المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملحمة الكبري فتح القسطنطينية والسلطان محمد الفاتح



اسلامنا نبضنا
3-6-2011, 09:47 PM
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
] يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون[ .
]يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا[ .
]يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما[.

أما بعد :

فإن خير الكلام : كلام الله، وخير الهَدْي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

ثم أما بعد :



مارايت خيرا من تلك البداية وهو حديث النبي صلي الله عليه وسلم



عن أبي قبيل قال كنا عند عبدالله بن عمرو بن العاص وسئل أي

المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية فدعا عبدالله

بصندوق له حلق قال فأخرج منه كتابا قال فقال عبدالله بينما

نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول

الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو

رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح

أولا . يعني قسطنطينية . رواه أحمد 176/2 والدارمي 126/1 وابن أبي شيبة في المصنف 2/153/47 وأبو عمر الداني في السنن الواردة في الفتن 2/116 والحاكم 422/4 و508 و555 وعبدالغني المقدسي في كتاب العلم 1/30/2 وقال حديث حسن الإسناد . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وهو كما قالا . ( رومية روما ) . وقد تحقق الفتح الأول على يد الفاتح العثماني

بعد ثمانماية سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح

وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولا بد . ( من فوائد

الحديث أن فيه دليل على أن الحديث كتب في عهده صلى الله عليه وسلم خلافا لما يظنه بعض الخراصين.


محاولات المسلمين السابقة لفتح المدينة


وقد بدأت المحاولات عديدة لفتح القسطنطينية وذلك فى عصر
في عهد معاوية بن أبي سفيان لغزو القسطنطينية أن بعث بحملتين الأولى
حملة عثمان بن عفان الأولى سنة 49 هـ = 666
حملة عثمان بن عفان الثانية كانت طلائعها في سنة (54-60=673-679م) ، وظلت سبع سنوات وهي تقوم بعمليات حربية ضد أساطيل الروم في مياه القسطنطينية، لكنها لم تتمكن من فتح المدينة الصامدة .
وفى (99 هـ = 719م) أعد الخليفة الأموى "سليمان بن عبد الملك" حملة جديدة سنة اعد لأقتحامها جيشاً قوياً جهزة بخيرة جنده وخبرة فرسانه، وزودهم بأمضى الأسلحة وأشدها فتكا ولكنهم لم يستطيعوا فتح المدينة الواثقة من خلف أسوارها العالية .
الحملة التي تمت في أيام هارون الرشيد سنة 190هـ محاصرة المدينة لأحتلالها في أيام السلطان بايزيد " الصاعقة " سنة 796هـ - 1393م - وأخذ السلطان يفاوض الإمبراطور البيزنطي لتسليم المدينة سلماً إلى المسلمين ، ولكنه أخذ يراوغ

ويماطل ويحاول طلب المساعدات الأوربية لصد الهجوم الاسلامي عن القسطنطينية وفي الوقت نفسه وصلت جيوش

المغول يقودها تيمورلنك إلى داخل الأراضي العثمانية ، فاضطر السلطان بايزيد لسحب قواته وفك الحصار عن القسطنطينية

لمواجهة المغول بنفسه ومعه بقية القوات العثمانية، حيث دارت بين الطرفين معركة أنقرة الشهيرة ، والتي أسر فيها بايزيد

الصاعقة ثم مات بعد ذلك في الأسر سنة 1402م رحمه الله.
وبدأت ألملحمة ألكبري بتولي السلطان محمد الفاتح مقاليد الامور في الدولة العثمانية
http://aljazeeratalk.net/upload/5098/1181756379.jpg
هو السلطان محمد الثاني 431هـ- 1481م ، يعتبر السلطان العثماني السابع في سلسلة آل عثمان يلقب بالفاتح وأبي الخيرات.

تولى حكم الدولة العثمانية بعد وفاة والده في 16 محرم عام 855هـ الموافق

18 فبراير عام 1451م وكان عمره آنذاك 22 سنة ولقد امتاز السلطان محمد

الفاتح بشخصية فذة جمعت بين القوة والعدل كما أنه فاق أقرانه منذ حداثته في

كثير من العلوم التي كان يتلقاها في مدرسة الأمراء وخاصة معرفته لكثير من

لغات عصره وميله الشديد لدراسة كتب التاريخ، مما ساعده فيما بعد على إبراز

شخصيته في الإدارة وميادين القتال حتى أنه اشتهر أخيراً في التاريخ بلقب

محمد الفاتح، لفتحه القسطنطينية. وقد انتهج المنهج الذي سار عليه والده

وأجداده في الفتوحات ولقد برز بعد توليه السلطة في الدولة العثمانية بقيامه

بإعادة تنظيم إدارات الدولة المختلفة، واهتم كثيراً بالأمور المالية فعمل على

تحديد موارد الدولة وطرق الصرف منها بشكل يمنع الإسراف والبذخ أو الترف.

وكذلك ركز على تطوير كتائب الجيش وأعاد تنظيمها ووضع سجلات خاصة

بالجند، وزاد من مرتباتهم وأمدهم بأحدث الأسلحة المتوفرة في ذلك العصر.

وعمل على تطوير إدارة الأقاليم وأقر بعض الولاة السابقين في أقاليمهم وعزل

من ظهر منه تقصيراً أو إهمال وطور البلاط السلطاني وأمدهم بالخبرات

الإدارية والعسكرية الجيدة مما ساهم في استقرار الدولة والتقدم إلى الإمام وبعد

أن قطع أشواطاً مثمرة في الإصلاح الداخلي تطلع إلى المناطق المسيحية في

أوروبا لفتحها ونشر الإسلام فيها، ولقد ساعدته عوامل عدة في تحقيق أهدافه،

منها الضعف الذي وصلت إليه الإمبراطورية البيزنطية بسبب المنازعات مع

الدول الأوروبية الأخرى، وكذلك بسبب الخلافات الداخلية التي عمت جميع

مناطقها ومدنها ولم يكتف السلطان محمد بذلك بل انه عمل بجد من أجل أن

يتوج انتصاراته بفتح القسطنطينية عاصمة الامبراطورية البيزنطية، والمعقل

الاستراتيجي الهام للتحركات الصليبية ضد العالم الإسلامي لفترة طويلة من

الزمن، والتي طالما اعتزت بها الامبراطورية البيزنطية بصورة خاصة والمسيحية بصورة عامة، وجعلها عاصمة للدولة العثمانية وتحقيق ما عجز عن تحقيقه أسلافه من قادة الجيوش الإسلامية .


أنشأ السلطان بايزيد الأول قلعة الأناضول على ضفة البوسفور

الآسيوية على أضيق نقطة من مضيق البوسفور المؤدى إلى

البحر الأسود أمام القسطنطينية أثناء حصاره لها وقام محمد

الفاتح ببناء قلعة على الجانب الأوروبي من البوسفور في

مواجهة الأسوار القسطنطينية حتى تكون قاعدة ينطلق منها

لمهاجمة القسطنطينية فاحضر لها مواد البناء وآلاف العمال،

واشرف بنفسه مع رجال دولته في أعمال البناء حتى يسرع

بإنتهاء البناء وبدأ البناء في الارتفاع و حتى تم بناء القلعة بعد

ثلاثة شهورعلى هيئة مثلث سميك الجدرا ن في كل زاوية منها

برج ضخم مغطى بالرصاص، وأمر السلطان بأن ينصب على

الشاطئ مجانيق ومدافع ضخمة وأن تصوب أفواهها إلى

الشاطئ ، لكي تمنع السفن الرومية والأوروبية من المرور في

بوغاز البوسفور وقد عرفت هذه القلعة باسم "رومللي حصار"

أي قلعة الروم وبإنشاء هذه القلعة القوية تم لمحمد الثانى

السيطرة على مضيق البوسفور تماماً من الشاطئ الأسيوى حيث

توجد قلعة الأناضول ومن الشاطئ الأوربى حيث القلعة التى قام

بأنشائها بأسم قلعة رومللى أى قلعة حصار .

وقد وصل ارتفاع القلعة إلى 82 متراً وأصبحت القلعتان

متقابلتين ولا يفصل بينهما سوى 660م تتحكمان في عبور

السفن من شرقي البسفور إلى غربيه وتستطيع نيران مدافعهما

منع أي سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي

تقع شرقها مثل مملكة طرابزون وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة

وبدأ البيزنطيون يحاولون هدم القلعة والإغارة على عمال

البناء، وتطورت الأحداث في مناوشات، فأعلن السلطان

العثماني الحرب رسميا على الدولة البيزنطية وما كان من

الإمبراطور الرومي إلا أن أغلق أبواب مدينته الحصينة واعتقل

جميع العثمانيين الموجودين داخل المدينة وبعث إلى السلطان

محمد رسالة يخبره أنه سيدافع عن المدينة لآخر قطرة من دمه.

وأخذ الفريقان يتأهب كل منهما للقاء المرتقب في أثناء ذلك بدأ

الإمبراطور قسطنطين في تحصين المدينة وإصلاح أسوارها

المتهدمة وإعداد وسائل الدفاع الممكنة وتجميع المؤن والغلال

وتسربت بعض السفن تحمل المؤن والغذاء ونجح القائد

الجنوبي "جون جستنياني" مع 700 مقاتل محملين بالمؤن

والذخائر في الوصول إلى المدينة المحاصرة لوصول هذه القوة

أثر كبير في رفع معنويات البيزنطيين وقد عين قائدها جستيان

قائداً للقوات المدافعة عن المدينة فاستقبله الإمبراطور

قسطنطين استقبالا حافلاً وعينه قائدًا عامًا لقواته فنظم الجيش

وأحسن توزيعهم ودرب الرهبان الذي يجهلون فن الحرب تمامًا،

وقرر الإمبراطور وضع سلسلة لإغلاق القرن الذهبي أمام السفن

القادمة، تبدأ من طرف المدينة الشمالي وتنتهي عند حي غلطة .

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/e/e3/Edirne_Kusatma_Zonaro.jpg
السطان محمد الفاتح في طريقه لحصار قسطنطينية ويظهر بجواره المدفع "صورة تخيلية"

ولما جاءت الأخبار بإستعداد السلطان محمد الثانى للحرب قام

الأمبراطور البيزنطى بطلب المساعدات من مختلف الدول والمدن الأوروبية وعلى رأسها البابا زعيم المذهب الكاثوليكي في الوقت

الذي كانت فيه كنائس الدولة البيزنطية وعلى رأسها القسطنطينية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية وكان بينهما عداء

شديد وقد أضطر الإمبراطور لمجاملة البابا بأن يتقرب إليه ويظهر له استعداده للعمل على توحيد الكنيسة الأرثوذكسية

الشرقية لتصبح خاضعة له، في الوقت الذي لم يكن الأرثوذكس يرغبون في ذلك وقد قام البابا بناءً على ذلك بإرسال مندوب منه إلى القسطنطينية خطب في كنيسة آيا صوفيا ودعا للبابا وأعلن

توحيد الكنيستين مما أغضب جمهور الأرثوذكس في المدينة، وجعلهم يقومون بحركة مضادة لهذا العمل الإمبراطوري

الكاثوليكي المشترك، حتى قال بعض زعماء الأرثوذكس : "

اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الاسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية ومن أهمها المدافع التي أخذت اهتماماً خاصاً منه

حيث أحضر مهندساً مجرياً يدعى أوربان كان بارعاً في صناعة المدافع فأحسن استقباله ووفر له جميع الإمكانيات المالية


والمادية والبشرية، وقد تمكن هذا المهندس من تصميم وتنفيذ العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها المدفع السلطاني المشهور والذي ذكر أن وزنه كان يصل الى مئات الأطنان وأنه

يحتاج الى مئات الثيران القوية لتحريكه، وقد أشرف السلطان


http://blog.uncovering.org/archives/uploads/2008/08022902_blog.uncovering.org_basilica.jpg
المدفع العظيم

بنفسه على صناعة هذه المدافع وتجريبها

ويضاف الى هذا الاستعداد مابذله الفاتح من عناية خاصة

بالأسطول العثماني حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن

المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية ، تلك المدينة البحرية التي لايكمل حصارها دون

وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة وقد ذكر أن السفن التي أعدت بلغت أكثر أربعمأئة سفينة.


بداية الهجوم العثماني


فى يوم الجمعة الموافق (12 من رمضان 805هـ= 5 من إبريل 1453م) تجمعت قوات جيش السلطان محمد الثانى أمام الأسوار

الغربية للقسطنطينية المتصلة بقارة أوروبا وأمر بوضع مركز قيادته أمام باب القديس "رومانويس" ونصبت المدافع القوية

البعيدة المدى أمام الأسوار ثم اتجه السلطان إلى القبلة وصلى ركعتين وصلى الجيش كله من وراءه وبدأ الحصار ووضع

الفرق الأناضولية وهي أكثر الفرق عددًا عن يمينه إلى ناحية بحر مرمرة، ووضع الفرق الأوروبية عن يساره حتى القرن

الذهبي وهى الفرق القادمة من الولايات الأوربية التى تم عزوها

أو التى لم يتم غزوها وبينهما معاهدة بدفع الجزية وتقديم عدد محدد من الجنود فى حالة دخوله فى الحرب ووضع الحرس

السلطاني الذي يضم نخبة الجنود الانكشارية وعددهم نحو 15 ألفًا في الوسط وهم أصلاً من أولاد الأسرى الأوربيين المسيحيين أسروا أطفالاً وتربوا تربية أسلامية ليقاتلوا ويغزوا
في سبيل الله
وعمل على نصب المدافع أمام الأسوار، ومن أهمها المدفع السلطاني العملاق الذي أقيم أمام باب طب قابي

وفى نفس الوقت أعطيت الأوامر للأسطول العثماني الذي يضم 350 سفينة في مدينة "جاليبولي" قاعدة العثمانيين البحرية

بالتحرك تجاه مدينة القسطنطينية للهجوم عليها براً وبحراً وقد ذكر بعض المؤرخين أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر

من أربعمائة سفينة كما وضع فرقاً للمراقبة في مختلف المواقع

المرتفعة والقريبة من المدينة، وفي نفس الوقت انتشرت السفن

العثمانية في المياه المحيطة بالمدينة إلا أنها لم تستطع الوصول الى القرن الذهبي بسبب وجود السلسلة الضخمة التي منعت أي

سفينة من
http://img442.imageshack.us/img442/6186/314654263d3c69d728co.jpg
سلسلة القرن الذهبي
دخوله بل وتدمر كل سفينة تحاول الدنو والاقتراب وعندما فشلوا في تخطى السلسة

الضخمة والهجوم على الأسوار ارتفعت الروح المعنوية للمدافعين عن مدينة

القسطنطينية واستطاع الاسطول العثماني أن يستولي على جزر الامراء في بحر مرمرة

فعبر بحر مرمرة إلى البوسفور وألقى مراسيه هناك وهكذا طوقت القسطنطينية من البر والبحر بقوات كثيفة تبلغ 265 ألف مقاتل وقد عمل السلطان محمد الثانى على تقوية

الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون مسلم يجاهد في سبيل الله لم يسبق أن طُوقت بمثلها عدة وعتادًا، وبدأ الحصار الفعلي في الجمعة

الموافق (13 من رمضان 805هـ = 6 من إبريل 1453م)، وطلب السلطان من

الإمبراطور "قسطنطين" أن يسلم المدينة إليه وتعهد باحترام سكانها وتأمينهم على
أرواحهم ومعتقداتهم وممتلكاتهم، ولكن الإمبراطور رفض.

وحاول البيزنطيون أن يبذلوا قصارى جهدهم للدفاع عن القسطنطينية ووزعوا الجنود

على الأسوار واحكموا التحصينات وأحكم الجيش العثماني قبضته على المدينة ولم يخلوا الامر من وقوع قتال بين العثمانيين المهاجمين والبيزنطيين المدافعين منذ الايام الأولى

للحصار وفتحت أبواب الشهادة وفاز عدد كبير من العثمانيين بها خصوصاً من الأفراد الموكلين بالاقتراب من الابواب.
وكانت المدفعية العثمانية تطلق مدافعها من مواقع مختلفة نحو المدينة وكان لقذائفها

ولصوتها الرهيب دور كبير في إيقاع الرعب في قلوب البيزنطيين وقد تمكنت من تحطيم

بعض الأسوار حول المدينة، ولكن المدافعين كانوا سرعان مايعيدون بناء الأسوار وترميمها .
ولم تنقطع المساعدات المسيحية من أوروبا ووصلت إمدادات من جنوة مكونة من خمس

سفن وكان يقودها القائد الجنوي جوستنيان يرافقه سبعمائة مقاتل متطوع من دول

أوروبية متعددة واستطاعت سفنهم أن تصل الى العاصمة البيزنطية العتيقة بعد مواجهة بحرية مع السفن العثمانية المحاصرة للمدينة وكان لوصول هذه القوة أثر كبير في رفع

معنويات البيزنطيين وقد عين قائدها جستيان قائداً للقوات المدافعة عن ألمدينة

فى بداية حصار القسطنطينية لجأ العثمانيون الى محاولة دخول المدينة بحفر أنفاق تحت

الأرض من مناطق مختلفة الى داخل المدينة وسمع سكانها ضربات شديدة تحت الأرض أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريح ، فأسرع الامبراطور بنفسه ومعه قواده

ومستشاروه الى ناحية الصوت وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض

للوصول الى داخل المدينة، فقرر المدافعون الإعداد لمواجهتها بحفر أنفاق مماثلة مقابل

أنفاق المهاجمين لمواجهتهم دون أن يعلموا حتى إذا وصل العثمانيون الى الأنفاق التي أعدت لهم ظنوا أنهم وصلوا إلى سراديب خاصة وسرية تؤدي الى داخل المدينة ففرحوا

بهذا، ولكن الفرحة لم تطل إذ فاجأهم الروم فصبوا عليهم ألسنة النيران والنفط المحترق

والمواد الملتهبة فأختنق كثير منهم واحترق قسم آخر وعاد الناجون منهم أدراجهم من
حيث أتوا وكان فرع من فروع الجيش العثمانى هو المتولى أمر حفر الأنفاق ولم يكن

عمل العثمايين هذا سهلاً فان هذه الإنفاق التي حفروها قد أودت بحياة كثير منهم، فماتوا

اختناقاً واحتراقاً في باطن الأرض، كما وقع الكثير منهم في بعض هذه المحاولات في أسر الروم، فقطعت رؤوسهم وقذف بها إلى معسكر العثمانيين

وكانت القسطنطينية تتلقى بعض الإمدادات الخارجية من بلاد المورة وصقلية حيث

السفن التجارية تتواصل بين المينائين وكان الأسطول العثماني مرابطا في مياه

البوسفور الجنوبية منذ (22 من رمضان 805هـ = 15 من إبريل 1453م) وأصبحت

المدينة فى عزله تامة بواسطة حصار العثمانيين ، ووقفت قطع الأسطول العثمانى على

هيئة هلال لتحول دون وصول أي مدد ولم يكد يمضي 5 أيام على الحصار البحري حتى ظهرت 5 سفن غربية أربع منها بعث بها البابا في روما لمساعدة المدينة المحاصرة

وحاول الأسطول العثماني أن يهاجمها ويدمرها قبل أن تصل إلى ميناء القسطنطينية

واشتبك معها في معركة هائلة، لكن السفن الخمس تصدت ببراعة للسفن العثمانية

وأمطرتها بوابل من السهام والقذائف النارية فضلا عن براعة رجالها وخبرتهم التي

تفوق العثمانيين في قتال البحر الأمر الذي مكنها من أن تشق طريقها وسط السفن

العثمانية التي حاولت إغراقها لكن دون جدوى ونجحت في اجتياز السلسلة إلى الداخل.

كان لنجاح السفن في المرور أثره في نفوس أهالي المدينة المحاصرة فانتعشت آمالهم وغمرتهم موجة من الفرح بما أحرزوه من نصر، وقويت عزائمهم على الثبات والصمود
عزل قائد الأسطول العثماني

بعد هذه المعركة بيومين وقعت معركة اخرى بين البحرية

العثمانية وبعض السفن الأوروبية التي حاولت الوصول الى

الخليج حيث بذلت السفن الإسلامية جهوداً كبيرة لمنعها وأشرف

الفاتح بنفسه على المعركة من على الساحل وكان قد أرسل إلى

قائد الأسطول وقال له: إما أن تستولي على هذه السفن وإما أن

تغرقها وإذا لم توفق في ذلك فلا ترجع إلينا حياً لكن السفن

الأوروبية نجحت في الوصول إلى هدفها ولم تتمكن السفن

العثمانية من منعها، رغم الجهود العظيمة المبذولة لذلك

وبالتالي غضب السلطان محمد الفاتح غضباً شديداً فعزل قائد الاسطول بعد ما رجع إلى مقر قيادته واستدعاه وعنف محمد

الفاتح قائد الاسطول بالطه أوغلي وعنفه واتهمه بالجبن وتأثر

بالطة أوغلي لهذا وقال : إني استقبل الموت بجنان ثابت ولكن يؤلمني أن أموت وأنا متهم بمثل هذه التهمة. لقد قاتلت انا

ورجالي بكل ماكان في وسعنا من حيلة وقوة، ورفع طرف

عمامته عن عينه المصابةأدرك محمد الفاتح عند ذلك أن الرجل

قد جرح ولم يكن بإستطاعته فعل أكثر من ذلك فتركه ينصرف واكتفى بعزله من منصبه، وجعل مكانه حمزة باشا .

وفي يوم 18 أبريل تمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند وادي ليكوس في الجزء الغربي من

الأسوار فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين

اقتحام المدينة من الثغرة كما حاولوا اقتحام الأسوار الأخرى

بالسلالم التي ألقوها عليها ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة جستنيان استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال

بين الطرفين وكانت الثغرة ضيفة وكثرة السهام والنبال والمقذوفات على الجنود المسلمين ومع ضيق المكان وشدة

مقاومة الأعداء وحلول الظلام أصدر الفاتح أوامره للمهاجمين بالانسحاب بعد أن أثاروا الرعب في قلوب أعدائهم متحينين

فرصة اخرى للهجوم أما من ناحية المعارك البحرية ففي نفس

اليوم حاولت بعض السفن العثمانية اقتحام القرن الذهبي بتحطيم

السلسلة الحاجزة عنه ولكن السفن البيزنطية والأوروبية

المشتركة إضافة الى الفرق الدفاعية المتمركزة خلف السلسلة

الضخمة من المدافعين عن مدخل الخليج استطاعوا جميعاً صد

السفن الاسلامية وتدمير بعضها، فاضطرت بقية السفن الى العودة بعد خساره فادحة

القلاع العثمانية الخشبية
لجأ العثمانيون إلى صناعة قلعة خشبية ضخمة شامخة متحركة

تتكون من ثلاثة أدوار ، وبارتفاع أعلى من الأسوار وقد كسيت

بالدروع والجلود المبللة بالماء لتمنع عنها النيران وكان تلك القلعة مدججة بالرجال والعتاد في كل دور من أدوارها وكان

الذين في الدور العلوي من أمهر الرماة يقذفون بالنبال كل من يطل برأسه من فوق الأسوار واقتربوا بها من الأسوار عند باب

رومانوس فاتجه الإمبراطور بنفسه ومعه قواده ليتابع صد تلك القلعة ودفعها عن الأسوار وتمكن العثمانيون من لصقها

بالأسوار ودار بين من فيها وبين البيزنطيين عند الأسوار قتل

شديد واستطاع بعض المسلمين ممن في القلعة تسلق الأسوار

ونجحوا في ذلك ، إلا أن المدافعين كثفوا من قذف القلعة بالنيران حتى أثرت فيها وتمكنت منها النيران فاحترقت ووقعت

على الأبراج البيزنطية المجاورة لها فقتلت من فيها من المدافعين، وامتلاء الخندق المجاور لها بالحجارة والتراب ولم

ييأس العثمانيون من المحاولة بل قال الفاتح وكان يشرف بنفسه على ماوقع: غداً نصنع أربعاً أخرى
http://img256.imageshack.us/img256/9396/constantinople.jpg

إجتماع الأمبراطور مع مستشاريه وقواده
زاد الحصار وقوي واشتد حتى أرهق من بداخل المدينة من البيزنطيين فعقد زعماء المدينة اجتماعاً 24 مايو داخل قصر الإمبراطور وبحضوره شخصياً وقد لاح في الأفق بوادر يأس المجتمعين من إنقاذ المدينة حيث اقترح بعضهم على الإمبراطور الخروج بنفسه قبل سقوط المدينة لكي يحاول جمع المساعدات والنجدات لإنقاذها أو استعادتها بعد السقوط، ولكن الإمبراطور رفض ذلك مرة أخرى وأصر على البقاء داخل المدينة والاستمرار في قيادة شعبه وخرج لتفقد الأسوار والتحصينات.
محاولة محمد الفاتح لأقناع الأمبراطور بتسليم المدينة
وكانت المدفعية العثمانية لا تهدأ فى رمى القذائف لدك الأسوار والتحصينات وتهدمت أجزاء كثيرة من السور والأبراج وامتلئت الخنادق بالأنقاض التي يئس المدافعون من إزالتها وأصبحت إمكانية اقتحام المدينة واردة في أي لحظة إلا أن اختيار موقع الاقتحام لم يحدد بعد
وحاول محمد الثانى أن يكون دخولها بسلام فكتب إلى الإمبراطور رسالة دعاه فيه الى تسليم المدينة دون إراقة دماء وعرض عليه تأمين خروجه وعائلته وأعوانه وكل من يرغب من سكان المدينة الى حيث يشاؤون بأمان وأن تحقن دماء الناس في المدينة ولا يتعرضوا لأي أذى ويكونوا بالخيار في البقاء في المدينة أو الرحيل عنها ولما وصلت الرسالة إلى الإمبراطور جمع المستشارين وعرض عليهم الأمر فمال بعضهم الى التسليم وأصر آخرون على استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت فمال الامبراطور الى رأي القائلين بالقتال حتى آخر لحظة فرد الامبراطور رسول الفاتح برسالة قال فيها: إنه يشكر الله إذ جنح السلطان إلى السلم وأنه يرضى أن يدفع له الجزية أما القسطنطينية فإنه أقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس في حياته فإما أن يحفظ عرشه او يدفن تحت أسوارها فلما وصلت الرسالة إلى الفاتح قال: حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش او يكون لي فيها قبر.
إنفجار المدفع السلطانى
وبعد رفض الإمبراطور تسليم المدينة الهجوم وخصوصاً القصف

المدفعي على المدينة حتى أن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام، وقتل المشتغلين له وعلى رأسهم المهندس

المجري أوربان الذي تولى الإشراف على تصميم المدفع، ومع ذلك فقد وجه السلطان بإجراء عمليات التبريد للمدافع بزيت

الزيتون وقد نجح الفنيون في ذلك ، وواصلت المدافع قصفها

للمدينة مرة أخرى، بل تمكنت من توجيه القذائف بحيث تسقط وسط المدينة بالإضافة الى ضربها للأسوار والقلاع .
إجتماع السلطان محمد الثانىمع مستشاريه وقوادة :


عقد السلطان محمد الفاتح اجتماعاً ضم مستشاريه وكبار قواده بالإضافة إلى الشيوخ والعلماء وقد طلب الفاتح من المجتمعين

الإدلاء بآرائهم فكانت الاراء منقسمة أشار بعضهم بالانسحاب ومنهم الوزير خليل باشا الذي دعا الى الانسحاب وعدم إراقة

الدماء والتحذير من غضب أوروبا النصرانية فيما لو استولى المسلمون على المدينة، إلى غير ذلك من المبررات التي طرحها،

وكان متهماً بمواطئة البيزنطيين ومحاولة التخذيل عنهم وكان

رأى البعض مواصلة الهجوم على المدينة حتى الفتح واستهان بأوروبا وقواتها كما أشار الى تحمس الجند لإتمام الفتح وما في

التراجع من تحطيم لمعنوياتهم الجهادية وكان من هؤلاء أحد القواد الشجعان ويدعى زوغنوش باشا وهو من أصل ألباني كان

نصرانياً فأسلم حيث هون من شأن القوات الأوروبية على السلطان
راى زوغنوش التركى
وذكرت كتب التاريخ العثمانى وبعض المؤرخين المسلمين موقف

زوغنوش باشا فقالت: ما أن سأله السلطان الفاتح عن رأيه

حتى استوفز في قعدته وصاح في لغة تركية تشوبها لكنة ارناؤوطية: حاشا وكلا أيها السلطان أنا لا أقبل أبداً ماقاله خليل

باشا فما أتينا هنا إلا لنموت لا لنرجع. وأحدث هذا الاستهلال وقعاً عميقاً في نفوس الحاضرين، وخيم السكون على المجلس

لحظة ثم واصل زوغنوش باشا كلامه فقال: إن خليل باشا أراد

بما قاله أن يخمد فيكم نار الحمية ويقتل الشجاعة ولكنه لن يبوء إلا بالخيبة والخسران. ان جيش الاسكندر الكبير الذي قام

من اليونان وزحف الى الهند وقهر نصف آسيا الكبيرة الواسعة لم يكن اكبر من جيشنا فإن كان ذلك الجيش استطاع ان يستولي

على تلك الأراضي العظيمة الواسعة أفلا يستطيع جيشنا أن يتخطى هذه الكومة من الأحجار المتراكمة وقد أعلن خليل باشا

أن دول الغرب ستزحف إلينا وتنتقم ولكن مالدول الغربية هذه وهل هي الدول اللاتينية التي شغلها مابينها من خصام وتنافس،

هل هي دول البحر المتوسط التي لاتقدر على شيء غير القرصنة واللصوصية ولو أن تلك الدول أرادت نصرة بيزنطة

لفعلت وأرسلت إليها الجند والسفن ولنفرض أن أهل الغرب بعد

فتحنا القسطنطينية هبوا الى الحرب وقاتلونا فهل سنقف منهم

مكتوفي الأيدي بغير حراك، أو ليس لنا جيش يدافع عن كرامتنا وشرفنا
يا صاحب السلطنة ، أما وقد سالتني رأيي فلأعلنها كلمة

صريحة يجب أن تكون قلوبنا كالصخر ويجب ان نواصل الحرب دون أن يظهر علينا اقل ضعف أو خور، لقد بدأنا أمراً فواجب

علينا أن نتمه ويجب أن نزيد هجماتنا قوة وشدة ونفتح ثغرات

جديدة وننقض على العدو بشجاعة. لا أعرف شيئاً غير هذا ولا
استطيع ان أقول شيئاً غير هذا ....

والتفت محمد الثانى الى القائد طرخان يسأله رأيه فأجاب على الفور : ان زوغنوش باشا قد اصاب فيما قال وانا على رأيه

ياسلطاني. ثم سأل الشيخ آق شمس الدين والمولى الكوراني عن رأيهما. وكان الفاتح يثق بهما كل الثقة فأجابا أنهما على

رأي زوغنوش باشا وقالا: يجب الاستمرار في الحرب وبالغاية الصمدانية سيكون لنا النصر والظفر .

وسرت الحمية والحماس في جميع الحاضرين وابتهج السلطان الفاتح واستبشر بدعاء الشيخين بالنصر والظفر ولم يملك نفسه

من القول : من كان من اجدادي في مثل قوتي.
لقد أيد العلماء الرأي القائل بمواصلة الجهاد كما فرح السلطان

حيث كان يعبر عن رأيه ورغبته في مواصلة الهجوم حتى الفتح

وانتهى الاجتماع بتعليمات من السلطان أن الهجوم العام والتعليمات باقتحام المدينة باتت وشيكة وسيأمر بها فور ظهور

الفرصة المناسبة وأن على الجنود الاستعداد لذلك.
عبقرية حربية فذة:

لاحت للسلطان فكرة بارعة وهي نقل السفن من مرساها في بشكطاش الى القرن الذهبي وذلك بجرها على الطريق البري

الواقع بين الميناءين مبتعداً عن حي غلطة خوفاً على سفنه من

الجنوبيين وقد كانت المسافة بين الميناء نحو ثلاثة أميال، ولم تكن أرضاً مبسوطة سهلة ولكنها كانت وهاداً وتلالاً غير ممهدة.

جمع محمد الفاتح أركان حربه وعرض عليهم فكرته، وحدد لهم

مكان معركته القادمة، فتلقى منهم كل تشجيع، واعربوا عن اعجابهم بها.
بدأ تنفيذ الخطة وأمر السلطان محمد الثاني فمهدت الأرض وسويت في ساعات قليلة وأتى بألواح من الخشب دهنت بالزيت

والشحم ثم وضعت على الطريق الممهد بطريقة يسهل بها انزلاج السفن وجرها، وكان أصعب جزء من المشروع هو نقل

السفن على انحدار التلال المرتفعة الا أنه بصفة عامة كانت السفن العثمانية صغيرة الحجم خفيفة الوزن
وجرت السفن من البسفور الي ألبر حيث سحبت على تلك

الأخشاب المدهونة بالزيت مسافة ثلاثة أميال حتى وصلت الى نقطة آمنة فأنزلت في القرن الذهبي وتمكن العثمانيون في تلك

الليلة من سحب أكثر من سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من العدو بطريقة لم يسبق إليها السلطان

الفاتح قبل ذلك وقد كان يشرف بنفسه على العملية التي جرت في الليل بعيداً عن أنظار العدو ومراقبته
http://i47.servimg.com/u/f47/11/77/18/88/1684hh10.jpg

كان هذا العمل عظيماً بالنسبة للعصر الذي حدث فيه بل معجزة من المعجزات تجلى فيه سرعة التفكير وسرعة التنفيذ، مما يدل على عقلية العثمانيين الممتازة ومهارتهم الفائقة وهمتهم العظيمة.
لقد دهش الروم دهشة كبرى عندما علموا بها، فما كان أحد ليستطيع تصديق ماتم. لكن الواقع المشاهد جعلهم يذعنون لهذه الخطة الباهرة.
ولقد كان منظر هذه السفن بأشرعتها المرفوعة تسير وسط الحقول كما لو كانت تمخر عباب البحر من أعجب المناظر

وأكثرها اثارة ودهشة. ويرجع الفضل في ذلك الى الله سبحانه وتعالى ثم الى همة السلطان وذكاءه المفرط وعقليته الجبارة والى مقدرة المهندسين العثمانيين وتوفر الايدي العاملة التي

قامت بتنفيذ ذلك المشروع الضخم بحماس ونشاط.
وقد حاول الامبراطور البيزنطي تنظيم أكثر من عملية لتدمير الأسطول العثماني في القرن الذهبي إلا أن محاولته المستميته كان العثمانيون لها بالمرصاد حيث أفشلوا كل الخطط والمحاولات.
واستمر العثمانيون في دك نقاط دفاع المدينة وأسوارها بالمدافع، وحاولوا تسلَّق أسوارها، وفي الوقت نفسه انشغل المدافعون عن المدينة في بناء وترميم مايتهدم من أسوار

مدينتهم ورد المحاولات المكثفة لتسلق الأسوار مع استمرار الحصار عليهم مما زاد في مشقتهم وتعبهم وإرهاقهم وشغل ليلهم مع نهارهم وأصابهم ألياس
كما وضع العثمانيون مدافع خاصة على الهضاب المجاورة

للبسفور والقرن الذهبي، مهمتها تدمير السفن البيزنطية والمتعاونة معها في القرن الذهبي والبسفور والمياه المجاورة مما عرقل حركة سفن الأعداء وأصابها بالشلل تماماً
سقوط المدينة
وكان السلطان العثماني يفاجئ خصمه في كل مرة بخطة جديدة استمر الحصار بطيئا مرهقا والعثمانيون مستمرون في ضرب

الأسوار دون هوادة وأهل المدينة المحاصرة يعانون نقص المؤن ويتوقعون سقوط مدينتهم بين يوم وآخر، خاصة وأن العثمانيين لا يفتئون في تكرار محاولاتهم وسكان المدينة يدافعون عنها بإستماته .
الهجوم الأخير
وفي فجر يوم عند الساعة الواحدة صباحا الثلاثاء 20 من جمادى الأولى 857هـ= 29 من مايو 1453م كان يوم الهجوم

الأخير الكاسح فأمر السلطان العثماني بتجميع قواته وحشد زهاء 100 ألف مقاتل أمام الباب الذهبي وحشد في الميسرة 50 ألفًا ، ورابط السلطان في القلب مع الجند الإنكشارية واحتشدت في


الميناء 70 سفينة لبدأ الهجوم برًا وبحرًا وقام البيزنطيون في دق نواقيس الكنائس والتجأ إليها كثير منهم للأحتماء وكان ال
هجوم النهائي متزامنا بريا وبحريا في وقت واحد حسب الخطة ، وكان الهجوم موزعا على كثير من المناطق ، ولكنه مركز بالدرجة الأولى في منطقة وادي ليكوسبقيادة السلطان محمد

الفاتح نفسه ، وكانت الكتائب الأولى من العثمانيين تمطر الأسوار والنصارى بوابل من القذائف والسهام محاولين شل حركة المدافعين ومع استبسال البيزنطيين وشجاعة العثمانيين

كان الضحايا من الطرفين يسقطون بأعداد كبيرة
واشتد لهيب المعركة وقذائف المدافع يشق دويها عنان السماء ويثير الفزع في النفوس والأربعين ألف مقاتل داخل القسطنطينية يبذلون كل ما يملكون دفاعا عن المدينة وما هي

إلا ساعة حتى امتلأ الخندق الكبير الذي يقع أمام السور الخارجي بآلاف القتلى.بعد أن انهكت الفرقة الاولى الهجومية كان السلطان قد أعد فرقة أخرى فسحب الأولى ووجه الفرقة

الثانية وكان المدافعون قد أصابهم الإعياء وتمكنت الفرقة الجديدة من الوصول إلى الأسوار وأقاموا عليها مئات السلالم في محاولة جادة للإقتحام ولكن المدافعين عن المدينة استطاعوا قلب السلالم واستمرت تلك المحاولات المستمية من المهاجمين

والبيزنطيون يبذلون قصارى جهودهم للتصدي لمحاولات التسلق وبعد ساعتين من تلك المحاولات أصدر الفاتح أوامره للجنود لأخذ قسط من الراحة بعد أن أرهقوا المدافعين في تلك

المنطقة وفي الوقت نفسه أصدر أمرا إلى قسم ثالث من المهاجمين بالهجوم على الأسوار من نفس المنطقة وفوجئ المدافعون بتلك الموجة الجديدة بعد أن ظنوا ان الأمر قد هدأ وكانوا قد أرهقوا في الوقت الذي كان المهاجمون دماء جديدة

معدة ومستريحة وفي رغبة شديدة لأخذ نصيبهم من القتال
وفي أثناء هذا الهجوم جرح "جستنيان" في ذراعه وفخذه وسالت دماؤه بغزارة فانسحب للعلاج رغم توسلات الإمبراطور له بالبقاء لشجاعته ومهارته الفائقة في الدفاع عن المدينةو

كان القتال شديداً في المنطقة البحرية مما شتت قوات المدافعين وأشغلهم في أكثر من جبهة في وقت واحد ومع بزوغ نور الصباح أصبح المهاجمون يستطيعون أن يحددوا مواقع العدو بدقة أكثر وشرعوا في مضاعفة جهودهم في الهجوم ثم أصدر

السلطان محمد الأوامر إلى جنوده بالإنسحاب لكي يتيحوا الفرصة للمدافع لتقوم بعملها مرة أخرى حيث أمطرت الأسوار والمدافعين عنها بوابل من القذائف ، واتعبتهم بعد سهرهم طوال

الليل وبعد أن هدأت المدفعية جاء قسم جديد من الجنود الإنكشارية الذين كانوا أولاد المسيحيين وسبوهم المسلمين يقودهم السلطان نفسه تغطيهم نبال وسهام المهاجمين التي لا تنفك عن محاولة منع المدافعين عنها وأظهر جنود الإنكشارية

شجاعة فائقة وبسالة نادرة في الهجوم واستطاع ثلاثون منهم تسلق السور أمام دهشة الأعداء ورغم استشهاد مجموعة منهم بمن فيهم قائدهم فقد تمكنوا من تمهيد الطريق لدخول المدينة عند طوب قابي ورفعوا الأعلام العثمانية
موت االقائد جستينيان
فقد استطاع العثمانيون أن يتدفقوا نحو المدينة ونجح الأسطول العثماني في رفع السلاسل الحديدية التي وُضعت في مدخل الخليج وتدفق العثمانيون إلى المدينة التي سادها الذعر، وفر المدافعون عنها من كل ناحية وقد واصل العثمانيون هجومهم

في ناحية اخرى من المدينة حتى تمكنوا من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج والقضاء على المدافعين في باب أدرنة ورفعت الاعلام العثمانية عليها وتدفق الجنود العثمانيون

نحو المدينة من تلك المنطقة، ولما رأى قسطنطين الأعلام العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة أيقن بعدم جدوى الدفاع وخلع ملابسه حتى لايعرف ونزل عن حصانه وقاتل حتى قتل في ساحة المعركة
وما هي إلا ثلاث ساعات من بدء الهجوم حتى كانت المدينة العتيدة تحت أقدام
المسلمين.
وكان لانتشار خبر موته دور كبير في زيادة حماس المجاهدين العثمانيين وسقوط عزائم النصارى المدافعين وتمكنت الجيوش العثمانية من دخول المدينة من مناطق مختلفة وفر المدافعون بعد انتهاء قيادتهم وهكذا تمكن المسلمون من الاستيلاء على المدينة
كانت هناك بعض الجيوب الدفاعية داخل المدينة التي تسببت في قتل عدد من المعتدين المسلمين وقد هرب أغلب أهل المدينة الى الكنائس ولم يأت ظهيرة ذلك اليوم الثلاثاء 20 جمادي الأولى 857هـ الموافق 29 من مايو 1453م

وتمكنت الجيوش العثمانية من دخول المدينة وكان الفاتح رحمه الله مع جنده في تلك اللحظات يشاركهم فرحة النصر ولذة الفوز بالغلبة على الأعداء من فوق صهوة جواده وكان قواده يهنئونه وهو يقول : الحمدلله ليرحم الله الشهداء ويمنح المجاهدين الشرف والمجد ولشعبي الفخر
http://i47.servimg.com/u/f47/11/77/18/88/472px-10.jpg

كانت هناك بعض الجيوب الدفاعية داخل المدينة التي تسببت في استشهاد عدد من المجاهدين وقد هرب أغلب أهل المدينة الى

الكنائس ولم يأت ظهيرة ذلك اليوم الثلاثاء 20 جمادي الأولى 857هـ الموافق 29 من مايو 1453م إلا والسلطان الفاتح في وسط المدينة يحف به جنده وقواده وهم يرددون : ماشاء الله ،

فالتفت إليهم وقال : لقد أصبحتم فاتحي القسطنطينية الذي أخبر عنهم رسول الله r وهنأهم بالنصر ونهاهم عن القتل، وأمرهم بالرفق بالناس والإحسان إليهم ثم ترجل عن فرسه وسجد لله على الأرض شكراً وحمداً وتواضعاً لله تعالى
معاملة محمد الفاتح للنصارى المغلوبين:


توجه محمد الفاتح الى كنيسة آيا صوفيا وقد اجتمع فيها خلق كبير من الناس ومعهم القسس والرهبان الذين كانوا يتلون

عليهم صلواتهم وأدعيتهم، وعندما اقترب من أبوابها خاف النصارى داخلها خوفاً عظيماً وقام أحد الرهبان بفتح الأبواب له فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة الى بيوتهم بأمان فأطمأن الناس وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب

الكنيسة فلما رأوا تسامح الفاتح وعفوه خرجوا وأعلنوا إسلامهم، وقد أمر الفاتح بعد ذلك بتحويل الكنيسة الى مسجد وأن يعد لهذا الأمر حتى تقام بها أول جمعة قادمة، وقد أخذ

العمال يعدون لهذا الأمر فأزالوا الصلبان والتماثيل وطمسوا الصور بطبقة من الجير وعملوا منبراً للخطيب وقد يجوز تحويل الكنيسة الى المسجد لأن البلد فتحت عنوة والعنوة لها حكمها في الشريعة الاسلامية.
وقد اعطى السلطان للنصارى حرية إقامة الشعائر الدينية

واختيار رؤسائهم الدينين الذين لهم حق الحكم في القضايا المدنية كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى ولكنه في الوقت نفسه فرض الجزية على الجميع
إن الحقيقة التاريخية الناصعة تقول أن السلطان محمد الفاتح

عامل أهل القسطنطينية معاملة رحيمة وأمر جنوده بحسن معاملة الأسرى والرفق بهم، وافتدى عدداً كبيراً من الأسرى من ماله الخاص وخاصة أمراء اليونان، ورجال الدين واجتمع مع

الاساقفة وهدأ من روعهم وطمأنهم الى المحافظة على عقائدهم وشرائعهم وبيوت عبادتهم، وأمرهم بتنصيب بطريرك جديد فانتخبوا أجناديوس برطيركا، وتوجه هذا بعد انتخابه في موكب

حافل من الاساقفة الى مقر السلطان، فاستقبله السلطان محمد الفاتح بحفاوة بالغة وأكرمه أيما تكريم، وتناول معه الطعام وتحدث معه في موضوعات شتى، دينية وسياسية واجتماعية

وخرج البطريرك من لقاء السلطان، وقد تغيرت فكرته تماماً على السلاطين العثمانيين وعن الأتراك بل والمسلمين عامة، وشعر انه أمام سلطان مثقف صاحب رسالة وعقيدة دينية راسخة

وانسانية رفيعة ورجولة مكتملة ، ولم يكن الروم أنفسهم أقل تأثراً ودهشة من بطريقهم، فقد كانوا يتصورون أن القتل العام لابد لاحقهم، فلم تمض أيام قليلة حتى كان الناس يستأنفون

حياتهم المدنية العادية في اطمئنان وسلام
إن ملل النصارى تحت الحكم العثماني تحصلت على كافة حقوقها الدينية وأصبح لكل ملة رئيس ديني لا يخاطب غير

حكومة السلطان ذاتها مباشرة ولكل ملة من هذه الملل مدارسها الخاصة وأماكن للعبادة والأديرة، كما أنه كان لايتدخل أحد في ماليتها وكانت تطلق لهم الحرية في تكلم اللغة التي يريدونها

إن السلطان محمد الفاتح لم يظهر ما أظهره من التسامح مع نصارى القسطنطينية إلا بدافع إلتزامه الصادق بالإسلام العظيم، وتأسياً بالنبي الكريم r ثم بخلفائه الراشدين من بعده، الذين أمتلأت صحائف تاريخهم بمواقف التسامح الكريم
الفاتح المعنوي للقسطنطينية الشيخ آق شمس الدين
هو محمد بن حمزة الدمشقي الرومي ارتحل مع والده الى الروم، وطلب فنون العلوم وتبحر فيها وأصبح علم من أعلام الحضارة
الاسلامية في عهدها العثماني.

وهو معلم الفاتح ومربيه يتصل نسبه بالخليفة الراشد أبي بكر الصديق كان مولوده في دمشق عم 792هـ 1389م حفظ القرآن

الكريم وهو في السابعة من عمره، ودرس في أماسيا ثم في حلب ثم في انقرة وتوفي عام 1459هـ.
درّس الشيخ آق شمس الدين الأمير محمد الفاتح العلوم


الاساسية في ذلك الزمن وهي القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه والعلوم الاسلامية واللغات العربية ، والفارسية والتركية وكذلك في مجال العلوم العلمية من الرياضيات والفلك والتاريخ

والحرب وكان الشيخ آق ضمن العلماء الذين أشرفوا على السلطان محمد عندما تولى إمارة مغنيسا ليتدرب على ادارة الولاية وأصول الحكم .
كان السلطان محمد الفاتح يحب شيخه شمس الدين حباً عظيماً، وكانت له مكانة كبيرة في نفسه وقد بين السلطان لمن حوله -

بعد الفتح- : إنكم ترونني فرحاً . فرحي ليس فقط لفتح هذه القلعة إن فرحي يتمثل في وجود شيخ عزيز الجانب، في عهدي هو مؤدبي الشيخ آق شمس الدين.
أثر فتح القسطنطينية على العالم الأوروبي والإسلامي
كانت القسطنطينية قبل فتحها عقبة كبيرة في وجه انتشار الاسلام في اوروبا ولذلك فإن سقوطها يعني فتح الاسلام لدخول

أوروبا بقوة وسلام لمعتنقيه أكثر من ذي قبل ويعتبر فتح القسطنطينية من أهم أحداث التاريخ العالمي وخصوصاً تاريخ

أوروبا وعلاقتها بالإسلام حتى عده المؤرخون الأوروبيون ومن تابعهم نهاية العصور الوسطي وبداية العصور الحديثة
لقد تأثر الغرب النصراني بنبأ هذا الفتح وانتاب النصارى شعور

بالفزع والالم والخزي وتجسم لهم خطر جيوش الاسلام القادمة من استنبول وبذل الشعراء والادباء ما في وسعهم لتأجيج نار الحقد وبراكين الغضب في نفوس النصارى ضد المسلمين ،

وعقد الامراء والملوك اجتماعات طويلة ومستمرة وتنادى النصارى الى نبذ الخلافات والحزازات وكان البابا نيقولا

الخامس أشد الناس تأثراً بنبأ سقوط القسطنطينية وعمل جهده وصرف وقته في توحيد الدول الايطالية وتشجيعها على قتال

المسلمين، وترأس مؤتمراً عقد في روما أعلنت فيه الدول المشتركة عن عزمها على التعاون فيما بينها وتوجيه جميع جهودها وقوتها ضد العدو المشترك. وأوشك هذا الحلف أن يتم

إلا أن الموت عاجل البابا بسبب الصدمة العنيفة الناشئة عن سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين والتي تسببت في همه وحزنه فمات كمداً
وتحمس الأمير فيليب الطيب دوق بورجونديا والتهب حماساً

وحمية واستنفر ملوك النصارى الى قتال المسلمين وحذ حذوه البارونات والفرسان والمتحمسون والمتعصبون للنصرانية وتحولت فكرة قتال المسلمين الى عقيدة مقدسة تدفعهم لغزو

بلادهم وتزعمت البابوية في روما حروب النصارى ضد المسلمين وكان السلطان محمد الفاتح بالمرصاد لكل تحركات النصارى وخطط ونفذ مارآه مناسباً لتقوية دولته وتدمير أعدائه

واضطر النصارى الذين كانوا يجاورون السلطان محمد أو يتاخمون حدوده ففي آماسيا وبلاد المورة ، طرابيزون وغيرهم أن يكتموا شعورهم الحقيقي فتظاهروا بالفرح وبعثوا وفودهم الى السلطان في أدرنة لتهنئته
من رسالة الفاتح الى سلطان مصر:
واليك مقتطفات من رسالة الفاتح الى أخيه سلطان مصر

الأشرف اينال وهي من إنشاء الشيخ أحمد الكوراني: ..إن من أحسن سنن أسلافنا رحمهم الله تعالى أنهم مجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومة لائم ونحن على تلك السنة قائمون وعلى

تيك الأمنية دائمون ممتثلين بقوله تعالى : {قاتلوا الذين
لايؤمنون بالله} ومستمسكين بقوله عليه السلام: من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار فهممنا في هذا العام عممه الله بالبركة والإنعام معتصمين بحبل الله ذي الجلال

والاكرام ومتمسكين بفضل الملك العلام الى أداء فرض الغزاء في الاسلام مؤتمرين بأمره تعالى:{قاتلوا الذين يلونكم من الكفار...} وجهزنا عساكر الغزاة والمجاهدين من البر والبحر لفتح مدينة ملئت فجوراً وكفراً التي بقيت وسط الممالك الاسلامية تباهي بكفرها فخراً .
فكأنها حصف على الخد الأغر
وكأنها كلف على وجه القمر
......... هذه المدينة الواقع جانب منها في البحر وجانب منها في البر، فأعددنا لها كما أمرنا الله بقوله : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة .. } كل أهبة يعتد بها وجميع أسلحة يعتمد عليها من البرق والرعد والمنجنيق والنقب والحجور وغيرها من جانب البر والفلك المشحون والجوار المنشآت في البحر كالأعلام من جانب البحر ونزلنا عليها في السادس والعشرين من ربيع الأول من شهور سنة سبع وخمسين وثمانمائة
فقلت للنفس جدي الآن فاجتهدي
وساعديني فهذا ما تمنيت
فكلما دعوا إلى الحق أصروا واستكبروا وكانوا من الكافرين فأحطنا بها محاصرة وحاربناهم وحاربونا وقاتلناهم وقاتلونا وجرى بيننا وبينهم القتال أربعة وخمسين يوماً وليلة

إذا جاء نصر الله والفتح هين
على المرء معسور الأمور وصعبها
فمتى طلع الصبح الصادق من يوم الثلاثاء يوم العشرين من

جمادي الأولى هجمنا مثل النجوم رجوماً لجنود الشياطين سخرها الحكم الصديقي ببركة العدل الفاروقي بالضرب الحيدري لآل عثمان قد من الله بالفتح قبل أن ظهرت الشمس من مشرقها { سيهزم الجمع ويولون الدبر، بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } وأول من قتل وقطع رأسه تكفورهم اللعين الكنود

فأهلكوا كقوم عاد وثمود فحفظهم ملائكة العذاب فأوردهم النار وبئس المآب فقتل من قتل وأسر من به بقى وأغاروا على

خزاينهم وأخرجوا كنوزهم ودفافينهم موفوراً فأتى عليهم حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً وقطع دابر القوم الذين ظلموا

والحمد لله رب العالمين فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله فلما ظهرنا على هؤلاء الأرجاس الأنجاس الحلوس طهرنا القوس من

القسوس وأخرجنا منه الصليب والناقوس وصيرنا معابد عبدة الأصنام مساجد أهل الإسلام وتشرفت تلك الخطة بشرف السكة والخطبة فوقع أمر الله وبطل ما كانوا .
النصر والفتح:
إن العثمانيين حرصوا على نصرة دين الله بكل مايملكون وتحققت فيهم سنة الله في نصرته لمن ينصره لأن الله ضمن لمن استقام على شرعه أن ينصره على أعدائه بعزته وقوته قال تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ` الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} سورة الحج: آية .
وما حدث قط في تاريخ البشرية أن استقامت جماعة على هدى الله إلا منحها القوة والمنعة والسيادة في نهاية المطاف ... إن

الكثيرين ليشفقونا من اتباع شريعة الله والسير على هداه يشفقون من عداوة أعداء الله ومكرهم ويشفقون من تألب

الخصوم عليهم ويشفقون من المضايقات الاقتصادية وغير

الاقتصادية وإن هي إلا أوهام كأوهام قريش يوم قالت لرسل الله : {إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا} سورة القصص: آية 57 فلما اتبعت هدى الله سيطرت على مشارق الأرض ومغاربها
إن الله تعالى أيد العثمانيين على الأعداء ومنّ عليهم بالفتح، فتح الأراضي وإخضاعها لحكم الله تعالى، وفتح القلوب هدايتها لدين الإسلام.
إن العثمانيين عندما استجابوا وانقادوا لشريعة الله جلبت لهم الفتح، واستنـزلت عليهم نصر الله.
-------
مصادر
الدولة العثمانية عوامل النهوص واسباب السقوط
الدكتور علي الصلابي
السلطان محمد الفاتح
عبد السلام فهمي
الفتوح الاسلامية عبر العصور
تاريخ الدولة العلية
فتح القسطنطينية
مواقف حاسمة في تاريخ الاسلام



م ن ق و ل