المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محال ان اجد مثلك يا صديقي ..................قصة



يالبى ران
29-9-2011, 04:06 PM
استيقظ محمد وهو مثقل الجسد تتضارب في رأسه الكثير من الأفكار.. جال ببصره في أرجاء غرفته شبه المظلمة ركز بصره ناحية زاوية من غرفته انعدم الضوء فيها..حرك رأسه يمنه ويسره وكأنه يمحو من ذاكرته ماعلق فيها ..دخل رأسه تحت الغطاء الثقيل ..ساد غرفته صمت مخيف ولم يسمع الا صوت تكتكة ساعة المنبه على طاوله بجانبه وحركة جسده وهو يحاول لملمة الغطاء حول جسده .. عادت به الذاكرة لأحداث الامس لم يتوقع ردة الفعل التي صدرت من صديقه عبد الله وكلماته ...

************
بقي يتأمل ويتذكر حتى حل الظلام ولم يغفل له جفن قبل الاجابة على تساؤلاته ... اخذ يفكر ..ويفكر..ولكن بلا جدوى ..فما من شيء يدفع أعز أصدقائه لقول تلك الكلمات ..
تورمت عيناه واصفر وجهه ..وضعف جسده.. وأصبح كالتائه الذي لا يهتدي الطريق..

ألقى بجسده المثقل بالهموم على سريره ..وغط في نوم عميق لم يهنأبه منذ مدة ....... وهناك عرف الاجابة على تساؤلاته ..! حيث التقى مع عبد الله.......
- عبد الله لم فعلت هذا ؟
- -عذرا يا محمد لقد كنت غاضبا من أخي ..ولم استطع التحكم بأعصابي فصدرت تلك الكلمات رغما عني .. ارجوك سامحني ..لم أقصد الاساءة..!!
- حقا ..!؟
- كنت اريد الاعتذار اليك منذ ذلك اليوم ولكني خشيت الا تسامحني ..
- ماذا تقول .. كيف لا أسامحك ..انا ايضا اردت الاتصال بك لأعتذر لك اذا كنت قد اغضبتك ..كني خفت انك لا تزال غاضبا..

ضمه عبد الله الى صدره وبكى .. فبكى محمد ....و...
استيقظ محمد من نومه والسعادة تكاد تغمر قلبه .. ولم يشعر بنفسه الا وقد امسك بسماعة الهاتف ويتصل بعبد الله ليعتذر هو اولا.. واخذ يقول مادام عبد الله يريد الاعتذار وانه نادم.... وانـ ـ ـ ـ فجأة قطع تفكيره صوت عبد الله صادر من السماعة .."نعم" ..من هناك..!
عبد الله ...أنا آسـ ـ ـ ـ

توووووووووووووووت.... تـــــوووووووووووت .... تـــــــــووووووووووووت
لكن لماذا اغلقت السماعة في وجهه .. لماذا م استمع له وابين له موقفي ..؟ لماذا.. لقد طال انتظاري لهذه اللحظة..!! اعذرني يا محمد ...اعذرني ارجوك ...!!!!
بكااااااااااااااااااء بكااااااااااااااااااااااااااء................
بقي عبد الله متصلبا مكانه ..واضعا يده على سماعة الهاتف .. يترقب اتصال صديقه مرة اخرى...


أما محمد... فكانت الصدمة كبيرة جدا عليه ..بعد ان أغلق عبد الله السماعة في وجهه .. فهذه هي المرة الاولى التي يفعلها عبد الله منذ 16 سنة .... فما زاده اتصاله الا غما على غم .. وتمنى لو انه لم يفكر في الاتصال مجرد تفكير....
..وعاد الى السهر والبكاء المستمر .. ولكن الى متى؟! الى متى سأبقى على هذه الحال.. غدا سأذهب للجامعة ..فقد مللت العيش بين اربع جدران لا ارى فيها الا صورة عبد الله التي لا تكاد تفارقني...!







وفي صباح اليوم التالي ..ركب سيارته ..وبدأ يشق طريقه .. يكاد الالم يعتصر قلبه ..وصل اخيرا الى الجامعة .. فتح باب السيارة .. نزل ..ثم مشى خطوات بطيئة .. الى ان دخل .. ولم يرفع عيناه من على الارض حتى الان .. وما زال عقل غارقا في التفكير... فجأة اصطدم بشاب...

- هيــــيه انتبه جيدا...

رفع محمد راسه بتثاقل وهو يقول .."عذرا" لكنه فوجئ ان الذي امامه هو ... عبد ...الله .... معقول....!!!!!
وقف يتأمله .. وتعلو وجهه علامات الدهشة .. وعبد الله لا يختلف حلا عنه ... مرت دقيقة...دقيقتان ..خمس... وهم مازالا متصلبي اماكنهم .. يود كل واحد لو يرمي بجسده على صديقه ويضمه .. ضمه.. بدأت عيناهما تتلألأ ..وكانها تنذر بفيض من الدموع ولكنهما حاولا استدعاء كل ذرة رجولة بقيت في هذه الاجساد النحيلة واستجمعوا قواهم .. ومشى كل منهما في طريقه ..!!


لم يستطع عبد الله مسامحة نفسه على ما فعل .. لم ..لم يضمه ويعتذر اليه .؟ لقد كانت الفرصة سانحة له.. لماذا..؟! وانهمرت دموعه على خديه
وقد كان محمد يتعذب هو ايضا بتأنيب الضمير واخذ يتهم نفسه بالغباء فلطالما انتظر هذه اللحظة.. وهندما اتت اضاعها من بين يديه.. وبدأت دموعه تتساقط من عينيه واحدة تلو الاخرى.. وهو يردد .. لم يعد هناك امل... لقد ضاعت صداقتنا ..
لقد ضيعت كل شيء .. واثناء ذلك سمع خطوات .. تقترب ... وتقترب منه اكثر .. لكنه لم يبالي .. ولم يفكر ان ينظر خلفه ليرى من يتبعه.. فقد كان العالم كله مظلما في وجهه .. ولم يعد يرى امامه شيئا.. لكنه شعر فجأة بشيء دافئ قد التصق بظهره .. وهمس في اذنه ...احبك يا محمد ... سامحني .. انا آسف..!!
التفت محمد وهو في حالة ذهول .. لم يصدق بعد ما يحدث .. وقف يتأمل وجه عبد الله .. ثم ابتسم ..وابتسم ..وانقض عليه حى كاد يخنقه ......عبد الله ...يا رفيقي سامحني يا عبد الله .. سامحني ارجوك.." لا يامحمد انا المخطئ وكان من المفترض ان اعتذر .. وانت من اتصل بي ليعتذر .. وانا اغلقت السماعة بوجهك .. وتأتي الان لتعتذر الي .. مع انك فعلت مالم يفعله احد قط انا حقا مستحيل ان اجد مثلك ..........مستحيل ..... مــــــــــــــستحيل.............

الدافور
29-9-2011, 11:04 PM
رااااااااااااااااااائع جداً..

قصة رائعة.. وسرد جميل..

ما أروع أن تنتهي الصداقة هكذا بعد الخلاف.. لكن الأسوء أن يتعذب الصديقان بحب من فارقه.. فكل يتمنى عودة صديقه الذي فارقه.. ولكن لا يحدث هذا لأنه لا يعلم ما الذي في قلب صديقه.. والأفضل كما ذكرتِ المبادرة.. كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ما معنى حديثه: "... وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.." فما أروع المبادرة.. وخاصة في مثل هذه المواقف..

أكرر وأقول:

قصة رائعة.. واصلي كتاباتك.. وخاصة في الخواطر..

آسف للإطالة..

تقبلي مروري..

مجنونه روكاوا
30-9-2011, 04:04 AM
قصه رائعه وجميله وما اجمل الصداقه وربي شيء يجنن وما اجملها ان تنتهي هكذا

يالبى ران
30-9-2011, 06:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر لكم قراءتكم لموضوعي وجزاكم الله خيرا
وشكرا على الاطراء....anijhg
لكن للاسف انا غير جيدة في كتابة الخواطر ....لم اكتب الا واحده ...فقط
لكن باذن الله سأحاول كتابة المزيد ......

اسعد الله دنياكم وآخرتكم ووفقكم ي اختيار الاصدقاء

**********************************************

مهند.
1-10-2011, 04:55 AM
لي عودة بإذن الله