متفائل جداً
1-2-2012, 07:16 PM
http://images.msoms-anime.net/images/64012189444203404819.gif
http://tatdo.files.wordpress.com/2011/03/lonely_man1.jpg
ولد كباقي الرجال في العالم ، لم يختر اسمه ، تاريخ ميلاده ، أو المكان الذي سيلد فيه ، و لكن " الله " قد اختار كل هذا فأنعم عليه باسم ذو رمز ديني و تاريخ مميز و بلد غني ، و الأهم من كل ذلك جعله مسلماً من أبوين مسلمين كما كان أسلافهما من المؤمنين ، و لم يكتفي بذلك بل أنعم عليه بنسب عربي رفيع و قبيلة عريقة ، و رزقه بأسرة ثرية تعيش في الرخاء كمعظم الأسر في بلده .
عندما بلغ سن التعليم ، كان يرى أبويه يتشاجران دوماً ، و لم يكن يعلم ما هو الفطور و الغداء و العشاء ، و لم يكن يعلم ما معنى الوقت ، كان هذا الطفل يكتفي بالذهاب إلى المدرسة ثم العودة إلى البيت ليشاهد الأنمي المدبلج مثل عدنان و لينا ، أفلام ديزني ، النمر المقنع ، الرمية الملتهبة ، داي الشجاع ، و لاحقاً المحقق كونان .
تعلم هذا الولد بغير إرادته ألفاظاً نابية و بذيئة ، و كان يسمعها كشرب الماء ، و على صعيد آخر كان يتعلم التربية الإسلامية و حفظ القرآن و الحديث ، و لكن في واقعه كان الجانب المظلم هو الأقوى عند ذاته ، مرت سنين و لأنه طفل لا يعقل كان ينخرط في المشاجرات مع الطلاب الآخرين ، الجميع يستغرب لماذا هو هكذا ؟ هل يعاني من اضطراب ما ؟ أم أنها ضغوط عائلية ؟
رغم انحراف هذا الولد و تعلمه للسلبيات و اطلاعه على مفسدات الغرب إلا أنه كان يقدس الدين و رموزه ، و كان يخشى حتى التفكير بالذات الإلهية .
و مرت سنين أخرى فاكتشف هذا المراهق اختراع اسمه الانترنت ، فدخل في عوالم كثيرة و حاط بالثقافات العميقة ، فبدأ حياته في العالم الافتراضي بالإبحار في المواقع الانجليزية ، ثم اكتشف المنتديات العربية ، بدأ هذا المراهق بنشر الشتائم عبر المواضيع ، كان يعتقد أنه لا شيء و مجرد شخص تافه فلا حل لجذب الانتباه إلا بهذا الأسلوب العقيم ، ثم تطور معه الأمر فبدأ يتطاول على الدين ، المجتمع ، و يرتكب الكبائر .
في الواقع بالرغم من انحرافه استماداً من بيئته كان له مبدأ غريب ، و هو ألا يكون له صداقات مع الجنس الآخر ، حتى بلغ العقد الثالث من عمره فحذف هذا المبدأ من رأسه إرضاءً لتركيبته البيولوجية .
الشيء الذي لم يعلمه أحد عن هذا الرجل أنه كان يخفي دموعه أحياناً تأثراً بما يراه في الواقع و على نفسه ، كان يفكر كثيراً هل حقاً جدته تعاني من المس ؟ و هل حقاً أن الذي كان يتحدث من جسدها جنياً متضايق من تلاوة الشيخ ؟ لماذا خسر جده و هو طفل صغير ؟ و لماذا خسر جدته و هو طالب علم في المهجر ؟
ما قصة أمه ؟ و لماذا تعتقد فيه أنه مصلح عالمي و منقذ البشرية ؟
ثم بدأ يفكر في أمور أخرى ، لماذا تباع الخمور و يسمح بوجود الكاسيات العاريات في بلده الإسلامي ؟ لماذا يسمح ببيع مستلزمات التدخين و الأفلام الأجنبية و الأغاني الهابطة ؟ لماذا لا يكترثون بفلسطين و تحرير الأقصى ؟ لماذا نشاهد الأنمي بدلاً من حمل السلاح و التجهيز للجهاد ؟ لماذا نمتلك النزعة العنصرية كالتمييز الجنسي و العرقي و القبلي و القومي ؟
ماذا حدث لنا ؟ هل بدأتُ أنسى الإسلام و حساب الله ؟ هل أصبحنا نفضل المادة على الظروف الإنسانية و الحياة الاجتماعية ؟
لماذا لا أستطيع المواظبة على الصلاة ؟ و لماذا لم أعش في بيئة تؤهلني لأكون عبداً شاكراً و مخلصاً لله ؟
بماذا تتميز الأنثى ؟ و هل رغبتها كرغبتي ؟
ثم بدأ يجهش بالبكاء و الإحساس بعدم الأمان ، كيف لا و قد نساه العالم ، فلجأ إلى الطبيب النفسي يشكوه وحدته و اكتئابه ، فأعطاه الطبيب تلك العقاقير .
واظب على تناول العقاقير فأصبح مبتسماً و أمسى ضاحكاً
فبدأ يقول و عقله تحت تأثير الدواء : يا له من عالم جميل .. الحياة جميلة .. أنا سعيد جداً .
http://tatdo.files.wordpress.com/2011/03/lonely_man1.jpg
ولد كباقي الرجال في العالم ، لم يختر اسمه ، تاريخ ميلاده ، أو المكان الذي سيلد فيه ، و لكن " الله " قد اختار كل هذا فأنعم عليه باسم ذو رمز ديني و تاريخ مميز و بلد غني ، و الأهم من كل ذلك جعله مسلماً من أبوين مسلمين كما كان أسلافهما من المؤمنين ، و لم يكتفي بذلك بل أنعم عليه بنسب عربي رفيع و قبيلة عريقة ، و رزقه بأسرة ثرية تعيش في الرخاء كمعظم الأسر في بلده .
عندما بلغ سن التعليم ، كان يرى أبويه يتشاجران دوماً ، و لم يكن يعلم ما هو الفطور و الغداء و العشاء ، و لم يكن يعلم ما معنى الوقت ، كان هذا الطفل يكتفي بالذهاب إلى المدرسة ثم العودة إلى البيت ليشاهد الأنمي المدبلج مثل عدنان و لينا ، أفلام ديزني ، النمر المقنع ، الرمية الملتهبة ، داي الشجاع ، و لاحقاً المحقق كونان .
تعلم هذا الولد بغير إرادته ألفاظاً نابية و بذيئة ، و كان يسمعها كشرب الماء ، و على صعيد آخر كان يتعلم التربية الإسلامية و حفظ القرآن و الحديث ، و لكن في واقعه كان الجانب المظلم هو الأقوى عند ذاته ، مرت سنين و لأنه طفل لا يعقل كان ينخرط في المشاجرات مع الطلاب الآخرين ، الجميع يستغرب لماذا هو هكذا ؟ هل يعاني من اضطراب ما ؟ أم أنها ضغوط عائلية ؟
رغم انحراف هذا الولد و تعلمه للسلبيات و اطلاعه على مفسدات الغرب إلا أنه كان يقدس الدين و رموزه ، و كان يخشى حتى التفكير بالذات الإلهية .
و مرت سنين أخرى فاكتشف هذا المراهق اختراع اسمه الانترنت ، فدخل في عوالم كثيرة و حاط بالثقافات العميقة ، فبدأ حياته في العالم الافتراضي بالإبحار في المواقع الانجليزية ، ثم اكتشف المنتديات العربية ، بدأ هذا المراهق بنشر الشتائم عبر المواضيع ، كان يعتقد أنه لا شيء و مجرد شخص تافه فلا حل لجذب الانتباه إلا بهذا الأسلوب العقيم ، ثم تطور معه الأمر فبدأ يتطاول على الدين ، المجتمع ، و يرتكب الكبائر .
في الواقع بالرغم من انحرافه استماداً من بيئته كان له مبدأ غريب ، و هو ألا يكون له صداقات مع الجنس الآخر ، حتى بلغ العقد الثالث من عمره فحذف هذا المبدأ من رأسه إرضاءً لتركيبته البيولوجية .
الشيء الذي لم يعلمه أحد عن هذا الرجل أنه كان يخفي دموعه أحياناً تأثراً بما يراه في الواقع و على نفسه ، كان يفكر كثيراً هل حقاً جدته تعاني من المس ؟ و هل حقاً أن الذي كان يتحدث من جسدها جنياً متضايق من تلاوة الشيخ ؟ لماذا خسر جده و هو طفل صغير ؟ و لماذا خسر جدته و هو طالب علم في المهجر ؟
ما قصة أمه ؟ و لماذا تعتقد فيه أنه مصلح عالمي و منقذ البشرية ؟
ثم بدأ يفكر في أمور أخرى ، لماذا تباع الخمور و يسمح بوجود الكاسيات العاريات في بلده الإسلامي ؟ لماذا يسمح ببيع مستلزمات التدخين و الأفلام الأجنبية و الأغاني الهابطة ؟ لماذا لا يكترثون بفلسطين و تحرير الأقصى ؟ لماذا نشاهد الأنمي بدلاً من حمل السلاح و التجهيز للجهاد ؟ لماذا نمتلك النزعة العنصرية كالتمييز الجنسي و العرقي و القبلي و القومي ؟
ماذا حدث لنا ؟ هل بدأتُ أنسى الإسلام و حساب الله ؟ هل أصبحنا نفضل المادة على الظروف الإنسانية و الحياة الاجتماعية ؟
لماذا لا أستطيع المواظبة على الصلاة ؟ و لماذا لم أعش في بيئة تؤهلني لأكون عبداً شاكراً و مخلصاً لله ؟
بماذا تتميز الأنثى ؟ و هل رغبتها كرغبتي ؟
ثم بدأ يجهش بالبكاء و الإحساس بعدم الأمان ، كيف لا و قد نساه العالم ، فلجأ إلى الطبيب النفسي يشكوه وحدته و اكتئابه ، فأعطاه الطبيب تلك العقاقير .
واظب على تناول العقاقير فأصبح مبتسماً و أمسى ضاحكاً
فبدأ يقول و عقله تحت تأثير الدواء : يا له من عالم جميل .. الحياة جميلة .. أنا سعيد جداً .