المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العودة صلاح الدين....*قصة من تأليفى* || الفصل 1 || الفصل 2 ||



هيكارو هيكارو
30-11-2011, 02:33 PM
http://www14.0zz0.com/2011/12/10/15/196571169.png (http://www.0zz0.com)*
الفصل* الأول\‏لحظات الظلمة الأخيرة\في ليلة من ليال الشتاء الباردة طرق منزل السيد عبد المقصود شخص...فأسرعت زوجته لفتح الباب.... كانالطارق فتى .. قام بدفع الباب بقسوة غير مراعى وجود السيدة خلف الباب.......قال السيدعبد المقصود بصوت هادئ يكتم فيه غضبه "هل عاد إلى البيت أخيرا ..؟"أجابته زوجته بصوت حزين "أجل إنه هنا..." دخل الفتى المنزل باتجاه غرفته غيرمهتم بوالده الذي كان يجلس على الأريكة ولا بوالدته التي فتحت له الباب ... نهض الوالد من مكانه وقال بصوت مرتفع يملؤه الغضب " أين تظن أنك ذاهب ...؟! هلتعتقد أن بإمكانك الخروج والدخول دون أن يعلم أحد من أين تأتى أو إلى أين تذهب؟!أين كنت اليوم؟" أجاب الولد بلهجة فيها استهزاء وضحك ضحكة ساخرة ثم قال لأبيه "ما بك أتريد أن تتشاجر معي... أنا متعب ليس لدى وقت لك..." اشتد الموقف بين الرجل وابنه ...تدخلت الأم لتحاول تهدئة الموقف فقلت لأبنها " لا يجوز أن تردعلى والدك هكذا هيا اعتذر .." ومشيت باتجاهه ...لكن الولد قام بدفعها فكادت تسقط فلم يحتمل الأب ما راءه وكاد أن يرمى ابنه بالكوب الذي كان على المنضدة لولاأن الأم وقفت في وجهه وترجته أن يتوقف وانهمرت دموع الأم دون قصد منها فتوقف الأب إشفاقاًعلى الأم التي حطم الحزن قلبها .... بسبب ما صار إليه ولدها ممن هو عليه الآن.....صار الولد إلى غرفته فوجد جده يغلق باب الغرفة وهو خارج منها سأله أحمد بغضب" ما الذي كنت تفعله في غرفتي ...؟" أجاب الجد بصوت مرهق " لقدأحضرت لك شريطا أخر لـ... وقبل أن يكمل الجد حديثه قاطعه أحمد صارخاً في وجهه" لا يهمني ما كنت تفعله إياك أن تدخل غرفتي مجدداً" قال الجد بصوت ضعيف" لكن يا صلاح الدين .... " قاطعه أحمد ساخراً وهو يقول " يبدو أنك صرت خرفا .. ههه ... صلاح الدين!!" ودخل غرفته وأغلق الباب بقوة في وجه جده ...وقف الجد لحظات أمام الباب فتبادرت إلى ذهنه بعض الذكريات عندما كان أحمد طفلاصغيرا ... وكان يقرأ له كل يوم قصة قبل النوم في هذه الغرفة ... ثم قال الجد في نفسه " لقد مر وقت طويل عندما كنت أقرأ لك دائماً قصة صلاح الدين .. وكنت تقفز يفرح وتقول جدي عندما أكبر أريد أن أكون مثل صلاح الدين .. وكنت أجيبك بالتأكيد ستكون..." تنهد الجد ثم غادر...........في ذلك الوقت كان أحمد قد مدد جسده على السرير ونظر إلى سقف غرفته وبدا كأن اسم صلاحالدين قد أعاد إليه ذكريات الماضي .... تذكر عندما حكى جده له قصة صلاح الدين لأولمرة ثم قال له .... "بنى لقد أعطاك والداك اسماً جميلاً لكنى أريد أن أناديك صلاح الدين " ثم قال في نفسه .... أجل لقد كان جدي يناديني دائماً هكذا حتى أنه جعلني أصدق* بأني قد أكون يوماً كصلاح الدين ......عندما كانت المعلمة تسألني عن حلمي ... كنت أجيب دائماً بأنني أريد أن أكون صلاح الدين وكانجميع التلاميذ يسخرون منى ...... صلاح الدين....ههه ....يا له من حلم سخيف ..... ثم أغلق أحمد عينيه وأخلد إلى النوم ......في الصباح استعد أحمد للخروج من منزله فرأته والدته فسألته " هل ستخرج الآن ؟.. لقدأعددت الإفطار ألن تتناوله معنا؟! " فلم يجبها وأدار وجهه ....وتابع طريقه نحو الباب واستمرت أمه في الحديث إليه قائلة " أتعرف لقد أرسل أستاذك رسالةيقول فيها أنه يتوق إلى عودتك للمدرسة ستذهب.. صحيح...أليس كذلك يا أحمد..؟"فأجابها بتعجرف " لا توجعي رأسي" وقبل أن يخرج وقف والده في وجهه و سألهبغضب " إلى أين يذهب الكلب الشارد اليوم.....؟" فغضب أحمد وجذ على أسنانه وأجابه بسخرية " هذا ليس من شأنك..." فاشتد غضب والده فصفعة صفعة سريعة وقوية على وجهه رمت به أرضاً وجعلته يرتطم بباب الشقة .....عندما رأت الأم المشهد جرت بلهفة لترى ماذا حل بولدها....لكنه نهض ثم نظر نظرة حقد لوالده وفتح الباب وغادر دون أن يقول شيئاً...بعد أن غادر عم الصمت الجميع وبدت مشاعر الحزنعلى وجه الأبوين ....جلس الجد بهدوء على المائدة ثم قال "* من الأفضل أن نبدأ بتناول الإفطار* قبل أن يبرد......"عندما غادرأحمد *كانت رفقة السوء بانتظاره .....الذين قابلوه بالترحيب وحرضوه على والديه ..ودعوه إلى نسيان ما حدث فقرر أن ينسى الألم والمعاناة التي سببها لوالداه حتى الآن .... لقد نسى تماماً أنه رسب لسنتين.... نسى كيف صارت أخلاقه سيئة .... كيف صار يعامل والديه مؤخراً وكيف انغمس في كلتلك المعاصي والمنكرات ...وذهب يلهو مع رفقة السوء التي قادته إلى ما هو عليه الآن من فشل ..لكنه لم يفكر بهذا أبداً وألقى بجميع أخطائه على والديه ......في المساءبينما هو عائد إلى المنزل مع صوت جرس الإنذار..فذهب ليرى السبب وعندما وصل وجد رجل ملثم يركض وفى يده شيئاً ما .... لكنه لم يهتم كثيراً لما رأى ....وعندما وصل إلىمصدر الصوت وجد زجاج متجر محطم ... فدخل المتجر ليعلم ما حدث .. كان المكان مظلم وبينما هو يمشى ضغط بقدمه على شئ ما... فمد يده ليعرف ما هو وعندما رفعه كان عقداًذهبياً ...في ذلك الوقت كان الناس قد تجمعوا ..ومن دون أن ينتبه أحمد تكالب الجميع عليه ظناً منهم أنه هو اللص ...ولم يشعر بنفسه إلا وعدد من الأشخاص حوله يصرخون عليه واندفع عدد من الشباب نحوه ليمسكوا به...بعد فترةتلقى السيد عبد المقصود مكالمة هاتفية ..استمر في الحديث ليضع دقائق ثم أغلق سماعةالهاتف لاحظت الزوجة على زوجها تغيراً ملحوظاً على وجهه فسألته ماذا كان يريدالمتصل ففك السيد عبد المقصود ربطة عنقه واسند ظهره إلى الأريكة ثم تنهد وقال" لقد كانت من قسم الشرطة "قالت الأم بتلهف " قسم الشرطة..." ! وبداعلى وجهها القلق والخوف ثم قالت في تلعثم ْ~ْ" هل يتعلق الأمر...بـ...أحمد" أجاب الزوج " أجل لقد أصبح ابنكِ لص...هذه نتيجة تدليلكِ له "صدمت الأم وخرت على الأرض تبكى....تابع الأب حديثه قائلاً " لقد طُلب منى أنأ أتى وأتسلم ابني مقابل كفالة أ دفعها له لكنى لن أفعل هذا فليبقى في السجن عقاباً لفعلته...." جرت الأم بلهفة وقالت للأب وهى تبكى " إنه ابنك كيف يمكنك أن تتركه مع المجرمين "....فغضب الأب واشتدت نبرته حدة وقال" هذا لأنه أصبح واحداً منهم الآن " وفى خضم حديث الأبوين ظهر الجد.....في ذلك الوقت كان الضابط يحقق مع أحمد سائلاً *إياه لماذا فعلت ذلك؟وهل هناك من يحرضك على فعل هذا؟...لكن أحمد استمر في الإجابة بأنه ليس الفاعل وفى أثناء حديثيهما قاطعاهما ضابط قائلاً لأحمد " لقد تم دفع كفالتك سوف تخرج" ...بدت الدهشة على وجه أحمد وبدأت التساؤلات تجول في خاطره " هل فعل والدي هذا من أجلى حقاً ..؟!" وعندما خرج كان والده بانتظاره ألقى السيد عبدالمقصود التحية وخرج بهدوء برفقة ولده ....دخل الاثنان السيارة ولم يقل أياً منهم اشيئاً للأخر....كان هناك صمت غامض طوال الطريق إلى المنزل ......مرت دقائق ووصل الاثنان إلى المنزل ....دخل الأب ودخل أحمد من بعده ..كانت الأم تنتظر بلهفة ...فجرت تضم ابنها عندما رأته وهى سعيدة يكاد قلبها يطير من الفرحة ...نزع الأب معطفه ونظر إلى أحمد نظرة جامدة ...ثم قال " أجبني بصدق لماذا فعلت ذلك...؟ " بادله أحمد النظرة نفسها بكل برود وتعجرف ثم قال " لم أكن الفاعل " رسم الأب ابتسامةساخرة على وجهه وقال " ما الذي كنت أظنه حينما قلت لك بصدق ... وهل يعرف شخص مثلك الصدق ...!! لقد تركت دراستك منذ سنتين وبدأت تحيك لنا الأكاذيب واحدة تلوالأخرى حتى كَشف أمرك..." قال أحمد بغضب "* ما الذي تعرفه أنت عنى ..؟ لن تصدقني حتى لوقلتلك الحقيقةلقد كنت بعيداً عنى منذ البداية دائماًُ....." ارتفع صوت الأب وقال "هذا ما تقوله دائماً تريد أن تبرر أخطائك على حسابي أليس كذلك ..؟! كل ما تفعله هوالتبريرات ...الجميع مخطئون في نظرك إلا أنت ." وتابع الأب حديثه بنبرة أحدوأشد غضباً " هل كان هذا خطؤنا أيضا حين تركت دراستك ؟!..لو كان الأمر بيدي لتركتك في السجن حتى تتعفن ..أنا لم أدفع الكفالة ولكن جدك هو من أصر على دفع كفالتك ..ذلك الرجل الذي تناديه بالعجوز الخرف ..." قاطعه أحمد وقال بغضب" الآن ظهرت الحقيقة ..لقد عرفت هذا ما كنت لتهتم لأمري أبداً لقد سئمت من المشاكل الدائمة ومنك أيضاً ومن الجميع وف أريحكم منى إلى الأبد ...سأغادر ولن تروا وجهي ثانية أبداً ..." وأسرع ففتح الباب فقال واله بغضب " لا أريدأن أرى وجهاً كهذا أبداً أنت عار على"*وابتسم الجد ابتسامة حنونة ثم قال " سأنتظر عودتك يا صلاح الدين...." وخرج أحمد دافعاً الباب بقوة ...وساد الصمت الجميع ولم تتمالك الأم دموعها ثم نهض الجد من على كرسيه متكأً على عصاً له وقال للأب بصوت يملؤه الوهن " يا بنى إن النبتة الجيدة لا يمكن أن تذبل أبداً قد تأتى آفة عليهالفترة من الزمن لكن الله يقيد لها الفلاح الذي يزيل الآفة من عليها ...طال ذلكالزمن أو قصر فإنها سرعان ما تنهض من جديد لأن الأصل الطيب لا ينبت إلا طيباً" في ذلك الوقت كان أحمد يجول الشوارع في منتصف الليل ..فراءه بعض من أصدقاءالسوء فسألوه " ما بال وجهك يبدو عليه التعاسة ..تعال معنا نحن نسيك همومالدنيا " واستجاب أحمد لهم وذهب معهم إلى شقة ليس فيها أحد وأخذوا يشاهدونبعض الأفلام القذرة وارتسمت ضحكات على وجه أحمد واستمروا في هذا الوضع إلى الثالثةصباحاًُ ...وألح أصدقائه عليه أن يجرب التدخين مقنعين إياه بأنه سينسيه همومه ويجعلهسعيدا وقبل أن يشعل أحمد السيجارة ً ... جاءته رسالة على هاتفه *ففتحه وقرأ ما فيها*فبدت على وجهه صدمة قوية فسألوه ما بك يا رجل..ففزع ونهض*سريعاً وألقى السيجارة من يده....واتجه نحوالباب وأخذ يركض في الشارع وهو يتذكر ما كتب في الرسالة ...التي أخبرته" بأن جده قد مات*قبل نصف ساعة من الآن ..." *لم يصدق أحمد هذا وأخذ يركض وهو يتذكر باتجاه منزله وهو يتذكر ابتسامة جده الأخيرة وهو يقول له " سأنتظر عودتك يا صلاح الدين...." لكنه لم يعرف أبداً أنها كانت ابتسامة جده الأخيرة ........
http://www14.0zz0.com/2011/12/10/15/122535597.png (http://www.0zz0.com)
............الفصل الثانى (http://www.msoms-anime.net/t166526.html)........
طولت عليكم جدا...حقا أسفة..لكن أنا لم أرد أن أقطع الفصل الأول...^^"

همـس القمر
30-11-2011, 04:27 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,,
ما شااء الله رائعة رائعة بحق !
أبدعتِ هيكارو ^.^
استمتعت كثيرا أثناء القراءة :)
أنتظر الجزء القادم بفارغ الصبر ^^
+
حاولي تنتبهي للأخطاء الإملائبة ^^"
لكن صراحة قصة راائعة مبدعة اسم الله عليكِ
وأسلووبك مشووق :$
انتظر التكملة بفارغ الصبر ^.^
كوني بخير :)
في حفظ الرحمن

CaT EyeS
30-11-2011, 09:21 PM
الـسّلآم عليكم و رحمَة الله وَ بَركآاته

كَيْف الحَآل أختِي الكريمَة ؟
أسأل الله أنْ تكُونِي بخَير و عآفيَة Icon0e0

شَدنِي الاسم (صَلآح الدِين) لدخُول المَوضوع

وقِرآءَة مُحتوًآه، توقَعت أنْ تَكُون قصَّة عَنْ فلسطِين

لمدَى ارتبآط اسم صَلآح الدِين بهذَآ الاسْم..
ثٌم اتضَح لِي أنه عَكسْ ذلِك Icon02

القِصَّة جَميلَة و مُميزة، و أحداثهَآ مشوقة جدًا و تثير فضُول
القآرئ لمعرفَة القآدِم،،

كذلِك تنَوع الشخصيآت أعطَى تكهَة مُميزَة للقصة.. الأب الحازم و المشفق في
نفس الوَقت..الأم الحساسة التي تخلط بين المحبة و التساهل..الجَد الحكِيم الطيب الرزين..
و اخيرًا، أحمد الابن العاق المتعجرف المتغطرس..

ولآ انكِر ان غطرسته تعجبنِي! >> أحِب هذه الشَخصيآت Icon108

كللهَآ اجتمعت في قصَّة وآحدَة...لترسٌم لوحة مُميزَة..

بانتِظآر الفَصْل القآدِم :)

~ دُرة ~
1-12-2011, 07:06 PM
بانتظار الفصل القادم

زَهـرة خَضراء
1-12-2011, 09:35 PM
السَلامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه
جَزَاكِ اللهُ خَيرًا .. وَدَامَ قَلَمُكِ مُزدَانًا بِالحِكمَة .
قِصَّةٌ رَائِعَة , لا فُضَّ فُوكِ .
نَنتَظِرُ الفَصلَ القَادمَ بِمُفَاجَآتِه .
فِي أَمَانِ الله .

هيكارو هيكارو
3-12-2011, 10:08 PM
جزاكم الله خيرا على ردودكم المشجعة

إن شاء الله بكمل للفصل الثانى

_أتمنى ألا يخيب ظنكم^^"_

منذوري
4-12-2011, 01:06 PM
قصة رائعة جدا وش هذا الابداع التقيم 8 من 10

هيكارو هيكارو
4-12-2011, 10:31 PM
جزاك الله خيرا *أخى*

وشكرا على التقييم

هيكارو هيكارو
10-12-2011, 05:22 PM
http://www14.0zz0.com/2011/12/10/15/196571169.png (http://www.0zz0.com)
الفصل الثاتى
فجر جديد..
*بعد ركض طويل وصل أحمد إلى منزله فطرق الباب بشدة وتلهف ....سرعان ما فتحت الأم الباب لتفا جأ بابنها أحمد أمامها ....فالبرغم من أنها هى من أرسلت الرسالة إليه لكنها لم تتوقع أن يتأثر ويأتى بهذه السرعة....لم يبق أحمد أمام الباب طويلا لينظر إلى عينى أمه التى ملأتها الدموع....لكنه جرى مسرعا نحو غرفة جده وفتح الباب بقوة ....فرأى جده ممدا على السرير ...سار نحوه ببطئ لعله يكون نائما ناداه بصوت خافت ..جدى..جدى..لم يجبه...حاول إيقاظه فوجده باردا..أيقن حينها أنه قد فارق الحياة ...فخر على ركبتيه وانحنى على جده...ولم يتمالك دموعه وأخذ يبكى وارتفع صوته...وراءه والديه على هذه الحالة فازداد ألم والدته ولم يستطع والده أن يحبس دموعه أكثر من ذلك يبدو أن ذلك الجد العجوز كان له تأثير أكبر مما كان يظن الجميع....قبل أن* يغادر أحمدالمنزل قبّل جده وودعه الوداع الأخير...حاولت الأم أن تهّون على ابنها...لكن الكلمات لم تجد سبيلا للخروج....سار أحمد بهدوء نحو باب المنزل ففتحه وأغلقه بهدوء لأول مرة منذ زمن طويل وكأن ثورته قد هدأت أخيرا......
http://www14.0zz0.com/2011/12/10/15/692844687.png (http://www.0zz0.com)
بعدها ظل أحمد يجول فى الشوارع إلىأن أشرقت الشمس ...فى ذلك الوقت كان الأهل يحَّضرون لدفن الجد بعد إنتهائهم منتغسيله.... وتكفينه شيعت العائلة الجنازة وأصدقاء الجد وكثير من الجيران وسكانالحى فلقد كان رجلا طيبا ودودا مع الناس ....وبعد الأنتهاء من الدفن عاد الجميعإلى منازلهم إلا شخص واحد كان ينظر من بعيد....إنتظر حتى يذهب الجميع ثم عاد ووقفعلى القبر...إنه أحمد أراد أن يقول شيئا أخيرا لجده دون أن يسمعه ....نظر إلىالقبر قليلا ثم بدأ بالحديث بصوت يخنقه الحزن فقال "لا أعرف إن كنت تسمعنىالأن أم لا ....لكننى أود الإعتذار عن كل ما فعلته سابقا....وربما فات الأوان علىالإعتذار ....لكنك كنت دائما ...دائما تبتسم لى....حتى...حتى وأنا هكذا..."ولم يشعر أحمد بنفسه إلا ودموعه تنهمر على خديه ثم أكمل حديثه بعد أن جفف دموعهوقال " لقد كنت دائما إلى جانبى ...دائما...حتى أن الله قد جعل وفاتك سبيلالأنقاذى من الظلام الذى كنت غارقا فيه ....وأنا من الأن أعاهدك على أن أمضى فىتحقيق حلمك ياجدى...لا ليس حلمك وحدك بل حلمى وحلم الأمة جميعا....فجزاك الله عنىخير الجزاء يا جدى العزيز " ...
http://www14.0zz0.com/2011/12/10/15/692844687.png (http://www.0zz0.com)


ثم غادر أحمد المقابر وأثناء سيرهتبادرت إلى ذهنه ذكرياته مع جده ...وتذكر عطفه وحنانه وأنه كان له كالأب وبدأ يحدثنفسه قائلا "أجل عندما أعود إلى الوراء بضع سنوات أتذكر أن جدى وأمى هما منقاما بتربيتى.. فلقد كان أبى مسافرا لسنوات يعمل خارج البلاد وعندما عاد لم تكنهناك علاقة قوية بيننا ..فلا أذكر أنه جرى بيننا حوار طويل من قبل كنت دائما معجدى...ولأننى أحببته كثيرا أردت أن أحقق حلمه بأن أكون صلاح الدين...لكننى كنتأردد كلامه كالببغاء دون أن أدرك معناه لهذا عندما دخلت المرحلة المتوسطة وازدادعدد الذين يسخرون من كلامى ...سرعان ما جرفنى التيار وبدأت خطوة بخطوة انقاد إلى أسفل...ولا حظ والدى هذا التغير وبدأت بيننا المشاكل فزاد هذا من عنادى لإنه كان قبلهذا لايتحدث معى كثيرا وقلت فى نفسى...مالذى يعرفه هو عنى ..لقد كان بعيدا عنىلمدة طويلة ...وعندما عاد لم يتغير شئ ...وظلت الأمور بيننا سيئة حتى أنهيتالمرحلة المتوسطة...وعندما التحقت بالثانوية إنحرفت تماما وصرت ما أنا عليهالأن...لكن هذا لا يبرر أفعالى...ربما لم تكن العلاقة بينى وبين أبى جيدة لكن ماعلى أن أصير هكذا...على الأقل من أجل أمى التى تعبت معى لقد كانت حنونة جدا... لمتكن الإبتسامة تفارق وجهها أبدا.... لا أصدق أنى دفعتها وجعلتها تبكى مراراوتكرارا.... لكنى لم أستطع أن أدرك هذا إلا بموت جدى الأن ...ربما لن أستطيعالأعتذار إلى جدى لكن مازال لدى والداى لحاول التكفير عن أيامى الماضية..."وبعد مدة من سيره وصل إلى منزله فنظر إلى الباب قليلا ثم أخذ نفسا عميقا وطرقالباب ....بعد لحظات فُتح الباب وتفاجأ بوالده أمامه فاضطرب ولم يعرف ما يقول...تراجع الوالد إلى الخلف قليلا وكأنه يريد أن يقول لأحمد أدخل ...وبالفعل دخلأحمد وأغلق باب المنزل بهدوء...ساد الصمت للحظات....ورأت الأم المشهد لكنها ءاثرتألا تتدخل هذه المرة...

http://www14.0zz0.com/2011/12/10/15/692844687.png (http://www.0zz0.com)
وفى وسط هذا الصمت الغامض خر أحمد علىالأرض بسرعةكبيرة ممسكا برجل والده يريد ******* فانحنى الوالد بسرعة وشد قميصأحمد وضمه إلى صدره ضمة قوية وتساقطت الدموع من عينيى الأب وبدأ احمد بالبكاء فىصدر والده....فبالرغم من البعد الذى كان بينهما إلا أنهما كانا متشابهان كثيرا فلقدءاثرا الأفعال على الكلام ويبدو أن كلاهما قد علم علم فى هذه اللحظة أنها كانتنهاية الطريق المظلم وبداية طلوع الفجر بعد الأنتظار الطويل ...
لم تتمالك الأم دموعها بعد رؤيتها ماحدث كالعادة ....لكن هذه المرة كانت تلك دموع الفرح لا الألم... هدأ الموقف وجلستالعائلة معا جلسة لم تجلسها منذ زمن طويل.....
بدا أحمد بالكلام بصوت متحمس فيهتردد وقال "والداى العزيزان ....لا أعرف من أين أبدأ ولكن ... كل ما أريدقوله هو أننى ....أعتذر إليكما عن كل أفعالى السابقة ...لكن...إن منحتمانى فرصةأخيرة فأنى أعدكما ....أعدكما ..بأنى سأتغير نحو الأفضل ....أعرف أن ما فعلته كبير...أرجوكما سامحانى على ما فعلته"
ردت الأم وعلى شفتيها إبتسامة حنونة"انا سعيدة لأن ابنى قد عاد أخيرا ....لقد انتظرته طويلا ولكننى كنت واثقةدائما بعودته ....ولا أستطيع أن أرده بالتأكيد عندما يعود...أليس كذلك أيهاالأب" ثم نهضت وذهبت إلى أحمد وضمته إليها وقبَّلت رأسه فسارع أحمد وقبّليديها....ثم قال الأب فى هدوء "أنا لم أكرهك يوما يا بنى...ولم يكن غضبى إلاخوفا عليك من ألا تتمكن من العودة أبدا ...لذا فإنه لا يسعنى إلا شكر الله أن ردكإلينا من جديد ...ولا أحتاج أن أقبلك لأنى لم أرفضك يوما.." ابتسم أحمد ثمقالت الأم "حسنا بما ان المياه قد عادت لمجاريها أخيرا والحمدلله ...هيالنتناول الغداء..." تناولت الأسرة الغداء معا بعد زمن طويل من التفرق وتبادلتالأحاديث الممتعة ...وارتفعت أصوات الضحكات...وكانت تللك بداية لفجر جديد.....
*
يتبع فى الفصل الثالث^^

http://www14.0zz0.com/2011/12/10/15/122535597.png (http://www.0zz0.com)
رابط الفصل الأول: العودة...صلاح الدين||الفصل الأول||لحظات الظلمة الأخيرة.. (http://www.msoms-anime.net/t166246.html)
*