المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خاطرة ام



al-king
30-5-2011, 04:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



خواطر أم



الحمد لله تعالى حمد الشاكرين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأصلي وأسلم على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:



فهذه سطور كتبتها لك بُنيّ اسميتها (خواطر أم) من مشاهداتٍ آلمتني فأبكتني... ومشاهد اسعدتني فأبكتني... وهذه الأم تحزن فتبكي، وتفرح فتبكي.. كنت سائرة مرةً عند إحدى المكتبات الكبرى فأسعد نفسي كثرة السيارات والزحام، وقلتُ: شبابٌ يرتادون المكتبة!! هذه بادرةٌ طيبة، ولكن عندما توقفت السيارة وهممتُ بالخروج..


هالني منظر الشباب... شبابٌ في عمر الزهور، ربما لم يتجاوز الواحد منهم السادسة عشرة من عُمره، وكلٌ ينفث من فمه الدّخان ويتباهون أيهم أكثر استنشاقاً له، لم أتمالك دمعتي وتخيلتك بينهم!!

ياالله سترك وعافيتك، وأكملـت طريقي وقضيتُ غرضي وخـرجت أنتظر قـدوم سيارتي.. فإذا بي وفتاة حاسرة لوجهها وشعرها، مزدانة بمكياج أنيق زادها جمالاً، وتألقت بعباءةٍ سوداء ضيقة، تتبختر روحةً وجيأة.. وإذا بشبابٍ نزلوا من سيارتهم يريــدون المكتبة، فلمـا رأوها عـادوا أدراجهـم، ثم تسـلل اثنـان منهم خلفهـا يتغامزانِ ويرددان عباراتٍ لا تنم عن أخلاق وتربية، تواروا عن الأنظار فترة ثم عادوا، فركبت الفتاة سيارةً وولت، وأما الشـابـان فقـد ركبا السيـارة، وتعالت ضحكاتهم يروون قصة التيس و....! ذرفت مني دمعةٌ حارقة، وتخيلتُك بينهم!!





وحملتني الأقدار يوماً إلى أحد المجمعات بحثاً عن اللعب والترفيه للصغار، واستقربي المقام على طاولة في زاوية أتأمل الغادين والرائحين، فشدني ما رأيت!! شباباً يرتدون ملابس كملابس الفتيات في ألوانها ولمعانها وضيقها...!! ورأيت رؤوساً شعثاء غبراء لم يقربها المشط أياماً، وأخرى ملساء قد تفنن أصحابها بلبس الأطواق والقبعات!! فذرفت مني دمعة أحسستُ بها في قلبي.. وتخيلتك بينهم!!


كلما تذكرت ذلك سألت نفسي: أين الخلل؟ أهو قصورٌ منا نحن الآباء والأمهات؟ أم هو الفراغ والتقليد؟ نعم هو ذلك.. ولكن من السبب في ذلك؟ نحن معاشر الآباء والأمهات اهتممنا بتوفير المأكل والمشرب إلى درجة الدلال فكلُ مطلوبٍ مجابٌ وسهونا عن بناء العقول والقلوب، فأين نحن منهم عندما يخرجون بملابس أشبه ما تكون بملابس الفتيات، وأين نحن منهم عـندمـا

يسهرون إلى الفجر ثم يعودون وينامون عن الصلوات؟ وأين نحن من رفقائهم وجلسائهم؟ حتى عندما نجد منهم رائحة الدخان لا نسأل؟ أم أن الدخان أهون من غيره؟ وأين نحن منهم في البيت ومع التلفاز والمحمول والانترنت... ألم ندرك بعد أننا قدمنا لهم قنابل مدمرة سندفعُ نحن ثمنها قبلهم!! ألن نقف وإياهم ليحاجوننا أمام الله تعالى؟؟

تُرى من أين سنبدأ رحلة العودة إلى الله والقيم والأخلاق؟! بُنىَّ يا حبةَ القلب، لم تعده صغيراً، تعال لنجلس ونتحاور، ونعود معاً.

بُنيَّ، أيُّ متعةٍ تجدها في التدخين، أهو هروب من واقع غير مرغوب، أم هو إثبات ودليل الرجولة... أنت تحرق نفسك وتحرق قلبي معك؟ فهل يرضيك؟

بُنيَّ، أناشدُ فيك غيرتك ورجولتك، أترضى لأمك وأختك أن يعترض طريقهما من لا يحمل ذرةً من الشرفِ والحياء؟

عُد يا بُنيَّ فلم أعهدك هكذا.. عهدتك غضاً باسماً حلو الكلام، حريصاً على الصلوات، تُسابق على تكبيرة الإحرام، فإن فاتتك مرة أعدت المحاولة لتكتب لك براءةٌ من النفاق كما أخبرك مُعلمك، لا أنسى كم كنتُ أسعد برؤيتك عائداً من صلاة الفجر، فتقبل رأسي.. يخيلُ إليَّ حينها أنني أسعدُ أمٍّ بابنها، ولازلت سعيدةً فخورةً بك...

بُنيَّ تمتع بشبابك وقوتك ولكن تذكر عين الله التي ترقُبُك في السر والعلن.

عُد يا بُنيَّ وسلني ما شئتَ ولكني لا أملك لك من الله شيئاً.



اللهم يا سامع الأصوات ويا مجيب الدعوات أستودعك أبنائي وأبناء المسلمين، وأستودعَك أسماعهم، وأبصارهم، وقلوبهم، وقواتهم...

احفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين...

يا أرحم الراحمين.




المحبة لك دائماً

أمك..

مهند.
2-6-2011, 06:38 AM
بإختصار أنت مذهل

كلمات في الصميم تدخل بين ثنايا الفؤاد لتوقظ ضميرا نائما
أو بالأصح تنعش ضميرا شارف على الموت
حفظك المولى ‏
وزاد فخر والدتك بك ‏
نعم الإبن بإذن الله
mp3 ‎

al-king
3-6-2011, 12:56 AM
اشكر لك اخي mp3 على لفتتك الاكثر من رائعة