أَصِيلُ الحَكَايَا
28-6-2012, 06:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ،،
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته آل القلم !
طيب الله أوقاتكم بكل خير وحيهلا بكم في أرض العجائب !
حسنٌ ،الأمر هو بينما كنتُ أفكر مكتئبة في موضوع ينعش المنتدى، تذكرتُ موضوعاً قديماً في القلم،كان عبارة عن قصة بتأليف إحدى العضوات،بيد أن المختلف فيها هو كون أبطالها من أعضاء مسومس،وأّذكر كيف كان الموضع عاجاً بالصخب والمتعة،فكون الأعضاء في عالم آخر كان أمراً شيقاً إلى أبعد حد،لذا فكرتُ أن أعيد هذا الجو،لا أعلم إن كنتُ سأوفق في نسج قصة كما فعلتْ_وفقها الله_،أو سأحبك إثارتها،لكن هي محاولة وعلى الله نتوكل !
الشخصيات وضعتها حسب تواردها في ذهني،ويجدر بي الإشارة إلى أني لم أضع الأعمار على حقيقتها،ولا شخصيات الأعضاء الذين نعرفها جيداً أيضاً،إنما حولتها وبدلتها تبعاً لمسيرة القصة !
______________________________
نبدأ وبالله التوفيق .. : " و تحت أحضان الشفق .. عرفتُـــها " !
كانَ صبح اليوم مختلفاً كل الإختلاف عن البارحة !
إذ لم تعدْ قطرات المطر تصبُّ فوق الرؤوس كبراميل ماء، ولم تعد الرطوبة تحشر نفسها في ملابسنا كالبارحة،وحتى البرد القارس الذي كان يبعث القشعريرة في أجسادنا خفَّ اليوم ، بالأمس كانت نهاية الشتاء ذلك الضيف الثقيل،إنها تباشر الربيع الآن ؛ وبالتالي أصبح من حقنا أخيراً أن نتسمتع برحلة ، في أجواء الريف الساحرة !
كان كوخنا الصغير يعجُّ بالحركة من بعد طول الركود ؛ إذ كان علينا التأكد من تجهيز كل شيء قبل الذهاب في رحلة تستغرق عادة النهار بأكمله !
أختي الكبرة "اللؤلؤة" كانت منهمكة بإعداد شطائر لنا وبضع حلواء في المطبخ،والحق أني أغبطها كل الغبطة إذ كان المكان حولها معبأ برائحة الخبز المحمر الساخن ومربى التوت المُسالة فوقه،مما يجعل بطوننا التي لم تذق طعام الإفطار بعد تتلوى جوعاً!
أما نحن فالهواء حولنا كان معبأ بالغبار الذي يزكم أنوفنا،فقد أوكل إلي وإلى أختي التي تكبرني بعام واحد "الجوهرة" كالعادة مهمة تنظيف المنزل،وترتيب غرفه ونفض أسرته ونشر غسيله.. إلى آخره من أعمال الصباح المألوفة المزعجة !
أما مسألة إعداد أدوات المائدة وتحضير الفرش التي سنحتاجها؛وهي المهمة الأسهل بالطبع فهي متروكة لأختى الصغرى والمخيفة بهدوئها "سجع"،وطالما ستأتي معنا فهذا معناه أن علينا حمل أكوام كتبها لضمان عدم شعورها بالملل !!
استُثنيت من رحلتنا الصغيرة أصغر إخوتي "قورين" إذن لم يكن عمرها ذو الأربعة أعوام يؤهلها للمجيء،وبالتالي بقيت أمي معها بالمنزل لتعتني بها الأمر الذي أفرحني بالطيع؛فهذا يعني أن لا أحد سيوخني إذا ما تمرغت على الأرض أو تلطختُ بالطين !
انتهينا من ترتيب كل شيء بعد جهدٍ جهيد،ووظبنا أنفسنا للخروج،وما كدتُ ألتقط أنفاسي حتى انبعت الصوت المزعج المألوف : " فيفــــــــــااااا ، تعالي واحملي الشطائر " ؛ لم يكن يزعجني شئ بقدر طلبات "لؤلؤة" التي لا تنتهي !
ودعنا أمي ،و خرجنا ننطلق ، انتهى بي الأمر إلى أن أحمل سلال الشطائر المثقلة بالأطعمة والتي اتضح لي أنها ليست خفيفة كما ظننت،حتى أني تمنيتُ حمل كتب "سجع " عنها،والتي حملتها "لؤلؤة"، وبقية المفارش و الأدوات كانتا من نصيب "جوهرة" و"سجع" .. ماهذا الظلم ؟! .. لكن سرعان ما أنساني كل أوجاع قلبي هواء الريف الندي والمحمل بعبق زهور الربيع المنتصبة من بعد ذوبان ثلج الشتاء، العديد من الأسر كانت تحذو حذونا في مثل هذا الوقت من السنة،لكننا محظوظين بامتلاكنا التل الأخضر المحجوب عن العالم،إذ لم يكن غيرنا يسكن هذه البقعة الشاسعة الخضراء !
سرنا لمسافات بعيدة وقد أنعشنا منظر السماء المفتوحة والممتدة على امتداد الأفق حتى تتلاشى الحدود وتعانق بساط الربيع المعشوشب،وطوال الوقت كنا نثرثر حول أمور كثيرة لا أهمية لها،واستقر بنا المقام أخيراً بجوار الجدول الصغير اللامع تحت أشعة الشمس التي توسطت السماء الآن !
وبعد العديد من الشجارات والصياح وزعيق "اللؤلؤة" لعدة أسباب _من بينها نسيان كوبها المفضل و "سجع" التي توارت تحت ظل شجرة ودفنت أنفها في كتابها رافضة عمل أي شيء_ فرشنا الغطاء أخيراً وتناولنا غداءنا بصمتٍ معلقي أعيننا بكل شيء حولنا إلا بعضنا !
من بعدها ذهبتْ "اللؤلؤة" لتتمشى على حافة الجدول ترافقها "جوهرة" حيث كانت بطيبتها الوحيدة التي تتفق معها "لؤلؤة"،واختبأت "سجع" مجددا تحت شجرتها،بينما انطلقتُ أنا لألاعب الشياه البيضاء كما اعتدت أبداً منذ طفولتي ،لطالما عشقتُ صوفها الناعم ووداعتها و..أوه لطالما كانت رفيقتي ووالدي أيضاً ،اعتدنا في أثناء حياته مطاردتها والاستمتاع بثغائها الممتزج بخرير الجدول وهمس البتل !
وبينما أطارد إحداها زلت قدمي فوقعت وانبطحتُ على وجهي،ووسط محاولاتي للنهوض سمعتُ صوتها !
"هل أنتِ بخير؟" ،لم تكن فكرة رؤية أحد لي وقد تلطخ وجهي ونصف ثوبي بالطين أمراً محبباً،ولذا التفتُ مسرعة بعدائية وأنا أحاول تنظيف وجهي بيدي،و .. لم تكن كما خلتها،كان وجهها هادئ جداً وفيه عذوبة لم يسبق لي رؤيتها ،وابتسامتها الرقيقة أيضاً ؟،قالتْ بنعومة" لا يمكن أن تزيلي الطين هكذا" وأدخلت يدها في جيب فستانها الأزرق مخرجة منديلاً نظيفاً،ولما مدته إلي عاودني غضبي،قلتُ بخشونة "شكراً لكِ" ،وردتْ رافعة بصرها "لا عليكِ" ،نظرتُ إليها ملياً وقد مدت نظرها إلى البعيد،كانت شاردة ولا أدري لمَ شعرتُ بحزنٍ عميق يكتنفها،سألتها وقد تذكرتُ أمراً" من أنتِ؟ لا أعتقد أني رأيتكِ من قبل في القرية ؟" ..
-:" لا ،أنا من مكان بعيد عن هنا ".. وكدتُ أن أسأل حائرة "لمَ جئتي هنا إذاً؟" إلا أنني كتمتُ سؤالا غير لبق كهذا،وبدا أنها عرفت مالم أنطق به،إذ نطرت إلي مليا وعلى وجهها تلك الإتسامة الغامضة وقالت:" أحياناً يستبد بنا الحنين ويحملنا إلى أبعد مما نتصور" ، كانت هذه إجابة محيرة أكثر منها شافية، لكن شيئا ما منعني من إكمال هذا الحوار،والتفتت مكملة سيرها وحملني شعور غامض على المضي معها،سألتني ناظرة إلى البعيد :" أتخبرينني إسمكِ؟ "
- "فيفا .. همم وأنتِ؟"
- " ران سان "
-"لا أعتقد أنني سمعتُ باسمكِ في الجوار من قبل"
-" لا ؟!" كان في صوتها سخرية حملتني على الحذر،لكني سرعان ما استشطتُ غضبا عندما استأنفتْ" مالذي كنتي تفعلينه بانبطاحكِ على الأرض على أية حال؟!"
-أجبتُ ضاغطة على أسناني" ليس – من- شأنكِ -! " فالتفتت إلي ضاحكة وقالت" أنا لا أرى في مطاردة الشياه شيئ يعيب إن كنت تظنين شيئا خاطئا" سألت بدون وعي وقد زال على الفور غضبي " كيف عرفتي أنني .. ؟؟
-" لقد اعتدتُ أن أفعل هذا حينما كنتُ صغيرة أيضاً ،كان أمراً محببا جداً " ،كان في صوتها حزن أذهلني،وصمتت وهلة وعيناها معلقتان بالأفق،وشعرت بألفة كبيرة نحوها،لَكأنني أعرفها منذ زمن بعيد وليس من بضع لحظات فحسب!
قلت قاطعة الصمت :" ليس أمر محبباً فحسب،بل معيداً لكثير من الذكريات أيضاً"،ولما التفتت رأيت على وجهها إمارات من يفهمني،بل أكثر ! وكأنها عانت من ذات الشيء الذي عانيتُ،وكأنها تعرف بل شعرت بشوق أبي ،ودفء أبي ،وكف أبي،كانت لا تزال تبتسم،بينما مضيت أنا بحديثي" أعتدنا دوماً على المجيء هنا أتعرفين؟".. "والدي كان يوقظني دوماً في أول يوم ربيعي،وكننا ننطلق إلى حيث هذه البقعة ،ونمكث نطارد الشياه حتى يجن المساء،لم يكن من ثمة أحد حولنا،لا صوت لا إنس لا طير،لا شيء سوى أنفاس الطبيعة تدثرنا"وغصصتُ قليلاُ ،لا أعلم مالذي دفعني إلى قول هذا،كان هناك أمر فيها يحثني حثاً على استئناف الحديث عن ذكرى لم أنطق مذ وفاته بحرف عنها ،ومضيتُ أقول:" لطالما كنتُ طفلة بكاءة،أبكي عندما توبخني "لؤلؤة" على ثيابي الممزقة،أبكي عندما تستأثر "سجع" بانتباه الآخرين ويمتدحها الجميع عداي،أبكي حينما لا أجد "جوهرة" بجواري تطمئنني،..إنني أبكي حتى أكثر من الطفلة" قورين"،لكن أتعلمين؟ دائماً وأبداً كان أبي يعرف كيف يكفكف لي دموعي،لا زلتُ أذكر ذراعاه تطوقاني وصوته الحنون يخترق طبقات أذني،وبكفه تمسح دمعي " مالذي يبكيك أيتها المدللة؟..هيا هيا" هكذا كان يقولها" !
كانت دموعي الآن تجري على خدي،رفعت يدي محاولة منعها،ما أحمقني إذ أبكي هكذا أمام غريبة،بيد أنها لم تفعل شيئاً،لم تمد يداً محاولة مواساتي،فقط وقفتْ على مسافة بيننا وعيناها لا زالتا تجوسان الأفق ناظرة إلى شيء لا أراه،لم تكن تبتسم الآن،كان في ملامحها ألم ينبض،همستْ دون النظر إلي :" لكن مع ذلك أنت محظوظة جداً "! بطريقة ما لم تفاجئني عبارتها،نقيتُ حلقي وسألت:" كيف ذلك؟"
- لأن لديك من بجوارك الآن،إخواتك هؤلاء !
- آه ! كانت معرفتها بهذا أمر غريب أيضاً،لكنني كففتُ عن السؤال .
- قالت مجيبة وكأنها تفسر أمراً عسيراً : "لأنني لطالما كنتُ وحيدة ،أتعرفين؟.لم يكن ثمة مخلوق بجواري" لم يكن في صوتها حزن،بدا أنها تتحدث عن أمر مفروغ منه،قلتُ محاولة التخفيف عنها :"يمكنني أن أهبك إحدى أخوتي،لا أحتاجهم جميعاً حقاً" ،والتفتت أخيراً إلي،ورأيت عيناها تلمع بذهبية الغسق الذائب الآن وراءنا،لم أفهم سبب نظرة الإنزعاج التي كانت تحملق بها إلي،لكنها ذابت سريعاً وعادت إليها إبتسامتها الوادعة مجدداً.
- سألتْ :"أهن بهذا الإزعاج حقاً؟"
- "أوه لا،ليس إلى هذه الدرجة،إنهن رائعات جدا أيضاً،أتعلمين؟حتى"لؤلؤة حينما توبخني فإنها تكون مهتمة بي صدقاً،وكذلك "سجع" رغم برودها الظاهري إلا أنها لطيفة حقاً،وأحياناً تكون ودودة بشكل كبير جداً،أما "جوهرة" فلا خوف عليها،يمكنك ضمان طيبتها أبد الدهر" كانت الكلمات تتدافع على شفتي،وعجبتُ كبف أَضحكتني بسهولة كما أبكتني قبل لحظات بسهولة أيضاً،ونظرتُ أليها وقد ملأني شعور عظيم بالإرتياح وكأنني تخلصت من قيود لطالما كبلتني،وشعرت بما هو أكثر من الألفة لها الآن،إنها صديقة،أحبها جداً جداً،وتطلعتْ هي إلي مبتسمة،ثم قالت برفق:" أما تأخر الوقت الآن؟،يخيل إلي أنني أسمع من يناديك"!
شهقتُ مذعورة وقد تنبهت لنفسي "آه يا إلهي ،لقد تأخرتُ كثيراً وابتعدتُ أكثر أيضاً،آه لا بد أن "لؤلؤة" ستقتلني" واستدرتُ عائدة بعجل،إلا أنني توقفتُ وقد تذكرت أمراً،ومددت لها بمنديلها،لكنها هزت رأسها رافضة وقالت بطيبة:"دعيه معكِ"،قلت مازحة:" لا تقلقي لن تكون آخر مرة نتقابل،أخبريني أين بيتكِ؟" ، فمدت ذراعها وأشارت إلى أعلى التل،وحملقت مستغربة في المكان البعيد غير المرئي؛فلا أذكر قط أن أحدا يسكن بجوارنا،وسألتها :"هناك ؟ لكن ..!"
"فيفـــــــــــــــــــاا" هكذا كان الصوت نفسه،فابتلعتُ كل حيرتي وركضتُ مذعورة،وأنا أنظر إليها أخيراً وأهتف" سأراكِ على أي حال،قلتِ إسمكِ ران سان صحيح؟" ورأيتها تومئ لي بهدوء ،وابتسامتها العذبة الغامضة ماكثة على ركن فمها،لم ترفع ذراعها لتلوح لي،لم تصرخ وداعا،لم تفعل أي شيئ باستثناء الوقوف هناك جامدة والنظر إلى المكان الذي أبتعد أكثر وأكثر عنه،وحينما التفت أخيراً كانت قد اختفت ولم يعد باستطاعتي رؤيتها.
ووصلتُ أخيراً إلى الجدول،وهتفن جميعاً لما رأينني غاضبات::" أين كنتيِ"؟!
قلتُ وأنا ألهث وأحاول التقاط أنفاسي:" هــ..هناك..وسط ... الدغل" ثم وقفتُ مبتسمة وتابعت ضاحكة:"لم أكن بعيدة كثيراً على كل حال،ماذا تبقى لي لأحمله؟!"
-لؤلؤة :" لاا شيء حملنا كل الأدوات يا حلوة " فضحكت أكثر :" لا عليكِ،دعيني أحمل بعضها إن أردتي" ،وحملقت إلي مستغربة:" لا، شكراً" وأتاني صوت "سجع" الهادئ من ورائي :" منذ متى وانتِ تطلبين المساعدة"،فهتفتُ فرحة وأنا أتحرق شوقاً لإخبارهن :" منذ قابلت "ران سان" " وكما توقعت هنفن دهشات "من ؟!"
وضحكتُ أقول :" لا عليكن،خبريني لؤلؤة ،هل يوجد أحد يسكن بجوارنا؟!"
-قالت ونحن قافلين للرجوع،وقد بدأ الليل يخيم سريعاً الآن،واختفت آخر شذرة نارية من الشمس المتوارية خلف الأفق :" لا، منذ متى وهناك من يسكن بجاورنا أصلاً؟!"
قلتُ دهشة وإن توقعتُ الجواب:"هذا غريب جداً"
-جوهرة:"ما هو الغريب؟"
-أنا:"آه لا ،لاشيئ،همم إذاً من كان يسكن قبلنا؟"
-سجع"آه،أعتقد أني أعرف،لقد كانت عائلة صغيرة،لكنها لم تبق طويلاً"
-أنا :" لم!؟"
-حوهرة:" لأن انهيار صخري جرف تلنا هذا من قبل كما يُقال،ودفنت العائلة كلها تحته منذ زمن بعيد"
-لؤلؤة :" لكن لا أعتقد أن أحد عرفهم لوقت طويل،أتعرفن؟ لقد كانوا عائلة منطوية جداً،ويبدو أنه كان لديهم إبنة دائمة الصراخ في صغرها"
-جوهرة:"آه سمعتُ عن هذا،فتاة وحيدة دائماً،متروكة من قبل الجميع،كانت دائمة التسكع لوحدها بجوار الجدول،صحيح؟"
-لؤلؤة : "يبدو هذا،لكنها على ما أعتقد لم تنج من تلك الحادثة وتوفيت مع أبويها،ولم تسألين فيف... فيفا؟..هل أنتِ بخير؟!"
ووقفن مدركات أني توقفت عن المسير منذ برهة عنهن،لا أدري كيف كان وجهي لربما بدا شاحباً،لربما بدوت كالموتى حتى يلوح عليهن الخوف هكذا،كلما أعرفه أنني جمدت في مكاني،وأن "الجوهرة"اقتربت واضعة ذراعها حول عنقي هامسة بلطف:"هل أنتي بخير فيفتي؟!"
،وأنني بكيتُ يومها كما لم أذرف الدمع يوماً في حياتي !!
________________________
هي قصة شبه قصيرة متخمة بالعيوب،إلا أنها محاولة فحسب،"ران" أختاه أعتذر لدوركِ في القصة،كنتُ أود جعلها معتزة أو كيتي لكنني أخالكِ الأنسب لصداقتكِ مع فيفا،حفظكما المولى أختاي وأدامكما أخلاء في الدارين،اللهم آمين،،
أتمنى من جميع الأعضاء أن يحاولوا هذا،قصة أبطالها أعضاء مسومس؛أمر ممتعٌ حقاً !
هذا ودمتم في رعاية الله وحفظه،،
http://images.msoms-anime.net/images/64012189444203404819.gif
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته آل القلم !
طيب الله أوقاتكم بكل خير وحيهلا بكم في أرض العجائب !
حسنٌ ،الأمر هو بينما كنتُ أفكر مكتئبة في موضوع ينعش المنتدى، تذكرتُ موضوعاً قديماً في القلم،كان عبارة عن قصة بتأليف إحدى العضوات،بيد أن المختلف فيها هو كون أبطالها من أعضاء مسومس،وأّذكر كيف كان الموضع عاجاً بالصخب والمتعة،فكون الأعضاء في عالم آخر كان أمراً شيقاً إلى أبعد حد،لذا فكرتُ أن أعيد هذا الجو،لا أعلم إن كنتُ سأوفق في نسج قصة كما فعلتْ_وفقها الله_،أو سأحبك إثارتها،لكن هي محاولة وعلى الله نتوكل !
الشخصيات وضعتها حسب تواردها في ذهني،ويجدر بي الإشارة إلى أني لم أضع الأعمار على حقيقتها،ولا شخصيات الأعضاء الذين نعرفها جيداً أيضاً،إنما حولتها وبدلتها تبعاً لمسيرة القصة !
______________________________
نبدأ وبالله التوفيق .. : " و تحت أحضان الشفق .. عرفتُـــها " !
كانَ صبح اليوم مختلفاً كل الإختلاف عن البارحة !
إذ لم تعدْ قطرات المطر تصبُّ فوق الرؤوس كبراميل ماء، ولم تعد الرطوبة تحشر نفسها في ملابسنا كالبارحة،وحتى البرد القارس الذي كان يبعث القشعريرة في أجسادنا خفَّ اليوم ، بالأمس كانت نهاية الشتاء ذلك الضيف الثقيل،إنها تباشر الربيع الآن ؛ وبالتالي أصبح من حقنا أخيراً أن نتسمتع برحلة ، في أجواء الريف الساحرة !
كان كوخنا الصغير يعجُّ بالحركة من بعد طول الركود ؛ إذ كان علينا التأكد من تجهيز كل شيء قبل الذهاب في رحلة تستغرق عادة النهار بأكمله !
أختي الكبرة "اللؤلؤة" كانت منهمكة بإعداد شطائر لنا وبضع حلواء في المطبخ،والحق أني أغبطها كل الغبطة إذ كان المكان حولها معبأ برائحة الخبز المحمر الساخن ومربى التوت المُسالة فوقه،مما يجعل بطوننا التي لم تذق طعام الإفطار بعد تتلوى جوعاً!
أما نحن فالهواء حولنا كان معبأ بالغبار الذي يزكم أنوفنا،فقد أوكل إلي وإلى أختي التي تكبرني بعام واحد "الجوهرة" كالعادة مهمة تنظيف المنزل،وترتيب غرفه ونفض أسرته ونشر غسيله.. إلى آخره من أعمال الصباح المألوفة المزعجة !
أما مسألة إعداد أدوات المائدة وتحضير الفرش التي سنحتاجها؛وهي المهمة الأسهل بالطبع فهي متروكة لأختى الصغرى والمخيفة بهدوئها "سجع"،وطالما ستأتي معنا فهذا معناه أن علينا حمل أكوام كتبها لضمان عدم شعورها بالملل !!
استُثنيت من رحلتنا الصغيرة أصغر إخوتي "قورين" إذن لم يكن عمرها ذو الأربعة أعوام يؤهلها للمجيء،وبالتالي بقيت أمي معها بالمنزل لتعتني بها الأمر الذي أفرحني بالطيع؛فهذا يعني أن لا أحد سيوخني إذا ما تمرغت على الأرض أو تلطختُ بالطين !
انتهينا من ترتيب كل شيء بعد جهدٍ جهيد،ووظبنا أنفسنا للخروج،وما كدتُ ألتقط أنفاسي حتى انبعت الصوت المزعج المألوف : " فيفــــــــــااااا ، تعالي واحملي الشطائر " ؛ لم يكن يزعجني شئ بقدر طلبات "لؤلؤة" التي لا تنتهي !
ودعنا أمي ،و خرجنا ننطلق ، انتهى بي الأمر إلى أن أحمل سلال الشطائر المثقلة بالأطعمة والتي اتضح لي أنها ليست خفيفة كما ظننت،حتى أني تمنيتُ حمل كتب "سجع " عنها،والتي حملتها "لؤلؤة"، وبقية المفارش و الأدوات كانتا من نصيب "جوهرة" و"سجع" .. ماهذا الظلم ؟! .. لكن سرعان ما أنساني كل أوجاع قلبي هواء الريف الندي والمحمل بعبق زهور الربيع المنتصبة من بعد ذوبان ثلج الشتاء، العديد من الأسر كانت تحذو حذونا في مثل هذا الوقت من السنة،لكننا محظوظين بامتلاكنا التل الأخضر المحجوب عن العالم،إذ لم يكن غيرنا يسكن هذه البقعة الشاسعة الخضراء !
سرنا لمسافات بعيدة وقد أنعشنا منظر السماء المفتوحة والممتدة على امتداد الأفق حتى تتلاشى الحدود وتعانق بساط الربيع المعشوشب،وطوال الوقت كنا نثرثر حول أمور كثيرة لا أهمية لها،واستقر بنا المقام أخيراً بجوار الجدول الصغير اللامع تحت أشعة الشمس التي توسطت السماء الآن !
وبعد العديد من الشجارات والصياح وزعيق "اللؤلؤة" لعدة أسباب _من بينها نسيان كوبها المفضل و "سجع" التي توارت تحت ظل شجرة ودفنت أنفها في كتابها رافضة عمل أي شيء_ فرشنا الغطاء أخيراً وتناولنا غداءنا بصمتٍ معلقي أعيننا بكل شيء حولنا إلا بعضنا !
من بعدها ذهبتْ "اللؤلؤة" لتتمشى على حافة الجدول ترافقها "جوهرة" حيث كانت بطيبتها الوحيدة التي تتفق معها "لؤلؤة"،واختبأت "سجع" مجددا تحت شجرتها،بينما انطلقتُ أنا لألاعب الشياه البيضاء كما اعتدت أبداً منذ طفولتي ،لطالما عشقتُ صوفها الناعم ووداعتها و..أوه لطالما كانت رفيقتي ووالدي أيضاً ،اعتدنا في أثناء حياته مطاردتها والاستمتاع بثغائها الممتزج بخرير الجدول وهمس البتل !
وبينما أطارد إحداها زلت قدمي فوقعت وانبطحتُ على وجهي،ووسط محاولاتي للنهوض سمعتُ صوتها !
"هل أنتِ بخير؟" ،لم تكن فكرة رؤية أحد لي وقد تلطخ وجهي ونصف ثوبي بالطين أمراً محبباً،ولذا التفتُ مسرعة بعدائية وأنا أحاول تنظيف وجهي بيدي،و .. لم تكن كما خلتها،كان وجهها هادئ جداً وفيه عذوبة لم يسبق لي رؤيتها ،وابتسامتها الرقيقة أيضاً ؟،قالتْ بنعومة" لا يمكن أن تزيلي الطين هكذا" وأدخلت يدها في جيب فستانها الأزرق مخرجة منديلاً نظيفاً،ولما مدته إلي عاودني غضبي،قلتُ بخشونة "شكراً لكِ" ،وردتْ رافعة بصرها "لا عليكِ" ،نظرتُ إليها ملياً وقد مدت نظرها إلى البعيد،كانت شاردة ولا أدري لمَ شعرتُ بحزنٍ عميق يكتنفها،سألتها وقد تذكرتُ أمراً" من أنتِ؟ لا أعتقد أني رأيتكِ من قبل في القرية ؟" ..
-:" لا ،أنا من مكان بعيد عن هنا ".. وكدتُ أن أسأل حائرة "لمَ جئتي هنا إذاً؟" إلا أنني كتمتُ سؤالا غير لبق كهذا،وبدا أنها عرفت مالم أنطق به،إذ نطرت إلي مليا وعلى وجهها تلك الإتسامة الغامضة وقالت:" أحياناً يستبد بنا الحنين ويحملنا إلى أبعد مما نتصور" ، كانت هذه إجابة محيرة أكثر منها شافية، لكن شيئا ما منعني من إكمال هذا الحوار،والتفتت مكملة سيرها وحملني شعور غامض على المضي معها،سألتني ناظرة إلى البعيد :" أتخبرينني إسمكِ؟ "
- "فيفا .. همم وأنتِ؟"
- " ران سان "
-"لا أعتقد أنني سمعتُ باسمكِ في الجوار من قبل"
-" لا ؟!" كان في صوتها سخرية حملتني على الحذر،لكني سرعان ما استشطتُ غضبا عندما استأنفتْ" مالذي كنتي تفعلينه بانبطاحكِ على الأرض على أية حال؟!"
-أجبتُ ضاغطة على أسناني" ليس – من- شأنكِ -! " فالتفتت إلي ضاحكة وقالت" أنا لا أرى في مطاردة الشياه شيئ يعيب إن كنت تظنين شيئا خاطئا" سألت بدون وعي وقد زال على الفور غضبي " كيف عرفتي أنني .. ؟؟
-" لقد اعتدتُ أن أفعل هذا حينما كنتُ صغيرة أيضاً ،كان أمراً محببا جداً " ،كان في صوتها حزن أذهلني،وصمتت وهلة وعيناها معلقتان بالأفق،وشعرت بألفة كبيرة نحوها،لَكأنني أعرفها منذ زمن بعيد وليس من بضع لحظات فحسب!
قلت قاطعة الصمت :" ليس أمر محبباً فحسب،بل معيداً لكثير من الذكريات أيضاً"،ولما التفتت رأيت على وجهها إمارات من يفهمني،بل أكثر ! وكأنها عانت من ذات الشيء الذي عانيتُ،وكأنها تعرف بل شعرت بشوق أبي ،ودفء أبي ،وكف أبي،كانت لا تزال تبتسم،بينما مضيت أنا بحديثي" أعتدنا دوماً على المجيء هنا أتعرفين؟".. "والدي كان يوقظني دوماً في أول يوم ربيعي،وكننا ننطلق إلى حيث هذه البقعة ،ونمكث نطارد الشياه حتى يجن المساء،لم يكن من ثمة أحد حولنا،لا صوت لا إنس لا طير،لا شيء سوى أنفاس الطبيعة تدثرنا"وغصصتُ قليلاُ ،لا أعلم مالذي دفعني إلى قول هذا،كان هناك أمر فيها يحثني حثاً على استئناف الحديث عن ذكرى لم أنطق مذ وفاته بحرف عنها ،ومضيتُ أقول:" لطالما كنتُ طفلة بكاءة،أبكي عندما توبخني "لؤلؤة" على ثيابي الممزقة،أبكي عندما تستأثر "سجع" بانتباه الآخرين ويمتدحها الجميع عداي،أبكي حينما لا أجد "جوهرة" بجواري تطمئنني،..إنني أبكي حتى أكثر من الطفلة" قورين"،لكن أتعلمين؟ دائماً وأبداً كان أبي يعرف كيف يكفكف لي دموعي،لا زلتُ أذكر ذراعاه تطوقاني وصوته الحنون يخترق طبقات أذني،وبكفه تمسح دمعي " مالذي يبكيك أيتها المدللة؟..هيا هيا" هكذا كان يقولها" !
كانت دموعي الآن تجري على خدي،رفعت يدي محاولة منعها،ما أحمقني إذ أبكي هكذا أمام غريبة،بيد أنها لم تفعل شيئاً،لم تمد يداً محاولة مواساتي،فقط وقفتْ على مسافة بيننا وعيناها لا زالتا تجوسان الأفق ناظرة إلى شيء لا أراه،لم تكن تبتسم الآن،كان في ملامحها ألم ينبض،همستْ دون النظر إلي :" لكن مع ذلك أنت محظوظة جداً "! بطريقة ما لم تفاجئني عبارتها،نقيتُ حلقي وسألت:" كيف ذلك؟"
- لأن لديك من بجوارك الآن،إخواتك هؤلاء !
- آه ! كانت معرفتها بهذا أمر غريب أيضاً،لكنني كففتُ عن السؤال .
- قالت مجيبة وكأنها تفسر أمراً عسيراً : "لأنني لطالما كنتُ وحيدة ،أتعرفين؟.لم يكن ثمة مخلوق بجواري" لم يكن في صوتها حزن،بدا أنها تتحدث عن أمر مفروغ منه،قلتُ محاولة التخفيف عنها :"يمكنني أن أهبك إحدى أخوتي،لا أحتاجهم جميعاً حقاً" ،والتفتت أخيراً إلي،ورأيت عيناها تلمع بذهبية الغسق الذائب الآن وراءنا،لم أفهم سبب نظرة الإنزعاج التي كانت تحملق بها إلي،لكنها ذابت سريعاً وعادت إليها إبتسامتها الوادعة مجدداً.
- سألتْ :"أهن بهذا الإزعاج حقاً؟"
- "أوه لا،ليس إلى هذه الدرجة،إنهن رائعات جدا أيضاً،أتعلمين؟حتى"لؤلؤة حينما توبخني فإنها تكون مهتمة بي صدقاً،وكذلك "سجع" رغم برودها الظاهري إلا أنها لطيفة حقاً،وأحياناً تكون ودودة بشكل كبير جداً،أما "جوهرة" فلا خوف عليها،يمكنك ضمان طيبتها أبد الدهر" كانت الكلمات تتدافع على شفتي،وعجبتُ كبف أَضحكتني بسهولة كما أبكتني قبل لحظات بسهولة أيضاً،ونظرتُ أليها وقد ملأني شعور عظيم بالإرتياح وكأنني تخلصت من قيود لطالما كبلتني،وشعرت بما هو أكثر من الألفة لها الآن،إنها صديقة،أحبها جداً جداً،وتطلعتْ هي إلي مبتسمة،ثم قالت برفق:" أما تأخر الوقت الآن؟،يخيل إلي أنني أسمع من يناديك"!
شهقتُ مذعورة وقد تنبهت لنفسي "آه يا إلهي ،لقد تأخرتُ كثيراً وابتعدتُ أكثر أيضاً،آه لا بد أن "لؤلؤة" ستقتلني" واستدرتُ عائدة بعجل،إلا أنني توقفتُ وقد تذكرت أمراً،ومددت لها بمنديلها،لكنها هزت رأسها رافضة وقالت بطيبة:"دعيه معكِ"،قلت مازحة:" لا تقلقي لن تكون آخر مرة نتقابل،أخبريني أين بيتكِ؟" ، فمدت ذراعها وأشارت إلى أعلى التل،وحملقت مستغربة في المكان البعيد غير المرئي؛فلا أذكر قط أن أحدا يسكن بجوارنا،وسألتها :"هناك ؟ لكن ..!"
"فيفـــــــــــــــــــاا" هكذا كان الصوت نفسه،فابتلعتُ كل حيرتي وركضتُ مذعورة،وأنا أنظر إليها أخيراً وأهتف" سأراكِ على أي حال،قلتِ إسمكِ ران سان صحيح؟" ورأيتها تومئ لي بهدوء ،وابتسامتها العذبة الغامضة ماكثة على ركن فمها،لم ترفع ذراعها لتلوح لي،لم تصرخ وداعا،لم تفعل أي شيئ باستثناء الوقوف هناك جامدة والنظر إلى المكان الذي أبتعد أكثر وأكثر عنه،وحينما التفت أخيراً كانت قد اختفت ولم يعد باستطاعتي رؤيتها.
ووصلتُ أخيراً إلى الجدول،وهتفن جميعاً لما رأينني غاضبات::" أين كنتيِ"؟!
قلتُ وأنا ألهث وأحاول التقاط أنفاسي:" هــ..هناك..وسط ... الدغل" ثم وقفتُ مبتسمة وتابعت ضاحكة:"لم أكن بعيدة كثيراً على كل حال،ماذا تبقى لي لأحمله؟!"
-لؤلؤة :" لاا شيء حملنا كل الأدوات يا حلوة " فضحكت أكثر :" لا عليكِ،دعيني أحمل بعضها إن أردتي" ،وحملقت إلي مستغربة:" لا، شكراً" وأتاني صوت "سجع" الهادئ من ورائي :" منذ متى وانتِ تطلبين المساعدة"،فهتفتُ فرحة وأنا أتحرق شوقاً لإخبارهن :" منذ قابلت "ران سان" " وكما توقعت هنفن دهشات "من ؟!"
وضحكتُ أقول :" لا عليكن،خبريني لؤلؤة ،هل يوجد أحد يسكن بجوارنا؟!"
-قالت ونحن قافلين للرجوع،وقد بدأ الليل يخيم سريعاً الآن،واختفت آخر شذرة نارية من الشمس المتوارية خلف الأفق :" لا، منذ متى وهناك من يسكن بجاورنا أصلاً؟!"
قلتُ دهشة وإن توقعتُ الجواب:"هذا غريب جداً"
-جوهرة:"ما هو الغريب؟"
-أنا:"آه لا ،لاشيئ،همم إذاً من كان يسكن قبلنا؟"
-سجع"آه،أعتقد أني أعرف،لقد كانت عائلة صغيرة،لكنها لم تبق طويلاً"
-أنا :" لم!؟"
-حوهرة:" لأن انهيار صخري جرف تلنا هذا من قبل كما يُقال،ودفنت العائلة كلها تحته منذ زمن بعيد"
-لؤلؤة :" لكن لا أعتقد أن أحد عرفهم لوقت طويل،أتعرفن؟ لقد كانوا عائلة منطوية جداً،ويبدو أنه كان لديهم إبنة دائمة الصراخ في صغرها"
-جوهرة:"آه سمعتُ عن هذا،فتاة وحيدة دائماً،متروكة من قبل الجميع،كانت دائمة التسكع لوحدها بجوار الجدول،صحيح؟"
-لؤلؤة : "يبدو هذا،لكنها على ما أعتقد لم تنج من تلك الحادثة وتوفيت مع أبويها،ولم تسألين فيف... فيفا؟..هل أنتِ بخير؟!"
ووقفن مدركات أني توقفت عن المسير منذ برهة عنهن،لا أدري كيف كان وجهي لربما بدا شاحباً،لربما بدوت كالموتى حتى يلوح عليهن الخوف هكذا،كلما أعرفه أنني جمدت في مكاني،وأن "الجوهرة"اقتربت واضعة ذراعها حول عنقي هامسة بلطف:"هل أنتي بخير فيفتي؟!"
،وأنني بكيتُ يومها كما لم أذرف الدمع يوماً في حياتي !!
________________________
هي قصة شبه قصيرة متخمة بالعيوب،إلا أنها محاولة فحسب،"ران" أختاه أعتذر لدوركِ في القصة،كنتُ أود جعلها معتزة أو كيتي لكنني أخالكِ الأنسب لصداقتكِ مع فيفا،حفظكما المولى أختاي وأدامكما أخلاء في الدارين،اللهم آمين،،
أتمنى من جميع الأعضاء أن يحاولوا هذا،قصة أبطالها أعضاء مسومس؛أمر ممتعٌ حقاً !
هذا ودمتم في رعاية الله وحفظه،،
http://images.msoms-anime.net/images/64012189444203404819.gif