المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : |*| أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ |*|



معتزة بديني
7-4-2012, 07:23 AM
http://images.msoms-anime.net/images/30036432685652890665.png
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ، وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان الى يوم الدين ، أما بعد...
أمرنا الله سبحانه وتعالى بتدبر كتابه، فقال سبحانه وتعالى :

{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } (سورة ص 29)
فبتدبر آيات الله يزداد الإيمان في قلوبنا ، وكلما ازداد العبد تاملا فيه ازداد علماً وعملاً و بصيرة ، فهل حاولنا مرة واحدة أن نخصص ساعة واحدة من وقتنا لنتدبر كتاب الله ؟ قال عبد الله بن مسعود :
{ لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذّ الشعر ، قفو عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة }
{ أخلاق حملة القرآن 10_11}
أتى أحدهم إلى ابن عباس _ حبر هذه الأمة _ رضي الله عنه فقال : {إني سريع القرأة إني أقرأ القرآن في ثلاث } فقال ابن عباس رضي الله عنه _ :
{ لأن أقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها و أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كما تقرأ} مفتاح دار السعادة 1/554
ياسبحان الله ثلاث!! والبعض لا يتمه في شهر !!

http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png

تدبر القرآن وعلاماته

إن مما يصرف كثيرًا من المسلمين عن تدبُّر القرآن والتفكُّر فيه
وتذكُّر ما فيه من المعاني العظيمة؛ اعتقادهم صعوبة فهم القرآن
وهذا خطأ في مفهوم تدبُّر القرآن، وانصراف عن الغاية التي من أجلها أُنزل،
فالقرآن كتاب تربية وتعليم، وكتاب هداية وبصائر لكل الناس ..
كتاب هدى ورحمة وبشرى للمؤمنين، كتابٌ قد يسَّر الله تعالى فهمه وتدبره ..
كما قال تعالى { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }[القمر: 17] .

وقال الشاطبي "فمن حيث كان القرآن معجزًا أفحم الفصحاء،
وأعجز البلغاء أن يأتوا بمثله، فذلك لا يخرجه عن كونه عربيًا جاريًا على أساليب كلام العرب،
ميسرًا للفهم فيه عن الله ما أمر به ونهى عنه"
[الموافقات (3:805)] ..
فعلى الرغم من إعجاز القرآن الذي أفحم الفصحاء،
فإن لغته عربية سهلة ميسرَّة للفهم للجميع.
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png
إن القرآن معظمه واضح، وبيِّن وظاهر لكل الناس ..
يدرك معناه الصغير والكبير، والعالم والأمي ..
كما قال ابن عباس رضي الله عنه:
"التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها،
وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله "
[تفسير الطبري (1/75)، مقدمة ابن تيمية (115)] ..
ومعظم القرآن من القسمين الأولين.
فحينما سمع الأعرابي قول الله تعالى:
{فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}[الذاريات:23]،
قال: من ذا الذي أغضب الجليل حتى أقسم؟ ..
وحينما أخطأ إمام في قراءة آية النحل
{فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ}
[النحل:26]،
قرأها: من تحتهم، صوَّب له خطأه امرأة عجوز لا تقرأ ولا تكتب.
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png

مكــــائـــد الشيـطــان لصرفك عن تدبُّر القرآن والاهتداء به ..
قال ابن هبيرة "ومن مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن
لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول هذه مخاطرة،
حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعا "
[ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (3-273)]..
فمن تلبيس إبليس أن يحرمك من تدبُّر القرآن والتفكُّر في معانيه تورعًا،
لأن المخاطرة تكون في أن تتكلم في القرآن بغير علم وليس في تدبُّره ..
ولقد أمرنا الله تعالى بتدبر القرآن، فقال عزَّ وجلَّ
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد: 24]
فلا تجعله يحوَّل بينك وبين فهم وتدبُّر كلام الله تبارك وتعالى،
وإذا أشكل عليك معنى آية بادر وسارع إلى كتب التفسير للبحث عن معناها والمراد بها ..
لكن لا تُغْلِق عقلك فتقرأ دون تدبُّر أو تترك القراءة بالكلية!
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png
ما المقصود بتدبر القرآن؟
هو التفكُّر والتـــــأمل في آيـــــــــات القرآن من أجل فهمه،
وإدراك معانيــــه، وحكمه، والمراد منه.
وقد يطلق التدبر على العمل بالقرآن؛ لأنه ثمرته وللتلازم القوي بينهما ..
كما في قول علي بن أبي طالب
"يا حملة القرآن أو يا حملة العلم؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم"،
وقول الحسن بن علي
" اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فليست بقراءة".
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png

علامـــــــات تدبُّر القرآن
وهي سبــــع علامــــــات كما ورد في كتـــــاب الله عزَّ وجلَّ:
1- اجتماع القلب والفكر حين القراءة، ودليله التوقف تعجبًا وتعظيمًا ..
يقول سبحانه وتعالى
{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}
[الفرقان: 73]
2- البكاء من خشية الله .. يقول الله تعالى
{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}
[المائدة: 83]
3- زيادة الخشوع .. يقول الله عزَّ وجلَّ
{قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا *وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}
[الإسراء: 107,109]
4- زيـــادة الإيمان، ودليله التكرار العفوي للآيات ..
يقول تعالى
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
[الأنفال: 2]
5- الفرح والاستبشار .. قال تعالى
{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
[التوبة: 124]
6- القشعريرة خوفا من الله تعالى ثمَّ غلبة الرجاء والسكينة .. يقول تعالى
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
[الزمر: 23]
7- السجود تعظيمًا لله عزَّ وجلَّ .. يقول جلَّ جلاله
{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}
[مريم: 58]

فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكـــر،
أما من لم يحصل أياً من هذه العلامات فهو محروم من تدبر القرآن،
ولم يصل بعد إلى شيء من كنوزه وذخائره ..
قال إبراهيم التيمي "من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ألا يكون أوتي علما لأن الله نعت العلماء فقال:
{ قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا *وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}
[الإسراء: 107,10ِ9]" [حلية الأولياء : 5-88]

وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت :
"كان أصحاب النبي إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم"
[تفسيرالقرطبي (15:149)]
إن كل يوم يمر بك ولا يكون لك نصيب ورزق من هذه العلامات،
فقد فاتك فيه ربحٌ عظيم، وهو يوم حري أن يُبكى على خسارته.
http://images.msoms-anime.net/images/21287612479210837401.png
يقول ابن القيم _ رحمه الله _ :
{ لو علم الناس ما في قرأة القرآن بالتدبر لا اشتغلوا بها عن كل ما سواها ، فإذا قرأة بتفكر حتى مر بآية هو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ، ولو ليلة ، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر و تفهم ، و أنفع للقلب ، و ادعى إلى حصول الإيمان و ذوق حلاوة القرآن }

اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا

http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png

وفي النهاية لا أنسى أن أشكر أختي الغالية Hope Tear
على فواصلك الجميلة جزاها الله خيرا .

واستودعكم الله إلى أن القاكم وموضوع أخر بإذن الله
منقـــــول

http://images.msoms-anime.net/images/66114718391308674750.png

معتزة بديني
9-4-2012, 08:03 PM
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png
نكمل الموضوع بما قرأت وأعجبني كثيراً ، أسأل الله أن ينفعنا بكل ما علمنا .

http://www.wathakker.net/articles/images/s_heart-locked-up_w.jpg


إن الجبال -وهي جبالٌ بغلظتها وقساوتها- لو أُنزل عليها كلام الله -عز وجل- ففهمته وتدبرت ما فيه لخشعت وتصدَّعت من خوف الله -تبارك وتعالى-:
{لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [سورة الحشر: 21].
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في تأويل هذه الآية: "يقول: لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حَمَّلته إياه؛ لتصدَّع وخشع من ثقله، ومن خشية الله".
وقال -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [سورة الرعد: 31]، وقد جاء في تفسيرها أنه لو كان هناك قرآن سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كُلِّم به الموتى؛ لكان هذا القرآن.

فإذا كانت الجبال الصم لو سمعت كلام الله وفهمته لتصدعت من خشيته؛ فكيف ببني آدم وقد سمعوا وفهموا؟!

http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png

والناظر في حال السلف -رضوان الله عليهم - وتأثرهم بآيات الله -جلَّ في علاه- يتعجب من حالنا ونحن نسمع القرآن ليلاً ونهارًا ولا نتأثر كما تأثَّروا، بالرغم من أن الآيات هي الآيات، والكلمات هي الكلمات، وربك قد حفظ كتابه،
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر: 9]،
ولكن الفرق ليس في الآيات؛ وإنما في القلوب التي تستقبل كلام الله -عز وجل-!!
كانت قلوبهم -رحمهم الله- أرق من نسيم الفجر، ما إن تلامس أسماعهم آيات الله -عز وجل- حتى تصل إلى القلوب، فيرون بأعينهم ما لا يراه غيرهم، فخَلَفَ من بعدهم خلفٌ قست قلوبهم، فهي أشد قسوة من الجبال التي لو فهمت كلام الله لخشعت.

قال أبو عمران:
"والله لقد صرف إلينا ربنا -عز وجل- في هذا القرآن ما لو صرفه إلى الجبال لهتَّها وحناها"،
وقال مالك بن دينار -رحمه الله-:
"أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا صدع قلبه".

http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png

معتزة بديني
9-4-2012, 08:25 PM
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png
هيا بنا نقف على طرف من أخبارهم مع آيات الله -عز وجل-، نرى كيف هزَّت قلوبهم، وكيف وقفوا على دقيق معانيها،
فغيَّرت مسار حياتهم إلى صراط الله المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
قال الحسن البصري -رحمه الله-:
"والله يا ابن آدم لئن قرأتَ القرآن ثم آمنتَ به؛ ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك".
وقال مالك بن دينار -رحمه الله-:
"إن الصديقين إذا قُرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة".
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png
سيد ولد آدم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-:
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-:
«اقْرَأْ عَلَيَّ»، قلت: "آقرأ عليك وعليك أنزل؟"، قال: «فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي»، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [سورة النساء: 41]، قال: «أَمْسِكْ»، فإذا عيناه تذرفان، وفي رواية لمسلم: "فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُ تَسِيلُ" [متفق عليه].
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png
أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-:
كان رجلاً أسيفًا، لا يمر بالآية في الصلاة إلا ويبكي.
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:
كان يمر بالآية في ورده، فتخنقه، فيبكي حتى يسقط، ثم يلزم بيته حتى يُعاد، يحسبونه مريضًا.
سعيد بن جبير -رحمه الله-:
عن القاسم بن أبي أيوب قال: "سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية في الصلاة بضعًا وعشرين مرة: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [سورة البقرة: 281]".
سفيان الثوري -رحمه الله-:
صلى بالناس المغرب، فقرأ حتى بلغ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، فبكى حتى انقطعت قراءته، ثم عاد فقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png
محمد بن المنكدر -رحمه الله-:
بينما هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى وكثر بكاؤه حتى فزع أهله وسألوه: ما الذي أبكاه، فاستعجم عليهم، وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فأخبروه بأمره، فجاء أبو حازم إليه فإذا هو يبكي، قال: "يا أخي، ما الذي أبكاك؟ قد رُعتَ أهلك، أفمن علة أم ما بك؟"، فقال: "إنه مرت بي آية في كتاب الله -عز وجل-"، قال: "وما هي؟"، قال: "قول الله -تعالى-: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [سورة الزمر: 47]، فبكى أبو حازم أيضًا معه، واشتد بكاؤهما، فقال بعض أهله لأبي حازم: "جئنا بك لتفرج عنه فزدته"، فأخبرهم ما الذي أبكاهما.
ويروى أنه جزع عند الموت، فقيل له: "لم تجزع؟"، فقال: "أخشى آية من كتاب الله -عز وجل-، قال الله -تعالى-: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}، وإني أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب".
الربيع بن خثيم -رضي الله عنه-:
عن عبد الرحمن بن عجلان قال: "بت عند الربيع بن خثيم ذات ليلة، فقام يصلي، فمر بهذه الآية: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [سورة الجاثية: 21]، فمكث ليلته حتى أصبح ما جاوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد".
علي بن الفضيل -رحمهما الله-:
قال إسماعيل الطوسي أو غيره: بينما نحن نصلي ذات يوم الغداة خلف الإمام ومعنا علي بن فضيل، فقرأ الإمام: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} [سورة الرحمن: 56]، فلما سلم الإمام قلت: "يا علي، أما سمعت ما قرأ الأمام؟"، قال: "ما هو؟"، قلت: "{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}"، قال: "شغلني ما كان قبلها: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ} [سورة الرحمن: 35]".
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png
ميمون بن مهران -رحمه الله-:
قرأ قوله -تعالى-: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [يس: 59]، فرقَّ حتى بكى، ثم قال: "ما سمع الخلائق بعتب أشد منه قط".
الحسن بن صالح -رحمه الله-:
عن حميد الرواسي قال: كنت عند علي والحسن ابني صالح ورجل يقرأ: {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [سورة الأنبياء: 103]، فالتفت عليٌّ إلى الحسن وقد اصفار واخضار، فقال: "يا حسن، إنها أفزاع فوق أفزاع"، ورأيت الحسن أراد أن يصيح، ثم جمع ثوبه فعضَّ عليه حتى سكن عنه وقد ذبل فمه، واخضار واصفار.
عمرو بن عتبة -رحمه الله-:
لما تُوفي دخل بعض أصحابه على أخته، فقال: "أخبرينا عنه"، فقالت: "قام ذات ليلة، فاستفتح سورة (حم)، فلما أتى على هذه الآية: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [سورة غافر: 18]، فما جاوزها حتى أصبح".
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png
سليمان التيمي -رحمه الله-:
يحكي عنه مؤذنه معمر، قال: "صلى إلى جنبي سليمان التيمي بعد العشاء الآخرة، وسمعته يقرأ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة الملك: 1]، فلما أتى على هذه الآية: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سورة الملك: 27]، جعل يرددها حتى خف أهل المسجد فانصرفوا، فخرجت وتركته، وغدوت لأذان الفجر فنظرت فإذا هو مقامه، فسمعت فإذا هو فيها لم يجزها، وهو يقول: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}".
عمر بن ذر -رحمه الله-:
عن أبي نعيم، قال: سمعت عمر بن ذر يقرأ هذه الآية: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} [سورة القيامة: 34]، فجعل يقول: "يا رب ما هذا الوعيد؟".
وكان إذا قرأ هذه الآية: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، قال: "يا لك من يوم! ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين!".
أبو سليمان الداراني -رحمه الله-:
كان يقول: "ربما أقمت في الآية الواحدة خمس ليال، ولولا أني بعد أدع الفكر فيها ما جزتها أبدًا، وربما جاءت الآية من القرآن تطير العقل، فسبحان الذي رده إليهم بعد".
محمد بن كعب القرظي -رحمه الله-:
كان يقول: "لأن أقرأ في ليلة حتى أصبح: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا}، و{الْقَارِعَةُ}، لا أزيد عليهما، وأتردد فيهما وأتفكر؛ أحب إلى من أن أهدر القرآن هدرًا"، أو قال: "أنثره نثرًا".
http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png
مـنـع الـقـرآن بـوعــده ووعـيده *** مقـل العيون بليلها أن تهجع
فهموا عن الملك الكريم كلامه *** فهمًا تذل له الرقاب وتخضع
والأخبار كثيرة، والقلوب التي هزتها آيات الله -عز وجل- ها هي قد سبقتنا إلى رضوانه، ويبقى السؤال: أين قلوبنا نحن من القرآن؟ أين قلبُ مَن ختم القرآن؟ أين قلب من يسمع القرآن ليله ونهاره ثم لا تدمع له عين ولا يخشع له قلب؟!
اللهم اغفر لنا عجزنا وتقصيرنا، اللهم طهر قلوبنا، اللهم لا تخزنا يوم يبعثون،
{يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [سورة الشعراء: 88-89].

http://images.msoms-anime.net/images/22984687913788790047.png

[ اللــيـــث ]
10-4-2012, 09:50 AM
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
ــــــــــــــ
باركِ الله فيكِ وجزاك الله خيراً
كان ابن عباسٍ رضي الله عنهما يقول: "ركعتان في تفكرٍ خيرٌ من قيام ليلة بلا قلب".
الله أعنا على تلاوة قرآنك واجعل هذه التلاوة محفوفة بالتدبر والفهم والتطبيق، واجعل القرآن شاهداً لنا لا شاهدا علينا.

معتزة بديني
12-4-2012, 08:15 PM
;3141728']وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
ــــــــــــــ
باركِ الله فيكِ وجزاك الله خيراً
كان ابن عباسٍ رضي الله عنهما يقول: "ركعتان في تفكرٍ خيرٌ من قيام ليلة بلا قلب".
الله أعنا على تلاوة قرآنك واجعل هذه التلاوة محفوفة بالتدبر والفهم والتطبيق، واجعل القرآن شاهداً لنا لا شاهدا علينا.
صدق رضي الله عنه
وجزيت خيراً على مرورك وتعليقك

Abu Aljrah
16-4-2012, 02:41 PM
جزاك الله خيرًا أختي الفاضلة ..

نفع الله بك الإسلام والمسلمين ..

قال طبيبٌ نفسي :

كلّ طبقات المجتمع جاءني .. إلا "أهل القرآن" !

فوالله لفي التدبّر الشيء العظيم .. ولكن ألا ليت القوم يعقلون ..

أنصح وبشدّة :لكتب الشيخ : ناصر العمر عن التدبّر .

وأيضًا لسلسلة كُتب "ليدّبّروا آياته" ، فحقًا وجدتُ فيها الكثير .

بارك الله فيك

في أمان الله ^^

أنوّه ( لماذا التنسيق في الرد الأول هكذا ؟؟ أهو بسبب ختم التميّز ؟! ، أتمنى حل المشكلة .. )

أبو رويم
26-4-2012, 07:02 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع ممتاز جزاكِ الله خيراً عليه وبارك الله فيكِ ووفقكِ لكل خير

سميد
26-4-2012, 11:17 AM
وعليكم سلام
جزاكم الله كل خير على طرح طيب
بارك الله فيك

معتزة بديني
28-4-2012, 11:12 PM
جزاك الله خيرًا أختي الفاضلة ..

نفع الله بك الإسلام والمسلمين ..

قال طبيبٌ نفسي :

كلّ طبقات المجتمع جاءني .. إلا "أهل القرآن" !

فوالله لفي التدبّر الشيء العظيم .. ولكن ألا ليت القوم يعقلون ..

أنصح وبشدّة :لكتب الشيخ : ناصر العمر عن التدبّر .

وأيضًا لسلسلة كُتب "ليدّبّروا آياته" ، فحقًا وجدتُ فيها الكثير .

بارك الله فيك

في أمان الله ^^

أنوّه ( لماذا التنسيق في الرد الأول هكذا ؟؟ أهو بسبب ختم التميّز ؟! ، أتمنى حل المشكلة .. )

وجزاكم ، وبارك الله فيكم
يا ليتهم يعقلون ، بالنسبة للملاحظة
نعم إنها من ختم التميز
ودمتم في أمان الله

معتزة بديني
28-4-2012, 11:23 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع ممتاز جزاكِ الله خيراً عليه وبارك الله فيكِ ووفقكِ لكل خير


وإباكم ، وبارك الله فيكم
وفقنا الله جميعا لكل ما يرضيه عنا
ودمتم في أمان الله

معتزة بديني
28-4-2012, 11:24 PM
وعليكم سلام
جزاكم الله كل خير على طرح طيب
بارك الله فيك


وإباكم ، وبارك الله فيكم
ودمتم في أمان الله

ღالفارس النبيلღ
29-4-2012, 05:42 AM
جاري قراءة الموضوع...ولي عودة للتعليق ^_^
......

ღالفارس النبيلღ
29-4-2012, 06:14 AM
أتى أحدهم إلى ابن عباس _ حبر هذه الأمة _ رضي الله عنه فقال : {إني سريع القرأة إني أقرأ القرآن في ثلاث } فقال ابن عباس رضي الله عنه _ :
{ لأن أقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها و أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كما تقرأ} مفتاح دار السعادة 1/554
ياسبحان الله ثلاث!! والبعض لا يتمه في شهر !!




والله إنها لمصيبة...نسأل الله العفو والعافيه...والهداية والتوفيق والسداد...لاحول ولاقوة إلا بالله العالي العظيم
غفرانك




قال عبد الله بن مسعود :
{ لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذّ الشعر ، قفو عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة }
{ أخلاق حملة القرآن 10_11}




اللهم أرزقنا تدبر كتابك والعمل به ... يآآآرب




اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا




اللهم آمين يآرب العالمين

أسواء شخص في التعبير والوصف لاكن لا أملك إلا أن أقول :

((جزاك الله عنا خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتك ولاحرمك أجرهـ وأجر من قرأهـ وأنتفع به وغفر لك ولنا وهدانا لما يحب ويرضى))
تقبلوا مروري وخالص تقديري وأحتراميأخوكم / نبيل

معتزة بديني
4-5-2012, 01:59 PM
الفارس النبيل
جزاكم الله خيراً على مروركم
وأسأل الله أن تكونوا استفدتم من الموضوع
وفي أمان الله

ღالفارس النبيلღ
6-5-2012, 05:19 AM
الفارس النبيل
جزاكم الله خيراً على مروركم
وأسأل الله أن تكونوا استفدتم من الموضوع
وفي أمان الله

نسأل من الله أن يهدينا للخير كله...وإياكم
وأن لايحرمنا من حلاوة كتابه الكريم


http://www.bnaat.com/vb/images/smilies/n/bnaatcom90.gifhttp://www.bnaat.com/vb/images/smilies/n/bnaatcom90.gifhttp://www.bnaat.com/vb/images/smilies/n/bnaatcom90.gif
اللهم اجعـل القــرآن العظــيم ربــيع قـلوبــنا
وجـلاء هـمـومنا وغمومنا ونـور أبصارنــا
وهـــدايـتــنــا فــي الــدنــــيـــا والآخــــرة
اللـهم ذكرنـا مـنـه ما نَسيـنا وعلمنا منه ما جهـلنا
اللهم ارزقنا تلاوته على الوجه الذي يرضيك عنا
آنــــــاء الـــلـــــيل وأطـــــراف الــنـــــهــار
http://r19.imgfast.net/users/1916/22/51/82/smiles/3027063016.gif
http://www.bnaat.com/vb/images/smilies/n/bnaatcom90.gifhttp://www.bnaat.com/vb/images/smilies/n/bnaatcom90.gifhttp://www.bnaat.com/vb/images/smilies/n/bnaatcom90.gif