أَصِيلُ الحَكَايَا
30-3-2012, 04:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ،،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،
تغيــــرتُ ؟
عشْتُ هنا .. وُلدتُ هنا .. وتربيتُ هنا ،و كم من خيراتٍ نهلتُها من تلك الـ " هنا " !
ثُمَّ ذهبنا ، رحلنا ..ضاربين أرض أخرى!..أذكر كم كنتُ متحمسة، ظننتُي
سأستمتع ربما ، ظننتُه أمراً مسلياً ،وباعثا جديدا على التشوق وشيئ من الإثارة
في روتينية دنياي !
بَيْد أني اكتشفتُ أن الحياة ليست لعبة لأنعتها بذاك الوصْفُ "مثيرة" ! ، وعلِّمتُ _أو
أنني أُجبرتُ على التعلم_ أنها تتألف من أشياء ،من أمور أخرى تفوق بكثير
مداركي القاصرة !
تعبتُ كثيراً ، ولُطخ وهمُ الحلم الجميل الذي خلتُه سيكون ،لكنني عُلمتُ أكثر .. !
عشتُ إحدى عشر شهراً غريبة ومريرة ، ولذيذة في مواطن وأحينٍ أخرى .. !
ثمَّ آنَ العودُ !..الشيئ الذي رغبتُ فيه أكثر من أي شيئ آخر في حياتي الفانية
المسهدة..وحدكَ ربي تعلم كم كانتْ فرحتي ، كم من تنهّدات راحة أرسلتُها !
سأذهبُ حيث أهوي ، حيثُ ألفتُ .. حيثُ سأعودُ كما قديماً كنتُ ،كما دوماً
نفسي أحببتُ " !
كنتُ دوماً أقول لها فرحة :"هي أحد عشر شهراً غريبةٌ جداً في حياتنــا ، ثم ننعم
بالهدوء والألفة التي اعتدنا أبداً في حياتنا القديمة " !
و .. عدتُ .. بين أشواقي ودموع الإرتياح والتوَّْق لكل ذرة ثرى لكل نفثة هواء اعتدتُ
..بين شديد ارتياحي و ، شديد حُمُقي !
ظننتُني سأنسى .. ظننتُني سأؤوب كما الزمن الجميل الغابرُ .. بل إلي ستعودُ ؛
تلك الـ"أنا" القديمة الحبيبة !
إلا أنها دنيايَ تأبى إلا أن تلقنني السنَّة التي أودع الخالق كونه أبداً .. التغييـــر !
أدركتُ ببساطة أنْ مُحـــالٌ أن أعود كما أنا ، مُحالٌ أن تتحولَ تلك الأشهر للا شيئ
!..لفضاء لفراغ لهواء ..لمجرد ماضي منسيّ !
لأنَّه قطْعــاً .. مرَّ زمنٌ عليّ .. تجاربٌ خضتُ غمارها ..أناسٌ التقيتُ ..أخطاءٌ اقترفتُ
..صوابٌ وُفقتُ إليه .. كلــها مُحالٌ أن تذهبَ أدراج الرياح فحسب!
وصفعتني الحقيقة التي لا مفرَّ منها " لا وجود للإيـــاب" !
قد تكون الأرض الي عدتُ إليها هي ذاتها الأرض التي وطأتها طفلتي ،ولعبتْ تحت
سمائها براءتي ،وتقلبتْ على طُهر ثراها سنين طوال من عمري !
لكنني "أنـــا" تلك المُهجة رُحبة الذكرى ،فسيحة الخزائن ،كثيرة التلّقي ،لا يمكن
أن تكون ذات الروح قبل الأحد عشر شهراً !
يقولوا لي :"تغيرتِ يا أصيل !".."لم تكوني هكذا يا أصيل!" .. "ماذا جرى لكِ يا أصيل" !
وأجيبهم بمراراة : "لمْ أتغير ، بل هي تَراكمات السنين" !
لأول مرة أفتحُ عيني على حقيقة أصررتُ ما حييتُ على الهروب منها ،ألا وهي
أنني وكل عام أتغير ، وكل ردحٍ من الدهر يمضي وكل نفثة في الهواء من أنفاسي
أطلقها ،يتحول شيئ بداخلي ليصبح آخر !
ليس لأن الزمن يمضي،بل لأنه لا يمضي مرتحلاً وحده !، بل محملا في طياته لذاتنا
،آلامنا ،تجاربنا التي عشنا، أوجاعنا،أو حتى .. إنسان التقينا !
هكذا ببساطة كل دقيقة يخسرها الإنسان وتذوب في آفاق العمر الفاني هي في
الحقيقة نقطة تحول لأخلاقه أو بعضها،لشيء من سلوكه ،لفكرة واحدة على الأقل
من مخزون الأفكار التي تختزن جعبة حياته !
كيف لم أفطن لهذا قبلا ؟!!
إني لو علمتها لهان على الكثير مما عانيته هناك !
وبرغم المرارة القابعة بعوالج نفسي ، وبرغم الوحشة الدفينة لأنا أمسِ وبرغم الألم
الممزقني جراء إدراكي لهول حقيقة "أنْ لا عودُ "!
أقفُ وأتساءل .. لأي إتجاه كان هذا التغير ؟..حيث متاهات الخطأ؟..أم تراه حصد
شيئا من دروب الصواب ؟!!
أتفيدني معرفتي تلك؟ .. أتعطيني دفعة أ بعض من الحافز .. لتهبني ثانيهما ؟!!
أخـــالُ .. أن لكلِّ إنسٍ خياره !
http://images.msoms-anime.net/images/26569717661556608354.gif
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،
تغيــــرتُ ؟
عشْتُ هنا .. وُلدتُ هنا .. وتربيتُ هنا ،و كم من خيراتٍ نهلتُها من تلك الـ " هنا " !
ثُمَّ ذهبنا ، رحلنا ..ضاربين أرض أخرى!..أذكر كم كنتُ متحمسة، ظننتُي
سأستمتع ربما ، ظننتُه أمراً مسلياً ،وباعثا جديدا على التشوق وشيئ من الإثارة
في روتينية دنياي !
بَيْد أني اكتشفتُ أن الحياة ليست لعبة لأنعتها بذاك الوصْفُ "مثيرة" ! ، وعلِّمتُ _أو
أنني أُجبرتُ على التعلم_ أنها تتألف من أشياء ،من أمور أخرى تفوق بكثير
مداركي القاصرة !
تعبتُ كثيراً ، ولُطخ وهمُ الحلم الجميل الذي خلتُه سيكون ،لكنني عُلمتُ أكثر .. !
عشتُ إحدى عشر شهراً غريبة ومريرة ، ولذيذة في مواطن وأحينٍ أخرى .. !
ثمَّ آنَ العودُ !..الشيئ الذي رغبتُ فيه أكثر من أي شيئ آخر في حياتي الفانية
المسهدة..وحدكَ ربي تعلم كم كانتْ فرحتي ، كم من تنهّدات راحة أرسلتُها !
سأذهبُ حيث أهوي ، حيثُ ألفتُ .. حيثُ سأعودُ كما قديماً كنتُ ،كما دوماً
نفسي أحببتُ " !
كنتُ دوماً أقول لها فرحة :"هي أحد عشر شهراً غريبةٌ جداً في حياتنــا ، ثم ننعم
بالهدوء والألفة التي اعتدنا أبداً في حياتنا القديمة " !
و .. عدتُ .. بين أشواقي ودموع الإرتياح والتوَّْق لكل ذرة ثرى لكل نفثة هواء اعتدتُ
..بين شديد ارتياحي و ، شديد حُمُقي !
ظننتُني سأنسى .. ظننتُني سأؤوب كما الزمن الجميل الغابرُ .. بل إلي ستعودُ ؛
تلك الـ"أنا" القديمة الحبيبة !
إلا أنها دنيايَ تأبى إلا أن تلقنني السنَّة التي أودع الخالق كونه أبداً .. التغييـــر !
أدركتُ ببساطة أنْ مُحـــالٌ أن أعود كما أنا ، مُحالٌ أن تتحولَ تلك الأشهر للا شيئ
!..لفضاء لفراغ لهواء ..لمجرد ماضي منسيّ !
لأنَّه قطْعــاً .. مرَّ زمنٌ عليّ .. تجاربٌ خضتُ غمارها ..أناسٌ التقيتُ ..أخطاءٌ اقترفتُ
..صوابٌ وُفقتُ إليه .. كلــها مُحالٌ أن تذهبَ أدراج الرياح فحسب!
وصفعتني الحقيقة التي لا مفرَّ منها " لا وجود للإيـــاب" !
قد تكون الأرض الي عدتُ إليها هي ذاتها الأرض التي وطأتها طفلتي ،ولعبتْ تحت
سمائها براءتي ،وتقلبتْ على طُهر ثراها سنين طوال من عمري !
لكنني "أنـــا" تلك المُهجة رُحبة الذكرى ،فسيحة الخزائن ،كثيرة التلّقي ،لا يمكن
أن تكون ذات الروح قبل الأحد عشر شهراً !
يقولوا لي :"تغيرتِ يا أصيل !".."لم تكوني هكذا يا أصيل!" .. "ماذا جرى لكِ يا أصيل" !
وأجيبهم بمراراة : "لمْ أتغير ، بل هي تَراكمات السنين" !
لأول مرة أفتحُ عيني على حقيقة أصررتُ ما حييتُ على الهروب منها ،ألا وهي
أنني وكل عام أتغير ، وكل ردحٍ من الدهر يمضي وكل نفثة في الهواء من أنفاسي
أطلقها ،يتحول شيئ بداخلي ليصبح آخر !
ليس لأن الزمن يمضي،بل لأنه لا يمضي مرتحلاً وحده !، بل محملا في طياته لذاتنا
،آلامنا ،تجاربنا التي عشنا، أوجاعنا،أو حتى .. إنسان التقينا !
هكذا ببساطة كل دقيقة يخسرها الإنسان وتذوب في آفاق العمر الفاني هي في
الحقيقة نقطة تحول لأخلاقه أو بعضها،لشيء من سلوكه ،لفكرة واحدة على الأقل
من مخزون الأفكار التي تختزن جعبة حياته !
كيف لم أفطن لهذا قبلا ؟!!
إني لو علمتها لهان على الكثير مما عانيته هناك !
وبرغم المرارة القابعة بعوالج نفسي ، وبرغم الوحشة الدفينة لأنا أمسِ وبرغم الألم
الممزقني جراء إدراكي لهول حقيقة "أنْ لا عودُ "!
أقفُ وأتساءل .. لأي إتجاه كان هذا التغير ؟..حيث متاهات الخطأ؟..أم تراه حصد
شيئا من دروب الصواب ؟!!
أتفيدني معرفتي تلك؟ .. أتعطيني دفعة أ بعض من الحافز .. لتهبني ثانيهما ؟!!
أخـــالُ .. أن لكلِّ إنسٍ خياره !
http://images.msoms-anime.net/images/26569717661556608354.gif