قطـرات الندى
26-2-2012, 10:19 PM
http://i.imgur.com/Ng8l6.png
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتمَّ علينا النعمة، وجعل أمتنا - ولله الحمد - خير أمة، وبعث فينا رسولاً منا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة. أحمده على نعمه الجمَّة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تكون لمَنِ اعتصم بها خير عصمة.
وأشهد أنَّ مُحمَّدًا عبده ورسوله أرسله للعالمين رحمة، وفرض عليه بيان ما أنزل إلينا فأوضح لنا كل الأمور المهمَّة، وخصَّه بجوامع الكَلِم فربما جمع أشتات الحكم والعلوم في كلمة أو شطر الكلمة! فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً تكون لنا نورًا من كل ظلمة، وسلم تسليمًا.
أما بعد ~
تحتل النصيحة في الشريعة الإسلامية مكانة سامية ومنزلة عالية ،
كيف لا وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مفهوم النصيحة مساوياً للدين كله فقال: " الدين النصيحة".
,
فبفضل الله الذي وفقنا لجمع بعض فضائل النصيحة في هذا الموضوع الذي أسأل الله تعالى
أن ينفع به الجميع ويجزي خير الجزاء كل من ساهم بطرحه .
http://i.imgur.com/pUKmU.png
أولاً., تعريف النصيحة .,
قال الخطابي : قيل إنها مأخوذة من نصحت العسل إذا خلصته من الشمع . شبهوا تخليص القول من الغش بتخليص العسل من الخلط .
قال الفخر الرازي :النصيحة أن يرغبه في الطاعة ويحذره من المعصية ويسعى في تقرير ذلك الترغيب لأبلغ الوجوه.
قال النووي : النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبه إذ خاطه . فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوص له بما يسده من خلل الثوب.
http://i.imgur.com/pUKmU.png
ثانياً ::. خصائص النصيحة وسماتها .::
1. الإخلاص لله تعالى ، ويقتضي التنزه عن كل ما ينافي الإخلاص ، والتخلص من أغراض النفس والهوى ، كما يقتضي انتهاج المنهج النبوي في النصح والتذكير.
2. إرادة الخير وتوخيه للمنصوح ، ويقتضي الترفع عن كل ما ينافي ذلك من الغش ونحوه .
3. بذل الوسع في سبيل النصيحة ، ويشمل كل صور التعبير عن إرادة النصح ، نصح بالقول واللسان ، ونصح بالولاء والمحبة ، ونصح بدفع الضرر ودرء الشر والتحذير منه ، ونصح يجلب الخير والترغيب فيه والدلالة عليه ، كل ذلك في حالة الغيب والشهادة .
http://i.imgur.com/pUKmU.png
ثالثاً ::. الفرق بين النصيحة والتعيير .::
التعيير : من العير : وهي ما رُكِبَ عليه من الحمير والإبل والبغال .والمراد أن التعيير : هو أن يظهر السوء ويشيعه في قالب النصح ويريد بذلك التوصل إلي غرض فاسد كصاحب العير الذي يتخذ العير وسيلةً لغرضه.
فمن الناس من يلبس غايته السيئة ثوب النصيحة ، قال تعالى حاكيا عن إبليس : ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) (لأعراف:21).
قال ابن رجب : ومِن أظهرِ التعيير ، إظهارُ السوء وإشاعتُه في قالب النصح ، وزعمُ أنه إنما يحمله على ذلك العيوب ، وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى ، فهو من إخوان المنافقين الذين ذمهم الله في كتابه في مواضع.
http://i.imgur.com/pUKmU.png
رابعاً .:: مشروعية النصيحة ، ومكانتها في الدين ، وأهميتها ::.
1. إن النصيحة هي الدين وعليها مدار الإسلام كله .
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ الدِّينُ النَّصِيحَةُ . قُلْنَا : لِمَنْ ؟ قَالَ : لِلَّهِ ، وَلِكِتَابِهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَامَّتِهِمْ ].
2. النصيحة هي الواجب الذي يشترط لنجاة أهل الأعذار من الجهاد .( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:91) .
3. النصيحة هي خلاصة دعوة كل رسول .قال الله تعالى ، عن صالح - عليه السلام - بعد أن دعا قومه ورفضوا دعوته(فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) (الأعراف:79) .
4.من عقوبة عدم النصح اللعن ، وتركه تشبه باليهود .قال تعالى (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة: 78 - 79).
5. يدخل فيها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر:قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُـونَ بِاللهِ) [آل عمـران:110].
6. النصيحة فيها فرصة لمحاسبة النفس: فإنَّ الإنسان قد ينصح نفسه دون أن يحتاج إلى غيره، وكذلك الجماعة قد تنتصح نفسها؛ بل الدول قد تنتصح نفسها.ولذلك قال عمر رضي الله عنه [ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ].
7. النصح مهم لكشف الأخطاء وسرعة علاجها إن النصح هو الكشف الطبي المتواصل الذي يكتشف المرض بسرعة، وبالتالي يعالج قبل أن يستفحل، ويصل إلى مرحلة الخطر أو فقدان الأمل في العلاج؛ ولذلك لابد من النصح.
8. النصح مشاركة من الجميع في الإصلاح بحيث يصبح كل فرد في المجتمع له دوره ومجاله، ولا يغدو الناس مجرد قطعان تساق، وهي لا تفكر ولا تعي.
9. النصح احتفاظ بإنسانية الإنسان .
10. النصح مرآة تكشف عيوب النفس :كما أن من جوانب أهمية النصح أنه يجلي للإنسان وللأمة، وللجماعة وللدولة صفة نفسها وصورتها، فهو مرآة حقيقية لا زيف فيها ولاتزيُّد ولا تنقص.
http://i.imgur.com/pUKmU.png
خامساً .:: واجبات الناصح ::.
أولا : ما يجب على الناصح قبل النصيحة .
اعلم ـ وفقكم الله للخير ـ أن هناك عدة أمور يجب أن يتحلى بها من تصدى للنصح قبل أن يقوم بذلك :
1. انصح لنفسك أولا. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : أَصْلِحْ نَفْسَك لِنَفْسِك يَكُنْ النَّاسُ تَبَعًا لَك .
2. (ملاحظة "مؤشر الإخلاص" في قلبك اتجاه النصيحة) :عَنْ أمِيرِ المُؤْمِنِينَ أبي حَفْصِ " عُمَرَ بْنِ الخَطَاب " رَضيَ الله عَنْهُ قَال: سَمِعت رسُولَ الله صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّم يَقُول: "إنَّمَا الأعْمَالُ بَالْنيَاتِ، وَإنَّمَا لِكل امرئ مَا نَوَى، فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتهُ إلَى اللّه وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتهُ إلَى اللّه وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرتُهُ لِدُنيا يُصيبُهَا، أو امْرَأة يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُه إلَى مَا هَاجَرَ إليهِ "
3. (أن تقدم بين يديك محبة المنصوح أولا) وخاصة إن كان من أهل العلم:قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – [ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ أَوْ قَالَ لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ]ـ
قال الترمذي : (لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم)
4. (أن تــقـدم بيـن يـديـك إحســان الظــن) :قال الحق سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } (الحجرات:12) .
وعن عمر بن الخطاب قال : [لا تظنن بكلمة خرجت من في امرئ مسلم سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا ].
5. أن تكون عالما بحال من تتكلم عنه ، أو معه ، فكيف تنصح إنساناً لا تعرفه
6. (تــــرك التــعـــصــب)
7. (التـــأني في الإنـــكار ) : وذلك خشية أن يقع صاحبه في الظلم، فقد ينكر على الآخر على عجالة بدون تأني.
8. التَّثَبُّت من الأمر المنصوح فيه :
الرد كما نبـهنا الله تعالى لذلك: { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } (الإسراء:36) .
9. لا يشترط في الناصح كمال الحال
قَالَ الْعُلَمَاء : وَلَا يُشْتَرَط فِي الْآمِر وَالنَّاهِي أَنْ يَكُون كَامِل الْحَال مُمْتَثِلًا مَا يَأْمُر بِهِ مُجْتَنِبًا مَا يَنْهَى عَنْهُ.
ثانياً : ما يجب على الناصح أثناء النصيحة
1. الإخلاص.
2. اختيار المكان المناسب ، محدود الحضور.
3. اختيار الزمن المناسب.
4. (أن تـتـحرى الألـفــاظ عـنـد الـنـصـيـحة) :{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } (البقرة :83) .
تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث ، ويعتمد إيقاع الخصم في الإحراج{ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِم } (النساء: من الآية148)
.
5- عدم اتهامه بما ليس فيه.
6- عدم اتهام النيات .
7- الإنصاف ( كن عادلا في نصحك ، ونقدك ).قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" [المائدة:8]
8 - النصيحة سرا أبلغ للقبول .(أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)
وقال بعض العلماء لمن يأمر بالمعروف : ( واجتهد أن تستر العصاة فإن ظهور عوراتهم وهن في الإسلام أحقُّ شيء بالستر : العورة ) .
قول الإمام الشافعي رحمه الله :
تعمدني النصيحة في انفرادي
*....................** وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
***>00000000> من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني و عصيت أمري
***000000000> فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
9- عدم التعيير والتثريب: وقيل لبعض السلف : أتحبُّ أن يخبرك أحد بعيوبك ؟ فقال : ( إن كان يريد أن يوبخني فلا ) ..
قال الفضيل : ( المؤمن يستر وينصح ، والفاجر يهتك ويُعيِّر ).
10- الرفق الرفق: قال تعالى: (وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) ، وعلمه النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه حين قال لهم: ( إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين )..و قال رسولنا صلي الله عليه وسلم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه ".
12- بلاغة القول .
13- تبيين مواطن الاتفاق والاختلاف من البداية .
14- تبيين الحكم مع الترغيب والترهيب.
15- حسن الاستماع وأدب الإنصات وتجنب المقاطعة.
16- تقدير المنصوح واحترامه.
17- استعمال الصبر والمداراة ، واحتمال الأذى ومقابلة السيئة بالحسنة.
http://i.imgur.com/pUKmU.png
سادساً ::. آيات تدل على حسن معاملة المنصوح .::
قال تعالى :
((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ))
((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن..))
قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}
قوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء: من الآية53]
قال سبحانه: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت/46].
http://i.imgur.com/pUKmU.png
سابعاً ::. مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة .::
. عن أبي أمامه قال : إن فتىً شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم .. فقال : يا رسول الله ! ائذن لي بالزنا ! فأقبل القوم عليه فزجروه .. وقالوا مه مه ! فقال – الرسول صلى الله عليه وسلم- -: اِدنُه ، فدنا منه قريباً ، قال : فجلس . قال أتحبُّه لأمك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال أتحبُّه لأختك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال أتحبُّه لعمتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال أتحبُّه لخالتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال : فوضع يده عليه ، وقال : اللهم ! اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء . صححه الألباني
[*=right]غلظ الأعرابي وحلم الرسول صلى الله عليه وسلم
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك قال ك
نت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبه شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ثم قال مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
قال صلى الله عليه وسلم (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)
حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، قثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ ، قثنا أَبِي ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَامِعٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْحَكَ , ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ " . قَالَ : فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي . فَقَالَ
النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ مِثْلَ ذَلِكَ ، حَتَّى كَانَتِ الرَّابِعَةُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِمَّا أُطَهِّرُكَ ؟ " قَالَ : مِنَ الزِّنَا ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَبِهِ جُنُونٌ ؟ " فَأُخْبِرَ أَنْ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ ، فَقَالَ : " أَشَرِبَ خَمْرًا ؟ " فَقَامَ رَجُلٌ , فَاسْتَنْكَهَهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَزَنَيْتَ أَنْتَ ؟ " قَالَ : نَعَمْ . فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ ، فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ ، تَقُولُ فِرْقَةٌ : لَقَدْ هَلَكَ مَاعِزٌ عَلَى أَسْوَأِ عَمَلِهِ , قَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ . وَقَائِلٌ يَقُولُ : أَتَوْبَةٌ أَفْضَلُ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ ، إِنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ فَقَالَ : اقْتُلْنِي بِالْحِجَارَةِ . قَالَ : فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : " اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ " . قَالَ : فَقَالُوا : يَغْفِرُ اللَّهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِّمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهَا " )).
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو نعيم ثنا بشير حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله
عليه وسلم فجاءته امرأة من غامد فقالت يا نبي الله إني قد زنيت وأنا أريد أن تطهرني فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أرجعي
فلما أن كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا فقالت يا رسول الله إني قد زنيت وأنا أريد أن تطهرني فقال لها النبي صلى
الله عليه وسلم ارجعي فلما أن كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا فقالت يا نبي الله طهرني فلعلك أن تردني كما رددت
ماعز بن مالك فوالله إني لحبلى فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ارجعي حتى تلدي فلما ولدت جاءت بالصبي تحمله فقالت يا نبي
الله هذا قد ولدت قال فاذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته جاءت بالصبي في يده كسرة خبز قالت يا نبي الله هذا قد فطمته
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فدفعه إلى رجل من المسلمين وأمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر
الناس أن يرجموها فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فنضح الدم على وجنة خالد فسبها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه
إياها فقال مهلا يا خالد بن الوليد لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تأبها صاحب مكس لغفر له فأمر بها فصلى عليها ودفنت .
فأسال الله العظيم أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .ويوفقنا إلى الخير ويصلح ظاهرنا وباطننا . ويصلح أحوالنا وأحوال إخواننا المسلمين في كل مكان .
بأبي هو وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المربي الفاضل الأكثر غيرة على دين الله مننا ولكنه وبفضل الله
وبرحمته التي حباها لهذا القائد والمربي الكريم عليه الصلاة والسلام التمس جانب الخير بهذا الشاب .
http://i.imgur.com/pUKmU.png
فأسال الله العظيم أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .ويوفقنا إلى الخير ويصلح ظاهرنا وباطننا . ويصلح أحوالنا وأحوال إخواننا المسلمين في كل مكان .
وأسأله تعالى أن يجزي كل من ساعدني في عمل الموضوع
فشكر خآآآآص لـــ...
أختي الحبيبة الجوهــرة
ولمصممة الفواصل الأخت |[ سماء ..
http://i.imgur.com/nUzRg.png
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتمَّ علينا النعمة، وجعل أمتنا - ولله الحمد - خير أمة، وبعث فينا رسولاً منا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة. أحمده على نعمه الجمَّة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تكون لمَنِ اعتصم بها خير عصمة.
وأشهد أنَّ مُحمَّدًا عبده ورسوله أرسله للعالمين رحمة، وفرض عليه بيان ما أنزل إلينا فأوضح لنا كل الأمور المهمَّة، وخصَّه بجوامع الكَلِم فربما جمع أشتات الحكم والعلوم في كلمة أو شطر الكلمة! فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً تكون لنا نورًا من كل ظلمة، وسلم تسليمًا.
أما بعد ~
تحتل النصيحة في الشريعة الإسلامية مكانة سامية ومنزلة عالية ،
كيف لا وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مفهوم النصيحة مساوياً للدين كله فقال: " الدين النصيحة".
,
فبفضل الله الذي وفقنا لجمع بعض فضائل النصيحة في هذا الموضوع الذي أسأل الله تعالى
أن ينفع به الجميع ويجزي خير الجزاء كل من ساهم بطرحه .
http://i.imgur.com/pUKmU.png
أولاً., تعريف النصيحة .,
قال الخطابي : قيل إنها مأخوذة من نصحت العسل إذا خلصته من الشمع . شبهوا تخليص القول من الغش بتخليص العسل من الخلط .
قال الفخر الرازي :النصيحة أن يرغبه في الطاعة ويحذره من المعصية ويسعى في تقرير ذلك الترغيب لأبلغ الوجوه.
قال النووي : النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبه إذ خاطه . فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوص له بما يسده من خلل الثوب.
http://i.imgur.com/pUKmU.png
ثانياً ::. خصائص النصيحة وسماتها .::
1. الإخلاص لله تعالى ، ويقتضي التنزه عن كل ما ينافي الإخلاص ، والتخلص من أغراض النفس والهوى ، كما يقتضي انتهاج المنهج النبوي في النصح والتذكير.
2. إرادة الخير وتوخيه للمنصوح ، ويقتضي الترفع عن كل ما ينافي ذلك من الغش ونحوه .
3. بذل الوسع في سبيل النصيحة ، ويشمل كل صور التعبير عن إرادة النصح ، نصح بالقول واللسان ، ونصح بالولاء والمحبة ، ونصح بدفع الضرر ودرء الشر والتحذير منه ، ونصح يجلب الخير والترغيب فيه والدلالة عليه ، كل ذلك في حالة الغيب والشهادة .
http://i.imgur.com/pUKmU.png
ثالثاً ::. الفرق بين النصيحة والتعيير .::
التعيير : من العير : وهي ما رُكِبَ عليه من الحمير والإبل والبغال .والمراد أن التعيير : هو أن يظهر السوء ويشيعه في قالب النصح ويريد بذلك التوصل إلي غرض فاسد كصاحب العير الذي يتخذ العير وسيلةً لغرضه.
فمن الناس من يلبس غايته السيئة ثوب النصيحة ، قال تعالى حاكيا عن إبليس : ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) (لأعراف:21).
قال ابن رجب : ومِن أظهرِ التعيير ، إظهارُ السوء وإشاعتُه في قالب النصح ، وزعمُ أنه إنما يحمله على ذلك العيوب ، وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى ، فهو من إخوان المنافقين الذين ذمهم الله في كتابه في مواضع.
http://i.imgur.com/pUKmU.png
رابعاً .:: مشروعية النصيحة ، ومكانتها في الدين ، وأهميتها ::.
1. إن النصيحة هي الدين وعليها مدار الإسلام كله .
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ الدِّينُ النَّصِيحَةُ . قُلْنَا : لِمَنْ ؟ قَالَ : لِلَّهِ ، وَلِكِتَابِهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَامَّتِهِمْ ].
2. النصيحة هي الواجب الذي يشترط لنجاة أهل الأعذار من الجهاد .( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:91) .
3. النصيحة هي خلاصة دعوة كل رسول .قال الله تعالى ، عن صالح - عليه السلام - بعد أن دعا قومه ورفضوا دعوته(فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) (الأعراف:79) .
4.من عقوبة عدم النصح اللعن ، وتركه تشبه باليهود .قال تعالى (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة: 78 - 79).
5. يدخل فيها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر:قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُـونَ بِاللهِ) [آل عمـران:110].
6. النصيحة فيها فرصة لمحاسبة النفس: فإنَّ الإنسان قد ينصح نفسه دون أن يحتاج إلى غيره، وكذلك الجماعة قد تنتصح نفسها؛ بل الدول قد تنتصح نفسها.ولذلك قال عمر رضي الله عنه [ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ].
7. النصح مهم لكشف الأخطاء وسرعة علاجها إن النصح هو الكشف الطبي المتواصل الذي يكتشف المرض بسرعة، وبالتالي يعالج قبل أن يستفحل، ويصل إلى مرحلة الخطر أو فقدان الأمل في العلاج؛ ولذلك لابد من النصح.
8. النصح مشاركة من الجميع في الإصلاح بحيث يصبح كل فرد في المجتمع له دوره ومجاله، ولا يغدو الناس مجرد قطعان تساق، وهي لا تفكر ولا تعي.
9. النصح احتفاظ بإنسانية الإنسان .
10. النصح مرآة تكشف عيوب النفس :كما أن من جوانب أهمية النصح أنه يجلي للإنسان وللأمة، وللجماعة وللدولة صفة نفسها وصورتها، فهو مرآة حقيقية لا زيف فيها ولاتزيُّد ولا تنقص.
http://i.imgur.com/pUKmU.png
خامساً .:: واجبات الناصح ::.
أولا : ما يجب على الناصح قبل النصيحة .
اعلم ـ وفقكم الله للخير ـ أن هناك عدة أمور يجب أن يتحلى بها من تصدى للنصح قبل أن يقوم بذلك :
1. انصح لنفسك أولا. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : أَصْلِحْ نَفْسَك لِنَفْسِك يَكُنْ النَّاسُ تَبَعًا لَك .
2. (ملاحظة "مؤشر الإخلاص" في قلبك اتجاه النصيحة) :عَنْ أمِيرِ المُؤْمِنِينَ أبي حَفْصِ " عُمَرَ بْنِ الخَطَاب " رَضيَ الله عَنْهُ قَال: سَمِعت رسُولَ الله صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّم يَقُول: "إنَّمَا الأعْمَالُ بَالْنيَاتِ، وَإنَّمَا لِكل امرئ مَا نَوَى، فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتهُ إلَى اللّه وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتهُ إلَى اللّه وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرتُهُ لِدُنيا يُصيبُهَا، أو امْرَأة يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُه إلَى مَا هَاجَرَ إليهِ "
3. (أن تقدم بين يديك محبة المنصوح أولا) وخاصة إن كان من أهل العلم:قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – [ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ أَوْ قَالَ لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ]ـ
قال الترمذي : (لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم)
4. (أن تــقـدم بيـن يـديـك إحســان الظــن) :قال الحق سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } (الحجرات:12) .
وعن عمر بن الخطاب قال : [لا تظنن بكلمة خرجت من في امرئ مسلم سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا ].
5. أن تكون عالما بحال من تتكلم عنه ، أو معه ، فكيف تنصح إنساناً لا تعرفه
6. (تــــرك التــعـــصــب)
7. (التـــأني في الإنـــكار ) : وذلك خشية أن يقع صاحبه في الظلم، فقد ينكر على الآخر على عجالة بدون تأني.
8. التَّثَبُّت من الأمر المنصوح فيه :
الرد كما نبـهنا الله تعالى لذلك: { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } (الإسراء:36) .
9. لا يشترط في الناصح كمال الحال
قَالَ الْعُلَمَاء : وَلَا يُشْتَرَط فِي الْآمِر وَالنَّاهِي أَنْ يَكُون كَامِل الْحَال مُمْتَثِلًا مَا يَأْمُر بِهِ مُجْتَنِبًا مَا يَنْهَى عَنْهُ.
ثانياً : ما يجب على الناصح أثناء النصيحة
1. الإخلاص.
2. اختيار المكان المناسب ، محدود الحضور.
3. اختيار الزمن المناسب.
4. (أن تـتـحرى الألـفــاظ عـنـد الـنـصـيـحة) :{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } (البقرة :83) .
تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث ، ويعتمد إيقاع الخصم في الإحراج{ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِم } (النساء: من الآية148)
.
5- عدم اتهامه بما ليس فيه.
6- عدم اتهام النيات .
7- الإنصاف ( كن عادلا في نصحك ، ونقدك ).قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" [المائدة:8]
8 - النصيحة سرا أبلغ للقبول .(أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)
وقال بعض العلماء لمن يأمر بالمعروف : ( واجتهد أن تستر العصاة فإن ظهور عوراتهم وهن في الإسلام أحقُّ شيء بالستر : العورة ) .
قول الإمام الشافعي رحمه الله :
تعمدني النصيحة في انفرادي
*....................** وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
***>00000000> من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني و عصيت أمري
***000000000> فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
9- عدم التعيير والتثريب: وقيل لبعض السلف : أتحبُّ أن يخبرك أحد بعيوبك ؟ فقال : ( إن كان يريد أن يوبخني فلا ) ..
قال الفضيل : ( المؤمن يستر وينصح ، والفاجر يهتك ويُعيِّر ).
10- الرفق الرفق: قال تعالى: (وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) ، وعلمه النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه حين قال لهم: ( إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين )..و قال رسولنا صلي الله عليه وسلم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه ".
12- بلاغة القول .
13- تبيين مواطن الاتفاق والاختلاف من البداية .
14- تبيين الحكم مع الترغيب والترهيب.
15- حسن الاستماع وأدب الإنصات وتجنب المقاطعة.
16- تقدير المنصوح واحترامه.
17- استعمال الصبر والمداراة ، واحتمال الأذى ومقابلة السيئة بالحسنة.
http://i.imgur.com/pUKmU.png
سادساً ::. آيات تدل على حسن معاملة المنصوح .::
قال تعالى :
((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ))
((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن..))
قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}
قوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء: من الآية53]
قال سبحانه: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت/46].
http://i.imgur.com/pUKmU.png
سابعاً ::. مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة .::
. عن أبي أمامه قال : إن فتىً شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم .. فقال : يا رسول الله ! ائذن لي بالزنا ! فأقبل القوم عليه فزجروه .. وقالوا مه مه ! فقال – الرسول صلى الله عليه وسلم- -: اِدنُه ، فدنا منه قريباً ، قال : فجلس . قال أتحبُّه لأمك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال أتحبُّه لأختك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال أتحبُّه لعمتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال أتحبُّه لخالتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال : فوضع يده عليه ، وقال : اللهم ! اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء . صححه الألباني
[*=right]غلظ الأعرابي وحلم الرسول صلى الله عليه وسلم
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك قال ك
نت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبه شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ثم قال مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
قال صلى الله عليه وسلم (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)
حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، قثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ ، قثنا أَبِي ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَامِعٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْحَكَ , ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ " . قَالَ : فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي . فَقَالَ
النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ مِثْلَ ذَلِكَ ، حَتَّى كَانَتِ الرَّابِعَةُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِمَّا أُطَهِّرُكَ ؟ " قَالَ : مِنَ الزِّنَا ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَبِهِ جُنُونٌ ؟ " فَأُخْبِرَ أَنْ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ ، فَقَالَ : " أَشَرِبَ خَمْرًا ؟ " فَقَامَ رَجُلٌ , فَاسْتَنْكَهَهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَزَنَيْتَ أَنْتَ ؟ " قَالَ : نَعَمْ . فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ ، فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ ، تَقُولُ فِرْقَةٌ : لَقَدْ هَلَكَ مَاعِزٌ عَلَى أَسْوَأِ عَمَلِهِ , قَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ . وَقَائِلٌ يَقُولُ : أَتَوْبَةٌ أَفْضَلُ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ ، إِنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ فَقَالَ : اقْتُلْنِي بِالْحِجَارَةِ . قَالَ : فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : " اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ " . قَالَ : فَقَالُوا : يَغْفِرُ اللَّهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِّمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهَا " )).
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو نعيم ثنا بشير حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله
عليه وسلم فجاءته امرأة من غامد فقالت يا نبي الله إني قد زنيت وأنا أريد أن تطهرني فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أرجعي
فلما أن كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا فقالت يا رسول الله إني قد زنيت وأنا أريد أن تطهرني فقال لها النبي صلى
الله عليه وسلم ارجعي فلما أن كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا فقالت يا نبي الله طهرني فلعلك أن تردني كما رددت
ماعز بن مالك فوالله إني لحبلى فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ارجعي حتى تلدي فلما ولدت جاءت بالصبي تحمله فقالت يا نبي
الله هذا قد ولدت قال فاذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته جاءت بالصبي في يده كسرة خبز قالت يا نبي الله هذا قد فطمته
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فدفعه إلى رجل من المسلمين وأمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر
الناس أن يرجموها فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فنضح الدم على وجنة خالد فسبها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه
إياها فقال مهلا يا خالد بن الوليد لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تأبها صاحب مكس لغفر له فأمر بها فصلى عليها ودفنت .
فأسال الله العظيم أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .ويوفقنا إلى الخير ويصلح ظاهرنا وباطننا . ويصلح أحوالنا وأحوال إخواننا المسلمين في كل مكان .
بأبي هو وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المربي الفاضل الأكثر غيرة على دين الله مننا ولكنه وبفضل الله
وبرحمته التي حباها لهذا القائد والمربي الكريم عليه الصلاة والسلام التمس جانب الخير بهذا الشاب .
http://i.imgur.com/pUKmU.png
فأسال الله العظيم أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .ويوفقنا إلى الخير ويصلح ظاهرنا وباطننا . ويصلح أحوالنا وأحوال إخواننا المسلمين في كل مكان .
وأسأله تعالى أن يجزي كل من ساعدني في عمل الموضوع
فشكر خآآآآص لـــ...
أختي الحبيبة الجوهــرة
ولمصممة الفواصل الأخت |[ سماء ..
http://i.imgur.com/nUzRg.png