المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ سماءُ قلب ] | [ حزب المواضِيع النثريّة ] : إن تقرأوا عجباً .. فهذا أعجبُ !



حَالِمة
27-3-2012, 09:12 AM
السّلامُ عليكم ورحمة اللهِ وبركاتهُ ؟


كيف أنتُم ؟ وكيف حالكُم مع الله .. أتمنّى أن تكونوا في حالٍ يرضاه سبحانه


,




قبل أيّام , كُنت أجلسُ مع أمِّي نتحدُّث عن جذور عائلتنا الكبِيرَة , إلى أن وصلّنا إلى " عسقلان " , أو المجدَل .. كما نسميّها

أستمتعُ كثيراً حين تقصّ عليّ حكايا بيت العائلة , مزارع الزيتُون , والحياة الهنيّة التي كانو يتمتعُّون بها . .

كانت أمّي تقصُّ عليّ تاريخاً ليست تنساه , في حين أنهُ بدا لي مألُوفاً جدّاً .. إذ أنني درستُه في منهج التاريخْ . .

النكبة . . وعد بلفور . . كيف قدمُوا . . كيف هجّرُوا . . النكسَة . . كيف احتلّو سيناء و الجولان وغزّة . .

يا ا ا ه ! , منهجُ التاريخِ لم يرسخ كثيراً في ذهنِي . . بينما هو راسخٌ في ذكرى أمّي . . لأنّني ببساطة درست كُتباً . .

في حين أمّي درست الحياة . . !

وهاهي تُعيد عليّ معلوماتها وقت تهجِير النّاس . . كيف وكيف .. !

سألتُها سؤالاً أكثر مايكُون غبياً . . " لماذا هربتُم ؟! " ..

فأجابتني , لأن اليهود أغاروا عليهم من السّماء و الساحل و الارض .. من كل مكان .. بالقنابل والطّائرات واالألغامْ

يدخلُون البلدة ويبيدون أهلها بلا رحمة ! . .

في حين هي تسرُد , انتقلتُ انا الى عالمٍ اتخيّلُ فيه الأحداث . . كان ما جال بخاطري أشبه بما شاهدته في

فلم " نارا الصغيرة " .. او " الأمل " .. طائرات , قصف , دماء , جثث .. يا ا ا ا ه ! !

من ثمّ عدتُ كي أستمع إلى ما حسبتهُ أمّي طريفاً . . موافقاً إياها والدِي .. أن احدى الجدّات قالت مقولةً

اشتهرنا بها من بعدها . . " ياليتُهم كَسَمُوا ( قسّمُوا ) . .

وماقصّةُ هذهِ أيضاً يا أمّي ؟!

فعادت تسردُ لي التاريخ , أنّهُ في الثامن والأربعينْ . . أصدرت الأمم المتحدّة قراراً في تقسيم فلسطين إلى نصفينْ

متساويينْ .. نصفُ للفلسطيينْ . . ونصفُ لليهُود .. ! ولكنّ لم يُقبل هذا القرار . .

من ثمّ ما استعاده " ياسر عرفات " رحمه الله , كان اقلّ من ربع فلسطينْ .. غزّة والضّفة . . فجاءت تلك الجدّة

من حسرتها تقُول : الا ليتهم قسّمُوا ! !

تذكّرتُ مقولةً لٍ " غسّان كنفاني " وهو يقُول :

" قمّة الوقاحة أن يسرق أحدُهم رغيفَك , من ثمّ يرمِي لك كِسرةً منهُ , ويطلبُ منكَ ان تشكرهُ على كرمه " . .

وهكذا هم اليهود , علانيةً سرقوا أرضَنا , و أعطُونا جزءاً بسيطاً منه ويطلبون منّا ان نشكرهم .. سحقاً لهُم من خنازير !

يا الله ! . . أين العرب حينها يا أمّي ؟!

لم أرّكز كثيراً على ما قالته حينها .. شيءُ كمقاطعة العرب أجمع لرئيس مصر حينها بسبب معاهدة مع اليهود !

كانت معاهدة جيّدة .. كانوا سيعطوننا نصف فلسطين .. لكن العرب لم يقبلوا بل قاطعو و و ..

ركّزت فقط على " كانوا سيعطوننا نصف فلسطين " ..

أقصد .. صحيح أن ما نملكُه الان لا يتعدّى الربع , وليتنا نعيشُ فيها هانئين .. لكنني أستطيع أن أفهم شعور من يقول

لك سأعطِيك نصف حقك .. رغم انه سرقك .. مشعراً إياك انك تتسوله ! .. زفرتُ زفرةً وبدأت أطلقُ الاستفهامات

و بضع مشاعر تضاربت داخلي .. كنتُ غاضِبةً جدّاً . . غاضبة .. غاضبة .. غاضبة جداً لدرجة انني تخيّلتُ انني افهم

مشاعر كل مجاهد قام حينها .. غاضبة غاضبة لدرجة انني لا استطيع وصف غضبي .. !

تذكرتُ حينها مطلع القصيدة التي تبدأ . . بِ " متى نغضب ؟ "

بعدها تذكرت عبارةً قرأتها بالأمس ..

نادت فلسطين : أين العرب .. فأجابتها أمريكا : يشاهدون الطّربْ !

حسبنا الله ونعم الوكيلْ !

,


بما أنني تحدثُت عن فلسطينْ .. أودّ منُكم لو تقرأون هذهِ !





هذه القصة ليست خيالية ، ولكنها حقيقية وحدثت فعلاً ، ونشرتها


الصحف اليومية من خلال حرب الحجارة التي أذهلتنا جميعًا


(1)


قَلبي في الأرْضِ المُحتَلَّةْ


أَضْحَى حَجَرًا ..


بينَ الأحجارِ المُبتَلَّةْ


بِدِماءِ الأطفالِ العُزَّلْ


بِدموعِ نِساءٍ يَصرُخْنَ ،


يَذْرِفْنَ دُموعًا تتجمَّدْ


تُصبِحُ أحْجارًا ..


تَقْذِفُها أيدي الثُّوَّارْ


تُصبِحُ طَلْقاتٍ من نارْ


إخواني ..


لم نَعرفْ أبدًا


حَرْبَ الأحجارْ


لم نَعرفْ يَومًا أطْفالاً


أخَذوا الأقمارْ


زَرعَوها دَاخِلَ أعْيُنِهِم


شَتَلاتِ نَهارْ


أطفَالَ القُدسِ المُحتلَّةْ ..


يا أجملَ خَبرٍ يَأتينا


بينَ الأخبارْ


(2)


إخْواني .. مَنْ يَعرفُ "أيمن" ؟


أيمَنُ طِفلٌ


والعُمرُ أقلُّ أيا سَادةْ


مِن سَبْعِ سِنينْ


مَرسومٌ دَاخلَ عينيهِ


أرضُ فَلسطينْ


مِئذَنَةُ الأقصى تَسكُنُهُ


والقُدسُ ،


وصلاحُ الدينْ


يَجمعُ أحجارًا ..


يَغسِلُها


بِدموعِ القهْرِ فتَشْتدُّ


وتَصيرُ أَحَدَّ مِنَ السِّكِّينْ


(3)


"أيمنُ" عُصفورٌ يَتَنقَّلْ


ما بَينَ رَصاصٍ وقَنابِلْ


أيمَنُ يَلتَقِطُ الأحجارَ


ويَظلُّ يُبادِلْ


طَلَقاتُ الأعداءِ عليهِ ..


تَتوالى كِالبَرْقِ الخَاطِفْ


وتُدَوِّي كالرَّعْدِ القاصِفْ


يَجرونَ إليهِ ولا يَجري


أيمَنُ واقِفْ


مُرتَجِفٌ ؟


لا


بَلْ مُبتَسِمٌ ..


مُبتَسِمٌ للجُرحِ النَّازِفْ


تَعْلو الأصْواتُ تُحذِّرُهُ


أيمَنْ ..! سَتَموتْ !


يَضْحكْ ..


ويقولُ :


"أنا عارِفْ"


(4)


أيمَنْ ..


أخَذوهُ إلى السِّجنِ


كي يُجرُوا معَهُ التحْقيقْ


ضَربوهْ ،


سَحَلُوهْ ،


طَعَنوهُ ..


في الجُرْحِ النَّازِفْ


والجُرْحُ عَميقْ


سألوهُ .. مَنْ حرَّضَهُ


لَمَعَتْ عَيناهُ كنَهْرِ بَريقْ :


حرَّضني "أحمدْ"


مَنْ أحمدْ ؟


فأجابَ : أخي


(5)


بعَثُوا عَشَراتٍ كي تَبحَثْ


عَن هذا الثَّوريِّ الأكبَرْ


ضُبَّاطًا تَحمِلُ أسلِحةً ،


عَرَباتٍ ، ومِئاتِ العسكَرْ


البيتُ مُحاصَرُ يا أحمدْ


البيتُ مُحاصَرُ فاستَسلِمْ


البيتُ مُحاصَرُ


فَلْتَخْرُجْ


أحمَدْ ..


يَخرُجْ ..


كالشَّمسِ ضِياءً ، وحَنينْ


في يَدِهِ يَحملُ أحجارًا


في الأُخرى عَلَمُ فَلسطينْ


أحمدُ طِفلٌ


والعُمرُ أقلُّ أيا سَادَةْ


مِن خَمْسِ سِنينْ








-* لعبد العزيز جُويدة . .
بعد قرآئتها همست : إن تقرأوا عجباً ! فهذا أعجبُ :") ..


,

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيبْ
رعاكم الله



http://images.msoms-anime.net/images/64012189444203404819.gif