أَصِيلُ الحَكَايَا
15-7-2012, 12:07 PM
http://images.msoms-anime.net/images/13885024979263505024.gif
بسم الله الرحمن الرحيم،،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،
قُبيل رمضانُ أهديكموها ، فمباركٌ لمن عمل ، وبالله التوفيق .
هذان نحن ، والخيارُ يا إنسانُ لكَ !
لقيتُ المعاصي والحسنات في طريق الضّمير ، لقيتُهما عند مفترق طريقين ،
وعليهما جلبابان مهيبان !
فأما الأول فأبيضٌ كنقاء الثلج والبَرَد ، وأما الثاني فأسودٌ كقطعةٍ من ليلٍ بهيمٍ أكحلُ !
على أحدهما وقارُ نفسه ، ونورُ اطمئنانٍ ، وهالةُ رضا ..
وعلى صاحبه شَهْدٌ حلوٌ مُرُّ ، وشوكِ قتادٍ موجعٌ لذيذ ، وبساط أرضٍ غنية قفرى !
وأما الدرب المُغشى سكينة ؛ فجمرٌ ممشاه ،ونارٌ تغلي ،وفُتات لحمٍ أقدامِ منثور
على مُتَأجَّجِ لهيبها !
وأما الضَّاج صخباً المُعربد ضحكا ؛ فحافل الثمر ، مُغدق الزهر ، مُفترشٌ بجني الربيع
وعصيرُ الحصادِ .
وقفتُ متشبثةً ببقعتي ، وقفتُ متوجِّسة الجمر وشبح الضجيج ، وقفتُ حائرة حيث أيُّهما أشد ترحالي ؟!
و أقبلتْ المعاصيَ تدنو ، اقتربتْ تفحُّ كأفعى وبفاهها أنياب يتقاطر منها السمُّ
والعسل ، همستْ :
" تعاليْ أحدثك من خبري ، ادنِ مني وقرِّب أذنا !
أنا زهرةُ الدُّنيا وزينتها ، أنا التَّكاثر ، أنا المال والولد والنساء والزّخرف ِ !
أنا الهوى .. أنا حديثُ النفس ، هواها ومُشتهاها !
أنا اللعب واللهو والتفاخر والقناطير المقنطرة !
أنِ امضِ في دربي ،أن اسلك حقول بستاني متدفق الأنهر ؛ أُذِقكَ حلواء الدهر ،
أسمعكَ غناء السواقي وسكْرة النغمِ !
أمتعكَ وإن إلى حين !
أسليكَ حتى الميعادُ يحين ، حتى زفرة الصدور وغرغرة الروح ولُهاث الأنين !
ألهيكِ كيما أمرُ الساعة هوله ،ونفخة الصور وبعث من في القبور عنهم تغفل !
فأما القلوبُ عندي فمُرانٌ عليها ، وأما الصدور فضائقة كأنما تصًّعدُ في السماء ، والأفئدة حجرٌ لا يتفتق منه الماء ، والآذان يا صاحبي وقراً فيها ، والمحاجر عمياء العيون !
تعاليْ لتعرف في معنى الشقوة دهرٌ ، واللذة ساعة !
اقترب تذقْ طعم المعسول من الحياة هُنيهة وتقاسي تجرُّعِ مُرَّ الحلوق أبدا !
اصطفيني ؛ أضحككَ قطفة من قصير عمركَ وأبيكيكَ مادمتَ ميتاً حيا !
ولمَّا انتهت ومضتْ تفح من حيث أتتْ ،وخلفتني بقايا تتحرق شوقاً وتلهث
خوفاً،تنبض توقاً وتتمهل تريُّثا .. أقبلتْ حينها الأخرى،هادئة مطمئنة،لم أسمع لها
همساً سوى اصطلاء ثوبها الأبيض على نار الجمر ولحمها القاني يُنثر من
ورائها،وأتتني ساكنة غير مبالية بالدم يلطخ نقاء جلبابها، ثم تحدثتْ !
كان صوتها مُفعماً بالانشراح مغموراً بالارتياح ،رخيماً يلج أذني وينفذ إلى شغاف قلبي، وباحت العذوبة بحديثها :
تعلم من أنا ؛ إني الطهر المشوب عملاً ، العمل المنجب ثمراً ، الثمر الممتلئ شوكا !
إني سعْيُ الأنبياء ودأْبُ الأبرار وبُشرى العامليـــن !
أنا جوعُ يومٍ بعسلٍ مُصفَّى ،بعنبٍ وزيتون وفاكهة ورمانَ ونخلا !
أنا ظمأ ساعة بشربة هنيئة لا يظمأ شاربها من بعدها أبدا !
أنا صبرُ دنيا ببرزخِ نورٍ وحياةٌ خاليةٌ أوجاعها ،هينة أتعابها ،معافىً سقمها ،ذليلة صعابها !
في يجتمع العزّ والخشوع ، والدمع والانشراح ،والوجل فالاطمئنانُ !
يسكنني أناساً نذروا لله أرواحهم ماعاشوا ، فما خافوا فيه لومة لائم ، تتجافى
جنوبهم عن المضاجع ، ويتلاقى الهزيع الأخير من الليل وسجّد جباههم ، ويلامس
قطر ندى الفجر هدير دموعهم ، ويجتمع في أجسادهم أثر الحصير وقلوب مبصرة
وضاءة مملوؤة سعادة لا تحاكيها قلوب الأغنياء ولو اجتمعوا !
ويتلاقى عندهم الموت والدم والتوق والاستبشار !
عاش بجوفي ويعيش عبدٌ أوقن قول الخليل " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة"
،فعاش ليحصدني ويخزنني ليومٍ لن يجدني فيه !
عاش يندب كل دقيقة مضت دون ذكرٍ لئلا يعض الأصابع في يومٍ لا يجدي فيه عض الأصابع تندما !
تلك أنا الحسنة المضاعفة لعشر من أمثالها فمائة فسبعمائة ضعفٍ ، برحمةٍ من بارئي وكرماً وتفضُّلا !
وأنهتْ حديثها ،آبت من حيث أقبلتْ ، وهدر من بعدئذٍ صوتهما وسط ضباب ضميري يملأ فضاء دونما هواء :
"هذان هما نحن ، ولكَ يا إنسانُ الخيارُ " !
إن أحسنتُ من فمن الله وإن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان ،،
،بلغنا الله وإياكم الشهر الفضيل ورزقنا حسن العمل فيه ،،
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه،
دمتم في رعاية الله تعالى وحفظه،،
بسم الله الرحمن الرحيم،،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،
قُبيل رمضانُ أهديكموها ، فمباركٌ لمن عمل ، وبالله التوفيق .
هذان نحن ، والخيارُ يا إنسانُ لكَ !
لقيتُ المعاصي والحسنات في طريق الضّمير ، لقيتُهما عند مفترق طريقين ،
وعليهما جلبابان مهيبان !
فأما الأول فأبيضٌ كنقاء الثلج والبَرَد ، وأما الثاني فأسودٌ كقطعةٍ من ليلٍ بهيمٍ أكحلُ !
على أحدهما وقارُ نفسه ، ونورُ اطمئنانٍ ، وهالةُ رضا ..
وعلى صاحبه شَهْدٌ حلوٌ مُرُّ ، وشوكِ قتادٍ موجعٌ لذيذ ، وبساط أرضٍ غنية قفرى !
وأما الدرب المُغشى سكينة ؛ فجمرٌ ممشاه ،ونارٌ تغلي ،وفُتات لحمٍ أقدامِ منثور
على مُتَأجَّجِ لهيبها !
وأما الضَّاج صخباً المُعربد ضحكا ؛ فحافل الثمر ، مُغدق الزهر ، مُفترشٌ بجني الربيع
وعصيرُ الحصادِ .
وقفتُ متشبثةً ببقعتي ، وقفتُ متوجِّسة الجمر وشبح الضجيج ، وقفتُ حائرة حيث أيُّهما أشد ترحالي ؟!
و أقبلتْ المعاصيَ تدنو ، اقتربتْ تفحُّ كأفعى وبفاهها أنياب يتقاطر منها السمُّ
والعسل ، همستْ :
" تعاليْ أحدثك من خبري ، ادنِ مني وقرِّب أذنا !
أنا زهرةُ الدُّنيا وزينتها ، أنا التَّكاثر ، أنا المال والولد والنساء والزّخرف ِ !
أنا الهوى .. أنا حديثُ النفس ، هواها ومُشتهاها !
أنا اللعب واللهو والتفاخر والقناطير المقنطرة !
أنِ امضِ في دربي ،أن اسلك حقول بستاني متدفق الأنهر ؛ أُذِقكَ حلواء الدهر ،
أسمعكَ غناء السواقي وسكْرة النغمِ !
أمتعكَ وإن إلى حين !
أسليكَ حتى الميعادُ يحين ، حتى زفرة الصدور وغرغرة الروح ولُهاث الأنين !
ألهيكِ كيما أمرُ الساعة هوله ،ونفخة الصور وبعث من في القبور عنهم تغفل !
فأما القلوبُ عندي فمُرانٌ عليها ، وأما الصدور فضائقة كأنما تصًّعدُ في السماء ، والأفئدة حجرٌ لا يتفتق منه الماء ، والآذان يا صاحبي وقراً فيها ، والمحاجر عمياء العيون !
تعاليْ لتعرف في معنى الشقوة دهرٌ ، واللذة ساعة !
اقترب تذقْ طعم المعسول من الحياة هُنيهة وتقاسي تجرُّعِ مُرَّ الحلوق أبدا !
اصطفيني ؛ أضحككَ قطفة من قصير عمركَ وأبيكيكَ مادمتَ ميتاً حيا !
ولمَّا انتهت ومضتْ تفح من حيث أتتْ ،وخلفتني بقايا تتحرق شوقاً وتلهث
خوفاً،تنبض توقاً وتتمهل تريُّثا .. أقبلتْ حينها الأخرى،هادئة مطمئنة،لم أسمع لها
همساً سوى اصطلاء ثوبها الأبيض على نار الجمر ولحمها القاني يُنثر من
ورائها،وأتتني ساكنة غير مبالية بالدم يلطخ نقاء جلبابها، ثم تحدثتْ !
كان صوتها مُفعماً بالانشراح مغموراً بالارتياح ،رخيماً يلج أذني وينفذ إلى شغاف قلبي، وباحت العذوبة بحديثها :
تعلم من أنا ؛ إني الطهر المشوب عملاً ، العمل المنجب ثمراً ، الثمر الممتلئ شوكا !
إني سعْيُ الأنبياء ودأْبُ الأبرار وبُشرى العامليـــن !
أنا جوعُ يومٍ بعسلٍ مُصفَّى ،بعنبٍ وزيتون وفاكهة ورمانَ ونخلا !
أنا ظمأ ساعة بشربة هنيئة لا يظمأ شاربها من بعدها أبدا !
أنا صبرُ دنيا ببرزخِ نورٍ وحياةٌ خاليةٌ أوجاعها ،هينة أتعابها ،معافىً سقمها ،ذليلة صعابها !
في يجتمع العزّ والخشوع ، والدمع والانشراح ،والوجل فالاطمئنانُ !
يسكنني أناساً نذروا لله أرواحهم ماعاشوا ، فما خافوا فيه لومة لائم ، تتجافى
جنوبهم عن المضاجع ، ويتلاقى الهزيع الأخير من الليل وسجّد جباههم ، ويلامس
قطر ندى الفجر هدير دموعهم ، ويجتمع في أجسادهم أثر الحصير وقلوب مبصرة
وضاءة مملوؤة سعادة لا تحاكيها قلوب الأغنياء ولو اجتمعوا !
ويتلاقى عندهم الموت والدم والتوق والاستبشار !
عاش بجوفي ويعيش عبدٌ أوقن قول الخليل " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة"
،فعاش ليحصدني ويخزنني ليومٍ لن يجدني فيه !
عاش يندب كل دقيقة مضت دون ذكرٍ لئلا يعض الأصابع في يومٍ لا يجدي فيه عض الأصابع تندما !
تلك أنا الحسنة المضاعفة لعشر من أمثالها فمائة فسبعمائة ضعفٍ ، برحمةٍ من بارئي وكرماً وتفضُّلا !
وأنهتْ حديثها ،آبت من حيث أقبلتْ ، وهدر من بعدئذٍ صوتهما وسط ضباب ضميري يملأ فضاء دونما هواء :
"هذان هما نحن ، ولكَ يا إنسانُ الخيارُ " !
إن أحسنتُ من فمن الله وإن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان ،،
،بلغنا الله وإياكم الشهر الفضيل ورزقنا حسن العمل فيه ،،
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه،
دمتم في رعاية الله تعالى وحفظه،،