هَميمـْ
7-2-2012, 12:52 PM
http://images.msoms-anime.net/images/13885024979263505024.gif
الحُبُّ الأول .. وقُـبْلتي المؤذية
http://im13.gulfup.com/2012-02-07/1328610966901.jpg
دعتني نفسي إلى حضنها ذات ليلة ، لم يكن في المنزلِ غيرنا ، أنا وهي والجدران والأثاث ..
كنتُ أمني نفسي من قبل بليلة أستأثرُ بها على أولئك الذين يقضونَ جدولها اليومي بالمضايقات والمعاكسات ، ولا أكذب إن أنكرت أني كنتُ معهم ، ولكن القدرَ جعلني أخلو بها من دونهم ..
كان بابُ الغرفة مغلقاً بإحكام ولكن كعادة المحبين لم أكن قد أغفلتُ احتياطها من حساباتي ولأنَّ كلَّ خُطة فيها ثغرة ، أو لأن الليلة ليلةُ حظي فقد سهلَ علي أن أتجاوز الأمر ..
كان الأمر كما لو أنَّ كلَّ شيءٍ معدٌّ مسبقاً ، أجوزُ خطوةً بتسهيلٍ ولا أفكِّرُ بالأخرى إلا وأجدها قد انتهت !!
هل كانت بهذه السهولة ، أنا أعلم أنها من ذوات الأصلِ العريق والنسب الرفيع ، ليست كتلك التي تتبخترُ في الإعلام مبديةً زينتها خلف أظهر الرجال ، أنا أعلمُ كم من الوقتِ يجبُ عليَّ حتى أخطبَ ودَّها ، لكن شيئاً كان يسير رغماً عني وعنها وأنا لا أعرفُ مصدره ..
كانت الساعةُ قد أشرفت على منتصف الليل وكعادة ليل الشتاء يمرُّ بطيئاً كأنما هو ملتحفٌ يعزمُ الرحيل فيحبسُه النسيم ، يجرُّ خطوةً ويتريث أخرى حتى يُدركَه الفجرُ فيأوي لكهوف الجبال وشقوقها !
http://im13.gulfup.com/2012-02-07/1328610966172.jpg
كانت الثغرةُ تلك الفتحةَ الموجودةَ في الجدار الشمالي للغرفة ، نزلتُ إلى الفناء ، ولأن غرفتها تعتلي الطابقَ العلوي اضطررتُ خلسةً أن أتسلق شجرةَ الصنوبر العالية ،،
وككل ليلة تسلقتها إلى الحبيبة ، ولكن الليلة ليلةُ الحظ ، ولن يقف الأمرُ عند مجرد الجلوس واختلاس النظر ، أنا أعلمُ أنها تحبني كما أنا أحبها ، يجبُ عليَّ أن أفتح النافذةَ وأقابلها لا بأس إن سمحت لي بقبلةٍ وبمجرد أن أرى بصيص السماح في عينيها فلن أتأخر لحظة سأضمها إلى صدري وأمسح مرارة الشوق وعناء الانتظار ..
صعدتُ إلى أعلى الشجرة ونظرتُ من الثقب الموجود في الجدار فكدتُ أن أقع لما وقع في عيني ، وصدقٌ أن الخيال شيءٌ والحقيقةَ شيء ، انهارت كل شجاعتي أمام وجهها المشرق و شعرتُ برجفة في صدري وآه لم أستطع الإبقاء عليها وهي تشعتل طامحة إلى التحرر والانفلات ..
http://im13.gulfup.com/2012-02-07/1328610966813.jpg
نفضتُ رأسي ودعكت عيني ولم أصدق ، رأيتها مسندةً ظهرها إلى الجدار وكأنها تنتظرُ حبيباً يكسرُ صمتها ويبادلها الحديث في هذه الساعة المتأخرة ..
نظرت إليَّ بعينٍ حزينةٍ مستبشرة ، لستُ أدري كيف استقرَّ هذا الوصفُ في لساني ولكنه تصويرٌ للحال الذي لم يكذب أبداً ، شعرتُ بغصَّةٍ عظيمة لم أستطع معها إلا البكاء .. " البكاء الداخلي " فلم أكن شجاعاً كفايةً لأجعلها تنظر إلى شيءٍ يكدرها ..
هززتُ الجذع حتى دنوت من النافذة ، وفتحتها ثم قفزت إلى وسط غرفتها ، لم أكن أشعرُ بخطواتي ، كأن شيئاً يدفعني إليها ولأنها ليلةُ حظي لم أكن لأقف مفسِّراً كلَّ تلك الحوادث المتتابعة ، أسلمتها لحسن الحظ وأسلمتُ نفسي إليها تقودني إلى الفاتنة ..
اقتربتُ منها وشعرتُ أنها بحاجةٍ إلى دفءِ الحنان ، أمسكتُ بيديها وجذبتها إليَّ في جنونٍ غريب ، ضممتها إلى صدري ، وأخرجتُ منها كتابي المفضل ، قبلتُه فوجدتُ أثر الغبار في شفاهي ، مسحتُ التراب عن شفتيَّ وبدأتُ أقلِّبُ أوراقَه ... ا.هـ
http://im13.gulfup.com/2012-02-07/132861096614.jpg
هَميمـْ
14.1.2012
_____________________________________
خاطرة بعدَ أن أغلقت الوالدة غرفة المكتبة وذهبوا في ضيافة أحد الأقارب ،، كانت المغامرةُ فريبةً مما في الصورة ، السلَّمُ هو شجرة الصنوبر ، والدور العلوي هو " تنقيز النافذة " :)
الحُبُّ الأول .. وقُـبْلتي المؤذية
http://im13.gulfup.com/2012-02-07/1328610966901.jpg
دعتني نفسي إلى حضنها ذات ليلة ، لم يكن في المنزلِ غيرنا ، أنا وهي والجدران والأثاث ..
كنتُ أمني نفسي من قبل بليلة أستأثرُ بها على أولئك الذين يقضونَ جدولها اليومي بالمضايقات والمعاكسات ، ولا أكذب إن أنكرت أني كنتُ معهم ، ولكن القدرَ جعلني أخلو بها من دونهم ..
كان بابُ الغرفة مغلقاً بإحكام ولكن كعادة المحبين لم أكن قد أغفلتُ احتياطها من حساباتي ولأنَّ كلَّ خُطة فيها ثغرة ، أو لأن الليلة ليلةُ حظي فقد سهلَ علي أن أتجاوز الأمر ..
كان الأمر كما لو أنَّ كلَّ شيءٍ معدٌّ مسبقاً ، أجوزُ خطوةً بتسهيلٍ ولا أفكِّرُ بالأخرى إلا وأجدها قد انتهت !!
هل كانت بهذه السهولة ، أنا أعلم أنها من ذوات الأصلِ العريق والنسب الرفيع ، ليست كتلك التي تتبخترُ في الإعلام مبديةً زينتها خلف أظهر الرجال ، أنا أعلمُ كم من الوقتِ يجبُ عليَّ حتى أخطبَ ودَّها ، لكن شيئاً كان يسير رغماً عني وعنها وأنا لا أعرفُ مصدره ..
كانت الساعةُ قد أشرفت على منتصف الليل وكعادة ليل الشتاء يمرُّ بطيئاً كأنما هو ملتحفٌ يعزمُ الرحيل فيحبسُه النسيم ، يجرُّ خطوةً ويتريث أخرى حتى يُدركَه الفجرُ فيأوي لكهوف الجبال وشقوقها !
http://im13.gulfup.com/2012-02-07/1328610966172.jpg
كانت الثغرةُ تلك الفتحةَ الموجودةَ في الجدار الشمالي للغرفة ، نزلتُ إلى الفناء ، ولأن غرفتها تعتلي الطابقَ العلوي اضطررتُ خلسةً أن أتسلق شجرةَ الصنوبر العالية ،،
وككل ليلة تسلقتها إلى الحبيبة ، ولكن الليلة ليلةُ الحظ ، ولن يقف الأمرُ عند مجرد الجلوس واختلاس النظر ، أنا أعلمُ أنها تحبني كما أنا أحبها ، يجبُ عليَّ أن أفتح النافذةَ وأقابلها لا بأس إن سمحت لي بقبلةٍ وبمجرد أن أرى بصيص السماح في عينيها فلن أتأخر لحظة سأضمها إلى صدري وأمسح مرارة الشوق وعناء الانتظار ..
صعدتُ إلى أعلى الشجرة ونظرتُ من الثقب الموجود في الجدار فكدتُ أن أقع لما وقع في عيني ، وصدقٌ أن الخيال شيءٌ والحقيقةَ شيء ، انهارت كل شجاعتي أمام وجهها المشرق و شعرتُ برجفة في صدري وآه لم أستطع الإبقاء عليها وهي تشعتل طامحة إلى التحرر والانفلات ..
http://im13.gulfup.com/2012-02-07/1328610966813.jpg
نفضتُ رأسي ودعكت عيني ولم أصدق ، رأيتها مسندةً ظهرها إلى الجدار وكأنها تنتظرُ حبيباً يكسرُ صمتها ويبادلها الحديث في هذه الساعة المتأخرة ..
نظرت إليَّ بعينٍ حزينةٍ مستبشرة ، لستُ أدري كيف استقرَّ هذا الوصفُ في لساني ولكنه تصويرٌ للحال الذي لم يكذب أبداً ، شعرتُ بغصَّةٍ عظيمة لم أستطع معها إلا البكاء .. " البكاء الداخلي " فلم أكن شجاعاً كفايةً لأجعلها تنظر إلى شيءٍ يكدرها ..
هززتُ الجذع حتى دنوت من النافذة ، وفتحتها ثم قفزت إلى وسط غرفتها ، لم أكن أشعرُ بخطواتي ، كأن شيئاً يدفعني إليها ولأنها ليلةُ حظي لم أكن لأقف مفسِّراً كلَّ تلك الحوادث المتتابعة ، أسلمتها لحسن الحظ وأسلمتُ نفسي إليها تقودني إلى الفاتنة ..
اقتربتُ منها وشعرتُ أنها بحاجةٍ إلى دفءِ الحنان ، أمسكتُ بيديها وجذبتها إليَّ في جنونٍ غريب ، ضممتها إلى صدري ، وأخرجتُ منها كتابي المفضل ، قبلتُه فوجدتُ أثر الغبار في شفاهي ، مسحتُ التراب عن شفتيَّ وبدأتُ أقلِّبُ أوراقَه ... ا.هـ
http://im13.gulfup.com/2012-02-07/132861096614.jpg
هَميمـْ
14.1.2012
_____________________________________
خاطرة بعدَ أن أغلقت الوالدة غرفة المكتبة وذهبوا في ضيافة أحد الأقارب ،، كانت المغامرةُ فريبةً مما في الصورة ، السلَّمُ هو شجرة الصنوبر ، والدور العلوي هو " تنقيز النافذة " :)