الدافور
7-7-2012, 04:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اصطففنا لصلاة الصبح وكالعادة يسلم كل على من بجواره مرحباً أو مطمئنا أو مهنئاً أو مكلماً قبل الالتفات والكلام مع الله.. ذهب من على يساري وتجاوزني ليسلم على من بيمني ويقبل رأسه.. ظننته للتو عاد من سفر فنحن في عطلة.. بعدها التفت وسلمت عليه ولم أعلم هل أقول "حمداً لله على السلامة أم لا"؟ وأخيراً رجحت الحياء..
انصرفنا ومر مشهد سريع عادي بحيرة طبيعية في يوم صيفي حارق.. بعد صلاة العصر وجدت كل من بالمسجد ذاهبون إليه ومسلّمون.. ندمت لأني سلمت عليه سلاماً طبيعياً ورجحت أنه للتو عاد من سفر.. أتى إلي المؤذن وقال "عزوا أبو حمود توفي ابنه اليوم الظهر".. الظهر؟ يهنئونه بعودته إن كان مسافراً فجراً ويعزونه بوفاة ولده عصراً.. ما أسرع الموت.. وما أغبى البشر.. ما أخطأ الولد.. وما تخطى الأب.. أو بالأصح ما أقرب الموت..
احبس نفَسَك قليلاً وستموت.. أضرب عن الأكل والشراب أسبوعاً وستموت.. تجرع سماً وستموت.. تدلى بحبل وستموت.. اقفز من مرتفع وستموت.. لا.. لا تحتاج لهذا.. فهو يأتي دون سبب.. يأتي وأنت في بيتك آمناً.. يأتي وأنت بين أهلك هانئاً.. يأتي دون قفز أو حبس.. دون تجرع لكأس.. يأتي فجأة.. يأتي بغتة.. فهل تريد أن تموت بين يد امرأة لاهياً.. أو بين يد الله ساجداً.. بين الاهتزاز بكاء على صوت القرآن.. أو الاهتزاز رقصا على نباح الغناء.. بين النظر لمشهد عار أو امرأة متكشفة ساهراً.. أو بين الركوع أو الصلاة في الثلث الأخير قائماً.. بين تقبيل بشهوة لامرأة.. أو تقبيل بتقدير لأم أو أب..
مات فاتعظنا.. بقينا أسبوعاً أو شهراً.. وسننسى.. ويموت غيره.. ليأتي الموت مذكراً.. وننسى ونغتر بطول الأمل.. بمتع الدنيا.. برحمة الله.. وننسى.. هل ستموت وأنت تردد (يا أيتها النفس المطمئنة) أو وأنت تلَقن لا إله إلا الله.. وتقول "أسقني كأس الخمرة وأعطني فلانة".. كفانا بعداً واغتراراً.. فالموت لا يعرف صغاراً أو كباراً.. إلهنا إنا نسأل حسن الخاتمة.. أحسن الله عزاءك أبا حمود.. وكما قال أحد الجيران المعزين "هو أمانة أعطاك إياه الله والآن استردها فلا تحزن"..
ا.هـ..
الدفور..
6/7/12 م.. 4:45 م
شكراً للقراءة..
http://images.msoms-anime.net/images/64012189444203404819.gif
اصطففنا لصلاة الصبح وكالعادة يسلم كل على من بجواره مرحباً أو مطمئنا أو مهنئاً أو مكلماً قبل الالتفات والكلام مع الله.. ذهب من على يساري وتجاوزني ليسلم على من بيمني ويقبل رأسه.. ظننته للتو عاد من سفر فنحن في عطلة.. بعدها التفت وسلمت عليه ولم أعلم هل أقول "حمداً لله على السلامة أم لا"؟ وأخيراً رجحت الحياء..
انصرفنا ومر مشهد سريع عادي بحيرة طبيعية في يوم صيفي حارق.. بعد صلاة العصر وجدت كل من بالمسجد ذاهبون إليه ومسلّمون.. ندمت لأني سلمت عليه سلاماً طبيعياً ورجحت أنه للتو عاد من سفر.. أتى إلي المؤذن وقال "عزوا أبو حمود توفي ابنه اليوم الظهر".. الظهر؟ يهنئونه بعودته إن كان مسافراً فجراً ويعزونه بوفاة ولده عصراً.. ما أسرع الموت.. وما أغبى البشر.. ما أخطأ الولد.. وما تخطى الأب.. أو بالأصح ما أقرب الموت..
احبس نفَسَك قليلاً وستموت.. أضرب عن الأكل والشراب أسبوعاً وستموت.. تجرع سماً وستموت.. تدلى بحبل وستموت.. اقفز من مرتفع وستموت.. لا.. لا تحتاج لهذا.. فهو يأتي دون سبب.. يأتي وأنت في بيتك آمناً.. يأتي وأنت بين أهلك هانئاً.. يأتي دون قفز أو حبس.. دون تجرع لكأس.. يأتي فجأة.. يأتي بغتة.. فهل تريد أن تموت بين يد امرأة لاهياً.. أو بين يد الله ساجداً.. بين الاهتزاز بكاء على صوت القرآن.. أو الاهتزاز رقصا على نباح الغناء.. بين النظر لمشهد عار أو امرأة متكشفة ساهراً.. أو بين الركوع أو الصلاة في الثلث الأخير قائماً.. بين تقبيل بشهوة لامرأة.. أو تقبيل بتقدير لأم أو أب..
مات فاتعظنا.. بقينا أسبوعاً أو شهراً.. وسننسى.. ويموت غيره.. ليأتي الموت مذكراً.. وننسى ونغتر بطول الأمل.. بمتع الدنيا.. برحمة الله.. وننسى.. هل ستموت وأنت تردد (يا أيتها النفس المطمئنة) أو وأنت تلَقن لا إله إلا الله.. وتقول "أسقني كأس الخمرة وأعطني فلانة".. كفانا بعداً واغتراراً.. فالموت لا يعرف صغاراً أو كباراً.. إلهنا إنا نسأل حسن الخاتمة.. أحسن الله عزاءك أبا حمود.. وكما قال أحد الجيران المعزين "هو أمانة أعطاك إياه الله والآن استردها فلا تحزن"..
ا.هـ..
الدفور..
6/7/12 م.. 4:45 م
شكراً للقراءة..
http://images.msoms-anime.net/images/64012189444203404819.gif