عثمان بالقاسم
3-1-2012, 11:55 PM
http://j.imagehost.org/0334/shjra1_by_zoro.png
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
أحببنا أن نكتب لكم قصة الشيخ محمد المغراوي الممتعة من كتابه الرائع ذا الأسلوب الأدبي والدعوي الماتع الذي أنصح بقرائته وهو بعنوان : " دعوة سلف الأمة ، إحياء الكتاب والسنة "
يقول شيخنا المغراوي حفظه الله في كتابه:
لما كنت صغيرا في الديار التي ولدت بها بها بجنوب المغرب التي كانت تسمى سجلماسة قديما ، والتي تسمى الآن ب " الراشيدية"ونشأت في وسط بدع وأضرحة ، فلا تجد موضع شبر إلا وبني فيه ضريح ، وفي يوم من الأيام سمعت بقدوم شيخ من أهل هذا البلد ومن مواليده ، وهو الشيخ المجدد محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله ، فذهبت لزيارته مع شيخي الذي كان يعلمني القرآن ، وأنا صغير السن مع حفظي للقرآن وبداية تعلمي لبعض المتون الفقهية واللغوية، فسألت الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله عما بلغني عنه أنه ينكر هذه البدع وهذه المنكرات ، فقلت له: ما هذا الجديد الذي جئت به ؟ قال : الجديد هو الذي أنت عليه ، أما أنا فعلى أمر قديم ، ولهيبة الشيخ وكبر سنه ومكانته العلمية ، لم أجرأ على مناقشته ، وكان هذا اللقاء سبب خير لي ، فارتحلت إليه واستمعت لدروسه رغم صغر سني ، وقرأت عليه بعض المتون وأسمعته إياها ، وكنت دائما أسمع هذه الكلمة تتردد على الألسنة كلمة " الوهابية" وكنت أسمع عنها شرا من الغوغاء والعامة وأصحاب التصوف والعقائد المنحرفة ، وأنها حرب على الإسلام والمسلمين ، ورافقت الشيخ مدة سنة كاملة وسكنت في بيته مدة، وتلقيت عليه بعض العلم، وبعدما أخذت الشهادة الإعدادية ، وكانت آنذاك تسمى الشهادة الثانوية، وسمعت أنه انتقل إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم للتدريس في الجامعة الإسلامية ، ثم زرته في بيته بمكناس بعد رجوعه من المدينة في وقت الإجازة، وكنت علمت أن الجامعة الإسلامية كانت تقبل الطلاب المغاربة ، فطلبت منه التوسط للإلتحاق بالجامعة هناك، ففعل رحمه الله، وأرسل شهادتي ووثائقي إلى الجامعة مع طلبه وتزكيته لي، فقبلت ولله الحمد وكان ذلك في أواخر الستينات ، فارتحلت إلى الجامعة الإسلامية وقبلت طالبا في الثانوي، وأكملت الدراسة الثانوية وانتقلت إلى كلية الشريعة بالجامعة نفسها، ودرست أربع سنوات على مختلف الشيوخ والمدرسين ، وكانوا من السعوديين والمصريين والشاميين والعراقيين والباكستانيين والهنود والموريتانيين ، وقبلت طالبا في الدراسات العليا ، ودرست المرحلتين الماجستير والدوكتوراه ، وناقشت رسالة الماجستير والدكتوراه وما زلت أنتظر دراسة مادة الوهابية ، فسألت كل المشايخ : أين مادة الوهابية ؟ فقالوا كلهم بلسان واحد : يا بني لم نعرف هذه الكلمة ، وليس لنا علم بها ، وليس لها مادة في السعودية كلها بمعاهدها وكلياتها ، وتعجبت كل التعجب لفقدان هذه المادة وجهل الناس بهذه الكلمة ، واسترجعت تاريخ قدومي إلى الجامعة ، وكل المواد التي درستها في الثانوي والجامعة والدراسات العليا ، فوجدتها كلها مواد شرعية، فيها فقه مقارن وأصول الحديث من الكتب الستة بأسانيدها، والتفسير للقرطبي وفتح القدير للشوكاني والجلالين للسيوطي والمحلي ، وبداية المجتهد لابن رشد وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر وروضة الناظر لابن قدامة في أصول الفقه ، وألفية ابن مالك وقطر الندى لابن هشام ، وغيرها من المتون التي توجد في الجامعات الإسلامية كالأزهر والقرويين والزيتونة ، وكل المدارس الشرعية والمعاهد في باكستان والهند وغيرها، فعلمت أن هذه فرية لا شك في افتراءها واختلاقها ، فرجعت إلى كتب التاريخ والتراجم أتصفحها لعلي أظفر بتعريف لهذه الكلمة ، فوجدت أنها أطلقت في قرون قديمة على فرقة خارجية في الجزائر ، وأما في المملكة العربية السعودية فعند ظهور دعوة التوحيد التي جعل الله نشرها على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وكان العالَم آنذاك يغرق في أوحال الشركيات والشعوذة والخرافات ، والبدع وطرق الصوفية وطوائفها والسابين للصحابة المبغضين لهم من الروافض " الشيعة" في كثير من العالم الإسلامي ، وكل هؤلاء جندوا علماء السوء المرتزقة الذين يبيعون دينهم بدنياهم ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، وفي مقدمة هؤلاء كثير من علماء الدولة العثمانية ، لأنها في ذلك الوقت تبنت الأضرحة والصوفية وعلماء السوء الذين سخرتهم لضرب السنة والتوحيد، فأطلقوا هذه الكلمة " أي الوهابية" وكذبوا هذه الكذبة وافتروا هذه الفرية ، وراجت على كثير من العوام في العالم الإسلامي ، وأصبح معناها عندهم أي المفترون لها أن كل من التزم بالتوحيد وتجريده ، والتحرر من عبادة القبور والموتى والأضرحة والطواف بها وتقبيلها وتعفير الخدود عندها والصلاة عندها والذبح لها ، وشد الرحال إليها وصرف الأموال الطائلة فيها وتشييدها وتنويرها بأغلى المصابيح ، وإقامة صناديق النذور حولها وعقد المواسم لها ، والإستغاثة بمقبورها وطلب الشفاء منها وحمل المرضى والمعوقين ، وإقامة السدنة والكذبة حولها والتصوف بكل مكره وكذبه وغلوه وشعوذته واحتياله بما يسمى بالكرامات ، وهي لعمر الله شيطانيات ما أنزل الله بها من سلطان ، فمن لم يكن منهاجه هكذا وارتمى في أحضان الشركيات وهذه الخرافات ، فهو وهابي ...في نظر هؤلاء المرتزقة عبدة الدينار والدرهم ، وعبدة الجاه والمنصب ، قاتلهم الله أنى يؤفكون .
http://j.imagehost.org/0109/shjra3_by_zoro.png
فكل من حارب هذه المظاهر كلها وكان دأبه تعظيم السنة والدعوة إلى إقامتها في كل كلية وجزئية ونشرها والدعوة إليها ، والتحذير من البدع كلها صغيرها وكبيرها ، فهو وهابي ...
ويكفي صدقا لما قلت أن هذه الدعوة المباركة تبنى التحذير منها رئيس الصليبيين في وقته وأتباعه من الصهاينة والعملاء، فتبنى هذه الفكرة وروج لها في كل مكان، خوفا على صليبه وعلى دينه المبدل الذي يدعو إلى نشره في كل مكان مع أعوانه من الماسونيين الصهاينة ، فيرى الخبيث الأقلف أن دعوة الحق خطر على دولته ، وعلى منهاجه الكافر الذي يروج له في كل مكان ، ومع الأسف نفث هؤلاء الخبثاء هذه الفرية وهذه الأكذوبة المختلقة في الكثير من أهل الإسلام فصادف هوى في نفوسهم ، فجندوا أقلامهم وجرائدهم وفتحوا إذاعاتهم وقنواتهم لكل مرتزق يحذرون من دعوة التوحيد والسنة باسم الوهابية.
وكما يقولون : من عرف السبب زال عنه العجب، فزال عجبي مما كنت أسمعه في صغر سني من كلمة الوهابية ، وقبل اطلاعي على حقيقة الأمر تبين لي بما لا يدع مجالا للشك أن كثيرا من المأجورين مرتزقة ، يخفون دعوة التوحيد ويصدون عنها بهذه الشبهة الحقيرة، ولكن والحمد لله أسفر الصبح لذي عينين، وطبعت كتب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وارث دعوة النبوة وانتشرت في كل مكان على شكل موسوعات علمية تصل إلى مكتبة كل طالب علم في العالم أجمع، وأصبحت كتبه تشرح على مستوى القنوات ، وملئت الشبكات العنكبوتية بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي حازت السبق الآن،وأقبل عليها الشباب في كل مكان ، وعلموا خيانة المرتزقة وعلماء السوء في العالم الإسلامي ، وهاهي القبورية تودع أصحابها وتلفظ أنفاسها ، وتتبين مخاطرها لكل الشباب والشابات ، وأصبحت الأضرحة معالم سوء لا يحن إليها إلا من يحن إلى اللات والعزى ومناة الثالتة الأخرى ، وكل من يحن إليها في هذا العصر فهو إما جاهل أو مغرض وإما مرتزق متأكل من قبل جهات مشبوهة ، مسخر من رئيس الصليبيين ، فقد كشفت التقريرات عن المخططات التي يرسمها رئيس الصهاينة والصليبية للعالم أجمع في تدميره بكل أنواع التدمير ، بالموبقات الشركية والبدعية والدعارة ، وكل ما حرمه الله ورسوله ، ولا أريد أن أطيل في هذا الموضوع ، فقد قتل بحثا وكتب فيه القدامى والمعاصرون ، وأصبح كما قال القائل :
وليس يصح في الأفهام شيء---إذا احتاج النهار إلى دليل
وأصبحت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من باب : السماء فوقنا والأرض تحتنا ، فرسالة الأصول الثلاتة يحفظه الأطفال الصغار ، وأصبح كتاب التوحيد في جيب كل شاب موحد، فلا تجد شابا من أهل الإسلام في الهند و الباكستان والمغرب والجزائر ، وفي جميع المغرب العربي فضلا عن الخليج والسعودية ، إلا وله علم كامل بهذا الكتاب ، بل الكثير منهم يحفظه عن ظهر قلب ، وكل معهد شرعي في العالم الإسلامي إذا لم تتسلط عليه أيادي القمع والإرهاب ، فقد جعل من أهم مقرراته كتاب التوحيد.
وباقي العالم الإسلامي أصبحت عندهم عقائد الماتريدي وعلم الكلام الذي تبرأ منه الأشعري وأصحابه الصادقون الذي يعتبر زبالة أذهان فكر منحط ، من درسه أو درسه يهرف بما لا يعرف ، كما قال أحد كبار الأشاعرة: لقد استسمنت ذا ورم، ونفخت في غير ضرم، فالحمد لله الذي نجانا من هذه العقائد الباطلة التي حذر منها سلفنا الصالح .
وأنصح كل مسلم وطالب علم متعطش للحق وباحث عن الحقيقة، أن يتحرر من تلك القيود والأوهام ، وأن يقف على الحق بنفسه ، فيقرأ كتب الشيخ بكل صدق وتجرد وإنصاف وعدل ، وأن يعرضها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ككتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" وكتاب " الأصول الثلاتة" " وكشف الشبهات" و" مختصر سيرة الرسول " وبقية كتبه وموسوعاته العلمية ، فلن يجد إلا ما يسره من آية محكمة أو سنة قائمة أو أثر متبع للصحابة والسلف الصالح.
كيف لا وهو على مذهب الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة ، وقد اختصر كتاب الشرح الكبير في فقه الإمام أحمد . وإن أحب هذا الباحث المنصف أن يعرضه على على عالم من أهل الصلاح والصدق والإستقامة والتجرد والإنصاف ، شريطة أن ينزع الغلاف أو يخفي اسم المؤلف حتى يفرغ من قراءته عليه وسماع رأيه في الكتاب ، حتى لا يتأثر هذا العالم الذي عرض عليه الكتاب بتلك الشائعات القديمة ، والدعايات المغرضة اللئيمة، ومن ثم يخبره بالإسم ويطلعه على الخبر ، وقد فعل هذه الطريقة بعض الفضلاء الأذكياء ، فتحقق المراد وبانت الحقيقة، والحق ما شهدت به الأعداء، وأسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق والسداد، وسلوك طريق الرشاد
إنتهى بتصرف من كتاب : دعوة سلف الأمة ، إحياء الكتاب والسنة للشيخ محمد المغراوي حفظه الله
لا تنسونا من صالح الدعاء.
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا
http://j.imagehost.org/0207/shjra2_by_zoro.png
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
أحببنا أن نكتب لكم قصة الشيخ محمد المغراوي الممتعة من كتابه الرائع ذا الأسلوب الأدبي والدعوي الماتع الذي أنصح بقرائته وهو بعنوان : " دعوة سلف الأمة ، إحياء الكتاب والسنة "
يقول شيخنا المغراوي حفظه الله في كتابه:
لما كنت صغيرا في الديار التي ولدت بها بها بجنوب المغرب التي كانت تسمى سجلماسة قديما ، والتي تسمى الآن ب " الراشيدية"ونشأت في وسط بدع وأضرحة ، فلا تجد موضع شبر إلا وبني فيه ضريح ، وفي يوم من الأيام سمعت بقدوم شيخ من أهل هذا البلد ومن مواليده ، وهو الشيخ المجدد محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله ، فذهبت لزيارته مع شيخي الذي كان يعلمني القرآن ، وأنا صغير السن مع حفظي للقرآن وبداية تعلمي لبعض المتون الفقهية واللغوية، فسألت الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله عما بلغني عنه أنه ينكر هذه البدع وهذه المنكرات ، فقلت له: ما هذا الجديد الذي جئت به ؟ قال : الجديد هو الذي أنت عليه ، أما أنا فعلى أمر قديم ، ولهيبة الشيخ وكبر سنه ومكانته العلمية ، لم أجرأ على مناقشته ، وكان هذا اللقاء سبب خير لي ، فارتحلت إليه واستمعت لدروسه رغم صغر سني ، وقرأت عليه بعض المتون وأسمعته إياها ، وكنت دائما أسمع هذه الكلمة تتردد على الألسنة كلمة " الوهابية" وكنت أسمع عنها شرا من الغوغاء والعامة وأصحاب التصوف والعقائد المنحرفة ، وأنها حرب على الإسلام والمسلمين ، ورافقت الشيخ مدة سنة كاملة وسكنت في بيته مدة، وتلقيت عليه بعض العلم، وبعدما أخذت الشهادة الإعدادية ، وكانت آنذاك تسمى الشهادة الثانوية، وسمعت أنه انتقل إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم للتدريس في الجامعة الإسلامية ، ثم زرته في بيته بمكناس بعد رجوعه من المدينة في وقت الإجازة، وكنت علمت أن الجامعة الإسلامية كانت تقبل الطلاب المغاربة ، فطلبت منه التوسط للإلتحاق بالجامعة هناك، ففعل رحمه الله، وأرسل شهادتي ووثائقي إلى الجامعة مع طلبه وتزكيته لي، فقبلت ولله الحمد وكان ذلك في أواخر الستينات ، فارتحلت إلى الجامعة الإسلامية وقبلت طالبا في الثانوي، وأكملت الدراسة الثانوية وانتقلت إلى كلية الشريعة بالجامعة نفسها، ودرست أربع سنوات على مختلف الشيوخ والمدرسين ، وكانوا من السعوديين والمصريين والشاميين والعراقيين والباكستانيين والهنود والموريتانيين ، وقبلت طالبا في الدراسات العليا ، ودرست المرحلتين الماجستير والدوكتوراه ، وناقشت رسالة الماجستير والدكتوراه وما زلت أنتظر دراسة مادة الوهابية ، فسألت كل المشايخ : أين مادة الوهابية ؟ فقالوا كلهم بلسان واحد : يا بني لم نعرف هذه الكلمة ، وليس لنا علم بها ، وليس لها مادة في السعودية كلها بمعاهدها وكلياتها ، وتعجبت كل التعجب لفقدان هذه المادة وجهل الناس بهذه الكلمة ، واسترجعت تاريخ قدومي إلى الجامعة ، وكل المواد التي درستها في الثانوي والجامعة والدراسات العليا ، فوجدتها كلها مواد شرعية، فيها فقه مقارن وأصول الحديث من الكتب الستة بأسانيدها، والتفسير للقرطبي وفتح القدير للشوكاني والجلالين للسيوطي والمحلي ، وبداية المجتهد لابن رشد وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر وروضة الناظر لابن قدامة في أصول الفقه ، وألفية ابن مالك وقطر الندى لابن هشام ، وغيرها من المتون التي توجد في الجامعات الإسلامية كالأزهر والقرويين والزيتونة ، وكل المدارس الشرعية والمعاهد في باكستان والهند وغيرها، فعلمت أن هذه فرية لا شك في افتراءها واختلاقها ، فرجعت إلى كتب التاريخ والتراجم أتصفحها لعلي أظفر بتعريف لهذه الكلمة ، فوجدت أنها أطلقت في قرون قديمة على فرقة خارجية في الجزائر ، وأما في المملكة العربية السعودية فعند ظهور دعوة التوحيد التي جعل الله نشرها على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وكان العالَم آنذاك يغرق في أوحال الشركيات والشعوذة والخرافات ، والبدع وطرق الصوفية وطوائفها والسابين للصحابة المبغضين لهم من الروافض " الشيعة" في كثير من العالم الإسلامي ، وكل هؤلاء جندوا علماء السوء المرتزقة الذين يبيعون دينهم بدنياهم ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، وفي مقدمة هؤلاء كثير من علماء الدولة العثمانية ، لأنها في ذلك الوقت تبنت الأضرحة والصوفية وعلماء السوء الذين سخرتهم لضرب السنة والتوحيد، فأطلقوا هذه الكلمة " أي الوهابية" وكذبوا هذه الكذبة وافتروا هذه الفرية ، وراجت على كثير من العوام في العالم الإسلامي ، وأصبح معناها عندهم أي المفترون لها أن كل من التزم بالتوحيد وتجريده ، والتحرر من عبادة القبور والموتى والأضرحة والطواف بها وتقبيلها وتعفير الخدود عندها والصلاة عندها والذبح لها ، وشد الرحال إليها وصرف الأموال الطائلة فيها وتشييدها وتنويرها بأغلى المصابيح ، وإقامة صناديق النذور حولها وعقد المواسم لها ، والإستغاثة بمقبورها وطلب الشفاء منها وحمل المرضى والمعوقين ، وإقامة السدنة والكذبة حولها والتصوف بكل مكره وكذبه وغلوه وشعوذته واحتياله بما يسمى بالكرامات ، وهي لعمر الله شيطانيات ما أنزل الله بها من سلطان ، فمن لم يكن منهاجه هكذا وارتمى في أحضان الشركيات وهذه الخرافات ، فهو وهابي ...في نظر هؤلاء المرتزقة عبدة الدينار والدرهم ، وعبدة الجاه والمنصب ، قاتلهم الله أنى يؤفكون .
http://j.imagehost.org/0109/shjra3_by_zoro.png
فكل من حارب هذه المظاهر كلها وكان دأبه تعظيم السنة والدعوة إلى إقامتها في كل كلية وجزئية ونشرها والدعوة إليها ، والتحذير من البدع كلها صغيرها وكبيرها ، فهو وهابي ...
ويكفي صدقا لما قلت أن هذه الدعوة المباركة تبنى التحذير منها رئيس الصليبيين في وقته وأتباعه من الصهاينة والعملاء، فتبنى هذه الفكرة وروج لها في كل مكان، خوفا على صليبه وعلى دينه المبدل الذي يدعو إلى نشره في كل مكان مع أعوانه من الماسونيين الصهاينة ، فيرى الخبيث الأقلف أن دعوة الحق خطر على دولته ، وعلى منهاجه الكافر الذي يروج له في كل مكان ، ومع الأسف نفث هؤلاء الخبثاء هذه الفرية وهذه الأكذوبة المختلقة في الكثير من أهل الإسلام فصادف هوى في نفوسهم ، فجندوا أقلامهم وجرائدهم وفتحوا إذاعاتهم وقنواتهم لكل مرتزق يحذرون من دعوة التوحيد والسنة باسم الوهابية.
وكما يقولون : من عرف السبب زال عنه العجب، فزال عجبي مما كنت أسمعه في صغر سني من كلمة الوهابية ، وقبل اطلاعي على حقيقة الأمر تبين لي بما لا يدع مجالا للشك أن كثيرا من المأجورين مرتزقة ، يخفون دعوة التوحيد ويصدون عنها بهذه الشبهة الحقيرة، ولكن والحمد لله أسفر الصبح لذي عينين، وطبعت كتب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وارث دعوة النبوة وانتشرت في كل مكان على شكل موسوعات علمية تصل إلى مكتبة كل طالب علم في العالم أجمع، وأصبحت كتبه تشرح على مستوى القنوات ، وملئت الشبكات العنكبوتية بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي حازت السبق الآن،وأقبل عليها الشباب في كل مكان ، وعلموا خيانة المرتزقة وعلماء السوء في العالم الإسلامي ، وهاهي القبورية تودع أصحابها وتلفظ أنفاسها ، وتتبين مخاطرها لكل الشباب والشابات ، وأصبحت الأضرحة معالم سوء لا يحن إليها إلا من يحن إلى اللات والعزى ومناة الثالتة الأخرى ، وكل من يحن إليها في هذا العصر فهو إما جاهل أو مغرض وإما مرتزق متأكل من قبل جهات مشبوهة ، مسخر من رئيس الصليبيين ، فقد كشفت التقريرات عن المخططات التي يرسمها رئيس الصهاينة والصليبية للعالم أجمع في تدميره بكل أنواع التدمير ، بالموبقات الشركية والبدعية والدعارة ، وكل ما حرمه الله ورسوله ، ولا أريد أن أطيل في هذا الموضوع ، فقد قتل بحثا وكتب فيه القدامى والمعاصرون ، وأصبح كما قال القائل :
وليس يصح في الأفهام شيء---إذا احتاج النهار إلى دليل
وأصبحت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من باب : السماء فوقنا والأرض تحتنا ، فرسالة الأصول الثلاتة يحفظه الأطفال الصغار ، وأصبح كتاب التوحيد في جيب كل شاب موحد، فلا تجد شابا من أهل الإسلام في الهند و الباكستان والمغرب والجزائر ، وفي جميع المغرب العربي فضلا عن الخليج والسعودية ، إلا وله علم كامل بهذا الكتاب ، بل الكثير منهم يحفظه عن ظهر قلب ، وكل معهد شرعي في العالم الإسلامي إذا لم تتسلط عليه أيادي القمع والإرهاب ، فقد جعل من أهم مقرراته كتاب التوحيد.
وباقي العالم الإسلامي أصبحت عندهم عقائد الماتريدي وعلم الكلام الذي تبرأ منه الأشعري وأصحابه الصادقون الذي يعتبر زبالة أذهان فكر منحط ، من درسه أو درسه يهرف بما لا يعرف ، كما قال أحد كبار الأشاعرة: لقد استسمنت ذا ورم، ونفخت في غير ضرم، فالحمد لله الذي نجانا من هذه العقائد الباطلة التي حذر منها سلفنا الصالح .
وأنصح كل مسلم وطالب علم متعطش للحق وباحث عن الحقيقة، أن يتحرر من تلك القيود والأوهام ، وأن يقف على الحق بنفسه ، فيقرأ كتب الشيخ بكل صدق وتجرد وإنصاف وعدل ، وأن يعرضها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ككتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" وكتاب " الأصول الثلاتة" " وكشف الشبهات" و" مختصر سيرة الرسول " وبقية كتبه وموسوعاته العلمية ، فلن يجد إلا ما يسره من آية محكمة أو سنة قائمة أو أثر متبع للصحابة والسلف الصالح.
كيف لا وهو على مذهب الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة ، وقد اختصر كتاب الشرح الكبير في فقه الإمام أحمد . وإن أحب هذا الباحث المنصف أن يعرضه على على عالم من أهل الصلاح والصدق والإستقامة والتجرد والإنصاف ، شريطة أن ينزع الغلاف أو يخفي اسم المؤلف حتى يفرغ من قراءته عليه وسماع رأيه في الكتاب ، حتى لا يتأثر هذا العالم الذي عرض عليه الكتاب بتلك الشائعات القديمة ، والدعايات المغرضة اللئيمة، ومن ثم يخبره بالإسم ويطلعه على الخبر ، وقد فعل هذه الطريقة بعض الفضلاء الأذكياء ، فتحقق المراد وبانت الحقيقة، والحق ما شهدت به الأعداء، وأسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق والسداد، وسلوك طريق الرشاد
إنتهى بتصرف من كتاب : دعوة سلف الأمة ، إحياء الكتاب والسنة للشيخ محمد المغراوي حفظه الله
لا تنسونا من صالح الدعاء.
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا
http://j.imagehost.org/0207/shjra2_by_zoro.png