو فكري) مقصود، يعمل
لإذابة الشعوب، وانسلاخها عن عقائدها، ومذاهبها، وحضاراتها، لتصبح ‏مسخاً
شائهاً تابعاً لغيره، يؤمر فيطيع. ولقد عمل هذا الغزو على تضليل المجتمعات
الإنسانية، وخداعها، ‏والتمويه عليها، وقلب الحقائق، وتشويه الحقيقة، عن
طريق تصنيع الكلمة، وزخرفة القول، والدخول إلى ‏المخاطب، من نقطة الضعف،
والاستغفال لإغرائه، والإيقاع به، والإيحاء إليه بسلامة الفكرة، وصحة
المفهوم ‏المزيف الذي تحمله كلمات الغزو. ‏




http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg


لقد تهاوت أمم وشعوب وأجيال، وتساقطت في هاوية الضلال والانحراف
والفساد الخلقي والعقدي ‏والاجتماعي، بسبب تصورات (الغزو)
المزخرفة الخداعة، التي يرقص السذج، والجهال على نغم إيقاعها
‏ويفتنون بسماعها وأناقة ظاهرها. ‏


ولكم عانى الإنسان والشعوب من أولئك الذين يصنعون (الغزو الفكري)
ويصدرونه في موجات تقتحم الديار ‏والبيوت
لقد قيدت الإنسانية إلى هاوية الضلال والانحراف.


ولقد كان (للغزو الفكري) في كل جيل، وفي كل ‏عصر دوره التخريبي
في حياة الناس، إلا أن البشرية لم تشهد في مرحلة من مراحل حياته
وضعا كان فيه ‏‏(للغزو الفكري) خبراء، ومتفلسفون، وأجهزة، ومؤسسات
كعصرنا الحاضر هذا، الذي اتخذ فيه (الغزو ‏الفكري) صبغة الفلسفة
والنظرية، والمبدأ، الذي يعتنقه الأتباع، ويدافعون عنه، وينقادون له. ‏


و قضية الغزو الفكري أصبحت اليوم من أشد القضايا خطراً
وتبدو ظواهر هذا الغزو المدمر في قلوب ‏وعقول كثير من المثقفين
في هذا العصر واضحة بينة، والسلاح الذي يستعمله (الغزو الفكري)
مدمر قتّال، ‏يؤثر في الأمم والمجتمعات، أكثر مما يؤثر المدفع والصاروخ والطائرة
وقد ينزل إلى الميدان، ويعظم خطره، ‏حين تخفق وسائل الحديد والنار
في تحقيق الهدف، والوصول إلى الغاية، والخطر الذي يحتجنه هذا
الغزو ‏أكثر بكثير من قتل الأفراد، بل من قتل جيل بأسره.
إذ يتعدى ذلك إلى قتل أجيال متعاقبة، والسلاح الذي ‏يستعمله
هذا الغزو هو سلاح الحيلة والشبهات وتحريف الكلم، والخديعة، في العرض. ‏


http://img651.imageshack.us/img651/2048/62628735.jpg
أدرك أعداء الله أن نشر الفاحشة في المجتمع يأتي عن طريق هدم
الأسرة بهذه الوسائل، واليهود خططوا لذلك ‏منذ القدم، وأول ما ابتدأ اليهود قالوا:
لابد من تدمير النصرانية ؛ لأنها كانت العدو المباشر لهم في الغرب
‏فقالوا كما في البروتوكولات: لابد من نشر الرذيلة وهدم الفضيلة بين النصارى
وما زالوا يمكرون بهم مكر ‏الليل والنهار، حتى أصبح من الشائع جداً - والعياذ بالله-
في بلاد الغرب أن تنكح المحارم. ‏


بل إن وسائل إعلامنا أحياناً تنشر هذه الأخبار -وإن كانت قد لا تعلق إلا في النادر-
كيف يأتي الإنسان محارمه! وليس ذلك نادراً عندهم، بل هي حالات منتشرة
وبنفس القوة يراد لها أن تنتشر في بلادنا حيث ‏اتجهوا جميعاً يهوديهم
ونصرانيهم إلى تدمير المجتمعات الإسلامية عن طريق هذه الأفلام
والمجلات، ‏والكتب، عن طريق طمس الأخلاق الإسلامية وإحلال الأخلاق
النفعية الغربية المادية محلها، فينشأ الطفل الذي ‏لا يؤمن بخلقٍ ولا دين
إلا من خلال ما يتلقاه ويستقبله من الأفلام، فتنهدم الأسرة!!. ‏



وكم من أسرةٍ هدمت نتيجة لذلك، كم من رجلٍ طلق زوجته
كم من زوجة هجرت زوجها تطبيقاً لما رأته أمام ‏عينها
أو لما رآه هو بعينه من مشاهد، أو من مسلسلات، أو قصص
وما أشبه ذلك، وبذلك استطاع هذه ‏الغزو أن ينقل المجتمع الإسلامي
نقلةً بعيدة من مجتمعات محافظة يضرب بها المثل في العالم كله
إلى ‏مجتمعات لا تكاد تفترق عن المجتمعات الغربية إلا ما رحم الله
وإلا من كان لديه بقايا من هذه المحافظة. ‏


http://img402.imageshack.us/img402/2254/94069423.jpg (http://img402.imageshack.us/i/94069423.jpg/)




وأقل ما يأتي من ضرر من هذه الوسائل، ومن هذا الغزو هو:
إضاعة الوقت فيما لا ينفع، فالمؤمن الذي ‏يؤمن بالله ويؤمن باليوم الآخر
ويعلم علم اليقين أن هذه الحياة ما هي إلا عبور، وأن الدار الآخرة هي ‏الحيوان
وأنه لا خلود له في هذه الحياة، وأنه محاسبٌ عليها، وأنه ما من ساعة تمر
به لا يذكر الله ولا ‏يصلي على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إلا كان ذلك حسرةً عليه يوم القيامة، فكيف يضيع الأوقات في هذه ‏المجلات، أو الأفلام التافهة؟! ‏





انتشار العنف والجريمة ‏


العنف والجريمة أحد المخاطر التي تتعرض لها الأسرة
ومن ثَمَّ المجتمع، فأفلام وقصص وكتب العنف ‏والجريمة والجاسوسية
وما أشبه ذلك، هي أيضاً من معاول الهدم التي تهدم الأُسْرةَ
ومن ثَمَ تهدم المجتمع، ‏وتجعله بعيداً جداً عن الطمأنينة
والأمن الذي لا يجلبه إلا الإيمان. ‏

فريق نور على الدرب
21-5-2011, 08:12 PM
http://img708.imageshack.us/img708/8392/54815874.jpg (http://img708.imageshack.us/i/54815874.jpg/)
يجدر بنا أن نتعرف على الخطوات التالية حتى نقدر على مواجهة الغزو الفكرى :
أولاً: علينا أن ندرك تماماً أن هؤلاء لا يبشرون بدينهم وعقائدهم، أو يعملون على تحويل المسلم عن الإسلام
إلا في حالة إدراكهم أن المسلمين غير مهتمين بالإسلام، سلوكاً وتطبيقاً، ومن هنا كان علينا أن تكون مواجهتنا للتبشير
عملاً يعمل يهتم بإنشاء المدارس والمستوصفات، والملاجئ ورعاية الأيتام، واللقطاء، والمسنين
ويصاحب ذلك توعية إسلامية، وتبشيرية بالإسلام ..


ثانياً: إن ما يقوم به التبشير النصراني في أفريقيا والمجتمعات الإسلامية المختلفة، من بناء المستشفيات الخيرية
والمدارس وغيرها مما يقدم للإنسان، هو عمل خيري في الدرجة الأولى، لأن الإنسان في مثل هذه المجتمعات في حاجة
إلى من يقدم له يد العون أو المساعدة بالعلم، والخبز، والعلاج، فإذا أراد المسلمون المواجهة العملية، فعليهم
أن يعملوا مثل ما يعمل المبشرون ويزيدون عليهم ..


ثالثاً: يجب أن يدرك المسلمون أن التبشير يملك إمكانيات هائلة: مادية وبشرية، فمواجهتنا للتبشير
يجب أن تتوفر لها الإمكانيات المادية
والطاقة البشرية ..


رابعاً: لا بد وأن نواجه التبشير من خلال مخطط دقيق، ينفذ بحكمة وبصيرة
توزع الأدوار ليكون هناك التكامل الواعي ..


خامساً: يصاحب ذلك كله هجوم ونقد للأفكار الغربية والتبشيرية، لننتقل من مرحلة المواجهة - (الدفاع)- إلى مرحلة الهجوم والنقد ..
http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
وإذا كنا عرفنا كيفية مواجهة التبشير - وهو أصل رئيس لكل أدوات الغزو الفكري وتياراته في المجتمعات الإسلامية -
فإن هذه المواجهة لا تتم إلا إذا قامت أجهزة الإعلام في الشعوب الإسلامية بأمرين :


الأمر الأول: أن تقف أجهزة الإعلام من (صحافة، وإذاعة، وتليفزيون، ومسرح، وسينما، وفيديو)
عن تقديم أي شيء يتنافى مع مبادئ الإسلام، لأنه لا فائدة من مواجهة الفكر الاستشراقي
والتبشيري في الوقت الذي نجد فيه أجهزة الإعلام، تمور بكل ما هو مخالف للإسلام من عري، وخلاعة، وتقاليد غريبة ..


والأمر الثاني: أن تواكب مؤسسات الإعلام هذه المواجهة، فتتناولها وتقف من ورائها، وتعمل على مساعدتها بالتوجيه ..


ولعل معاول (الغزو الفكري) التي أصابت الكثير، لم تؤثر إلا من جراء انهدام الشخصية الإسلامية .
http://img585.imageshack.us/img585/5937/59912141.jpg
ولهذا كان لا بد من اتجاه فريق من المصلحين إلى تربية الأجيال، تربية إسلامية، تتولى المسؤولية، والإدارة ..


- تربية تجعل الإنسان إيجابيا يعيش في حركة فكرية، ونفسية، وجسدية، بناءة بعيداً عن السلوك التخريبي .
- رافضاً التحجر والجمود. . لا يرضى بالسلوك الانسحابي الذي يتهرب من نشاطات الحياة، ويبتعد عن مواجهة الصعاب ..
- تربية تؤهل الإنسان للعطاء. وتنمي فيه القدرة على الإنتاج والإبداع، بما تفتح له من آفاق التفكير والممارسة ..
- تربية تعد الإنسان إعداداً ناضجاً لممارسة الحياة بالطريقة التي يرسمها ويخطط أبعادها الإسلام
لأن الحياة في نظر الإسلام، عمل، وبناء، وعطاء، وتنافس في الخيرات ..


- تربية تجعل الشخصية الإسلامية شخصية متزنة، لا يطغي على موقفها الانفعال
ولا يسيطر عليها التفكير المادي، ولا الانحراف الفكري المتأتي من سيولة العقل وامتداد اللا معقول ..
- تربية تبني الإنسان على أساس وحدة، فكرية، وسلوكية، وعاطفية، متماسكة ..
على أساس من التنسيق، والتوافق الفكري، والعاطفي، والسلوكي، الملتزم، الذي لا يعرف التناقض، ولا الشذوذ ..
- تربية تجعل الإنسان المسلم يشعر دوماً أنه مسؤول عن الإصلاح، وأنه يجب عليه أن ينهض بمسئوليته، ويقود نحو شاطئ العدل والسلام ..
وإن أمتنا أمة الإسلــآم تتطلع إلى غد مشرق، والتطلع يحتاج إلى علم وعمل، وجهود بناءة تكون علامات مضيئة في الطريق ..


................................

http://img26.imageshack.us/img26/9315/33271582.jpg (http://img26.imageshack.us/i/33271582.jpg/)

فريق نور على الدرب
21-5-2011, 08:14 PM
يحجز ....... :)

[ اللــيـــث ]
21-5-2011, 09:15 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


وفقكم الله وأسعدكم ... بارك الله فيكم ... نعتذر على الاطالة وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
تم الحجز في الرد السادس ... لتكون اي اضافة للفريق من قبل الادارة ...في امان الله

[مِسعَرُ حَرب
21-5-2011, 10:45 PM
إبداع وربي ،، لي عودة وحجز في مقاعد الدرجة الأولى :(


نعتذر على الحجز ،، ولكن الحجز عدوى أصبنا بها وغفر الله لمن نشرها ،، حتى الفريق أصبح يحجز ...

جزاكم الله خيراً على الموضوع الرائع ، وبارك فيكم

blue star
24-5-2011, 06:15 PM
وعلييييكم السـلاام ورحمـة الله وبركاااتهـ ..

ماا شااء الله ,, وهااقد ظهرر الموضووع الثاانى .. ~

باارك الله فى كل من عمل ع هذاا العمل المميز ..

جزآآكـم الله خيراا ياا أعضااء الفرييق .. وعذرآآ لتقصيرى فى العمـل ع هذاا الموضوع ..

عسـى الله أن يجعلنـااا ضد مسااوئ هذاا الغزو .. ()

فـى انتظاار الأواامـر ببدء باااقى الأعماال .. (=

فى آماان الله وحفظه ورعاايته .. ~