المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : || الموضوع مشارك في مسابقة القلم للذب عن النبي الأعظم || هكذا سأنصر حبيبي



mostafa3
18-9-2012, 08:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

====
يقول الخالق عز وجل في مُنزله الكريم بسورة الفرقان: تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) فوصف الرب الشمس بالسراج وهو المصباح المُشع بالنور بينما وصف القمر بالمنير او المضئ مع حُسن اللون. أما في موضع مختلف من الذكر الحكيم وتحديدًا في سورة الأحزاب يقول ربنا العظيم : يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَداعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجًا مُنِيرًا (46)

ستتمكن بسهولة تامة بعد تدارس لهذين النصين من ملاحظة أن الله عز وجل وسّم النبي صلى الله عليه وسلم وميزه بصفتين لم يشهد بكليهما مجتمعين لا للشمس ولا للقمر، فلا الشمس توصف بالمنيرة التي تحتمل أعين البشر التأمل فيها وبجمالها ولا القمر سراجٌ بإمكان الأبصار الإتكال عليه للرؤية ليلًا، أما رسول الله فهو هبة المولى التي أنعم بها على البشرية، لهداه وتعاليمه ما للشمس من وضوح بجانب قوة انتشار أشعتها كما أن لجمال خلقه وخلقته وتعاملاته وأسلوبه ما للقمر المنير من سرور شديد آسر في قلوب ناظريه.

لقد جمع الصادق الكريم بين شهادات إلهية بأوصاف أهلته ليكون جديرًا بسيادة الثقلين من إنس وجن ولكن هنا أطرح على قارئي سؤالًا.. أكان سينبغي لراع الغنم الأمي اليتيم ما بلغ من مكانة سامية بين الخلائق لولا أن اصطفاه مالك الملك بالمنهج القويم المعروف بالشريعة الإسلامية؟ هنا يتبلور السر الواقف وراء ما كان لهذا القائد ولأمته من شأن عظيم بين الأمم، إنه الدين الذي ينسب للفاروق عمر بن الخطاب قوله فيه: نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله..

ولكن كم اختلط بديننا اليوم من اجتهادات أضلت كثيرًا من شبابنا السبيل واساءت لصورة أهل الإسلام والمسلمين ولكم اتُهم سر عزتنا وديننا الحنيف بسبب الفهم المعيب للمتطرفين بمختلف الإتهامات أشهرها الإرهابي، ولكن كيف هو المسار الذي يجب أن يسلكه الفرد المسلم ليعبر تعبيرًا صحيحًا عن دينه؟ أنا لن أدعي أني أملك الحقيقة اليقينية الكاملة ولكني أدعي أن مسلمي اليوم يعانون من أزمة تعبير عن النفس ولهذا سأسرد ما يتخاطر إلى ذهني عن صورة الإسلام الوسطي السلمي الذي عليه تربيت عسى أن أصيب فينفع الله بي إخواني أو أن أخطئ فأجد بينكم من يرشدني وأنا ههنا استدعي حوارًا أداره شيخي الجليل محمد متولي الشعراوي مع أحد الشباب الذين دفعتهم حماستهم للإسلام إلى الحياد عن الدرب الوسطي الرباني لديننا، فسأل حضرته الشاب حين لحظ منه تشددًا إن كان فعلًا كتفجير ملهًا ليلي اشتهر بأقذر ما تشتهر به مثل تلك الأماكن المشبوهة مما يقره الإسلام فرد الشاب عن قناعة بأن المقتولين من المذنبين بداخله حلٌ دمهم في الإسلام، فسأله الشيخ عن المقتولين بخاتمتهم البشعة تلك أيحسبون من أهل الجنة أم أهل النار؟ فشدد الشاب على أن جهنم مثواهم وبئس المصير.. هنا أشار إليه الشيخ بسؤالٍ في غاية الدهاء عن هدف إبليس وأهله من شياطين الجن والإنس فرد الشاب بعفوية بأن هدفهم قيادتنا إلى النار فنظر له الشيخ بابتسامة هادئة جمعت بين حكمة وحنو قائلا بأن ارتكاب فعلٍ كقتل المذنبين مهما بشعت ذنوبهم والإقرار بأنه انقطعت السبل بينهم وبين التواب فهو اعانة الشيطان نحو هدفه الأزلي في قيادة بني آدم إلى جهنم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى يومًا لجنازة يهوديٍ قائلًا بأنها نفسٌ أفلتت منه إلى النار..

ما كان الإسلام يومًا بالدين الدموي أو العنيف وهنا أتوجه باللوم لكل من ساعد عمدًا في نشر صورة خاطئة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكم واجهني متهجمًا بوجه مكشر غليظ من أشرت إليه يدي بالسلام بعد الصلاة بأنها بدعة وكأن أسلوبه السئ سنة متناسيًا أن "الإبتسامة في وجه أخيك صدقة" و "وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"!

لقد أثار في نفسي أعظم معاني الإعجاب والتقدير تلك القصة التي سردها الداعية المهندس فاضل سليمان عندما رأى شابًا يلقي بكيسٍ ورقي من نافذة سيارته أمام إحدى المراكز التجارية فما كان من المهندس إلى أن لوح له بأنوار سيارته ليلفت انتباهه ثم أشار له على الكيس فنزل الشاب في حرج ليلتقطه فناداه المهندس فاضل بكلمة "شكرًا" مع ابتسامة عريضة بادله إياها الشاب ثم التفت إلى المهندس إلى ابنته الصغيرة قائلًا "هذه ما يسمونه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وكذلك قصة الإمام الشهيد حسن البنا في طفولته حين اجتمع هو وعدد من اصدقاؤه على إرسال رسائل وعظية وإرشادية سرية لكل من يلحظون ارتكابه لمنكر.. هكذا هو ديني الذي تعلمته، دينٌ يقول لمن يكفرون به لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ، دين يؤمن أن الحكمة والموعظة الحسنة والصبر والحلم والصفح هي أسس الأمر المعروف والنهي عن المنكر أما الإجبار أو الغلظة فهي أشد ما ينهره، فكيف إذ أن الله منح بني آدم الحرية في الإيمان أو الكفر به أن يأتي من بينهم من يمنح نفسه حقًا في الوصاية على أفعالهم؟ هل حقًا سبيل الإسلام هو الإكراه على المعروف؟

يقول الإمام محمد الغزالي: “الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل ،كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن، فالحرية النفسية والعقلية أساس المسئولية، والإسلام يقدر هذه الحقيقة ويحترمها وهو يبني صرح الأخلاق” وبهذه الحقيقة يجب أن يؤمن كل آمر بالمعروف وناه عن المنكر، وعلى أساسها يجب أن يؤمن أن النصيحة والإقناع هي الوسيلة الأصح لعرض أي أطروحة.. وأن الماس لا يكسره إلا الماس كما أن الفكرة لا تواجهها إلا الفكرة وأن القمع أو العنف لم يكونا يومًا سبيلًا ناجحا للمواجهة وأن رد الإساءة عن رسولنا لا يصح أبدًا أن تكون بحرق السفارات أو قتل الدبلوماسيين، بل تكون بفكرة مقابلة تعتمد في نجاحها على انتهاز فرصة أن الملاعين السابين لنبينا أيقظوا فضول عددٍ لا بأس به عن الإسلام.. فهل سنوجه طاقاتنا على أن نوصل لهم أخبارًا كتبول جماعي على أسوار سفاراتهم وحرق أعلامهم ورفع شعارات العداء لمعتقداتهم وقتل دبلوماسييهم المعاهدين الذين لم يرتكبوا جرمًا؟ أم نوجهها لكي نوصل لهم خبر الإسلام بأسلوب جميل فيعتنقوه ويكون لنا النصر في هذه المعركة وينقلب تدبير الأعداء إلى تدمير؟ كم أتمنى أن يقتنع شبابنا المسلم بما سردت.. كم أتمنى أن نعود أمة مشرقة تدين لها الأمم بالإحترام.. كم أتمنى أن نعود على الدرب الذي رسمه لنا الحبيب عليه الصلاة والسلام.. أن نكون كما أراد سيدنا لنا أن نكون.. أن نحي فينا سننه المنسية وسط مشاغل حيواتنا وتضليل المغرضين.. الإبتسامة.. اللين.. الحلم.. الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أسس سليمة.. أن يكون كل فردٍ منا صورة بهية للإسلام تمشي بين الناس بالود والنصيحة وتنشر رسائل المحبة والدعوة إلى كل أركان الأرض يدؤكها كل حي على وجه البسيطة.

أدعوكم جميعًا أن تجددوا إيمانكم، تبحثوا في نفوسكم عما قصرتم أو تشددتم فيه ثم تتوبوا إلى بارئكم، وأن تعصروا الأدمغة وتعدوا الأقلام لكتابة رسائل وتنفيذ ابداعات ننشرها على ما نصل إليه من المواقع الغربية.. إنها فرصتنا الذهبية لنعلم الخلق كلهم من هو خاتم المرسلين محمد بن عبدالله.. سنكون جميعًا سفراء لهذا الدين ومحامين عن القضية الربانية الناجحة..

بحسن تمثيل دينه.. هكذا تكون نصرته..

عين الظلام
19-9-2012, 10:57 PM
نستطيع أن نقول .. وقفة قصيرة بإذن الله هاهنا ... عــــــــــــين الظــــــــــــلام

noreku
26-9-2012, 11:23 PM
جزاك الله خيراً
ونفع بك الاسلام والمسلمين

mostafa3
28-9-2012, 05:20 PM
نستطيع أن نقول .. وقفة قصيرة بإذن الله هاهنا ... عــــــــــــين الظــــــــــــلام

منتظر تعليقك بفارغ الصبر :)

mostafa3
28-9-2012, 05:21 PM
جزاك الله خيراً
ونفع بك الاسلام والمسلمين

جزانا واياكم وربنا يهدينا ويهديكم ويجعلنا سببًا لمن اهتدى :)

[مِسعَرُ حَرب
28-9-2012, 10:41 PM
مُناي أن يرشدك الله للدين الحق والمنهج القويم الذي عليه سلفنا الصالح

دع عنك أشخاص "الحزب" وانظر لأهل العلم الربانيين

واحذر من أن تكون بغبغاء يردد ما تقوله الأبواق دون تمحيص وسبْر !

لا أكثر ولا أقل من قراءة القرآن والسنة متجرداً من الأهواء

أسأل الله أن يهديك ويصلح حالك

mostafa3
29-9-2012, 04:35 PM
مُناي أن يرشدك الله للدين الحق والمنهج القويم الذي عليه سلفنا الصالح

دع عنك أشخاص "الحزب" وانظر لأهل العلم الربانيين

واحذر من أن تكون بغبغاء يردد ما تقوله الأبواق دون تمحيص وسبْر !

لا أكثر ولا أقل من قراءة القرآن والسنة متجرداً من الأهواء

أسأل الله أن يهديك ويصلح حالك


وما أنا إلا على هذا المنهج.. أنا من أهل السنة والجماعة فلا داع للغمز واللمز كما لو أني من كفار قريش.. :)