المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [إبداع] . . وَمْضُ مَوْتٍ ،



Yuzuyu-chan
26-1-2012, 10:23 PM
http://images.msoms-anime.net/images/37612492711657204276.jpg

،

قال لي مرة: "ارسمي الموت لي، بفرشاتكِ" . . وضحكَ، بينما التوت شفتاه بتشدق !
نظرتُ إليه بلا مبالاة تامة، كان هو أدرى بما يختبئ خلفها ،
كرر، بلهجة تُبطن أكثر مما تظهر، : "هيا، افعلي" !
افترت شفتاي عن شبه ابتسامة حاولت أن ترتسم، لكنها سرعان ما عجزت عن ذلك، فعاودت الانحسار !
قلت: "يا عزيزي، لم أدرِ أن روح النكتة تطورت بكَ إلى هذ الحد !" ،
إنه لا يدري، لا يدري أبدًا . . أي خيالات أثارها طلبه في مخيلتي، أي صورٍ بدأت تتزاحمُ بعقلي طالبة مني المفاضلة بينها !
وأنا أدري، أنه يدري، أن كلماته يومًا لم تكن عبثًا !
اعتدلتُ في جلستي، وأتبعتُ ذلكَ بنهوض، قائلة بدون تركيز -تقريبًا-: "يالكَ من مُتعب" ،
حثثتُ خطاي نحو مخدعي الخاص، قائلة بصوت عالٍ -ليصل إلي قبل إليه-: "لا تُزعجني" !
لمحتُ ابتسامة الانتصار على وجهه، وهي يُحني رأسه بسخرية صرفة، لكني لم أهتم أبدًا، وكيف أفعل؟!
وسمعته يُتمتم: "ستبدأ طقوسها، ستفعل" !
.

بمخدعي، وأمام مرآة حائطي العملاقة، وجّهتُ نفسي ،
بذاك البنطال الذي يرجو الخلاص، وذاكَ القميصُ الذي سيكمل سنيه العشر قريبًا ،
وشلالُ شعري انساب بحرية، ليلتف حول خصري، بألفة ،
وبجانب كرسيّ الهزاز الذي أسترخي عليه، تصاعدت رائحة القهوة المرة، مغرية ،
وبمكانٍ هادئ، وأضواءٍ خافتة، وموسيقى تنبعثُ من جهاز تسجيل قريب، بدأتُ بـ -طُقوسي- كما أسماها !
وسرعان ما ملأت آلاف الصور مساحة مرآتي الهائلة -التي كانت منذ لحظات فارغة صامتة- ،
وكلُ صورة تتوهج بريقًا، تنطقُ قائلة: أنا من تحتاجين" !
وبتلكَ الأطراف، أرى معاركًا تُشنّ، وينتصرُ الأكثر توهجًا . . ليعود فيتلاشى بعد أن ينتصر عليه آخر، دون توقف !
"آن وقت الاندماج" تمتمتُ بهمس ،
ليزداد الوميض، ليتألق التوهج، وليعمق ظلامُ المنتصف، أكثر فأكثر ،
وقررت، سأبدأُ من هناكْ !
.

دلفتُ إلى الخارج، لأراه لا يزال يقطنُ المقعد ذاته، بينما تسرحُ عيناه متأملة وهج نار المدفأة !
انتبه لخطواتي، فالتفت مذهولًا، قال: "ألم تتوجهي لمرسمكِ بعد؟!" ،
جثيتُ بقرب المدفأة، وعيناي تعكسان لهيب نارها، رافعة يدي أطلبُ الدفء ،
قلت: "أخبرني، ما الموتُ برأيكْ؟! متى نموت؟!" ،
بعد قليل تفكير قال: "ألسنا نموتُ عندما تُفارق الروح أجسادنا، بشكلٍ أو بآخر" !
لم يبدُ وكأنني سمعتُ، إذ سرحتُ بأفكاري دون إجابة !
بعد نصف الساعة ربما، قلت: "أخبرني، أليسُ كل من لا نعرف، كالميت بالنسبة لنا؟! أليس كلُ من تطاله أيدي نسيان ذاكرتنا هو كالميت بالنسبة لنا؟!" ،
أضفت: "هذا إن نظرنا للموت بمنظرونا، لا بمنظور الأموات" !
قال: "إلام تودين الوصول؟!" بحيرة تعتلي ملامحه ،
قفزتُ من مكاني بحيوية مُستغربة، وأسرعتُ الخطى نحو مرسمي، فتحتُ بابه، لأعود فأنظر إليه وهو مستغربٌ ينظرُ في أثري، قائلة: "سأخبرك، الموت . . هو الموت، بكل بساطة" ، وأغلقتُ الباب . .
و . .
الاستفسارات ، !



. . . . .


{مخرج ،





ليس ثمة موتى، غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة . .
إذ يمكننا بـالنسيان أن نشبع موتًا من شئنا من الأحياء ، فـنستيقظ ذات صباح ،
و نقرر أنهم ما عادوا هنا . . !
بـإمكاننا أن نلفّق لهم ميتة في كتاب، أن نخترع لهم وفاة مداهمة بـسكتة قلمية مباغتة كـحادث سير، مفجعة كـحادث غرق، و لا يعنينا إن هم بقوا بعد ذلك أحياء ،
فـنحن لا نريد موتهم، نريد جثث ذكراهم لـنبكيها، كما نبكي الموتى، نحتاج أن نتخلّص من أشيائهم، من هداياهم، من رسائلهم، من تشابك ذاكرتنا بهم ، نحتاج على وجه السرعة أن نلبس حدادهم بعض الوقت، ثم ننسى !

- أحلام مُستغانمي - ،

. نُشر في مكانٍ آخر ،

beautiful bird
26-1-2012, 10:33 PM
قليل عليها كلمة رائعة : )
ربي يحفظك " مرور بسيط "
بيوتي

سُلوان
27-1-2012, 02:41 PM
وكل يوم تثبت لى نظريتى فى أنك من العمالقة :) !

جنح الخيال
10-3-2012, 05:29 PM
Yuzuyu _ chan (http://www.msoms-anime.net/u8991.html)




سرت أقرب وأنا من ذاتي غريبة ..

.
أرى الموت ولكأنني أُساقُ إليه ويمسسني بأطرافه



أراه ولا أدركه ...
فكيف يدرك الأحياء ما بعالم مجهول مجهول بعيد بعيد عن جَنَحِ خيالهم



أترى الموت موتٌ أم تراه آفة أم نعمة مغنمة؟









"أخبرني، أليسُ كل من لا نعرف، كالميت بالنسبة لنا؟! أليس كلُ من تطاله أيدي نسيان ذاكرتنا هو كالميت بالنسبة لنا؟!"






عجيبٌ أمرنا ... وعجيب أمرك ...
أو ليس الميت يسبح في نبض قلوبنا ..؟


أم أنه حيٌ

بل أفضل حالاً ممن غاب عنا سناه ...








إذ يمكننا بـالنسيان أن نشبع موتًا من شئنا من الأحياء ، فـنستيقظ ذات صباح ،






و نقرر أنهم ما عادوا هنا . . !




أعجبني ما نثرته من حروف صداها توغل في قلبي

لهو من الرائع أن نفرغ ما يمتلكنا


والأروع إذا وجدنا من يفك تلك الشفرات!