Nino chan
23-8-2012, 01:28 AM
http://images.msoms-anime.net/images/64012189444203404819.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طيّب الله أوقاتكم بالطاعات وذكر الرحمن
كيف حالكم ؟!
جئتُ بقصة أو أقصوصة قصيرة.. وهذه مرتي الأولى التي أعرض فيها شيئاً من نثري المبعثر في قالب قصة.. أتمنى ألا تكون مملة أو طويلة :D
- لستُ صغيرةً بعد اليوم، لماذا لا تفهمُ يا أبتِ ؟!
قلتُها أخيراً، أما هو فقد رمقني بنظراتِ غير راضية البتة. إنه منزعج بكل تأكيد.
- أريدُ أن أخرجَ كيفما شئتُ، أصادقُ من أرغبُ وأرتاحُ إليه. أبي، ما عدتُ تلك الفتاة الصغيرة التي تسكتها بقطعة سكاكر ملونة !!
ولم يرد عليّ.. كانت عيناه تفيضان بمحيطٍ من المياه الراكدة لكنه احتبسها في آخر لحظة وحماها من السقوط.. عوضاً عن ذلك استنشق نَفَسَ غليون آخر، ونفثه في الهواء غيمةً رمادية مثقلة بالحقد عليّ.. وهو لا يكاد يزيحُ ناظريه عني.. بل ثبتهما كمنظاري مراقبة على الحدود.. ببساطة كان يستفزني !
- لِمَ أنت هادئ هكذا ؟! أبي.. لماذا تعاملني كطفلة لا رأي لها.. لماذا لا تحاورني وتناقشني.. وتفهم ما أريد حقاً ؟!
- ابتعدي عن تلك الفتاة وفوراً.. إني أعاملكِ الآن بالحسنى كفتاة عاقلة.
- أنتَ لا تفهم (وأوشكتُ أن أبكي)
- ما الذي لا أفهمه ؟! تتسكعين مع فتاة مشبوهة وتريدين مني أن أسكت عن الأمر ؟!
- أنتَ لن تفهم حتى.. إنها مجرد صديقة ! صديقة ! أم أنك لم تصادق أحداً في حياتك ؟!
- يا بنت من يربط لكِ رباط حذائك.. أنا والدكِ وأعرفُ مصلحتكِ أكثر من أي شخصٍ آخر.
لم أعرف كيف يمكنني الرد عليه الآن، فقد امتلأت عينيّ بالدمع حقاً.. وما عدتُ قادرةً على حبسها أكثر. ولكنني قلتها له
- إلى متى تظن نفسك ستربط لي حذائي ؟! ثم ماذا كنت ستفعل لو كان شاباً ؟! في كلا الحالتين لن تفهم.. أتظن نفسك أمي الآن.. لن يفهمني الآن غير أمٍّ وهي لن تكون أنت بأي حالٍ من الأحوال. ليت لي أم.. كم أنا بائسة !
وتجمدت ملامحه.. أعرف، لساني غير موزون الألفاظ خصوصاً عندما لا أتمالك نفسي..
- أعيدي عليّ ما قلتِ للتو (وكان جامد الملامح مجدداً)
- لا.. لا أريد (وقد ارتبكتُ)
فصمت.. واستنشق نفساً آخر.. واكتست الصالة غيمة ثقيلة ملؤها السكون والصمت القاتل.. أربكني صمته.. فلم أتحمل وحملتُ نفسي لغرفتي !
أنبتُّ نفسي على فعلتي.. ولكن نفسي المريضة أقنعتني بأني لم أخطئ في حقه.. بل هو من يتدخل في أموري دون داعٍ.. فأنا ما عدتُ طفلةً صغيرة يتحكم في كل تصرفاتي وبمن أمشي مع وبمن أصادق وبمن أحب وأكره.
أخذتُ أقطعُ الغرفة ذهاباً وإياباً.. وقلت لنفسي هو لم يكلف نفسه عناء رؤيتي حتى بل هو مشغولٌ بغليونه وصحيفته. لقد تغيّر أبي كثيراً.. لم يعد ذاك الأب الحاني اليد.. لم يعد يعوضني عن أمي حتى.
وتعبتُ من التفكير فرميت بنفسي على السرير، وحدقتُ بالجدران من حولي.
كم أنا وحيدة بحق!
لا أخ
لا أخت
ولا أم
فقط أب.. اعتاد على حبي فيما مضى.. والآن يضيق عليّ حياتي.. ما الذي غيره هكذا..
ما الذي يغير البشر.. لماذا نعتاد عليهم دهراً.. ويتغيرون بين ليلة وضحاها..
حتى أنه ما عاد يربط لي أربطة أحذيتي..!
إنه يتجاهلني، ويتجاهل حبي له.. ويتجاهل شخصيتي.. يريدني ظلاً لا أكثر..
لا أعرفُ كيف غفوت ولكنني استيقظتُ على رنة هاتفي النقال. قد كانت صديقتي تستعجلني.. فكما يبدو بأنني تأخرت عن الموعد.. وهذا كله بسببه ! رتبتُ هندامي وخرجتُ متلبسةُ لكنني وجدته يحدق فيّ.. كان يجلس على أريكته في يده الصحيفة وفي يده الأخرى الغليون.
أردتُ أخذ زمام المبادرة، فرمقته بنظرة قاسية غاضبة كي يحس بأنه هو المخطئ لا أنا. فقلت بطرف شفتي :
- سأخرجُ مع صديقتي، هي بانتظاري في الخارج وسنلتقي بباقي البنات في مطعم البلدة..
ولم يرد عليّ.. بل لم يحرك ملامحه.. كان يرتدي وجه الخشب بالفعل.. إنه يتجاهلني عن قصد.. يريد أن يرى من سيفوز ومن سيرفع الراية البيضاء معلناً الاستسلام. وتابع قراءة صحيفته أو التحديق فيها.
ولم أهتم.. بل زدتُ عناداً ومكابرةً.. واتجهتُ نحو المدخل حيث أرتدي حذائي.. وجلست أرتديه.. ولكنه كان متعقد للغاية.. فأخذت أفك العقدة الكبيرة.. ورفعت رأسي عالياً بيأس فتجمدتُ لرؤية والدي فوقي.. يحدق فيّ.. فأخذني الموقف تماماً.. ماذا يفعل.. على ماذا ينوي.. أيريد منعي أم ضربي.. ؟!
- مهلاً ماذا تريـ
لكنه هبط عند قدمي فابتعدت دون إرادتي، فجذب قدمي بيده الضخمة وفك عقدة الرباط.. وربطها بشكلٍ جيد.. ورفع بصره إلي.. وهو ساكنٌ صامت.. أعرف.. أنتَ غاضبٌ مني.. كثيراً.. لكنك لا تريد إزعاجي أكثر.. وأردتُ مصالحته لكنه وضع يده على رأسي وربت عليه بحنان قائلاً: كوني حذرة عندما تقطعين الشارع وانتبهي للسيارات..
وقام وتركني مأخوذة تماماً من الموقف.. التفتُ إليه ولكني وجدته قد عاد لأريكته ولصحيفته وغليونه..
لماذا هذه الدراما يا أبي ؟! لماذا لا توبخني ولا تضربني ؟!
رنت عليّ صديقتي مجدداً فانتبهت على تأخري تماماً.. وجدتها في الخارج تنتظر بغضبٍ شديد فأخذت أشرح لها الموقف.. فأخذت تفتي برأيها.
- والدكِ معقدٌ للغاية.. إنه يتحكم بكِ في كل شيء.. لا تسمحي له بذلك بعد الآن..
- ... (لم أستطع الرد)
- أنظري إليّ ( وبدأنا نعبر الشارع) أنظري.. لا أحد يتحكم و.آآآآخ ( وتعرقلت)
فجأة توقفت لتقع أرضاً.. فقد وطأت على رباط حذائها دون أن تحس بذلك.. وهنا سمعتُ لعناتها وصراخها ونظرت لحذائي والرباط المشدود جيداً.. وسمعتُ صوت أبي يناديني كي يربط لي حذائي.. أبي.. إنه يهتم بي أكثر من أي شيءٍ في الكون.. إنه سندي.. أنا لا أساوي شيئاً دونه.. هو كل حياتي.. بل هو رجلي.. الذي ربط حذاء السندريلا.. إنه my hero
مدت صديقتي إليّ يدها كي أساعدها على الوقوف.. لكنني تذكرت كلام والدي.. إنها ليست بصديقة حتى.. بل رفيقة سوء.. للتو كانت تحرضني عليكَ أبتِ..
- هيّا ساعديني.. ألا ترين أنني لا أستطيع الوقوف !
- آسفة ولكن والدي نصحني بألا أقترب من أمثالك !
- ماذ ماذااا .. مهلاً ( وتركتها)
وأخذت تصرخ وتسبّني.. أما أنا فهرولتُ عائدة.. لرجلي.. لبطلي.. لأغلى أبٍ في الكون كله.. كي أرتمي في حضنه وأعتذر منه.. وأخبره بأنّ رباط حذائي.. كان رباطاً لقلبي أيضاً.. شكراً لك.. ولا تكفيك كلمة الشكر.. هذي !
أحبك !
يا رب احفظ لي أبي واحشرني معه في جنتك يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون..
وارحم آباء المسلمين الأحياء منهم والأموات..
في حفظ الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طيّب الله أوقاتكم بالطاعات وذكر الرحمن
كيف حالكم ؟!
جئتُ بقصة أو أقصوصة قصيرة.. وهذه مرتي الأولى التي أعرض فيها شيئاً من نثري المبعثر في قالب قصة.. أتمنى ألا تكون مملة أو طويلة :D
- لستُ صغيرةً بعد اليوم، لماذا لا تفهمُ يا أبتِ ؟!
قلتُها أخيراً، أما هو فقد رمقني بنظراتِ غير راضية البتة. إنه منزعج بكل تأكيد.
- أريدُ أن أخرجَ كيفما شئتُ، أصادقُ من أرغبُ وأرتاحُ إليه. أبي، ما عدتُ تلك الفتاة الصغيرة التي تسكتها بقطعة سكاكر ملونة !!
ولم يرد عليّ.. كانت عيناه تفيضان بمحيطٍ من المياه الراكدة لكنه احتبسها في آخر لحظة وحماها من السقوط.. عوضاً عن ذلك استنشق نَفَسَ غليون آخر، ونفثه في الهواء غيمةً رمادية مثقلة بالحقد عليّ.. وهو لا يكاد يزيحُ ناظريه عني.. بل ثبتهما كمنظاري مراقبة على الحدود.. ببساطة كان يستفزني !
- لِمَ أنت هادئ هكذا ؟! أبي.. لماذا تعاملني كطفلة لا رأي لها.. لماذا لا تحاورني وتناقشني.. وتفهم ما أريد حقاً ؟!
- ابتعدي عن تلك الفتاة وفوراً.. إني أعاملكِ الآن بالحسنى كفتاة عاقلة.
- أنتَ لا تفهم (وأوشكتُ أن أبكي)
- ما الذي لا أفهمه ؟! تتسكعين مع فتاة مشبوهة وتريدين مني أن أسكت عن الأمر ؟!
- أنتَ لن تفهم حتى.. إنها مجرد صديقة ! صديقة ! أم أنك لم تصادق أحداً في حياتك ؟!
- يا بنت من يربط لكِ رباط حذائك.. أنا والدكِ وأعرفُ مصلحتكِ أكثر من أي شخصٍ آخر.
لم أعرف كيف يمكنني الرد عليه الآن، فقد امتلأت عينيّ بالدمع حقاً.. وما عدتُ قادرةً على حبسها أكثر. ولكنني قلتها له
- إلى متى تظن نفسك ستربط لي حذائي ؟! ثم ماذا كنت ستفعل لو كان شاباً ؟! في كلا الحالتين لن تفهم.. أتظن نفسك أمي الآن.. لن يفهمني الآن غير أمٍّ وهي لن تكون أنت بأي حالٍ من الأحوال. ليت لي أم.. كم أنا بائسة !
وتجمدت ملامحه.. أعرف، لساني غير موزون الألفاظ خصوصاً عندما لا أتمالك نفسي..
- أعيدي عليّ ما قلتِ للتو (وكان جامد الملامح مجدداً)
- لا.. لا أريد (وقد ارتبكتُ)
فصمت.. واستنشق نفساً آخر.. واكتست الصالة غيمة ثقيلة ملؤها السكون والصمت القاتل.. أربكني صمته.. فلم أتحمل وحملتُ نفسي لغرفتي !
أنبتُّ نفسي على فعلتي.. ولكن نفسي المريضة أقنعتني بأني لم أخطئ في حقه.. بل هو من يتدخل في أموري دون داعٍ.. فأنا ما عدتُ طفلةً صغيرة يتحكم في كل تصرفاتي وبمن أمشي مع وبمن أصادق وبمن أحب وأكره.
أخذتُ أقطعُ الغرفة ذهاباً وإياباً.. وقلت لنفسي هو لم يكلف نفسه عناء رؤيتي حتى بل هو مشغولٌ بغليونه وصحيفته. لقد تغيّر أبي كثيراً.. لم يعد ذاك الأب الحاني اليد.. لم يعد يعوضني عن أمي حتى.
وتعبتُ من التفكير فرميت بنفسي على السرير، وحدقتُ بالجدران من حولي.
كم أنا وحيدة بحق!
لا أخ
لا أخت
ولا أم
فقط أب.. اعتاد على حبي فيما مضى.. والآن يضيق عليّ حياتي.. ما الذي غيره هكذا..
ما الذي يغير البشر.. لماذا نعتاد عليهم دهراً.. ويتغيرون بين ليلة وضحاها..
حتى أنه ما عاد يربط لي أربطة أحذيتي..!
إنه يتجاهلني، ويتجاهل حبي له.. ويتجاهل شخصيتي.. يريدني ظلاً لا أكثر..
لا أعرفُ كيف غفوت ولكنني استيقظتُ على رنة هاتفي النقال. قد كانت صديقتي تستعجلني.. فكما يبدو بأنني تأخرت عن الموعد.. وهذا كله بسببه ! رتبتُ هندامي وخرجتُ متلبسةُ لكنني وجدته يحدق فيّ.. كان يجلس على أريكته في يده الصحيفة وفي يده الأخرى الغليون.
أردتُ أخذ زمام المبادرة، فرمقته بنظرة قاسية غاضبة كي يحس بأنه هو المخطئ لا أنا. فقلت بطرف شفتي :
- سأخرجُ مع صديقتي، هي بانتظاري في الخارج وسنلتقي بباقي البنات في مطعم البلدة..
ولم يرد عليّ.. بل لم يحرك ملامحه.. كان يرتدي وجه الخشب بالفعل.. إنه يتجاهلني عن قصد.. يريد أن يرى من سيفوز ومن سيرفع الراية البيضاء معلناً الاستسلام. وتابع قراءة صحيفته أو التحديق فيها.
ولم أهتم.. بل زدتُ عناداً ومكابرةً.. واتجهتُ نحو المدخل حيث أرتدي حذائي.. وجلست أرتديه.. ولكنه كان متعقد للغاية.. فأخذت أفك العقدة الكبيرة.. ورفعت رأسي عالياً بيأس فتجمدتُ لرؤية والدي فوقي.. يحدق فيّ.. فأخذني الموقف تماماً.. ماذا يفعل.. على ماذا ينوي.. أيريد منعي أم ضربي.. ؟!
- مهلاً ماذا تريـ
لكنه هبط عند قدمي فابتعدت دون إرادتي، فجذب قدمي بيده الضخمة وفك عقدة الرباط.. وربطها بشكلٍ جيد.. ورفع بصره إلي.. وهو ساكنٌ صامت.. أعرف.. أنتَ غاضبٌ مني.. كثيراً.. لكنك لا تريد إزعاجي أكثر.. وأردتُ مصالحته لكنه وضع يده على رأسي وربت عليه بحنان قائلاً: كوني حذرة عندما تقطعين الشارع وانتبهي للسيارات..
وقام وتركني مأخوذة تماماً من الموقف.. التفتُ إليه ولكني وجدته قد عاد لأريكته ولصحيفته وغليونه..
لماذا هذه الدراما يا أبي ؟! لماذا لا توبخني ولا تضربني ؟!
رنت عليّ صديقتي مجدداً فانتبهت على تأخري تماماً.. وجدتها في الخارج تنتظر بغضبٍ شديد فأخذت أشرح لها الموقف.. فأخذت تفتي برأيها.
- والدكِ معقدٌ للغاية.. إنه يتحكم بكِ في كل شيء.. لا تسمحي له بذلك بعد الآن..
- ... (لم أستطع الرد)
- أنظري إليّ ( وبدأنا نعبر الشارع) أنظري.. لا أحد يتحكم و.آآآآخ ( وتعرقلت)
فجأة توقفت لتقع أرضاً.. فقد وطأت على رباط حذائها دون أن تحس بذلك.. وهنا سمعتُ لعناتها وصراخها ونظرت لحذائي والرباط المشدود جيداً.. وسمعتُ صوت أبي يناديني كي يربط لي حذائي.. أبي.. إنه يهتم بي أكثر من أي شيءٍ في الكون.. إنه سندي.. أنا لا أساوي شيئاً دونه.. هو كل حياتي.. بل هو رجلي.. الذي ربط حذاء السندريلا.. إنه my hero
مدت صديقتي إليّ يدها كي أساعدها على الوقوف.. لكنني تذكرت كلام والدي.. إنها ليست بصديقة حتى.. بل رفيقة سوء.. للتو كانت تحرضني عليكَ أبتِ..
- هيّا ساعديني.. ألا ترين أنني لا أستطيع الوقوف !
- آسفة ولكن والدي نصحني بألا أقترب من أمثالك !
- ماذ ماذااا .. مهلاً ( وتركتها)
وأخذت تصرخ وتسبّني.. أما أنا فهرولتُ عائدة.. لرجلي.. لبطلي.. لأغلى أبٍ في الكون كله.. كي أرتمي في حضنه وأعتذر منه.. وأخبره بأنّ رباط حذائي.. كان رباطاً لقلبي أيضاً.. شكراً لك.. ولا تكفيك كلمة الشكر.. هذي !
أحبك !
يا رب احفظ لي أبي واحشرني معه في جنتك يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون..
وارحم آباء المسلمين الأحياء منهم والأموات..
في حفظ الله