الدافور
16-7-2012, 05:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في إحدى الأساطير الماضية.. التي سطرها مؤرخ مجهول لم يذكر اسمه حتى.. قال فيها في حوار جرى بين كائنين غريبين.. أحدهما ديناصور والآخر يلقب "يناملع".. أحدهما من العصر الحجري والآخر في العصر الحديث.. باختصار هي أسطورة قالها ذاك المؤرخ ليقول كلاماً عن التاريخ.. والعجيب أنه لم يذكره إلا بعد الانتهاء من أسطورته.. يقول ذاك الكائن الغريب الملقب "يناملع" للديناصور:
" هلا أخذت جولة في هذا العصر الرائع.. إنه مغرٍ جذاب.. رائع فاتن.. هل تتخيل أن النساء تلبس لباساً فوق الركبة؟ من كان يتوقع ذلك؟ وأي زمن حدث فيه مثل هذا؟ مالي أراك مدهوشاً صامتاً؟ أظنك لم تتخيل حدوث ذلك أبداً.. آسف.. لقد أخطأت.. كان علي أن أمهد قولي.. لقد خططنا لذلك منذ أمد بعيد.. فبداية قمنا..."
قاطعه الديناصور قائلاً ببساطة:
" آسف يا أخ "يناملع" ولكن ما تفتخر به كان موجوداً في عصرنا الغابر"
نظر إليه الآخر نظرة احتقار ثم أردف:
" يبدو أنك غير حضاري ولا تعرف آداب الحوار.. لا تقاطعني رجاء"
نظر إليه الديناصور وابتسم.. ثم أكمل "يناملع" قائلاً:
" آه منك.. لقد شتت أفكاري.. أين كنا؟ أجل.. تذكرت.. ومن كان يصدق أن تحرر المرأة وتكون مساوية للرجل؟ إنها الآن تعمل وتلعب وتفعل كل ما يفعله الرجل.. كانت مهمة صعبة.. ولكننا..."
تحدث الديناصور ثانية وكأنه لم يقاطع ويعاتَب.. وقال:
" ما الأمر المفرح فيما تقول؟ كل ما أريده من زوجتي أن تكون في المنزل وتربي أطفالي ليكبروا ويصبحوا أقوياء مثل أبيهم"
صرخ فيه "يناملع":
" هل تحتقر المرأة؟!"
تنهد الديناصور وقال:
" هناك فرق بين الشمس والقمر.. وبين الأرض والسماء.. وبين الرجال والنساء"
احمر وجه "يناملع" وقال:
" يبدو أن زمنك الحجري قد أثر عليك كثيراً.. إنك تعيش في جاهليتك المظلمة"
ضجر الديناصور وقال:
" وأنت تعيش في نزواتك وشهواتك العفنة.. هل ترضى أن تفعل زوجتك ما تدعو إليه؟"
صرخ "يناملع" بغضب وقال:
" لا تذكر زوجتي على لسانك"
ابتسم الديناصور وقال بهدوء:
" ألم تتعلم أيها المتحضر أن الحجة لا تقوى بقوة الصراخ؟"
أوقف المؤرخ هذه الأسطورة وختمها رغم سوء صياغته وغباء تدرجه وقبح كلماته وقال: "التاريخ يعيد نفسه".. انتهى..
لا.. انتظر.. هناك شيء لم أقله.. يبدو أنها المرة الأولى التي تسمع فيها بمثل هذا المخلوق المسمى "يناملع".. هو لم يكتشف بعد.. فمن زيف شعاراته.. وتنميق عباراته.. وعذوبة ألفاظه.. وتعدد أوجهه عكس اسمه.. هل عرفته؟
الدافور.. 14/7/12م.. 23/8 (*************************************************************)/33هـ.. 3:40ص (*************************************************************)
دمتم..
في إحدى الأساطير الماضية.. التي سطرها مؤرخ مجهول لم يذكر اسمه حتى.. قال فيها في حوار جرى بين كائنين غريبين.. أحدهما ديناصور والآخر يلقب "يناملع".. أحدهما من العصر الحجري والآخر في العصر الحديث.. باختصار هي أسطورة قالها ذاك المؤرخ ليقول كلاماً عن التاريخ.. والعجيب أنه لم يذكره إلا بعد الانتهاء من أسطورته.. يقول ذاك الكائن الغريب الملقب "يناملع" للديناصور:
" هلا أخذت جولة في هذا العصر الرائع.. إنه مغرٍ جذاب.. رائع فاتن.. هل تتخيل أن النساء تلبس لباساً فوق الركبة؟ من كان يتوقع ذلك؟ وأي زمن حدث فيه مثل هذا؟ مالي أراك مدهوشاً صامتاً؟ أظنك لم تتخيل حدوث ذلك أبداً.. آسف.. لقد أخطأت.. كان علي أن أمهد قولي.. لقد خططنا لذلك منذ أمد بعيد.. فبداية قمنا..."
قاطعه الديناصور قائلاً ببساطة:
" آسف يا أخ "يناملع" ولكن ما تفتخر به كان موجوداً في عصرنا الغابر"
نظر إليه الآخر نظرة احتقار ثم أردف:
" يبدو أنك غير حضاري ولا تعرف آداب الحوار.. لا تقاطعني رجاء"
نظر إليه الديناصور وابتسم.. ثم أكمل "يناملع" قائلاً:
" آه منك.. لقد شتت أفكاري.. أين كنا؟ أجل.. تذكرت.. ومن كان يصدق أن تحرر المرأة وتكون مساوية للرجل؟ إنها الآن تعمل وتلعب وتفعل كل ما يفعله الرجل.. كانت مهمة صعبة.. ولكننا..."
تحدث الديناصور ثانية وكأنه لم يقاطع ويعاتَب.. وقال:
" ما الأمر المفرح فيما تقول؟ كل ما أريده من زوجتي أن تكون في المنزل وتربي أطفالي ليكبروا ويصبحوا أقوياء مثل أبيهم"
صرخ فيه "يناملع":
" هل تحتقر المرأة؟!"
تنهد الديناصور وقال:
" هناك فرق بين الشمس والقمر.. وبين الأرض والسماء.. وبين الرجال والنساء"
احمر وجه "يناملع" وقال:
" يبدو أن زمنك الحجري قد أثر عليك كثيراً.. إنك تعيش في جاهليتك المظلمة"
ضجر الديناصور وقال:
" وأنت تعيش في نزواتك وشهواتك العفنة.. هل ترضى أن تفعل زوجتك ما تدعو إليه؟"
صرخ "يناملع" بغضب وقال:
" لا تذكر زوجتي على لسانك"
ابتسم الديناصور وقال بهدوء:
" ألم تتعلم أيها المتحضر أن الحجة لا تقوى بقوة الصراخ؟"
أوقف المؤرخ هذه الأسطورة وختمها رغم سوء صياغته وغباء تدرجه وقبح كلماته وقال: "التاريخ يعيد نفسه".. انتهى..
لا.. انتظر.. هناك شيء لم أقله.. يبدو أنها المرة الأولى التي تسمع فيها بمثل هذا المخلوق المسمى "يناملع".. هو لم يكتشف بعد.. فمن زيف شعاراته.. وتنميق عباراته.. وعذوبة ألفاظه.. وتعدد أوجهه عكس اسمه.. هل عرفته؟
الدافور.. 14/7/12م.. 23/8 (*************************************************************)/33هـ.. 3:40ص (*************************************************************)
دمتم..